الأربعاء، 25 أبريل 2012

صاحبة القصيــــــــــــــــــدة !!

 
صاحبة القصيــــــــــــــــــدة !!

صباح جديد وانا فى مدرج السنة الرابعة فى كلية الحقوق ....اترقب بقلب خافق لحظة قدومها ....لا اسمع من حديث زملائى فى الجوار شيئا ...كل كيانى مآخوذا الى الباب منتظرا ....
لا ادرى لماذا هى دون غيرها ....لم تكن تحمل من صفات الجمال الجسدى المثير شيئا ....نحيفة .....ترتدى الحجاب ...لا تتزين ....لكنها لها بهاءا كالملائكة ....منذ رايتها المرة الاولى شعرت بطوفان من المشاعر يتقاذفنى ....كنت اخفض بصرى عنها خشية ان يلحظ الاخرون ...لكننى احفظ تلك الملامح وذلك الوجه الذى يسلبنى ضياؤه قلبى ....كم رسمته ...كم كتبت فيه الشعر .....وكم انتظرت لحظة اشراقها قادمة لاكون مقابلا لتلك العينين ......قلبى يخفق بي بشدة ....اتراها قادمة ....نعم .... نعم ...هاهى ....لا ارى مما حولى الا سماءا صافية وجدوا نهر تترقرق لامعة مياهه وهى تخطو تتهادى على عشب اخضر تتلاعب نسمات الصباح بطرف حجابها المسدل فيبدو كجناحى فراشة من نور ....ياااالله !!!! يالتلك الملائكية !!! هى الرقة وقد شكلها الله فتاة .....تبسم ثغرها وهى تقترب محيية زميلاتها .....اشعر ان البسمة لى انا ...اشعر ان قدومها لرويتى انا ...هزنى زميل بجوارى .....انتبهت اليه ...همس لى ...انتبه لعينيك ...نحن طلاب الجماعة الاسلامية ...لا ينبغى بنا النظر هكذا .....خفضت بصرى وانا اناجى الله انك الواحد الوحيد الذى تعلم ان نظرتى لا يشبها ما تؤاخذنى عليه .....
كنت جل وقتى اراقب تلك العينين ....لهما سحر طاغى على نفسى ...مرات عديدة التفتت وتقابلت عيوننا ....انتفض قلبى فى كل مرة وشعرت بحرارة خجل ترسم لونها على وجنتى ......اؤكد لنفسى انها تتبسم لى ...ثم ترنو ببصرها الى صاحباتها تكلمهن .....بيننا عدة امتار فقط ...اكاد اسمع صوتها وما كانت تتحدث الا همسا ... ...
كان الوقت يمر وانا ببيتى بطيئا .....كانما يضغط باقدامه الثقيلة على صدرى فاشعر بتنفسى يخفت ....يضعف ....كأنما اختنق .....اترك الحجرة لادخل اخرى ....لا فائدة .....لا احتمل البقاء ....ما يفصلنى عن رؤيتها الا الوقت فى انتظار الصباح .....اذا لن يأتى الصباح الان ...افلا اسعى اليه انا ....نعم امشى وامشى تحتضن قدماى الارض والطرقات ....افتش بين السحابات عن واحدة قد تشبهها .....اسكب تنهدات الشوق ابياتا من الشعر ....كانت اطول قصيدة كتبتها .....كانت اصدق ما سطرت يداى ...ما زلت احفظها محتفظا بها ......
إن تـرى من أحب يا مـوج تعذرنى
أن تـراه تصــاب بسحـر وافتتــان
فحـبيب لسـت أدرى كيف أوصفـه
تعبـت مـعى الأشـعـار وكـل المعـانى
رأيتـه والنـور فـاض من جبينـه
كـأنه الشـمـس تشـرق عـلى الأكـوان


قرأ اصدقائى القصيدة ....صوروا منها نسخا واعطوا اصدقائهم كما اعتادوا مع ما اكتب .....قررت ان احادثها ....اقترب منها فقد قارب عامنا الدراسى الانتهاء .....
كانت تقف وحدها فى حديقة الكلية .... ها هى الفرصة مواتية ....خطوت تجاهها خطوات ...التفتت ناظرة الى .....بسمة رقيقة ترتسم على شفتيها ....قلبى يضطرب صارخا فى صدرى ....هى المرة الاولى التى سأتكلم مع فتاة .....اشعر بكفى باردين ...اشعر اننى لا اذكر من الكلام حرفا واحدا ....توقفت خطاى ....اقتربت منها احدى الزميلات ....عدت عائدا
اعب الهواء كأننى لم اكن أتنفس .....
انتهت امتحانات الفصل الدراسى الاخير لنا فى الكلية ....تخرجنا ...لم اعد اراها .......لم يفارق طيفها مخيلتى لسنوات .....عملت محاميا ودارت بى الايام والسنون ....تزوجت ..واستمرت الحياة ....لكن كلما استمعت لاغنية ....اعز الناس ....تذكرتها ..كانت الكلمات ترسم طيفها امامى .....كذكرى جميلة لمشاعر كانت ارق من نسيم الصباح ...
ذات يوم وانا فى عملى ..احادث زميلا لى واذا بالصوت الهامس بجوارى ينطق باسمى .....التفت واذا بها امامى باسمة ....كأنما كانت البارحة ...
كأنما لم تمر السنوات الطوال ....هى نفس الكيان الملائكى الرقيق الوديع
...ألجمتنى الدهشة ....أتعرف اسمى .؟؟ اتذكرنى ..؟
عادت تتبسم وهى تهمس ....لم تكن هناك فرصة لاشكرك على القصيدة
.......اتسعت عيناى ....اقبض اصابعى فى قبضة شديدة حتى لا ترى رعشتها ......صامتا انظر اليها ......وكأن ضربات قلبى تتكلم بدلا عنى ..
استجمعت قواى لانطق حروفا زائغة ..ال ق صيد ة !!!
همست وعيناها ملؤها السحر ....مازلت احتفظ بصورة منها ......
.........لم اصدق نفسى وهى تبتعد بعد ان تبادلنا السلام متعللة بعمل لها... ...اسرعت عند عودتى اقلب فى اوراقى القديمة ....اخرجت القصيدة ...اعيد قراءتها ..لكن هذه المرة وانا ارى طيفها كأنما يقرأها معى

............وما افقت الا على صوت اولادى ينادينى ................

.................................تمــــــــــــت ......................................
 
 

هناك تعليقان (2):

  1. رائعة وبدون مجاملة جعلتنا نغوص في عمق هيامك بها في صمت خجول ضيعها منك حتى تزوجت ومضى كل في طريق وكل شئ بقضاء فاحيانا بايدينا نخلق تعساء لمادا لم تكلمها تعبر عن قصيدتك بوضوح ودفاع عن حبك انه الخجل انه الحب الصامت الدفين الدي يكسره قيول التربية العتيقة تحياتي لحرفك سيدي

    ردحذف
  2. تحياتى لك اختى الغالية احسان ...الحب والزواج كل رزق ونعمة من الله ...لن يصيبك الا ما هو لك ....ولقد من الله على بزوجة صالحة هى كنز الدنيا ورزقت منها ولدين هما قرة عيني .....فالحمد لله الكريم فى عطاياه ...انا اشكرك جدا على متابعتك وتعليقك الرقيق

    ردحذف