الباااااااااااااشااا !!!!!
لم يكن يتصور يوما ان تتغير حالته لتصير الى ما آلت اليه الان ....!!!
لم يكن يحلم حتى فى ابشع كوابيسه واضغاث احلامه ان يستطيع احد ان يجروء برفع بصره اليه فيحدق فى عينيه .....!!
كيف يكون هذا ؟؟!! كيف يمكن لاحد ان يتخيل هذا ؟؟!!
اااانا الباشاااا ....!!
عقيد شرطة ...مأمور فى احد الاقسام ....اعتاد ان يرى فقط روؤس الناس من مؤخرتها .....لان كل الناس تنحنى امامه فلا يرى وجوهها ابدا ....
منذ ان يخرج من بيته صباحا وحتى يعود اليه مساءا لا يذكر ملامح من يمر بهم مطلقا ....لا تطربه كلمة الا واحدة من دون الكلمات .....ياباشا !!!
هذه صفتى ....منزلتى ....وضعى وكيانى ...بل هى أسمى !!!
ما علمونى الا ان راسى دائما أعلى من النجوم ....أليست النجوم على أكتافى ؟!!! ورأسى اعلى منها ؟؟..!!
ماافهمونى الا ان هيبة رئيس الحكومة من هيبة وزير الداخلية ..وهيبة الاخير تقاس بهيبة امين الشرطة وسط الناس .....فما بال العقيد اذن !!!!
وما دربونى الا على ان اسمع لكل امر منى تمام يا فندم !!!
وما زرعوا داخلى وغرسوا بوجدانى الا ان انتزع الحقيقة من الاوغاد جميعهم بشتى الطرق ....لا انصت او ارى بكاءهم او اوجاعهم او دماءهم ...فكل ذلك منهم مجرد مكر وخداع .....
مابالهم الان يغيرون كل ما قامت حياتى عليه ..!!! مابالهم الان يحاولون اعادتى مجددا الى كتاب القرية ؟؟.!!! أيعقل هذا ؟؟..!!
هنالك ثورة فى البلد !!!! الا سحقا لها من ثورة !!!! هل تأتى الثورة لتزلزل ما شيدته من عرش لم ينازعنى من احد فيه ؟؟!!
انا الذى اذا غاب عنهم لم يناموا ....لم يأمنوا لانفسهم حتى فى بيوتهم ناهيك عن طرقاتهم .. ....ليتوقف كل شيء حتى يعلموا اننى كل شيء ..
كثير من رفاقه فى العمل ومن زملاءه خالفوه الرأى والتفكير ....كثير منهم قالوا له اترك ضلالات الماضى وابدأ صفحة جديدة سطر فيها حروفا من نور تبقى ابدا ....نظر اليهم استخفافا ...وقلب شفتيه امتعاضا شامخا براسه نائيا عنهم ....
.......كان ذات صباح وسيادة العقيد يخرج من بيته ....السيارة الخاصة فى انتظاره امامها السائق يفتح بابها محييا اياه التحية العسكرية ...
رفع راسه فى شموخ واضعا النظارة السوداء على عينيه وماسحا جانبى الشارع ببصره قائلا للسائق المرفوعة يده بالتحية ....الشارع مليان زبالة كده ليه ؟؟
اجاب السائق بصوت خفيض وهو يحنى راسه : الزبالين يافندم عاملين اضراب من يومين ....
امتعضت شفتاه تقززا ودلف الى مقعده الخلفى فى السيارة وهو يبصق قائلا : الزبالين ؟؟ زمن ..!!............وانطلقت به السيارة ...
......دخل قسم الشرطة وسط تحيات كل من فيه ....دخل حجرة مكتبه ...
جلس ماددا ساقيه اعلى المكتب وامسك بالجرائد الموضوعة على المكتب يقلب فيها ...وبين الحين والاخر يبصق بتقزز قائلا ... زمن !!!
المحمول ينطلق رنينه .... يتكلم ...يبدو انها زوجته ....وجهه لا يبدو من قسماته ان ما يسمعه يعجبه ...ردوده مختصرة ... صادرة من بين اسنانه ....ممتعضة .....متأففة .....انهى المكالمة ....
يعاودتصفح الجرائد ..... طرقات على باب الحجرة .....يتنهد بضيق ...
يفتح الباب ويدخل احد العساكر مؤديا التحية .....واحد اتسرقت عربيته يافندم ...!! .....صاح فى وجه العسكرى ....غوووور انت وهو بره ....
عنده النوينجية ....... يتدخل الرجل المسروقة سيارته ....يافندم عربيتى بنص مليون جنيه ....لو سمحت ....قاطعه فى شدة ....روح ع الميدان خليهم هناك يجيبوهالك .....
اشار بيده لهما فاخرج العسكرى الرجل واغلق الباب ....
يبصق مجددا ....حاجة تقرف ع الصبح .....
لم تمر برهة الا وينطلق رنين الهاتف الخاص .....اعتدل فى جلسته ورفع السماعة ......تمام يافندم .....
ينصت ......يحاول الرد .....يقاطعه محدثه .......ينصت .....يبعد السماعة قليلا عن اذنه ......يكتم فوهة السماعة بقبضة يده .....يبصق جانبا ....عيناه متنمرتان .... تمام يافندم ...قالها رغما عنه .....يضع السماعة .
...يتمتم بغضب .....حضرة الظابط ؟؟؟ انا بقى يتنادالى بحضرة الظابط ..!!
تنهد نافخا ممزقا ورق الجرائد .....ضغط جرسه الخاص بعنف ولم يرفع يده عنه حتى بعد دخول العسكرى الخاص مؤديا له التحية .....
هاتلى اى حد من التخشيبة بسرعة ....صرخ فى وجه العسكرى وهو يفرق كفيه كأنما يحترق الجلد منهما .......لكن يافندم ....
لكن ايه ياحيوااااااااان !! صاح فى العسكرى .....ارتجف الاخير رعبا وتمتم وهو يزدرد ريقه .....التخشيبة... مافيهاش.... محابيس .....
رمقه بنظرة نارية وصرخ فيه ....غوووووور من وشي ....
خرج العسكرى بسرعة ....وظل سيادة العقيد يزرع الحجرة مشيا وهو يبصق فى كل مكان ......دقائق وصوت الجلبة والصياح يقتحم عليه حجرته
.....يتسارع تنفسه ....الاصوات تتزايد .....يبصق بغضب .....الاصوات تعلو ....بكل الغضب خرج من الحجرة ليفاجأ بجمع من الناس محيطة بفرد تتصايح فيه .....صرخ باعلى صوته ....اسكوتووووووووا !!!
الاصوات تنخفض بسرعة ...يلتفت الجميع اليه ......يحدق فيهم ....ينظرون اليه ......تقدم من الشخص الواقف وسطهم ....وصاح : فى ايه ؟؟
نطق اكثر من شخص ....الراجل ده زبال المنطقة .....مش عوز يشيل الزبالة بقاله يومين .....الشقق عفنت ....والشوارع بقيت مستنقعات ...
واحنا عايزين نعملوه محضر ......
تمتم وشفتاه تمتعضان ....زبالة ؟؟ زبااال !!! ثم بصق ارضا وهو يدنو من الرجل الذى واجهه وهو ثابت الجنان محدقا فى عينيه ....
انت الزبال ......رد الرجل دون ان يحول بصره عنه ...ايوة يا حضرة الظابط ..
اتقدت عيناه كجمرتين من نار وبكل الغضب الصارخ انفجر فيه وهو ينهال عليه لطما ....اااناااااا بااااااشاااااا يابن الكااااااااا الب ......
.......................... .........تمت .......................... .......
تنويه واجب : مثل هذا الضابط الوارد فى القصة الكثيرون ولكن هناك الاكثر منهم فى جهاز الشرطة العريق من يحب هذا الوطن واخوته من ابناء الشعب .....كثيرون هم من كانوا مثلنا ضحايا لنظام فاسد متجبر ..
كثيرون منهم كانوا وما زالول على استعداد لبذل الروح والدم فى سبيل امننا وامن هذا البلد ...
......ليحمى الله مصرنا الغالية ابدا بابناءها الصالحين ..
لم يكن يتصور يوما ان تتغير حالته لتصير الى ما آلت اليه الان ....!!!
لم يكن يحلم حتى فى ابشع كوابيسه واضغاث احلامه ان يستطيع احد ان يجروء برفع بصره اليه فيحدق فى عينيه .....!!
كيف يكون هذا ؟؟!! كيف يمكن لاحد ان يتخيل هذا ؟؟!!
اااانا الباشاااا ....!!
عقيد شرطة ...مأمور فى احد الاقسام ....اعتاد ان يرى فقط روؤس الناس من مؤخرتها .....لان كل الناس تنحنى امامه فلا يرى وجوهها ابدا ....
منذ ان يخرج من بيته صباحا وحتى يعود اليه مساءا لا يذكر ملامح من يمر بهم مطلقا ....لا تطربه كلمة الا واحدة من دون الكلمات .....ياباشا !!!
هذه صفتى ....منزلتى ....وضعى وكيانى ...بل هى أسمى !!!
ما علمونى الا ان راسى دائما أعلى من النجوم ....أليست النجوم على أكتافى ؟!!! ورأسى اعلى منها ؟؟..!!
ماافهمونى الا ان هيبة رئيس الحكومة من هيبة وزير الداخلية ..وهيبة الاخير تقاس بهيبة امين الشرطة وسط الناس .....فما بال العقيد اذن !!!!
وما دربونى الا على ان اسمع لكل امر منى تمام يا فندم !!!
وما زرعوا داخلى وغرسوا بوجدانى الا ان انتزع الحقيقة من الاوغاد جميعهم بشتى الطرق ....لا انصت او ارى بكاءهم او اوجاعهم او دماءهم ...فكل ذلك منهم مجرد مكر وخداع .....
مابالهم الان يغيرون كل ما قامت حياتى عليه ..!!! مابالهم الان يحاولون اعادتى مجددا الى كتاب القرية ؟؟.!!! أيعقل هذا ؟؟..!!
هنالك ثورة فى البلد !!!! الا سحقا لها من ثورة !!!! هل تأتى الثورة لتزلزل ما شيدته من عرش لم ينازعنى من احد فيه ؟؟!!
انا الذى اذا غاب عنهم لم يناموا ....لم يأمنوا لانفسهم حتى فى بيوتهم ناهيك عن طرقاتهم .. ....ليتوقف كل شيء حتى يعلموا اننى كل شيء ..
كثير من رفاقه فى العمل ومن زملاءه خالفوه الرأى والتفكير ....كثير منهم قالوا له اترك ضلالات الماضى وابدأ صفحة جديدة سطر فيها حروفا من نور تبقى ابدا ....نظر اليهم استخفافا ...وقلب شفتيه امتعاضا شامخا براسه نائيا عنهم ....
.......كان ذات صباح وسيادة العقيد يخرج من بيته ....السيارة الخاصة فى انتظاره امامها السائق يفتح بابها محييا اياه التحية العسكرية ...
رفع راسه فى شموخ واضعا النظارة السوداء على عينيه وماسحا جانبى الشارع ببصره قائلا للسائق المرفوعة يده بالتحية ....الشارع مليان زبالة كده ليه ؟؟
اجاب السائق بصوت خفيض وهو يحنى راسه : الزبالين يافندم عاملين اضراب من يومين ....
امتعضت شفتاه تقززا ودلف الى مقعده الخلفى فى السيارة وهو يبصق قائلا : الزبالين ؟؟ زمن ..!!............وانطلقت به السيارة ...
......دخل قسم الشرطة وسط تحيات كل من فيه ....دخل حجرة مكتبه ...
جلس ماددا ساقيه اعلى المكتب وامسك بالجرائد الموضوعة على المكتب يقلب فيها ...وبين الحين والاخر يبصق بتقزز قائلا ... زمن !!!
المحمول ينطلق رنينه .... يتكلم ...يبدو انها زوجته ....وجهه لا يبدو من قسماته ان ما يسمعه يعجبه ...ردوده مختصرة ... صادرة من بين اسنانه ....ممتعضة .....متأففة .....انهى المكالمة ....
يعاودتصفح الجرائد ..... طرقات على باب الحجرة .....يتنهد بضيق ...
يفتح الباب ويدخل احد العساكر مؤديا التحية .....واحد اتسرقت عربيته يافندم ...!! .....صاح فى وجه العسكرى ....غوووور انت وهو بره ....
عنده النوينجية ....... يتدخل الرجل المسروقة سيارته ....يافندم عربيتى بنص مليون جنيه ....لو سمحت ....قاطعه فى شدة ....روح ع الميدان خليهم هناك يجيبوهالك .....
اشار بيده لهما فاخرج العسكرى الرجل واغلق الباب ....
يبصق مجددا ....حاجة تقرف ع الصبح .....
لم تمر برهة الا وينطلق رنين الهاتف الخاص .....اعتدل فى جلسته ورفع السماعة ......تمام يافندم .....
ينصت ......يحاول الرد .....يقاطعه محدثه .......ينصت .....يبعد السماعة قليلا عن اذنه ......يكتم فوهة السماعة بقبضة يده .....يبصق جانبا ....عيناه متنمرتان .... تمام يافندم ...قالها رغما عنه .....يضع السماعة .
...يتمتم بغضب .....حضرة الظابط ؟؟؟ انا بقى يتنادالى بحضرة الظابط ..!!
تنهد نافخا ممزقا ورق الجرائد .....ضغط جرسه الخاص بعنف ولم يرفع يده عنه حتى بعد دخول العسكرى الخاص مؤديا له التحية .....
هاتلى اى حد من التخشيبة بسرعة ....صرخ فى وجه العسكرى وهو يفرق كفيه كأنما يحترق الجلد منهما .......لكن يافندم ....
لكن ايه ياحيوااااااااان !! صاح فى العسكرى .....ارتجف الاخير رعبا وتمتم وهو يزدرد ريقه .....التخشيبة... مافيهاش.... محابيس .....
رمقه بنظرة نارية وصرخ فيه ....غوووووور من وشي ....
خرج العسكرى بسرعة ....وظل سيادة العقيد يزرع الحجرة مشيا وهو يبصق فى كل مكان ......دقائق وصوت الجلبة والصياح يقتحم عليه حجرته
.....يتسارع تنفسه ....الاصوات تتزايد .....يبصق بغضب .....الاصوات تعلو ....بكل الغضب خرج من الحجرة ليفاجأ بجمع من الناس محيطة بفرد تتصايح فيه .....صرخ باعلى صوته ....اسكوتووووووووا !!!
الاصوات تنخفض بسرعة ...يلتفت الجميع اليه ......يحدق فيهم ....ينظرون اليه ......تقدم من الشخص الواقف وسطهم ....وصاح : فى ايه ؟؟
نطق اكثر من شخص ....الراجل ده زبال المنطقة .....مش عوز يشيل الزبالة بقاله يومين .....الشقق عفنت ....والشوارع بقيت مستنقعات ...
واحنا عايزين نعملوه محضر ......
تمتم وشفتاه تمتعضان ....زبالة ؟؟ زبااال !!! ثم بصق ارضا وهو يدنو من الرجل الذى واجهه وهو ثابت الجنان محدقا فى عينيه ....
انت الزبال ......رد الرجل دون ان يحول بصره عنه ...ايوة يا حضرة الظابط ..
اتقدت عيناه كجمرتين من نار وبكل الغضب الصارخ انفجر فيه وهو ينهال عليه لطما ....اااناااااا بااااااشاااااا يابن الكااااااااا الب ......
..........................
تنويه واجب : مثل هذا الضابط الوارد فى القصة الكثيرون ولكن هناك الاكثر منهم فى جهاز الشرطة العريق من يحب هذا الوطن واخوته من ابناء الشعب .....كثيرون هم من كانوا مثلنا ضحايا لنظام فاسد متجبر ..
كثيرون منهم كانوا وما زالول على استعداد لبذل الروح والدم فى سبيل امننا وامن هذا البلد ...
......ليحمى الله مصرنا الغالية ابدا بابناءها الصالحين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق