نفسه يتردد بسرعة ...لا يجد من الهواء ما يملء به صدره ..يفتح فاهه اكثر عله ينال بعض الحياة ..
الظلام الدامس يزيد اختناقه ..يشعر انه مقيد ......لا بل ملفوف بالقماش. .. .
رباه ...انه مكفن مدفون فى قبره حياً....!!
كيف ام هذا ؟؟
يبدو انه ظنوه ميتاًً بالخطأ فدفنوه ..
حاول النهوض ..لا يستطيع ..قدماه لا تستجيبان ...حاول ان يزيح القماش عنه فلم تطاوعه يداه ..
الهلع يتملك منه ..هل دفن حياً ليموت الان اختناقاً..
حاول الصراخ ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
الصرخة تدوى باعماقه ولا يخرج منه الصوت ...
كرر الصراخ اكثر فاكثر ....لا فائدة ....انهكه الامر ...شعر انه يستهلك القليل المتبقى من نسيم الحياة الباهت ..
سكن صامتا ....حاول ان يهدأ من روعه..
بدأت عيناه تألف الظلام الدامس ....تشكلت الظلمة امامه فى امواج وطيات كأنها درجات من اللون الاسود ...دبيب النبض يدق الان فى اذنيه..
خفقات قلبه صارت ضوضاء مسموعة ...حركة امعاءه باتت كأنها جلبة قوية ...تزاحمت اصوات عديدة بداخله ... عجباً يشعر ان حركنه عادت اليه فجأة ...تحررت ذراعاه وقدماه ايضا ......صارت الرؤية الان اوضح ...ها هو يراه من بعيد يقترب منه ....يستطيع التحرك بسرعة الان ..
قام ناهضا يقترب من الرجل فى حذر ...يتحين الفرصة واللحظة المناسبة .....لقد انحرف فى طريقه. ...هيا اذا....انقض عليه فى العتمة ...
يد تكمم فمه والاخرى تمر سريعة كما شفرة الموت على عنقه ....
جلس يلتقط انفاسه ..
صوت الهمهمات يقترب منه ...اختلاط لا يميز منه الحروف بدقة ..
انها مجرد فتاة صغيرة ....لكنها تبدو شهية ...الاثارة تتملك منه ..
احقاً انها طفلة ...؟؟؟
...لا بل يراها انثى مكتملة الانوثة ...
رفع الزجاجة الصغيرة الى فمه ...جرع منها جرعة كبيرة .....
امتعضت ملامحه ...مسح شفتيه بظهر كفه ...قام اليها يترنح تعمى شهوته عينيه ...انقض عليها نائمة مطمئنة ..صرخت بفزع تناديه ..
مابال يداك صارت ترتعش وانت فى العمل ...؟؟
ان هذا بداية النهاية لمن هو مثلنا ياصاحبى ..
...اعطنى مائة جنيه فقط وترى النيران مشتعلة فيه حيا ..
...ليس لهذا العمل غيرك انت ....هههه ....
...الا تمنحنى فرصة اخرى ...لن افشل ثانيا ....
ما بال نظرك ماعاد ثاقبا حادا كما كان ....؟؟
...تنفسه يخفت وقد شعر بدبيب الموت يزحف على صدره ..
اتراه الان يرى ملاك الموت عيانا ..؟؟ ....كم ترعبه كلمة المةت الان ..
هل فى القبر عذاب كما كان يسمع ..؟؟
صار الاختناق يجثم على انفاسه ....انها الحياة تنتزع منه انتزاعا .. ...حشرجة الموت الرهيبة وكما نزع الصوف من الاشواك تتمزق كل دواخله ..
طاقة نور تفتح فى قبره فجأة ...
اصوات خطى قادمة ....اهم زبانية الجحيم ..؟؟
صوت يخترق اذنيه مناديا باسمه وايادى غليظة تتخطفه....
الرعب يجتاحه ورغبته فى الصراخ تتعالى فيصيح بملء قوته ...
خرج صوته مدويا رج عليه مسامعه ..
يشعر انه يتمزق من قوة الايادى تجره جرا ..
الصراخ يتعالى منه والخطوات الثقيلة تدق على عظامه..
توقفت الخطوات واستمر صوت صراخه المرعب ..
صوت اشد يقرع مسامعه بحزم وصلابة يتلو عليه الحكم الصادر باعدامه شنقاً لما ارتكبه من جرائم قتل واغتصاب وسرقات وغيرها ..
لا يستطيع الوقوف على قدميه ...المشهد المهيب يقتلع قلبه من صدره ....
التفت ليرى الحبل الغليظ تمسك به يد اغلظ تقترب من عنقه ...
...................... تمــــــــــــــــــــــــ