الاثنين، 30 أبريل 2012

يااااااااااااااربــــــــــــنااااااا !!!!!

يااااااااااااااربــــــــــــنااااااا !!!!!

كان صباح يوم الجمعة ...انتبه الكثيرون على صوت صرخاتها أتيا من الشارع ....كانت تجرى حاملة طفلتها ذات العشرة سنوات على كتفها ...تكاد تتعثر فى خطواتها المضطربة ...الطفلة تتلوى من شدة الألام ...وما تفتىء فى التقيؤ على ملابس امها ...التف البعض من المارة عليها ...
احاطوا بها ....عرفوا ان الطفلة فى حالة مرضية شديدة ...بكاء الام وصراخ الطفلة الذى لم ينقطع ...لم يترك لاحد المجال للكلام ......اعطاها البعض ما جادت به الحال من النقود... .اوقف آخر ..سيارة أجرة واركبهاوالطفلة ودفع للسائق اجرته لينطلق بهما الى اقرب مستشفى عام ....نعرفها تلك المرأة المكافحة ....بائعة الخبز على رأس شارعنا ...وتسكن هى واطفالها الاربعة وحدهم فى حجرة فوق سطح احد المنازل ....السيارة تنطلق بهما والطفلة مازالت تتلوى ممسكة ببطنها وبين اللحظة والاخرى تقىء بطريقة مؤلمة ....تبكى الام ..تحتضنها ...تعتذر للسائق لاتساخ سيارته ....يدعو الاخير للطفلة بالشفاء وهو يقول : فداها العربية ...ربنا يطمنك عليها ...
صباح الجمعة ...الطريق غير مزدحم ...وصلت السيارة الى اقرب مستشفى عام ....ساعد السائق الام فى انزال الطفلة وتوجه بهما الى باب المستشفى ...فين الاستقبال لو سمحت ...؟؟ ...معانا طفلة تعبانة قوى ....كان السائق الشهم يشق طريقه وسط بعض الواقفين والجالسين من المرضى حاملا الطفلة تتبعه الام الباكية عندما قابل احدى العاملات فى المستشفى ..
مالها الحالة دى ؟ ....صاحت فيه ......الأم تسارع وسط بكاءها لتقول :
من الفجر عمالة ترجع وتعيط من بطنها ....النعناع والكمون وال...... .......خلاااااص ....انت هاتحكيلى حكاية ..!! قاطعتها الممرضة واستطردت..خدوها لقسم الاستقبال اخر الطرقة ....واقطعوا تذكرة للكشف من الشباك اللى هناك ..................تركتهم وانصرفت ....
توجه السائق بالطفلة مع الام الى الحجرة المطلوبة ....قابلتهم امرأة اخرى من المستشفى ....حطها هنا على السرير ده ...فين التذكرة ؟؟
كانت الحجرة بها ستة اسرة جميعها مشغولة عدا ما اشارت اليه السيدة ..الطفلة على السرير تبكى ...تعتصر يدها الملاءة على السرير فى عنف واليد الاخرى تمسك ببطنها ...قال السائق للام ..خليكى انت معاها وانا هاقطع لك التذكرة ....شكرته الام وهى تمسح دموعها ...انكبت على الطفلة تمسح على راسها ....تبكى ...ماما ...بطنى ....مش قادرة ...
واذا بالقيىء يغرق السرير .......ايه القرف ده ؟؟؟؟
صاحت السيدة الضخمة من المستشفى فى وجه الأم .....اخذت الأم تعتذر وهى تمسح موضع القيء بطرف شالها ....ثم قالت متوسلة ..ابوس ايدك اندهيلى الدكتور ....البنت هاتضيع منى ..!!
رمتها السيدة بنظرة تأفف ....امسكى السلة اللى تحت السرير وخليها ترجع فيها .....مش ناقصين قرف على الصبح ........قالت ذلك وهمت بالخروج فقابلها السائق قادما وبيده تذكرة الكشف ....دون ان تتكلم جذبتها من يده وخرجت .....قال الرجل للام : باذن الله تطمنى عليها ....مد يده اليها بالنقود التى اخذها اولا عند ركوبها معه ....وقال :ربنا معاكى ...انا هامشى علشان العربية لوحدها ....ظلت الام تشكره وهى تمسح دموعها ....السيدة الضخمة تدخل خلفها طبيب شاب لم يتجاوز الثانية والعشرين ...يمسك هاتفه المحمول يتكلم فيه وبجواره ممرضة صغيرة ....الام يتهلل وجهها لرؤية الطبيب الذى وقف بجوار الطفلة الصارخة ومازال يتحدث هامسا فى هاتفه .....مالها ياستى ..؟؟ ...من الفجر .........ادار وجهه وهو يبتسم متحدثا فى هاتفه ولم يسمع ما نطقت به الام ....التفت ثانيا ...وضع الهاتف فى جيبه ..امسك بيد الصغيرة ...تبكى ....جس بيده جبينها ...
هى كلت ايه ؟؟؟ .........مافيش حاجة يادكتور من الصبح بترجع .....
يلتفت الطبيب الشاب الى الممرضة بجواره ...أديها .......و .......وخافض حرارة ........و .......وملين ........حاضر يادكتور ....ردت الممرضة على تعليماته .....هم الطبيب بالخروج ...تعلقت الام به ...سألته ...عندها ايه يابنى الله يخليك ..؟؟ ...تمتم لها ....اطمنى شوية مغص ..حاجة بسيطة ....تركها الطبيب خارجا .....الطفلة تصرخ من جديد ....الممرضة تشرع فى حقنها بالادوية ....مازالت الطفلة تبكى ...الام تربت عليها مشجعة ...الممرضة تهمس لها ...دلوقتى العلاج يخفف التعب ياحبيبتى ..
بقيت الام مع الطفلة .....الوقت يمر ....وفجأة تصرخ الطفلة صرخة عنيفة وتقيء سائلا مدمما ....الام تصرخ ...تجرى خارج الحجرة ...يتعالى صراخها ...يلتف حولها بعض المرضى والمتواجدين فى المكان ...تصرخ من جديد تنادى الاطباء ....صاحت فيها اكثر من سيدة من المستشفى ....بكت ..توسلت لهن احضار الطبيب .....صرخن بها ان تصمت ....
زاد صراخها ....بنتى ياااااناااااس .!! حراااام عليكووووووا .....
يأتى طبيب كبير على اثر صراخ الأم .................وسعى شوية ..اهو مدير المستشفى جه أهو ..........صاحت فيها احدى السيدات ......الطبيب متجهم الوجه ...يسرع الخطى ...الأم تسبقه الى الحجرة ...يدخل معها ..تطلق الأم صرختها المفزعة .....الطفلة ساقطة ارضا بجوار الفراش لا تتحرك ....اسرع الطبيب اليها يفحصها .....رفع راسه الى الأم .....البقية فى حياتك ياستى ....لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ.تطلق صرخاتها وهى تنكب على الطفلة...... تمسح وجهها بقبلاتها الباكية ...........الطبيب يحدث الممرضة هامسا ........مين اللى كشف على البنت دى ...........تهمس له ....يتمتم بتذمر .........البنت انفجرت فيها الزايدة .....قوليلوا يمشى من هنا ...........يترك الحجرة وهو ينظر الأم وطفلتها عندما انطلقت صيحة الام النائحة مدوية ياااااااااااربناااااااااا !!! ...

............................... تمـــــــــــــــــــــــــت .................................
 

الأحد، 29 أبريل 2012

الرفيــــــــــــــــــــق !!!

منذ حوالي ساعة

الرفيــــــــــــــــــــق !!!

هل لكم ولد او بنت تزيد شقاوته احيانا حتى لا تطاق ...؟ ......... نعم ..
هل تعجز بكم السبل معه حتى تضطروا الى الضرب عقابا .؟........نعم ..
..... اذن فقد وجب على تحذيركم ......

يسكن هو وزوجته واولاده الثلاثة ....الاكبرعشرة سنوات والاوسط ثمانية اما الصغير فستة اعوام ....وكان الحديث بشأنه ...!!
لم يكن يكف عن مشاكسة اخويه كما هى عادة الاطفال ...الا ان هذا الطفل كان ازيد من المعتاد ....عنيف رغم صغره ...يقذف من امامه اذا غضب بما تقع يده عليه وان كان حادا كالسكين ..!! لا يتورع عن نشب اظفاره فى وجه اخويه او ابويه على السواء ...كلما عنفه احد او صاح به غضبا .....حاول الابوين اصلاح سلوكه المشاغب ...حاولا معه كما ربيا شقيقيه دون فائدة ..كان الاب احيانا يضطر الى صفعه على يده ...وكثيرا ما نفعل ....فما يزيد الطفل الا صراخا وقذف الجميع بكل شيء حتى اصاب وجه اخيه فسالت دماءه ....ثار الاب وصاح بكل الغضب وانهال على الطفل ضربا ومع اشتداد صراخ الطفل صمم الاب رغم معارضة الام ومقاومتها له على حبس الصغير فى حجرة مظلمة وحده ....الام ترجوه باكية والطفل يصرخ بكل ما فيه من قوة وقد اغلق الاب الحجرة عليه وحيدا ....الطفل يطرق على الباب من داخل الحجرة صارخا باكيا ....الام ترجو الاب ان يعفو عنه ويفتح له ...والاخير صمم على عقابه لمدة ساعة ....
استمر صراخ الطفل وطرقه الباب لدقائق ثم خفت تدريجيا وسكن تماما ..
قال الاب ....دلوقتى سكت من التعب ....بعد شوية نفتحله ....
صاحت الام فيه ....افتح الباب دلوقتى ....حرام عليك الولد ....نظر اليها الاب غاضبا ..وقام الى الباب تتبعه الام ....فتح الباب ....الحجرة مظلمة ..
دخلت الام مسرعة تنادى الطفل ومد الاب يده فاضاء النور ...
وانطلقت صرخة الام بكل الرعب والفزع .....لم يكن الطفل فى الحجرة !!
...ليس بالحجرة الا بعض الاثاث المهمل وشباك حائط مرتفع مغلق تماما ..
أصاب الذهول والجنون الابوين وهما يبحثان صارخين على الطفل دون جدوى ....الاخوين الاخرين على باب الحجرة يبكيان .....يسألان ....فين اخونا يابابا ..؟؟!!
سقطت الام فى اغماءة من شدة الصدمة .....ما عاد الرجل يعرف ماذا يفعل ...ارتمى عليها يحاول افاقتها ....يتلفت حوله فى رعب وعيناه ذاهلة ...مازال ينادى على الصغير ....فقد القدرة على الاستيعاب ...وصوت بكاء ابنيه يزيد من جنونه ......وكانت صرخته هو الاخر لينهار تماما !!!
....كانت تلك الليلة فاصلة فى حياة الاسرة المسكينة ...اجتمعت جيرانهم على الاصوات الصارخة ..وما صدقوا حرفا مما سمعوه ....حتى ان البعض منهم شرع يبحث عن الصغير فى كل ركن من اركان الشقة ...الأم المنهارة لا تنطق الا بكلمات ترددها ذاهلة ....ابنى اختفى ....أبوه ضيعه ..
والاب الذاهل يحملق بعينيه الى الموجودين حوله كأنه لا يراهم ...يهز راسه استنكارا ورعبا .....الجميع واجم ..مر الوقت بهم ... .البعض يقترح ابلاغ الشرطة ..والبعض يؤيد احضار احد المشايخ .....
.....قطع لغط الجميع صوت ارتطام رهيب فزع الجميع له ...تلفتوا حولهم ...واذا بالصغير ملقى امام باب الحمام ....منهك القوى لونه يميل الى الاصفرار وملابسه كلها مبتلة كمن كان غارقا فى الماء .....هرع الجميع اليه ....الام تلتقطه الى احضانها والاب يلثم كل جزء فيه باكيا ...الجميع يربت عليه ويلاحقه بالاسئلة ...كنت فين .. حصل ايه ...!!!!!...ايه اللى شفته ....!!!..جسمك ماله ...!!!...مين اللى بلك كده !!!!
الطفل صامت لا يتكلم .....لا يتحرك ....يحيط الجميع بنظره وبريق بلون الدم يلمع فى عينيه ......

........................ تمــــــــــــــــــــت .....................
 
 

السبت، 28 أبريل 2012

* أمــــــــــــــــــــــــــــــــــل *

* أمــــــــــــــــــــــــــــــــــل *

كنت اراها كل صباح وانا قاصدا عملى ...تجلس بجوار سور المدرسة التى تواجه منزلى ....تفترش الارض قابعة امام القفص الخشبى وعليه الصاج المملوء بالحلوى والمناديل الورقية .....طفلة لم تتجاوز الرابعة من العمر ..نحيفة ..هزيلة ..قلما اشاهد تغيير ثيابها ....منذ باكورة الصباح تأتى مع امها التى تضع لها القفص وماعليه وتجلسها امامه ثم تتركها مغادرة ...
لا تتحرك الطفلة مطلقا من جلستها تلك سواء امطرت السماء عليها او اشتد بها قيظ الشمس ....فقط اذا اصاب المطر حاجياتها تخرج من القفص كيسا كبيرا من المشمع لتغطى به الحلوى وتظل فى جلستها حتى عودة الام لاخذها ......اعتدت ان امر عليها كل صباح فابتاع منها المناديل معطيا اياها اضعاف ثمنها ...متمتما بين نفسى انها لوجه الله ....
صارت تعرفنى منتظرة مرورى عليها ....عرفت ان اسمها امل ...وان لها من الاشقاء سبعة ...
اراها ايضا عند عودتى فى الظهيرة ...فى ذات الموضع وبنفس الجلسة ..احيانا كنت اراقبها من شرفة منزلى ....تنادى بصوت رفيع واهن على الحلوى ....الاطفال امام المدرسة ...منهم من يبتاع منها ..عندها ارى البسمة قد علت وجهها مشرقة ...
كانت امها تأتيها قرابة الثالثة عصرا ...تمد الطفلة يدها الصغيرة فرحة بما جمعته من نقود الى امها فتتناولهم الاخيرة وتمنح الطفلة سندوتش الفول ...تلاقيك جوعتى يا أمل ......جوعت قوى ياماما !!!
هذا الصباح كانت امل ذابلة اللون شاحبة يبدو عليها المرض ...وكان بين يديها مالم اره معها سابقا ...كراسة وقلم تخط فيها بيد مرتعشة ....
ابتعت منها المناديل وسألتها عن حالها ....سعلت بوهن وهى تحمد الله ..سألتها عن الكراسة واذا ما كانت ألتحقت بمدرسة فقالت انها تجلس الى اختها الكبرى الوحيدة بين اشقاءها التى تذهب الى المدرسة فتعلمها...وانها استطاعت ان تعرف كتابة الحروف ...
ابتسمت لها مشجعا و قلت لها ..انتى عيانة يا أمل ...ليه جيتى النهاردة ......ردت بصوت بالكاد وصل الى سمعى : ماما مارضيتش تسبنى اقعد ..
..ظهيرة يوم جديد...اتابعها من الشرفة ...الاولاد يلعبون الكرة .....تصل الكرة بالقرب منها .....تمد يدها فتمسكها لتقذفها اليهم ....تتابعهم ببصرها وهم يمرحون ....كانت الكراسة والقلم بيديها ....من جديد تصل اليها الكرة ....يصيح الاولاد بها ....احدفيها يا أمل ....تتأمل الكرة ...امامها ..تقف ..تقترب منها وبفرحة تضربها بقدمها تجاه الاولاد ....يتضاحكون ...يطالبونها باللعب معهم ....ترفض ...يصرون ...تتركهم عائدة .. يصيحون بها ...اذا مالعبتيش معانا مش هانشترى منك تانى ....
تنظر اليهم مترددة ....تعاود الرجوع .....يضربون اليها الكرة بقوة ....تصطدم الكرة بالقفص الخشبى فتوقع كل الحلوى وما عليه من حاجيات الى التراب .....ارتعبت الطفلة ...هرولت الى الارض تجمع الحلوى باكية ...واذا بقيضة امها تمسك بشعرها بعنف وتمسح وجهها بالارض صارخة فيها ...
بتلعبى يا أمل ؟؟ بتلعبى .....احنا مش بتوع لعب ... فاهمة ؟؟ ..كويس الحاجات اللى باظت دى ....؟؟
انهالت عليها لطما والطفلة تصرخ باكية وبصوت مختنق متقطع تردد ...
انا غلطانة ياما .....اخر مرة والنبى .....ماعدتش ألعب تانى .....
تركتها الأم لتقع أمل على الارض من شدة الاعياء وبنفس الثورة الغاضبة امسكت الأم بالكراسة والقلم وهى تصيح بها ....علشان تبقى تخدى بالك من اللى قدامك كويس ...قالت ذلك وهى تكسر القلم وتمزق الكراسة .....ارتمت الطفلة على قدمى امها تقبلها وسط نحيبها وهى ترجوها ...الا الكراسة ياما ...أبوس رجلك بلاش تقطعيها .....بلاش وحياة النبى ...

كان الكثيرون من المارة يشاهدون مايحدث صامتين وما زالت أمل تبكى ...

.............................. تمـــــــــــــــــــــــــــــــت ........................
1

الأربعاء، 25 أبريل 2012

صاحبة القصيــــــــــــــــــدة !!

 
صاحبة القصيــــــــــــــــــدة !!

صباح جديد وانا فى مدرج السنة الرابعة فى كلية الحقوق ....اترقب بقلب خافق لحظة قدومها ....لا اسمع من حديث زملائى فى الجوار شيئا ...كل كيانى مآخوذا الى الباب منتظرا ....
لا ادرى لماذا هى دون غيرها ....لم تكن تحمل من صفات الجمال الجسدى المثير شيئا ....نحيفة .....ترتدى الحجاب ...لا تتزين ....لكنها لها بهاءا كالملائكة ....منذ رايتها المرة الاولى شعرت بطوفان من المشاعر يتقاذفنى ....كنت اخفض بصرى عنها خشية ان يلحظ الاخرون ...لكننى احفظ تلك الملامح وذلك الوجه الذى يسلبنى ضياؤه قلبى ....كم رسمته ...كم كتبت فيه الشعر .....وكم انتظرت لحظة اشراقها قادمة لاكون مقابلا لتلك العينين ......قلبى يخفق بي بشدة ....اتراها قادمة ....نعم .... نعم ...هاهى ....لا ارى مما حولى الا سماءا صافية وجدوا نهر تترقرق لامعة مياهه وهى تخطو تتهادى على عشب اخضر تتلاعب نسمات الصباح بطرف حجابها المسدل فيبدو كجناحى فراشة من نور ....ياااالله !!!! يالتلك الملائكية !!! هى الرقة وقد شكلها الله فتاة .....تبسم ثغرها وهى تقترب محيية زميلاتها .....اشعر ان البسمة لى انا ...اشعر ان قدومها لرويتى انا ...هزنى زميل بجوارى .....انتبهت اليه ...همس لى ...انتبه لعينيك ...نحن طلاب الجماعة الاسلامية ...لا ينبغى بنا النظر هكذا .....خفضت بصرى وانا اناجى الله انك الواحد الوحيد الذى تعلم ان نظرتى لا يشبها ما تؤاخذنى عليه .....
كنت جل وقتى اراقب تلك العينين ....لهما سحر طاغى على نفسى ...مرات عديدة التفتت وتقابلت عيوننا ....انتفض قلبى فى كل مرة وشعرت بحرارة خجل ترسم لونها على وجنتى ......اؤكد لنفسى انها تتبسم لى ...ثم ترنو ببصرها الى صاحباتها تكلمهن .....بيننا عدة امتار فقط ...اكاد اسمع صوتها وما كانت تتحدث الا همسا ... ...
كان الوقت يمر وانا ببيتى بطيئا .....كانما يضغط باقدامه الثقيلة على صدرى فاشعر بتنفسى يخفت ....يضعف ....كأنما اختنق .....اترك الحجرة لادخل اخرى ....لا فائدة .....لا احتمل البقاء ....ما يفصلنى عن رؤيتها الا الوقت فى انتظار الصباح .....اذا لن يأتى الصباح الان ...افلا اسعى اليه انا ....نعم امشى وامشى تحتضن قدماى الارض والطرقات ....افتش بين السحابات عن واحدة قد تشبهها .....اسكب تنهدات الشوق ابياتا من الشعر ....كانت اطول قصيدة كتبتها .....كانت اصدق ما سطرت يداى ...ما زلت احفظها محتفظا بها ......
إن تـرى من أحب يا مـوج تعذرنى
أن تـراه تصــاب بسحـر وافتتــان
فحـبيب لسـت أدرى كيف أوصفـه
تعبـت مـعى الأشـعـار وكـل المعـانى
رأيتـه والنـور فـاض من جبينـه
كـأنه الشـمـس تشـرق عـلى الأكـوان


قرأ اصدقائى القصيدة ....صوروا منها نسخا واعطوا اصدقائهم كما اعتادوا مع ما اكتب .....قررت ان احادثها ....اقترب منها فقد قارب عامنا الدراسى الانتهاء .....
كانت تقف وحدها فى حديقة الكلية .... ها هى الفرصة مواتية ....خطوت تجاهها خطوات ...التفتت ناظرة الى .....بسمة رقيقة ترتسم على شفتيها ....قلبى يضطرب صارخا فى صدرى ....هى المرة الاولى التى سأتكلم مع فتاة .....اشعر بكفى باردين ...اشعر اننى لا اذكر من الكلام حرفا واحدا ....توقفت خطاى ....اقتربت منها احدى الزميلات ....عدت عائدا
اعب الهواء كأننى لم اكن أتنفس .....
انتهت امتحانات الفصل الدراسى الاخير لنا فى الكلية ....تخرجنا ...لم اعد اراها .......لم يفارق طيفها مخيلتى لسنوات .....عملت محاميا ودارت بى الايام والسنون ....تزوجت ..واستمرت الحياة ....لكن كلما استمعت لاغنية ....اعز الناس ....تذكرتها ..كانت الكلمات ترسم طيفها امامى .....كذكرى جميلة لمشاعر كانت ارق من نسيم الصباح ...
ذات يوم وانا فى عملى ..احادث زميلا لى واذا بالصوت الهامس بجوارى ينطق باسمى .....التفت واذا بها امامى باسمة ....كأنما كانت البارحة ...
كأنما لم تمر السنوات الطوال ....هى نفس الكيان الملائكى الرقيق الوديع
...ألجمتنى الدهشة ....أتعرف اسمى .؟؟ اتذكرنى ..؟
عادت تتبسم وهى تهمس ....لم تكن هناك فرصة لاشكرك على القصيدة
.......اتسعت عيناى ....اقبض اصابعى فى قبضة شديدة حتى لا ترى رعشتها ......صامتا انظر اليها ......وكأن ضربات قلبى تتكلم بدلا عنى ..
استجمعت قواى لانطق حروفا زائغة ..ال ق صيد ة !!!
همست وعيناها ملؤها السحر ....مازلت احتفظ بصورة منها ......
.........لم اصدق نفسى وهى تبتعد بعد ان تبادلنا السلام متعللة بعمل لها... ...اسرعت عند عودتى اقلب فى اوراقى القديمة ....اخرجت القصيدة ...اعيد قراءتها ..لكن هذه المرة وانا ارى طيفها كأنما يقرأها معى

............وما افقت الا على صوت اولادى ينادينى ................

.................................تمــــــــــــت ......................................
 
 

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

جواش عزيز الوجود !!!

جواش عزيز الوجود !!!

ربما كان ذلك منذ عشرة سنوات تقريبا عندما كنت فى زيارة الى الاقصر ..كنت ضمن مجموعة من الاصدقاء فى مشاهدة الآثار ....عنّ لى الانفصال عنهم فاتخذت طريقا اخر شاردا وحدى بعيدا وسط المعابد الفرعونية ....كانت زيارتى لدراسة بعض الآثار لاستكمل بحث لى عن السحر لدى الفراعنة ...
صرت بعيدا عن الجميع عندما سمعت صوت صرخة قطة عالية ...تلك الصرخة التى تطلقها القطة فى حالة الاشتباك مع حيوان اخر ....جذبتنى الصرخة ...توجهت الى مصدرها بين اعمدة المعبد ..شاهدتها .....كانت تلاصق احد الاعمدة وقد ارتفع ظهرها فى تقوس حاد وانتشر شعرها الناعم مدببا كالأبر وكان امامها مهاجما احد ثعابين الكوبرا وقد اتخذ وضعية الهجوم ...لحظات صمت اخذنى المشهد المتوتر ...قررت مساعدة القطة فى ذات اللحظة التى ضربتها رأس الثعبان بسرعة فارتفعت القطة عن الارض صارخة ....هرولت اليها ضاربا الثعبان مطيحا به بقدمى ...
وقعت القطة تئن ...حملتها وانطلقت بها باسرع ما امكننى .........
ما زلت اذكر كيف اسعفتها وتمت لها النجاة ....وفى ذات الليلة وقد كنت فى بهو الفندق وكان هناك احد الرجال يعرض مواهبه فى قراءة الكف ..
لم اكترث له ...الا اننى فوجئت به يقترب منى محملقا في وجهى ...نظرت اليه بدهشة ....ضاقت عيناه وهو يقول لى ...اصلح من امرك ..فهناك من يريد الاتصال بك فساعده ....
وقبل ان انطق بكلمة تركنى ذاهبا .....انتابتنى لحظات من الحيرة ..
كان لكلماته أثر فى نفسى غريبا ...
منذ تلك الجملة ولم يفارقنى الصداع ...كاد يدمر راسى ....طنين لا يفارق اذنى ...احساس بان الرأس قد بات ضعفى حجمه ....
شرعت فى الصلاة وتلاوة القرأن ألتمس الشفاء من الله ...
مر اليوم التالى وانا فى حالة قيء مستمر عجز الطبيب ان يعرف له سببا
....حتى كان المساء وقد شعرت ببعض الراحة ....وكان لقائى الثانى بالرجل ....اقترب من مقعدى ولفظ الجملة ....انت جاهز الان له ....
ومن جديد تركنى قبل ان انبث بحرف واحد .....
كنت اوشك على النوم عندما سمعت الصوت يهمس فى اذنى بكل وضوح
....انا جواش عزيز الوجود ....
انتبهت مذعورا ...اتلفت حولى ...الصوت ما زال فى اذنى هامسا ....
انا جواش عزيز الوجود ...قمت من الفراش قاصدا خارج حجرتى فى اللحظة التى شعرت بقدمى لا تستجيبان لى فوقعت ارضا ....عاذ الصوت ليس فقط فى اذنى بل شعرت انه يحتوينى كما غلاف من هالة ضوئية ..لقد اخترتك ...مكافأة لما صنعت ....انا رفيقك من الان .....
كنت اصغى الى الصوت وقد صار لوقعه على نفسى احساس بالالفة ..
سوف اكشف لك علوم الماضى جميعها ....سوف امنحك الاطلاع على افكار الاخرين ....همساتهم لانفسهم ....نواياهم ....سأطلعك على عوالم الجان الاربعة عشر ....كل العلوم الروحانية قد باتت طوع بنانك ...فقط اقبل العهد بيننا ...
سكت الصوت ....شعرت بجسدى خفيفا حر الحركة ....ماعدت خائفا ...لم اكن ارى امامى غير هالة من ضوء هى اشبه ببخار الماء ....نطقت وربما رغما عنى ......ماهو العهد ..؟
عاد الصوت هامسا .... ألا تنس ذكرا ....ألا تظلم أحدا ....ألا تمنع علما ...
هززت راسى موافقا وقلت أقبل ....أقبل ...فى نفس اللحظة شعرت ان الهالة قد احاطت بى لتدخل جسدى فتختفى.....وفى ذات اللحظة برقت عيناى ببريق غريب ...ذاكرتى تمتلىء بعلوم ومشاهد واماكن كأننى خضت فيها وعايشتها لسنوات طوال ....
تغير كل عالمى منذ تلك الليلة .... عشت الاف السنين فى اليوم الواحد ...طفت اماكن وأزمنة لا حصر لها ....كان همس جواش لا يفارقنى ابدا ...تحديت اساتذة فى كل المجالات وكنت اقرأ ما يهمون بنطقه قبل همسهم به ...كنت أرى علومهم أمامى كالكتاب المفتوح ..اسمع أصواتهم داخلى قبل ان تطرق مسامعى ....حتى كان ذات ليلة وصوت جواش يهمس بى ....سأضطر لمغادرتك ....أرعبتنى الجملة ....صحت كمن يهزى .....لماذا ...؟؟!! ......همس من جديد.... لكل أجل كتاب ...!!
ماذا تعنى ؟؟..... كدت أبكى وأنا أنطق بها .....عندما صدر الهمس واهنا ...كأنه يبتعد ....يبتعد .....يبتعد ...........الودااااااااع ...!!!!!!
ما عاد لى من جواش عزيز الوجود غير الذكريات لما اغرقنى فيه من بحور العلوم ......وما سأحدثكم به منها اذا رغبتم فى ذلك ....

.............................. تمــــــــــــــت ..................
 

الأحد، 22 أبريل 2012

الســــــــــــــــــــاهر !!

الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهر !!!!!

الثالثة بعد منتصف ليل احد ايام شهر يناير الباردة ....كنت متجها بسيارتى الى بلدة كفر عديس ...احدى القرى الصغيرة غير المشهورة بعد بنها حيث يعيش صديقا لى ....مسافرا لواجب العزاء فى موت زوجته الذى حدث فجأة بشكل لم يخلو من غرابة ...كان من المقرر ان اصل اليه بعد الفجر ومع باكورة الصباح كما طلب منى ملحا حتى احضر مراسم الدفن معه ....
كنت قد تركت منذ مدة الطريق الممهد وصار لزاما على السير بالسيارة عبر طرق زراعية موحلة .....بعض من رذاذ الامطار يتقاطر على زجاج السيارة .......العجلات تسير ببطىء وسط الطين اللين ....احاول ان اتفادى جزوع الاشجار والحجارة الكبيرة على جانبى الطريق عندما شعرت بهبوط قوى لاحدى العجلتين الاماميتين غارسة فى الاوحال بشدة .....
أوقفت السيارة ...نظرت من شباكها ...الامر غاية فى السوء ....اذا حاولت زيادة السرعة فسوف تغوص مقدمة السيارة تماما ...كانت الساعة قد قاربت على الرابعة صباحا ...لا ارى احدا مطلقا فى هذه الناحية النائية المشرفة من بعيد على القرية ....الاشجار على جانبى الطريق ..ليس من ضوء فى السماء فى اول شهر صفر ...صوت الحشرات الليلية وطنين الناموس يحيط بى ...قلت فى نفسى ..يالها من ليلة !!! ...
قررت العودة داخل السيارة منتظرا الصباح لعل البعض يرانى فاحظى بالمساعدة ....كدت ادخل السيارة عندما شقت الليل واخترقت مسامعى صرخة عنيفة لرجل ملؤها الألم الرهيب ..تراجعت من شدة المفاجأة اتلفت حولى ...لا تمنحنى الاشجار القريبة مجالا جيدا للرؤية ....ترى لمن هذه الصرخة المدوية ...هل اتقدم لارى ؟ ....ام ابقى فى السيارة .؟
واخترت التقدم ...فالفضول عندى هو قاتلى لا محالة ...ما ان تقدمت خطوات فى الاتجاه الذى شعرت بصدور الصرخة منه حتى هالنى الصوت المرعب الاخر ...عواء لذئب مزق السكون من حولى ....
الحق ان قدمى باتتا ترفضان التقدم ..فى حين تحفزنى روح غيب المجهول التى تسحرنى دائما على مواصلة التقدم .....
غاصت قدماى فى الطين الموحل كثيرا وانا امر بين المزروعات والحشائش
حتى لاح لى على البعد تحت ضى النجوم الباهت ما يشبه الكوخ او العشة على راس احد الحقول ....كانت هناك بعض اعواد الحطب المشتعل ....تعجبت لمشهدها ....اقتربت منها اتلمس طريقى على بصيص لهيبها كدت اصل اليها عندما انطلق عواء الذئب ثانيا كأنه خلفى تماما هذه المرة ... انتفضت ملتفتا بسرعة فى اللحظة ذاتها التى امسكت يده بكتفى....
...بالرغم منى اطلقت صرخة خوف وكدت اقع ارضا فاسرع يمسك بى قائلا ..لا تخاف يا ولدى ...لا ضرر عليك ...
كان رجلا عجوزا يلف راسه بشال ممسكا فى يده بشرشرة كبيرة ..تلك الاداة الحادة التى تشبه علامة الاستفهام والتى يستخدمها الفلاحون ..
حملقت فيه بدهشة واستنكار ...اقترب منى وقال وهو يتجاوزنى الى قرب النار ....انت غريب عن هنا ..؟؟
تتبعته ببصرى فوجدته جلس ارضا امام الحطب المشتعل و بدأ يشرع فى تحضير ابريق الشاى ليضعه وسط الحطب ....كان رذاذ المطر قد توقف منذ فترة لكن هناك رياح باردة تلف الجو من حولنا ...اقتربت لاجلس على صخرة بالقرب من النيران شاعرا بالدفىء ...قلت وما زال اثر الدهشة لم يفارقنى ....العواء ....كان هناك عواء ذئب ....ايضا ...الصرخة ...الصرخة ..
قاطعنا بنظرة منه ثاقبة ...ستشرب الشاى معى ....
حملقت فيه متعجبا ....جولت ببصرى فيما حولى ...العشة المتهاوية ..الارض ....الرجل ...تراه كيف يعيش وحده..!!! ...كان يضع الشرشرة فى النار اسفل ابريق الشاى ....
حرك بعض الجمرات بعصا رفيعة تحت الابريق وقال ...اقترب الفجر.
سألته .. كيف تجلس فى هذا ......قاطعنى فجأة وهو يحدق بى ..
انا الساهر ....
ارتسمت علامات الدهشة على وجهى ....ويبدو انه فطن لذلك فعقب قائلا : اسمى الشيخ الساهر ...
هززت راسى صامتا ....ثم قلت ...انا هنا لزيارة صديق من القرية ماتت زوجته بالامس ...اتيت لواجب العزاء ....
قال وهو يصب الشاى فى كوب فخارى قديم ...لكل اجل كتاب ...
قلت ...نعم صدق الله العظيم ....مد يده الى بالكوب ...تناولته وانا اقول :
لا اعرف عن موت زوجة صديقى شيئا الا انه يقول انه يرتاب فى ........
قاطعنى وهو يرفع الشرشرة من النار وكان نصلها قد صار كالجمر احمرارا .
عندما يحن الاجل لا تسل عن السبب ...
اخذت ارشف من الشاى الساخن ...له طعم كالسحر فى فمى خاصة مع هذا البرد ....اطبقت على الكوب بيدي طمعا فى دفئه ......الرجل يمد ساقه اليسرى بجوار الحطب المشتعل .....اتابعه ببصرى ....يجذب طرف الجلباب عن ساقه .....هناك جرح رهيب متقيح اسفل ركبته ....كان الكوب على شفتى عندما وضع نصل الشرشرة المتجمر على الجرح ليصدر صوت الطشيش وتصعد ابخرة الدخان من ساقه ....وقع الكوب من يدى وبصقت ما كان فى فمى من شاى جراء الذهول الذى اصابنى ....فى حين كان هو بلا ادنى تعبير على وجهه ....
هببت واقفا كالملسوع مترددا اى طريق اسلكه ونفسى يتسارع دهشة ....
قال العجوز دون ان ينظر الى وما زال يسوى اطراف الجرح بنصل الشرشرة
....اسلك الطريق الايسر ....من هنا .....اياك وطريق الساقية المهجورة .
ابتعدت جاريا وكانت تباشير الصباح قد لاحت فى الافق .....
.....................التقيت صديقى وانا فى حالة رثة مزرية ....اعارنى
بعض ثيابه لاتساخ ملابسى ....وانا اقص عليه ما حدث للسيارة .....لم اذكر حديث العجوز معى فقد كان صديقى واجما ابدا ...ليس احساسى تجاهه انه حزين بل هو واجم بالفعل .....اتممنا مراسم الدفن وكنا عائدين بسيارته الى بيته عندما قال انه يشك ان زوجته كانت على علاقة باخر ..
زلزلتنى الجملة فانكرت عليه قوله ...كانت عيناه دامعتان وهو يقول ...
اتعرف انها وجدت ميتة خارج القرية عند الساقية المهجورة ...قال طبيب الوحدة ان قلبها توقف ....
طرقت كلمة الساقية المهجورة سمعى كطعنة سيف ....تابعته بكل اهتمام ....اكمل وصوته منخفض كانت قسمات وجهها تنم عن رعب قاتل
.....ماذا تعنى ؟؟ سألته ...هز راسه سلبا وهو يقول ..كل القرية تتسائل عن سبب ذهابها الى ذلك المكان ....
احاطت بى دوامة من الاسئلة ....اخترت احدها لاقول ...وهل تعرف من عساه يكون الرجل الاخر ..؟
نظر الى غاضبا وقال .لا بالطبع ....فلو عرفت لقتلته فورا .....
كانت سيارته تتهادى بنا عندما سمعنا مكبر الصوت يعلن فى ارجاء القرية كما هى عادة الفلاحين ...ان فلان ابن فلان وجد مذبوحا عند الساقية المهجورة ......توقف صديقى بالسيارة ونظر الى وفى عينيه بريق غامض
.....من جديد صدمتنى كلمة الساقية ....سألته بسرعة ...أتعرف الشيخ الساهر ....؟؟
نظرنى بدهشة وقال بالطبع اعرفه ....رحمة الله عليه كان كالأولياء .. يأوى اليه الطير والوحش ...لا يسكت على باطل او حرام ......

ازدرت ريقى بصعوبة وقد لفنى الصمت والدهشة وصوت يتردد فى اذنى ...

...اياك وطريق الساقية المهجورة .......اياك وطريق الساقية المهجورة .

.............................. تمــــــــــــــــــــت ............................
 

الجمعة، 20 أبريل 2012

العهد الموروث !!!! . ...(الجزء الثالث )

الجمعة 20 ابريل 2012


العهد الموروث !!!! .........(الجزء الثالث )


كنا بعد صلاة الحمعة عندما فتح صديقى باب شقته واستقبلنى محييا ...
وبعد عبارات السلام والتحية سألته عن حال زوجته ...نكس نظره الى الارض هازا راسه فى صمت ....ربت على كتفه مشجعا واعدت سؤالى عن ابنهما الصغير ...قال انه قد احضره كطلبى اليه وانه فى حجرته الان وحده .....اما الزوجة فتنتظر فى حجرة نومها غير قادرة على مغادرة الفراش ....
سرت داخل الشقة اجوس بخطاى كل حجرة فيها ....كان صديقى يتبعنى صامتا .....اقتربت من كل ركن .....لمست بيدى الحيطان والاثاث
....وقفت طويلا امام الطفل فى حجرته ....وقف هو عندما شاهدنى ووالده ندخل عليه ....اقتربت من الطفل واضعا سبابتى على جبينه .....لحظات قصيرة واصدر الطفل آهة ألم وحاول ازاحة اصبعى ....ربت على راسه بحنان وسط دهشة والده الذى بادرنى بالسؤال عن طفله ..رددت عليه
انه مهما حصل امامه او سمع او شاهد اى شيء فلا يتدخل الا اذا طلبت منه التدخل ....
كانت حجرة النوم هى الاخيرة ....فتحها صديقى اولا ودخل وحده وسرعان ما طلب منى الدخول ...كانت زوجته مستيقظة جالسة على السرير شاحبة الوجه زائغة النظرات ترتعش شفتاها ......طوفت بالحجرة كثيرا اتلمس كل اثاثها ثم توقفت امام المرآة الكبيرة ناظرا الي صديقى الذى قال : دى واحدة جديدة غير اللى انكسرت .....
اقتربت منها احملق فى انعكاس صورتى بها ثم قلت لصديقى دعنا نبدأ الان وهنا .......فهذا اكثر الاماكن فى الشقة شحنا باطياف مجهولة ...
سألنى اذا كنت ساشعل بخورا او ما شابه ....ابتسمت قائلا :
ان هذا للهواة ....
كانت زوجته ترمقنى بنظرات تبدو احيانا وكأنها لا ترانى واحيانا كأنها ترقبنى بتحفز ...احضرت احد الكراسى ووضعته وسط الحجرة فى مواجهة المرآة الكبيرة ...وامرت صديقى بالجلوس هو والطفل من خلفى كل منهما على جانب مقعدى ....قلت له: اكرر عليك عدم التدخل فيما ستراه او تسمعه فقط شاهد المرآة ...
بدأت تحصينا ذاتيا لنفسى وانا اصرف عمار المكان ...بسم الله ....بسم من ألجم كل مارد متمرد ....سابل الستر اذا احاط بنا البلاء ....لمحت الزوجة تحدق فى وجهى بشدة .......بأسمه الذى لا يضر معه شيء فى الارض ولا فى السماء ...حرز مانع مما نخاف ونحذر .....صارت تهز راسها بطريقة عصبية .........
...حمعسق ...حمايتنا ....كهيعص كفايتنا ...بحق الاسم العظيم فى ليلة القدر ...سلام هى ...سلام هى ...سلام هى ...انصرفو ياعمار هذا المكان من هذا المحل بارك الله فيكم وعليكم ......اصابع يديها ترتعش وقدميها اسفل الغطاء تهتز . .......يعموش ...يعموش ..ديغوغ ...ديغوغ ..
اسرعو بالرحيل فى وقتى هذا ....الوحا ..العجل ..الساعة ..الساعة ..
اصوات كطرقات متتالية والمرآة الكبيرة تهتز .كاد الطفل ان يهب جاريا من جوار مقغدى غير اننى امسكت به فسكن من فوره....قلت الحمد لله سأبدا الان فى تحضير الملك المسلم الحاكم على مملكة الجن الارضى ليوم الجمعة ..
شرعت فى الاستحضار اتلو العزيمة مرارا ...ايها الملك زوبعة الابيض ..يا ابا النور ....اسرع بالحضور بحق الاسم الحاكم عليك خبير ..خبير ..خبير ...
وبسر جهطهطيل ..جهطهطيل .......المرآة تهتز بشدة ..صار كل جسد الزوجة يرتعد متصلبا .ثم اطلقت صرخة ووقعت على الفراش ....هم الزوج ان يهب اليها ...حدجته بنظرة غاضبة فلزم جوارى يرتعد .....وفجأة سطعت المرآة بنور شديد اخفى انعكاسات صورنا فيها ......وظهر ما يشبه الطيف الابيض مقتربا منا ناظرا الى ....
اهلا ومرحبا بك ايها الملك ابا النور ....السلام عليك ......نظرنى الطيف فى المرآة بهزة من راسه .....اريدك للكشف على هذا الجسد .....ظهر الدخان الابيض فى المرآة واختفى الطيف ....جسد الزوجة يرتعد على السرير وذراعاها ممدودان فى توتر الى جانبيها .....تصرخ آلما ....وقفت انا الى جوار السرير ...مشيرا اليها بيدى ....{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } .....فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ......
.(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) .......هدأ جسدها وصمتت ...عدت الى مقعدى واذا بالطيف الابيض يعود فى المرآة .......سألته ....ماذا بها .....واجاب بصوت له صدى تردد فى جنبات الحجرة ...لا شيء ... ...حملقت فيه مندهشا ....طلبت منه اعادة الكشف مجددا ...قال بصوت حازم ...لا شيء ....فقلت مخاطبا اياه ....انصرف مشكورا ....اشتاتا ...اشتاتا ...اشتاتا ....
نظرت الى الزوج مشفقا ....كان كأن على راسه الطير محملقا فى ذعر الى المرآة وكأنه لا يشعر بمن فى الحجرة ....شرعت اتلو عزيمة من اقوى العزائم السريانية لتحضير الملك عنيائيل ...الملك المؤمن الحاكم على مملكة الجان العلوية والسفلية ليوم الجمعة .......
اتلو مرددا الاسماء الحاكمة والطلاسم الحارقة ....المرآة تهتز ...تتخنط بالحائط خلفها ....الزوجة ترتعد من جديد وكذلك الطفل ....امرت صديقى بان يحمل الطفل ويضعه على الفراش ثم يتركه .....حاول حمله سقط منه من شدة الرعدة فى جسده ....اعاد حمله ووضعه على الفراش عند قدمى امه التى كانت اشبه ما تكون فى غيبوبة ....اشرت الى الطفل مرددا .... فأغشيناهم فهم لا يبصرون......فأغشيناهم فهم لا يبصرون .....نام الطفل ساكنا ....استكملت التلاوة والسرير كله يتحرك بهما ....وجدت صديقى يقترب منى حتى التصق بالمقعدفى رعب ظاهر امسكت بيده المرتعشة لابث فيه الاطمئنان ........احضر الان ايها الملك عنيائيل ....بسر ما تلوته عليك من اسماء {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }......المرآة كأنما انفجرت نورا يعمى الابصار ....شهق صديقى وكانت يده تعتصر يدى .....
السلام عليك ايها الملك عنيائيل ...
...وعليك سلام القدوس السلام ....
تردد الصوت الجهورى له صدى عميق رهيب ....
اطلب منك الكشف على هذا الجسد ....واعلم اننى لن اصرفك قبل الحصول على ما اريد ............الضوء الساطع كأنه يتشكل فى كيان يتحرك قائلا ...الطاعة لسر اسماء الله القدسية .......
ردت ...بارك الله فيك ......اختفى النور من المرآة لتحل مكانه سحب كثيفة ....جسدا المرآة والطفل يرتفعان عن السرير فى الهواء ....جذبت يدى من يد صديقى لاقف امام السرير مرددا ........وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا......اصوات همهمة تعلو فى الحجرة ....

وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ..........الجسدان يهتزان بعنف وصوت الهمهمة يتزايد ......ثم يهبط الجسدان الى الفراش وما زال كل منهما مغمض العينين ..
المرآة تسطع من جديد والصوت الرهيب ينطق ....المرآة بها عارض يهودى
من مارد ملعون .....والطفل به مس من خوف ......قلت شكرا لك ايها الملك عنيائيل ......هل هناك توصية من العارض ..؟
رد الصوت ....نعم هناك عهد موروث ينتقل الى كل جن من قبيلة العارض اذا قتل ....فيحل آخر بدلا منه .....
قلت : اذن اطلب اليك بسر القسم الذى ترزخ تحته ان تحضر من الملوك السيافة العلوية ما يكف لتنفيذ القتل والتدمير .......
رد الصوت بقوة ...افعل بقوة قسمك علىّ ......صديقى يحملق فى المرآة التى تهتز بعنف .....وفجأة اختفى النور الباهر منها لنسمع الصرخات المرعبة تصم اذاننا ونرى المشهد فى المرأة احمر بلون الدم القانى يغرق كل شىء ...صحت بقوة ....إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ....كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم..........هب صديقى يضم ركبتيه ويحنى نفسه مرتعدا ...همست فيه بغضب .....اثبت مكانك والا نالك الاذى ......وقع ارضا وما زالت عيناه مسمرتان على المرآة الدامية ......خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ .........صوت الصرخات تعلو كأننا وسط مظاهرة حاشدة .....ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ....الدماء تنبثق متقاذفة على المرآة كأننا نراها من خلف زجاج.....تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ................دقائق عاشها صديقة كأنه يرى ويسمع من فى الجحيم ..........انتهت الصرخات .....واختفى اللون الدامى من امامنا ليسطع النور الباهر مجددا ..........ايها الملك عنيائيل ...هل بقى من العوارض او الاتباع احد ......رد الصوت ....لقد اعدت الكشف الان وليس بأى من الجسدين عارض او مس ........قلت اذن اسحب منهما نسبة الريح التى خلفتها العوارض واريدك احضار عمار مؤمنين اقوياء لسكن هذا المكان ......رد الصوت .....افعل طاعة لاسم الله .......
مرت دقيقتان .....لتعود صورتنا المنعكسة فى المرآة امام اعيننا .....
قمت من جلستى واذا بالزوجة تنهض ومعها الطفل ينظرون الى والى صديقى بعيون محبة ....احتضنت الام طفلها ...صديقى هرول اليهما باكيا
يقبل كل منهما ...تركت ثلاثتهم وانسحبت خارجا فى هدوء .....
كدت اصل الى باب الشقة عندما لحق بى صديقى شاكرا ودموع الفرحة تغرق وجهه .....سألنى وانا ابتسم له .....لكن العلاج بالرقية .......قاطعته قبل ان يكمل .....هو صادق صحيح وهو الاساس ...لكن فى حالة وجود العهد من العارض بينه وبين اتباعه يلزمك اجراء العلاج مجددا كلما ظهر جديد .....اما ما سلكناه ...فهو استعمال القرأن والاستعانة بقدرات لخلق من خلق الله المؤمنين حتى نجتث العارض تماما ....
اوصيته بالقرآن والذكر وان يعاود الاتصال بى اذا عن له جديد .......

ومضت عشرة سنوات كان خلالها يتصل بى للسلام والتحية .......

.......................... تمت ..........................


 صور بنات رعب متحركة

الخميس، 19 أبريل 2012

العهد الموروث !!!! .. ....(الجزء الثانى )

منذ 16 دقائق


العهد الموروث !!!! .........(الجزء الثانى )


.....لم يعد الامر يحتمل ....لم يعد هناك من شك ان ما اصاب هذه المرأة ليس مرضا نفسى وانما شيطان رجيم !!!!
هكذا أكد الزوج لنفسه بعد حادثة الاعتداء على طفله الصغير ...الذى ظل لايام يحاول معالجة الاثر النفسى الرهيب الذى اصابه ....وانتهى الى ابعاده عن المنزل وعن امه ......
اما هى .....فكانت تبكى ....تنتحب وهو يقص عليها ما شاهده منها ...غير مصدقة وغير متذكرة مطلقا انها قد تفعل ذلك ......عندما كانت تعالج بمعرفة الاطباء النفسانيين كانوا يؤكدون لها ان ما يصدر منها ليس بالضرورة ان يحيا فى ذاكرتها وتكون واعية له ......فهل ما يقصه زوجها الان من هذا القبيل ..؟؟
كانت الايام السابقة كالجحيم نهارا وليلا عليها .....الصداع الضارب جانبى رأسها لا يفارقها ....الصراخ لاى سبب وبلا سبب هو صوتها ....لم تعد تنام فصارت كالاشباح هيئة ...
.وكان لقائها باحد المشايخ المتخصصين فى علاج المس الشيطانى....
حضر مع زوجها .....كانت تجلس بمفردها فى الشقة ...نظر اليها الشيخ مليا وكانت تحدق فى عينيه بلا تعبيرات كأنها تنظر الى الفراغ ....
بدأ الشيخ يتلو عليها ايات الرقية من الفاتحة واول البقرة وبيده كوب من الماء يقربه من شفتيه....زوجها يجلس بجوارها صامتا ....هى تنظر الى الشيخ محملقة .....الشيخ يتلو الكثير من الايات ...بدأت يداها تتشنج ...يكرر الشيخ ايات القرآن ....الزوج ينظر مشدوها .....تزداد تشنجا ..يقترب الشيخ منها واضعا يده على راسها ...يتلو آية الكرسى .....جسدها كله ينتفض على المقعد وذراعاها تمتد فى تصلب ...يتسارع تنفس الزوج مآخوذا ...صوتها يزوم كالعواء ....الشيخ يردد الاية بصوت اشد .....تحاول النهوض من المقعد صارخة ..
امسك ايديها جااااامد ....صرخ الشيخ فى زوجها الذى هب يقبض على ذراعيها وهى تصرخ ......آية الكرسى من جديد .....تشهق بعنف وهى تحاول انتزاع نفسها من قبضات الشيخ والزوج .......صوتها يزئر خشنا تنطق وفمها يرغى ويزبد على جانبى شدقيها ....هاااااااااااااحرقكم ....
يرد الشيخ صارخا فى وجهها .....اخرس يا ملعون ....انت مين ؟؟ ...وساكن الجسد ده ليه ؟؟ ......تحاولتخليص ذراعيها ...تتشنج رقبتها تحت قبضة الشيخ على راسها ....يكرر الشيخ ...انت مين يا ملعون ؟؟
تقهقه عاليا بصوت غير أدمى : .أناااا شااااااعييل ......وهى بتااااااااااعتى !!!!
ضربها الشيخ على جانب العنق بقبضته ....انت كافر اثيم ....اخرج منها ..
يتردد الصوت ضاحكا ... مش هاسيبها ابدا ...........الزوج جسده ينتفض وما زال قابضا على يديها ......الشيخ يعاود قراءة ايات تعذيب الجن ....والصوت يصرخ ......لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ .......اخرج منها ياكافر والا احرقك ........صاح فيها الشيخ .....وجهها بشع كأن قسماته تحولت الى ملامح الخنازير ...عيناها بلون الدم ....حملقت فى الشيخ وبكل العنف بصقت فى وجهه صارخة .....احرقنى لو تقدر ....!!
انتفض الشيخ قابضا على عنقها تاليا آيات القرآن ممسكا بكوب الماء و قذفه فى وجهها وهو يصيح ..احترق يا كااااافر ....احترق يا ملعون ....بقوة اسم الله الحى القيوم .....بقوة ايات الله .... تصدر صرخات مرعبة كأنها تتلظى بنيران الجحيم ...الصرخات تتعالى ثم تخفت فجأة ..
دقائق ...ثم خر جسدها على المقعد .....كان الزوج يبكى ....هى مغمضة العينين واهنة بلا حول او قوة كطفلة صغيرة ....
تحرك الشيخ ليجلس فى المقعد المقابل فيمسح وجهه وقد بدى عليه الاجهاد وتمتم ....الحمد لله انتهى كل شىء ..
اوصاه الشيخ بلزوم المواظبة على الصلاة والذكر وقراءة سورة البقرة ....
........مرت ليلتان منذ هذه الاحداث دونما ما يبعكر الصفو ....وكانت الليلة الثالثة ......
وقد نام الزوج واوشكت هى على النوم عندما شاهدته بجوار الفراش واقفا بهيئة كأبشع ماتكون ... كائنا مرعبا جسده اسودا له مسحة لامعة رغم ظلام الحجرة .....ااانا مش هنااااام .....ماتنااااااميش !!! هكذا صاح فيها وعيناه تومضان بوميض احمر ....نال منها الرعب وتنفسها يتسارع ...جسدها يرتعد .....
تحاول مد يدها الى زوجا فلا تقوى على ذلك ..تحدق فى الكائن الواقف امامها وبصعوبة اطلقت صرختها .....وبسرعة رهيبة طوح هو بذراعه فى الهواء ...فانطلقت صرخاتها المتألمة .....هب الزوج مفزعا ليفاجأ بها تبكى متشنجة .....سألها وقلبه يدق بكل العنف .....فيه ايه ...؟؟؟ وصرخت من جديد تنتحب مشيرة الى حافة الفراش ...نظر الزوج ........لا احد .....اضاء النور بجوار السرير .....لا احد .....نظر اليها متسائلا مستنكرا .....كانت تمسك بذراعها الايسر بعنف ....
اقترب منها ......تفحصها ....كان على ذراعها وكتفها احمرارا رهيبا فيما يشبه اثر الجلد بالسياط .....ارتعد جسده وحاول تهدئتها رغم افتقاده هو لهدوءه ...
امسك بالهاتف المحمول بجواره وطلبنى ليقص على كل ما سيق من احداث راجيا المساعدة ...وعدته بالحضور باكرا وتقديم ما يمكننى لهما ..

....... تم الجزء الثانى يليه الثالث والاخير باذن الله ......


 صور بنات رعب متحركة

العهد الموروث !!!!

18ابريل 2012


العهد الموروث !!!!


هل يوجد لدى احدكم مرآة كبيرة فى حجرة النوم ..؟؟ ..........تقولون نعم ..حسنا...
هل شعر احدكم ذات مرة اثناء تقلبه وهو نائم ان زوجته تنام وعينيها غير مغلقة تماما ..؟؟ .......تقولون ايضا نعم .....اذن..... انتبهوا واحذروا !!!!!


.............................

........لا يذكر بالتحديد تاريخ بداية تلك الاحداث بالضبط فقط يتذكر انه ذات ليلة حدث شجار بينه وبين زوجته ادى الى نومها باكية منه ....
كان طفلهما الوحيد ذو الست سنوات ينام فى حجرته ......نامت الزوجة قبله ثم لحق بها ....مازال الضيق الناتج من شجارهما عالقا بنفسه ....
جافه النوم ....كلما اسلم للنعاس عينيه ينتبه ....ثم يعاود من جديد ...
كان يتقلب فواجه وجه زوجته ....عيناها تنظر اليه ....شعر انها مازالت غاضبة ولم تنم هى الاخرى .....بادلها النظرة برهة ....لم تتحرك عيناها عنه ....همس لها ....لسه زعلانة ...؟؟ لم ترد .......همس ثانيا ...انا اسف ......لم ترد .......مد يده اليها برفق يربت على كتفها فانتبهت متحركة وهى تتنفس فى عمق تنفس من يغط فى النوم الشديد ....
تعجب منها ..........أكانت نائمة !!!!
مرت تلك الواقعة دون ان يعيرها التفاتا او اهمية .....وكان ذات ليلة اخرى
انتبه من نومه على اثر اصوات نقرات بجوار السرير ....كانت الحجرة شبه مظلمة الا من ضوء شاحب يصدر من خارجها ....فيلقى بظلال على الاشياء والاثاث فيها ....شاهدها .......
كانت تقف متصلبة امام المرآة مادة ذراعها الايمن اليها لتلامس سطحها ..وباصابعها تنقر على السطح الزجاجى كأنما تطرق بابا ....!!!
حملق فيها مشدوها لبرهة ....لاتتحرك ....الطرقات مستمرة منها ...
نده عليها وهو يهم بالنهوض من الفراش مندهشا .....لم تلتفت ...
كان قد نهض مقتربا لينظر انعكاسها فى المرآة ورغم الضوء الباهت يقسم ان عينيها فى المرآة كانتا بلون الدم !!!
دنا منها وهو ينطق باسمها مد يده الى كتفها يهزها ...كان جسدها متصلبا كالوتد ....صرخ فيها وهزها بعنف فالتفتت اليه مندهشة تحملق فيه متسائلة .......
مرت ايضا تلك الحادثة وان اوعزها الى بعض القلق النفسى الذى ربما جعل زوجته تتحرك من الفراش وهى بعد تحت تاثير النوم ....لكن ....
كانت الواقعة الثالثة هى ما جعلته لا ينتظر اكثر ....
صار يحاول ان يراقبها اثناء نومها .....يتصنع النوم حتى تستغرق هى فيه
ثم يظل مراقبا لها لفترات طويلة ....ذات مرة وكانت نائمة وهو يراقبها كالمعتاد اذا عن له دخول الحمام ....فقام دون ان يصدر منه ما قد يوقظها
...انتهى من حمامه عائدا الى الحجرة ليشاهدها تتقافز فى وسط الحجرة المظلمة وهى تدور حول نفسها ضاحكة وعيناها كأنهما جمرتى نار متقدة
.....شل الرعب والمنظر حركته وكان قد تجاوز باب الحجرة ....
حملق فيها مشدوها وجسده يرتعد ...فى احدى دوراتها المتقافزة نظرت اليه .....توقفت محدقة فيه بعينيها الداميتين ....تنفسها كأنه خوار متسارع .. انطلقت اليه صارخة بصوت خشن متحشرج ...بتاااااااااااااعتى ..
انهار ارضا مشلول الحركة يرجف من الرعب وتعثرت هى فى جلبابها لتسقط مصطدمة راسها بحافة كرسى فتقع امامه وقد نزف الدم من رأسها ..جراء الاصطدام .....
.......كان الامر قد بلغ نهايته ....اكثر من طبيب يؤكد له انها بلا مرض عضوى ....اما الاثنين من الاطباء النفسانيين اللذين تابعا حالتها فخلصا الى ان القلق المتزايد واضطراب الاعصاب وراء ما يحدث لها واستمرت مرحلة علاجها بالمهدءات ....
بعد ظهيرة يوم ....عائدا من عمله ....يفتح باب الشقة ليسمع صرخات ابنه الرهيبة تدوى فى الشقة ....دخل مسرعا منتبها الى مصدر الصوت فى حجرة النوم ليرى زوجته تقف على حافة السرير تطلق ضحكات مرعبة بصوت خشن رافعة ذراعها الايمن ممسكة بقدم الطفل المتدلى راسه الى الاسفل يحاول التملص من قبضتها وصرخاته لا تنقطع .....
لحظات الصدمة التى صعقته ....يهرول الى الطفل ....يمسك به ..يرفعه اليه ويحاول تخليصه من قبضتها ....ضحكاتها المجنونة تنطلق اكثر ....قبضتها قوية جدا ....جسدها متصلب فى توتر شديد .....الطفل يصرخ باكيا ...لم يجد بدا من توجيه لكمة باقوى ما استطاع من قوة وغضب الى وجهها ....لتصرخ فى وجهه بابشع صوت يمكن تخيله .....تخلت قبضتها عن قدم الطفل لتقع مغشيا عليها من اعلى السرير ....وفى اللحظة نفسها صدر صوت كفرقعة حادة قوية من المرآة التى سقطت متحطمة تماما ....حمل الطفل الذى كان يرتعد والرعب يتملكه وخرج به من الحجرة

.................... تم الجزء الاول يليه الثانى باذن الله 

 صور بنات رعب متحركة

الباااااااااااااشااا !!!!!

  18 ابريل 2012

الباااااااااااااشااا !!!!!

لم يكن يتصور يوما ان تتغير حالته لتصير الى ما آلت اليه الان ....!!!
لم يكن يحلم حتى فى ابشع كوابيسه واضغاث احلامه ان يستطيع احد ان يجروء برفع بصره اليه فيحدق فى عينيه .....!!
كيف يكون هذا ؟؟!! كيف يمكن لاحد ان يتخيل هذا ؟؟!!
اااانا الباشاااا ....!!
عقيد شرطة ...مأمور فى احد الاقسام ....اعتاد ان يرى فقط روؤس الناس من مؤخرتها .....لان كل الناس تنحنى امامه فلا يرى وجوهها ابدا ....
منذ ان يخرج من بيته صباحا وحتى يعود اليه مساءا لا يذكر ملامح من يمر بهم مطلقا ....لا تطربه كلمة الا واحدة من دون الكلمات .....ياباشا !!!
هذه صفتى ....منزلتى ....وضعى وكيانى ...بل هى أسمى !!!
ما علمونى الا ان راسى دائما أعلى من النجوم ....أليست النجوم على أكتافى ؟!!! ورأسى اعلى منها ؟؟..!!
ماافهمونى الا ان هيبة رئيس الحكومة من هيبة وزير الداخلية ..وهيبة الاخير تقاس بهيبة امين الشرطة وسط الناس .....فما بال العقيد اذن !!!!
وما دربونى الا على ان اسمع لكل امر منى تمام يا فندم !!!
وما زرعوا داخلى وغرسوا بوجدانى الا ان انتزع الحقيقة من الاوغاد جميعهم بشتى الطرق ....لا انصت او ارى بكاءهم او اوجاعهم او دماءهم ...فكل ذلك منهم مجرد مكر وخداع .....
مابالهم الان يغيرون كل ما قامت حياتى عليه ..!!! مابالهم الان يحاولون اعادتى مجددا الى كتاب القرية ؟؟.!!! أيعقل هذا ؟؟..!!
هنالك ثورة فى البلد !!!! الا سحقا لها من ثورة !!!! هل تأتى الثورة لتزلزل ما شيدته من عرش لم ينازعنى من احد فيه ؟؟!!
انا الذى اذا غاب عنهم لم يناموا ....لم يأمنوا لانفسهم حتى فى بيوتهم ناهيك عن طرقاتهم .. ....ليتوقف كل شيء حتى يعلموا اننى كل شيء ..
كثير من رفاقه فى العمل ومن زملاءه خالفوه الرأى والتفكير ....كثير منهم قالوا له اترك ضلالات الماضى وابدأ صفحة جديدة سطر فيها حروفا من نور تبقى ابدا ....نظر اليهم استخفافا ...وقلب شفتيه امتعاضا شامخا براسه نائيا عنهم ....
.......كان ذات صباح وسيادة العقيد يخرج من بيته ....السيارة الخاصة فى انتظاره امامها السائق يفتح بابها محييا اياه التحية العسكرية ...
رفع راسه فى شموخ واضعا النظارة السوداء على عينيه وماسحا جانبى الشارع ببصره قائلا للسائق المرفوعة يده بالتحية ....الشارع مليان زبالة كده ليه ؟؟
اجاب السائق بصوت خفيض وهو يحنى راسه : الزبالين يافندم عاملين اضراب من يومين ....
امتعضت شفتاه تقززا ودلف الى مقعده الخلفى فى السيارة وهو يبصق قائلا : الزبالين ؟؟ زمن ..!!............وانطلقت به السيارة ...
......دخل قسم الشرطة وسط تحيات كل من فيه ....دخل حجرة مكتبه ...
جلس ماددا ساقيه اعلى المكتب وامسك بالجرائد الموضوعة على المكتب يقلب فيها ...وبين الحين والاخر يبصق بتقزز قائلا ... زمن !!!
المحمول ينطلق رنينه .... يتكلم ...يبدو انها زوجته ....وجهه لا يبدو من قسماته ان ما يسمعه يعجبه ...ردوده مختصرة ... صادرة من بين اسنانه ....ممتعضة .....متأففة .....انهى المكالمة ....
يعاودتصفح الجرائد ..... طرقات على باب الحجرة .....يتنهد بضيق ...
يفتح الباب ويدخل احد العساكر مؤديا التحية .....واحد اتسرقت عربيته يافندم ...!! .....صاح فى وجه العسكرى ....غوووور انت وهو بره ....
عنده النوينجية ....... يتدخل الرجل المسروقة سيارته ....يافندم عربيتى بنص مليون جنيه ....لو سمحت ....قاطعه فى شدة ....روح ع الميدان خليهم هناك يجيبوهالك .....
اشار بيده لهما فاخرج العسكرى الرجل واغلق الباب ....
يبصق مجددا ....حاجة تقرف ع الصبح .....
لم تمر برهة الا وينطلق رنين الهاتف الخاص .....اعتدل فى جلسته ورفع السماعة ......تمام يافندم .....
ينصت ......يحاول الرد .....يقاطعه محدثه .......ينصت .....يبعد السماعة قليلا عن اذنه ......يكتم فوهة السماعة بقبضة يده .....يبصق جانبا ....عيناه متنمرتان .... تمام يافندم ...قالها رغما عنه .....يضع السماعة .
...يتمتم بغضب .....حضرة الظابط ؟؟؟ انا بقى يتنادالى بحضرة الظابط ..!!
تنهد نافخا ممزقا ورق الجرائد .....ضغط جرسه الخاص بعنف ولم يرفع يده عنه حتى بعد دخول العسكرى الخاص مؤديا له التحية .....
هاتلى اى حد من التخشيبة بسرعة ....صرخ فى وجه العسكرى وهو يفرق كفيه كأنما يحترق الجلد منهما .......لكن يافندم ....
لكن ايه ياحيوااااااااان !! صاح فى العسكرى .....ارتجف الاخير رعبا وتمتم وهو يزدرد ريقه .....التخشيبة... مافيهاش.... محابيس .....
رمقه بنظرة نارية وصرخ فيه ....غوووووور من وشي ....
خرج العسكرى بسرعة ....وظل سيادة العقيد يزرع الحجرة مشيا وهو يبصق فى كل مكان ......دقائق وصوت الجلبة والصياح يقتحم عليه حجرته
.....يتسارع تنفسه ....الاصوات تتزايد .....يبصق بغضب .....الاصوات تعلو ....بكل الغضب خرج من الحجرة ليفاجأ بجمع من الناس محيطة بفرد تتصايح فيه .....صرخ باعلى صوته ....اسكوتووووووووا !!!
الاصوات تنخفض بسرعة ...يلتفت الجميع اليه ......يحدق فيهم ....ينظرون اليه ......تقدم من الشخص الواقف وسطهم ....وصاح : فى ايه ؟؟
نطق اكثر من شخص ....الراجل ده زبال المنطقة .....مش عوز يشيل الزبالة بقاله يومين .....الشقق عفنت ....والشوارع بقيت مستنقعات ...
واحنا عايزين نعملوه محضر ......
تمتم وشفتاه تمتعضان ....زبالة ؟؟ زبااال !!! ثم بصق ارضا وهو يدنو من الرجل الذى واجهه وهو ثابت الجنان محدقا فى عينيه ....
انت الزبال ......رد الرجل دون ان يحول بصره عنه ...ايوة يا حضرة الظابط ..
اتقدت عيناه كجمرتين من نار وبكل الغضب الصارخ انفجر فيه وهو ينهال عليه لطما ....اااناااااا بااااااشاااااا يابن الكااااااااا الب ......

...................................تمت .................................

تنويه واجب : مثل هذا الضابط الوارد فى القصة الكثيرون ولكن هناك الاكثر منهم فى جهاز الشرطة العريق من يحب هذا الوطن واخوته من ابناء الشعب .....كثيرون هم من كانوا مثلنا ضحايا لنظام فاسد متجبر ..
كثيرون منهم كانوا وما زالول على استعداد لبذل الروح والدم فى سبيل امننا وامن هذا البلد ...
......ليحمى الله مصرنا الغالية ابدا بابناءها الصالحين ..

النظ...... .........رة !!!

الإثنين 16 ابريل 2012

النظ...............................................رة !!!

اعتادت ان تأخذه معها فى ذهابها اليومى الى السوق لشراء ما يلزم من الطعام ....هواصغر اطفالها الاربعة .......له من العمر ثلاثة سنوات وسبعة اشهر ....بعد وفاة زوجها صارت هى الام والاب معا ....اوصاها بتعليم الاطفال قدر ما تستطيع ....وما كانت تستطيع شيئا ....تركها وحيدة بلا معين غير الله ...كان يعمل اجيرا فى احدى المحلات تكفيهم بالكاد اجرته لقوت يومهم ...مات منذ سنة ....جاهدت حتى شقت نفسها ...عملت فى كل ما تستطيعه ....تمسح ...او تغسل ....تبيع الخبز على ناصية الشارع ....بعون من الله الحقت الاطفال الثلاثة بالمدرسة الحكومية القريبة ....اما هذا الصغير فيلازمها اينما ذهبت كظلها .....
كرحلة يومية ....تقطع سوق الخضروات من اوله لاخره اكثر من مرة باحثة عن ارخص الاصناف ....دائما ما تلجأ الى الاقل جودة ..... مامعها من جنيهات معدودة لا يكفى الا للقليل .....يظل فكرها حائرا طوال الطريق ..ما الذى يمكنها ان تحضره للاطفال ....هم لا يرون للحم شكلا او يعرفوا لها طعما ......وبين الحين والحين البعيد تشترى لهم من بائع الدواجن ما يسمونه ( العفشة ) !!!!! وهى رقبة وجناحى الدجاجة !!!! يكون هذا اليوم لديهم كيوم العيد .....تنظر اليهم وهم يلتهمون القطع الصغيرة بنهم
...وتتبسم راضية ...
الطفل بجوارها يده الصغيرة فى يدها يسيران خلال الزحام عبر السوق ..
هى تنظر الى ما يمكنها شراؤه ...وهو ينظر الى اصناف الفاكهة التى لا يعرف عنها شيئا ....وقفت تبتاع الطماطم ...واختارت الاسوء منها لرخص ثمنها .....ووقف الطفل يرمق بائع الفاكهة القريب وهو يرص التفاح والموز
وعناقيد العنب ......كانت عينا الصغير كأنهما تتذوقان على البعد ما يراه ..
جذب جلباب امه مرارا حتى التفتت اليه ....عاوز من ده يا ماما ....
ربتت على راسه وجذبته الى الاتجاه الاخر منها بعيدا عن بائع الفاكهة ..
ظل الصغير يجول ببصره من خلفها مرددا نفس الجملة ....فقالت بابتسامة
منكسرة ..حاضر يا حبيبى ....
ما زالت تبحث خلال الطماطم امامها عن افضل السيء منها عندما مر بالقرب منها طفلا يقارب ابنها سنا ...كان حافيا متسخا ليس عليه الا بعضا من ملابس ممزقة احالت الاوساخ لونها الى اللاشىء ....
كان يتسول من الباعة ومن المارة ...مد يده فمسك بيد سيدة تشترى من بائع الفاكهة فنهرته بعنف صائحة به وعلى اثر ذلك صاح به البائع فجرى الصغير بسرعة مبتعدا ......
تحركت صاحبتنا ومعها صغيرها لتجوب السوق فتتوقف امام بائع برتقال رضيئة جودته ...هو ارخص ما يمكنها العثور عليه ......اشترت كيلو واحدا فقط ....كان خمس حبات صغيرة .....قالت لصغيرها باسمة : شوف ماما جابتلك ايه ...فرح الصغير ضاحكا فسعدت لفرحته .....
ابتاعت ما عنا لها شراؤه وعادت ادراجها راجعة ......كادت ان تخرج من نطاق السوق عندما جذبها الصغير مشرا الى ركن بعيد مليىء بالقمامة .
ماما ...ماما .....الولد بياكل من الزبالة !!!!!
نظرت حيث اشار الصغير ...كان الطفل المتسول يفترش الارض وسط القمامة وهو يمسك بما يجده فيها من مخلفات السوق الفاسدة فيأكل منها ........نظرت اليه مليا .....طالت نظرتها اليه ...برقت فى عينيها دمعة
....حمدت الله ...اخرجت حبة برتقال وقالت لصغيرها ....روح طبطب عليه واديله البرتقانة دى ......
قال الصغير بدهشة ....دى بتاعتى ياماما ؟؟
تبسمت فى وجهه وقالت : لسه معانا كتير .....هو ممعاهوش خالص ..
اخذ الصغير البرتقالة وتوجه الى الطفل الذى اجفل منه عند اقترابه ...
مد الصغير يده بالبرتقالة وهو ينظر الى الطفل ..خد ....خد ....دى حلوة قوى .....مد الطفل يده واخذ منه البرتقالة صامتا ......عاد الصغير الى امه فامسكت بيده ذاهبة وهو يرجع براسه الى الوراء لينظر الطفل مازال يتابعهما بنظره و دموعه على خديه .........

.............................. تمت ..........

المساااااااافر !!!!!

الإثنين 16/ابريل 2012

المساااااااافر !!!!!

كانت عربة الميكروباس تقف فى انتظار استكمال عدد الركاب حتى نبدأ رحلة السفر من مرسى مطروح الى الاسكندرية ....
اجلس فى المقعد الامامى بجوار النافذة ...كما يطيب لى دائما .....
السائق مازال ينادى على المارة فى موقف العربات ....يتتابع ركوب الناس
.....ناقص اتنين يارجااااالة ......هكذا صرخ السائق مناديا ....
الانتظار اسؤ ما امر به فى حياتى .....طال الوقت وما من ركاب جدد ...
من ركب بدأ عليه التأفف .....مازال السائق يصرخ مناديا ....لا احد يستجيب .....الركاب فى السيارة يطلبون من السائق التحرك ....يرفض بعنف صائحا بهم .. عايزنى اطلع من غير اتنين ؟؟؟ خلاص ادفعوا اجرتهم انتوا ....
لم يرض الركاب ...واستمر الانتظار ......عرضت على السائق ان ادفع اجرة المقعد الذى يجاورنى فوافق وبدلا من الانطلاق بالسيارة صاح مجددا :
فاضل واحد بس .....واحد الاسكندرية .....
الضيق بلغ بى مبلغه عندما تقدم من العربة رجل عجوز يتكىء على عصا
اخيرا كمل العدد .....
هكذا صاح السائق ....ومن ثم ركب ليدير السيارة .....اخذت اتمتم بدعاء السفر والسائق ينطلق بالعربة ...اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى . اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ ......السيارة تشق طريقها وسط السيارات حتى تصل الى اول الطريق السريع ....السائق لا يتوقف عن التدخين والحديث فى المحمول
......ألمح عداد السرعة امامى قدتجاوز المائتين ....بعض الركاب يصيح بالسائق تخفيف السرعة ....لا يعبىء بهم .....السيارة منطلقة تنهب الطريق وتخترق المسافات بين السيارات الاخرى ....السرعة تتزايد اكثر
.....تجاوزنا المائتين وعشرة ......المحمول لا يبتعد عن اذن السائق ....
بدأ شىء غامض يستولى على قلبى .....صحت فى السائق ان يهدأ سرعته قليلا .....نهرنى بعنف وفظاظة ......عايزين نلحق الماتش ....
رده استفزنى كما استفز كثير من الركاب .....اخذنا فى جداله .....بعض الركاب من الشباب يؤيده .....اتخذهم ذريعة وزاد من سرعته اكثر ....
السيارة تتأرجح بنا .....السرعة فوق المائتين وثلاثين .....اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ .......اخذت اردد وهاتف فى قلبى يقلقنى ......السيارة كأنها لا تمس الارض من شدة السرعة .....صاح الرجل العجوز راجيا السائق التوقف ......ذهل السائق ..وصرخ به ....عايز نوقف ليه ..؟؟
طلب الرجل ان يبول .....!!!
قهقه السائق فى سخرية .....قدمنا تلت ساعة ونوصل الاستراحة ...امسك نفسك شوية ياجدو .....
ضايقنى اسلوب السائق الفظ ....طلبت منه التوقف ...من جديد رفض نافثا دخان سيجارته فى وجهى قائلا بغلظة .....انا مطبق دورين ورا بعض وما نمتش ....ياعنى دماغى مش مستحملة ....
ينطلق بسرعة اكبر ...وصرخ العجوز مجددا : اوقف هناااااااااااااا .!!!!!
هالتنا جميعا صرخته ....شعرت ان السائق ارتجف منها .....هدأ من السرعة تدريجيا ثم توقف على جانب الطريق ....
افسح الركاب للعجوز ان يخرج من السيارة فنزل يتكىء على عصاه ...
اتجه الى بعض الشجيرات القريبة من جانب الطريق ...
يادى العطلة !!! هايقعدنا جنبه ساعة !!!
هكذا علق السائق وهو يضع راسه على مقود السيارة قائلا لى بسخرية
...لما يجى ابقى صحينى .....
لحظة واحدة ونظرت السائق قد وقع على جانبه بجوارى ....... اخذتنى البغتة ....ارفع راسه .....احركه ......لقد مات !!!!!!
لا اله الا الله ......مات السائق فى لحظة ......الركاب تنزل جميعها ...اخرجناه من السيارة ...تفحصناه جيدا ...لا حياة فيه ....لقد نفذ قضاء الله ......وسط تعجبنا واندهاشنا ...حمدنا الله سبحانه ....لو لم تتوقف السيارة لكنا الان جميعا قتلى فى حادث بشع .....لولا ذلك العجوز الطيب
......العجوز .... اين هو .....؟؟ تلفت الجميع حوله باحثين عنه ....المكان على امتداد النظر خالى تماما .............لا احد مطلقا ...

......................تمت ...............

النهرالاحمر !!!

14 أبريل 2012

النهرالاحمر !!!

فى بلدة تقع على مرمى حجر من انتقام الجبار ....اسمها * شمس *
كانت وقائع الاحداث ....
كان الرجل عاديا جدا فى طبيعته المتسامحة ...يحب كل الناس وهم ايضا يحبونه ...رب اسرة مكونة منه وزوجته وخمسة اطفال ...اكبرهم له من العمر عشرة سنوات واصغرهم ما زال رضيعا لم يكمل عامه الاول ....
العيب الوحيد الذى ظل لصيقا به كظله اينما حل واينما سكن و عرفه الجميع عنه ....انه سلبى جبان ...!!!
لا شأن له بما يدور من حوله ....لا علاقة له بالامور السياسية ....لا يتدخل فى شأن لا علاقة له به ......واذا ما انتقده احد كان يردد دائما :
لدى من الصغار خمسة اريد حفظهم ........
اشتعلت شرارة الانتفاضة والاعتراض على مايلقاه اهل البلدة من ظلم وقهر واذلال واستبداد وبطش من ولاة الامر ....
صارت الاصوات تطوف الشوارع هاتفة بسقوط الظلم ......وقبع هو فى منزله يضم صغاره حوله داعيا الله ان يحفظ اهله وبلدته من كل شر ..
الايام تمر والاصوات تتعالى ....بدأت القتلى تتساقط الواحد تلو الاخر..
الطرقات تعج بالجثث ....كلاب السلطة تنهش لحوم من يهتف مناديا بسقوط نظامها ....وما زالت الهتافات لا تتوقف ......كالنيران فى حطب جاف ....امتدت الهتافات تجوب القرى المجاورة ....الصدور العارية تواجة رصاص الآمر الناهى ......تقبل على الموت صارخة بالحرية وباسمة للشهادة .....تتزايد اعداد القتلى ....الدماء تغطى الطرقات ....وهو مازال فى بيته يتابع مايحدث عبر التلفاز ويبكى لما آل اليه الامر .....
دعاه كل من حوله لمشاركتهم ثورتهم ....ورد بالبكاء خجلا ...دعونى لابنائى فليس لهم من احد غيرى ......
ظنت الكلاب انها قادرة على انهاء الثورة ....ظنت انها بقتلها الكثيرين سيخاف الباقون ......ماعلموا ان نداء الحرية اقوى واعلى من صوت الرصاصات .....رفعوا تقريرهم الى كبير الكلاب ......نبح وزمجر وقال اذا كان صوت الرصاص لم يعد يجدى فليكن دوى المدافع والدبابات ....
وكان صباحا ............جموع الاسود تطوف شوارع البلدة والقرى المجاورة ...تطلق قنابلها ومدافعها ودانات دباباتها على الجميع ....المنازل تهدم على من فيها احياءا ......فرق الاسود تعيث فى البيوت فسادا تستبيح كل شىء....
.....المال ان وجد والعرض والشرف والحياة كذلك ....تتعقب اصوات الحرية من شارع الى آخر .....والاصوات مازالت تهتف تتحدى الموت .....
اصابت دانة دبابة المنزل الذى يلاصق منزله .....مات كل من فيه .....
شله الرعب هو وزوجته وصغاره .....لم يعد المنزل آمنا كما كان يحسب ..
قرر الرحيل الى بلدة بعيدة ....نعم هذا هو الحل الوحيد ....حزم امره وحزم ما يهمه جامعا صغاره وخرج بهم ليلا يبغى ترك البلدة ....
يمسك طفلا بكل يد والكبير يسير امامه .......اما الصغير فبيد زوجته وعلى صدرها الرضيع يبكى .......من شارع الى اخر كان يتعثر فى جثث من ألقى بهم الى الطرقات ....قدماه كادتا تذلان اكثر من مرة وهما تخوضان فى الدماء اللزجة ....
لا حول ولا قوة الا بالله .....نطق بها ونبرة الحزن تخالط صوته ....
امسكوا بهذا الحقير ....
انطلق الصوت الجهورى من احد زوايا الشارع المظلمة .....توقف الرجل مذعورا يتلفت حوله ...فى لحظات كانت مجموعة من اسود النظام تحيط به واسرته .....الاطفال تصرخ .....زوجته تبكى ....هو يستجدى ويقسم انه ليس ضد النظام ......الصفعات تنال الجميع بلا استثناء ....كل رجلين يكبلان واحد من الاسرة التعيسة .....الانفاس الكريهة تلفح وجوههم ..يتقدم كبيرهم بوجهه الفظ ......يسبه بافظع الكلمات ....يبكى الرجل ..لا شأن لى بما يحدث ......يرد قائدهم بل انت منهم ...انت ضد قائدنا وزعيمنا ... ينفى صارخا قاسما ...لا يصدقه احد ......كنت تقول لا حول ولا قوة الا بالله ؟؟؟ ......نظر اليه الرجل متسائلا ..... قل ....لا حول ولا قوة الا بقائدنا العزيز المفدى ....
وقعت الكلمات على سمعه كالصاعقة ....يهز راسه غير مصدق لما يراه او يسمعه .....يصرخ فيه ذو الوجه المقيت .....اتعترض يا حسالة البشر ؟؟
.....ينتبه على الجملة ....لا ...لا ...انا لم اقصد ...انا لم اعترض ......
الضربات تتلاحق عليه والركلات تعيث فى جسده ....صرخات الاطفال تتعالى .....اللطمات على الوجوه .....الزوجة تكمم فمها وتشل ذراعاه بقبضات من فولاذ .....
مزقوا ملابس هذه الحقيرة .....هكذا صاح قائد المجموعة .....
صرخ الرجل باكيا ...ارجوكم ....اتوسل اليكم ......لاااااا ...لااااااااااا .؟...
شرع الاسود الشجعان يمزقون ثياب المرأة الباكية وصراخها المكتوم يمزق قلب زوجها ....تحاول التملص من قبضاتهم التى تنهش جسدها ...
يضحكون فى فجر وتجبر .....الاطفال تصرخ باكية .....أمى ....أمى .....
صرخ الرجل .....سأفعل ما تريدون ...اى شىء .....اى شىء .....فقط دعونا .......قهقها الرجل الضخم واقترب منه ....كان احد الرجال يقيد ذراعيه خلف ظهره .....امسكه الضخم من شعره بعنف ورفع راسه اليه..
قائلا : اسجد لقائدنا المفدى ....وسبح باسمه ....نظر الرجل من خلال دموعه الى زوجته المقيدة على الارض مستمعا الى نحيبها المكتوم ونظر الاسود الشجعان من حولها ينتظرون لحظة البدأ ....ومن ذل الانكسار نطق : افعل ...
تركه الرجل الذى كان يقيده .....اخرج قائدالمجموعة من جيبه صورة لزعيم الاسود ووضعها على صخرة عالية واشار الى الرجل وهو يضحك ......حاول الرجل الوقوف فلم يستطع مما ناله من ضرب مبرح .....دموعه تنهال على خديه .....تطوف بذاكرته سنوات عمره ووصف جيرانه له ...بكى ندما .....هوى الى الارض ساجد امام الصورة ......صرخ عليه الضخم ...سبح باسم الزعيم المفدى ........البكاء يخنقه ....الرعشة تتملك منه ولسانه ثقيل فى فمه ..شفتاه تتلعثمان ....س ب ح ا ن ....ز عيم نا ...المفدى .
قهقه الجميع منتصرين .....واذا بقائدهم يأمر ...لتبدأ الحفلة الان .....
رفع الرجل راسه من الارض مذهولا ليرى الرجال تعرى زوجته وتستبيح جسدها وسط محاولاتها المقاومة بلا جدوى ....حاول الجرى اليها فضربه الاخرون ...
....قال قائدهم لا تقتلوه ....دعوه يشاهد كل شىء ....
كان البعض منهمك فى اغتصاب المرأة المقيدة ...فى حين شرع الاخرون بلا ادنى رحمة فى ذبح الاطفال الخمسة امام نظر ابيهم الواجم بصره والمشلولة حركته والخارس صوته ......حتى الرضيع تم نحره لتجرى الدماء الزكية الطاهرة نهرا يغرق قدمى الاب المذهول ......

.................................... تمت ......................

المنزل 66 !!!!!

13 أبريل 2012


المنزل 66 !!!!!


المنزل رقم 66 بشارع النبى دنيال يحير جميع من اقترب منه ..
منزل مكون من ستة ادوار كانت جميعها مشغولة بالسكان حتى ثمانية اشهر فقط .....رحل الجميع عن المنزل ...منهم من اغلق شقته وسافر ومنهم من تنازل لورثة مالك المنزل عن ايجاره ....الان لا يشغله احد ...
ستة حالات موت فى ظروف غامضة تمت فيه ....اربعة منها سجلت تحت مسمى انتحار وكانت الاربعة بالسقوط من اعلى شرفات المنزل ....اما الخامسة فمات صاحبها محترقا فى شقته ....وانتهى التحقيق فيها ايضا بتسجيلها كواقعة انتحار !!!
اما اخر الحالات فهى مادعت من كان يشغل المنزل حتى حدوثها بتركه فرارا ....كان شابا اعزب يسكن وحده فى اخر شقة بالمنزل ..يحبه الجميع لخلقه وحسن تعامله مع الاخرين .....اكتشف حارس المنزل الحادث عندما كان متوجها الى الشقة لاستلام الاجرة من الشاب ....طرق الباب كثيرا ولم يفتح ....كرر المرور عليه فى اكثر من موعد وتكررت عدم الاجابة
....عندما فتحوا الباب عنوة شاهدوه ......
كان يجلس على المقعد بجوار الفراش ....كان كل شيء عاديا جدا فقط جسده مقطوع الرأس وموضوع على ركبتيه !!!!!!!
استمر التحقيق فى الحادثة شهورا طويلة وفى النهاية قيدت الحادثة ضد مجهول .....فقط ظل سؤال يتردد ...كان باب الشقة مغلقا من الداخل وجميع منافذها كذلك فكيف دخل وخرج من قام بالقتل ؟؟؟
اغلق المنزل تماما وعلق عليه اعلان كبير يفيد انه للايجار او البيع ....
كان صباح يوم لا يميزه شيئ عندما كان حارس العقار هو ورجل يدخلان الشقة الاخيرة فى العقار حاملا كل منهما حقيبة ضخمة ....
قال الحارس للرجل .....الشقة وجميع محتواياتها من اثاث لك منذ الان ...
سأمر عليك اول الشهر القادم لتحصيل الاجرة ....
انصرف الحارس وبقى الرجل يتفحص الشقة .....نظر جميع الحجرات ..وبدأ يعد حاجياته الخاصة .....
الوقت ليلا ...نائم هو على طرف الفراش ينظر الى باب الحجرة المفتوح ...ما من صوت الا صوت المنبه بالقرب من الفراش ...تيك ..تك ...تيك ..تك ..يمر الوقت بطيئا عندما تكون تنتظر احدا او شيئا ليحدث ....لم يكذبه حارس العقار ....قال له كل شيئ وفى المقابل خفض له الاجرة الى النصف ........لم يحدث شيئا .....تيك ..تك ...تيك ..تك ........السكون يجعلك تسمع ضربات قلبك ...وشيئا فشيئا تسمع النبض يدق فى اذنيك ..
يصير جسدك هو الضوضاء الداخلية لك ....الوقت يمر ....بدأت عيناه تخذله
.....يريد النوم .....تيك ...تك ... تيك ..تك ......اسلم نفسه للنعاس .....
انطلقت الصرخة مع كثير من الجلبة والخبطات ......
هب مذعورا ....تلفت حوله .....مد يده فاضاء النور ......بسمل مستعيذا بالله ......كان الصوت من اعلى .....من السطح فوقه ......نظر الى سقف الحجرة ....لا شىء ......هل يصعد ليرى .....لا ...بل يبقى فى شقته ينتظر الجديد ..... قام متجها الى باب الشقة ...تاكد انه محكم الاغلاق ....عاد من جديد الى حجرته .....ربما كانت بعض القطط .....
هكذا حدث نفسه .....نعم ...ان اشد حالات الخوف تصيب الانسان عن طريق الايحاء ...حتى هذا الصادر من النفس .....
دلف الى الفراش مجددا ....احكم الغطاء علي جسده ...وسرعان ما سيطر النوم عليه .... تيك ...تك .تيك ..تك ..تيك ..تك ....الوقت يمر .....تيك ..تك .....يغط فى نومه ...تيك تك ...تيك ..تك ... شيئ لزج يمر على خده ..
النوم يهزمه ...........تيك ..تك ...اللزوجة تمتد الى عنقه ....فتح عينيه بصعوبة ....
من هذه الواقفة امام الفراش ؟؟؟؟ ..............انتفض بكل الخوف والرعب متراجعا الى نهاية الفراش وهو يستعيذ بالله بسرعة ....
كانت تقف امام الفراش طفلة صغيرة ترتدى جلبابا ابيضا وشعرها منسدل على وجهها يخفى ملامحها .....رفعت كفها اليه ...الدم اللزج يقطر منه ..
صرخ بفزع ومد يده يتحسس خده وعنقه .....الدماء تغطى وجهه ....لم يحتمل ..اطلق صرخة الرعب ...تراجعت الطفلة بسرعة لتصطدم بالحائط وتختفى ...كانما اخترقته .!!!!
مسح وجهه وكفه من الدماء بطرف الغطاء والقاه بعيدا وهو يرجف ..... قلبه يضرب فى صدره بعنف يوشك ان يقف ......يحاول تمالك نفسه ...
يتلو المعوذتين ....يداه ترتعش ....ماهذا ....؟؟.......هناك صوت ..... نعم خبطات على الارض ......كأن الصوت من اخر الشقة .....
الساعة الثالثة صباحا ........لكنه صمم على مغادرة الشقة .....يقدمين مرتعدتين حاول الوقوف والخروج من الحجرة .....مازالت عيناه مسمرتين على الحائط حيث اختفت الطفلة .....الصوت من بعيد يتردد ...طق ....طق ..طق ....طق ....يحاول ان يستكشف ببصره ما عساه مصدر الصوت ....
خرج من الحجرة يسير على اطراف اصابعه ..الصوت مستمر ....وصل الى باب الشقة .....الصوت مازال يتردد لكنه اكثر وضوحا.... طق ..طق ...الباب لا ينفتح ...اللعنة .....المفتاح لا يدخل من فتحة القفل ....!!! .....طق ...طق ...طق .....يحاول مجددا ...
لا فائدة ......الصوت يقترب اكثر ....ينظر فى هلع .....الحجرة المقابلة .....
طق ...طق ....ترك الباب .....تنفسه متسارع كأنما يصعد جبلا .....
الطفلة تقف امامه تضرب الارض بكرة وكفيها مخضبين بالدماء .....طق ..طق ......صوته اختنق رعبا و عيناه تحدقان فيها ...شعرها يغطى وجهها
ترفع راسها وهى تمسك بالكرة ......يرى ملامحها .......يتراجع الى الوراء متخبطا فيصطدم بالحائط ....لا يستطيع الصراخ ......الطفلة ممزقة الوجه
والدماء اللزجة تتساقط من وجهها فيقع معها لحم الخدين ....العب معايا ...
....العب معايا ......تقترب منه ....يقع ارضا وهو يزحف الى الوراء ماددا يده برعب وهازا راسه ذعرا .....دموعه تبرق فى عينيه وشفتاه ترتعشان تهمهم باصوات غير مفهومة ......لا ..لا ....لااااااااا !!!!
استطاع ان ينطق اخيرا ........تقترب الطفلة منه .....الدماء تغطى ثيابها ...
الوجه لا يبدو منه الا العينان ......العب معايا ......العب معاااااااا ايااااااااا !!!
صرخت الطفلة فيه وقذفته بالكرة ........اصابت وجهه ....حاول النهوض ...وقع .....ينهض ثانيا .....يهم بالجرى ......الطفلة خلفه ....يخطو خطوة
.....تمسكه طفلة اخرى من قدميه وهى تضحك فى جنون .....العب معايا .صراخه يتعالى ....الرعدة الهستيرية تتملك من جسده ...يقفز من فوق الطفلة ويجرى متجها الى حجرة النوم .....دخلها ليرى على الفراش طفلة اخرى تغطى وجهها وملابسها الدماء .......تنظر اليه صارخة ....العب معااااااا ياااااا.....
بدون ان يشعر انطلق جاريا والفزع يعمى بصره ليفتح باب الشرفة وفى لحظة واحدة كان قد ألقى بنفسه من فوق السور الى الشارع ......


.............. قيدت الحالة انتحارا ..........
.......وما زال لغز المنزل 66 بالنبى دنيال يبحث عن الحل ..........

....................... تمت ......................

 صور بنات رعب متحركة

الحاااااارس !!

13 أبريل 2012

الحاااااارس !!

حدث هذا فى اخر زيارة لى الى قريتى....ميت الرخا ....
كان ذات مساء عندما سألنى ابن عمتى : أتاتى معى الى المقابر ..؟؟
قلت بدهشة : الان !!!
قال : نعم سنضع بعض الشموع على قبر الاجداد وامواتنا .....
ولان هذا من الموروثات الريفية فلم امانع ....الا ان عمتى صاحت بنا محذرة
ونحن نهم بالذهاب : اياكم وطريق الترعة ....اياكم وطريق الترعة !!!!
توجهنا الى المقابر ....الليل فى الريف له سحر خاص ...لكنه احيانا مخيف ...الظلام اشد سوادا......السماء اكثر بريقا بلمعان النجوم
.....الطريق وسط الغيطان والاشجار على جانبيه تبدو اغصانها مع تمايلها كالاشباح الراقصة ...ولا ننسى المعذوفة الدائمة من نقيق الضفادع وصرصور الليل وما يخالطها دوما من اصوات اخرى لا اعرف مصدرها .....
سألت ابن عمتى ونحن نمشى بين المزروعات ..:
ما الذى قصدته عمتى بتحذيرها ؟ اجابنى ضاحكا : لا عليك ....هى قصص يتناقلها الفلاحون وما شابه ...
كان الطريق بين المزروعات مختصرا ....وصلنا الى المقابر ...سلمت على اهل الاخرة ودعوت لهم ..توغلنا وسط القبور حتى وصلنا الى خاصتنا ...........قمنا باشعال الشموع عند مقابر العائلة وقرأنا الفاتحة وكنا نهم بالانصراف عندما لمحته ....
كان يقف امام احدى المقابر البعيدة عنا ..وحده ....رجل يمسك فى يده عصا طويلة قاربت قامته طولا ...نظرته على ضو القمرالشاحب وما تعكسه الشموع امام كل مقبرة .....لم تكن المقبرة التى يقف امامها ذات شموع مطلقا ..
كان يقف مادا ذراعه الايسر رافعا كفه تجاه المقبرة فى صمت ...يغطى راسه شال ابيض يخفى وجهه تماما ....استمرت وقفته بتلك الصورة مدة طويلة لا يتحرك ....سألت ابن عمتى بدهشة .....ما بال ذلك الرجل هناك ؟؟!!
اشرت له عليه فمد بصره بسرعة وبسرعة اشد نظر الى وقال لا يوجد احد !!! هيا بنا فقد تأخرنا .....
اعدت النظر الى الرجل .....ها هو امامى على البعد بذات الوقفة المتصلبة ..كدت اجذب ابن عمتى ليراه فاسرع هو بجذبى بعنف الى طريق العودة وهو ينهرنى بشدة : قلت لك لا يوجد احد ...وهيا بنا ....
ازدات دهشتى وبغضب جذبت ذراعى منه صائحا به ...لن اذهب بل سابقى وسأعود وحدى ......
امام صياحى تركنى مغادرا وهو يسرع الخطو لا يلتفت وراءه ....
تملكنى فضول قاتل ...لماذا غادر بهذه الصورة ؟؟ ولماذا ينكر الرجل ؟.......الرجل !!! اين هو ؟؟؟ لم اعد اراه ...!! عجبا !!!
تقدمت بخطى بطيئة الى المقبرة التى كان يقف امامها ...اصوات الليل البعيدة ترمى بها الريح الى ......ها هى المقبرة ....ما من احد مطلقا ..!!
اقتربت اكثر راكعا على ركبتى اقرأ اللوحة الرخامية ...
مدفن المرحومة / زينات الدار .......!!!!
هممت بالاعتدال عندما اصاب سمعى الصوت ...كأنه حشرجة وانين من يختنق ..!!! انتابتنى القشعريرة واحسست برعدة تسرى فى جسدى ..
تلفت حولى مصغيا من جديد .....لا شيء ....ولا احد ....انفاسى تتسارع بالرغم منى ....اشعر ان الظلام بات يلف كل شىء ....سأذهب عائدا ...
كانت الخطوة الاولى منى وكانت الحشرجة والانين مع الصرخة المرعبة التى شلت حركتى بل ووقعت ارضا من شدة الخوف وانا اتلفت حولى كالمذعور ....!!!
بدأت تتملكنى الهواجس وصرت ارى كل الاشياء تتحرك نحوى .....حاولت النهوض ....كنت متأكدا هذه المرة ان الصرخة قد صدرت من هذه المقبرة
......ما ان وقفت حتى اطلقت لساقى العنان جاريا لا الوى على شيء ..
الطريق اراه متشعبا وسط المقابر ....لا اعرف من اين جئنا اولا ...مازلت اجرى يمينا ويسارا حتى وجدتنى اخرج من المقابر الى طريق على حافة ترعة كبيرة !!!!
ناديت باسم ابن عمتى .....ردد سكوت الليل المظلم وصفير الرياح الصوت .
حاولت اختيار الاتجاه الصحيح ....سرت يمينا ...اصوات الليل صادرة من الترعة تصم مسامعى .....اخذت اطمئن نفسى وانا اتلو المعوذتين ..
لا احد ....ولا شيء ....فلما الخوف ....القمر الشاحب فى تربيعه الاول ..يلقى بضوءه على صفحة مياه الترعة فتومض بشكل مخيف ....
لماذا لا ارى احدا يمر على الطريق ؟؟!!!
انتهى من المعوذتين فاعيدهما واذا بالصرخة تدوى من جديد بالقرب منى واذا بيدين كأنهما كلاليب تتشبث بقدمى خارجة من جانب حافة الترعة ....تجذبنى الى الاسفل .....
وقعت ارضا اضرب بقدمى مجهولا لا اتبينه وانا اصرخ بكلمات غير متزنة ...الصرخة الباكية المتحشرجة تتردد فى الليل .....الفزع يتملكنى وانا اصيح واضرب ما اشعر انه يقيد قدمى ...
اثرت الكثير من الاتربة جراء رفساتى ...مازلت اصرخ بفزع ...مازالت القبضة على قدمى ولا ارى احد ...كدت ابكى من الرعب ......وفجأة هوت العصا الطويلة على الارض امام قدمى ....تلفت بذعر وكان هو واقفا امامى فاره الطول يغطى الشال وجهه فلا تبين ملامحه .....
.....سكن كل شيء بسرعة .تحررت قدمى ....وسمعت كلمته العميقة القوية .........اذهب !!!
قمت ارتعد تتلاحق انفاسى وما شعرت الا وانا اعدو مبتعدا ....................تمت ..........