الاثنين، 28 يناير 2013

الســــــــــــــــــــلام ..!

الاثنين 28 يناير 2013

الســــــــــــــــــــلام ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

كأنها لا تصدق نفسها ولا عينيها...احقاً سوف تلقاه بعد قليل ..؟؟
كم تشتاق الى عينيه ...كم تود هذه المرة ان تستطيع اقناعه ..هى تشعر بقدرتها على ما تريده منه ...فقط لو منحها الفرصة والوقت ...هذه المرة لن افلتك من يدى ...تمتمت لنفسها وافكارها تتزاحم عليها ...كانت اخر رسالة منها اليه بالامس ...
...اتراه استجاب فعلا وحضر لاستقبالها كما طلبت ...؟؟
هاهى تغادر الطائرة ..
تقف على السلم لتنظر تجاه القادمين ...لم تره ..
توجهت الى الصالة ...كادت عيناها تشى بالدموع ...لم يهتم بها اذا ..وضعت سماعتى الهاتف فى اذنيها لتستمع الاغانى ..لعلها تخفف عنها ثقل الصدمة ...
تسير مع الجموع متلفتة يمينا ويسارا عندما التفتت خلفها فجأة .. اتاها صوته مناديا باسمها ..
نظرت لتراه باسماً يشير اليها ..
اشرق وجهها ...انفرجت اساريرها متهللة ...رفعت يدها محيية له ..
اخذتها لهفة الشوق ...تمنت ان تسرع الخطوات الفاصلة بينهما جريا لتستقر بين ذراعيه ...تمالكت رغباتها وهى تمشى مسرعة اليه والابتسامة المشرقة بالسعادة تملء وجهها..
مدت يدها بالسلام وقلبها يدق بعنف....
حاسب على يدى حاسب ......لما تسلم علاى
حاسب على جلبى حاسب ...لحسن جلبى ف ايداى
تناول يدها بكفه العريض لتختبىء اصابعها فى راحته ..
ضم اصابعه عليها ...
ابهامه يمسح ظهر يدها ....
اصابعه تلوك اصابعها فى نعومة وضغط خفيف ...
ابتسامتها تلاشت وهى تضغط على شفتها السفلى ...
سبابته تداعب باطن رسغها الناعم ....
غاصت يدها اكثر فى كفه ليتعانق باطنى الابهامين معا ..
حمد الله ع السلامة ...
قالها مبتسما وهو يرفع يدها الى فمه ومازالت اصابعه تمسك باطراف اصابعها ...وضع شفتيه منفرجتين قليلا على ظهر كفها..
. لما تسلم علاى ...ياللى شفايفك ناى
طبع قبلة طويلة عليه.. ثم برقة وبطىء اغلق شفتيه على موضعهما من ظهر يدها ضاغطا بهما وقابضا على بشرتها الناعمة..

ترك يدها وهو ينظر اليها...
جلبى يقوم مخطوف .... ..... واموت قوى م الخوف
.كانت مغمضة العينين و كانما لا تتنفس ..
وماشوفش بعنيا ...بكل جلبى اشوف

.ثم اندفع صدرها يعب من الهواء.........
وحشتينى...
همس لها بشوق وهو يمسك ذراعها بيده ضاغطا عليه برفق وبحركة جائعة من اصابعه شعرت به يدغدغ مشاعر الحنين فيها...
كل الحياة تنحب ...ماعرفش ليه وازاى ...
ندت عنها أهة هامسة ...
حاسب ....على جلبى حاسب ...لما تسلم علاى ....
لحسن جلبى ف ايداى
صوت قائد الطائرة يهنىء الركاب بوصولهم مطار القاهرة سالمين .....انتزعها الصوت من احلامها ..
توقفت على السلم تنظر الى القادمين لاستقبال العائدين ..
لم تره بينهم ...
توجهت الى الصالة حزينة ...تسير بين الجموع باحثة عنه ....عندما التفتت بسرعة خلفها .....
..................... تمـــــــــــــــــــــــــت ..................
 

الأربعاء، 23 يناير 2013

سهــــــرة نسائيـــــــــــة ...

الاربعاء 23 يناير  2013   

سهــــــرة نسائيـــــــــــة ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

_ مش عارفة اشكرك ازاى علشان وافقت على دعوتى لسهرة الليلة ..
قالتها وهما يدخلان الى صالة الفندق فما اجاب بغير ابتسامة..
- انا عازمة اتنين من صديقاتى حبيت اعرفهم بيك ..
اتخذا مجلسهما على احدى الموائد وهى تقول:
- اخيرا انتهينا من الصفقة دى ..لولا وجودك معايل ماكانتش خلصت
- الحمد لله ...
الموسيقى تصدح رقيقة والاضواء الخافتة تضفى على المكان سحرا خاصا ..
مساء الخير ..
سمع الصوت قريبا منه ...كانت تقف بجوار مقعده بكل زينتها وعطرها القوى ..
نهضت صديقته تلقاها مرحبة وتعرفهما ببعض وهو يسلم عليها
جلست الضيفة تضحك وتتجاذب الحديث مع مضيفتهما ...ثم نظرت اليه باسمة وقال لصديقتها ..
شايفة مكياجك الليلة بسيط قوى ..؟
ضحكت صديقته مستنكرة وتعجب هو ..كيف تبدى تلك الملحوظة لها فهو يراها فى قمة تأنقها وتألقها ..!!!
قامت صديقته تستأذن لذهابها لاصلاح مكياجها...مالت عليه اثناء قيامها وهمست له ..
- معلهش هى مغرورة حبتين استحملها لحد ما ارجع ..
هز رأسه متفهما وصمت لحظة بعد ان غادرتهما صديقته
ارتشف بعضا من العصير وهو يرمق الجالسة امامه تبادله النظرات صامتة ..قالت :
ساكت ليه ؟؟
رد وعيناه لا تفارق عينيها ...أنا مش ساكت ..أنا بقرأك ..
ضحكت بسخرية ...يا سلام .!!! ..مش قوى كده ..!!
ظل صامتا ينظرها...سألته : طيب قريت ايه ؟؟
- مش دلوقتى ...خلى اجابتى بعدين ..
- جميلة الموسيقى قوى ...بتحب الموسيقى العربى ولا الاجنبى ؟؟
العربى طبعا اكتر ...لكن احيانا احب اسمع الاجنبى ..احب جدا Demis Roussos
وكمان خولو اجلسيوس ...الصراحة مابعرفش بيقول ايه لكن باعتبر صوته من شدة رقته جزء من اللحن ..كأنه صوت الة وترية من الالات المجموعة فى اللحن ..
- عرفت عنك هوايات كتيرة ..ماعرفتش عن قراءة الافكار ..ولا يمكن تكون حاجة جديدة ..
- أبدا مش قراءة افكار ...يمكن بعض من علم الفراسة لانى بعشقه.
- انا كمان بحب القراءة وفى الفلسفة اكتر ...
- جميل جدا ..ليك اهتمامات معينة بموضوع معين من الفلسفة ؟؟
- بتشغلنى جدا فلسفة الوجود ..من اول اللى اتكلموا فيه لحد بول سارتر..
- وانتِ من مؤيدى نظرية اقليدس ولا بارمنيدس فى ثبات او تغير الوجود ..؟؟
ابدت دهشتها قائلة : تعرف عن دول كمان ؟؟
- كتير ...مش بس كده انا بنتقد النظريتين مع بعض ..
قالت متعجبة : بس كده تناقض اما ثابت واما متغير ..
رد ناظرا اليها ..
الثبات عكس اليقين بتغير الوجود بفناءه ..والتغير قاسه بارمنيدس بتغير الموجودات كمفردات يتكون منها الوجود...
كل حالة تأول الى ضدها ...الحرارة الى البرودة والعكس ..الخ الخ
ولو طبقنا كلامه على نظريته نفسها باعتبارها واحدة من مفردات الوجود الفكرى لانقلبت فاسدة ...لان حكمها سيسود عليها وتتحول الى عكسها فتكون منادية بالثبات ...صح ولا لا ..؟
كانت صامتة لا تجيب ..
اكمل هو ...مش كل نظريات الفلاسفة اقبلها صاغرا ..عندك مثلا فرنسيس بيكون لما قال بنظرية الاوهام ومن عناصرها وهم الفلاسفة ..
طبعا انت عارفة بتكلم عن ايه ؟؟؟
هزت راسها كالمباغتة ..طبعا طبعا ..
اكمل قائلا ...يعنى لما يقول ان كل فيلسوف يمتلك وهما يحاول اقناع الناس به ...نقوله تمام وشكرا ليك ..لكن تعالى نطبق ده على نظريتك وتكون هى نفسها وهمك الخاص اللى عاوز تقنعنا بيه ..وبكده تصدق النظرية فتهدم نفسها ...
هزت راسها وهى تقول ..انا بشوف ان الانسان هو الكون نفسه
من اول وجوده على الارض فى شكل آدم وهو ..
قاطعها باشارة يده ونظرة من عينيه ..
مين قال ان آدم هو اول انسان على الارض ؟؟
عمر آدم من خلال سلسلة ذريته فى الكتب المقدسة لا يتجاوز العشرة الاف من السنين ...فى حين اثبتت الحفريات والتنقيبات عن ممياوات انسانية وهياكل عظمية بشرية تعود لملايين السنين ..
هنا فيه واقفة ..
تراجعت عن الموضوع لتغيره قائلة ..
الحقيقة خلتنى احس باحساس بيجينى كتير ...انى مش موجودة ضمن مفردات الوجود اصلا ...
قال باسما ...دى تبقى حالة نفسية تحتاج لتحليل نفسانى..
ضحكت وهى تشيح بيدها قائلة ..
_ اوع تقولى بتعرف فى علم النفس كمان ..؟؟
ابتسم وهو يرد: لا ازعم لنفسى التخصص ولكن بعضا من قراءات تساعدنى على فهم من حولى ..تقدرى تقولى انى قرأت كل مؤلفات فرويد وبتمعن شديد ...
زاد ضحكها وهى تقول : ناقص تقولى بتشوف الفنجان وتعرف تقرأ الكف كمان ..
اجابها وهو يميل براسه تجاهها ...
الفنجان لأ ...لكن الكف اعرف فيه شوية من علم الخطوت ورموزها...
قامت من مقعدها لتجلس فى الاخر القريب منه وهى تمد يدها اليه مبتسمة طالبة ان يقرأ لها كفها ..
قال بابتسامة ..لكن لا المكان ولا الوقت مناسب لكده ..
اخذت ترجوه فهز رأسه موافقا ..تهلل وجهها وهى تمد يدها اليه
امسك بها بكفه الايسر لتستقر مفرودة على باطن كفه فى حين وصلت سبابته والوسطى الى اول ظهر رسغها بينما عانق ابهامه ابهامها ...شعر برعشة خفيفة منها وبرودة فى يدها ..
بدأ يحرك سبابته اليمنى برفق ورقة على راحة كفها متتبعا خطوطه ..
بدأت حرارة تغزو يدها ...رفع عينيه اليها فجأة فارتعشت اهدابها
مضطربة ..قال بصوت خفيض..
اهدئى ...زادت رعشة اهدابها متسائلة ...فاكمل ..
ضربات قلبك عنيفة ...سبينى ادخل عالمك علشان اقولك اللى جواكى...
فجأة جذبت يدها من يده وهو تقول ..رجعت ..اهى جاية علينا
بعدين بقى ..
وقفت صديقته متعجبة وهى تقول لصديقتها ...
انت قعدتى مكانى ...؟؟ ....طيب خلاص خليك وانا هاقعد هنا ..
مرت دقيقة لتهل عليهم الصديقة الثانية مرحبة فالتقوها مسلمين وبعد جلوسها وتناثر بعض العبارات نظرته مبتسمة لتقول لصديقته
..حاسة جو الليلة مش قد كده ...
وقبل ان تنطق صديقته هبت صاحبة الكف مجيبة ..
_ والنبى تتنيلى وتسكتى ...انت واضح ما بتحسيش كويس ولا بتعرفى حاجة ..
صدمت المرأة من الجملة وظهرت الدهشة على وجهها فى حين نظر الى صديقته ليجدها تتنمر غضبا وترمقه بنظرة نارية هو والاخرى ثم تطلق زفرة غضب ..لتبدأ السهرة بعدها ...
ــــــــــــــــــــــــــ تمــــــــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــــــــــــ
 

الخميس، 17 يناير 2013

الرســـــــــــــالة ..!!

الخميس 17 يناير 2013

الرســـــــــــــالة ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

اخذ يتصفح بريده الالكترونى ..منذ ايام لم يفتحه...
لم يصدق عينيه وهو يطالع اسمها...انها هى حقا.....ياله من عام مضى منذ اخر عهده بها وقد ودعته مسافرة الى فرنسا ....تركت خلفها معه الكثير من الامور المعلقة ..حاول مراسلاتها كثيرا ولم يتلق منها اى رد ..
شهر كامل جند نفسه لها وحدها حتى ينهى كافة اعمالها الخاصة فى الاسكندرية ...كانا لا يفترقان الا عند النوم ...
يقولون ان دوام اللقاءات يولد عشرة وألفة ...ينتج علاقة غامضة لها سحرها...
__ تعرف ...كنت باشكر صديقتى اللى فى مصر علشان رشحتك ليا ...كلمتها عنك كتير ...عارف حسيت بايه منها ....؟؟
__ حسيتى بايه..؟؟
حسيت انها اضايقت فجأة وزى ماتكون الغيرة اترسمت على وشها..
قالت ذلك ثم ضحكت فضحك لكلماتها متعجبا ...لم يلق وقتها للامر اهمية كبيرة ...
يبدأ الصباح مبكرا بالافطار معا ..
_ حاسة انك كتلة من النشاط والحيوية ...
__ المدة قليلة جدا وبتمنى اخلص لك كل الاعمال هنا قبل سفرك..
__ أنا فعلا سعيدة جدا بيك ...
لمحها تدقق فيه النظر مبتسمة ....
السيارة تقلهما الى جهات حكومية عديدة ... لا تكف عن الكلام فى مواضيع شتى ..
__ جو الربيع فى مصر ساحر ومنعش جدا عن فرنسا ...
__ مافكرتيش فى العودة والاستقرار هنا ..؟
__ كل اعمالى وحياتى برة ...لكن موضوع الفيلا دى يخلص وتبقى الامور احسن كتير ....هانزل اكتر من دلوقتى بالتأكيد
.......الله ...شامم ريحة البحر جميلة ازاى ..؟
يبتسم وقبل ان يجيب تقاطعه...
__ هو انت فيه حاجة بينك وبينها بجد ...؟؟
كانت الايام تمر والعمل يكاد ينتهى ...
يجلسان فى بهو الفندق مساءً..
__ بتحب ايه فى المرأة ..؟
__ الحقيقية أفضل كلمة الانثى على كلمة المرأة ....فالانثى عالم من السحر يأخذنى اكثر ...المرأة كلمة احسها عادية ....لكن الانثى لها ايقاع على الاذن غامض ...يمكن علشان حرف الثة من الحروف المثيرة ...دى حتى كلمة اثارة ومثيرة فيها ثة ...
ضحكت قائلة :
طيب وبتحب ايه فى الانثى ..
ابتسم وهو يخفض عينيه ...ثم نظر اليها صامتا طويلا فصمتت تنظره وتنتظر كلماته ...قال كأنما يهمس ... كلها ..
ضحكت ..
قال ...اللى يختار ثمرة من ثمار البستان ويسيب الباقى يبقى مابيفهمش حاجة ...الموضوع ببساطة موضوع عشق لما ابدعه الله..
قالت مبتسمة : أكيد ...وكمان بعد ما قريت ليك خواطر الشعر و شفتك وانت بترسم .. صحيح كان مجرد تظليل بالقلم الرصاص ..لكن كان سحر فعلا ...انت مش راجل عادى فى مواهبك ...
كان اخر يوم وقد انتهت كافة الاعمال ..السعادة تغمره لانجاز امور كانت تستغرق شهورا فى هذا الوقت القليل ..
ايضا كانت مرحة سعيدة وهى تطلب منه السير على طريق البحر
كانت تنطلق تعب من الهواء ملء صدرها وتقول ..
..قد ايه هواك ِ منعش يامصر ..ياريتنى اقدر املى صدرى من هوا اسكندرية ..
امسكت بذراعه كحبيبين وهما يسيران ..
شعر فجأة بانها اقتحمته بلا استئذان ..
شعرت بحركته يحاول جذب ذراعه ..
قالت له ...ماتحرمنيش من الاحساس ده ولو طول الطريق بس ..
....
كان يودعها عند الفندق ليسافر عائدا الى القاهرة ..
سألته وفى صوتها نبرة شجن ..
مستعجل على السفر ....ورد عليها ....انا سايب كل شغلى بقالى شهر...
قالت ...كأنه اسبوع او اقل ....حاسة انى اتعودت عليك قوى ..
ابتسم شاكرا فاستطردت ... لو فكرت تسافر لبرة قولى وانا هاساعدك فى كل حاجة ..
تركها مودعا وبينما هو فى طريق العودة هاتفته على المحمول ..
قالت دون مقدمات ..ماقدرتيش اقولك وانت قدامى ...
انا حبيتك فعلا ... ...برضو حسيت انك ممكن تكون بتبادلنى احساسى ليك .... هانتظر منك مكالمة دلوقتى ..لو مردتش خلاص يبقى احساسى خانى انا ..
اغلقت الهاتف قبل ان يجيب ....
ولم يجـِب عليها ...
مر الوقت والايام وشعر بعد سفرها انه قسى عليها بعدم الرد
...حاول ان يكلمها او ان يشرح لها فلم ترد على اتصالاته مطلقا
....الان الرسالة تقول ...سأعود قريبا ...قبلاتى حتى اللقاء...!!!
ومع الرسالة صورة لامرأة تقف امام البحر....
قرأ الرسالة اكثر من مرة والسؤال يتردد فى ذهنه لا يصمت...
ترى ماذا يخبئه له القدر معها ؟؟
ــــــــــــــــــــــــ تمــــــــــــــــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــــــــ   

الاثنين، 14 يناير 2013

لقيتــــــــــــــــــــــــك فين ...؟

الاثنين 14 يناير 2013

لقيتــــــــــــــــــــــــك فين ...؟
 

مافيش فى الدنيا حاجة
تقدر تبعدنى عنك
لا الناس ولانتَ حتى
تقدر تحرمنى منك
...كانت اغنيته المفضلة تنساب ألحانها وكلماتها عندما انهى معها اخر محادثتهما واغلق الهاتف..
تفكر قليلا ...شعوره الان مختلف عن مرات سابقة ..
يعلم ان هناك من النساء من لو شعرت بحب الرجل لها بقوة زهدته...أمر غريب ..!!!!
.نعم ..يوجد ايضا من الرجال من ينتمون لنفس النوع ...
لماذا هو اذا له نوع فريد فى مشاعره وحبه ...؟؟؟
كان يجلس فى مكتبه عندما دخلت عليه زميلتة العاملة معه...لمحت فى عينيه نظرة ساهمة وشرود حتى انه لم يلحظ دخولها...
قالت له باسمة ...الاغنية اللى وخداك ولا حاجة تانية ..؟
انتبه لصوتها ...ابتسم مرحبا بها ..قال ..الاتنين مع بعض ..
هزت رأسها وهى تقول ..
لسه برضو مع حبك الخيالى ...؟؟
مش عاوز تدى نفسك فرصة تعيشها مع الواقع ..؟
سكتت ....نظر اليها ..تمعن فيها ....تكاد لا تفارقه طوال اليوم....ففى الصباح معا فى العمل ..,وفى المساء معا هنا ...
كانت تنظر اليه صامتة وعيناها لا تكف عن البوح..
(والحب ...بان عليا ...ياحبيبى بان عليا...ياحياتى بان عليا ...)
شرد تفكيره للحظات ...سألها بلطف وابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيه...تقصدى ايه ؟؟
اطرقت بعينيها الى الارض صامتة ..ثم رفعت بصرها اليه وقد ارتعشت اهدابها..
(شوف عنيا... تلاقي صورتك ...في عنيا .. يا عنيا... يا عنيا
ياللي حبك... من زمان.... مكتوب عليا .. يا عنيا... يا عنيا )
قام ناهضا اليها وهو يقول لها ..
اللى عايشة جوايا انثى مشى زى باقى الاناث ....يمكن انا نفسى شايفها غير ماهى بتشوف نفسها....يمكن عملت منها اسطورة ...يمكن....ويمكن علشان للخيال ساعات جمال مش موجود فى الواقع....احيانا كتيرة بيفقد الواقع جماله علشان ركوده وعدم تجدده ... لكن الخيال متجدد باستمرار...
....قامت تواجهه وهى تهز رأسها وفى عينيها نظرة تحدى ... قالت :
وبرضو للواقع روعة التجسد والحضور ....للواقع نفس وعبق ودفا ....للواقع نبض وحرارة مشاعر ورعشة صوت .. ..وممكن الواقع برضو يتغير ويتجدد كل يوم ....لأ.. مش كل يوم وبس ...ممكن كل ساعة كمان ..
اكتفى بهزة من رأسه وابتسامة لطيفة ...همست كأنما تكلم نفسها لا تكلمه هو ..
لو اديتنى فرصة واحدة بس هنسيك شكلها اصلا ...
امسك بيدها برقة وقال ...عندنا شغل ايه بكرة ..
توجهت الى المكتب لتمسك ببعض الاوراق ثم التفتت اليه صامتة وعيناها تبتسم...
(يا واخدني معاك ... على فين ما تقول لي ... و اكتر من كده ايه
خليتني أدوب .... وياك على طول ....... في حنان ما اقدرش عليه...)
تحدثا فى العمل لدقائق شعر خلالها انها الليلة ليست كما مضى ....كانت تشرد منه ليلمحها بطرف عينه تنظر اليه خلسة منه ...
بعد قليل غادرا المكتب وكلماتها تتردد فى اذنه فى حين كان صوت الاغنية مازال يرافق مخيلته ويداعب قلبه...
(و بأحبك.... يا حبيبي.... معايا و مش معايا
بأحبك.... ياللي حبي..... ملوش معاك نهاية..... ملوش معاك نهاية)
......................تمــــــــــــــــــــــــت ...............

الخميس، 10 يناير 2013

شبكــــــــــــــــــــــــة الدعارة

الخميس 10 يناير 2013

من مذكرات محامى/ الحلقة الثانية
شبكــــــــــــــــــــــــة الدعارة
 
منذ بدأت عملى كمحامى اقسمت معاهدا نفسى الا اقبل نوعين من القضايا رغم انهما اكثر القضايا اتعابا ودخلا ...
الاداب والمخدرات ....
النوع الاول حصل عليه استثناء واحد ...هذا ما اقصه عليكم الان..
اتانى ذات ليلة باكيا....احد العملاء السابقين عندى ..
القى بنفسه على المقعد امامى ليلقى عليّ جملته التالية ..
ألحقنى يا استاذ علاء ...بنتى ممسوكة فى شبكة دعارة ...
فاجأتنى الجملة فانا اعرف الرجل واسرته جيدا كما اعرف ان ابنته الكبرى لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها ...
استوضحت منه الامر لاخلص الى ما موجزه كما يلى :
عاد هو منذ شهر من عمله الى البيت ظهرا ...لم يجد الطعام معدا بعد ...تشاجر مع زوجته المريضة التى القت باللوم على الابنة الكبرى لهما..
فما كان منه الا ان انهال ضربا مبرحا وبكل العنف على الابنة فاصابها بالعديد من الجروح وغادر المنزل ليعود مساءا فيجد زوجته الباكية والذاهلة تخبره ان ابنتهما غادرت البيت بعد الظهر لتشترى بعض الاشياء ولم تعد حتى ذلك المساء...
قال انه استمر طوال الليل واليوم التالى يبحث عنها فى كل مكان كما ابلغ الشرطة فى اليوم التالى عن اختفاءها وتزايد فنشر عنها اعلانين احدهما فى احدى الجرائد والاخر فى قناة تلفزيونية محلية ...وكل هذا بلا جدوى ...مر عليه شهر اعيته فيه السبل حتى زارته احدى جاراته فاخبرته بانها شاهدت ابنته اليوم ...
ـــ هى فين ابوس ايدك ؟؟
ـــ فى سجن القناطر ممسوكة فى شبكة دعارة ...شفتها وانا بزور واحدة معرفة محبوسة فى قضية شيك النهاردة ..
هكذا اخبرته وهكذا اخبرنى ذاهلا ..
نظرتُ اليه مليا ...يكاد ان ينشق قلبه حزنا وكمدا ...
قلت له ...انت عارف انى ما بخدش قضايا الاداب ..
بكى وهو يهز رأسه وقال :
استاذ علاء انت عارفنا كويس يابنى ...هو احنا وش كده برضو..
صمتُ برهة وعلقتُ معه قبولى للامر بعد اطلاعى على التحقيقات فى القضية ...
وكان هذا ...
قبلتُ بعد ان عرفتُ التالى ..
خرجت الابنة بعد ضرب والدها لها بتلك القسوة لا تعرف الى اين او لمن تذهب ...ركبت المترو وظلت فيه حتى كانت محطته الاخيرة نزلت تجوب الشوارع حتى جن الليل عليها فجلست فى احدى الاماكن المشجرة وحدها ....مالبثت الا وفوجئت ببنتين تقفان امامها وتسألانها عن سبب جلوسها وحيدة ليلا ...اخبرتهما ..
عرضتا عليها الذهاب معهما الى البيت الذى تعملان فيه كخادمتين حيث الطعام والنوم والنقود .....وافقت لتذهب وتلتقى سيدة البيت
التى رحبت بها وما هى الا ساعات وتداهم شرطة الاداب البيت فتقبض على كل من فيه فى واحدة من اكبر قضايا الدعارة ...!!!
تم التحقيق معها وقالت ما سبق وتم حبسها اربعة ايام مع التجديد حتى كان موعد الجلسة المقبلة للتجديد حيث اتانى والدها طالبا ان احضر معه فيها ...
اعددت دفاعى وكان يوم الجلسة ...
ثلاثة وخمسين امرأة وسبعة رجال من رجال الاعمال هم المتهمين فى القضية ...
مازالت النيابة تنتظر انتهاء الطب الشرعى من تفريغ المحادثات التليفونية المسجلة فى القضية ...تطالب باستمرار حبس الجميع ...
تحدث المحامون الحاضرون كل فى دوره حتى كان دورى ..
اخذت اذكر وقائع وظروف القبض على المتهمة وقدمت ما يثبت خروج المتهمة من بيت والدها فى ذات اليوم الذى قبض عليها فيه من البيت المشبوه وكل المحاضر والاعلانات التى حررها والدها وكذا شهادة ميلادها لاثبت انها بعد طفلة لم تتجاوز سن الثامنة عشرة وان مكان حبسها اذا استلزم الامر هو دار الاحداث وليس سجن القناطر مع اولئك النسوة وفى ذلك الجو المعروف عنه سجن القناطر .....
وكان قرار المحكمة فى القضية بحبس كل المتهمين 45 يوم اخرى
عدا المتهمة خاصتى فيتم الافراج عنها من محبسها مالم تكن مطلوبة على ذمة قضايا اخرى ...
حمدت الله لاخرج انا ووالدها من القاعة سعيدين لكن لمدة ليلة واحدة ...
علمت بعد ذلك انتقام المتهمات فى السجن من الطفلة بالاعتداء الجنسى عليها وهن يقلن لها ...اللى تخش هنا ما تخرجش زى مادخلت .....وبكرة تلف الساقية وترجعلنا تانى ...
ما كان لها من احداث تلت ذلك فأمر تقشعر له الابدان حقا ...
ولكن هذا امر اخر...
..........................تمــــــــــــــــــــت .......................
 

الأربعاء، 2 يناير 2013

من يوميات محام ...الحلقة الاولى : ياااااااا نهاااااار أسود !!!!!!!!!

الاربعاء 2 يناير 2013

من يوميات محام
 
مقدمة:
هذه بعض من حكايات محام خاصة بأغرب ما مر به فى مهنة المحاماة...اسوقها اليكم حقيقية كما حدثت ...فقط بدون ذكر اصحابها تحديدا.....قد يشوبها التطويل وبعض التفاصيل القضائية لزوم ايضاح الجو المهنى الجديد عليكم فاغفروه لى ......و اذا راقت لكم سنستكمل حلقاتها او لنكف عنها تماما....
رأيت ان تكون اول حلقاتها هى اول مرة لى ادخل فيها المحكمة ..كان هذا فى اواخر عام 1993 ...
........................................................................
الحلقة الاولى : ياااااااا نهاااااار أسود !!!!!!!!!

بكرة الصبح عندك الجناية دى ياعلاء ..
كانت هذه جملة استاذى الذى التحقت بمكتبه منذ اسبوعين فقط للتدريب لديه بعد قيدى بجدول المحامين تحت التمرين ...
فاجأتنى الجملة ...شعرت بارتباك ..الملف الكبير بين يديه يبدو مرعبا ...لم ادخل الى اى محكمة من قبل ....لم اعرف ألف باء المحاماة العملية بعد ...لم يخبرنى خلال الايام الماضية كيف يكون المحامى فى المحكمة ..ولا كيف يترافع ولا كيف يطالع ملف قضية بالاساس ..
تناولت منه الملف صامتا ...قال معقبا ..احنا هانحضر عن اتنين من المتهمين ..دى جناية سرقة وحريق لمدرسة خاصة ..
المتهمة واخوها هتلاقيهم جايين المحكمة بكرة الصبح لانهم خرجوا من الحبس بكفالة ..
تخيلت انه سيذكر لى كونه سيلحق بى فى الغد الا انه قال ..
انا عندى بكرة جنحة قتل خطأ فى العاشر من رمضان ..
ربنا معاك ..
كانت الساعة الحادية عشرة ليلا ...حملت الملف عائدا الى منزلى وقلبى يرجف...لم اتناول عشائى ظللت فى حجرتى ارتب اوراق الملف والتحقيقات العديدة من الشرطة والنيابة واقوال المبلغين و المتهمين والشهود وكذا تقارير المعمل الجنائى ..بلغت اوراق الملف قرابة المائتين !!!!
..قلت لنفسى سأعتبر الموضوع كقصة بوليسية مثل تلك التى اعتدت قراءتها..
ظللت اطالع الاوراق وألخص ما اقرأه فى اوراق اخرى ...الوقت يمر ....الجوع يقرصنى .....اتابع القراءة .....يادى اللليلة المنيلة ...الملف كبير والخط زى الهباب ....كمان التصوير سىء جدا ..كتير من الصفحات مش باين .....قاربت على الفجر........النعاس يغالب جفونى ....اغفو ......اهب فزعا والاوراق فى يدى ....يادى المصيبة السودة ...كمان شوية الصبح هاترافع فى جناية ولسة ماخلصتش قراية ملفها ...كنت واقف فين ...آه.... ايه الفقرة دى ...علاقتها ايه باللى فات ..... اعود من جديد اراجع الصفحات لاربط بين بعضها البعض ...مازال الباقى كثيرا ....الساعة السابعة صباحا ....لم انته من الملف .....اشعر بهبوط وضعف شديدين ....بعد طقوس الصباح المعتادة خرجت الى المحكمة مبكرا..
توجهت الى حجرة المحامين ...لا احد غير الساعى ...طلبت كوبا كبيرا من القهوة رغم انى لا احبها املا فى اليقظة ....انكببت على باقى اوراق الملف اطالعه ...
صار عندى ما يقارب الاربعين ورقة من تلخيصاتى للملف ..
اشعر اننى افضل الان ..
مر الوقت فتوجهت الى قاعة المحكمة انتظر قدوم الموكلين المتهمين فى القضية ...
لم ارهما من قبل ...صرت اسأل كل من يدخل القاعة ...اخيرأ امرأة ورجل وبصحبتهما عدد من الناس ...اقتربت من المرأة
صباح الخير ...حضرتك مدام ..........
نظرت لى بامتعاض ....انت مين يابنى ....
لم تكن كبيرة فى السن لتنادينى بابنى فهى لم تتجازو الخامسة والثلاثين ...لكنننى انا من يبدو صغيرا شكلا ...كان عمرى وقتها خمسة وعشرين سنة ...بلا شارب او لحية ...حاجة كده سبنوسى على بيبى فيس زى ما بيقولوا ...
ببراءة الاطفال قدمت اليها نفسى وقلت ..انا اللى هاحضر معاكى انت واخوكى الجلسة ...
نظرت عاقدة مابين حاجبيها فى وجهى ثم سألتنى ضاغطة على اسنانها عن استاذى اين هو ...وبكل براءة ايضا اجبتها ..
عنده جنحة فى العاشر من رمضان ..
ياااااااااااااااا نهاااااااااااااااااااار اسوااااااااااااااااد !!!
كانت هذه الصرخة المرعبة الطويلة التى رجت المحكمة صباحا فلمت الناس واللى جابو الناس علينا كرد فعلها منها على جملتى الاخيرة ...ثم اعقبتها بصراخها قائلة :
يعنى استاذك بسلامته سايب الجناية ليك ورايح يحضر الجنحة ..
الله يخرب بيوتكو على الصبح ..
صارت الهمهمات من حولنا والكلمات تتطاير من كل حدب وصوب
شعرت كالكتكوت الذى سقط فى جردل الماء فى عز البرد ..
حاولت ان امتص ثورتها لتكف عن الصياح ..كان شقيقها يقف صامتا فى حين من كانوا معها يتبرمون ويطلقون الفاظ السباب..
...طيب ممكن تهدى نفسك شوية علشان فى حاجات عاوز اسألك عنها لو سمحتى ...
قلت لها هذا فاعادت الصياح مجددا ...
اسكت يابنى انت وابعد عنى الساعادى احسن لك ... على العموم انا ليا شغلى مع استاذك بعدين .....انا برضو موكلة تلاتة من المستشارين هايجوا دلوقتى ...ابقى اتعلم منهم المرافعة والكلام قدام القاضى ...
رغم هذا الدش القاسى سعد قلبى ....الحمد لله في مستشارين معاها يتحملوا همّ المسئولية احسن ماكون لوحدى ...
حدثت نفسى وانا ابتعد لاجلس فى الصف الاول امام المنصة فى انتظار انعقاد الجلسة ...اخرجت من حقيبتى الروب الخاص بى الذى اشتريته منذ اليوم الاول لقيدى بالنقابة ...ارتديته وكأننى احتمى داخله...
كنت اشعر بنظرات الجميع كأنها خناجر تنغرس فى كل جسدى ...
كان رولنا هو الاول ........ دخلت الموكلة وشقيقها الى القفص الحديدى وبعد فترة صاح الحاجب...
محكمة ...!!!
دخلت هيئة المحكمة فزادت ضربات قلبى بعنف ...كأننى اشاهد فيلما مرعبا ...اشعر ببرودة فى كفى ....بل اشعر بجوع قاتل ...
لا لا...بل اشعر اننى اريد التوجه فورا الى الحمام !!!!
قال سكرتير الجلسة للمستشار رول واحد غايب يافندم ...
يانهار ابوك مش فايت ...دنا اول واحد دخل المحكمة النهاردة !!!
وقفت منتصبا .....انا حاضر يافندم فى رول واحد ...
انطلقت صرخة الموكلة من داخل القفص ...سكتوا الجدع ده..!!!!
كانت تولول كسرينة المطافى ....معلهش ياسعادة الريس ... ...المحامين بتوعى ماجوش ....انا بطلب التأجيل ...
لم يحضر التلات مستشارين اذا ....يادى الوقعة المهببة ..!!
نظر سكرتير الجلسة لى بحنق ..وهمس : انت ماسجلتش حضورك عندى يا استاذ ...
لم اكن اعرف ان فى الجنايات يتم قبل انعقاد الجلسة تسجيل الحضور وكتابة طلبات الدفاع لدى السكرتير !!!!!
نظر الان المستشار رئيس الجلسة الى المتهمة وطلب منها الصمت ثم نظر لى مليا وقال ..
انت حاضر مع مين يا استاذ...؟؟؟
قلت مع المتهمة الاولى والمتهم الثانى يافندم ..
اعاد التدقيق فى وجهى هو وباقى اعضاء هيئة المحكمة ثم سألنى
انت مقيد باى جدول يا استاذ ..؟
طبعا استصغر شكلى قدامه ...
سمعت المحامى الذى ورائى يهمس لى ...قوله ابتدائى قديم ..
الانظار كلها تتجه لى والصمت يخيم على القاعة مع كتم ضحكات السخرية ....قلت متلعثما ....ايوة يافندم ...
ومن جديد قال المستشار ...فين كارنيهاك يابنى ...
كدت اخرج لك الكارنيه بكل براءة ...سارع نفس المحامى خلفى ليهمس لى قوله انك سايبه فى اوضة المحامين علشان مأجر بيه الروب ...
وهكذا رددت ببساطة ...ضرب المستشار كفا بكف تعجبا وهو يقول ..يابنى ياعنى شكلك صغير مش ابتدائى ولا حاجة وكمان ممعكش كارنيه وشاحت روب وجاى قدامى تترافع فى جناية عن اتنين متهمين النيابة بتطالب بالمؤبد ليهم ....عايزنى اقبل حضورك ازاى ..؟؟
سارت الهمهمة فى القاعة ....دش متلج جديد ينهمر على جسدى
....بدأ التوتر والخوف يغادراننى ويحل بدلا منهما التذمر والتحدى...
صارت نبرة صوتى اكثر ثقة وغلاً وانا اقول للمستشار..
قلت لسيادتك اننى محامى وحاضر مع المتهمين فى هذا الرول يا سعت الريس ..
كادت المتهمة تصرخ من داخل القفص فنهرها المستشار وقال لى ...
يابنى طيب حد يقول انك محامى فعلا ...
هنا هب المحامى الذى كان يهمس من ورائى قائلا ...ايوة يافندم ...ده محامى وقديم كمان وحضر قدامى فى اكتر من قضية ..
تعجبت من الرجل ...سأله المستشار ..مين حضرتك يا استاذ ؟؟
اجابه انا محامى المدعى بالحق المدنى فى الجناية نفسها ياريس
....هز المستشار راسه وهو يقول يعنى شهد شاهد من اعدائها ..
خلاص يا استاذ ...اهو خصمك شهد لك اهو ...اثبت حضور الاستاذ فى الرول بتاعه ...
قال الجملة الاخيرة لسكرتير الجلسة ...
تحدث وكيل النائب العام طالبا تطبيق مواد الاتهام وتحدث المحامى الخاص بالمدعى المدنى ( من شهد لصالحى ) مؤيدا قرار الاتهام ومطالبا بالتعويض ...ثم حان دورى انا .....
وهكذا صمتت القاعة فى انتظار مرافعتى ...
بدأت من واقع ما لخصته فى اوراقى اسرد الوقائع مع ذكر ملاحظاتى فى وجود التناقضات او عدم المنطقية او تجريح فى اقوال المبلغين وكذا شهادة الشهود وعدم كفاية ادلة الاتهام ....الصمت تاااااااااام يلف القاعة وصوتى يكتسب الثقة اكثر فيصير قويا مفعما بالاقناع ...وبين الحين والحين يستوقفنى المستشار باشارة من يده ليتابع ما كنت اذكره فى الاوراق ثم يميل الى احد عضويه بالهمس ثم يطلب منى الاستمرار...
استمرت مرافعتى نصف ساعة كاملة ...حتى انهيت كل ما فى جعبتى من اوجه دفاع لاختتم طالبا براءة المتهمين مما هو منسوب اليهما ...
الحكم أخر الجلسة ....هكذا نطق المستشار ...
لم يكن فى الرول بعدنا الا خمسة قضايا ثلاثة منها لم يحضر فيهم المتهمين فانتهت المحكمة سريعا لترفع الجلسة وتغادر الهيئة القاعة ..ومن هنا انطلقت الاصوات كطنين خلية النحل تنهال عليّ تهنئنى وتسلم عليّ قائلة ...قاعة الجنايات كسبت النهاردة استاذ جديد .... الف مبروك يااستاذ ...لو حد غيرك بعد اللى سامعه ماكنش عرف ينطق حرف واحد ......
اقبل عليّ محامى المدعى بالحق المدنى مبتسما فى غيظ وحنق
وقال ...ماتنساش ان انا السبب فى اثبات حضورك النهاردة ..
ابتسمت صامتا فاذا بمحامى اخر يقول له ..
كنت عاوز تدبسه فى الحضور علشان تكسب انت الجناية ..اهو طربقها على دماغك ...
اتانى صوت موكلتنا صائحا من داخل القفص ..تنادى باسمى...توجهت لها ....
مددت يدى لامسك باحد قضبان القفص فاذا بها تمسك بيدى لتجذبها اليها فتغمرها بالقبلات والاعتذارات ....خجلت مرتبكا وانا اردد ...
لسة الحكم ماصدرش ....استنى شوية ...
قالت ....والله لو كان الحكم زى مايكون ..مايهمنيش.....انت عملت كل حاجة فى القضية يا استاذ علاء ....انا بتأسف ليك الف مرة ..
مكفئتك عندى بعدين ...!!!!!
...مرت ثلاثة ساعات لتخرج علينا هيئة المحكمة من جديد لتنطق بالاحكام ...
الصمت من جديد عدا دقات قلبى التى ظننت ان المستشار يسمعها من مكانه ....رول واحد ....قلبى يكاد يتوقف ...براءة المتهمين مما هو منسوب اليهما ورفض الدعوى المدنية والزام رافعها بالمصاريف والاتعاب .....
انطلقت الزغاريد تدوى فى القاعة وانا التفت الى القفص لارها تنظر باسمة لى ودموع الفرح والشكر تملء وجهها ...
......................تمـــــــــــــــــــــــت ......................
كانت هذه اول مرة لى ادخل فيها المحكمة ....ما تلى ذلك من غرائب القضايا الخاصة وعجائب الموكلين والتقاضى يتضائل امامه وقائع ماسردته لكم فى الاثارة والتشويق ...لن اقصه عليكم الا اذا كانت لديكم الرغبة فى ذلك ....