الجمعة، 20 أبريل 2012

العهد الموروث !!!! . ...(الجزء الثالث )

الجمعة 20 ابريل 2012


العهد الموروث !!!! .........(الجزء الثالث )


كنا بعد صلاة الحمعة عندما فتح صديقى باب شقته واستقبلنى محييا ...
وبعد عبارات السلام والتحية سألته عن حال زوجته ...نكس نظره الى الارض هازا راسه فى صمت ....ربت على كتفه مشجعا واعدت سؤالى عن ابنهما الصغير ...قال انه قد احضره كطلبى اليه وانه فى حجرته الان وحده .....اما الزوجة فتنتظر فى حجرة نومها غير قادرة على مغادرة الفراش ....
سرت داخل الشقة اجوس بخطاى كل حجرة فيها ....كان صديقى يتبعنى صامتا .....اقتربت من كل ركن .....لمست بيدى الحيطان والاثاث
....وقفت طويلا امام الطفل فى حجرته ....وقف هو عندما شاهدنى ووالده ندخل عليه ....اقتربت من الطفل واضعا سبابتى على جبينه .....لحظات قصيرة واصدر الطفل آهة ألم وحاول ازاحة اصبعى ....ربت على راسه بحنان وسط دهشة والده الذى بادرنى بالسؤال عن طفله ..رددت عليه
انه مهما حصل امامه او سمع او شاهد اى شيء فلا يتدخل الا اذا طلبت منه التدخل ....
كانت حجرة النوم هى الاخيرة ....فتحها صديقى اولا ودخل وحده وسرعان ما طلب منى الدخول ...كانت زوجته مستيقظة جالسة على السرير شاحبة الوجه زائغة النظرات ترتعش شفتاها ......طوفت بالحجرة كثيرا اتلمس كل اثاثها ثم توقفت امام المرآة الكبيرة ناظرا الي صديقى الذى قال : دى واحدة جديدة غير اللى انكسرت .....
اقتربت منها احملق فى انعكاس صورتى بها ثم قلت لصديقى دعنا نبدأ الان وهنا .......فهذا اكثر الاماكن فى الشقة شحنا باطياف مجهولة ...
سألنى اذا كنت ساشعل بخورا او ما شابه ....ابتسمت قائلا :
ان هذا للهواة ....
كانت زوجته ترمقنى بنظرات تبدو احيانا وكأنها لا ترانى واحيانا كأنها ترقبنى بتحفز ...احضرت احد الكراسى ووضعته وسط الحجرة فى مواجهة المرآة الكبيرة ...وامرت صديقى بالجلوس هو والطفل من خلفى كل منهما على جانب مقعدى ....قلت له: اكرر عليك عدم التدخل فيما ستراه او تسمعه فقط شاهد المرآة ...
بدأت تحصينا ذاتيا لنفسى وانا اصرف عمار المكان ...بسم الله ....بسم من ألجم كل مارد متمرد ....سابل الستر اذا احاط بنا البلاء ....لمحت الزوجة تحدق فى وجهى بشدة .......بأسمه الذى لا يضر معه شيء فى الارض ولا فى السماء ...حرز مانع مما نخاف ونحذر .....صارت تهز راسها بطريقة عصبية .........
...حمعسق ...حمايتنا ....كهيعص كفايتنا ...بحق الاسم العظيم فى ليلة القدر ...سلام هى ...سلام هى ...سلام هى ...انصرفو ياعمار هذا المكان من هذا المحل بارك الله فيكم وعليكم ......اصابع يديها ترتعش وقدميها اسفل الغطاء تهتز . .......يعموش ...يعموش ..ديغوغ ...ديغوغ ..
اسرعو بالرحيل فى وقتى هذا ....الوحا ..العجل ..الساعة ..الساعة ..
اصوات كطرقات متتالية والمرآة الكبيرة تهتز .كاد الطفل ان يهب جاريا من جوار مقغدى غير اننى امسكت به فسكن من فوره....قلت الحمد لله سأبدا الان فى تحضير الملك المسلم الحاكم على مملكة الجن الارضى ليوم الجمعة ..
شرعت فى الاستحضار اتلو العزيمة مرارا ...ايها الملك زوبعة الابيض ..يا ابا النور ....اسرع بالحضور بحق الاسم الحاكم عليك خبير ..خبير ..خبير ...
وبسر جهطهطيل ..جهطهطيل .......المرآة تهتز بشدة ..صار كل جسد الزوجة يرتعد متصلبا .ثم اطلقت صرخة ووقعت على الفراش ....هم الزوج ان يهب اليها ...حدجته بنظرة غاضبة فلزم جوارى يرتعد .....وفجأة سطعت المرآة بنور شديد اخفى انعكاسات صورنا فيها ......وظهر ما يشبه الطيف الابيض مقتربا منا ناظرا الى ....
اهلا ومرحبا بك ايها الملك ابا النور ....السلام عليك ......نظرنى الطيف فى المرآة بهزة من راسه .....اريدك للكشف على هذا الجسد .....ظهر الدخان الابيض فى المرآة واختفى الطيف ....جسد الزوجة يرتعد على السرير وذراعاها ممدودان فى توتر الى جانبيها .....تصرخ آلما ....وقفت انا الى جوار السرير ...مشيرا اليها بيدى ....{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } .....فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ......
.(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) .......هدأ جسدها وصمتت ...عدت الى مقعدى واذا بالطيف الابيض يعود فى المرآة .......سألته ....ماذا بها .....واجاب بصوت له صدى تردد فى جنبات الحجرة ...لا شيء ... ...حملقت فيه مندهشا ....طلبت منه اعادة الكشف مجددا ...قال بصوت حازم ...لا شيء ....فقلت مخاطبا اياه ....انصرف مشكورا ....اشتاتا ...اشتاتا ...اشتاتا ....
نظرت الى الزوج مشفقا ....كان كأن على راسه الطير محملقا فى ذعر الى المرآة وكأنه لا يشعر بمن فى الحجرة ....شرعت اتلو عزيمة من اقوى العزائم السريانية لتحضير الملك عنيائيل ...الملك المؤمن الحاكم على مملكة الجان العلوية والسفلية ليوم الجمعة .......
اتلو مرددا الاسماء الحاكمة والطلاسم الحارقة ....المرآة تهتز ...تتخنط بالحائط خلفها ....الزوجة ترتعد من جديد وكذلك الطفل ....امرت صديقى بان يحمل الطفل ويضعه على الفراش ثم يتركه .....حاول حمله سقط منه من شدة الرعدة فى جسده ....اعاد حمله ووضعه على الفراش عند قدمى امه التى كانت اشبه ما تكون فى غيبوبة ....اشرت الى الطفل مرددا .... فأغشيناهم فهم لا يبصرون......فأغشيناهم فهم لا يبصرون .....نام الطفل ساكنا ....استكملت التلاوة والسرير كله يتحرك بهما ....وجدت صديقى يقترب منى حتى التصق بالمقعدفى رعب ظاهر امسكت بيده المرتعشة لابث فيه الاطمئنان ........احضر الان ايها الملك عنيائيل ....بسر ما تلوته عليك من اسماء {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }......المرآة كأنما انفجرت نورا يعمى الابصار ....شهق صديقى وكانت يده تعتصر يدى .....
السلام عليك ايها الملك عنيائيل ...
...وعليك سلام القدوس السلام ....
تردد الصوت الجهورى له صدى عميق رهيب ....
اطلب منك الكشف على هذا الجسد ....واعلم اننى لن اصرفك قبل الحصول على ما اريد ............الضوء الساطع كأنه يتشكل فى كيان يتحرك قائلا ...الطاعة لسر اسماء الله القدسية .......
ردت ...بارك الله فيك ......اختفى النور من المرآة لتحل مكانه سحب كثيفة ....جسدا المرآة والطفل يرتفعان عن السرير فى الهواء ....جذبت يدى من يد صديقى لاقف امام السرير مرددا ........وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا......اصوات همهمة تعلو فى الحجرة ....

وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ..........الجسدان يهتزان بعنف وصوت الهمهمة يتزايد ......ثم يهبط الجسدان الى الفراش وما زال كل منهما مغمض العينين ..
المرآة تسطع من جديد والصوت الرهيب ينطق ....المرآة بها عارض يهودى
من مارد ملعون .....والطفل به مس من خوف ......قلت شكرا لك ايها الملك عنيائيل ......هل هناك توصية من العارض ..؟
رد الصوت ....نعم هناك عهد موروث ينتقل الى كل جن من قبيلة العارض اذا قتل ....فيحل آخر بدلا منه .....
قلت : اذن اطلب اليك بسر القسم الذى ترزخ تحته ان تحضر من الملوك السيافة العلوية ما يكف لتنفيذ القتل والتدمير .......
رد الصوت بقوة ...افعل بقوة قسمك علىّ ......صديقى يحملق فى المرآة التى تهتز بعنف .....وفجأة اختفى النور الباهر منها لنسمع الصرخات المرعبة تصم اذاننا ونرى المشهد فى المرأة احمر بلون الدم القانى يغرق كل شىء ...صحت بقوة ....إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ....كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم..........هب صديقى يضم ركبتيه ويحنى نفسه مرتعدا ...همست فيه بغضب .....اثبت مكانك والا نالك الاذى ......وقع ارضا وما زالت عيناه مسمرتان على المرآة الدامية ......خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ .........صوت الصرخات تعلو كأننا وسط مظاهرة حاشدة .....ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ....الدماء تنبثق متقاذفة على المرآة كأننا نراها من خلف زجاج.....تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ................دقائق عاشها صديقة كأنه يرى ويسمع من فى الجحيم ..........انتهت الصرخات .....واختفى اللون الدامى من امامنا ليسطع النور الباهر مجددا ..........ايها الملك عنيائيل ...هل بقى من العوارض او الاتباع احد ......رد الصوت ....لقد اعدت الكشف الان وليس بأى من الجسدين عارض او مس ........قلت اذن اسحب منهما نسبة الريح التى خلفتها العوارض واريدك احضار عمار مؤمنين اقوياء لسكن هذا المكان ......رد الصوت .....افعل طاعة لاسم الله .......
مرت دقيقتان .....لتعود صورتنا المنعكسة فى المرآة امام اعيننا .....
قمت من جلستى واذا بالزوجة تنهض ومعها الطفل ينظرون الى والى صديقى بعيون محبة ....احتضنت الام طفلها ...صديقى هرول اليهما باكيا
يقبل كل منهما ...تركت ثلاثتهم وانسحبت خارجا فى هدوء .....
كدت اصل الى باب الشقة عندما لحق بى صديقى شاكرا ودموع الفرحة تغرق وجهه .....سألنى وانا ابتسم له .....لكن العلاج بالرقية .......قاطعته قبل ان يكمل .....هو صادق صحيح وهو الاساس ...لكن فى حالة وجود العهد من العارض بينه وبين اتباعه يلزمك اجراء العلاج مجددا كلما ظهر جديد .....اما ما سلكناه ...فهو استعمال القرأن والاستعانة بقدرات لخلق من خلق الله المؤمنين حتى نجتث العارض تماما ....
اوصيته بالقرآن والذكر وان يعاود الاتصال بى اذا عن له جديد .......

ومضت عشرة سنوات كان خلالها يتصل بى للسلام والتحية .......

.......................... تمت ..........................


 صور بنات رعب متحركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق