الأربعاء، 23 يناير 2013

سهــــــرة نسائيـــــــــــة ...

الاربعاء 23 يناير  2013   

سهــــــرة نسائيـــــــــــة ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

_ مش عارفة اشكرك ازاى علشان وافقت على دعوتى لسهرة الليلة ..
قالتها وهما يدخلان الى صالة الفندق فما اجاب بغير ابتسامة..
- انا عازمة اتنين من صديقاتى حبيت اعرفهم بيك ..
اتخذا مجلسهما على احدى الموائد وهى تقول:
- اخيرا انتهينا من الصفقة دى ..لولا وجودك معايل ماكانتش خلصت
- الحمد لله ...
الموسيقى تصدح رقيقة والاضواء الخافتة تضفى على المكان سحرا خاصا ..
مساء الخير ..
سمع الصوت قريبا منه ...كانت تقف بجوار مقعده بكل زينتها وعطرها القوى ..
نهضت صديقته تلقاها مرحبة وتعرفهما ببعض وهو يسلم عليها
جلست الضيفة تضحك وتتجاذب الحديث مع مضيفتهما ...ثم نظرت اليه باسمة وقال لصديقتها ..
شايفة مكياجك الليلة بسيط قوى ..؟
ضحكت صديقته مستنكرة وتعجب هو ..كيف تبدى تلك الملحوظة لها فهو يراها فى قمة تأنقها وتألقها ..!!!
قامت صديقته تستأذن لذهابها لاصلاح مكياجها...مالت عليه اثناء قيامها وهمست له ..
- معلهش هى مغرورة حبتين استحملها لحد ما ارجع ..
هز رأسه متفهما وصمت لحظة بعد ان غادرتهما صديقته
ارتشف بعضا من العصير وهو يرمق الجالسة امامه تبادله النظرات صامتة ..قالت :
ساكت ليه ؟؟
رد وعيناه لا تفارق عينيها ...أنا مش ساكت ..أنا بقرأك ..
ضحكت بسخرية ...يا سلام .!!! ..مش قوى كده ..!!
ظل صامتا ينظرها...سألته : طيب قريت ايه ؟؟
- مش دلوقتى ...خلى اجابتى بعدين ..
- جميلة الموسيقى قوى ...بتحب الموسيقى العربى ولا الاجنبى ؟؟
العربى طبعا اكتر ...لكن احيانا احب اسمع الاجنبى ..احب جدا Demis Roussos
وكمان خولو اجلسيوس ...الصراحة مابعرفش بيقول ايه لكن باعتبر صوته من شدة رقته جزء من اللحن ..كأنه صوت الة وترية من الالات المجموعة فى اللحن ..
- عرفت عنك هوايات كتيرة ..ماعرفتش عن قراءة الافكار ..ولا يمكن تكون حاجة جديدة ..
- أبدا مش قراءة افكار ...يمكن بعض من علم الفراسة لانى بعشقه.
- انا كمان بحب القراءة وفى الفلسفة اكتر ...
- جميل جدا ..ليك اهتمامات معينة بموضوع معين من الفلسفة ؟؟
- بتشغلنى جدا فلسفة الوجود ..من اول اللى اتكلموا فيه لحد بول سارتر..
- وانتِ من مؤيدى نظرية اقليدس ولا بارمنيدس فى ثبات او تغير الوجود ..؟؟
ابدت دهشتها قائلة : تعرف عن دول كمان ؟؟
- كتير ...مش بس كده انا بنتقد النظريتين مع بعض ..
قالت متعجبة : بس كده تناقض اما ثابت واما متغير ..
رد ناظرا اليها ..
الثبات عكس اليقين بتغير الوجود بفناءه ..والتغير قاسه بارمنيدس بتغير الموجودات كمفردات يتكون منها الوجود...
كل حالة تأول الى ضدها ...الحرارة الى البرودة والعكس ..الخ الخ
ولو طبقنا كلامه على نظريته نفسها باعتبارها واحدة من مفردات الوجود الفكرى لانقلبت فاسدة ...لان حكمها سيسود عليها وتتحول الى عكسها فتكون منادية بالثبات ...صح ولا لا ..؟
كانت صامتة لا تجيب ..
اكمل هو ...مش كل نظريات الفلاسفة اقبلها صاغرا ..عندك مثلا فرنسيس بيكون لما قال بنظرية الاوهام ومن عناصرها وهم الفلاسفة ..
طبعا انت عارفة بتكلم عن ايه ؟؟؟
هزت راسها كالمباغتة ..طبعا طبعا ..
اكمل قائلا ...يعنى لما يقول ان كل فيلسوف يمتلك وهما يحاول اقناع الناس به ...نقوله تمام وشكرا ليك ..لكن تعالى نطبق ده على نظريتك وتكون هى نفسها وهمك الخاص اللى عاوز تقنعنا بيه ..وبكده تصدق النظرية فتهدم نفسها ...
هزت راسها وهى تقول ..انا بشوف ان الانسان هو الكون نفسه
من اول وجوده على الارض فى شكل آدم وهو ..
قاطعها باشارة يده ونظرة من عينيه ..
مين قال ان آدم هو اول انسان على الارض ؟؟
عمر آدم من خلال سلسلة ذريته فى الكتب المقدسة لا يتجاوز العشرة الاف من السنين ...فى حين اثبتت الحفريات والتنقيبات عن ممياوات انسانية وهياكل عظمية بشرية تعود لملايين السنين ..
هنا فيه واقفة ..
تراجعت عن الموضوع لتغيره قائلة ..
الحقيقة خلتنى احس باحساس بيجينى كتير ...انى مش موجودة ضمن مفردات الوجود اصلا ...
قال باسما ...دى تبقى حالة نفسية تحتاج لتحليل نفسانى..
ضحكت وهى تشيح بيدها قائلة ..
_ اوع تقولى بتعرف فى علم النفس كمان ..؟؟
ابتسم وهو يرد: لا ازعم لنفسى التخصص ولكن بعضا من قراءات تساعدنى على فهم من حولى ..تقدرى تقولى انى قرأت كل مؤلفات فرويد وبتمعن شديد ...
زاد ضحكها وهى تقول : ناقص تقولى بتشوف الفنجان وتعرف تقرأ الكف كمان ..
اجابها وهو يميل براسه تجاهها ...
الفنجان لأ ...لكن الكف اعرف فيه شوية من علم الخطوت ورموزها...
قامت من مقعدها لتجلس فى الاخر القريب منه وهى تمد يدها اليه مبتسمة طالبة ان يقرأ لها كفها ..
قال بابتسامة ..لكن لا المكان ولا الوقت مناسب لكده ..
اخذت ترجوه فهز رأسه موافقا ..تهلل وجهها وهى تمد يدها اليه
امسك بها بكفه الايسر لتستقر مفرودة على باطن كفه فى حين وصلت سبابته والوسطى الى اول ظهر رسغها بينما عانق ابهامه ابهامها ...شعر برعشة خفيفة منها وبرودة فى يدها ..
بدأ يحرك سبابته اليمنى برفق ورقة على راحة كفها متتبعا خطوطه ..
بدأت حرارة تغزو يدها ...رفع عينيه اليها فجأة فارتعشت اهدابها
مضطربة ..قال بصوت خفيض..
اهدئى ...زادت رعشة اهدابها متسائلة ...فاكمل ..
ضربات قلبك عنيفة ...سبينى ادخل عالمك علشان اقولك اللى جواكى...
فجأة جذبت يدها من يده وهو تقول ..رجعت ..اهى جاية علينا
بعدين بقى ..
وقفت صديقته متعجبة وهى تقول لصديقتها ...
انت قعدتى مكانى ...؟؟ ....طيب خلاص خليك وانا هاقعد هنا ..
مرت دقيقة لتهل عليهم الصديقة الثانية مرحبة فالتقوها مسلمين وبعد جلوسها وتناثر بعض العبارات نظرته مبتسمة لتقول لصديقته
..حاسة جو الليلة مش قد كده ...
وقبل ان تنطق صديقته هبت صاحبة الكف مجيبة ..
_ والنبى تتنيلى وتسكتى ...انت واضح ما بتحسيش كويس ولا بتعرفى حاجة ..
صدمت المرأة من الجملة وظهرت الدهشة على وجهها فى حين نظر الى صديقته ليجدها تتنمر غضبا وترمقه بنظرة نارية هو والاخرى ثم تطلق زفرة غضب ..لتبدأ السهرة بعدها ...
ــــــــــــــــــــــــــ تمــــــــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق