الأحد، 13 مايو 2012

الفضــــــــــــــــــــــول والمجهــــــــــــــــــــــول ..!!

الاحد 13 مايو 2012

الفضــــــــــــــــــــــول والمجهــــــــــــــــــــــول ..!!

وضع اليافطة الخشبية بجوار الحائط وهو يحدث الشاب الذى معه ...انت الان المستأجر الجديد لهذه الشقة ....
كانت عينا الشاب تتفحصان المكان عندما اردف الرجل قائلا : كل شيء من فرش ومنقولات متاح لك هنا ....الا شيئا واحدا فقط ...
نظر اليه الشاب متسائلا ..فأكمل الرجل وهو يتقدم جاذبا اياه من ذراعه الى نهاية الردهة ثم اشار الى باب غرفة بعيدة قائلا ....هذه الحجرة ..!!!
..الشقة مكونة من اربعة حجرات ....ثلاثة منها لك اما هذه الاخيرة فلا ...
غير مسموح لك بالاقتراب منها ....
هز الشاب رأسه وبابتسامة باهتة سأله ...وما شأنها تلك الحجرة ..؟؟
قال الرجل ...لا يعنيك هذا ....هذا شرطى الوحيد ....هل اتفقنا .؟؟
قال الشاب ..نعم ....نعم ..بالتأكيد ...لك ما تريد ....
استدار الرجل متجها الى باب الشقة وهو يقول : حسنا ...سأتركك ذاهبا قبل ان يجن الليل ويهاجمنى المطر ..
خرج من الشقة فاغلق الشاب الباب خلفه وعاد يمر ببصره على تفاصيل الشقة من قطع اثاث وحجرات ....فتح باب الحجرة الاولى ...هذه للنوم ..
والثانية بها منضدة ومقاعد تصلح للسفرة وتناول الطعام ....اتجه الى الثالثة ...فتح بابها بها مقاعد وتلفاز تصلح للاستقبال والمعيشة ...تمتم برضى....جميل ...جميل ...كان يتجه الى المطبخ عندما رمق باب الحجرة البعيدة فى نهاية الممر بعد المطبخ والحمام .....وقف وقد ثبت بصره على الباب ....ترى ما سر هذه الحجرة ....؟؟؟ اقترب خطوات ...ثم توقف ......
لا شأن لى بها ...وماذا سيكون فيها ..؟؟ .......قال ذلك وهو يستدير راجعا الى حجرة النوم .....لكن كان بداخله شيئا غامضا يستحثه بشدة .....
انا لن افتحها ....فقط سألقى عليها نظرة عن كثب ..... من جديد تقدم الى الباب ....لا يدرى لماذا تسارعت دقات قلبه وهو يقترب من الباب حتى وقف امامه .....نظر مشدوها والدهشة ترتسم على وجهه وهو يقرأ ما كتب على الباب بخط صغير جدا يكاد لا يظهر ......اتفقنا الا تقترب من هنا .....لكنك الان فعلت .....
تراجع خطوتين محملقا فى الباب ...الامر يثير انقباضا فى نفسه ....هل يفتح الباب ..ام ........لا بل تذهب هذه الحجرة الى الجحيم .....هكذا مبتعدا الى حجرة النوم ......
مرت ساعات وقد اشتد هطول الأمطار فى الخارج ...زاد من الاغطية عليه
وهو على الفراش يمسك باحد كتبه يقرأه ....الوقت جاوز منتصف الليل ...
عندما سمع الطرقة القوية ...توقف عن القراءة واعتدل جالسا يصغى ناظرا الى خارج الحجرة .....لا شيء ....ربما صوت الرعد .....تمتم لنفسه ...وعاد الى قراءته مجددا .....برهة قصيرة وكانت الطرقة القوية اعنف من السابقة .....هب من الفراش مآخوذا ....الصوت أتيا من داخل الشقة ...
خطى اول خطوة تجاه باب الحجرة فباغتته الطرقة الجديدة اشد واعنف ...
ارتبكت خطواته بين التقدم والتراجع ....ثم ارتكز على حافة الفراش وشىء من خوف تسلل اليه ....ماذا يحدث .؟؟ اتراها تلك الحجرة ..؟؟..
هل يمكن ان يكون ذلك الرجل يحبس احدا بالداخل ...؟؟؟ هل يكون بها ما يخالف القانون ..؟؟ هل ....هل .... هل .... اخذته دوامة الاسئلة ...ودون ان يشعر وجد قدماه تتجهان اليها ...صوت الامطار والرياح يضرب نوافذ الشقة ...اضاء انوار الصالة ......تجاوز الحمام وما بقى غير بضعة امتار الى الباب ..
اقترب بحذر ....ليست هناك طرقات ....ربما لم تكن صادرة من الحجرة ..
من جديد تلمح عيناه الجملة على الباب .....اصغى السمع ....لا شيئ ..
وضع اذنه على الباب ....لا شيئ ....مد يده الى مقبض الباب واندهش لتلك الرعشة على اصابعه ....اتراه مغلقا ...؟؟ ببطىء ادار المقبض ...
انه ينفتح ..!! عجبا ......اذا كانت الحجرة مهمة لصاحبها فكيف يتركها دون غلقها ..؟؟ ..وطالما هى مفتوحة فلا يوجد من عساه محبوسا فيها كما فكر .....ازاح الباب قليلا فاصدر صريرا حادا عاليا اقشعر له بدنه ....لم ير شيئا ...الظلام الدامس فقط وما يلقيه ضوء الصالة لا يكشف من خلال الفرجة الصغيرة شيئا ......فتح الباب اكثر فأكثر ....وما شاهد الا الظلام ..
مد يده يتحسس الجدار بجوار الباب لعله يجد مفتاح الاضاءة فلم يعثر عليه
وجد نفسه يتقدم خطوتين داخل الحجرة متحسسا الحائط ...هاهو مفتاح الاضاءة اضاء النور ...بهت لما شاهده على الحائط فوق المفتاح ....جملة اخرى مكتوبة ...................................ها أنت قد دخلت .....اذن اخرج ....ولا تقترب من الزجاجات ....
......اعاد قراءتها اكثر من مرة وقد تملكه العجب ....طاف ببصره فى الحجرة
...لا شيئ فيها الا مقعد واحد بجواره رف على الحائط عليه ثلاثة من الزجاجات الصغيرة ....ما هذا الهراء .....لابد ان صاحب الشقة يعبث به ....اللعنة عليك وعلى حجرتك وزجاجاتك الغبية ........زجاجات .!!! ما بالها الزجاجات ايضا ...؟؟؟؟
فى غير اكتراث تقدم الى المقعد وجلس عليه نظر الى الرف و الزجاجات الملونة .... ما هذا ؟؟ جملة اخرى على الرف ...... انت لم تخرج اذن ...... حسنا اياك ..اياك ...ان تفتح الزجاجة الحمراء ......
حملق ببلاهة ....كانت امامه الصفراء والحمراء والخضراء .......امتدت يده
الى الحمراء ....تراجع ....فكر قليلا ...امسك بالصفراء قربها منه ليس بها ما يريب ....فتح غطاءها ببطىء ....قربها من انفه ...خرج منها عطر آخاذ
....يا الله !! كم هو رائع ....استنشق اكثر ...العطر يغرق رئتيه ساحرا ....شعر انه يتخلل جسده كله ....شعور غامض فتان كأنما يتذوق حلاوة الشهد كله .....لحظات وانتهى الشعور تماما ......اللعنة ..!!
لحظة تفكير ....امسك بالزجاجة الخضراء .....فتحها وقبل ان يقربها منه انتشر منها عبق غاية فى الروعة ............شعر معه انه يرى عوالم من الجمال والسحر ....يالفتنتها .!!!......يالسحرها .!!!!...الاحساس اجمل والذ واحلى من السابق ...يغوص معه فى متعة حقيقية .....ما هذا ...؟؟ انتهى الاحساس بسرعة ....امتعضت نفسه ...كأنه يكاد يجن ....
بسرعة امسك بالزجاجة الحمراء ....هم بفتحها .....صدمته الكلمة عليها
.....احذر ........لم يعبىء بها واسرع يفتح الغطاء ....استنشق بكل قوة فى صدره ....اتسعت عيناه رعبا وشهق بعنف ....القى الزجاجة ارضا وقع عن المقعد ويداه تتشبث فى عنقه وفمه المفتوح برعب واختناق مميت يبحث عن هواء يتنفسه ....جسده ينتفض كالمصروع ....شهقاته تتوالى
....شهقة طويلة مميتة ثم سكنت حركته تماما .....

.......................... تمـــــــــــــــــــــــــت..........................
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق