الاثنين، 3 ديسمبر 2012

أعز النــــــــــــــــــــاس ...!!

الاثنين 3 ديسمبر 2012

أعز النــــــــــــــــــــاس ...!!
 

كدت اعتذر له مكتفيا بالتهنئة عبر الهاتف وارسال باقة من الورد اليه ...الا ان الحاحه ان احضر جعلنى لا استطيع الا الموافقة ..
صديقى الطبيب الجراح والليلة حفل خطبة ابنته ...
توجهت الى فيلته الكبيرة ...الانوار تستقبلك من البوابة الخارجية لتزدان بها الحديقة ...اصوات الموسيقى العذبة يصدح صداها الحنون فى المكان أتية من الداخل ......يبدو الحفل راقيا بمعنى الكلمة ....
قلة من المدعوين توزعوا فى جنبات الحديقة ...اما الباقين فمع الخطيبين بالداخل ...
ألتقانى سعيدا مرحبا ...توجهت معه الى ابنته ..كم تبدو فى قمة الجمال ...سلمت على خطيبها وانا انظر اليه وشعور بالدهشة والتساؤل سكن ملامحى فاخفيته سريعا ...هنأتهما وابتعدت اجد لنفسى مكانا ...
الاغانى الرقيقة تنساب ..البعض يرقص والبعض يتجاذب اطراف الحديث ....مر علىّ صديقى مجددا ...قبل ان يتكلم سارعت اسأله ....مابال خطيب ابنتك تبدو عليه مسحة من حزن ..؟؟
استنكر الرجل سؤالى بل واعترض متعجبا منه ...
اعتذرت عن ملحوظتى وتركته اجول بين المدعوين قليلا ...
لم ادر كيف وجدتنى ابتعد عن الجميع قاصدا الشرفة الجانبية للفيلا ...الهدوء مع صدى خفيف للموسيقى يصل الى هناك ...هذا الجو هو مايأثرنى ...دخلت الى الشرفة الواسعة ...الازهار فى كل مكان ونسمات الليل الناعمة ترسم على المكان مع ضوء القمر اجمل لوحة ...انتبهت الى حركة بالقرب من باب الشرفة الثانى المطل على داخل الحفل....كانت تقف هناك كمن تسترق النظر عبر الباب ...كدت انصرف من الشرفة خارجا عندما التفتت وشاهدتنى انظر اليها ....
يا للرقة والجمال !!! ...كانت اجمل فتاة ربما شاهدتها من قبل ..
اخذتنى بغتة واذا بها اقتربت منى وعلى وجهها ابتسامة شاحبة ..ابتسمت بدورى وانا اهمس معتذرا ..قالت بصوت رقيق بالكاد سمعته ..لا داعى للاعتذار ...كنت اشاهد العروسين فقط ..
اتجهت الى سور الشرفة بجوار الازهار والورود ...
تبعتها مأسورا ...صرت لا اسمع من اصوات الحفل الا صدا بعيدا خافتا ...ألست مدعوة للحفل ؟؟
سألتها محاولا ان يكون صوتى لطيفا حتى لا اخجلها ..
ابتسمت وهى تهز رأسها نفياً ثم همست ...انا أحلام خطيبته السابقة ..
فاجأتنى الجملة ودون ان انطق أشرت الى الداخل وانا اومىء برأسى فاعادت هز راسها ...
تلعثمت الكلمات فى فمى فما استطعت الكلام ...اسئلة عديدة طافت ببالى ...كل هذه الرقة والعذوبة ....لماذا ...وكيف ...اقتربت هى منى اكثر وقالت ..ايمكن ان اطلب منك أمرا....
قلت وقد تفجرت مشاعر داخل قلبى لا استطيع وصفها ...بل لك ان تآمرين بما شئتِ ...
همست وعينيها تبرق بلمعة لدمعة جاهدت ان تمنعها ...
بلغه اننى سعدت جدا من اجله ...واننى اشكره من كل قلبى ..
ثم رفعت كفها امامى وهى تشير الى اصبعها ...قل له ان خاتمه كان باقياً يحتضن اصبعى حتى الليلة ...اما الان ...فهى أحق به منى ....
امسكت بالخاتم تنزعه برفق كمن لا تود ان تفعل ذلك ...وعندما خرج من اصبعها سقطت دمعتها جارية ...
كدت ان ابكى من فرط رقة صوتها ونبرة الشجن المذبوح فيه ...ومما شاهدته منها ...تمتمتُ متلعثماً ..
لكن ...هذا أمر .....أمر صعب ....صعب جدا ...والليلة بالذات .....
كانت عيناها تنظران الى عينى فما تمالكت امام النظرات الراجية الا ان اهمس بصوت ربما لم يصل اليها ....حسنا ..سأفعل ...
تناولت الخاتم منها ...التفتت تستدير متجهة الى السلم الجانبى للشرفة المؤدى للحديقة ...تبعتها ببصرى وانا اقبض على الخاتم وقلبى تموج به مشاعر تتصارع فى تضاد ...
اختفت بين الاشجار ...اسرعت الخطوات الى الداخل وعاد الى مسامعى الضجيج واصوات الحفل ...
اتجهت مباشرة الى الشاب ..وبابتسامة فاترة وجهتها لابنة صديقى
طلبت منه ان انفرد به دقيقتين ...قام الشاب داهشا واتجهت به الى اقرب حجرة ...دخلنا واغلقت بابها ...
نظرات التساؤل والحيرة تملء الشاب ....اقتربت منه وبلا مقدمات
مددت يدى اليه بالخاتم وانا اقول له ..
احلام كانت هنا تراقبك ....تبلغك انها..
ارتسمت الدهشة الصاعقة على وجهه مقاطعا اياى وممسكا بذراعيى بقوة ....احلااااام !!!
اكملت نعم ...هى تبلغك انها سعيدة من اجلك وان خاتمك كان معها حتى الليلة ..
كان الشاب يتنفس بسرعة كمن يبحث لرئتيه عن هواء فلا يجد ...عيناه ذاهلتان وشفتاه ترتعشان ..
مدت يدى بالخاتم اليه قائلا ...تقول لك ان الاخرى احق به الان ..
هز الشاب راسه وهو يمسك الخاتم باصابع مرتعشة ناظرا اليه كمن لا يصدق ...وفجأة انهمرت دموعه ووقع ارضا على ركبتيه يضم كفيه على الخاتم ....وجلت من رد فعله وهممت ان انحنى اليه لارفعه عن الارض عندما رفع رأسه الى اعلى صارخا صرخة مدوية
ياااااااااااااااااااااااااا الله !!!!!
خلتُ الدنيا باسرها سمعت صرخته ....فُتح باب الحجرة ودخل علينا صديقى وابنته وبعض المدعوين مآخوذين متسائلين ...
ابتعدت بسرعة فى حين التفوا هم حوله ...اقترب منى احد المدعوين سألا عما حدث ..
تمتمت له ان خطيبته أحلام ....وقبل ان اكمل قاطعنى معاتبا لائما بشدة .....لماذا كلمته عنها ..؟؟ بالله عليك ...لقد كاد يموت الف مرة حزنا عليها منذ وفاتها قبل عام مضى ...
ارتعد جسدى كله وانا احملق فى الرجل مصدوما اردد ...
تقول ماتت منذ عام ......؟؟؟؟؟!!!!
هز راسه قائلا ...لقد انقذته من حادث مروع وماتت وهى تدفعه بعيدا عن السيارة ...لم يكن من اليسير جمع اشلائها ...
ابتعدت عن الرجل مسرعا اعدو خارجا الى الحديقة وانا انادى باكيا
أحلاااااااااااااااااااااام ...!!!
..........................تمـــــــــــــــــــــــــــت ........................
 

هناك تعليقان (2):

  1. ارتأيت أن يكون تعليقي هذه المرة هنا....قصة رومانسية رائعة وحزينة..ولعل اصدق الحب هو ما يتجاوز حدود الحياة الى الموت الا يقولون احب فلان حتى الموت ..هي احبته فعلا لدرجة الموت لانقاذه وهو احبها الى ما بعد موتها ...فكرة القصة ذكرتني بقصة سلسلة امريكية كنت احبها كثيرا لسيدة كانت لها قدرة التواصل مع ارواح الموتى فكانت تفك بذلك العديد من الالغاز ...دمت بتالق اشراق مغربي

    ردحذف
  2. لا زلت لم انتهي بعد من تكملة قراءتها وكل يومين تقربا او كل ما تسنى لي وقت امر بها فارجو الا تتسرع في الحكم اخي علاء.. لاعيب في الرواية مطلقاوهي من روائع ما كتبت فعلا وانت اكثر من يعلم اني ل اجامل في الابداع كما لا احب ان اعلق على شئ لم اقرؤه بعد والخيري في التعليق هو من هذا المنطلق وليس لاني لم احب الوراية بل على العكس تماما ولي عودة للتعليق وبدون استعجال.............اشراق مغربي

    ردحذف