الخميس، 3 مايو 2012

الرسالـــــــــــة الداميــــــــــــة !!!

علاء الدين هدهد
الرسالـــــــــــة الداميــــــــــــة !!!

كثيرات تحببن الكتابة بأحمر الشفاة على المرآة ...أليس كذلك ..؟؟
وكثيرون يحبون الكتابة على بخار الماء فوق زجاج الحمام ... احقا هذا ؟؟
....اسمع اجاباتكم .....ليتكم لا تفعلون هذا مجددا ......

كانت تجلس مع زوجها فى ذلك النادى الليلى مستمتعة بفقرات الحفل
عندما اخذت تسخر من الساحر الهندى الذى بدأ يعرض اعماله السحرية على الحاضرين ....كانت تعليقاتها لاذعة ...همس لها زوجها ان تكف عن ذلك ....ضحكت فى غير اكتراث ....رمقها البعض بنظرة استنكار ....لم تهتم .....واذا بالرجل الهندى يقترب منها صامتها متجهم الوجه ...ساد الصمت الجميع ...تتبعته الانظار ...همس زوجها ...يبدو انه سمعك ..!!
اختفت بسمتها وهى تراه واقفا امامها ....لحظات فقط دامت نظرته اليها ..ثم اخرج من جيب معطفه بطريقة سحرية وردة حمراء لها عبق خاص ..
مد يده بها اليها وشبح ابتسامة على وجهه .........لو تسمح سيدتى ...
بتردد مدت يدها لاخذها ثم ابتسمت .....صفق الحاضرون واذا بها تطلق صرخة ألم ...وترمى الوردة من يدها الى الارض وهى تضغط على سبابتها التى تنزف ....اسرع زوجها اليها ...قالت :لا شىء ...لا شيء ...يبدو انها شوكة صغيرة جدا .....
انحنى الهندى فالتقط الوردة ....مسح عليها باصابعه متمتما واقترب منها هامسا لها بشيء ...ثم استدار راجعا .....قطبت حاجبيها وزمت شفتيها ...سألها زوجها ...ماذا هناك ؟؟
اشارت برأسها للرجل قائلة ...هو !!! سألها الزوج فى حيرة ...ماذا به ؟؟
هل قال لك ما يسيء ..؟؟ اجابت شاردة الفكر تائهة النظر ...قال كلمة واحدة ....الزجاج ..!!!!
...عادا الى البيت ويبدو انهما نسيا الامر برمته ....كانا فى حجرة نومهما وقد دلف الزوج الى الفراش بينما تقف هى امام المرآة تتعطر ناظرة الى زوجها بابتسامة ثم امسكت بقلم الشفاة الاحمر لترسم قلبين وسهما وتكتب احبك ....بادلها زوجها الابتسام ثم اخلدا الى النوم .....
كان الصباح وقد نهض زوجها الى الحمام ....بدءت تستفيق متثائبة واذا بنظرها يقع على المرآة .....الرسمة الحمراء ما زالت هناك ....تبتسم ..تنهض وهى ترمق القلبين بحب ...وفجأة انتفضت بكل الذعر قافزة من الفراش محدقة فى المرآة ....كان احد القلبين المرسومين ينبثق الدم منه زاحفا على زجاج المرآة ....شهقت ....عيناها تتسع دهشة وخوفا ........صرخت على زوجها ..القلب ما زال ينزف والدماء تخط على المرآة خطوطا حمراء تجمعت فى جزء منها راسمة رقم اربعة ....تملك الهلع منها ..جريت خارجة ....اصطدمت بزوجها القادم على صرختها ....لم تنطق فقط تشير الى المرآة .....عاد الزوج ممسكا بها يهدأ من روعها ....مابها المرآة ..؟؟!!
نظرت مترددة ...كانت الرسمة الحمراء تقف وحيدة ولا شىء اخر ..!!
اقسم لك .....اقسم .....كانت الدماء تنزف ....الدماء ...........لم تستطع الكلام فانخرطت فى البكاء على صدر زوجها الداهش المحملق فى المرآة.......
مر يوم على هذه الحادثة ..استسلمت لتفسير زوجها انها تهيؤات لحظة الاستيقاظ حيث لم يسترد الذهن كامل وعيه .....
كانت وحدها تشاهد التلفاز فى انتظار عودة زوجها ...........برنامج اطفال كرتونى مما يحلو لها مشاهدته .....تتابع بابتسامة .........الصورة تتراقص متقطعة ....الصوت ايضا يتقطع ليصير صفيرا حادا ............الصورة تختفى ....الشاشة بيضاء تماما ......انتبهت .......امسكت بالريموت تضغط ازراره .....الشاشة كماهى .....فجأة ينبثق اللون الاحمر من الشاشة فيما يشبه البقع ....اخذتها رعدت وصرخة وهى تحملق فى الصورة .....غيرت رقم القناة ..الصورة كما هى لا تتغير ...تنفسها يتسارع ......تمد يدها المرتعشة بالريموت ....تضغط ...لا فائدة ....البقع الحمراء الدامية تتقارب وتتجمع لتكتب كلمة .....ذبحا تموتين .....وترسم رقما ....اثنين ....
انطلقت صرخاتها .....ضغطت الريموت بعنف .....الكلمة امامها تنزف على الشاشة ....تراجعت الى الوراء ...وقعت ارضا ...نهضت مرتبكة لتنزع سلك الكهرباء عن التلفاز فتنطفىء الشاشة سوداء ....انهارت باكية قلبها يضربها بكل العنف ....انطلق جرس الباب عاليا لتصرخ من البغتة والمفاجأة
....كان القادم زوجها ......
مر الحادث كسابقه وفسر الزوج الامر انه ربما احد البرامج او العروض التلفازية ......كما قال ان الريموت ربما ضعفت بطاريته .....وسدى حاولت جاهدة ان تقنعه .....وازاء استنكاره صممت على مغادرة تلك الشقة ....قررت الذهاب الى بيت امها .....وامام انهيارها استجاب لها مقترحا منحها يومين للهدوء ومن ثم لابد لهما من استشارة طبيب .....
مر باقى اليوم هادئا وهى مع والدتها ...استعادة امنها وامانها ...شعرت ان ما مر بها ما هو الا اوهاما ...مجرد ضلالات واضطراب نفسى لا اكثر ...لكن كانت بين الحين والاخر تتذكر شكل الارقام ....اربعة ثم اثنين ....
ثم تتذكر الكلمتين الغريبتين ....ذبحا تموتين ....تهز رأسها استنكارا وتضحك ...اى هراء هذا ....من يذبح من ...؟؟
بعد ظهيرة اليوم التالى كانت تنتظر زوجها قادما لرؤيتها .............قررت الاستحمام لحين مجيئه ....
تنظر الى نفسها فى مرآة الحمام الكبيرة ...تستعرض جسدها ...تبتسم فى ثقة .....البخار الصاعد من مياه الدش خلفها يخيم على المرآة .....تحرك اصابعها عليه ....ترسم دوائرا وخطوطاعابثة ....استدارت لتقف تحت دش الماء الدافىء ....البخار يتصاعد ...
تمسك بزجاجة العطر الكبيرة ...تتعطر ............البخار يرسم غيمة على المرآة ....اللون الاحمر الدامى يقفز واضحا على المرآة ....يشلها الرعب ...يرتجف جسدها ...تضطرب قدماها فى وقفتها ......تحملق فى الدماء النازفة السائلة على سطح المرآة ......الخطوط تتجمع .......الحروف تتشكل .... الااااااااااان ........
صرخت برعب لآلآلآلآلآلآ .....بكل الخوف والرفض قذفت المرآة بالزجاجة فى يدها ...لتهشمها فتسقط متناثرة .....وبسرعة خرجت من تحت الدش جارية .
....وفى لحظة انزلقت قدماها المبتلتان لتهوى بعنف ارضا فتشق عنقها قطعة من المرآة المكسورة ...حادة كالسكين ...
...جاحظة عيناها ....تجرى دماءها مع خرير الماء على ارض الحمام .....

....................... تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــت .................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق