........ أنــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــتَ ......(الجزء الاول ) ...
من منكم يحب اللوحات والصور ......؟؟ .............الكثيرون .....حسنا ..هذا مشجع اذن .....سأحدثكم عن واحد مثلكم فى هذا الشأن ....
هو صديق لى اعرفه منذ ثلاثين عاما ...!! منذ الدراسة الثانوية مرورا بالجامعة وحتى الان ...اعرف اسرته ....زوجته وولديه الصغيرين .....كانت لنا توافقات عديدة فى الكثير من الهوايات الفنية والادبية ....تميز عنى بولعه غير الطبيعى فى اقتناء الصور واللوحات الزيتية ....كان يتتبع صالات البيع والمزادات ويبحث بشره عن كل ماهو قديم من معروضات فنية ...
.كثيرا ما دعانى وهو يكاد يقفز فرحا كلما استطاع شراء لوحة جديدة او قطعة فنية قديمة ليطلب رأيى وتعليقى .....صار بيته اشبه بالمعرض او المتحف ...اما زوجته فكادت ان تنفجر غيظا لمعارضتها تلك الهواية التى تنال النصيب الاكبر من دخلهم تاركة آثارها السلبية على البيت ...حتى اقسمت الا تتحدث اليه اذا اشترى اى جديد ......
كنت فى سفر الى الاسكندرية عندما كلمنى هاتفيا ....الفرحة العارمة تطغى على نبرات صوته ...كلماته شديدة الاثارة والانفعال ...اخيرا اشترتها ...اخيرا قدرت احصل عليها ....مش هاتصدق ....مش ممكن
اوصفلك ...لازم تشوفها بنفسك .....
هكذا لاحقتنى كلماته ....لم اكن بوسعى الرد الا بعد ان سكت صامتا يلتقط انفاسه من فرط الانفعال .....ابتسمت وانا اعتذر له اننى لن يمكننى زيارته الا بعد ثلاثة ايام ......
دخل شقته حاملا الصورة الكبيرة ...اقبلت عليه زوجته ومالبثت الا واظهرت امتعاضها وتأففها لمجرد رؤيتها الصورة ملفوفة بالورق .....نطقت بكلمة واحدة .....تانى !!؟؟ ....ثم استدارت تاركة اياه ....لم يعبىء بها ...لقد اعتاد على ذلك منها ....قبل ان يدخل حجرة مكتبه سمع زوجته تناديه .. الساعة اربعة .. .الاكل هايجهز بعد شوية ......
وقف امام احد الحوائط ينتخب مكانا للصورة ...ثم شرع يعلقها .....
........دخلت زوجته الحجرة منفعلة غاضبة تصيح به ...هو فيه ايه بالظبط ....؟؟!!!!!
كانا واقفا يحملق فى الصورة ........كأنه لم يسمعها .....اخذتها الدهشة ...اقتربت منه ....ارتفع صوتها ....اناااااااا بكلمك ...!!
لم يلتفت اليها ايضا ...زادت دهشتها وغضبها لتجاهله لها ...مدت يدها تمسك بكتفه بغضب وهزته قائلة ...انت ايه حكايتك النهاردة ...؟؟!!!!
انتفض جسده والتفت سريعا اليها ....عيناه يشوبهما احمرار واضح ....نظر اليها كأنه يراها لأول مرة ...علامات الدهشة والتساؤل ترتسم على وجهه ...لم ينطق الا بكلمتين ......فيه ايه !!!!!
ضاقت عيناها وزوت مابين حاجبيها استنكارا لما لمحته فى وجهه .....انت اللى مالك وفيك ايه ......نظر اليها صامتا كأنه لا يفهم .....قالت ...عمالة ابعت الولدين ليك علشان تيجى للآكل ...الساعة بقت ستة !!!!!! ....بتعمل ايه دا كله .!!!!!!!!!!...ومالك واقف مش حاسس بنفسك قدام الصورة دى كده ليه ....!!!!!
.......تناول الطعام وحده فقد كانت الزوجة والطفلين قد سبقوه .....كان يأكل شاردا ...لا ينظر الى الطعام ...ترمقه زوجته باستغراب وحيرة ...
انتهى بسرعة ليتجه الى حجرته من جديد مغلقا بابها عليه......
تتبعته زوجته ....فتحت الباب بهدوء قليلا ....شاهدته يجلس على مقعد مواجها الصورة محملقا فيها لا يطرف بصره ....
هزت رأسها آسفة لما آل اليه امره اليوم ....تركته مبتعدة تاركة الباب منفرجا قليلا ....الطفلان يلعبان فى حجرتهما .....توجهت الى الحمام ....
دقائق قليلة وفزعها الصراخ الرهيب ...كانت الصرخات للطفلين ....خرجت مسرعة يكاد الرعب يقتلها وهى تصيح ....جرى ايه يا ولاد ...في ايه .!!!
تجرى الى حجرتهما ...الاصوات الصارخة تتعالى .....لا تجدهما فى الحجرة ..الصرخات صادرة من حجرة ابيهما ....تهرول الى هناك ...تضرب الباب بكل عنف ....الاب يمسك احد الطفلين من شعره صائحا فيه ...
هادبحك ....هادبحك ياكلب .....الطفل يستمر صراخه وكذلك اخيه الاكبر الذى انزوى فى ركن الحجرة من الرعب والخوف .....صرخت من هول المفاجأة ...لحظة واحدة توقفت خطواتها من الصدمة الاولى ....ثم انقضت على الاب تدفعه بكل قوتها وتحاول جذب الصغير من قبضته وهى تصرخ فيه ....حرااام عليك ....سيب الولد ....
كانت عيناه بلون الدم زاهل النظرات ....كأنه شخص اخر ...صرخ فيها ...
ولد مين ....ده كلب مسعور ...دخل عليا من بره ....كان هيعضنى .....
ارعبتها كلماته ....لم تفهم ما اصابه .صاحت به ...انت بتقول ايه ؟؟ سيبب الولد هاتموته من الخوف .......حملق بها بغيظ ثم صرخ ...بقولك ده كلب ....كلب ....انت ما بتشوفيش .....سبينى ادبحه ......الجمتها كلماته ...لقد جن بلا شك .....تنمرت ملامحها واتسعت عيناها وبكل قوة كامنة فيها ضربته فى رأسه بتمثال كان على المكتب بالقرب منها ليقع ارضا تاركا الطفل الصغير الباكى يرتعد جسمه النحيل فضمته الى صدرها رابتة عليه وهى تبكى ....وبسرعة توجهت للأبن الاكبر المرعوب لتمسك به .....تعالى ...قوم معايا ياحبيبى ....يالا نخرج من هنا .......
توجهت بالطفلين الباكيين الى حجرتهما واغلقت بابها من الداخل .....
نهض متثاقلا يهز راسه ....كانت بعض الدماء قد نزفت من جبهته ...مد يده يتحسس راسه ...قام ....هز راسه مجددا ....توجه الى الصورة اقترب ناظرا اليها .....الصورة لفتاه رائعة الجمال تحيطها الورود تنظر باسمة ومشيرة باصبعها لمن يواجهها ناظرا ...وكتب على بطاقة صغيرة على أسفل يمين الاطار الخشبى للصورة اسمها ........اخترتك انـــــــــــتَ .....
استمر محملقا فيها ...مشدوها ...مآخوذا وكأنه مسلوب الارادة ..نطق : ..........سامحنى هاعمل كل اللى تآمرنى بيه .....
...اتانى صوتها عبر الهاتف مذعورة تتقطع كلماتها من هستيريا الفزع ..
الحقنى ...الحق الاولاد ....صاحبك اتجنن اكيد ....
وبصعوبة بالغة فهمت منها ماسبق ..قلت بسرعة أنا جاى فى الطريق ..
.................تم الجزء الاول يليه الثانى باذن الله فتابعونى
من منكم يحب اللوحات والصور ......؟؟ .............الكثيرون .....حسنا ..هذا مشجع اذن .....سأحدثكم عن واحد مثلكم فى هذا الشأن ....
هو صديق لى اعرفه منذ ثلاثين عاما ...!! منذ الدراسة الثانوية مرورا بالجامعة وحتى الان ...اعرف اسرته ....زوجته وولديه الصغيرين .....كانت لنا توافقات عديدة فى الكثير من الهوايات الفنية والادبية ....تميز عنى بولعه غير الطبيعى فى اقتناء الصور واللوحات الزيتية ....كان يتتبع صالات البيع والمزادات ويبحث بشره عن كل ماهو قديم من معروضات فنية ...
.كثيرا ما دعانى وهو يكاد يقفز فرحا كلما استطاع شراء لوحة جديدة او قطعة فنية قديمة ليطلب رأيى وتعليقى .....صار بيته اشبه بالمعرض او المتحف ...اما زوجته فكادت ان تنفجر غيظا لمعارضتها تلك الهواية التى تنال النصيب الاكبر من دخلهم تاركة آثارها السلبية على البيت ...حتى اقسمت الا تتحدث اليه اذا اشترى اى جديد ......
كنت فى سفر الى الاسكندرية عندما كلمنى هاتفيا ....الفرحة العارمة تطغى على نبرات صوته ...كلماته شديدة الاثارة والانفعال ...اخيرا اشترتها ...اخيرا قدرت احصل عليها ....مش هاتصدق ....مش ممكن
اوصفلك ...لازم تشوفها بنفسك .....
هكذا لاحقتنى كلماته ....لم اكن بوسعى الرد الا بعد ان سكت صامتا يلتقط انفاسه من فرط الانفعال .....ابتسمت وانا اعتذر له اننى لن يمكننى زيارته الا بعد ثلاثة ايام ......
دخل شقته حاملا الصورة الكبيرة ...اقبلت عليه زوجته ومالبثت الا واظهرت امتعاضها وتأففها لمجرد رؤيتها الصورة ملفوفة بالورق .....نطقت بكلمة واحدة .....تانى !!؟؟ ....ثم استدارت تاركة اياه ....لم يعبىء بها ...لقد اعتاد على ذلك منها ....قبل ان يدخل حجرة مكتبه سمع زوجته تناديه .. الساعة اربعة .. .الاكل هايجهز بعد شوية ......
وقف امام احد الحوائط ينتخب مكانا للصورة ...ثم شرع يعلقها .....
........دخلت زوجته الحجرة منفعلة غاضبة تصيح به ...هو فيه ايه بالظبط ....؟؟!!!!!
كانا واقفا يحملق فى الصورة ........كأنه لم يسمعها .....اخذتها الدهشة ...اقتربت منه ....ارتفع صوتها ....اناااااااا بكلمك ...!!
لم يلتفت اليها ايضا ...زادت دهشتها وغضبها لتجاهله لها ...مدت يدها تمسك بكتفه بغضب وهزته قائلة ...انت ايه حكايتك النهاردة ...؟؟!!!!
انتفض جسده والتفت سريعا اليها ....عيناه يشوبهما احمرار واضح ....نظر اليها كأنه يراها لأول مرة ...علامات الدهشة والتساؤل ترتسم على وجهه ...لم ينطق الا بكلمتين ......فيه ايه !!!!!
ضاقت عيناها وزوت مابين حاجبيها استنكارا لما لمحته فى وجهه .....انت اللى مالك وفيك ايه ......نظر اليها صامتا كأنه لا يفهم .....قالت ...عمالة ابعت الولدين ليك علشان تيجى للآكل ...الساعة بقت ستة !!!!!! ....بتعمل ايه دا كله .!!!!!!!!!!...ومالك واقف مش حاسس بنفسك قدام الصورة دى كده ليه ....!!!!!
.......تناول الطعام وحده فقد كانت الزوجة والطفلين قد سبقوه .....كان يأكل شاردا ...لا ينظر الى الطعام ...ترمقه زوجته باستغراب وحيرة ...
انتهى بسرعة ليتجه الى حجرته من جديد مغلقا بابها عليه......
تتبعته زوجته ....فتحت الباب بهدوء قليلا ....شاهدته يجلس على مقعد مواجها الصورة محملقا فيها لا يطرف بصره ....
هزت رأسها آسفة لما آل اليه امره اليوم ....تركته مبتعدة تاركة الباب منفرجا قليلا ....الطفلان يلعبان فى حجرتهما .....توجهت الى الحمام ....
دقائق قليلة وفزعها الصراخ الرهيب ...كانت الصرخات للطفلين ....خرجت مسرعة يكاد الرعب يقتلها وهى تصيح ....جرى ايه يا ولاد ...في ايه .!!!
تجرى الى حجرتهما ...الاصوات الصارخة تتعالى .....لا تجدهما فى الحجرة ..الصرخات صادرة من حجرة ابيهما ....تهرول الى هناك ...تضرب الباب بكل عنف ....الاب يمسك احد الطفلين من شعره صائحا فيه ...
هادبحك ....هادبحك ياكلب .....الطفل يستمر صراخه وكذلك اخيه الاكبر الذى انزوى فى ركن الحجرة من الرعب والخوف .....صرخت من هول المفاجأة ...لحظة واحدة توقفت خطواتها من الصدمة الاولى ....ثم انقضت على الاب تدفعه بكل قوتها وتحاول جذب الصغير من قبضته وهى تصرخ فيه ....حرااام عليك ....سيب الولد ....
كانت عيناه بلون الدم زاهل النظرات ....كأنه شخص اخر ...صرخ فيها ...
ولد مين ....ده كلب مسعور ...دخل عليا من بره ....كان هيعضنى .....
ارعبتها كلماته ....لم تفهم ما اصابه .صاحت به ...انت بتقول ايه ؟؟ سيبب الولد هاتموته من الخوف .......حملق بها بغيظ ثم صرخ ...بقولك ده كلب ....كلب ....انت ما بتشوفيش .....سبينى ادبحه ......الجمتها كلماته ...لقد جن بلا شك .....تنمرت ملامحها واتسعت عيناها وبكل قوة كامنة فيها ضربته فى رأسه بتمثال كان على المكتب بالقرب منها ليقع ارضا تاركا الطفل الصغير الباكى يرتعد جسمه النحيل فضمته الى صدرها رابتة عليه وهى تبكى ....وبسرعة توجهت للأبن الاكبر المرعوب لتمسك به .....تعالى ...قوم معايا ياحبيبى ....يالا نخرج من هنا .......
توجهت بالطفلين الباكيين الى حجرتهما واغلقت بابها من الداخل .....
نهض متثاقلا يهز راسه ....كانت بعض الدماء قد نزفت من جبهته ...مد يده يتحسس راسه ...قام ....هز راسه مجددا ....توجه الى الصورة اقترب ناظرا اليها .....الصورة لفتاه رائعة الجمال تحيطها الورود تنظر باسمة ومشيرة باصبعها لمن يواجهها ناظرا ...وكتب على بطاقة صغيرة على أسفل يمين الاطار الخشبى للصورة اسمها ........اخترتك انـــــــــــتَ .....
استمر محملقا فيها ...مشدوها ...مآخوذا وكأنه مسلوب الارادة ..نطق : ..........سامحنى هاعمل كل اللى تآمرنى بيه .....
...اتانى صوتها عبر الهاتف مذعورة تتقطع كلماتها من هستيريا الفزع ..
الحقنى ...الحق الاولاد ....صاحبك اتجنن اكيد ....
وبصعوبة بالغة فهمت منها ماسبق ..قلت بسرعة أنا جاى فى الطريق ..
.................تم الجزء الاول يليه الثانى باذن الله فتابعونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق