الأحد، 20 مايو 2012

.. أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ....(الجزء الثانى ) ..

الاحد 20 مايو 2012

 .. أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ ......(الجزء الثانى ) ...
( من لم يقرأ الجزء الاول من القصة..ارجو الرجوع اليه قبل قراءة هذا الجزء)

وقف مشدوها امام الصورة الكبيرة ..عيناه معلقتان بنظرتها اليه ...يشعر بأن سحرا كامنا ينطلق من طرف اصبعها المشير اليه ...كأنما تردد فى اذنيه همسا عذبا ...انا اخترتُك انتَ ...اخترتُك انتَ ....انــــــــــــــــــتَ ..
...اغمض عينيه ...تمتم بهمسات غير مسموعة ...ارتد على عقبيه خارجا من الحجرة ....نادى بصوت حنون على زوجته ثم على الطفلين ...لم يجيبه احد ...تقدم الى حجرة الطفلين ..طرق الباب بهدوء شديد ..افتحى يا حبيبتى ....عاوز اطمن على الولدين ...حبيبتى ....!! قفلين الباب ليه..؟
....كان صوته واهنا رقيقا ...سمع صوت خطوات الزوجة تقترب من الباب ..كانت مازالت تبكى ...سكنت خطواتها ....كأنما تقف لصيقة بالباب تصغى
...ارجوكى ياحياتى ...عاوز اشوفكم ...افتحى الباب ....
صوت مفتاح الباب يسمع تكاته ....يميل المقبض وتنفرج فتحة من الباب ..
طلت رأسها وعيناها الدامعتان لتنظر وجهه ...بسمته الرقيقة وعيناه الراجيتان شجعاها على فتح الباب له ليدخل ....فزع الطفلان وجريا الى امهما التى احتضنتهما مهدئة لهما ....اما هو فوقف صامتا ينظر اليهم بدهشة ....نظرت اليه تقرأ ما يدور بفكره .....اقتربت منه والطفلين خلفها
.....خايفين منك ....ايه ..!!!مش عارف السبب ..؟؟
نظر اليها والدهشة ترسم ملامحها على وجهه ....هز راسه نفيا ....
انت مش فاكر اللى حصل فى اوضة المكتب منك ....؟؟؟
اجاب ببطىء ...المكتب ..؟؟ لا .. .....سألته ....والجرح اللى فى راسك ده من ايه ..؟؟ تحسس جبينه باصابعه قائلا :..انا قمت لقيت نفسى متعور فى راسى....مش عارف ايه اللى خبطنى ....يظهر عينى نعست وانا قاعد
على الكرسى فوقعت على حاجة ....
.....لم تدر ماذا تقول ...الارتباك والحيرة يتملكان منها ....اتخبره ...ام تنتظر
...لكن ما تفسير ما حدث منه ....وكيف نسى كل شيء ؟؟ خرجت من صمتها لتقول ....اكيد الصورة المنيلة دى هى السبب ...انا مش عايزاها فى البيت ....قال لها بتعجب ...مالها الصورة ...وتكون السبب فى ايه ...تقصدى هى السبب فى الجرح ده ؟؟؟
همست لنفسها ....يظهر ما فيش فايدة .....واضح انه مش فاكر اي حاجة من اللى حصل ...
اخذت خلال الدقائق التالية تعيد الثقة بين الطفلين وبينه وتحاول جاهدة ان تمنحهما تفسيرات لما حدث منه ...اما هو فاخبرته انه يعانى من شدة الارهاق التى ربما اثرعلى اعصابه مما نتج عنه اخافته الطفلين بلا قصد منه ولعله نسى الامر بعد برهة من الراحة ....فاجئها بطلبه منها ان تأتى معه الى مشاهدة الصورة ...اعترضت ...صاحت به انها لا تريدها فى الشقة ...وافق فقط على ان تراها وترى مدى جمالها ووعدها ان يحملها بعيدا عن البيت ....تركا الطفلين فى الحجرة وذهبا الى حجرة المكتب ....كان يربت على كتفها بحنان ...دخلت كارهة الحجرة بما فيها ....اوقفها امام الصورة وهمس لها ...شوفى ازاى جميلة ....شوفى قد ايه نظراتها تاخد العقل ...بصى للورود والزهور اللى تحسى انك بتشمى عطرها .....
رفعت نظرها الى الصورة ....طافت عيناها فى تفاصيلها ...جوانبها ...ورودها ....اشارة اليد والاصبع ...حتى استقرت على العينين ....شعرت بما يجذبها اكثر الى الصورة ...تقدمت .....تسمع لحنا خافتا يصل الى سمعها ...اقتربت اكثر ...اكثر ...مشدوهة تآثرها العينان ......ووقفت صامتة
تستمع لهمس غامض ينساب الى كيانها كله ....اما هو فارتسمت على وجهه ابتسامة مرعبة وكانت عيناه تزداد احمرارا وهو ينسحب خارجا ببطى من الحجرة ......الهمس يتزايد ...يتشكل ...يصير حروفا متناغمة ...
راسها يتمايل بهزات بطيئة جدا ......دخل هو الى المطبخ ....يصدر صوتا كانما لحنا لاغنية .....حروفا متناثرة ....دمدمات متوالية .....امسك بسكين كبيرة .....خرج ببطىء متجها الى حجرة الطفلين .......مازالت تقف امام الصورة شاخصة ببصرها ...تهتز راسها فى وتيرة متصاعدة لتمتد الهزات الى جسدها ببطىء ...اللحن يعلو ...ترتفع نبرة نغماته ....تتمتم به ,...
سيدى ,....سيدى ....انا فى خدمتك ..سيدى ..سيدى ...
فتح باب الحجرة ....السكين خلف ظهره ....الطفلان ينظران اليه ...يبتسم لهما ..ابتسامة تكشف عن نابين صارا حادين قليلا ....تعالوا مع بابا ياحبايبى ...تعالوا معايا ....الطفلان يقتربان منه .....يمسك بكتف الكبير برقة ..مازالت اليد الاخرى خلف ظهره ...الطفلان يتقدمان الى الباب وهو خلفهما ........انا فى خدمتك ياسيدى ......مازالت تقف محدقة فى الصورة
...يدخل الطفلان يتبعهما الاب الى الحجرة ...يقتربان من امهما ....تلتفت الى الكبير ...عيناها يميل لونهما الى الاحمرار ...تبتسم ...تمسك بكتفى الطفل الكبير ....يكلمها ....هو فيه ايه ياماما ..؟؟ ....الاب يمسك بالطفل الصغير ...يتمتم بلحنه الغامض ...انا فى خدمتك ...انا فى خدمتك ....يده تنقبض بشده على كتف الطفل ....يصرخ من الالم ...الطفل الكبير يفزع ...يريد الجرى ...تمسكه الام ...عيناها تزداد احمرارا .....انا فى خدمتك يا سيدى .....الاب يمسك السكين يرفعها عاليا تجاه الصورة ....الام تترنم بنفس الكلمات مرارا ...يصيح الاب وقد تغيرت قسمات وجهه فتأخذ شكلا مرعبا ....انت اخترتنى .....وانا فى خدمتك .........اخذت ادق على الباب بعنف واضغط الجرس بشكل متواصل ....صراخ الطفلين يصل الى وانا خارج الشقة اقف لاهثا من شدة الجرى صعودا الى الشقة .....الطرقات تعلو منى ...الصراخ يصل الى مرعبا ...اصرخ باعلى صوتى على الام لتفتح ....اضرب الباب بكتفى ... السكين الحادة تمر على ذراع الطفل الصغير ..
الصراخ يصم اذنى ...ابتعد كالمجنون واجرى لاقفز بكل قواى على الباب فاصدمه بثقلى لينفتح منصرعا واقع على ارض الشقة ....انهض مسرعا مقتحما الحجرة التى شاهدت الحركة وسمعت الصراخ صادرا منها ..
الاب يرسم بالسكين شكل نجمة على ذراع الطفل الناذفة دماؤه ...والمذبوحة صرخاته لتتعانق مع صرخات اخيه الذى تكبله الام بقبضتيها
...صعقنى المشهد المرعب ...قفزت على الاب راكلا اياه بقدمى بكل قوة ليقع ارضا وينجو الطفل من يده وقد سقطت السكين بعيدا ...توجهت بسرعة الى الام المحدقة بى بذهول لالطمها لطمة عنيفة اسقطتها بعيدا هى الاخرى ...حاولت النهوض فاتبعتها لطمة اشد وانا اصرخ فى وجهها .....فوقى ....فوقى بقى .....هزت راسها مرارا ..عيناها تعودان الى لونهما الطبيعى ... نظرت الى الطفلين وما ان شاهدت الدماء تنزف من ذراع صغيرها حتى صرخت لتلقى بنفسها على الطفل الصارخ تضمه الى صدرها قابضة على جرحه باكية ....
كان الاب يحاول النهوض وهو يدمدم بصوت مبحوح ....اسرعت اليه ...امسكته من عنقه ...صارخا فيه ...عد من حيث خرجت الى ضلام الجحيم ....عد مدحورا انت وخدامك ....لا اتباع لك هنا ....صرخ صديقى فى وجهى ..حاول ان ينشب اضافره فى عنقى ....صرخت على زوجته
...بسرعة ...احرقى الصورة ...بسرعة ...
اقاوم صديقى الذى صارت له قوة غامضة ...الزوجة تسرع الى المكتب ..تبحث وسط ماعليه من اشياء ....اضرب وجه صديقى الصارخ بى بقبضة قوية ...يميل راسه على يدى الاخرى يبغى عضى ...الزوجة تمسك بولاعة وتجرى الى الصورة ....تجذب الصورة من البرواز الخشبى..تتمزق فى يدها ...تشعل فيها النيران على الارض ...صديقى ما زال يقاومنى وانا اجثو على صدره بركبتى خانقا ايه ...صرخات الطفلين لا تنقطع ...النيران تأتى على الصورة الممزقة ... الزوجة ذاهلة تبكى ....وحشية صديقى تتزايد ...رغم قبضتى على عنقه يضحك بصوت كالفحيح .....نظرت الى الاطار المعلق على الحائط ..صرخت بقوة اخلعى البرواز من الحيطة ....فى قماش اسود اهو ....احرقيه هنا بسرعة ....تقفز الى البرواز بسرعة ...تخلعه ..القماش الاسودالقديم يهتز ...اشعلت النار فى وسطه
صرخات صديقى تتعالى ...راسه تتملص من قبضتى ....النيران تلتهم القماش كله ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ....صرخة فزع رجت الحجرة كلها لتسقط راس صديقى ارضا بلا حراك ....وترتمى الزوجة عليه باكية
...الطفلان يجريان اليهما باكيان ....ماتخافيش ...هو مافيهوش حاجة ...
نطقت بذلك للزوجة وانا انهض عن صدر صديقى ...كانت النيران قد خمدت وما بقى غير الاطار الخشبى ....امسكت به اتفحصه ...لم اترك مليمترا واحدا منه الا دققت النظر فيه ....زى ما توقعت بالظبط ...بدأ صديقى يفيق ونظرت زوجته الى ...تكلمت .....هاهو الاسم محفورا.....ألستر كراولى .....
سألتنى الزوجة ...مين ده ....اجبتها ...
ساحر مرعب ...اول من بنى معبدا للشيطان فى سان فرنسيسكو....
كانت اللوحة بالتأكيد له راسما معبوده اللعين ...وقد الصقت على قماشها الصورة الحديثة ....انتقل سحره الشيطانى اليها ....انتم فى أمان الله الان ....لا تخافوا شيئا ......

.......تركتهم بعد ان اطمأن قلبى عليهم جميعا وحملت معى الاطار الخشبى للوحة الملعونة فاشعلت فيه النيران ....

.......................... تمـــــــــــــــــــــــــــــت ..................
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق