الأربعاء، 23 مايو 2012

الطوفــــــــــــــــــان وملك التيجــــــــــان !!!!!!!

 
الاربعاء 23 مايو 2012

الطوفــــــــــــــــــان وملك التيجــــــــــان !!!!!!!

كان صباحا على غير المعتاد فى القصر الملكى الرئاسى العربى العام ....اجتمع فيه مديرو المخابرات العامة وقادة الجيوش وقادة الشرطة والامن الداخلى
..وكافة المتخصصين فى علوم الطبيعة والارصاد ...وكل رجالات الحكومات
....الكل متجهم يبدو عليه القلق البالغ .....الكل فى حركة داؤبة .... والجميع فى حالة لغط مستمر ....
اسرع كبير الحراس الى مخدع الحاكم العام وجلا مرتبكا ...طرق الباب وانتظر برهة ثم طرقه ثانيا وفتحه داخلا منحنى الرأس ... اقترب من الفراش ...كان الحاكم ينهض متثائبا متكاسلا ....صباح الخير على مولانا المعظم صاحب الجلالة والعزة والسيادة .....قالها مرتعشا متلجلجا ....
حدجه الحاكم بنظرة غاضبة ......فيه ايه ؟؟ مالك على الصبح ؟؟؟؟
اجاب كبير الحراس ومازال راسه منحنيا مطرقا الى الارض ....جميع رجالات البلاط الملكى الحاكم بالأسفل ياصاحب الفخامة والجلالة ..!!! الجميع ينتظر بهاء اطلالتك عليهم لأمر جلل جدا ....
بعد قليل نزل الحاكم العام ...خيم الصمت على الحضور و وقفوا شاخصين كأن على رؤوسهم الطير .....تقدم منهم وعلى وجهه علامات الضجر ...
فيه ايه ؟؟؟ متجمعين كلكم كده ليه ؟؟؟ اتكلم يا قائد الجيوش .....
خطى قائد الجيوش خطوة محنى الرأس وقال :
الامر خطير جدا يا مولانا المعظم .....نهره الحاكم بعنف ....اتكلم بسرعة من غير مقدمات ....
تمام جنابكم المفخم ......المياة يا مولانا .....نظر اليه الحاكم بضيق ......
المياة كلها فى حالة زيادة غير طبيعية ....البحر الابيض والبحر الاحمر والمحيط الاطلنطى والهندى والخليج العربى كمان .....كلهم فى حالة مد غير طبيعى او متوقع ....مش بس كده ....الانهار كلها ....كلها يامولاى ...سجلنا اقصى زيادة وارتفاع فى منسوب المياة حصلت فى التاريخ ...
صرخ الحاكم العام ...كفاااااية ....ايه ؟؟.....تقصد تقول ان فيه طوفان هايغرق العالم كله ......؟؟؟
اجاب كبير العلماء المتخصصين ......لا يا مولانا المعظم ....جميع قوة واتجاه المد والمياة تتجه فى دائرة واحدة مركزها عالمنا العربى فقط ...
لكن كل البلدان التانية ماعندهاش اى خطر .....
رد الحاكم العام مندهشا غاضبا ...ازاى التخريف ده ....؟؟ واشمعنا احنا يعنى ؟؟!!!
قال رئيس مديرى المخابرات العامة ....لا تقلق يا مولانا ....ارتفاع قصركم الشاهق الذى تجاوز ناطحات السحاب سيمنع وصول المياه اليكم ....تفضلوا لتروا بانفسكم من الشرفة.....
...توجه الجميع الى الشرفة بالطابق الاعلى .....كانت تطل كاشفة على كافة الاتجاهات الشاسعة للعالم العربى وبها تلسكوب خاص للحاكم العام صمم خصيصا له لمشاهدة كل البلدان والمدن والرعية الخادمة فى كل مكان ....نظر الحاكم العام خلال التليسكوب ....نظرالى الامام .....يانهار اسود !!!! .....قال الحاكم......نظرالى اليمين .....الله يخرب بيوتكم على الصبح ...!!!! .....صاح بغضب........نظرالى اليسار ........يادى اليوم المنيل على دماغتكم !!!!!........صاح بعنف ......ايه المصيبة دى ..؟؟؟ ..نظر الى الوراء ... ...دى اكتر البلاد غرقت فعلا .....!!! انا شايف المية بتتجه لينا هنا بسرعة ....صرخ فيهم تاركا التليسكوب وقد تنمر وجهه غيضا وقلقا ....
وانتم واقفين ساكتين لحد ما الطوفان ده يغرقنا ....ايه اللى عملتوه لحد دلوقت ..؟؟!!؟؟!!؟؟!!
تمتم الجميع هازين رؤوسهم ...واكتافهم ....وخرجت الكلمات منهم متبعثرة ....عملنا حوائط خرسانية ....منفعتش ....زودناها بقطع من الفولاذ ....برضو مانفعتش ......ايه اللى فى ايدينا تانى.....ده حاجة فوق قدرتنا .....وهنعمل ايه ياعنى...... ....احنا فى الاخر طوع امركم يامولانا ....
صرخ الحاكم ....ياكبير الخبراء ....
انتفض الرجل يرتعد .....امركم يامولانا .....
فاضل وقت قد ايه والطوفان ده يوصل هنا .....؟؟؟؟
تلعثم الرجل وازدرد ريقه وزاغت عيناه .....اتكلم يابنى آدم .....افزعه الحام بصرخة رهيبة .........نطق مرتعشا صوته ......سا......سا.. عة .....ساعة واحدة يامولانا .....!!!
اشتعلت عينا الحاكم حنقا ...ورعبا ....ساعة ياولاد الكلب ..!!!! وواقفين ساكتين من الصبح ...عاد الى التلسكوب يطوف به النظر ....رفع عنه ناظرا اليهم .....انا شايف الناس كلها جاية مع الطوفان كلهم بيجروا بسرعة رهيبة على القصر ......ياقائد الجيوش ...!!! .....تحت امركم يا مولانا ...
بكل الاسلحة والذخيرة اضرب المدن القريبة من القصر من كل الاتجاهات
دمرها كلها ....اعمل منها سواتر ضد المية ....
حملق فيه قائد الجيوش مذعورا .....بس يا مولانا .....ولم يكمل الرجل اذا استل الحاكم من كبير حراسه مسدسه واطلق الرصاص على رأس قائد الجيوش فارداه قتيلا ....ارتعد كل الحضور ....اسرع رئيس الامن الداخلى
يصيح ...انا فى خدمتكم مولانا ...فورا ...امركم نافذ ....
تكلم فى هاتفه اللاسلكى ...وما هى الا لحظات وسمع صوت القذائف الرهيبة تدوى من كل الاتجاهات ....الحاكم ينظر بسرعة خلال التلسكوب
...النيران تحرق كل شيء ....المدن تتهدم منفجرة ....المياة تتلاطم قادمة كالاشلال يسبقها الناس من كل مكان ......اللعنة ....مافيش فايدة برضو
...دول قربوا من القصر .....انزلوا كلكم واجهوهم ...خلوا اجسادهم سواتر بشرية ... يالااااااااااااااااااا بسرعة !! .........صرخ فيهم الحاكم بعنف ...
نزلوا الى الاسفل بسرعة رهيبة ......ونزل الحاكم الى الطابق الاسفل حيث عرشه الخرافى يرافقه كبير حراسه... جلس يشاهد الاحداث على شاشات المراقبة .........صوت الطلقات والانفجارات والصرخات يدوى فى المكان .....الاصوات رغم ذلك تصل اليه ......عايزين نعيش ....عايزين نعيش
.......بدأت مياة الطوفان تدخل عتبات القصر .....الاصوات تتصاعد ....الحاكم يدور حول نفسه بكل الذعر ......هايوصلولنا .....نطق بها مذعورا ....رد كبير الحراس .....لا تقلق يا مولانا ...ففى كل دور عدد رهيب من حراسك المخلصين ......الطلقات والقنابل مستمرة ...والصيحات تتعالى اكثر فى اكثر ....تقترب كل مرة عما سبق ....الحاكم يصرخ ....دول هايوصلوا الى اولادى واهلى .... ..الكلاب .!!!!!!.ثم يلتفت الى كبير حراسه .....اسمع فجر سلالم الادوار السفلية ....
رد كبير الحراس ....لكن يا مولانا كده اسرة فخامتكم مش ها تنجو ....
فكر الحاكم قليلا وقال بصرامة ....نفذالامر بسرعة ...مش عاوز حد يوصل لهنا ...
التفت كبير الحراس واخرج من جيبه جهاز تحكم وضغط على بعض ازراره
وعلى الفور سمع دوى الانفجار عنيفا داخل القصر .....نظر الحاكم الى شاشات المراقبة .....الله يخرب بيتك ياغبى ....الانفجار زود الطوفان وخلاه يشيل الناس لعندنا ......صاح الحاكم وقد بدأت المياة تتسرب الى ابواب الحجرة .....التفت كبير الحراس فزعا اليه واذا بطلقة من مسدسه بيد الحاكم تخترق جبينه .....فى لحظة سقوطه تحطمت ابواب الحجرة وغمرتها المياه بعنف حاملة اجساد الكثيرين صارخين ...عاوزين نعيش زيكم ...عاوزين نعيش زيكم ...الحاكم يصرخ بفزع ورعب متشبثا بكرسى العرش ......المياة ترتفع بسرعة ...تغرق كل شى تصل الى قوائم العرش ....الحاكم يدفع بالمكتبة الذهبية بجوار العرش التى تضم امهات التراث الدينى والتاريخى ....لتقع الكتب امام العرش فيقف عليها ........الجموع تصرخ فيه. ... الحاكم يدافع عن نفسه راكلا من يقترب منه ...
الماء يغمر المكان اكثر واعداد الصارخين بالعيش والنجاة يتزايد ...الحاكم يرفع كرسى العرش عاليا بعيدا عن الماء والمهاجمين له .......الماء يغمره
هو فى حين تطفو جموع الناس الى اعلى ضاحكين ...... يلفظ الحاكم انفاسه الاخيرة رافعا العرش بيديه فوق راسه قائلا .:
..................... ماحدش هايلمس العرش ابدا ........

.............................تمـــــــــــــــــــــت 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق