الخميس، 17 مايو 2012

الحكــــــــــــم آخر الجلســـــــــــــــــــــة .

الجمعة 18 مايو 2012

الحكــــــــــــم آخر الجلســـــــــــــــــــــة .....

حدث هذا منذ اكثر من خمسة سنوات مضت ....
كان يوما شاقا فى مكتبى ....التقيت العديد من عملاء المكتب اصحاب الدعاوى والقضايا ....نال منى التعب والاجهاد ...كانت الساعة قاربت منتصف الليل ...دخلت مساعدتى المكتب ...سألتها وانا اهم بالنهوض ...اخيرا انتهت المقابلات ...ابتسمت قائلة : لآ ...لسه فى واحدة ...كان كل ما يجى دورها تطلب منى اسيبها للاخر ....
نظرت اليها بدهشة وقد نجحت جملتها فى جذب انتباهى تماما .....
- ماعرفتيش ايه موضوعها ..؟؟ ردت بهزة من رأسها نفيا .....
طب دخليها ...ولو جه حد تانى اعتذرى له ...
خرجت المساعدة وقد شرد ذهنى فى تلك السيدة الغامضة ...لحظات ودخلت المكتب ...مدت يدها للسلام ...ابتسمت معتذرا لها اننى لا اسلم بيدى على النساء ....جلست مطرقة الى الارض ....
قلت : تحت امرك ...ما المشكلة التى عندك ؟؟
قالت بصوت منخفض .... عاوزة ارفع دعوى للطلاق ....
زفرت فيما يشبه الضيق ....امن اجل هذا ظلت تنتظر حتى الان ..!!!
عرفت اسمها وكافة البيانات التقليدية عنها وعن زوجها وطالعت بعض المستندات التى معها ....ثم سألتها
...وايه هى اسباب الطلاق ..؟؟
سكتت برهة .. انتظرت ردها ....لم تتكلم .......كنت على وشك الانفجار غيظا ....تحليت بالصبر وعدت اسألها ...هل جوزك اعتدى عليك بالضرب ....؟؟
هزت رأسها وهمست ..ابدا ...وعادت للصمت من جديد .....
تغيرت نبرة صوتى لتعلو قليلا وانا اقول .....اختى الكريمة ...افضل تتكلمى بسرعة وتعرضى موضوعك بكل صراحة علشان اقدر اساعدك ...
رفعت نظرها الى خجلة وقالت : جوزى مش امين على شرفى ....
انزوى مابين حاجبى وانا ادقق النظر اليها استحثها على الايضاح فاكملت
.....هو رجل اعمال ...تقدر تقول مليونير ....مؤخرى مليون جنيه زى ماشفت فى قسيمة الجواز .....اغلب اعماله وشركاته فى دول الخليج ....بيسافر كتير ويرجع مدد بسيطة ......زى ما قلتلك فى الاول ان احنا مخلفناش .....طول سفره ببقى لوحدى .....الدش والكومبيوتر هما تسليتى .....عندنا مكتبة كبيرة من اسطوانات الافلام .....( كنت اتابعها باهتمام منتظرا الجملة الشارحة لما بدأت به حديثها ) ........فى مرة وانا بقلب فى الاسطوانات....لقيت تلاتة من غير اسماء عليهم ...ودى حاجة غريبة .....شدنى الفضول اعرف ايه اللى عليهم ...شغلتهم وشفت ...
......(سكتت لترمى ببصرها الى الارض مجددا .).....نقرت باصابعى على زجاج المكتب قائلا ....شفتى ايه ....كملى ....
نظرت الى وقالت بصوت بالكاد وصلنى ....شفتنى انا وهو واحنا .....واحنا .....مع بعض على السرير .....
اخذتنى الدهشة والمفاجأة ...لكننى التزمت الصمت ....مرت دقائق لتكمل قائلة : كل اسطوانة متسجل عليها مرات اجتماعنا مع بعض ...صعقت من المناظر ...صرخت ...بكيت ...ازاى يعمل كده ....ازاى يسمح لنفسه يصورنى فى الاوضاع دى .....كلمته فى التليفون وحكيتله اللى شفته وانا مخنوقة من العياط ....لكن الغريب انه ضحك ....
قلت بتعجب ودهشة ...ضحك ؟؟!!
هزت رأسها ...ايوة ضحك وقالى وايه يعنى انا معايا اسطوانات تانية كتيرة لينا برضوا ........ياحبيبتى انا مصورهم علشان يفكرونى بيكى وانا مسافر .
........
امتعضت شفتاى وانا استمع لها ....اكملت وكان شبح دمعة قد بدأت تتجمع فى عينيها .......المشكلة مش فى كده .....(ضاقت عيناى استفسارا ) ...المشكلة لما زارتنى واحدة ماعرفهاش وقالتلى انها زوجة واحد من اصدقاء جوزى .....وان جوزها طلب منها زيارتى علشان تبلغنى بان جوزى بيجمع اصدقاءه ويفـرجهم على الاسطوا ........ سكتت وقد اختنق صوتها بالبكاء
.....كان لكلماتها وقع صاعق على نفسى ......اشتد غضبى ...ثارت حمية نارية فى دمائى ...اخذت شهيقا طويلا ...وقلت : ...هل الاسطوانات لسه عندك .....؟؟ قالت : ايوة انا جبتهملك معايا اهم ....
دار بيننا حديث قانونى بشأن الدعاوى واجراءاتها اعفيكم من سماعه ...
وكانت الجلسة المحددة لنظر القضية ...احضرت معى اللا توب الخاص بى .. .....فوجئت بها ترتدى الحجاب قادمة لتحضر الجلسة ....بالنداء على اسمها حضر الزوج ومعه احد المحامىن ....وبعد المقدمة المعهودة .....شرعت احكى واشرح وانا اقدم الاسطوانات للمحكمة واطالبها بعرضها على اللاب توب لتتأكد من مدى الوضع المخزى الذى وصلت اليه رجولة الزوج ومدى فداحة الاضرار لدى الزوجة ......
نظرت هيئة المحكمة الى الزوج بتأفف واضح .....توقعت ان يطعن فى صحة الاسطوانات .....لكنه كان يبتسم صامتا ...واذا به يجيب على سؤال المحكمة له ...كل الاسطوانات دى سليمة ....فوجئت برده .....اكمل ...
بس كلها متصورة بطلب الزوجة نفسها ومعايا دلوقتى خمس اسطوانات ليها لوحدها وهى عريانة بترقصلى وبتعمل حجات تانية ...افضل تشوفوها بنفسكم ....هاتسمعوها بتكلمنى وبتقولى انها عملت الاسطوانات دى علشان تبقى معايا فى سفرى ......
وقعت كلماته كالصاعقة على راسى ...نظرت الى موكلتى ...صامتة تبكى خجلا ...همست فيها بغضب ...الكلام ده صحيح ....؟؟ لم ترد ....
نظرت الينا هيئة المحكمة بكل تقزز واشمئزاز ....صحت بغضب ....
سيدى الرئيس ...انا اعلن انسحابى من وكالة المدعية وارجو اثبات هذا بمحضر الجلسة .....
دون كاتب الجلسة طلبى وصاح رئيس المحكمة بنا ....

.............الحـــــــــــــكم اخــــــــر الجلســــــــــــــــــــــــة ......

................................تمــــــــــــــــــــت..................
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق