الثلاثاء، 24 أبريل 2012

جواش عزيز الوجود !!!

جواش عزيز الوجود !!!

ربما كان ذلك منذ عشرة سنوات تقريبا عندما كنت فى زيارة الى الاقصر ..كنت ضمن مجموعة من الاصدقاء فى مشاهدة الآثار ....عنّ لى الانفصال عنهم فاتخذت طريقا اخر شاردا وحدى بعيدا وسط المعابد الفرعونية ....كانت زيارتى لدراسة بعض الآثار لاستكمل بحث لى عن السحر لدى الفراعنة ...
صرت بعيدا عن الجميع عندما سمعت صوت صرخة قطة عالية ...تلك الصرخة التى تطلقها القطة فى حالة الاشتباك مع حيوان اخر ....جذبتنى الصرخة ...توجهت الى مصدرها بين اعمدة المعبد ..شاهدتها .....كانت تلاصق احد الاعمدة وقد ارتفع ظهرها فى تقوس حاد وانتشر شعرها الناعم مدببا كالأبر وكان امامها مهاجما احد ثعابين الكوبرا وقد اتخذ وضعية الهجوم ...لحظات صمت اخذنى المشهد المتوتر ...قررت مساعدة القطة فى ذات اللحظة التى ضربتها رأس الثعبان بسرعة فارتفعت القطة عن الارض صارخة ....هرولت اليها ضاربا الثعبان مطيحا به بقدمى ...
وقعت القطة تئن ...حملتها وانطلقت بها باسرع ما امكننى .........
ما زلت اذكر كيف اسعفتها وتمت لها النجاة ....وفى ذات الليلة وقد كنت فى بهو الفندق وكان هناك احد الرجال يعرض مواهبه فى قراءة الكف ..
لم اكترث له ...الا اننى فوجئت به يقترب منى محملقا في وجهى ...نظرت اليه بدهشة ....ضاقت عيناه وهو يقول لى ...اصلح من امرك ..فهناك من يريد الاتصال بك فساعده ....
وقبل ان انطق بكلمة تركنى ذاهبا .....انتابتنى لحظات من الحيرة ..
كان لكلماته أثر فى نفسى غريبا ...
منذ تلك الجملة ولم يفارقنى الصداع ...كاد يدمر راسى ....طنين لا يفارق اذنى ...احساس بان الرأس قد بات ضعفى حجمه ....
شرعت فى الصلاة وتلاوة القرأن ألتمس الشفاء من الله ...
مر اليوم التالى وانا فى حالة قيء مستمر عجز الطبيب ان يعرف له سببا
....حتى كان المساء وقد شعرت ببعض الراحة ....وكان لقائى الثانى بالرجل ....اقترب من مقعدى ولفظ الجملة ....انت جاهز الان له ....
ومن جديد تركنى قبل ان انبث بحرف واحد .....
كنت اوشك على النوم عندما سمعت الصوت يهمس فى اذنى بكل وضوح
....انا جواش عزيز الوجود ....
انتبهت مذعورا ...اتلفت حولى ...الصوت ما زال فى اذنى هامسا ....
انا جواش عزيز الوجود ...قمت من الفراش قاصدا خارج حجرتى فى اللحظة التى شعرت بقدمى لا تستجيبان لى فوقعت ارضا ....عاذ الصوت ليس فقط فى اذنى بل شعرت انه يحتوينى كما غلاف من هالة ضوئية ..لقد اخترتك ...مكافأة لما صنعت ....انا رفيقك من الان .....
كنت اصغى الى الصوت وقد صار لوقعه على نفسى احساس بالالفة ..
سوف اكشف لك علوم الماضى جميعها ....سوف امنحك الاطلاع على افكار الاخرين ....همساتهم لانفسهم ....نواياهم ....سأطلعك على عوالم الجان الاربعة عشر ....كل العلوم الروحانية قد باتت طوع بنانك ...فقط اقبل العهد بيننا ...
سكت الصوت ....شعرت بجسدى خفيفا حر الحركة ....ماعدت خائفا ...لم اكن ارى امامى غير هالة من ضوء هى اشبه ببخار الماء ....نطقت وربما رغما عنى ......ماهو العهد ..؟
عاد الصوت هامسا .... ألا تنس ذكرا ....ألا تظلم أحدا ....ألا تمنع علما ...
هززت راسى موافقا وقلت أقبل ....أقبل ...فى نفس اللحظة شعرت ان الهالة قد احاطت بى لتدخل جسدى فتختفى.....وفى ذات اللحظة برقت عيناى ببريق غريب ...ذاكرتى تمتلىء بعلوم ومشاهد واماكن كأننى خضت فيها وعايشتها لسنوات طوال ....
تغير كل عالمى منذ تلك الليلة .... عشت الاف السنين فى اليوم الواحد ...طفت اماكن وأزمنة لا حصر لها ....كان همس جواش لا يفارقنى ابدا ...تحديت اساتذة فى كل المجالات وكنت اقرأ ما يهمون بنطقه قبل همسهم به ...كنت أرى علومهم أمامى كالكتاب المفتوح ..اسمع أصواتهم داخلى قبل ان تطرق مسامعى ....حتى كان ذات ليلة وصوت جواش يهمس بى ....سأضطر لمغادرتك ....أرعبتنى الجملة ....صحت كمن يهزى .....لماذا ...؟؟!! ......همس من جديد.... لكل أجل كتاب ...!!
ماذا تعنى ؟؟..... كدت أبكى وأنا أنطق بها .....عندما صدر الهمس واهنا ...كأنه يبتعد ....يبتعد .....يبتعد ...........الودااااااااع ...!!!!!!
ما عاد لى من جواش عزيز الوجود غير الذكريات لما اغرقنى فيه من بحور العلوم ......وما سأحدثكم به منها اذا رغبتم فى ذلك ....

.............................. تمــــــــــــــت ..................
 

هناك تعليق واحد:

  1. ما اروع ان يسكن داخلنا جواش عبد العزيز ويغرقنا بالعلوم والبحوت ونكتشف العوالم الاخرى دومن ان يجعلنا ننفصل عن واقعنا الانساني بشكل طبيعي الا ان قدرة الله جعلت عالم الجان لوحده فكل في فلكه يسبح انه تجسيد قد يحمل عدة دلاللت قد تسكن عمق الانسان فتأخد روح جواش عبد العزيز وكوفق اخي دوما

    ردحذف