الأربعاء، 20 مارس 2013

الشاطىء البعيد

الاربعاء 20 مارس 2013




وخدتنى من ايدى.. ياحبيبى ومشينا.......تحت القمر ...غنينا وسهرنا وحكينا..

تشابكت أصابعهما معا ..كل كف يحتضن المقابل له فى شوق... يواجه وجهها الملائكى وعينيها الساحرتين بابتسامته..
الشاطىء خالى الا منهما فى هذا الوقت من الليل ...نسائم البحر تداعب خصلات شعرها فتتطاير فى نعومة حول وجهها ...
يهيم بها حبا حد الجنون...همس لها ...انتِ مملكتى ومليكتى وكل بساتينى..
اغمضت عينيها تبتسم عندما كانت شفتاه فى طريقها اليها..
.................................................................
زفرة منه ...تنهيدة طويلة فرت من صدره وعيناه ترمق اللاشىء ويده تعبث بشعيرات ذقنه..
..................
زي الهوى يا حبيبي..... زي الهــوى

وآه م الهوى يا حبيبي ....آه م الهـوى

تجرى فرحة سعيدة وصوت ضحكاتها يتردد من وراءها كأنه ارق ألحان الحب عذوبة ...يجرى ليلحق بها ...الشاطىء يعج بالكثيرين ...لا يستطيع رؤيتها ..اختبأت منه ...
هناك الكثيرات نائمات يضعن على وجوههن واجسادهن شالات تخفى ملا محهن ....اتراها هى هذه الماكرة تحت هذه الشمسية ...؟؟
نعم ....نعم ...انها هى ....هذه هى حقيبتها الملونة بجانبها ...
ركع جوارها ارضا وامسك بطرف الشال يزيحه بسرعة عن وجهها ضاحكاً...عثرتُ عليكِ ...
قام معتذرا يكثر كلمات الاسف لمن تنمرت له غاضبة...فى حين اتاه صوتها الرقيق غارقاً فى الضحك من خلفه ...
.......................................................................

وخدتني ومشينا والفرح يضــــمنا ..... ونسينا يا حبيبي...... ميـن انت وميـن أنـا
حســـيت إن هوانا ح يعيــــش مليون ســـنة

تنظر الى وجهها فى المرآة ..تنساب كلمات وموسيقى الاغنية بجوارها من المذياع الصغير ..
يمتد اصبعها زاحفا من جوار عينها على جانب خدها حتى يصل الى طرف شفتها ...ببطىء و رقة ..يلمس الاصبع الشفة السفلى ...يتحسسها ...يداعبها ...ينتقل ليحدث فرجة بينها وبين العليا ...
يااااااااللحنين ..!!
..........................

وبقيت وأنت معايا.... الدنيا ملك إيديا..... آمر على هوايا...... تقول أمرك يا عينيا ..

قال باسماً :
ــ اطلبى منى ماشئتِ الان.... اعاهدك على تحقيقه لك ايا ماكان ماستطلبين..
ابتسمت صامتة ..
اعاد عليها جملته مع الرجاء...
نظرت اليه ...فى عينيها أمل السنين ...شوق العمر كله ...احلام كل الصبايا ...همست وكان صوتها غارقا فى اقصى المناجاة ...
ـــ لا تتخلى عنى
...............................

ويامـــا قـلت لك أنـا واحنا في عـــز الهنـــا

هناك شبح دمعة تترقرق في زاوية عينه ....هز راسه ثم مال بها الى الوراء على مسند المقعد ...

قلــــت لك يـــا حبيبـــي..... قلــــت لك يـــا حبيبـــي

تحسست يدها اثار كدمة زرقاء على خدها الاخر..
هناك ايضا اثار حمراء على ذراعها ..تمر عليها اصابعها فى أنين ووجع ..


لانا قد الفرحة ديــــا ..... وحلاوة الفرحة ديــــا

خااااااايف.. لا في يوم وليـــــلة.... مالاقكش بين إيديـــا
تـــروح وتغيب ... تغيب علـــي..... يا حبيبــــي....ياحبيبى


صراخ الاولاد فى ضجيج ...اشتباكاتهم اليومية يثير جنونه ...يقطع عليه خلوته مع نفسه....


* صاح عليها بصوته الخشن الغليظ اللزج الممزوج بكل العنف والقسوة والتجهم
اجفلت نفسها منه ....تحسست بلا ارادة وجهها وذراعها ..
قامت تلبى مطالبه .....اغلقت المذياع الصغير ثم رفعته الى فمها
طبعت عليه قبلة حانية وخرجت من الحجرة ..

وف عـــز الكلام .. ســـكت الكلام .. واتـارينــي

ماسك الهوى بإيديا.... ماسك الهوى....... وآه من الهوى يا حبيبي........ آه من الهوى..

عندما قام ليباشر اعماله ويرى الاطفال وضجاتهم حمد الله على وجود ذلك الشاطىء البعيد البعيد فى عمق اعماق القلب الذى لا يصل اليه احد غيره...

.
........................... تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت .......................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق