الخميس، 20 ديسمبر 2012

مشوار الحيــــــــــــــــاة

الخميس 20 ديسمبر 2012

مشوار الحيــــــــــــــــاة

 

عـلــى طــــــــول الـحيـاة ...... نقابـل نــــــــاس
نـعــرف نـــاس .....ونــرتـاح ويــا نـاس عــن نـاس
كانت شمس المغيب تودع الافق المجروحة ألوانه وهو يراقبها جالسا فى ذات الموضع من نفس المحل الذى شهد اغلب لقاءاتهما
كانت دوما تحب هذه الشجرة التى تظلل مائدتهما ...كانت تعشق معه رؤية الغروب ..كثيرا ما قالت باسمة وهى تحتضن اخر خيوط الشفق بناظريها ...اشهدى يا اخر سطور هذا النهار اننى احبه حد عمر الحياة على الارض...
كانت تتشابك اصابعهما وهما يلوحان للقرص الخمرى بينما تذوب اخر شهقات ألوانه فى ماء النيل ...

وبيــدور الـزمـــن بـيـنــــــا...... يـغيــر لون ليـالينـا
بنتــوه بين الزحام والناس ......ويمكـن ننســى كل الناس
ولا ننســـــــــــــى حبايبنـا....... أعـز النـاس....... حـبـايـبـنـا
اليوم يجلس وحيدا يراقب اخر غروب يعشقه ... ليست معه ...لم
تجلس كما اعتادت فى موضعها ....لم ولن تأتى مجددا ...راحلة هى صباح باكر الى حيث تزف على رجل أخر ...
الثراء والسلطة هزما الفقر والحب ...لم يرتضوه اهلها ...قوبل طلبه بسخرية ابيها رجل الاعمال ...كيف لمثله ان يفكر فى الارتباط بمثلها ...هكذا سخر منه ...
ســنيـــن وســنيـــن..... ووعود ....ما نحس بوجودها ولا وجـــودنا
اخر ما شاهده منها دمعة حزينة وهى تشهد خروجه من بيتها كالمطرود...يعلم انها حاولت ولكنها اضعف من ان تغير الامر
...حفظ لها تلك الدمعة كأخر رسالة اليه...
ولحظـــــــة حب عشنــاهــا ....نعـيـــش العمـــر تسعـدنــا
وميـن ينسى ......ومين يقدر في يوم ينسى....... شعاع أول شرارة حـــــب

ـــــ قلبى اخبرنى اننى ساراك هنا ...
انتبه للصوت الحنون كما نسمة الصباح...التفت سريعا لا يصدق اذنيه ...انها هى تقف خلفه ترمى اليه باروع نظراتها
كاد يختطفها بين ذراعيه عندما ابتعدت خطوة صغيرة متجهة الى مقعدها صامتة ..
تراجع عن مشاعره وجلس ينظر اليها ...
ونــظـــــرة مــن بــعــيـــد لـبـعـيـــــد....... تـقــول حـبـيـــت
ورمــش يـقــــول غـلـبنــــي الــحـــب غلبنــــــــي
جالت ببصرها فى وجهه الحزين .....ـــ جئت اراك قبل سفرى
...لم يرد بشىء ...اطرقت ببصرها الى المائدة تنظر يديه المتشابكة اصابعهما ...ضمت يديها معا وسحبتهما اليها قائلة
ــ انت تعرف ان الامر اقوى منى وهو بالرغم عنى ايضا ...
صدرت من راسه شبه هزة بسيطة بينما عيناه ترقبان خلجاتها
ــ لن انسى ايامنا ما حييت ...
قالتها وهى تحتضن بعينيها نظراته ...
ومين ينسـى ..... وميـــن يقــــدر ف يـــــوم ينســــــــــــــى
ليالي الشـــــوق ولا نـــــارها ......وحــــلاوتــها ......ولا أول سلام بالإيـــــد
ولا المــــواعيد ......ولهفتها...... ولا ننســـــى....... ولا نـــقدر يـــوم ننســى
حاول النطق ...شعر بجفاف فى حلقه ...كانت كلماته مرتبكة تبحث حروفها عن نفسها لتتجمع..
اتمنى ...لك ..كل السعادة ....
اهتزت راسها وترقرقت عيناها .... ــ ارجوك لا تعذبنى الان برقتك....لا تظلمنى بها..
فك اصابع يديه ليضع كفيه على المنضدة ...ــ أظلمك ..؟؟؟
همس كالمعاتب وكأنه يقول ...انا المذبوح حد الموت ...
لمح دمعتها تجرى على خدها ...سارعت بيد مرتعشة تمسك بنظارتها ترتديها ...قال لها .ـــ من يحب لا يظلم ...واذا كنت اشعر اننى المظلوم فثقى اننى لا يمكننى ظلمك ولو للحظة .....
انت غدا ستعيشين احلامى معك فى احضان اخر ...اخر لا اعرفه ولم اره سيسلبنى تاريخى كله فى يوم واحد ...
ومع ذلك اتمنى لك السعادة ....فهل اظلمك حقا .؟؟
حـبـيــب قــلبـــــــــي ...وروح قـلبـي..... حيـاة قـلبــي
يــا أغــلى الـنــاس.....يــا أحلــى النـاس..... يا كل النـاس
قامت تمسح اصابعها دموعها ...لاحظ كم ترتعش اصابعها
قالت بصوت متهدج ....اردت وداعك ....وتمنيت ان لو اراك صباحا ايضا قبل ان ارحل..
قام واقفا يواجهها ....كان الانفعال يوشك ان يداهمه ..حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول...اتودين منى هذا فعلا ..؟؟
زاد قبض اصابعها على حقيبتها لتخفى تلك الرعشات فيها وتمتمت هامسة بصعوبة ..
ــــ مثلى كمن تنال وجبتها الاخيرة قبل ان تبدأ صومها الطويل ..
ستكون عيناك اخر زاد تقتاته مشاعرى وبعدها سأكف عن الاحساس والشعور ...
كاد يمسك بها عندما استدارت مبتعدة ....ظل يراقب خطواتها حتى خرجت من المكان ....
اظلم الليل سريعا وما شعر الا ان حياته تمر باخر ليلها الحزين
بينما اخر كلمات اغنيتهما ينطلق فى الفضاء
حـبـيـــب قـلـبـــي.... وروح قـلـبــــي...... حـيـــاة قـلـبـي
لـســـــة مشــوار الـحـيـــاة ...... شـايــل لـنــا وقـفـات
معــالـم فـي طـريـــق الحب أحلـى كتيـر من اللـي فـــات...
......................تمـــــــــــــــــــــت ..........................
 

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

ليـــــــــــــــلة حـــــــــــــــــب ..!!

الاربعاء 19 ديسمبر 2012

ليـــــــــــــــلة حـــــــــــــــــب ..!!
 
اخذت تزين الحجرة باجمل الورود واعطرها ...بضعة شمعات على المنضدة ...قالب التورتة الشهية وقد غرست فيه شمعة واحدة صغيرة ...انها اول ليلة عيد زواج لهما ...
الستائر المخملية على الشرفة والنافذة ...الوسائد الحريرية تنتظر دفء قدومه وكذلك هى ..
كم ازدانت وتزينت متعطرة بكل عطور وسحر الاناث فى الارض ...
اللهفة تأخذ بقلبها شوقا ...التحنان الذى يأكل منها الصبر منذ رحيله الى عمله فى شركة البترول منذ اسبوع مضى ...وعدها ان يأتى الليلة ليحتفلان معا رغم ان اجازته لم تحن بعد...
الساعة قاربت السادسة مساءا ..قال انه لن يتأخر عن الخامسة ..
كم اتصلت على هاتفه الخاص وكان غير متاح ...زاد قلقها و توترها فراحت تزرع ارض الحجرة والشقة كلها جيئة وذهابا ...ما للساعة تجرى عقاربها ...ما للوقت بات يداهمها فتكاد ليلتها تنتهى دون ان تبدأ .....
فى كل مرة جابت خطواتها الشقة تنتهى دوما الى المرآة الكبيرة ...تقف امامها ....تتأمل جسدها وزينتها ..
مليتلك القلة عطشان تعالى ...عطشان تعالى ياجميل يالا
تنساب الاغنية من المذياع وهى تردد كلماتها معها بينما تتفحص بيدها جسدها وانسياب خصلات شعرها الطويل الملامس لما اسفل صدرها ...
مليتلك الابريق عطشان تعالى ....عطشان تعالى والسلامة طريق
....تتقدم من النافذة تنظر الطريق امام البيت ..
أنا ورا الشباك ...سهرانة بستناك ...علمت قلبى هواك ....من قبل ماتجينى ولا اتملاك
تعود ادراجها تنظر الفراش الوثير ووسائده الحمراء..
بحلم بعش.... املاه انا سعد وهنا...انا هنا يابن الحلال ...
.....انطلق جرس الباب ....انخلع قلبها يدق بعنف ...اسرعت تجرى مهرولة ...كادت ان تقع متعثرة فى الروب الحريرى الفضفاض....فتحت الباب والبشر والسعادة يسكنان وجهها ...
- انا قلت انت قاعدة لوحدك اجى اقعد معاك ...
كانت جارتها الثرثارة الارملة فى الشقة المجاورة ....ابتلعت الصدمة وهى تعتذر لها بضيق وتغلق الباب رغم تشبث الاخرى باستكمال الحديث ومحاولة الدخول اليها ...
من جديد تحاول الاتصال به ...ومن جديد نفس الرسالة ...
استحوذ الخوف عليها فجأة ....لم يتأخر كما الليلة سابقا ...اتراه لم يستطع الحضور ...اتراه قد حدث له .......لا ..لا ...لا تريد ان تتخيل ولو للحظة اى مكروه له ...
انطلق الرنين فجأة ...انتفض جسدها ...هذه رنته الخاصة ...اسرعت الى المائدة ...هاتفها يتراقص على النغمة السعيدة ..التقمته يدها كأنما فيه روحها ....
بتنفس متسارع ملهوف صاحت ...أيوه ياحبيبى ...انت فين ..
جاءها صوته يبدو حزينا يعتذر عن عدم تمكنه من الحضور..
تبدلت ملامحها لتسكنها العبوس والاحزان وهى تكابد دموع ساخنة فرت بالرغم منها ...كادت تنطق لتسأله الف سؤال عندما انتبهت عيناها وضاق مابين حاجبيها وهى تضغط هاتفها على اذنها كانما استمعت لصوته يهمس لاحد بجواره مخاطبا اخرى ...اسكتى لتسمعنا .....
صدرها يخفق بشدة يتعالى من فرط الانفعال ...صاحت بعنف ..
انت بتتكلم مع مين ...؟؟؟؟؟ انطق ......انت مع مييييييييييين ....
اغلق الخط ....اصابعها ترتعد وهى تحاول ان تعيد الاتصال ....
تنفسها متسارع كفرس فى حلبة سباق ..الحدة والثورة يهاجمانها ..تستمع ...لقد اغلق الهاتف ....
صرخت باكية آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ....رن جرس الباب ليتعالى مع صرختها ....انها الجارة الثرثارة مجددا ....
بكل الثورة العارمة اتجهت باكية حانقة لتقتلها ان استطاعت ...
فتحت الباب تصرخ فيها ...انتِ عاوزة ايه ياِِ.......
لم تكمل جملتها ...كان يقف امام الباب حاملا باقة من اروع الزهور وبيده هاتفه يشير به اليها مبتسما فى مكر ....
..........................تمــــــــــــــــــــــــــــت ................      

السبت، 15 ديسمبر 2012

الطبيـــــــــــــــــــــــب !!!!!

السبت 15 ديسمبر 2012

الطبيـــــــــــــــــــــــب !!!!!

قصة قصيرة بقلمى /علاء الدين هدهد

سأله الطبيب وهو يدقق النظر اليه ...ما الذى يدفعك الى الاعتقاد انك قتلت زوجتك ...؟؟؟
نظر الرجل الى سقف الحجرة محملقا ...ثم نظر يمينا ويسارا وقال بصوت مبحوح خائف ...هى قالت لى هذا ...انها تترقبنى ...انها تهددنى بالانتقام ...
سأله الطبيب بصوته الهادىء ...لكنها ماتت ...الكل يعلم انها ماتت ..انت تعلم انها ماتت ....ماتت غارقة فى البحر ...انت لم تكن معها ....فلماذا تصر على انك قتلتها ..؟؟ وكيف تهددك هى الان .؟؟
اعتدل الرجل فى جلسته وعلى وجهه علامات التحدى وقال بنبرة لم تخلو من الضيق ...
انت ثالث طبيب اتابع معه هذا ...نفس الاسئلة تتكرر ونفس الاجابات منى ...ثم ...ثم لا شىء ...الكثير من الهراء مثل عقدة الذنب واننى لم اكن احسن اليها واننى ندمت فى اللاشعور على موتها ....طن طن طن طن طن ......مجرد طنطنة والكثير من أدوية المهدئات ...
ظل الطبيب منصتا صامتا ...ثم قال ولم تتغير نبرة صوته عما سبق ..
كيف تهددك هى الان ...؟؟؟
استكان الرجل وهو يتراجع الى ظهر مقعده المائل ليشرد ببصره وتتراخى قسماته فيهمس ببطىء ...اراها تتجسد امامى ووجهها منتفخ كالبلون وعيناها جاحظتان...بل جسدها كله ...كله يظل ينتفخ حتى تملء المكان من حولى ضاغطة على جسدى كى اختنق ....صوتها يطارد مسامعى بصرخات مرعبة وكلمة واحدة تتردد دوما ....قاتل ...قااااتل ...قااااااااااااتل.....
صاح الرجل منفعلا ...بدء يتشنج ...سارع الطبيب اليه يمسك بذراعيه ...جسده كله يرتعد ....حاول الطبيب ابقاءه على المقعد ضاغطا عليه بذراعه الايسر بقوة بينما يحاول ان يمسك بالبرة الموضوعة على المكتب بجواره ...كانت معدة بدواء ومغطاة...نزع غطاء سنها وبسرعة امسك ذراع الرجل الاخذ فى الصياح وقد بدأ الاللعاب يسيل من شدقيه كالرغاء السميك ....لحظات وسكن الرجل ...صوته يخفت ...قاتل ...انا قتلتها ...قتلتها ...قتالـــــ .....
قال الطبيب ...الان سوف تهدأ قليلا ...لن تنام ...انا معك ...وسوف اعود اليك فورا ...
خرج الطبيب الى حجرة اخرى وامسك بهاتفه الخاص يطلب احدا ..
(نعم دكتور .....اهلا بك ...اود شاكرا لو شرفتنى الان بسرعة ...آه ..حالة خاصة اود لو تراها بنفسك ...دقائق ...حسنا ..انتظرك ...)
......الرجل وحده فى الحجرة ....كلماته كالهذيان ....همهمات غير واضحة تصدر منه وبين اللحظة والاخرى يرفع يده كأنما يشير بها نافيا امرا...دخل عليه رجل كبير اشيب الشعر يضع نظارة سميكة ......اقترب منه ...حملق فيه لثوان وجلس امامه ماسكا يده ...انتبه اليه المريض رفع بصره الى وجهه ...ابتسم الرجل له وبصوت اجش عميق قال له ...
انا اعرف انك قتلتها ...اتسعت عينا المريض دهشة ....استطرد الرجل....انت قتلتها بالفعل ...؟؟
هز المريض راسه ببطىء ايجابا ....اكمل الرجل.....لقد خنقتها ....
هز المريض راسه مجددا وعيناه لا تطرفان ...قال الرجل ...اتذكر لحظة ان نظرتْ فى عينيكَ ....لحظة ان حاولت الصراخ فلم يخرج صوتها .....؟؟؟
هز المريض راسه مرارا ودموع ساخنة قد فرت من عينيه المثبتتين
اتذكر وانت تحكم قبضتيك على عنقها واصابعها متوترة انغرست اظافرها فى ذراعيك .....
نطق المريض وجسده يرتعد ....نعم اذكر .....( صوته متحشرج مبحوح ) ......اراها امامى الان ...قدماها تضربان الفراش من خلفى ...
بدء المريض ينهض ببطىء وقد مد يديه الى وجه الرجل امامه ...
اصابعه منفرجة مشدودة ومتوترة بها رعشة ...هاقتلها الف مرة ..
الف مرة ....
لم يتحرك الرجل من امامه وقال بصوت حازم عميق قوى ...
اذا واجه مخاوفك الحقيقية ......واجه نفسك ...انت الان فى الحمام
....انت تسحب الجسد الثقيل عليك .......اتذكر هذا .؟؟
صرخ المريض بقوة كأنما يبكى واخذ يدور فى الحجرة آآآآآآآآآآآآآآآآه ... ..الدخان الابيض يلف المكان ...يدور عكس دورانه....يبتلع ملامح الحجرة ...البانيو الكبير تملئه المياه الساخنة والدخان يتصاعد منه ...الستارة ممزقة وملقاة على الارض المبتلة بالماء ...الدخان يتصاعد ...قدمان تُسحبان على الارض ...ظهرت الساقان عاريتان ...الساقان تُسحيان على الارض وسط المياه ...اصوات مبهمة تتعالى ...ظهرت الفخذان عاريتان ....الجسد يُجر ويُسحب بصعوبة حتى وصل الى حافة البانيو الساقطة منه المياه الساخنة .. ...الهمهمات مع انفاس محمومة تتصاعد ....تتضح الكلمات ...الدخان الابيض يلف المكان ...
فاجرة ....فاجرة ...
يدان تمسكان القدمين لترفعهما فتضغهما بالبانيو ...تفيض المياة الساخنة اكثر لتنسكب الى الارض ...تحاول اليدان ان ترفع ثقل الفخذين لتسقط الجسد كله فى الماء الساخن ....
ماذا تفعل ياقاااااتل ...؟؟؟
انتبه للصوت الصارخ العنيف ....تقف المرأة امامه وسط ضباب لدخان ابيض ....ملابسها ملتصقة بجسدها المنتفخ فى بشاعة ....نظر الى وجهها ...الدخان ينقشع عنها ....وجهها كالبالون الضخم وعيناها جاحظتان تكادان ان تنفجران ....
كان قد القى الجسد العارى فى البانيو والمياة الساخنة مازالت تندفع من صنبو الماء بقوة لتغرق الارض ....
صاح بها بحدة ....اقتلك يافاجرة ...
اقتربت منه بجسدها المستمر فى الانتفاخ كالمنطاد وملامحها تزداد رعيا ووحشية مخيفة ..صاحت به وكأن الصوت لا يصدر منها ....قاتل ...قااااتل ......قاااااااااااتل ...
حاول ان يستدير ليهرب منها ...الدخان مازال يلف المكان ...واجه المرآة الكبيرة على الحائط ...خيوط الدخان تنقشع عن المرآة ...يظهر وجه الشاب الصغير ...ملامحه تنطق بالرعب والفزع ...عيناه تكاد تخرج من محجريهما .....لا يتجاوز السابعة عشرة عمره ...نظر الى المرآة ثم الى البانيو ...الجسد العارى يطفو منتفخا على الماء...
صاح بصوت مذبوح باكى .....قاتل ...انا قااااااتل ....قتلت أمى ..
قتلت الخائنة .......الخاااااااائنة ....!!!!
وقع على الارض الغارقة فى الماء يبكى ويضرب بقبضته الارض..
....دخل الطبيب الحجرة بصحبة طبيب اخر معه ...كان المريض واقعا ارضا ....اقترب الطبيبان منه ...اسرعا يساعدانه على النهوض ...
نظر اليهما داهشا وتنفسه يتسارع ...الدهشة تسكن ملامحه ..
دار ببصره فى الحجرة ..........كل شىء كما هو .....الاثات والمكتب واللوحات على الحائط ....لحظة ...ما هذه الصورة ......اسرع يجرى الى الحائط وسط دهشة الطبيبان ...امسك بصورة لرجل كبير اشيب يضع نظارة على عينيه ...............حملق فيها وهو يمد يده بها الى الطبيب الداهشة نظراته ............قال الطبيب وهو ينظر الى زميله ثم الى المريض .......................ماذا بها الصورة ..انها صورة والدى واستاذى رحمه الله ......؟؟؟؟؟؟
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت .....................
 

الأحد، 9 ديسمبر 2012

العطـــــــــــــــــــــاء ..

الاحد 9ديسمبر 2012

العطـــــــــــــــــــــاء ..
 

همست له وهى تبتسم وتدفعه برقة ونعومة عن وجهها...
احنا بقينا بعد الفجر ...هتنام امتى ...ميعاد الطيارة الساعة سبعة
....نظر الى وجهها الملائكى ...كفيه على وجنتيها لا يود تركها ..احساس غامض يقرع باب قلبه هذه المرة ....كانت عيناها تنظران الى عينيه ...كل الشوق فيهما ...كل الحب يملؤهما ...كل الحنين الطاغى يقول له احبك ...
همس لها ..هنام فى الطيارة ....اقولك حاجة ..؟؟
رمشت عيناها كأنما ترد عليه فقال بصوت خالطته نبرة قلق ...والله حاسس انى مش عاوز اسافر المرة دى ....
ابتسمت وكأن الدنيا باسرها تعطرت ....همست له ...دا شغلك ...وكمان جلسة العلاج ...مش ممكن تتأخر ....علشان خاطرى ..برقت عيناها بسنا دمعة محبوسة ....ماتمالك نفسه فعاد يلثم شفتيها بجنون وهو يحتضنها ...
.....كانت ترافقه فى سيارته الى المطار كما اعتادا كلما كان مسافرا عائدا الى عمله بالسعودية ...
يده اليسرى على عجلة القيادة واليمنى تتشابك اصابعها مع اصابع يسراها فى تعانق وصوت فريد يحوطهما...
اعمل ايه..... اعمل ايه .....اعمل ايه..... يا حبيبي .......اللي فات من عمري بتندم عليه ........متقبلناش من زمان مع بعض ليه ...
السيارة تنطلق مسرعة ومازالت غصة بقلبه تعتصره لا يدرى سببها....هل هو شعوره بقرب النهاية ...؟؟
هل ما اخبره به الطبيب المعالج له فى السعودية مؤخرا هو السبب ..؟؟
لقد تدهورت حالة كليتيه تماما وماعادت جلسات الغسيل تجدى نفعا ...يجب عملية لزرع كلية جديدة ...لم يتوافر له مبلغ شراءها بعد ....كان يخفى الامر عنها ..اخبرها ان العلاج يسير فى طريق الافضل ...كذلك استحلف عمها الطبيب الجراح الذى يتردد عليه كلما عاد من عمله الا يخبرها شيئا ....كان يكتم آهات التعب وهو معها حتى لا تشعر به ....يتصنع الابتسام بينما طعنات المرض تنغرس فى جانبيه ....
ضغطت اصابعه على اصابعها فبادلته الضغط باصابعها الرقيقة وهى تلتفت اليه باسمة ..
والعيون.... لو تنحرم يا حبيبي منك... تبقى ايه فايدتها واعمل بيها ايه ...
تبادلا النظرات ...يلمح فى عينيها نفس بريق الدمعة الحزينة ...زاد قلقه اكثر..رفعت يده الى شفتيها فطبعت على اصابعه قبلة دافئة خال كل الحنان والشوق قد اودعتهما فيها
وانت عارف كل حاجة ......بس ده مش كل حاجة .......ده انت لو تطلب عنيا مش كفاية.....
وصل الى المطار ...استحلفها ان تعود بالسيارة ولا تنتظره كما سابق المرات ...كانت بوادر ازمة جديدة من الالام العاصفة تنذره انها فى طريقها اليه ...
لم يدخل الى المطار الا بعد ان ركبت عائدة ....اسرع الى الداخل يخرج من حقيبته الدواء المسكن ...تناوله بسرعة وارتمى على احد المقاعد يضغط بكفه على خلف جانبه الايمن..
فكر فى الرجوع ...قلبه يعتصر وتنفسه يضيق ....شعور غامض يسحقه ...انطلق رنين هاتفه ...انها هى ...لا يدرى لماذا هاجمه الفزع فجأة وهو يسرع بالرد ...لم تكن هى ...صوت غليظ يخبره ان صاحبة الهاتف اصطدمت سيارتها باخرى على الطريق ....كادت ضربات قلبه تفجره وهو يصرخ متسائلا بعشرات الاسئلة....
كأنما لم يعرف ألام نوبات الكليتين سابقا.....تناسى تماما ما يعصف به وهو ينطلق خارجا قاصدا اول سيارة امامه لينطلق الى حيث اخبره المتصل باسم المستشفى ...
سارع يطلب عمها وبصوت متهدج ترتعد كلماته المختنقة اخبرها ما حدث ليلحق به اليها ...
وصل الى حيث المستشفى...كان يهرول كالمجنون يسأل الجميع عن صاحبة حادث الطريق ....
اخبروه انها بعمليات الطوارىء .....اسرع اليها والدموع تغشى عينيه
....قابله احد الاطباء ....سأله راجيا ....الامر جد صعب ..لقد اصيبت بشدة فى راسها وصدرها ...نزفت كثيرا ...تحتاج الى دم كثير ..فصيلتها سالب اوو (-o)....ولا يوجد بالمشفى مثلها ...صرخ عليه انه من ذات الفصيلة ...اسرع يخلع عنه الجاكت ويشق قميصه وهو يبكى لينزعه كاشفا ذراعه للطبيب وهو يقول له راجيا..
اقسمت عليك ....لو شفتنى باموت ....اوعى ....اوعى تبطل نقل الدم ليها ...ارجوك ....اتوسل ليك .....حاول تنقذها ...
كان ممدا على سرير بجوار سريرها ينظر اليها وانابيب نقل الدم تمر بينهما....يضغط باسنانه يحاول ان يخفى ما يشعر به ...
مرت الدقائق و الطبيب وفريقه يعملون ...العرق يغطى جبينه ......خفقات قلبه تتزايد ..الالام تنهشه مجددا...روحه تنسل منه ..الاشباح تتراءى امامه ....انتبه لصوت القادم مسرعا يصيح...انت بتموت نفسك ولا ايه ..؟؟
كان عمها الجراح قد دخل يرتدى رداء الاطباء المعقم ومعه احدى الممرضات تحمل ثلاثة اكياس من الدماء سارعت بتركيب اولها لتضخه الى جسدها ....فى حين اسرع الرجل الى الطبيب ليعرف منه حالتها ...
توجه اليه يساعده على النهوض...وهو يهمس له ..ان شاء الله هاتكون بخير .....انت انقذتها .....لكن اللى عملته ده كان انتحار
نظر اليه شاحبا وهمس باعياء ...فداها روحى..
ربت الرجل على كتفه وهو يهز راسه تعجبا قائلا ..
اقولك حاجة ...كانت محلفانى بعد ماعرفت منى بتطور حالتك انى ما اقولكش .....؟؟
نظر اليه متسائلا فقال الرجل له ..
كانت مرتبة معايا اعملها عملية بكرة الصبح علشان تهديك كليتها
.وقعت الكلمات عليه تأخذ بمجامع كيانه ومشاعره واحاسيسه وتطوف بذاكرته نظرات الشجن ودمعة عينيها الحبيسة وتخيلها وهى عائدة بالسيارة لا ترى طريقها من فرط الدموع ...
............................تمـــــــــــــــــــــــت .......................
 

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

أعز النــــــــــــــــــــاس ...!!

الاثنين 3 ديسمبر 2012

أعز النــــــــــــــــــــاس ...!!
 

كدت اعتذر له مكتفيا بالتهنئة عبر الهاتف وارسال باقة من الورد اليه ...الا ان الحاحه ان احضر جعلنى لا استطيع الا الموافقة ..
صديقى الطبيب الجراح والليلة حفل خطبة ابنته ...
توجهت الى فيلته الكبيرة ...الانوار تستقبلك من البوابة الخارجية لتزدان بها الحديقة ...اصوات الموسيقى العذبة يصدح صداها الحنون فى المكان أتية من الداخل ......يبدو الحفل راقيا بمعنى الكلمة ....
قلة من المدعوين توزعوا فى جنبات الحديقة ...اما الباقين فمع الخطيبين بالداخل ...
ألتقانى سعيدا مرحبا ...توجهت معه الى ابنته ..كم تبدو فى قمة الجمال ...سلمت على خطيبها وانا انظر اليه وشعور بالدهشة والتساؤل سكن ملامحى فاخفيته سريعا ...هنأتهما وابتعدت اجد لنفسى مكانا ...
الاغانى الرقيقة تنساب ..البعض يرقص والبعض يتجاذب اطراف الحديث ....مر علىّ صديقى مجددا ...قبل ان يتكلم سارعت اسأله ....مابال خطيب ابنتك تبدو عليه مسحة من حزن ..؟؟
استنكر الرجل سؤالى بل واعترض متعجبا منه ...
اعتذرت عن ملحوظتى وتركته اجول بين المدعوين قليلا ...
لم ادر كيف وجدتنى ابتعد عن الجميع قاصدا الشرفة الجانبية للفيلا ...الهدوء مع صدى خفيف للموسيقى يصل الى هناك ...هذا الجو هو مايأثرنى ...دخلت الى الشرفة الواسعة ...الازهار فى كل مكان ونسمات الليل الناعمة ترسم على المكان مع ضوء القمر اجمل لوحة ...انتبهت الى حركة بالقرب من باب الشرفة الثانى المطل على داخل الحفل....كانت تقف هناك كمن تسترق النظر عبر الباب ...كدت انصرف من الشرفة خارجا عندما التفتت وشاهدتنى انظر اليها ....
يا للرقة والجمال !!! ...كانت اجمل فتاة ربما شاهدتها من قبل ..
اخذتنى بغتة واذا بها اقتربت منى وعلى وجهها ابتسامة شاحبة ..ابتسمت بدورى وانا اهمس معتذرا ..قالت بصوت رقيق بالكاد سمعته ..لا داعى للاعتذار ...كنت اشاهد العروسين فقط ..
اتجهت الى سور الشرفة بجوار الازهار والورود ...
تبعتها مأسورا ...صرت لا اسمع من اصوات الحفل الا صدا بعيدا خافتا ...ألست مدعوة للحفل ؟؟
سألتها محاولا ان يكون صوتى لطيفا حتى لا اخجلها ..
ابتسمت وهى تهز رأسها نفياً ثم همست ...انا أحلام خطيبته السابقة ..
فاجأتنى الجملة ودون ان انطق أشرت الى الداخل وانا اومىء برأسى فاعادت هز راسها ...
تلعثمت الكلمات فى فمى فما استطعت الكلام ...اسئلة عديدة طافت ببالى ...كل هذه الرقة والعذوبة ....لماذا ...وكيف ...اقتربت هى منى اكثر وقالت ..ايمكن ان اطلب منك أمرا....
قلت وقد تفجرت مشاعر داخل قلبى لا استطيع وصفها ...بل لك ان تآمرين بما شئتِ ...
همست وعينيها تبرق بلمعة لدمعة جاهدت ان تمنعها ...
بلغه اننى سعدت جدا من اجله ...واننى اشكره من كل قلبى ..
ثم رفعت كفها امامى وهى تشير الى اصبعها ...قل له ان خاتمه كان باقياً يحتضن اصبعى حتى الليلة ...اما الان ...فهى أحق به منى ....
امسكت بالخاتم تنزعه برفق كمن لا تود ان تفعل ذلك ...وعندما خرج من اصبعها سقطت دمعتها جارية ...
كدت ان ابكى من فرط رقة صوتها ونبرة الشجن المذبوح فيه ...ومما شاهدته منها ...تمتمتُ متلعثماً ..
لكن ...هذا أمر .....أمر صعب ....صعب جدا ...والليلة بالذات .....
كانت عيناها تنظران الى عينى فما تمالكت امام النظرات الراجية الا ان اهمس بصوت ربما لم يصل اليها ....حسنا ..سأفعل ...
تناولت الخاتم منها ...التفتت تستدير متجهة الى السلم الجانبى للشرفة المؤدى للحديقة ...تبعتها ببصرى وانا اقبض على الخاتم وقلبى تموج به مشاعر تتصارع فى تضاد ...
اختفت بين الاشجار ...اسرعت الخطوات الى الداخل وعاد الى مسامعى الضجيج واصوات الحفل ...
اتجهت مباشرة الى الشاب ..وبابتسامة فاترة وجهتها لابنة صديقى
طلبت منه ان انفرد به دقيقتين ...قام الشاب داهشا واتجهت به الى اقرب حجرة ...دخلنا واغلقت بابها ...
نظرات التساؤل والحيرة تملء الشاب ....اقتربت منه وبلا مقدمات
مددت يدى اليه بالخاتم وانا اقول له ..
احلام كانت هنا تراقبك ....تبلغك انها..
ارتسمت الدهشة الصاعقة على وجهه مقاطعا اياى وممسكا بذراعيى بقوة ....احلااااام !!!
اكملت نعم ...هى تبلغك انها سعيدة من اجلك وان خاتمك كان معها حتى الليلة ..
كان الشاب يتنفس بسرعة كمن يبحث لرئتيه عن هواء فلا يجد ...عيناه ذاهلتان وشفتاه ترتعشان ..
مدت يدى بالخاتم اليه قائلا ...تقول لك ان الاخرى احق به الان ..
هز الشاب راسه وهو يمسك الخاتم باصابع مرتعشة ناظرا اليه كمن لا يصدق ...وفجأة انهمرت دموعه ووقع ارضا على ركبتيه يضم كفيه على الخاتم ....وجلت من رد فعله وهممت ان انحنى اليه لارفعه عن الارض عندما رفع رأسه الى اعلى صارخا صرخة مدوية
ياااااااااااااااااااااااااا الله !!!!!
خلتُ الدنيا باسرها سمعت صرخته ....فُتح باب الحجرة ودخل علينا صديقى وابنته وبعض المدعوين مآخوذين متسائلين ...
ابتعدت بسرعة فى حين التفوا هم حوله ...اقترب منى احد المدعوين سألا عما حدث ..
تمتمت له ان خطيبته أحلام ....وقبل ان اكمل قاطعنى معاتبا لائما بشدة .....لماذا كلمته عنها ..؟؟ بالله عليك ...لقد كاد يموت الف مرة حزنا عليها منذ وفاتها قبل عام مضى ...
ارتعد جسدى كله وانا احملق فى الرجل مصدوما اردد ...
تقول ماتت منذ عام ......؟؟؟؟؟!!!!
هز راسه قائلا ...لقد انقذته من حادث مروع وماتت وهى تدفعه بعيدا عن السيارة ...لم يكن من اليسير جمع اشلائها ...
ابتعدت عن الرجل مسرعا اعدو خارجا الى الحديقة وانا انادى باكيا
أحلاااااااااااااااااااااام ...!!!
..........................تمـــــــــــــــــــــــــــت ........................
 

الأحد، 2 ديسمبر 2012

الأســــــــــــــــــــــرة !!!!

الاحد 2 ديسمبر2012

الأســــــــــــــــــــــرة !!!!
 


بدأ الامر ذات ليلة ...كانت الام ترضع وليدها ذو العشرة اشهر بينما ألتف الاطفال الثلاثة حول والدهم يرجونه ان يلعب معهم لعبة الاستخفاء ...ظل يحاول اثناءهم عن طلبهم متعللا بارهاقه وظلوا هم يلحون راجين اياه ان يقبل ...
واخيرا رضخ لهم
خلاااااويييييييييص ...أجيب البوليييييييس ....
لم يرد عليه احد من الاطفال ...استدار ليبحث عنهم باس
ما ...
التعلب المكار جعان .....وبيدور على حاجة ياكلها ....
اتجه ينظر الى مداخل الحجرات ..يبدو انه سمع حركة من المطبخ ..
اظهر وبان لهاكلك من الودان ....انا شامم ريحتك ..
هجم على اول طفل صائحا مسكتك ...ضحك الطفل الاكبر فقبله ابوه
واستدار يبحث عن الاخرين ...التعلب لسة جعان ...انا جى ..فى حد فى الاوضة دى...
كان على مدخل حجرة الاطفال ...اتاه صوتها الحنون الصغير من اسفل الفراش ..لآ مافيش حد هنا .....زحف اليها متصنعا البحث حتى امسك بها وسط ضحكاتها البريئة ...
ودلوقتى فين العكروت الصغير ...آه ..أكيد عند أمه ....التعلوب فى الطريق يادبدوبى الصغنن ...
الزوجة تبتسم والاب والطفلان يبحثون تحت الفراش وبجوار المقعد الكبير ولا يجدون الطفل ...
نظر اليها الاب باسما متسائلا ...ابتسمت وهى تشير براسها الى الدولاب ...اندهش الاب ...تقدم من الدولاب ممثلا هجوم الثعلب ...فتح بابى الدولاب وهو يصيح ...امسكووووه ...
لم يكن الطفل امامه ...التفت الى زوجته متسائلا .ومن جديد اعادت الاشارة الى الدولاب هامسة ...جوه ...شوفه كويس ...أزاح الاب الملابس المتدلية يمينا وشمالا ..لا احد هناك ...
سأل الزوج زوجته ...فين المجرم ده ...انت مخبياه فين ..؟؟
تعجبت المرأة وهى تنزع ثديها من فم الرضيع وتهمس حتى لا توقظه .. ازاى مش شايفه ..؟؟
كانت ملامح وجهها لا توشى بانها تسخر منه بل بدا الانزعاج واضحا عليها وسرعان ما اصاب شعورها الزوج ...اسرعت هى الى الدولاب تزيح كافة الملابس جانبا ....لم يكن الطفل هناك ...
صرخت ....الولد راح فين ؟؟
وقبل ان يفزع الجميع كما فزعت اتاهم الصوت من خلفهم ..
انا هنا ....ضحكت عليكم ..
التفتوا ليروا الصغير ذا الثلاثة سنوات يقف على باب الحجرة ....اقبل الاب والطفلان عليه ضاحكين فى حين وقفت الام والدهشة تملء وجهها ... !!!!!
...كانت ترضع الرضيع عندما نظر اليها الطفل الصغير ...التقت عيناها بنظرته ....يصوبها الى صدرها المكشوف ....مازال يحملق ....صاحت عليه ..لم ينتبه ...وجدت نفسها بحركة غير شعورية تضع كفها على صدرها وهى تنهر الطفل ..
ماما عاوز ارضع زى الولد ده ...
اتسعت عيناها دهشة لما تسمعه منه لاول مرة ...كانت نظراته حادة تكاد تحس وخزها على صدرها ...
....بابا هو الاولاد الصغيرين لما بيموتوا بيروحوا فين ...؟؟
سأل الابن الاكبر اباه فامتعض الاب للسؤال مستنكرا ...دقق النظر فى وجه الطفل ...واجابه ..عند ربنا فى الجنة ياحبيبى ...
ابتسم الطفل ضاحكا وهو يبتعد ...استغرب الاب وزادت دهشته عندما سمعه يقول كأنما كان يحدث نفسه ...مش صحيح ..انا عارف بيروحوا فين ....
...ماما ممكن تسرحيلى شعرى ...
طلبت منها الطفلة وهى تبتسم وتمد يدها اليها بالمشط ..
ابتسمت الام وادارت الطفلة ليواجه ظهرها جلستها ...مسحت بيدها على راس الطفله وهى تمرر المشط خلال شعرها ...
الطفلة تترنم باغنية غير واضحة الكلمات ...
غريبة ...شعرك بقى ناعم قوى ياحبيبة ماما ..!!!
ضحكت الطفلة ومازالت تترنم بلحنها بلا توقف ...
استيقظ الاب فجرا ليشرب عندما سمع الصوت صادرا من حجرة الاطفال .. .اقترب من الباب ..فتح فرجة منه ...الصغير يسير على قدميه وكفيه وسط الحجرة بينما شقيقيه يسيران على اياديهما وارجلهما الى اعلى وهمهمات غريبة تصدر من الجميع ...خفق قلب الرجل بسرعة مذعورا من المشهد ...فتح الباب ودخل مسرعا يناديهم ...
....حسة بحاجة غريبة فى البنت والولد الصغير ....حاجة بدأت اقلق منها ...
كانت تخاطب زوجها وهما فى الفراش والرضيع بينهما نائما ...قال لها وهو يتثاءب ...
حاجات ايه الغريبة ..!!!؟؟.نامى نامى وخلى الموضوع ده للصبح ...
اطفأت النور بجوار الفراش وهى تصغى السمع ليصل اليها صوت الاطفال من بعيد يترنمون بكلمات غير واضحة ذات ايقاع غريب...
ولما كانت قد جذبت الغطاء الى رقبتها لتنام فلم تشاهد كيف ان قدمى الزوج قد امتدتا لتتجاوزا حافة الفراش بعيدا عن الغطاء ...لم تكونا مشعرتين بهذه الصورة من قبل...!!!
..........................تمـــــــــــــــــــــــــــــت ........................
 
......................................................................
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )

رواه البخاري (3280) ومسلم (2012)