زعيم حزب الكنبـــــــــــــــــــــ ــــة .. !!
تذاكر يا استاذ ....تذاكر يا سيدنا ......فلوسك يا ست .... !!!
هذا هو عسران افندى الكمسارى على احد اتوبيسات هيئة النقل العام ..
قصير بدين جاوز الخمسين من عمره ....لا يعرف فى حياته الا طريقه فى الصباح الى الجراج العام حيث يتسلم ورديته ...وطريق العودة الى مسكنه فى العصر من ذات اليوم ....يسكن اعلى سطح عمارة قديمة تطل على ميدان العباسية ...قامت الثورة ...ومازالت احداثها تتوالى وهو غير عابىء بما يدور او يحدث فى البلد ....لامه الكثيرون لهذا ....ضحك فى وجوههم سخرية .....قبل الثورة كنت كمسارى بكام ملطوش ......وبعد الثورة برضو كمسارى بكام ملطوش ......لا شفت زيادة ولا هايرقونى .....يعنى هايرقونى ايه ..؟؟ هايخلونى اتوبيس ..!!! برضو كمسارى ....
وهكذا يجيد الرد ويعقبه بضحكة مجلجلة .....كان عمله ككمسارى يتيح له الالتقاء بشريحة كبيرة من المواطنين من فئة وطبقة شعبية كبيرة ...هم ركاب الاتوبيس .....يسمع كل يوم مشاكساتهم واحاديثهم ...جدالهم الذى لا ينقطع بشأن الثورة ومدى نجاحها .....كان يطلق عليهم وكالة الانباء ...حيث لا يشاهد هو نشرات الاخبار او يحبها ....يكتفى بما يضرب مسامعه يوميا من تلك التقارير الاخبارية مصحوبة بتعليقات الركاب ..وفى ختام ورديته يتوجه الى بيته راضيا كأنما مادار طوال اليوم لا يعنيه .....تلقاه زوجته فكيهة بابتسامتها المعهودة ....فتحمل عنه البطيخة الصغيرة مرحبة به ....هما فقط بلا اولاد لهما .... وبعد السلامات يسألها ...طبخلنا ايه النهاردة يافكهكه .... تطلق ضحكتها قائلة ...عملالك طبق بصارة انما ايه ....هاتكلنى وراه .....فيعقب بجلجلة ضحكته وهو يقول ..: رضى ....رضى من عند الله ....
...يجلسان لتناول الطعام ....تفتح فكيهة التلفاز .....صور وموضوعات المظاهرات والاعتصامات والحديث عن اشتباكات ووقوع قتلى .....
أبوس ايدك يا فكيهة غيرلنا الهم ده ....كفاية نفخة طول النهار .....شوفلنا فيلم ولا حاجة تضحك .....
هكذا تمضى الحياة معه .... قالوا له ...هاتنتخب مين ياعسران لمجلس الشعب ..؟؟ ورد مش هانتخب اى حد .....
اعترضوا عليه ....منهم من قال له ان المفتى قرر ان عدم الانتخاب حرام كمن يكتم الشهادة ......رد عليهم .....الشهادة انى اشوف واسمع واشهد باللى شفته وعرفته ........لكن اللى مرشحين نفسهم دول ماعرفش عنهم حاجة .....يبقى اشهد ليهم ازاى ؟؟؟؟
خوفه البعض من وجود غرامة لمن لم يصوت ....اطلق ضحكته فى وجوههم وهو يقول ....يبقوا يجوا يحجزوا على الطبلية ولا ستارة الحمام اللى مكان الباب .....
قالوا له ....احنا بنبص لقدام ....وبكرة البلد تبقى زى الفل ...
قال ...عندكو تونس وليبيا ....اتنين خلصت ثورتهم .....لا دى نفعت ولا دى هديت ....اما انتم ....فمشين فى طريق اللى يروح ومش عارفين هايرجع تانى ولا لآ .....
وتمر الايام به ....انضم الكثيرون اليه ....اعتنقوا افكاره .....نعته الاخرون بالسلبى والانهزامى .....تقبل راضيا وهو يتمتم ....انتوا بتشوفوا نفسكم من الشارع اللى بتتظاهروا فيه ....لكن انا بشوفكم من فوق السطوح ....يعنى كاشفكم كلكم ....
تجدت التظاهرات وكثرت المسيرات وامتلىء الميدان اسفل مسكنه بالناس ....كان يقف فوق السطح يشاهدهم مع فكيهة ....قال لها ضاحكا ...بسى يافكيهة ....بيقولوا دول الاغلبية الصامتة ....طب بزمتك دول اغلبية ازاى وهما ماكملوش مليون حتى ....؟؟ ولوكانوا عشرة مليون كمان ....يبقوا اغلبية ازاى ...؟؟؟ حاجة تجنن ..!!
تمر الساعات ...ترد اعدادا اخرى الى الميدان ....النداءات تتعارض ...الايدى تتشابك .....الحجارة تتطاير ...النيران تشتعل ....وجثث القتلى تتوالى ....اللون الاحمر يزين الميدان .....
يعود ادراجه ضاربا كفا باخر ...يجلس هو زوجته على الكنبة القديمة فتأن تحتهما .....شوفلنا حاجة تفتح النفس فى
التلفزيون يافكهكه ...بلاش قرف وغمة نفس .....
تذاكر يا استاذ ....تذاكر يا سيدنا ......فلوسك يا ست .... !!!
هذا هو عسران افندى الكمسارى على احد اتوبيسات هيئة النقل العام ..
قصير بدين جاوز الخمسين من عمره ....لا يعرف فى حياته الا طريقه فى الصباح الى الجراج العام حيث يتسلم ورديته ...وطريق العودة الى مسكنه فى العصر من ذات اليوم ....يسكن اعلى سطح عمارة قديمة تطل على ميدان العباسية ...قامت الثورة ...ومازالت احداثها تتوالى وهو غير عابىء بما يدور او يحدث فى البلد ....لامه الكثيرون لهذا ....ضحك فى وجوههم سخرية .....قبل الثورة كنت كمسارى بكام ملطوش ......وبعد الثورة برضو كمسارى بكام ملطوش ......لا شفت زيادة ولا هايرقونى .....يعنى هايرقونى ايه ..؟؟ هايخلونى اتوبيس ..!!! برضو كمسارى ....
وهكذا يجيد الرد ويعقبه بضحكة مجلجلة .....كان عمله ككمسارى يتيح له الالتقاء بشريحة كبيرة من المواطنين من فئة وطبقة شعبية كبيرة ...هم ركاب الاتوبيس .....يسمع كل يوم مشاكساتهم واحاديثهم ...جدالهم الذى لا ينقطع بشأن الثورة ومدى نجاحها .....كان يطلق عليهم وكالة الانباء ...حيث لا يشاهد هو نشرات الاخبار او يحبها ....يكتفى بما يضرب مسامعه يوميا من تلك التقارير الاخبارية مصحوبة بتعليقات الركاب ..وفى ختام ورديته يتوجه الى بيته راضيا كأنما مادار طوال اليوم لا يعنيه .....تلقاه زوجته فكيهة بابتسامتها المعهودة ....فتحمل عنه البطيخة الصغيرة مرحبة به ....هما فقط بلا اولاد لهما .... وبعد السلامات يسألها ...طبخلنا ايه النهاردة يافكهكه .... تطلق ضحكتها قائلة ...عملالك طبق بصارة انما ايه ....هاتكلنى وراه .....فيعقب بجلجلة ضحكته وهو يقول ..: رضى ....رضى من عند الله ....
...يجلسان لتناول الطعام ....تفتح فكيهة التلفاز .....صور وموضوعات المظاهرات والاعتصامات والحديث عن اشتباكات ووقوع قتلى .....
أبوس ايدك يا فكيهة غيرلنا الهم ده ....كفاية نفخة طول النهار .....شوفلنا فيلم ولا حاجة تضحك .....
هكذا تمضى الحياة معه .... قالوا له ...هاتنتخب مين ياعسران لمجلس الشعب ..؟؟ ورد مش هانتخب اى حد .....
اعترضوا عليه ....منهم من قال له ان المفتى قرر ان عدم الانتخاب حرام كمن يكتم الشهادة ......رد عليهم .....الشهادة انى اشوف واسمع واشهد باللى شفته وعرفته ........لكن اللى مرشحين نفسهم دول ماعرفش عنهم حاجة .....يبقى اشهد ليهم ازاى ؟؟؟؟
خوفه البعض من وجود غرامة لمن لم يصوت ....اطلق ضحكته فى وجوههم وهو يقول ....يبقوا يجوا يحجزوا على الطبلية ولا ستارة الحمام اللى مكان الباب .....
قالوا له ....احنا بنبص لقدام ....وبكرة البلد تبقى زى الفل ...
قال ...عندكو تونس وليبيا ....اتنين خلصت ثورتهم .....لا دى نفعت ولا دى هديت ....اما انتم ....فمشين فى طريق اللى يروح ومش عارفين هايرجع تانى ولا لآ .....
وتمر الايام به ....انضم الكثيرون اليه ....اعتنقوا افكاره .....نعته الاخرون بالسلبى والانهزامى .....تقبل راضيا وهو يتمتم ....انتوا بتشوفوا نفسكم من الشارع اللى بتتظاهروا فيه ....لكن انا بشوفكم من فوق السطوح ....يعنى كاشفكم كلكم ....
تجدت التظاهرات وكثرت المسيرات وامتلىء الميدان اسفل مسكنه بالناس ....كان يقف فوق السطح يشاهدهم مع فكيهة ....قال لها ضاحكا ...بسى يافكيهة ....بيقولوا دول الاغلبية الصامتة ....طب بزمتك دول اغلبية ازاى وهما ماكملوش مليون حتى ....؟؟ ولوكانوا عشرة مليون كمان ....يبقوا اغلبية ازاى ...؟؟؟ حاجة تجنن ..!!
تمر الساعات ...ترد اعدادا اخرى الى الميدان ....النداءات تتعارض ...الايدى تتشابك .....الحجارة تتطاير ...النيران تشتعل ....وجثث القتلى تتوالى ....اللون الاحمر يزين الميدان .....
يعود ادراجه ضاربا كفا باخر ...يجلس هو زوجته على الكنبة القديمة فتأن تحتهما .....شوفلنا حاجة تفتح النفس فى
التلفزيون يافكهكه ...بلاش قرف وغمة نفس .....
............................................
.....تمـــــــــــــــــــ ـــــــــــت ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق