الثلاثاء، 29 مايو 2012

عشـــــــــــــــــــــــــرة طـــــــــــــاولة ..!!

الثلاثاء 29 مايو 2012
عشـــــــــــــــــــــــــرة طـــــــــــــاولة ..!!

اخذتنى قدماى الى حى الحسين ...الوقت مساءا ونسمة صيف تعطر الاجواء التى يحتضنك فيها عبق وسحر رحاب الحسين ....المكان لا يهدأ ولا تصمت ضوضاءه المحببة ....اخترت مقهى على ناصية الطريق وجلست اشاهد التلفاز المعلق على الحائط تارة ......وتارة اخرى اجول ببصرى فيما امامى وحولى من المارة ..
طلبت كوبا من الشاى ....بجوارى يجلس شابان يلعبان الطاولة ....التلفاز يعلن قرار اللجنة العليا للانتخابات بشأن الاعادة بين شفيق ومرسى ...
هززت راسى وانقلبت شفتى السفلية واشحت ببصرى عن التلفاز ..اتابع لعب الطاولة ...
رمى الشاب بالزهرين وصاح جوهار دو ....امسك باحدى قطع الطاولة وضرب بها خشب الطاولة وهو يقول ....وادى احنا هانبدأ الجولة التانية ..
هاتنتخب مين ياحلو ..؟؟
تناول الشاب الثانى الزهرين وهز قبضته بهما ثم رماهما ليصطدما بحافة الطاولة فيصيح ....شيش بيش .....ولا واحد منهم ....
ضحك الاول وهو يلعب ...ليه بس يا صاحبى ...مش قلنا بلاش سلبية ..؟
رد الثانى ضاربا قطعة الطاولة على اخواتها ....انا لا عايز ده ولا عايز ده ...
ارتفع صوت لرجل يجلس بعيدا قليلا يبدو ان الحوار وصل الى سمعه ..
يعنى ايه يابنى ؟؟؟ماهو لازم ننتخب ...هنسيب البلد لمين ..؟؟ وليه ماتختارش مرسى ...؟؟ حد يكره المعاملة بالدين ؟؟ مش احسن من اللى هايرجعنا لخانة الصفر من تانى ...؟؟
التفت الشابان اليه وكذلك عدد من الجالسين ....تابعت الجميع مبتسما
فمن الواضح ان النقاش سيحتد ...
رد الشاب عليه رافعا صوته ....وانا اضمن منين كل حاجة اعملها بعد كده يحرمها عليا .....انت عارف ان مجرد لعب الطاولة دى هيبقى حرام ....
اكمل احد الجالسين وقد اعتدل بمقعده ليواجه الشابين .....آه وعلى رأيك لو خرجنا فى مظاهرة علشان حاجة مش عجبانا ...نلاقى اللى يقول لنا ده خروج على الحاكم وولى الامر ....
استطرد الشاب مكملا ....ومش بعيد يكفرونا ساعتها .....
الشاب الاول يرمى بزهرى الطاولة فيدوران معا كالنحلة الطنانة ....خلاص يبقى اختاروا شفيق ....واهو وعد انه يرجع الامن فى اربعة وعشرين ساعة ......
صاح رجل اخر بغضب .....ليه ان شاء الله ساحر ولا ساحر ....؟؟؟؟
رد الشاب ضاحكا ...لآ طبعا ...ده بس علشان اللى حضر العفريت هو اللى يعرف يصرفه ....
عقب اخر ....لآ مش صحيح الفريق شفيق راجل من الجيش وعارف فين تبقى المصلحة ....مش هايضحك عليه .....
صاح الرجل الغاضب ....وارواح اللى ماتوا ....وكل اللى اتصابوا وعميوا دول نقول لهم ايه ؟؟؟ نقول لهم كنتوا بتعملوا ثورة يحكى عنها العالم كله ..علشان نرجع نمحيها باختيارنا لنفس النظام اللى اسقطوه .....؟؟؟ دى تبقى سفالة وندالة مننا ....صاح رجل اخر يدخن الشيشة ....يبقى نخلى املنا فى الله ونختار مرسى علشان كل المخاوف اللى بيحاولوا يرعبونا بيها عنه ممكن مايكونش ليها اى اساس ....
صاح اخرون ...بس شفيق هاتبقى الدولة مدنية للكل ....رد اخرون بعنف ...هاتبقى دولة بوليسية مهببة على دماغ الكل ...ومش بعيد نلاقى جمال مبارك جايلنا بعده ........عقب الاخرون ...ده افترى من غير اساس
...صاح الغاضبون .....الاساس هو بداية التزوير الحديث اللى اتعمل ...من اضافة ملايين الاصوات ....وتفتيت الاصوات التانية ...قاطعهم البعض ...انتم طلبتم ديمقراطية ....وده يعنى احترام رأى الاغلبية .....اذا كانت الناس عايزة شفيق يبقى خلاص ....يجي شفيق ....
لا ياخويا انت وهو ....ده كلام اونطة ...علشان اللى جابوا شفيق دول احنا بنطعن فى اصواتهم ......
ارتفعت الاصوات واحتدت الردود ....بينما الشابان بجوارى كفا عن اللعب وهما يقولان ...دى كانت عشرة طاولة مهببة .....التفت احدهما الى وقال : وانت يا استاذ ...قاعد ساكت ليه ..؟؟هاتنتخب مين ؟؟؟
كان الصياح والاحتداد قد صار لغطا عاليا ...ابتسمت له وهممت بالرد عندما دخل المقهى احد الرجال حاملى البخور صرخ باعلى صوته وهو يحرك يده بسلسلة المبخرة فى دوائر واسعة ....وحدوا الله .......
اعقب صرخته باخرى وحدووووووووووه ......
صمت الجميع فى تتابع هامسين مرددين لا اله الا الله ....
جال الرجل فى وجوهنا صامتا ....تفحصته مليا بذقنه البيضاء وعمامته الغريبة وجلبابه المزين بالعقود والمسابح الكثيرة .....نطق بصوت عميق
....اتحققت واحدة .....والتانية فى ايديكم .....شكلكم هتحققوها ....وهتتفضل التالتة والاخيرة ......وربنا يستر منها .....
رمقه الجالسون بدهشة ......وقعت كلماته من نفسى موقعا غامضا ...
عاد الرجل يتفحص وجوهنا جميعا ثم نطق :
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ............الاولى الفسق والفساد .....ودا شفتوه واتحققتوا منه .......والتانية استحقاق القول من الله .......
سكت لحظات يهز راسه يمينا ويسارا ....ثم قال :
عارفين بيستحق القول من الله ازاى ......؟؟؟ وقبل ان ينطق احد تكلم هو
.....بيستحق لما نوافق على الفساد والفسق .....وده اللى انتم فيه دلوقت ........لو حصل منكم...يبقى انتظروا التالتة .....التااااااالتة ....
صرخ صرخة مدوية اقشعر منها جسدى وهو يصيح .....يااااااااااااارب ...خدنى قبل ما تحكم بيها .......يااااااارب ...ماشوفهاااااش ابدا فى بلدى .......طوح بيده بالمبخرة فى دائرة تجاهنا فانتشر دخان البخور علينا واستدار ليبتعد عنا وجميعنا واجم لا ينطق ...كأن على رؤوسنا الطير ...

............................. تمــــــــــــــــــــــــــــت .........................

 

الجمعة، 25 مايو 2012

سندوتشـــــــــــــات فول وطعميــــــــــــة ...!!!

الجمعة 25 مايو 2012

سندوتشـــــــــــــات فول وطعميــــــــــــة ...!!!

...خد منى علبة مناديل والنبى يا استاذ .....اشترى واحدة بس ياحاجة .......يارب يخليكم عاوز افطر .....
بهذه الكلمات كان يمر بين الناس فى الطرقات حول ميدان ابو الريش فى السيدة زينب ....اسمه مرزوق ...وماله من اسمه اى نصيب ....له من العمر سبعة سنوات فقط ....نحيل الجسم تستره بعض الاثمال القديمة ..اصطبغت وجنتاه وذراعاه و قدماه الحافيتان بلون غامق مترب من شدة الاوساخ .....يزرع ارض الميدان بالقرب من محطة المترو كل يوم ...مع شروق الشمس وحتى الظهيرة فيجمع ما تيسر له من بيع المناديل الورقية وما تفضل به عليه اهل الخير فيهرول جاريا الى المعلم عواد فيلقاه جالسا على قهوته بشارع السد فيعطيه مابقى معه من مناديل ومقابل ماباعه منها ......ويهم بالجرى كما الطير ....يمسك به عواد بغلظة وهو يقول : ماتكمل اللى معالك ياض يامرزوق .....لسه النهار بدرى ....
ينفلت الطفل من قبضته مسرعا وهو يصيح بصوته الرفيع ...معلش والنبى يامعلم ...هارجعلك بعدشوية ....
يسرع الطفل الخطوات جاريا... يقف امام عربة الفول والطعمية ....يصيح على البائع ......سندوتشين فول واتنين طعمية ياعم فتحى ......والنبى بسرعة الله يخليك ....
وما ان تمسك يداه بلفة السندوتشات حتى يسلم للريح قدميه فينطلق عدوا يخترق مابين المارة والبائعين فى شارع السد ثم ينحرف قبل مسجد السيدة زينب الى شارع جانبى ومنه الى اخر ثم ثالث ...واخيرا الى نهاية حارة كئيبة ضيقة خلفها بيت مهدم خرب .....يدخل من الباب الخشبى القديم الذى يربطه بقطعة من القماش الى الجدار فيدلف وسط الركام والحطام الى ركن صغير على اول الدرج القديم .....ينادى فرحا ...واد يا حودة .....انا رجعت ياحبيبى ....يالا اصحى علشان ناكل ....
وعلى الارض ...فوق بعض الاوراق الكرتونية يقبع حودة الذى لم يتجاوز العامين والنصف لايستر جسده الدقيق المتسخ شيء تقريبا ......حوله بعض العلب الفارغة والاشياء المهملة التى يحضرها له اخوه مرزوق من القمامات ليلعب بها ....وبجوار الحائط المتهدم زجاجة من الماء يحرص مرزوق على ان تظل مملوءة دائما .....يهمهم الصغير بهمهمات فرحة مقبلا على اخيه فيتلقاه الاخير على صدره ضاحكا له ويجلسان سويا فيفتح مرزوق لفة الطعام ويمد يده باحد السندوتشات الى اخيه ....يأكل الصغيران وتمر امام مرزوق احداث الماضى القريب ....
.عندما مات ابوهما وحوده بعد فى شهره الاول ......وعندما ماتت امهما بعد زواجها ولم يتجاوز حوده العامين ........وعندما كان يمسك به زوج امه بيد وبالاخرى يحمل اخيه حوده .......وعندما سلمهما الى الرجل الاعور البدين فى منطقة لا يعرف منها الا اكوام القمامات ....قبض من الرجل حفنة من النقود وهو يقول ....احسن من عينيهم .....هاصرف عليهم ولا على عيالى .....مش كفاية الاربعة اللى فاضلين غيرهم .....
تركهما وصرخاته واخوه حودة لا تنقطع ....مازال يذكر عندما انهال عليهما الرجل البدين ضربا حتى سكتا من شدة الخوف .....
مازال يذكر كيف كان يتسول من الناس فى الطرقات طوال اليوم ليعود متعبا منهكا ساقطا ارضا من شدة الاعياء والجوع ...واذا لم يكن قد جمع ما يرضى الاعور انهال عليه ضربا وتركه ينام بلا طعام ......
مازال يذكر عندما اخذت احدى السيدات اخيه حودة معها عدة مرات لتتسول به ....ثم وهى عائدة فى المساء تتذمر تشكو من الطفل انه يظل نائما اغلب النهار ....وكان الصباح التالى الذى حفرت احداثه فى مخيلته لا تفارقه ابدا عندما اعترضت السيدة عن اخذ حوده معها ....فما كان من الاعور وكان جالسا يدخن الشيشة الا ان قام ممسكا بالماشة الصاج وبين طرفيها جمرة من الفحم فتقدم من حوده النائم والجميع ينظر اليه .... وبدون ان تختلج فيه عضلةواحدة وضع الجمرة على فخد الطفل الذى هب صارخا صرخة مازال صداها يخترق اذنى اخيه حتى اليوم ....بكى مرزوق اكثر مما بكى حوده ....ومنذ ذلك اليوم قرر ان يحمل اخيه كما تحمل القطة قططها الرضع بين انيابها فيهرب به من ذلك المكان اللعين .....ظل يجوب به الشوارع من منطقة الى اخرى حتى هداه الله الى هذا البيت الخرب ....لا يعلم بهما احد ....يتركه صباحا ليعود اليه بالطعام ظهرا ....ثم يتركه ليعود اليه مساءا يطعمه ويحتضنه فيدفئان بعضهما نائمين .....
صباح جديد ....يتوجه مرزوق الى المعلم عواد لينال نصيبه من علب المناديل .....كان يجلس معه رجل غريب ...سمعه يقول له ...
هاديك على كل واحد خمسميت جنيه ....عاوزهم عند شارع محمد محمود الضهر وكل واحد معاه ازازتين ....انت عارف الباقى بقى .....
هز المعلم عواد رأسه وعندما نظر الى مرزوق ابتسم واشار اليه قائلا للرجل ...ادى اول واحد منهم .....رمى الرجل ببصره اليه احتقارا وهو يقول ....ايه ده يامعلم ...؟؟؟ ده ينفع من الثوار ...!!! انت اكيد بتهرج ....؟؟؟
ضحك عواد وهو يقول للرجل ...طب بصله كده وفكر شوية .....
عاد الرجل يتأمله ثم انفرجت شفتاه عن ابتسامة شيطانية وهو يقول :
يابن الابلسة ...!!! فعلا هو ده ....اهو لو الكاميرات صورته ...ساعته نقول ادى اللى مسميين نفسهم ثوار ....لمين معاهم المتشردين .....ولو حصله حاجة يبقى شعللنا الموقف بين الثوار وبين الجيش والشرطة ....
.....انصرف الرجل واذا بعواد يقول لمرزوق ...النهاردة فيه شغل ليك احسن من بيع المناديل ....
لم يفهم مرزوق الا ان يصيح كما يصيح الاخرون وان يقذف الجنود بالحجارة كلما استطاع وان يحاول الاقتراب اكثر من الجنود او البيوت القريبة منهم فيلقى زجاجتين البنزين عليهم ويعود جاريا ...وله مقابل ذلك عشرة جنيهات كاملة ...اعطاه منها خمسة ..وافق فرحا مسرورا ....خبأ الزجاجتين اسفل القميص الذى اعطاه له عواد ....وظل طوال النهار يصرخ بصوته الرفيع كما يصيح الاخرون لا يفقه مما يقولون شيئا ....حتى كانت الظهيرة ...استطاع ان يقترب من الحواجز الاسمنتية وكان الجنود على الجانب الاخر منها فألقى بالزجاجتين عليهم واسرع يجرى ......لم يلتفت وراءه ....ظل يجرى من شارع الى اخر فتوقف امام مطعم للفول ليشترى ما اعتاد عليه يوميا ....وعاد يأخذ طريقه واذا بمجموعة من الشباب يجرون تجاهه صائحين ....هو الواد ده اللى حدف المولوتوف ....اوعوا تسيبوه ...
اهى الشنطة لسه فى ايده اهيه .....
فزع منهم ....جرى باقصى سرعته ....اسرعوا خلفه ....انحرف بسرعة ليخرج الى طريق جانبى ....صوت نفير سيارة ينطلق عاليا وصوت احتكاك عجلاتها بالارض يشرخ الجو ...وقع مرزوق ارضا والدماء تنزف من راسه
...لحق به الجميع ...كانت الشنطة البلاستيك بجانبه وقد بعثرت منها سندوتشات الفول والطعمية..........لفظ انفاسه الاخيرة وهو ينطق .. .........اخويا .... اخويا حوده .......!!

..................... تمــــــــــــــــــــــــت .........................
 
 

الأربعاء، 23 مايو 2012

الطوفــــــــــــــــــان وملك التيجــــــــــان !!!!!!!

 
الاربعاء 23 مايو 2012

الطوفــــــــــــــــــان وملك التيجــــــــــان !!!!!!!

كان صباحا على غير المعتاد فى القصر الملكى الرئاسى العربى العام ....اجتمع فيه مديرو المخابرات العامة وقادة الجيوش وقادة الشرطة والامن الداخلى
..وكافة المتخصصين فى علوم الطبيعة والارصاد ...وكل رجالات الحكومات
....الكل متجهم يبدو عليه القلق البالغ .....الكل فى حركة داؤبة .... والجميع فى حالة لغط مستمر ....
اسرع كبير الحراس الى مخدع الحاكم العام وجلا مرتبكا ...طرق الباب وانتظر برهة ثم طرقه ثانيا وفتحه داخلا منحنى الرأس ... اقترب من الفراش ...كان الحاكم ينهض متثائبا متكاسلا ....صباح الخير على مولانا المعظم صاحب الجلالة والعزة والسيادة .....قالها مرتعشا متلجلجا ....
حدجه الحاكم بنظرة غاضبة ......فيه ايه ؟؟ مالك على الصبح ؟؟؟؟
اجاب كبير الحراس ومازال راسه منحنيا مطرقا الى الارض ....جميع رجالات البلاط الملكى الحاكم بالأسفل ياصاحب الفخامة والجلالة ..!!! الجميع ينتظر بهاء اطلالتك عليهم لأمر جلل جدا ....
بعد قليل نزل الحاكم العام ...خيم الصمت على الحضور و وقفوا شاخصين كأن على رؤوسهم الطير .....تقدم منهم وعلى وجهه علامات الضجر ...
فيه ايه ؟؟؟ متجمعين كلكم كده ليه ؟؟؟ اتكلم يا قائد الجيوش .....
خطى قائد الجيوش خطوة محنى الرأس وقال :
الامر خطير جدا يا مولانا المعظم .....نهره الحاكم بعنف ....اتكلم بسرعة من غير مقدمات ....
تمام جنابكم المفخم ......المياة يا مولانا .....نظر اليه الحاكم بضيق ......
المياة كلها فى حالة زيادة غير طبيعية ....البحر الابيض والبحر الاحمر والمحيط الاطلنطى والهندى والخليج العربى كمان .....كلهم فى حالة مد غير طبيعى او متوقع ....مش بس كده ....الانهار كلها ....كلها يامولاى ...سجلنا اقصى زيادة وارتفاع فى منسوب المياة حصلت فى التاريخ ...
صرخ الحاكم العام ...كفاااااية ....ايه ؟؟.....تقصد تقول ان فيه طوفان هايغرق العالم كله ......؟؟؟
اجاب كبير العلماء المتخصصين ......لا يا مولانا المعظم ....جميع قوة واتجاه المد والمياة تتجه فى دائرة واحدة مركزها عالمنا العربى فقط ...
لكن كل البلدان التانية ماعندهاش اى خطر .....
رد الحاكم العام مندهشا غاضبا ...ازاى التخريف ده ....؟؟ واشمعنا احنا يعنى ؟؟!!!
قال رئيس مديرى المخابرات العامة ....لا تقلق يا مولانا ....ارتفاع قصركم الشاهق الذى تجاوز ناطحات السحاب سيمنع وصول المياه اليكم ....تفضلوا لتروا بانفسكم من الشرفة.....
...توجه الجميع الى الشرفة بالطابق الاعلى .....كانت تطل كاشفة على كافة الاتجاهات الشاسعة للعالم العربى وبها تلسكوب خاص للحاكم العام صمم خصيصا له لمشاهدة كل البلدان والمدن والرعية الخادمة فى كل مكان ....نظر الحاكم العام خلال التليسكوب ....نظرالى الامام .....يانهار اسود !!!! .....قال الحاكم......نظرالى اليمين .....الله يخرب بيوتكم على الصبح ...!!!! .....صاح بغضب........نظرالى اليسار ........يادى اليوم المنيل على دماغتكم !!!!!........صاح بعنف ......ايه المصيبة دى ..؟؟؟ ..نظر الى الوراء ... ...دى اكتر البلاد غرقت فعلا .....!!! انا شايف المية بتتجه لينا هنا بسرعة ....صرخ فيهم تاركا التليسكوب وقد تنمر وجهه غيضا وقلقا ....
وانتم واقفين ساكتين لحد ما الطوفان ده يغرقنا ....ايه اللى عملتوه لحد دلوقت ..؟؟!!؟؟!!؟؟!!
تمتم الجميع هازين رؤوسهم ...واكتافهم ....وخرجت الكلمات منهم متبعثرة ....عملنا حوائط خرسانية ....منفعتش ....زودناها بقطع من الفولاذ ....برضو مانفعتش ......ايه اللى فى ايدينا تانى.....ده حاجة فوق قدرتنا .....وهنعمل ايه ياعنى...... ....احنا فى الاخر طوع امركم يامولانا ....
صرخ الحاكم ....ياكبير الخبراء ....
انتفض الرجل يرتعد .....امركم يامولانا .....
فاضل وقت قد ايه والطوفان ده يوصل هنا .....؟؟؟؟
تلعثم الرجل وازدرد ريقه وزاغت عيناه .....اتكلم يابنى آدم .....افزعه الحام بصرخة رهيبة .........نطق مرتعشا صوته ......سا......سا.. عة .....ساعة واحدة يامولانا .....!!!
اشتعلت عينا الحاكم حنقا ...ورعبا ....ساعة ياولاد الكلب ..!!!! وواقفين ساكتين من الصبح ...عاد الى التلسكوب يطوف به النظر ....رفع عنه ناظرا اليهم .....انا شايف الناس كلها جاية مع الطوفان كلهم بيجروا بسرعة رهيبة على القصر ......ياقائد الجيوش ...!!! .....تحت امركم يا مولانا ...
بكل الاسلحة والذخيرة اضرب المدن القريبة من القصر من كل الاتجاهات
دمرها كلها ....اعمل منها سواتر ضد المية ....
حملق فيه قائد الجيوش مذعورا .....بس يا مولانا .....ولم يكمل الرجل اذا استل الحاكم من كبير حراسه مسدسه واطلق الرصاص على رأس قائد الجيوش فارداه قتيلا ....ارتعد كل الحضور ....اسرع رئيس الامن الداخلى
يصيح ...انا فى خدمتكم مولانا ...فورا ...امركم نافذ ....
تكلم فى هاتفه اللاسلكى ...وما هى الا لحظات وسمع صوت القذائف الرهيبة تدوى من كل الاتجاهات ....الحاكم ينظر بسرعة خلال التلسكوب
...النيران تحرق كل شيء ....المدن تتهدم منفجرة ....المياة تتلاطم قادمة كالاشلال يسبقها الناس من كل مكان ......اللعنة ....مافيش فايدة برضو
...دول قربوا من القصر .....انزلوا كلكم واجهوهم ...خلوا اجسادهم سواتر بشرية ... يالااااااااااااااااااا بسرعة !! .........صرخ فيهم الحاكم بعنف ...
نزلوا الى الاسفل بسرعة رهيبة ......ونزل الحاكم الى الطابق الاسفل حيث عرشه الخرافى يرافقه كبير حراسه... جلس يشاهد الاحداث على شاشات المراقبة .........صوت الطلقات والانفجارات والصرخات يدوى فى المكان .....الاصوات رغم ذلك تصل اليه ......عايزين نعيش ....عايزين نعيش
.......بدأت مياة الطوفان تدخل عتبات القصر .....الاصوات تتصاعد ....الحاكم يدور حول نفسه بكل الذعر ......هايوصلولنا .....نطق بها مذعورا ....رد كبير الحراس .....لا تقلق يا مولانا ...ففى كل دور عدد رهيب من حراسك المخلصين ......الطلقات والقنابل مستمرة ...والصيحات تتعالى اكثر فى اكثر ....تقترب كل مرة عما سبق ....الحاكم يصرخ ....دول هايوصلوا الى اولادى واهلى .... ..الكلاب .!!!!!!.ثم يلتفت الى كبير حراسه .....اسمع فجر سلالم الادوار السفلية ....
رد كبير الحراس ....لكن يا مولانا كده اسرة فخامتكم مش ها تنجو ....
فكر الحاكم قليلا وقال بصرامة ....نفذالامر بسرعة ...مش عاوز حد يوصل لهنا ...
التفت كبير الحراس واخرج من جيبه جهاز تحكم وضغط على بعض ازراره
وعلى الفور سمع دوى الانفجار عنيفا داخل القصر .....نظر الحاكم الى شاشات المراقبة .....الله يخرب بيتك ياغبى ....الانفجار زود الطوفان وخلاه يشيل الناس لعندنا ......صاح الحاكم وقد بدأت المياة تتسرب الى ابواب الحجرة .....التفت كبير الحراس فزعا اليه واذا بطلقة من مسدسه بيد الحاكم تخترق جبينه .....فى لحظة سقوطه تحطمت ابواب الحجرة وغمرتها المياه بعنف حاملة اجساد الكثيرين صارخين ...عاوزين نعيش زيكم ...عاوزين نعيش زيكم ...الحاكم يصرخ بفزع ورعب متشبثا بكرسى العرش ......المياة ترتفع بسرعة ...تغرق كل شى تصل الى قوائم العرش ....الحاكم يدفع بالمكتبة الذهبية بجوار العرش التى تضم امهات التراث الدينى والتاريخى ....لتقع الكتب امام العرش فيقف عليها ........الجموع تصرخ فيه. ... الحاكم يدافع عن نفسه راكلا من يقترب منه ...
الماء يغمر المكان اكثر واعداد الصارخين بالعيش والنجاة يتزايد ...الحاكم يرفع كرسى العرش عاليا بعيدا عن الماء والمهاجمين له .......الماء يغمره
هو فى حين تطفو جموع الناس الى اعلى ضاحكين ...... يلفظ الحاكم انفاسه الاخيرة رافعا العرش بيديه فوق راسه قائلا .:
..................... ماحدش هايلمس العرش ابدا ........

.............................تمـــــــــــــــــــــت 
 
 

الأحد، 20 مايو 2012

.. أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ....(الجزء الثانى ) ..

الاحد 20 مايو 2012

 .. أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ......(الجزء الثانى ) ...
( من لم يقرأ الجزء الاول من القصة..ارجو الرجوع اليه قبل قراءة هذا الجزء)

وقف مشدوها امام الصورة الكبيرة ..عيناه معلقتان بنظرتها اليه ...يشعر بأن سحرا كامنا ينطلق من طرف اصبعها المشير اليه ...كأنما تردد فى اذنيه همسا عذبا ...انا اخترتُك انتَ ...اخترتُك انتَ ....انــــــــــــــــــتَ ..
...اغمض عينيه ...تمتم بهمسات غير مسموعة ...ارتد على عقبيه خارجا من الحجرة ....نادى بصوت حنون على زوجته ثم على الطفلين ...لم يجيبه احد ...تقدم الى حجرة الطفلين ..طرق الباب بهدوء شديد ..افتحى يا حبيبتى ....عاوز اطمن على الولدين ...حبيبتى ....!! قفلين الباب ليه..؟
....كان صوته واهنا رقيقا ...سمع صوت خطوات الزوجة تقترب من الباب ..كانت مازالت تبكى ...سكنت خطواتها ....كأنما تقف لصيقة بالباب تصغى
...ارجوكى ياحياتى ...عاوز اشوفكم ...افتحى الباب ....
صوت مفتاح الباب يسمع تكاته ....يميل المقبض وتنفرج فتحة من الباب ..
طلت رأسها وعيناها الدامعتان لتنظر وجهه ...بسمته الرقيقة وعيناه الراجيتان شجعاها على فتح الباب له ليدخل ....فزع الطفلان وجريا الى امهما التى احتضنتهما مهدئة لهما ....اما هو فوقف صامتا ينظر اليهم بدهشة ....نظرت اليه تقرأ ما يدور بفكره .....اقتربت منه والطفلين خلفها
.....خايفين منك ....ايه ..!!!مش عارف السبب ..؟؟
نظر اليها والدهشة ترسم ملامحها على وجهه ....هز راسه نفيا ....
انت مش فاكر اللى حصل فى اوضة المكتب منك ....؟؟؟
اجاب ببطىء ...المكتب ..؟؟ لا .. .....سألته ....والجرح اللى فى راسك ده من ايه ..؟؟ تحسس جبينه باصابعه قائلا :..انا قمت لقيت نفسى متعور فى راسى....مش عارف ايه اللى خبطنى ....يظهر عينى نعست وانا قاعد
على الكرسى فوقعت على حاجة ....
.....لم تدر ماذا تقول ...الارتباك والحيرة يتملكان منها ....اتخبره ...ام تنتظر
...لكن ما تفسير ما حدث منه ....وكيف نسى كل شيء ؟؟ خرجت من صمتها لتقول ....اكيد الصورة المنيلة دى هى السبب ...انا مش عايزاها فى البيت ....قال لها بتعجب ...مالها الصورة ...وتكون السبب فى ايه ...تقصدى هى السبب فى الجرح ده ؟؟؟
همست لنفسها ....يظهر ما فيش فايدة .....واضح انه مش فاكر اي حاجة من اللى حصل ...
اخذت خلال الدقائق التالية تعيد الثقة بين الطفلين وبينه وتحاول جاهدة ان تمنحهما تفسيرات لما حدث منه ...اما هو فاخبرته انه يعانى من شدة الارهاق التى ربما اثرعلى اعصابه مما نتج عنه اخافته الطفلين بلا قصد منه ولعله نسى الامر بعد برهة من الراحة ....فاجئها بطلبه منها ان تأتى معه الى مشاهدة الصورة ...اعترضت ...صاحت به انها لا تريدها فى الشقة ...وافق فقط على ان تراها وترى مدى جمالها ووعدها ان يحملها بعيدا عن البيت ....تركا الطفلين فى الحجرة وذهبا الى حجرة المكتب ....كان يربت على كتفها بحنان ...دخلت كارهة الحجرة بما فيها ....اوقفها امام الصورة وهمس لها ...شوفى ازاى جميلة ....شوفى قد ايه نظراتها تاخد العقل ...بصى للورود والزهور اللى تحسى انك بتشمى عطرها .....
رفعت نظرها الى الصورة ....طافت عيناها فى تفاصيلها ...جوانبها ...ورودها ....اشارة اليد والاصبع ...حتى استقرت على العينين ....شعرت بما يجذبها اكثر الى الصورة ...تقدمت .....تسمع لحنا خافتا يصل الى سمعها ...اقتربت اكثر ...اكثر ...مشدوهة تآثرها العينان ......ووقفت صامتة
تستمع لهمس غامض ينساب الى كيانها كله ....اما هو فارتسمت على وجهه ابتسامة مرعبة وكانت عيناه تزداد احمرارا وهو ينسحب خارجا ببطى من الحجرة ......الهمس يتزايد ...يتشكل ...يصير حروفا متناغمة ...
راسها يتمايل بهزات بطيئة جدا ......دخل هو الى المطبخ ....يصدر صوتا كانما لحنا لاغنية .....حروفا متناثرة ....دمدمات متوالية .....امسك بسكين كبيرة .....خرج ببطىء متجها الى حجرة الطفلين .......مازالت تقف امام الصورة شاخصة ببصرها ...تهتز راسها فى وتيرة متصاعدة لتمتد الهزات الى جسدها ببطىء ...اللحن يعلو ...ترتفع نبرة نغماته ....تتمتم به ,...
سيدى ,....سيدى ....انا فى خدمتك ..سيدى ..سيدى ...
فتح باب الحجرة ....السكين خلف ظهره ....الطفلان ينظران اليه ...يبتسم لهما ..ابتسامة تكشف عن نابين صارا حادين قليلا ....تعالوا مع بابا ياحبايبى ...تعالوا معايا ....الطفلان يقتربان منه .....يمسك بكتف الكبير برقة ..مازالت اليد الاخرى خلف ظهره ...الطفلان يتقدمان الى الباب وهو خلفهما ........انا فى خدمتك ياسيدى ......مازالت تقف محدقة فى الصورة
...يدخل الطفلان يتبعهما الاب الى الحجرة ...يقتربان من امهما ....تلتفت الى الكبير ...عيناها يميل لونهما الى الاحمرار ...تبتسم ...تمسك بكتفى الطفل الكبير ....يكلمها ....هو فيه ايه ياماما ..؟؟ ....الاب يمسك بالطفل الصغير ...يتمتم بلحنه الغامض ...انا فى خدمتك ...انا فى خدمتك ....يده تنقبض بشده على كتف الطفل ....يصرخ من الالم ...الطفل الكبير يفزع ...يريد الجرى ...تمسكه الام ...عيناها تزداد احمرارا .....انا فى خدمتك يا سيدى .....الاب يمسك السكين يرفعها عاليا تجاه الصورة ....الام تترنم بنفس الكلمات مرارا ...يصيح الاب وقد تغيرت قسمات وجهه فتأخذ شكلا مرعبا ....انت اخترتنى .....وانا فى خدمتك .........اخذت ادق على الباب بعنف واضغط الجرس بشكل متواصل ....صراخ الطفلين يصل الى وانا خارج الشقة اقف لاهثا من شدة الجرى صعودا الى الشقة .....الطرقات تعلو منى ...الصراخ يصل الى مرعبا ...اصرخ باعلى صوتى على الام لتفتح ....اضرب الباب بكتفى ... السكين الحادة تمر على ذراع الطفل الصغير ..
الصراخ يصم اذنى ...ابتعد كالمجنون واجرى لاقفز بكل قواى على الباب فاصدمه بثقلى لينفتح منصرعا واقع على ارض الشقة ....انهض مسرعا مقتحما الحجرة التى شاهدت الحركة وسمعت الصراخ صادرا منها ..
الاب يرسم بالسكين شكل نجمة على ذراع الطفل الناذفة دماؤه ...والمذبوحة صرخاته لتتعانق مع صرخات اخيه الذى تكبله الام بقبضتيها
...صعقنى المشهد المرعب ...قفزت على الاب راكلا اياه بقدمى بكل قوة ليقع ارضا وينجو الطفل من يده وقد سقطت السكين بعيدا ...توجهت بسرعة الى الام المحدقة بى بذهول لالطمها لطمة عنيفة اسقطتها بعيدا هى الاخرى ...حاولت النهوض فاتبعتها لطمة اشد وانا اصرخ فى وجهها .....فوقى ....فوقى بقى .....هزت راسها مرارا ..عيناها تعودان الى لونهما الطبيعى ... نظرت الى الطفلين وما ان شاهدت الدماء تنزف من ذراع صغيرها حتى صرخت لتلقى بنفسها على الطفل الصارخ تضمه الى صدرها قابضة على جرحه باكية ....
كان الاب يحاول النهوض وهو يدمدم بصوت مبحوح ....اسرعت اليه ...امسكته من عنقه ...صارخا فيه ...عد من حيث خرجت الى ضلام الجحيم ....عد مدحورا انت وخدامك ....لا اتباع لك هنا ....صرخ صديقى فى وجهى ..حاول ان ينشب اضافره فى عنقى ....صرخت على زوجته
...بسرعة ...احرقى الصورة ...بسرعة ...
اقاوم صديقى الذى صارت له قوة غامضة ...الزوجة تسرع الى المكتب ..تبحث وسط ماعليه من اشياء ....اضرب وجه صديقى الصارخ بى بقبضة قوية ...يميل راسه على يدى الاخرى يبغى عضى ...الزوجة تمسك بولاعة وتجرى الى الصورة ....تجذب الصورة من البرواز الخشبى..تتمزق فى يدها ...تشعل فيها النيران على الارض ...صديقى ما زال يقاومنى وانا اجثو على صدره بركبتى خانقا ايه ...صرخات الطفلين لا تنقطع ...النيران تأتى على الصورة الممزقة ... الزوجة ذاهلة تبكى ....وحشية صديقى تتزايد ...رغم قبضتى على عنقه يضحك بصوت كالفحيح .....نظرت الى الاطار المعلق على الحائط ..صرخت بقوة اخلعى البرواز من الحيطة ....فى قماش اسود اهو ....احرقيه هنا بسرعة ....تقفز الى البرواز بسرعة ...تخلعه ..القماش الاسودالقديم يهتز ...اشعلت النار فى وسطه
صرخات صديقى تتعالى ...راسه تتملص من قبضتى ....النيران تلتهم القماش كله ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ....صرخة فزع رجت الحجرة كلها لتسقط راس صديقى ارضا بلا حراك ....وترتمى الزوجة عليه باكية
...الطفلان يجريان اليهما باكيان ....ماتخافيش ...هو مافيهوش حاجة ...
نطقت بذلك للزوجة وانا انهض عن صدر صديقى ...كانت النيران قد خمدت وما بقى غير الاطار الخشبى ....امسكت به اتفحصه ...لم اترك مليمترا واحدا منه الا دققت النظر فيه ....زى ما توقعت بالظبط ...بدأ صديقى يفيق ونظرت زوجته الى ...تكلمت .....هاهو الاسم محفورا.....ألستر كراولى .....
سألتنى الزوجة ...مين ده ....اجبتها ...
ساحر مرعب ...اول من بنى معبدا للشيطان فى سان فرنسيسكو....
كانت اللوحة بالتأكيد له راسما معبوده اللعين ...وقد الصقت على قماشها الصورة الحديثة ....انتقل سحره الشيطانى اليها ....انتم فى أمان الله الان ....لا تخافوا شيئا ......

.......تركتهم بعد ان اطمأن قلبى عليهم جميعا وحملت معى الاطار الخشبى للوحة الملعونة فاشعلت فيه النيران ....

.......................... تمـــــــــــــــــــــــــــــت ..................
 
 

السبت، 19 مايو 2012

........ أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ......(الجزء الاول ) ...

السبت 19مايو2012

........ أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ......(الجزء الاول ) ...

من منكم يحب اللوحات والصور ......؟؟ .............الكثيرون .....حسنا ..هذا مشجع اذن .....سأحدثكم عن واحد مثلكم فى هذا الشأن ....
هو صديق لى اعرفه منذ ثلاثين عاما ...!! منذ الدراسة الثانوية مرورا بالجامعة وحتى الان ...اعرف اسرته ....زوجته وولديه الصغيرين .....كانت لنا توافقات عديدة فى الكثير من الهوايات الفنية والادبية ....تميز عنى بولعه غير الطبيعى فى اقتناء الصور واللوحات الزيتية ....كان يتتبع صالات البيع والمزادات ويبحث بشره عن كل ماهو قديم من معروضات فنية ...
.كثيرا ما دعانى وهو يكاد يقفز فرحا كلما استطاع شراء لوحة جديدة او قطعة فنية قديمة ليطلب رأيى وتعليقى .....صار بيته اشبه بالمعرض او المتحف ...اما زوجته فكادت ان تنفجر غيظا لمعارضتها تلك الهواية التى تنال النصيب الاكبر من دخلهم تاركة آثارها السلبية على البيت ...حتى اقسمت الا تتحدث اليه اذا اشترى اى جديد ......
كنت فى سفر الى الاسكندرية عندما كلمنى هاتفيا ....الفرحة العارمة تطغى على نبرات صوته ...كلماته شديدة الاثارة والانفعال ...اخيرا اشترتها ...اخيرا قدرت احصل عليها ....مش هاتصدق ....مش ممكن
اوصفلك ...لازم تشوفها بنفسك .....
هكذا لاحقتنى كلماته ....لم اكن بوسعى الرد الا بعد ان سكت صامتا يلتقط انفاسه من فرط الانفعال .....ابتسمت وانا اعتذر له اننى لن يمكننى زيارته الا بعد ثلاثة ايام ......
دخل شقته حاملا الصورة الكبيرة ...اقبلت عليه زوجته ومالبثت الا واظهرت امتعاضها وتأففها لمجرد رؤيتها الصورة ملفوفة بالورق .....نطقت بكلمة واحدة .....تانى !!؟؟ ....ثم استدارت تاركة اياه ....لم يعبىء بها ...لقد اعتاد على ذلك منها ....قبل ان يدخل حجرة مكتبه سمع زوجته تناديه .. الساعة اربعة .. .الاكل هايجهز بعد شوية ......
وقف امام احد الحوائط ينتخب مكانا للصورة ...ثم شرع يعلقها .....
........دخلت زوجته الحجرة منفعلة غاضبة تصيح به ...هو فيه ايه بالظبط ....؟؟!!!!!
كانا واقفا يحملق فى الصورة ........كأنه لم يسمعها .....اخذتها الدهشة ...اقتربت منه ....ارتفع صوتها ....اناااااااا بكلمك ...!!
لم يلتفت اليها ايضا ...زادت دهشتها وغضبها لتجاهله لها ...مدت يدها تمسك بكتفه بغضب وهزته قائلة ...انت ايه حكايتك النهاردة ...؟؟!!!!
انتفض جسده والتفت سريعا اليها ....عيناه يشوبهما احمرار واضح ....نظر اليها كأنه يراها لأول مرة ...علامات الدهشة والتساؤل ترتسم على وجهه ...لم ينطق الا بكلمتين ......فيه ايه !!!!!
ضاقت عيناها وزوت مابين حاجبيها استنكارا لما لمحته فى وجهه .....انت اللى مالك وفيك ايه ......نظر اليها صامتا كأنه لا يفهم .....قالت ...عمالة ابعت الولدين ليك علشان تيجى للآكل ...الساعة بقت ستة !!!!!! ....بتعمل ايه دا كله .!!!!!!!!!!...ومالك واقف مش حاسس بنفسك قدام الصورة دى كده ليه ....!!!!!
.......تناول الطعام وحده فقد كانت الزوجة والطفلين قد سبقوه .....كان يأكل شاردا ...لا ينظر الى الطعام ...ترمقه زوجته باستغراب وحيرة ...
انتهى بسرعة ليتجه الى حجرته من جديد مغلقا بابها عليه......
تتبعته زوجته ....فتحت الباب بهدوء قليلا ....شاهدته يجلس على مقعد مواجها الصورة محملقا فيها لا يطرف بصره ....
هزت رأسها آسفة لما آل اليه امره اليوم ....تركته مبتعدة تاركة الباب منفرجا قليلا ....الطفلان يلعبان فى حجرتهما .....توجهت الى الحمام ....
دقائق قليلة وفزعها الصراخ الرهيب ...كانت الصرخات للطفلين ....خرجت مسرعة يكاد الرعب يقتلها وهى تصيح ....جرى ايه يا ولاد ...في ايه .!!!
تجرى الى حجرتهما ...الاصوات الصارخة تتعالى .....لا تجدهما فى الحجرة ..الصرخات صادرة من حجرة ابيهما ....تهرول الى هناك ...تضرب الباب بكل عنف ....الاب يمسك احد الطفلين من شعره صائحا فيه ...
هادبحك ....هادبحك ياكلب .....الطفل يستمر صراخه وكذلك اخيه الاكبر الذى انزوى فى ركن الحجرة من الرعب والخوف .....صرخت من هول المفاجأة ...لحظة واحدة توقفت خطواتها من الصدمة الاولى ....ثم انقضت على الاب تدفعه بكل قوتها وتحاول جذب الصغير من قبضته وهى تصرخ فيه ....حرااام عليك ....سيب الولد ....
كانت عيناه بلون الدم زاهل النظرات ....كأنه شخص اخر ...صرخ فيها ...
ولد مين ....ده كلب مسعور ...دخل عليا من بره ....كان هيعضنى .....
ارعبتها كلماته ....لم تفهم ما اصابه .صاحت به ...انت بتقول ايه ؟؟ سيبب الولد هاتموته من الخوف .......حملق بها بغيظ ثم صرخ ...بقولك ده كلب ....كلب ....انت ما بتشوفيش .....سبينى ادبحه ......الجمتها كلماته ...لقد جن بلا شك .....تنمرت ملامحها واتسعت عيناها وبكل قوة كامنة فيها ضربته فى رأسه بتمثال كان على المكتب بالقرب منها ليقع ارضا تاركا الطفل الصغير الباكى يرتعد جسمه النحيل فضمته الى صدرها رابتة عليه وهى تبكى ....وبسرعة توجهت للأبن الاكبر المرعوب لتمسك به .....تعالى ...قوم معايا ياحبيبى ....يالا نخرج من هنا .......
توجهت بالطفلين الباكيين الى حجرتهما واغلقت بابها من الداخل .....
نهض متثاقلا يهز راسه ....كانت بعض الدماء قد نزفت من جبهته ...مد يده يتحسس راسه ...قام ....هز راسه مجددا ....توجه الى الصورة اقترب ناظرا اليها .....الصورة لفتاه رائعة الجمال تحيطها الورود تنظر باسمة ومشيرة باصبعها لمن يواجهها ناظرا ...وكتب على بطاقة صغيرة على أسفل يمين الاطار الخشبى للصورة اسمها ........اخترتك انـــــــــــتَ .....
استمر محملقا فيها ...مشدوها ...مآخوذا وكأنه مسلوب الارادة ..نطق : ..........سامحنى هاعمل كل اللى تآمرنى بيه .....
...اتانى صوتها عبر الهاتف مذعورة تتقطع كلماتها من هستيريا الفزع ..
الحقنى ...الحق الاولاد ....صاحبك اتجنن اكيد ....
وبصعوبة بالغة فهمت منها ماسبق ..قلت بسرعة أنا جاى فى الطريق ..

.................تم الجزء الاول يليه الثانى باذن الله فتابعونى 
 
 

الخميس، 17 مايو 2012

الحكــــــــــــم آخر الجلســـــــــــــــــــــة .

الجمعة 18 مايو 2012

الحكــــــــــــم آخر الجلســـــــــــــــــــــة .....

حدث هذا منذ اكثر من خمسة سنوات مضت ....
كان يوما شاقا فى مكتبى ....التقيت العديد من عملاء المكتب اصحاب الدعاوى والقضايا ....نال منى التعب والاجهاد ...كانت الساعة قاربت منتصف الليل ...دخلت مساعدتى المكتب ...سألتها وانا اهم بالنهوض ...اخيرا انتهت المقابلات ...ابتسمت قائلة : لآ ...لسه فى واحدة ...كان كل ما يجى دورها تطلب منى اسيبها للاخر ....
نظرت اليها بدهشة وقد نجحت جملتها فى جذب انتباهى تماما .....
- ماعرفتيش ايه موضوعها ..؟؟ ردت بهزة من رأسها نفيا .....
طب دخليها ...ولو جه حد تانى اعتذرى له ...
خرجت المساعدة وقد شرد ذهنى فى تلك السيدة الغامضة ...لحظات ودخلت المكتب ...مدت يدها للسلام ...ابتسمت معتذرا لها اننى لا اسلم بيدى على النساء ....جلست مطرقة الى الارض ....
قلت : تحت امرك ...ما المشكلة التى عندك ؟؟
قالت بصوت منخفض .... عاوزة ارفع دعوى للطلاق ....
زفرت فيما يشبه الضيق ....امن اجل هذا ظلت تنتظر حتى الان ..!!!
عرفت اسمها وكافة البيانات التقليدية عنها وعن زوجها وطالعت بعض المستندات التى معها ....ثم سألتها
...وايه هى اسباب الطلاق ..؟؟
سكتت برهة .. انتظرت ردها ....لم تتكلم .......كنت على وشك الانفجار غيظا ....تحليت بالصبر وعدت اسألها ...هل جوزك اعتدى عليك بالضرب ....؟؟
هزت رأسها وهمست ..ابدا ...وعادت للصمت من جديد .....
تغيرت نبرة صوتى لتعلو قليلا وانا اقول .....اختى الكريمة ...افضل تتكلمى بسرعة وتعرضى موضوعك بكل صراحة علشان اقدر اساعدك ...
رفعت نظرها الى خجلة وقالت : جوزى مش امين على شرفى ....
انزوى مابين حاجبى وانا ادقق النظر اليها استحثها على الايضاح فاكملت
.....هو رجل اعمال ...تقدر تقول مليونير ....مؤخرى مليون جنيه زى ماشفت فى قسيمة الجواز .....اغلب اعماله وشركاته فى دول الخليج ....بيسافر كتير ويرجع مدد بسيطة ......زى ما قلتلك فى الاول ان احنا مخلفناش .....طول سفره ببقى لوحدى .....الدش والكومبيوتر هما تسليتى .....عندنا مكتبة كبيرة من اسطوانات الافلام .....( كنت اتابعها باهتمام منتظرا الجملة الشارحة لما بدأت به حديثها ) ........فى مرة وانا بقلب فى الاسطوانات....لقيت تلاتة من غير اسماء عليهم ...ودى حاجة غريبة .....شدنى الفضول اعرف ايه اللى عليهم ...شغلتهم وشفت ...
......(سكتت لترمى ببصرها الى الارض مجددا .).....نقرت باصابعى على زجاج المكتب قائلا ....شفتى ايه ....كملى ....
نظرت الى وقالت بصوت بالكاد وصلنى ....شفتنى انا وهو واحنا .....واحنا .....مع بعض على السرير .....
اخذتنى الدهشة والمفاجأة ...لكننى التزمت الصمت ....مرت دقائق لتكمل قائلة : كل اسطوانة متسجل عليها مرات اجتماعنا مع بعض ...صعقت من المناظر ...صرخت ...بكيت ...ازاى يعمل كده ....ازاى يسمح لنفسه يصورنى فى الاوضاع دى .....كلمته فى التليفون وحكيتله اللى شفته وانا مخنوقة من العياط ....لكن الغريب انه ضحك ....
قلت بتعجب ودهشة ...ضحك ؟؟!!
هزت رأسها ...ايوة ضحك وقالى وايه يعنى انا معايا اسطوانات تانية كتيرة لينا برضوا ........ياحبيبتى انا مصورهم علشان يفكرونى بيكى وانا مسافر .
........
امتعضت شفتاى وانا استمع لها ....اكملت وكان شبح دمعة قد بدأت تتجمع فى عينيها .......المشكلة مش فى كده .....(ضاقت عيناى استفسارا ) ...المشكلة لما زارتنى واحدة ماعرفهاش وقالتلى انها زوجة واحد من اصدقاء جوزى .....وان جوزها طلب منها زيارتى علشان تبلغنى بان جوزى بيجمع اصدقاءه ويفـرجهم على الاسطوا ........ سكتت وقد اختنق صوتها بالبكاء
.....كان لكلماتها وقع صاعق على نفسى ......اشتد غضبى ...ثارت حمية نارية فى دمائى ...اخذت شهيقا طويلا ...وقلت : ...هل الاسطوانات لسه عندك .....؟؟ قالت : ايوة انا جبتهملك معايا اهم ....
دار بيننا حديث قانونى بشأن الدعاوى واجراءاتها اعفيكم من سماعه ...
وكانت الجلسة المحددة لنظر القضية ...احضرت معى اللا توب الخاص بى .. .....فوجئت بها ترتدى الحجاب قادمة لتحضر الجلسة ....بالنداء على اسمها حضر الزوج ومعه احد المحامىن ....وبعد المقدمة المعهودة .....شرعت احكى واشرح وانا اقدم الاسطوانات للمحكمة واطالبها بعرضها على اللاب توب لتتأكد من مدى الوضع المخزى الذى وصلت اليه رجولة الزوج ومدى فداحة الاضرار لدى الزوجة ......
نظرت هيئة المحكمة الى الزوج بتأفف واضح .....توقعت ان يطعن فى صحة الاسطوانات .....لكنه كان يبتسم صامتا ...واذا به يجيب على سؤال المحكمة له ...كل الاسطوانات دى سليمة ....فوجئت برده .....اكمل ...
بس كلها متصورة بطلب الزوجة نفسها ومعايا دلوقتى خمس اسطوانات ليها لوحدها وهى عريانة بترقصلى وبتعمل حجات تانية ...افضل تشوفوها بنفسكم ....هاتسمعوها بتكلمنى وبتقولى انها عملت الاسطوانات دى علشان تبقى معايا فى سفرى ......
وقعت كلماته كالصاعقة على راسى ...نظرت الى موكلتى ...صامتة تبكى خجلا ...همست فيها بغضب ...الكلام ده صحيح ....؟؟ لم ترد ....
نظرت الينا هيئة المحكمة بكل تقزز واشمئزاز ....صحت بغضب ....
سيدى الرئيس ...انا اعلن انسحابى من وكالة المدعية وارجو اثبات هذا بمحضر الجلسة .....
دون كاتب الجلسة طلبى وصاح رئيس المحكمة بنا ....

.............الحـــــــــــــكم اخــــــــر الجلســــــــــــــــــــــــة ......

................................تمــــــــــــــــــــت..................
 
 

الثلاثاء، 15 مايو 2012

شبشبة الســــــت مريــــة بنت شمـــــــــردل .....!!!

الثلاثاء 15 مايو2012

شبشبة الســــــت مريــــة بنت شمـــــــــردل .....!!!

تعالوا معى أعرفكم عليها .....تتسألون من هى ...؟؟ لا ..ليست الست مرية من اقصد اذا ظن احدكم هذا .....انما اقصد ...الست ام دعبس ...
هذا هو اسمها ......وللعلم ليس لديها ولد باسم دعبس ..ولا باى اسم
فلم تتزوج حتى الان .....ام دعبس ....هو اسمها كما تقول عنه دائما .......هو ده اللى اتنيلت امى وسمتنى بيه ...منها لله بقى .....
مسكنها فى درب العنبة .....يقصدها الكثيرون ..............وها نحن نتجه اليها.....بقى القليل فقط ننتهى من هذا الزقاق ...هيا انحرفوا يمينا .....احترسوا ان تنغرس اقدامكم فى مياة المجارى ....يبدو ان احد الطرنشات قد طفح .....عفوا .
اسمع احدكم يقول ..مش فاهم .....اتبعونى من فضلكم دون كلام ..هاقد شارفنا على دخول درب العنبة ...اترون تلك الحارة على البعد .. التى يجلس ذلك الطفل نصف العارى بجوار حائط البيت الاول منها يقضى حاجته الطارئة ...أسف لمشاعركم الرقيقة ....هاهى ...اقصد عطفة العفش ...هذا اسمها .... تقولون انه اسم سمج . ؟؟ ....نعم اعرف هذا ...... لكن وما ذنبى انا ...... اخيرا وصلنا ...وهذا هو البيت الحجرى القديم ....لا تخافوا لن ينهار علينا ........لماذا جلبتكم معى الى هنا ..؟؟ عجبا ..!!! ألم تطلبوا انتم ذلك ..؟؟ بل وألححتم عليه .....اخذتم كالصداع المزمن تطرقون على رأسى
...نريد مشاهدة حالة من حالات استخدام الجن وعمل الاعمال .......
ها هى ام دعبس المتخصصة فى هذا المجال ....فتعالوا نشاهد وننصت لاحدى الحالات التى تعالجها ...يبدو ان لديها سيدة ....انصتوا وشاهدوا ..
....مش عارفة اعمل معاه ايه ياست ام دعبس ...........مكفر عيشتى ومسود ايامى وفى الاخر سابنى بقاله شهر وعرفت انه هايتجوز عليا .........دبرينى اعملى معروف .....
رفعت اليها ام دعبس نظرها ....مثلثة الوجه هى ...نحيفة كما قطعة من اللحم المقدد...عيناها ضيقتين ..يبدوان فى وجهها كثقبين فى خرقة بالية ... امسكت بقليل من البخور لتلقيه على المجمرة التى امامها فيتصاعد الدخان منها يغلف جو الحجرة الصغيرة المملؤة بكافة الاضداد وكل ماهو غريب وعجيب ....ثم تناولت احدى قطع الملابس الداخلية التى احضرتها معها ضيفتها ....مزقت منها شرائح وألقت بها على المجمرة لتحترق ...
ولا يهمك منه .....انا ها جبهولك زاحف على ايديه ورجله يلحس رجليكى
وكل اللى تأمريه بيه ينفذه ....
تهللت اسارير المرأة بجوارها ومالت بسرعة على يد ام دعبس تقبلها ...
رمت الاخيرة بمزيد من البخور ...ثم قالت ...مافيش غيرها ....مافيش غير الست مرية بنت الشمردل ....
ظهرت علامات البلاهة والغباء على وجه ضيفتها .....فاكملت ام دعبس ..
هى اللى هاتجيبوهولك على بوزوه ......( ياريت ياست ام دعبس ...تبقى لك الحلاوة ....) ....اسكتى ومش عاوزة نفس وانا بتكلم ......
من جديد ...رمت ببعض البخور على المجمرة ليتصاعد الدخان وفجأة صرخت بصوتها الحاد كالتى تعانى امساكا مزمنا ....يالبان يالوبان بدخانك الصاعد للعنان لا يشمك غير مفتت القلوب ابن مازور وطيكل وقسورة والعفاريت الاربعة ......( ترمى البخور ....تزيد سحب الدخان ) ....زوابعهم هاجت والارض بيهم ماجت اخرجوا يا ملاعين الابالسة ...ياخدام الست مرية بنت الشمردل ....اخرج يابطاح ويا كسار ويا زوبعة ...روحوا عند ....( سكتت ثم نظرت الى ضيفتها التى كانت ترتعش خوفا وقالت ...) جوزك اسمه ايه يابت ....اجابتها الاخرى بتلعثم ...اسمه عطية السيد .....هبت فيها ام دعبس ...مش عايزة اسم ابوه ...اسم امه ايه ....ردت السيدة بسرعة ...نعيمة ..اسمها نعيمة ...عادت ام دعبس الى البخور والادخنة المتصاعدة بأمر مرية يا بطاح ويا كسار ويا زوبعة .....عليكم بعطية ابن نعيمة ...توكلوا بقلة راحته ونومه... وشكشكوه بالدبابيس النارية ...الدم ينزف من بقه ومناخيره ومن ودانه ...يجرى تايه فى السكك ينادى باسم مراته .....يجيها راكع ذليل ...لا يعرف راسه من رجليه ...امرتكم باسم ستكم بنت الشمردل ...طوعونى ولا ابوها ياخد اروحكم ...بسرعة ..بسرعة ...العجل العجل ..الوحا الوحا ..الساعة الساعة .....( التفتت الى ضيفتها وقالت ) .....امسكى يابت الورقة دى ....تجيبى كل اللى فيها وتعملى وتقولى اللى هاكتبهولك بالظبط .....فاهمة ولا لآ .....
...................وهكذا ...انتهت جلسة ام دعبس فى شبشبتها .......
اما الضيفة فقد كان المساء فى شقتها وقد تحممت بالماء الذى قرأت عليه ما كتبته لها ام دعبس واخذت بعد الحمام تناجى الست مرية واذا بباب الشقة يطرق ....هبت فرحة تتراقص ...معقولة .....يكون هو .؟؟
اقتربت من الباب وسألت : مين ..؟؟ رد صوت ...انا عطية ....
كتمت ضحكاتها وهى ترقص بجوار الباب ....وهمست لنفسها ..ينصرك يام دعبس ....فتحت الباب ....دخل الرجل ....خطى بضعة خطوات وهو يقول :
طول النهار مش عارف اتلم على نفسى .....(كانت تحاول كتم انفعالاتها وابتساماتها لما يقول .).........لكن ماقدرتش اصبر لبكرة ....كان لازم اجي
....نظر اليها وهى تتعلق بوجهه فرحة .....قال : انتى طالق ..طالق ..طالق
....انكمشت ملامحها لتغدو كوجه الخنفساء ثم انفجرت صارخة ..
الله يخرب بيتك يام دعبس انت ومرية بتعتك .....يالهوتـــــــــــــــــــــــــــــــــى ...................

.......................تمـــــــــــــــــــــــت ................................
 

الأحد، 13 مايو 2012

الفضــــــــــــــــــــــول والمجهــــــــــــــــــــــول ..!!

الاحد 13 مايو 2012

الفضــــــــــــــــــــــول والمجهــــــــــــــــــــــول ..!!

وضع اليافطة الخشبية بجوار الحائط وهو يحدث الشاب الذى معه ...انت الان المستأجر الجديد لهذه الشقة ....
كانت عينا الشاب تتفحصان المكان عندما اردف الرجل قائلا : كل شيء من فرش ومنقولات متاح لك هنا ....الا شيئا واحدا فقط ...
نظر اليه الشاب متسائلا ..فأكمل الرجل وهو يتقدم جاذبا اياه من ذراعه الى نهاية الردهة ثم اشار الى باب غرفة بعيدة قائلا ....هذه الحجرة ..!!!
..الشقة مكونة من اربعة حجرات ....ثلاثة منها لك اما هذه الاخيرة فلا ...
غير مسموح لك بالاقتراب منها ....
هز الشاب رأسه وبابتسامة باهتة سأله ...وما شأنها تلك الحجرة ..؟؟
قال الرجل ...لا يعنيك هذا ....هذا شرطى الوحيد ....هل اتفقنا .؟؟
قال الشاب ..نعم ....نعم ..بالتأكيد ...لك ما تريد ....
استدار الرجل متجها الى باب الشقة وهو يقول : حسنا ...سأتركك ذاهبا قبل ان يجن الليل ويهاجمنى المطر ..
خرج من الشقة فاغلق الشاب الباب خلفه وعاد يمر ببصره على تفاصيل الشقة من قطع اثاث وحجرات ....فتح باب الحجرة الاولى ...هذه للنوم ..
والثانية بها منضدة ومقاعد تصلح للسفرة وتناول الطعام ....اتجه الى الثالثة ...فتح بابها بها مقاعد وتلفاز تصلح للاستقبال والمعيشة ...تمتم برضى....جميل ...جميل ...كان يتجه الى المطبخ عندما رمق باب الحجرة البعيدة فى نهاية الممر بعد المطبخ والحمام .....وقف وقد ثبت بصره على الباب ....ترى ما سر هذه الحجرة ....؟؟؟ اقترب خطوات ...ثم توقف ......
لا شأن لى بها ...وماذا سيكون فيها ..؟؟ .......قال ذلك وهو يستدير راجعا الى حجرة النوم .....لكن كان بداخله شيئا غامضا يستحثه بشدة .....
انا لن افتحها ....فقط سألقى عليها نظرة عن كثب ..... من جديد تقدم الى الباب ....لا يدرى لماذا تسارعت دقات قلبه وهو يقترب من الباب حتى وقف امامه .....نظر مشدوها والدهشة ترتسم على وجهه وهو يقرأ ما كتب على الباب بخط صغير جدا يكاد لا يظهر ......اتفقنا الا تقترب من هنا .....لكنك الان فعلت .....
تراجع خطوتين محملقا فى الباب ...الامر يثير انقباضا فى نفسه ....هل يفتح الباب ..ام ........لا بل تذهب هذه الحجرة الى الجحيم .....هكذا مبتعدا الى حجرة النوم ......
مرت ساعات وقد اشتد هطول الأمطار فى الخارج ...زاد من الاغطية عليه
وهو على الفراش يمسك باحد كتبه يقرأه ....الوقت جاوز منتصف الليل ...
عندما سمع الطرقة القوية ...توقف عن القراءة واعتدل جالسا يصغى ناظرا الى خارج الحجرة .....لا شيء ....ربما صوت الرعد .....تمتم لنفسه ...وعاد الى قراءته مجددا .....برهة قصيرة وكانت الطرقة القوية اعنف من السابقة .....هب من الفراش مآخوذا ....الصوت أتيا من داخل الشقة ...
خطى اول خطوة تجاه باب الحجرة فباغتته الطرقة الجديدة اشد واعنف ...
ارتبكت خطواته بين التقدم والتراجع ....ثم ارتكز على حافة الفراش وشىء من خوف تسلل اليه ....ماذا يحدث .؟؟ اتراها تلك الحجرة ..؟؟..
هل يمكن ان يكون ذلك الرجل يحبس احدا بالداخل ...؟؟؟ هل يكون بها ما يخالف القانون ..؟؟ هل ....هل .... هل .... اخذته دوامة الاسئلة ...ودون ان يشعر وجد قدماه تتجهان اليها ...صوت الامطار والرياح يضرب نوافذ الشقة ...اضاء انوار الصالة ......تجاوز الحمام وما بقى غير بضعة امتار الى الباب ..
اقترب بحذر ....ليست هناك طرقات ....ربما لم تكن صادرة من الحجرة ..
من جديد تلمح عيناه الجملة على الباب .....اصغى السمع ....لا شيئ ..
وضع اذنه على الباب ....لا شيئ ....مد يده الى مقبض الباب واندهش لتلك الرعشة على اصابعه ....اتراه مغلقا ...؟؟ ببطىء ادار المقبض ...
انه ينفتح ..!! عجبا ......اذا كانت الحجرة مهمة لصاحبها فكيف يتركها دون غلقها ..؟؟ ..وطالما هى مفتوحة فلا يوجد من عساه محبوسا فيها كما فكر .....ازاح الباب قليلا فاصدر صريرا حادا عاليا اقشعر له بدنه ....لم ير شيئا ...الظلام الدامس فقط وما يلقيه ضوء الصالة لا يكشف من خلال الفرجة الصغيرة شيئا ......فتح الباب اكثر فأكثر ....وما شاهد الا الظلام ..
مد يده يتحسس الجدار بجوار الباب لعله يجد مفتاح الاضاءة فلم يعثر عليه
وجد نفسه يتقدم خطوتين داخل الحجرة متحسسا الحائط ...هاهو مفتاح الاضاءة اضاء النور ...بهت لما شاهده على الحائط فوق المفتاح ....جملة اخرى مكتوبة ...................................ها أنت قد دخلت .....اذن اخرج ....ولا تقترب من الزجاجات ....
......اعاد قراءتها اكثر من مرة وقد تملكه العجب ....طاف ببصره فى الحجرة
...لا شيئ فيها الا مقعد واحد بجواره رف على الحائط عليه ثلاثة من الزجاجات الصغيرة ....ما هذا الهراء .....لابد ان صاحب الشقة يعبث به ....اللعنة عليك وعلى حجرتك وزجاجاتك الغبية ........زجاجات .!!! ما بالها الزجاجات ايضا ...؟؟؟؟
فى غير اكتراث تقدم الى المقعد وجلس عليه نظر الى الرف و الزجاجات الملونة .... ما هذا ؟؟ جملة اخرى على الرف ...... انت لم تخرج اذن ...... حسنا اياك ..اياك ...ان تفتح الزجاجة الحمراء ......
حملق ببلاهة ....كانت امامه الصفراء والحمراء والخضراء .......امتدت يده
الى الحمراء ....تراجع ....فكر قليلا ...امسك بالصفراء قربها منه ليس بها ما يريب ....فتح غطاءها ببطىء ....قربها من انفه ...خرج منها عطر آخاذ
....يا الله !! كم هو رائع ....استنشق اكثر ...العطر يغرق رئتيه ساحرا ....شعر انه يتخلل جسده كله ....شعور غامض فتان كأنما يتذوق حلاوة الشهد كله .....لحظات وانتهى الشعور تماما ......اللعنة ..!!
لحظة تفكير ....امسك بالزجاجة الخضراء .....فتحها وقبل ان يقربها منه انتشر منها عبق غاية فى الروعة ............شعر معه انه يرى عوالم من الجمال والسحر ....يالفتنتها .!!!......يالسحرها .!!!!...الاحساس اجمل والذ واحلى من السابق ...يغوص معه فى متعة حقيقية .....ما هذا ...؟؟ انتهى الاحساس بسرعة ....امتعضت نفسه ...كأنه يكاد يجن ....
بسرعة امسك بالزجاجة الحمراء ....هم بفتحها .....صدمته الكلمة عليها
.....احذر ........لم يعبىء بها واسرع يفتح الغطاء ....استنشق بكل قوة فى صدره ....اتسعت عيناه رعبا وشهق بعنف ....القى الزجاجة ارضا وقع عن المقعد ويداه تتشبث فى عنقه وفمه المفتوح برعب واختناق مميت يبحث عن هواء يتنفسه ....جسده ينتفض كالمصروع ....شهقاته تتوالى
....شهقة طويلة مميتة ثم سكنت حركته تماما .....

.......................... تمـــــــــــــــــــــــــت..........................
 
 

السبت، 12 مايو 2012

حرس ســـــــــــــلاااااااااااااااااااااااااح ..!!!!

السبت 12 مايو 2012

حرس ســـــــــــــلاااااااااااااااااااااااااح ..!!!!

منذ زمن بعيد وعند أول تعيين له كقائد كتيبة فى سلاح حرس الحدود...لم يكن يشعر هو وجنود كتيبته بالمشقة فى العمل ....موقعه على الحدود الشرقية فى سيناء والتى قسمت الى ثلاثة مناطق بفعل اتفاقية السلام ...والمنطقة التى صار عليها هى بطبيعتها منزوعة السلاح ..الا من التسليح الشخصى للجنود .....
كانت التعليمات دائما اعمال اقصى درجات ضبط النفس ....مهما تمادت الاستفزازات من الجانب الآخر ....
لا ينسى ابدا عندما سقط بعض من جنوده قتلى بفعل اعتداء همجى مستفز ورغم ذلك التزم الجميع الصمت والدماء تكاد تنفجر غضبا فى الشرايين منهم ..لا ينسى وهو يودع جثامينهم ملفوفة فى الاعلام الحزينة خجلا ...بكى حينها صامتا ...
وكذلك لا ينسى عندما خرج احد جنوده عن صمته وقمع النفس ليطلق رصاصاته فتقتل شرزمة ممن تجاوزوا نطاق حراسته مرسلا اياهم الى الجحيم ....يتذكر كيف هاجت الدنيا وماجت كطوفان مهلك ...وبركان على وشك الانفجار ....يتذكر ماقيل وقتها ....الامر سياسيا وليس عسكريا ....وكان الحكم باعدام الجندى البطل ....!!!!
حفر اسمه على كل حجر فى الكتيبة .... ذهب الى والده ليلقاه ...شاهده فارحا باستشهاد ابنه رغم غصة قاتلة تخترق كيانه ...ان من قتل ابنه ليس الصهاينة .....منذ ذلك اليوم وهو يطوق عنقه بسلسلة تحمل اسم الجندى ....
كثيرا ما وقف ليلا يراقب البعد الفاصل ويلمح تلك الرؤوس والجنود يتضاحكون ويلهون كأنهم على شاطىء بحر وليس حدود عسكرية .....!!
اندلعت الثورة وسقط رأس نظام فاسد ...شعر ان الهواء بات اكثر نقاءا ...وان الغد القادم ترفرف عليه رايات الكرامة .....ومرت الشهور حبلى بالوجع والانتظار ....تأتيه الاخبار بما لا يرسم بسمة الفرح على وجهه ...حتى وصلته الرسالة الاخيرة من امه ...قرأها وسط دموع وخلجات نفس حزينة .....ما زالت بعض كلماتها تتردد عاصفة به ....
انا واخوتك يقتلنا الفزع كل مساء ..........لا ننام رعبا ........ولدى الحبيب ...دعنى اطمئن عليك .....ودعنى اكثر اطمئن بك درعا لى ......
جمع جنوده امامه .....تفرس وجوههم ....سرت شحنة طاقة من قسمات وجهه وعينيه الحادة اليهم ....صاح فيهم بقوة ..منذ اللحظة مات ضبط النفس .....( تبادلوا النظرات ...خفقت قلوبهم ) انتهى عهد الصمت عن اى تجاوزات ....( قبضات اياديهم تتصلب فى قوة كما احلى نشوة ) ...
لن نسمح بمرور الهواء نفسه من الجانب الاخر الى قطاعنا بعد الان ........
( تهللت الوجوه وارتسم لون التحدى فى العيون ...) اقترب منهم .....فاره القامة ...صلد صلب كالفولاذ ....امسك ببندقيته ناظرا اليهم ...سرت الطاقة الجبارة فيهم ....امسك كل منهم سلاحه ....وفى اللحظة ذاتها جذبوا جميعا اجزاء تعمير السلاح وهو ينادى باقصى قوته صارخا فيهم ...حرس سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح ....!!
ردت جموع الجنود فى زئير مرعب الله أكبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر !!!
دوى الصوت مجلجلا طاف الجبال والوديان حتى رمال سيناء الظمئانة ..ارتوت منه صارخة به الله أكبــــــــــــــــــــــر ....

....................تمـــــــــــــــــــــت ..............
 

الخميس، 10 مايو 2012

انتبـهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووووووااااااا ..!!

انتبـهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووووووااااااا ..!!

فتح صفحته على الفيسبوك ...بدأ يكتب قصته الجديدة ...اليوم هو العاشر من مايو ...كلما شرع فى الكتابة تقاطعه اشعارات اعجابات او تعليقات الاصدقاء على اخر قصصه ....يترك الكتابة ليعقب على التعليقات ....ثم يعود مجددا الى الكتابة ....تأخر الوقت به ....عيناه ناعستان ...صارت شاشة الجهاز امامه كشبورة الصباح ...نفض راسه وضرب على خده بيده يبغى الافاقة ....حملق فى الشاشة امامه .....الذهول يرتسم على وجهه وهو يحدق اكثر فيما يراه ....ما هذا ..؟؟ اين ذهبت القصة ..؟؟ ماهذه الصور على الصفحة ....؟؟؟ ينظر الى صورة البروفيل امامه ....ليست صورته ...صورة كتب عليها رحمتك يا الله....!!! لكن هذا اسمى أنا ...؟؟
وهذه صور بعض اصدقائى كذلك .... ؟؟
اما هذه الصور لمظاهرة او مشاجرة ووجود قتلى وحرائق فمن وضعها ..
وعن اى شىء تتحدث ..؟؟
ايضا...صور اخرى لم يرها سابقا ...جنود مصريون يقاتلون عبر الطرقات بالاسلحة الثقيلة ....ماهذا الجنون ؟؟ هل تم اختراق صفحتى ؟؟؟
هكذا صاح وهو يمسك براسه فى ذهول ....كاد ان يضرب الشاشة امامه من الانفعال عندما وقعت عيناه على تاريخ اليوم اسفل يمين الشاشة ..
العاشر من مايو 2013 .....!!! ماذا ؟؟؟ .....2013 ..!! لكن اليوم العاشر من مايو عام 2012 ...لا 2013 .......ماذا حدث لهذا الجهاز المجنون ....؟؟؟
امسك بالمحمول يكلم احد اصدقاءه ....صوت صفير حاد ولا اتصال ....
جرب اخر ...نفس الامر ......اتصال ثالث ورابع وخامس ...مختلف الشبكات ...لا اتصال مطلقا ......تملك التوتر منه ...انتابت اصابعه رعشة وهو يمسك سماعة الهاتف الارضى .....اللعنة ...ايضا لا حرارة ...ماذا يحدث ؟؟؟ عاد الى الكمبيوتر ...فتح صفحة جوجل ...التاريخ ...العاشر من مايو 2013 .....غير معقول ....هذا جنون .....كيف حدث ذلك ...؟؟؟
فتح موقع الاخبار ....نعم هذه هى جريدته الالكترونية المفضلة ...عيناه تلتهم الاسطر والكلمات وكلما قرأ تسارعت دقات قلبه عنيفة وزادت عيناه اتساعا ...استطاعت قواتنا اليوم التصدى لعملية انزال من قوات الناتو فى منطقتى شرق الدلتا وجنوب القاهرة ....
لا يصدق ما يراه او يقرأه ....يرفض اكمال القراءة ...يطلب العدد السابق من الجريدة ....التاسع من مايو 2013 .....غير صحيح ..هناك خطأ شنيع او فيرس اصاب هذا الجهاز .....ما هذا ...!! تقدم القوات الاسرائيلية حتى منطقة المضايق فى سيناء ....
اقباط المهجر يستعدون للعودة لانتخاب رئيسا لدولة مصر القبطية ...
لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ .....صرخ بكل العنف والرعب ...
ترك الجهاز ليجرى الى شرفة الشقة ...الوقت ليلا ...صرخ فى الشارع المظلم ....لم يجيب صراخه احد ....امسك المحمول .... ...حاول الاتصال من جديد ....لا فائدة ....عاد يتشبث بالكمبيوتر ....حاول ان يتمالك نفسه واعصابه ...اذا كانت كل الاتصالات مقطوعة فعلى الاقل هنالك النت مازال متاحا .....فتح صفحته مجددا .. قصد الشات ...عجبا لا احد معه على الدردشة ..!!! حسنا ....حسنا ....اذا كان اليوم هو العاشر من مايو 2013
فلنرى صفحتى هذه خلال مايو 2012 ...
عاد يرجع اليوميات الى عام مضى واستغرق محدقا ....هذه هى القصة التى كان يكتبها ....يا الهى ...انها منتهية وعليها تعليقات الاصدقاء وتعقيباته ايضا ....تاليها مشاركات له واخرى من اصدقاءه ....اليوميات تمر تباعا ....الامر صحيح اذن ...مرت سنة عليه لا يذكر منها شيئا ...
رجع الى مواقع الاخبار ليقرأ احداث عام مضى .....بدأت الشرارة الاولى عقب الحكم فى قضية المخلوع مبارك .....التصادم بين مؤيديه والثوار واسر الشهداء .....الانفلات الامنى يعود اكثر من ذى قبل ....اعمال العنف تجتاح البلد .....حرائق مدبرة .....تأجيل الانتخابات الرئاسية الى اجل غير مسمى ...( ضرب جبهته بيده بعنف غير مصدق ...هز رأسه مذهولا .)
.المظاهرات تجتاح المدن ...وقوع مشاجرات بين المسلمين والمسيحين
.....يفشل الجميع فى احتواء الموقف ....فرض حظر التجول وفرض الاحكام العسكرية .....مصادمات بين فئات مسلحة مجهولة اتخذت لنفسها اسماء دينية غريبة مع رجال الجيش ...........حادث حريق مروع فى احد المساجد الكبيرة .....يعقبه اخر فى احدى الكنائس .....الحديث عن اعتقالات بالالاف ..امريكا تلوح بالتدخل لحماية الاقليات ...حادث مدبر يصيب احدى السفن فى قناة السويس يؤدى الى غرقها.....( تنفسه يتسارع وهو يلتهم الكلمات بعينيه ودمعه يترقرق فيهما ) ............اطلاق صواريخ من سيناء على اسرائيل . ...مجلس الامن يجتمع كطلب اكثر من بلد منهم امريكا وانجلترا وفرنسا .....اسرائيل تقرر اجتياح سيناء لحماية حدودها مع مصر ....ارسال قوات دولية الى مصر لحماية المصالح العالمية فى قناة السويس .....القيادات العسكرية تدين القرار وتتصدى للاجتياح الاسرائيلى ......اعلان التعبئة العامة فى البلاد ......اعمال السرقة والنهب تسود كافة المناطق ......كفااااااااااااااااااااااااااااااااااايـــــــــــة !!!!!
ضرب الشاشة بيديه بعنف فانفجرت مصدرة دويا مرعبا ...هب مفزوعا من غفوته ليرى الشاشة وقصته التى شرع فى كتابتها ....قفز من مقعده لتصطدم رأسه بالشاشة امسك بها كأنما يحتضنها ....حملق فيها ..نظر تاريخ اليوم ....العاشر من مايو 2012 .....الحمد لله .....الحمد لله ....كان كابوس ....كان كابوس ......
لحظات تفكير مرت به .....عاد الى كتابة قصته .....مسح ماسبق كتابته ليكتب اخرى من جديد ....العنوان ...انتبهــــــــــــــــــــــوووووواااااا !!!

............................ تمـــــــــــــــــــــت ..............................
 

الثلاثاء، 8 مايو 2012

أخر وااااحـــــد فى الطااااااابــــــــــــووووووور ...!!

 
الثلاثاء  8 مايو 2012

أخر وااااحـــــد فى الطااااااابــــــــــــووووووور ...!!

كانت سيارة السفير الامريكى تغادر محيط القصر الرئاسى ....لم نلحظ منه غير عبوس وجهه وانقلاب ( سحنته ) حتى صار كوجه السلحفاة ..
..من بعيد...من داخل القصر وصلنا صدى الصوت الغاضب المتشنج يصيح ....ما ينفعش الكلام ده ....انا عايز افعال واصلاحات ملموسة ....مش كل شوية الناس تكلمنى فى الموضوع ده .....اهو لسه ماشى من عندى ....
........................مكتب رئيس الوزراء .............................
تم الاجتماع الحكومى فوق المعتاد وعلى اسرع وجه ....الجميع مرتبك يتساءل عن السبب .....وقف امامهم رئيس الوزراء قاطبا جبينه ...عيناه تنذر بالشرر ...ضرب بقبضتيه المنضدة صائحا :
...اللى مش هايشوف شغله منكم كويس وزى التعليمات والبرنامج الحكومى يقدم استقالته فورا ...فاهميييييييييييين ......
....................... اجتماع على مستوى المحافظين .............
...هو فى ايه ؟؟؟ سأل احد الموجودين الجالس بالقرب منه ....اجاب الاخر
...واضح ان الجو متكهرب على الاخر ....ربنا يستر .....
يتدخل ثالث فى الحوار ....شكلها حركة تنقلات ....او ازاحات ....ربنا العالم
...يرد الاول بضيق ....فال الله ولا فالك ..........فجأة يصمت الجميع عندما صاح بهم :
قعدة المكاتب والعزب اللى انتوا فيها تنتهى .....انا عايز شغل ....عايز افعال وتعايش مع الناس ....انت ....( يشير الى احدهم ) رحتك فاحت ..
وانت ....( الى اخر ) لم نفسك شوية ......
الجميع مطأطىء الرأس خجلا وخوفا ............تمااااااام يافندم .....
.......................مكاتب الوزارات .....................
بسرعة البرق تم عمل اجتماع وزارى بكل وزارة ....وانهال كل وزير بالتوبيخ والتعنيف على وكلاءه ومرؤسيه .....
.....................الصباح التالى ..............
المواطنين فى الشارع يقرأون الجرائد ....زيادة الاسعار لمحاربة السوق السوداء ....فصل اعداد كثيرة من العاملين بالقطاع الحكومى .....قرارات عديدة من المحافظين ....ازالة العشوئيات ....مطاردة الباعة الجائلين ...
قوانين ضريبية جديدة ......زيادة رسوم المياه والكهرباء .....
الله يخرب بيوتكم يابعدة ......احنا شايفين نمشى و لا عارفين نعيش لما تزودولنا الاسعار ......وتزودولنا الضرايب كمان ...وبدل ما تهتموا بخدمات للى عايشين فى الضياع هاتزيلولنا بيوتنا ......حسبنا الله ونعم الوكيل ...
.............................طريق عمومــــــــــــى ................
الشارع مزدحم ....السيارات تتكدس لا تتحرك ....صفارات التنبيه تصرخ بكل صوت ....حادة متتالية ....مستمرة .....
عربة شرطة وسط العربات الواقفة ....ضابط ذو رتبة كبيرة يجلس فى مقعدها الخلفى ...يتكلم فى هاتفه المحمول ....ايوه يافندم ....اطمن سيادتك ...كل شىء تمام .....لا ما فيش تقصير ان شاء الله .....ينهى المكالمة ثم يصرخ مخاطبا الضابط الاصغر الجالس بجوار السائق ...
انزل انت كمان شوف ايه سبب العطلة دى ....ماهو يوم اسود من اوله ....
ينزل الضابط مكفهر الوجه ضائق النفس يطلق السباب والتأفف ..يمر بين العربات ليصل الى سبب المشكلة ....عربة كارو محملة بانابيب البوتجاز وقد وقع الحمار النحيل الذى يجرها ارضا امامها ....حاول صاحبها ان يجعل الحمار ينهض بكل السبل ...لكن الاخير دماغه وألف صرمة قديمة ....برك ارضا لا يستجيب .....شى ياحماااار ....قوم يابن الكلب .....كان صاحبه يحدثه وهو يجذبه بقوة عندما طرقعت على قفاه لطمة كأنها ضربة كرباج ......آآآآآآآآآآآآآه ....اطلقها العربجى وهو يمسك قفاه ويلتفت بسرعة ليجد الضابط امامه صارخا فى وجهه ......ايه اللى مشاك من هنا بعربيتك دى يا بن الحمار.....عطلت المرور وجبتلنا الكلام على الصبح ....
حاضر ياباشا ....انا غلطان والنبى .....قال ذلك وامسك بالعصا ( الخرزانة )
وانهال على الحمار ضربا ................. انضم له الضابط المكفهر الوجه ........وشاركهما موظف مفصول من عمله كان يمر فى الشارع ...وساعدهم آخر نزل من سيارته وقد انفجرت فيه زوجته لتأخره .وعاونهم رجل يائس وصله خطاب من مصلحة الضرائب .........واجتمع معهم خلق كثيرون ....انهالوا جميعا على الحمار سبا وشتما .......انت اللى معطل مسيرتنا ياحمار يابن الحمار .....انت اللى وقفت حالنا .....انت اللى خربت بيوتنا ..انت اللى مسود عشتنا .......الكل يضرب ويضرب ويضرب والحمار المسكين ينهق ....ينهق ...ينهق ...

................................. تمــــــــــــــــــــــــــــــت 
 
 

الأحد، 6 مايو 2012

القطــــــــــــــــــــــــــــــــة !!!


الاحد 6 مايو 2012


القطــــــــــــــــــــــــــــــــة !!!


استيقظ متأخرا هذا الصباح..... ارتدى ملابسه على عجل .......فضل الا يتناول الافطار فى البيت حتى لا يتأخر عن موعد العمل ...فتح باب الشقة وما كاد يخطو خطوة واحدة حتى رفع قدمه عن الارض وتراجع خوفا من صوت الفحيح المفزع ....كانت هناك قطة نائمة امام باب الشقة على الدواسة وبين اقدامها خمسة من القطط الوليدة .....نظر اليها فى دهشة ....متى جاءت ؟؟ ومتى ولدت ؟؟ ولماذا هنا ؟؟
حاول ازاحتها بقدمه ليمر الا انها زادت من فحيحها المرعب وتقوس ظهرها ثم اطلقت صيحة مواء عالية جعلته يتراجع داخل الشقة مفزعا وبسرعة اغلق الباب ...لحظات تمالك فيها نفسه من اثر الخوف ومن جديد فتح الباب ببطىء وما لبث الصوت المرعب الا وقد انطلق اعلى من ذى قبل ..
اغلق الباب ثانيا وهو ينظر الى ساعة يده ...فكر قليلا ....توجه الى المطبخ ..احضر قطعة من الدجاج ...ومن جديد فتح باب الشقة بهدوء ...اخرج يده بقطعة الدجاج ليلقى بها بعيدا الى اسفل السلم ....وكما توقع قامت القطة مسرعة تلحق بالقطعة المغرية ...خرج مسرعا وهم بالنزول وفى لحظة تراجع ناظرا الى القطط الوليدة ....فليبعدها عن الباب افضل ....وبسرعة جذب الدواسة الى اخر الممر امام الشقة فى اتجاه السلم الصاعد ....استدار عائدا عندما سمع الصوت من خلفه حادا رفيعا صارخا ....التفت ليرى قطا اسودا ضخما أتيا من اعلى الدرج وقد التهم احد القطط الوليدة ....فزع للمنظر جرى بسرعة يخيف القط الذى التقم وليدا ثانيا بين اسنانه وقفز الدرجات راجعا من حيث اتى ....وفى اللحظة نفسها جاءت القطة الام تمسك بين اسنانها بقطعة الدجاج ....اقتربت من باب الشقة واطلقت موائها كأنما تبحث عن قططها ...ثم استدارت تجاههم مسرعة فجرى هو الى السلم لينزل عندما انطلقت من بين قدميه ....
.............كان يوما عصيبا عليه .....قص ما حدث لزملاءه فى العمل ...ضحكوا ...تفكهوا عليه طوال اليوم ...الا واحد منهم ...رمقه بنظره حادة ..ثم قال له ووجهه جامد القسمات ...قاسى الملامح .....لو كنت فى وضعك لاتخذت الحيطة والحذر ....!!
كان يصعد السلم وهو يفكر فى القطة ....هل ستفطن الى القطين الناقصين ؟؟؟ وهل مازالت مكانها ؟؟
اقترب من الشقة ....حمدا لله ...ليست هنا ....نظر الى حيث ازاح الصغار ...لا يوجد غير الدواسة ولا شيء اخر .....دخل الشقة محدثا نفسه ...
لعلها اخذتهم لمكان اكثر امن ....
..فى المساء ....توجه لحجرة نومه عندما طرق سمعه الصوت ....مواء القطة ...مواءا حزينا .....كأنه بجوار باب الشقة من الخارج ....اصابته الرعدة ...جمد فى مكانه لحظات .....المواء يتردد ممدودا له صدى يقشعر منه النفس قبل الجسد ...اقترب من الباب ببطىء ...نظر من العين السحرية ...لا يرى شيئا ...المشهد لا يظهر اسفل الباب ...هل يفتح ...لا ......من الجنون ان يفعل ذلك ...لكن هذا الصوت لا ينقطع ....يريد ابعادها لا اكثر ...دنا من الباب ...ألصق اذنه به ...ميأأأأأأأأأأأأأأأأووووووو ....انطلق الصوت بعنف وارتطم شيء بالباب بقوة ....اطلق صرخة رعب وألقى بنفسه ارضا بعيدا عن الباب .....تنفسه يتسارع ....قلبه يكاد يخترق صدره ...ونظره مثبت على الباب فى دهشة ورعب ....يده ترتعش ....قاوم خوفه ونهض متجها الى الباب ..اصاغ السمع ...لا شيء ....اقترب اكثر ....لا شيء ......طرق بيده على الباب وتراجع كأنما هناك من سيهاجمه ....لا شيء ايضا ....تشجع ادار مقبض الباب ...من فرجة صغيرة جدا نظر ...لا يرى شيء ....ازدادت شجاعته ....فتح جزءا اكبر ليخرج رأسه وينظر الى طول الممر امام الشقة .....لا شيء ....تنفس الصعداء وهم باغلاق الباب واذا بصوت الحفيف مهرولا اتيا من اسفل السلم بسرعة ....كاد يغلق الباب على راسه من شدة الارتباك ورغبته فى غلق الباب بسرعة .....
انسحب الى الشقة واغلق بابها بالمفتاح وهو يستعيذ بالله واضعا يده على قلبه .....اللعنة !!!!
توجه للنوم ....حدث نفسه مشجعا .....ما هذا الهراء ...؟؟ ااخاف من قطة ؟؟؟ ............ ثم ابتسم ساخرا من مشاعره ..
دلف الى الفراش....شرب بضعة رشفات من كوب اللبن الدافىء ووضعه بجوار الفراش وهم ان يطفىء النور المجاور عندما ألتفت بسرعة ببصره خارج باب الحجرة المفتوح .....ماهذا ؟؟ .....خيل اليه انه شاهد شيئا يمرق بسرعة شديدة ....اعتدل فى جلسته على الفراش ....بصره يحدق متوترا .....ها هى اوهامه تهاجمه مجددا ....دقائق ....لم يحدث شيء ....زفر هازا رأسه استنكارا .....اطفأ النور ...ثم استلقى فى فراشه جاذبا الغطاء الى عنقه .....وما هى الا دقائق وشعر بالنوم يغالبه .....
السكون يسود الحجرة الا من تنفسه المنتظم .....تقلب فى الفراش ..
انتبه ....ما هذا ؟؟..يشعر بحركة أعلى الفراش .......كأنما قفز اليه شيء ما ...مجرد حركة بسيطة ضعيفة ....دقات قلبه تتزايد متسارعة....من فوق حافة الغطاء مد بصره خائفا .....الظلام لا يمنحه رؤية واضحة .....هنالك من يمشى فوقه أعلى الغطاء ......تنفسه يتسارع ....الضغطات تقترب من بطنه .... انها هى بلا شك .....أنفاس ساخنة تصل الى وجهه ...يود ان يقذف بالغطاء ويهب بسرعة من الفراش .....الرعب يشل حركته ....الضغطات الزاحفة تصل الى صدره ....جذب طرف الغطاء اكثر ليغطى وجهه ....الأنفاس تلفح أعلى رأسه ....جسده يرتعد تحت الغطاء .......همهمات تخرج منه بلا معنى ....شيء يجذب الغطاء عن وجهه ...يداه ترتعدان ....الغطاء ينسحب عنه .....ميأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ ووووووووووووو. ....... لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ ......
انطلقت صرخته المرعبة الفزعة تمزق السكون وترج الحجرة ....هب من الفراش قاذفا بالغطاء ...مد يده فاضاء النور ....لا شيء فى الحجرة ..!!!!
.... تلفت حوله ..نظر الى جسده ...مسح بيده على وجهه .......يشعر بجفاف حلقه ... مد يده فامسك بكوب اللبن المجاور ..... افرغ القليل منه على كفه الأيسر وشرع يلعقه ببطىء ....عندما رفع بصره ووميض غريب يبرق من عينيه ......

........................... تمــــــــــــــــــــــــــــــــت
 

الجمعة، 4 مايو 2012

زعيم حزب الكنبـــــــــــــــــــــــــة .. !!


الجمعة 4مايو 2012


زعيم حزب الكنبـــــــــــــــــــــــــة .. !!


تذاكر يا استاذ ....تذاكر يا سيدنا ......فلوسك يا ست .... !!!
هذا هو عسران افندى الكمسارى على احد اتوبيسات هيئة النقل العام ..
قصير بدين جاوز الخمسين من عمره ....لا يعرف فى حياته الا طريقه فى الصباح الى الجراج العام حيث يتسلم ورديته ...وطريق العودة الى مسكنه فى العصر من ذات اليوم ....يسكن اعلى سطح عمارة قديمة تطل على ميدان العباسية ...قامت الثورة ...ومازالت احداثها تتوالى وهو غير عابىء بما يدور او يحدث فى البلد ....لامه الكثيرون لهذا ....ضحك فى وجوههم سخرية .....قبل الثورة كنت كمسارى بكام ملطوش ......وبعد الثورة برضو كمسارى بكام ملطوش ......لا شفت زيادة ولا هايرقونى .....يعنى هايرقونى ايه ..؟؟ هايخلونى اتوبيس ..!!! برضو كمسارى ....
وهكذا يجيد الرد ويعقبه بضحكة مجلجلة .....كان عمله ككمسارى يتيح له الالتقاء بشريحة كبيرة من المواطنين من فئة وطبقة شعبية كبيرة ...هم ركاب الاتوبيس .....يسمع كل يوم مشاكساتهم واحاديثهم ...جدالهم الذى لا ينقطع بشأن الثورة ومدى نجاحها .....كان يطلق عليهم وكالة الانباء ...حيث لا يشاهد هو نشرات الاخبار او يحبها ....يكتفى بما يضرب مسامعه يوميا من تلك التقارير الاخبارية مصحوبة بتعليقات الركاب ..وفى ختام ورديته يتوجه الى بيته راضيا كأنما مادار طوال اليوم لا يعنيه .....تلقاه زوجته فكيهة بابتسامتها المعهودة ....فتحمل عنه البطيخة الصغيرة مرحبة به ....هما فقط بلا اولاد لهما .... وبعد السلامات يسألها ...طبخلنا ايه النهاردة يافكهكه .... تطلق ضحكتها قائلة ...عملالك طبق بصارة انما ايه ....هاتكلنى وراه .....فيعقب بجلجلة ضحكته وهو يقول ..: رضى ....رضى من عند الله ....
...يجلسان لتناول الطعام ....تفتح فكيهة التلفاز .....صور وموضوعات المظاهرات والاعتصامات والحديث عن اشتباكات ووقوع قتلى .....
أبوس ايدك يا فكيهة غيرلنا الهم ده ....كفاية نفخة طول النهار .....شوفلنا فيلم ولا حاجة تضحك .....
هكذا تمضى الحياة معه .... قالوا له ...هاتنتخب مين ياعسران لمجلس الشعب ..؟؟ ورد مش هانتخب اى حد .....
اعترضوا عليه ....منهم من قال له ان المفتى قرر ان عدم الانتخاب حرام كمن يكتم الشهادة ......رد عليهم .....الشهادة انى اشوف واسمع واشهد باللى شفته وعرفته ........لكن اللى مرشحين نفسهم دول ماعرفش عنهم حاجة .....يبقى اشهد ليهم ازاى ؟؟؟؟
خوفه البعض من وجود غرامة لمن لم يصوت ....اطلق ضحكته فى وجوههم وهو يقول ....يبقوا يجوا يحجزوا على الطبلية ولا ستارة الحمام اللى مكان الباب .....
قالوا له ....احنا بنبص لقدام ....وبكرة البلد تبقى زى الفل ...
قال ...عندكو تونس وليبيا ....اتنين خلصت ثورتهم .....لا دى نفعت ولا دى هديت ....اما انتم ....فمشين فى طريق اللى يروح ومش عارفين هايرجع تانى ولا لآ .....
وتمر الايام به ....انضم الكثيرون اليه ....اعتنقوا افكاره .....نعته الاخرون بالسلبى والانهزامى .....تقبل راضيا وهو يتمتم ....انتوا بتشوفوا نفسكم من الشارع اللى بتتظاهروا فيه ....لكن انا بشوفكم من فوق السطوح ....يعنى كاشفكم كلكم ....
تجدت التظاهرات وكثرت المسيرات وامتلىء الميدان اسفل مسكنه بالناس ....كان يقف فوق السطح يشاهدهم مع فكيهة ....قال لها ضاحكا ...بسى يافكيهة ....بيقولوا دول الاغلبية الصامتة ....طب بزمتك دول اغلبية ازاى وهما ماكملوش مليون حتى ....؟؟ ولوكانوا عشرة مليون كمان ....يبقوا اغلبية ازاى ...؟؟؟ حاجة تجنن ..!!
تمر الساعات ...ترد اعدادا اخرى الى الميدان ....النداءات تتعارض ...الايدى تتشابك .....الحجارة تتطاير ...النيران تشتعل ....وجثث القتلى تتوالى ....اللون الاحمر يزين الميدان .....
يعود ادراجه ضاربا كفا باخر ...يجلس هو زوجته على الكنبة القديمة فتأن تحتهما .....شوفلنا حاجة تفتح النفس فى
التلفزيون يافكهكه ...بلاش قرف وغمة نفس .....
............................................ .....تمــــــــــــــــــــــــــــــت ......

الخميس، 3 مايو 2012

الرسالـــــــــــة الداميــــــــــــة !!!

علاء الدين هدهد
الرسالـــــــــــة الداميــــــــــــة !!!

كثيرات تحببن الكتابة بأحمر الشفاة على المرآة ...أليس كذلك ..؟؟
وكثيرون يحبون الكتابة على بخار الماء فوق زجاج الحمام ... احقا هذا ؟؟
....اسمع اجاباتكم .....ليتكم لا تفعلون هذا مجددا ......

كانت تجلس مع زوجها فى ذلك النادى الليلى مستمتعة بفقرات الحفل
عندما اخذت تسخر من الساحر الهندى الذى بدأ يعرض اعماله السحرية على الحاضرين ....كانت تعليقاتها لاذعة ...همس لها زوجها ان تكف عن ذلك ....ضحكت فى غير اكتراث ....رمقها البعض بنظرة استنكار ....لم تهتم .....واذا بالرجل الهندى يقترب منها صامتها متجهم الوجه ...ساد الصمت الجميع ...تتبعته الانظار ...همس زوجها ...يبدو انه سمعك ..!!
اختفت بسمتها وهى تراه واقفا امامها ....لحظات فقط دامت نظرته اليها ..ثم اخرج من جيب معطفه بطريقة سحرية وردة حمراء لها عبق خاص ..
مد يده بها اليها وشبح ابتسامة على وجهه .........لو تسمح سيدتى ...
بتردد مدت يدها لاخذها ثم ابتسمت .....صفق الحاضرون واذا بها تطلق صرخة ألم ...وترمى الوردة من يدها الى الارض وهى تضغط على سبابتها التى تنزف ....اسرع زوجها اليها ...قالت :لا شىء ...لا شيء ...يبدو انها شوكة صغيرة جدا .....
انحنى الهندى فالتقط الوردة ....مسح عليها باصابعه متمتما واقترب منها هامسا لها بشيء ...ثم استدار راجعا .....قطبت حاجبيها وزمت شفتيها ...سألها زوجها ...ماذا هناك ؟؟
اشارت برأسها للرجل قائلة ...هو !!! سألها الزوج فى حيرة ...ماذا به ؟؟
هل قال لك ما يسيء ..؟؟ اجابت شاردة الفكر تائهة النظر ...قال كلمة واحدة ....الزجاج ..!!!!
...عادا الى البيت ويبدو انهما نسيا الامر برمته ....كانا فى حجرة نومهما وقد دلف الزوج الى الفراش بينما تقف هى امام المرآة تتعطر ناظرة الى زوجها بابتسامة ثم امسكت بقلم الشفاة الاحمر لترسم قلبين وسهما وتكتب احبك ....بادلها زوجها الابتسام ثم اخلدا الى النوم .....
كان الصباح وقد نهض زوجها الى الحمام ....بدءت تستفيق متثائبة واذا بنظرها يقع على المرآة .....الرسمة الحمراء ما زالت هناك ....تبتسم ..تنهض وهى ترمق القلبين بحب ...وفجأة انتفضت بكل الذعر قافزة من الفراش محدقة فى المرآة ....كان احد القلبين المرسومين ينبثق الدم منه زاحفا على زجاج المرآة ....شهقت ....عيناها تتسع دهشة وخوفا ........صرخت على زوجها ..القلب ما زال ينزف والدماء تخط على المرآة خطوطا حمراء تجمعت فى جزء منها راسمة رقم اربعة ....تملك الهلع منها ..جريت خارجة ....اصطدمت بزوجها القادم على صرختها ....لم تنطق فقط تشير الى المرآة .....عاد الزوج ممسكا بها يهدأ من روعها ....مابها المرآة ..؟؟!!
نظرت مترددة ...كانت الرسمة الحمراء تقف وحيدة ولا شىء اخر ..!!
اقسم لك .....اقسم .....كانت الدماء تنزف ....الدماء ...........لم تستطع الكلام فانخرطت فى البكاء على صدر زوجها الداهش المحملق فى المرآة.......
مر يوم على هذه الحادثة ..استسلمت لتفسير زوجها انها تهيؤات لحظة الاستيقاظ حيث لم يسترد الذهن كامل وعيه .....
كانت وحدها تشاهد التلفاز فى انتظار عودة زوجها ...........برنامج اطفال كرتونى مما يحلو لها مشاهدته .....تتابع بابتسامة .........الصورة تتراقص متقطعة ....الصوت ايضا يتقطع ليصير صفيرا حادا ............الصورة تختفى ....الشاشة بيضاء تماما ......انتبهت .......امسكت بالريموت تضغط ازراره .....الشاشة كماهى .....فجأة ينبثق اللون الاحمر من الشاشة فيما يشبه البقع ....اخذتها رعدت وصرخة وهى تحملق فى الصورة .....غيرت رقم القناة ..الصورة كما هى لا تتغير ...تنفسها يتسارع ......تمد يدها المرتعشة بالريموت ....تضغط ...لا فائدة ....البقع الحمراء الدامية تتقارب وتتجمع لتكتب كلمة .....ذبحا تموتين .....وترسم رقما ....اثنين ....
انطلقت صرخاتها .....ضغطت الريموت بعنف .....الكلمة امامها تنزف على الشاشة ....تراجعت الى الوراء ...وقعت ارضا ...نهضت مرتبكة لتنزع سلك الكهرباء عن التلفاز فتنطفىء الشاشة سوداء ....انهارت باكية قلبها يضربها بكل العنف ....انطلق جرس الباب عاليا لتصرخ من البغتة والمفاجأة
....كان القادم زوجها ......
مر الحادث كسابقه وفسر الزوج الامر انه ربما احد البرامج او العروض التلفازية ......كما قال ان الريموت ربما ضعفت بطاريته .....وسدى حاولت جاهدة ان تقنعه .....وازاء استنكاره صممت على مغادرة تلك الشقة ....قررت الذهاب الى بيت امها .....وامام انهيارها استجاب لها مقترحا منحها يومين للهدوء ومن ثم لابد لهما من استشارة طبيب .....
مر باقى اليوم هادئا وهى مع والدتها ...استعادة امنها وامانها ...شعرت ان ما مر بها ما هو الا اوهاما ...مجرد ضلالات واضطراب نفسى لا اكثر ...لكن كانت بين الحين والاخر تتذكر شكل الارقام ....اربعة ثم اثنين ....
ثم تتذكر الكلمتين الغريبتين ....ذبحا تموتين ....تهز رأسها استنكارا وتضحك ...اى هراء هذا ....من يذبح من ...؟؟
بعد ظهيرة اليوم التالى كانت تنتظر زوجها قادما لرؤيتها .............قررت الاستحمام لحين مجيئه ....
تنظر الى نفسها فى مرآة الحمام الكبيرة ...تستعرض جسدها ...تبتسم فى ثقة .....البخار الصاعد من مياه الدش خلفها يخيم على المرآة .....تحرك اصابعها عليه ....ترسم دوائرا وخطوطاعابثة ....استدارت لتقف تحت دش الماء الدافىء ....البخار يتصاعد ...
تمسك بزجاجة العطر الكبيرة ...تتعطر ............البخار يرسم غيمة على المرآة ....اللون الاحمر الدامى يقفز واضحا على المرآة ....يشلها الرعب ...يرتجف جسدها ...تضطرب قدماها فى وقفتها ......تحملق فى الدماء النازفة السائلة على سطح المرآة ......الخطوط تتجمع .......الحروف تتشكل .... الااااااااااان ........
صرخت برعب لآلآلآلآلآلآ .....بكل الخوف والرفض قذفت المرآة بالزجاجة فى يدها ...لتهشمها فتسقط متناثرة .....وبسرعة خرجت من تحت الدش جارية .
....وفى لحظة انزلقت قدماها المبتلتان لتهوى بعنف ارضا فتشق عنقها قطعة من المرآة المكسورة ...حادة كالسكين ...
...جاحظة عيناها ....تجرى دماءها مع خرير الماء على ارض الحمام .....

....................... تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــت .................