المساااااااافر !!!!!
كانت عربة الميكروباس تقف فى انتظار استكمال عدد الركاب حتى نبدأ رحلة السفر من مرسى مطروح الى الاسكندرية ....
اجلس فى المقعد الامامى بجوار النافذة ...كما يطيب لى دائما .....
السائق مازال ينادى على المارة فى موقف العربات ....يتتابع ركوب الناس
.....ناقص اتنين يارجااااالة ......هكذا صرخ السائق مناديا ....
الانتظار اسؤ ما امر به فى حياتى .....طال الوقت وما من ركاب جدد ...
من ركب بدأ عليه التأفف .....مازال السائق يصرخ مناديا ....لا احد يستجيب .....الركاب فى السيارة يطلبون من السائق التحرك ....يرفض بعنف صائحا بهم .. عايزنى اطلع من غير اتنين ؟؟؟ خلاص ادفعوا اجرتهم انتوا ....
لم يرض الركاب ...واستمر الانتظار ......عرضت على السائق ان ادفع اجرة المقعد الذى يجاورنى فوافق وبدلا من الانطلاق بالسيارة صاح مجددا :
فاضل واحد بس .....واحد الاسكندرية .....
الضيق بلغ بى مبلغه عندما تقدم من العربة رجل عجوز يتكىء على عصا
اخيرا كمل العدد .....
هكذا صاح السائق ....ومن ثم ركب ليدير السيارة .....اخذت اتمتم بدعاء السفر والسائق ينطلق بالعربة ...اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى . اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ ......السيارة تشق طريقها وسط السيارات حتى تصل الى اول الطريق السريع ....السائق لا يتوقف عن التدخين والحديث فى المحمول
......ألمح عداد السرعة امامى قدتجاوز المائتين ....بعض الركاب يصيح بالسائق تخفيف السرعة ....لا يعبىء بهم .....السيارة منطلقة تنهب الطريق وتخترق المسافات بين السيارات الاخرى ....السرعة تتزايد اكثر
.....تجاوزنا المائتين وعشرة ......المحمول لا يبتعد عن اذن السائق ....
بدأ شىء غامض يستولى على قلبى .....صحت فى السائق ان يهدأ سرعته قليلا .....نهرنى بعنف وفظاظة ......عايزين نلحق الماتش ....
رده استفزنى كما استفز كثير من الركاب .....اخذنا فى جداله .....بعض الركاب من الشباب يؤيده .....اتخذهم ذريعة وزاد من سرعته اكثر ....
السيارة تتأرجح بنا .....السرعة فوق المائتين وثلاثين .....اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ .......اخذت اردد وهاتف فى قلبى يقلقنى ......السيارة كأنها لا تمس الارض من شدة السرعة .....صاح الرجل العجوز راجيا السائق التوقف ......ذهل السائق ..وصرخ به ....عايز نوقف ليه ..؟؟
طلب الرجل ان يبول .....!!!
قهقه السائق فى سخرية .....قدمنا تلت ساعة ونوصل الاستراحة ...امسك نفسك شوية ياجدو .....
ضايقنى اسلوب السائق الفظ ....طلبت منه التوقف ...من جديد رفض نافثا دخان سيجارته فى وجهى قائلا بغلظة .....انا مطبق دورين ورا بعض وما نمتش ....ياعنى دماغى مش مستحملة ....
ينطلق بسرعة اكبر ...وصرخ العجوز مجددا : اوقف هناااااااااااااا .!!!!!
هالتنا جميعا صرخته ....شعرت ان السائق ارتجف منها .....هدأ من السرعة تدريجيا ثم توقف على جانب الطريق ....
افسح الركاب للعجوز ان يخرج من السيارة فنزل يتكىء على عصاه ...
اتجه الى بعض الشجيرات القريبة من جانب الطريق ...
يادى العطلة !!! هايقعدنا جنبه ساعة !!!
هكذا علق السائق وهو يضع راسه على مقود السيارة قائلا لى بسخرية
...لما يجى ابقى صحينى .....
لحظة واحدة ونظرت السائق قد وقع على جانبه بجوارى ....... اخذتنى البغتة ....ارفع راسه .....احركه ......لقد مات !!!!!!
لا اله الا الله ......مات السائق فى لحظة ......الركاب تنزل جميعها ...اخرجناه من السيارة ...تفحصناه جيدا ...لا حياة فيه ....لقد نفذ قضاء الله ......وسط تعجبنا واندهاشنا ...حمدنا الله سبحانه ....لو لم تتوقف السيارة لكنا الان جميعا قتلى فى حادث بشع .....لولا ذلك العجوز الطيب
......العجوز .... اين هو .....؟؟ تلفت الجميع حوله باحثين عنه ....المكان على امتداد النظر خالى تماما .............لا احد مطلقا ...
......................تمت ...............
كانت عربة الميكروباس تقف فى انتظار استكمال عدد الركاب حتى نبدأ رحلة السفر من مرسى مطروح الى الاسكندرية ....
اجلس فى المقعد الامامى بجوار النافذة ...كما يطيب لى دائما .....
السائق مازال ينادى على المارة فى موقف العربات ....يتتابع ركوب الناس
.....ناقص اتنين يارجااااالة ......هكذا صرخ السائق مناديا ....
الانتظار اسؤ ما امر به فى حياتى .....طال الوقت وما من ركاب جدد ...
من ركب بدأ عليه التأفف .....مازال السائق يصرخ مناديا ....لا احد يستجيب .....الركاب فى السيارة يطلبون من السائق التحرك ....يرفض بعنف صائحا بهم .. عايزنى اطلع من غير اتنين ؟؟؟ خلاص ادفعوا اجرتهم انتوا ....
لم يرض الركاب ...واستمر الانتظار ......عرضت على السائق ان ادفع اجرة المقعد الذى يجاورنى فوافق وبدلا من الانطلاق بالسيارة صاح مجددا :
فاضل واحد بس .....واحد الاسكندرية .....
الضيق بلغ بى مبلغه عندما تقدم من العربة رجل عجوز يتكىء على عصا
اخيرا كمل العدد .....
هكذا صاح السائق ....ومن ثم ركب ليدير السيارة .....اخذت اتمتم بدعاء السفر والسائق ينطلق بالعربة ...اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى ، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى . اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ ......السيارة تشق طريقها وسط السيارات حتى تصل الى اول الطريق السريع ....السائق لا يتوقف عن التدخين والحديث فى المحمول
......ألمح عداد السرعة امامى قدتجاوز المائتين ....بعض الركاب يصيح بالسائق تخفيف السرعة ....لا يعبىء بهم .....السيارة منطلقة تنهب الطريق وتخترق المسافات بين السيارات الاخرى ....السرعة تتزايد اكثر
.....تجاوزنا المائتين وعشرة ......المحمول لا يبتعد عن اذن السائق ....
بدأ شىء غامض يستولى على قلبى .....صحت فى السائق ان يهدأ سرعته قليلا .....نهرنى بعنف وفظاظة ......عايزين نلحق الماتش ....
رده استفزنى كما استفز كثير من الركاب .....اخذنا فى جداله .....بعض الركاب من الشباب يؤيده .....اتخذهم ذريعة وزاد من سرعته اكثر ....
السيارة تتأرجح بنا .....السرعة فوق المائتين وثلاثين .....اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ ، وكآبةِ المنظَرِ ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ .......اخذت اردد وهاتف فى قلبى يقلقنى ......السيارة كأنها لا تمس الارض من شدة السرعة .....صاح الرجل العجوز راجيا السائق التوقف ......ذهل السائق ..وصرخ به ....عايز نوقف ليه ..؟؟
طلب الرجل ان يبول .....!!!
قهقه السائق فى سخرية .....قدمنا تلت ساعة ونوصل الاستراحة ...امسك نفسك شوية ياجدو .....
ضايقنى اسلوب السائق الفظ ....طلبت منه التوقف ...من جديد رفض نافثا دخان سيجارته فى وجهى قائلا بغلظة .....انا مطبق دورين ورا بعض وما نمتش ....ياعنى دماغى مش مستحملة ....
ينطلق بسرعة اكبر ...وصرخ العجوز مجددا : اوقف هناااااااااااااا .!!!!!
هالتنا جميعا صرخته ....شعرت ان السائق ارتجف منها .....هدأ من السرعة تدريجيا ثم توقف على جانب الطريق ....
افسح الركاب للعجوز ان يخرج من السيارة فنزل يتكىء على عصاه ...
اتجه الى بعض الشجيرات القريبة من جانب الطريق ...
يادى العطلة !!! هايقعدنا جنبه ساعة !!!
هكذا علق السائق وهو يضع راسه على مقود السيارة قائلا لى بسخرية
...لما يجى ابقى صحينى .....
لحظة واحدة ونظرت السائق قد وقع على جانبه بجوارى ....... اخذتنى البغتة ....ارفع راسه .....احركه ......لقد مات !!!!!!
لا اله الا الله ......مات السائق فى لحظة ......الركاب تنزل جميعها ...اخرجناه من السيارة ...تفحصناه جيدا ...لا حياة فيه ....لقد نفذ قضاء الله ......وسط تعجبنا واندهاشنا ...حمدنا الله سبحانه ....لو لم تتوقف السيارة لكنا الان جميعا قتلى فى حادث بشع .....لولا ذلك العجوز الطيب
......العجوز .... اين هو .....؟؟ تلفت الجميع حوله باحثين عنه ....المكان على امتداد النظر خالى تماما .............لا احد مطلقا ...
......................تمت ...............
اسلوب رائع جعلتنا معه نسافر ونحس بالغضب معك على السائق الدي لا يبالي بارواح الناس لكي يلحق مقابلة كرة القدم الا انه في رمش العين فقد روحه انها رسالة لكل عابت ينسى الله وان موت قادم في كل زمان ومكان
ردحذفتحياتي لحرفك الجميل سيدي