العطـــــــــــــــــــــا ء ..
همست له وهى تبتسم وتدفعه برقة ونعومة عن وجهها...
احنا بقينا بعد الفجر ...هتنام امتى ...ميعاد الطيارة الساعة سبعة
همست له وهى تبتسم وتدفعه برقة ونعومة عن وجهها...
احنا بقينا بعد الفجر ...هتنام امتى ...ميعاد الطيارة الساعة سبعة
....نظر الى وجهها الملائكى ...كفيه على وجنتيها لا يود تركها ..احساس
غامض يقرع باب قلبه هذه المرة ....كانت عيناها تنظران الى عينيه ...كل
الشوق فيهما ...كل الحب يملؤهما ...كل الحنين الطاغى يقول له احبك ...
همس لها ..هنام فى الطيارة ....اقولك حاجة ..؟؟
رمشت عيناها كأنما ترد عليه فقال بصوت خالطته نبرة قلق ...والله حاسس انى مش عاوز اسافر المرة دى ....
ابتسمت وكأن الدنيا باسرها تعطرت ....همست له ...دا شغلك ...وكمان جلسة العلاج ...مش ممكن تتأخر ....علشان خاطرى ..برقت عيناها بسنا دمعة محبوسة ....ماتمالك نفسه فعاد يلثم شفتيها بجنون وهو يحتضنها ...
.....كانت ترافقه فى سيارته الى المطار كما اعتادا كلما كان مسافرا عائدا الى عمله بالسعودية ...
يده اليسرى على عجلة القيادة واليمنى تتشابك اصابعها مع اصابع يسراها فى تعانق وصوت فريد يحوطهما...
اعمل ايه..... اعمل ايه .....اعمل ايه..... يا حبيبي .......اللي فات من عمري بتندم عليه ........متقبلناش من زمان مع بعض ليه ...
السيارة تنطلق مسرعة ومازالت غصة بقلبه تعتصره لا يدرى سببها....هل هو شعوره بقرب النهاية ...؟؟
هل ما اخبره به الطبيب المعالج له فى السعودية مؤخرا هو السبب ..؟؟
لقد تدهورت حالة كليتيه تماما وماعادت جلسات الغسيل تجدى نفعا ...يجب عملية لزرع كلية جديدة ...لم يتوافر له مبلغ شراءها بعد ....كان يخفى الامر عنها ..اخبرها ان العلاج يسير فى طريق الافضل ...كذلك استحلف عمها الطبيب الجراح الذى يتردد عليه كلما عاد من عمله الا يخبرها شيئا ....كان يكتم آهات التعب وهو معها حتى لا تشعر به ....يتصنع الابتسام بينما طعنات المرض تنغرس فى جانبيه ....
ضغطت اصابعه على اصابعها فبادلته الضغط باصابعها الرقيقة وهى تلتفت اليه باسمة ..
والعيون.... لو تنحرم يا حبيبي منك... تبقى ايه فايدتها واعمل بيها ايه ...
تبادلا النظرات ...يلمح فى عينيها نفس بريق الدمعة الحزينة ...زاد قلقه اكثر..رفعت يده الى شفتيها فطبعت على اصابعه قبلة دافئة خال كل الحنان والشوق قد اودعتهما فيها
وانت عارف كل حاجة ......بس ده مش كل حاجة .......ده انت لو تطلب عنيا مش كفاية.....
وصل الى المطار ...استحلفها ان تعود بالسيارة ولا تنتظره كما سابق المرات ...كانت بوادر ازمة جديدة من الالام العاصفة تنذره انها فى طريقها اليه ...
لم يدخل الى المطار الا بعد ان ركبت عائدة ....اسرع الى الداخل يخرج من حقيبته الدواء المسكن ...تناوله بسرعة وارتمى على احد المقاعد يضغط بكفه على خلف جانبه الايمن..
فكر فى الرجوع ...قلبه يعتصر وتنفسه يضيق ....شعور غامض يسحقه ...انطلق رنين هاتفه ...انها هى ...لا يدرى لماذا هاجمه الفزع فجأة وهو يسرع بالرد ...لم تكن هى ...صوت غليظ يخبره ان صاحبة الهاتف اصطدمت سيارتها باخرى على الطريق ....كادت ضربات قلبه تفجره وهو يصرخ متسائلا بعشرات الاسئلة....
كأنما لم يعرف ألام نوبات الكليتين سابقا.....تناسى تماما ما يعصف به وهو ينطلق خارجا قاصدا اول سيارة امامه لينطلق الى حيث اخبره المتصل باسم المستشفى ...
سارع يطلب عمها وبصوت متهدج ترتعد كلماته المختنقة اخبرها ما حدث ليلحق به اليها ...
وصل الى حيث المستشفى...كان يهرول كالمجنون يسأل الجميع عن صاحبة حادث الطريق ....
اخبروه انها بعمليات الطوارىء .....اسرع اليها والدموع تغشى عينيه
....قابله احد الاطباء ....سأله راجيا ....الامر جد صعب ..لقد اصيبت بشدة فى راسها وصدرها ...نزفت كثيرا ...تحتاج الى دم كثير ..فصيلتها سالب اوو (-o)....ولا يوجد بالمشفى مثلها ...صرخ عليه انه من ذات الفصيلة ...اسرع يخلع عنه الجاكت ويشق قميصه وهو يبكى لينزعه كاشفا ذراعه للطبيب وهو يقول له راجيا..
اقسمت عليك ....لو شفتنى باموت ....اوعى ....اوعى تبطل نقل الدم ليها ...ارجوك ....اتوسل ليك .....حاول تنقذها ...
كان ممدا على سرير بجوار سريرها ينظر اليها وانابيب نقل الدم تمر بينهما....يضغط باسنانه يحاول ان يخفى ما يشعر به ...
مرت الدقائق و الطبيب وفريقه يعملون ...العرق يغطى جبينه ......خفقات قلبه تتزايد ..الالام تنهشه مجددا...روحه تنسل منه ..الاشباح تتراءى امامه ....انتبه لصوت القادم مسرعا يصيح...انت بتموت نفسك ولا ايه ..؟؟
كان عمها الجراح قد دخل يرتدى رداء الاطباء المعقم ومعه احدى الممرضات تحمل ثلاثة اكياس من الدماء سارعت بتركيب اولها لتضخه الى جسدها ....فى حين اسرع الرجل الى الطبيب ليعرف منه حالتها ...
توجه اليه يساعده على النهوض...وهو يهمس له ..ان شاء الله هاتكون بخير .....انت انقذتها .....لكن اللى عملته ده كان انتحار
نظر اليه شاحبا وهمس باعياء ...فداها روحى..
ربت الرجل على كتفه وهو يهز راسه تعجبا قائلا ..
اقولك حاجة ...كانت محلفانى بعد ماعرفت منى بتطور حالتك انى ما اقولكش .....؟؟
نظر اليه متسائلا فقال الرجل له ..
كانت مرتبة معايا اعملها عملية بكرة الصبح علشان تهديك كليتها
.وقعت الكلمات عليه تأخذ بمجامع كيانه ومشاعره واحاسيسه وتطوف بذاكرته نظرات الشجن ودمعة عينيها الحبيسة وتخيلها وهى عائدة بالسيارة لا ترى طريقها من فرط الدموع ...
.......................... ..تمــــــــــــــــــــــ ـت .......................
همس لها ..هنام فى الطيارة ....اقولك حاجة ..؟؟
رمشت عيناها كأنما ترد عليه فقال بصوت خالطته نبرة قلق ...والله حاسس انى مش عاوز اسافر المرة دى ....
ابتسمت وكأن الدنيا باسرها تعطرت ....همست له ...دا شغلك ...وكمان جلسة العلاج ...مش ممكن تتأخر ....علشان خاطرى ..برقت عيناها بسنا دمعة محبوسة ....ماتمالك نفسه فعاد يلثم شفتيها بجنون وهو يحتضنها ...
.....كانت ترافقه فى سيارته الى المطار كما اعتادا كلما كان مسافرا عائدا الى عمله بالسعودية ...
يده اليسرى على عجلة القيادة واليمنى تتشابك اصابعها مع اصابع يسراها فى تعانق وصوت فريد يحوطهما...
اعمل ايه..... اعمل ايه .....اعمل ايه..... يا حبيبي .......اللي فات من عمري بتندم عليه ........متقبلناش من زمان مع بعض ليه ...
السيارة تنطلق مسرعة ومازالت غصة بقلبه تعتصره لا يدرى سببها....هل هو شعوره بقرب النهاية ...؟؟
هل ما اخبره به الطبيب المعالج له فى السعودية مؤخرا هو السبب ..؟؟
لقد تدهورت حالة كليتيه تماما وماعادت جلسات الغسيل تجدى نفعا ...يجب عملية لزرع كلية جديدة ...لم يتوافر له مبلغ شراءها بعد ....كان يخفى الامر عنها ..اخبرها ان العلاج يسير فى طريق الافضل ...كذلك استحلف عمها الطبيب الجراح الذى يتردد عليه كلما عاد من عمله الا يخبرها شيئا ....كان يكتم آهات التعب وهو معها حتى لا تشعر به ....يتصنع الابتسام بينما طعنات المرض تنغرس فى جانبيه ....
ضغطت اصابعه على اصابعها فبادلته الضغط باصابعها الرقيقة وهى تلتفت اليه باسمة ..
والعيون.... لو تنحرم يا حبيبي منك... تبقى ايه فايدتها واعمل بيها ايه ...
تبادلا النظرات ...يلمح فى عينيها نفس بريق الدمعة الحزينة ...زاد قلقه اكثر..رفعت يده الى شفتيها فطبعت على اصابعه قبلة دافئة خال كل الحنان والشوق قد اودعتهما فيها
وانت عارف كل حاجة ......بس ده مش كل حاجة .......ده انت لو تطلب عنيا مش كفاية.....
وصل الى المطار ...استحلفها ان تعود بالسيارة ولا تنتظره كما سابق المرات ...كانت بوادر ازمة جديدة من الالام العاصفة تنذره انها فى طريقها اليه ...
لم يدخل الى المطار الا بعد ان ركبت عائدة ....اسرع الى الداخل يخرج من حقيبته الدواء المسكن ...تناوله بسرعة وارتمى على احد المقاعد يضغط بكفه على خلف جانبه الايمن..
فكر فى الرجوع ...قلبه يعتصر وتنفسه يضيق ....شعور غامض يسحقه ...انطلق رنين هاتفه ...انها هى ...لا يدرى لماذا هاجمه الفزع فجأة وهو يسرع بالرد ...لم تكن هى ...صوت غليظ يخبره ان صاحبة الهاتف اصطدمت سيارتها باخرى على الطريق ....كادت ضربات قلبه تفجره وهو يصرخ متسائلا بعشرات الاسئلة....
كأنما لم يعرف ألام نوبات الكليتين سابقا.....تناسى تماما ما يعصف به وهو ينطلق خارجا قاصدا اول سيارة امامه لينطلق الى حيث اخبره المتصل باسم المستشفى ...
سارع يطلب عمها وبصوت متهدج ترتعد كلماته المختنقة اخبرها ما حدث ليلحق به اليها ...
وصل الى حيث المستشفى...كان يهرول كالمجنون يسأل الجميع عن صاحبة حادث الطريق ....
اخبروه انها بعمليات الطوارىء .....اسرع اليها والدموع تغشى عينيه
....قابله احد الاطباء ....سأله راجيا ....الامر جد صعب ..لقد اصيبت بشدة فى راسها وصدرها ...نزفت كثيرا ...تحتاج الى دم كثير ..فصيلتها سالب اوو (-o)....ولا يوجد بالمشفى مثلها ...صرخ عليه انه من ذات الفصيلة ...اسرع يخلع عنه الجاكت ويشق قميصه وهو يبكى لينزعه كاشفا ذراعه للطبيب وهو يقول له راجيا..
اقسمت عليك ....لو شفتنى باموت ....اوعى ....اوعى تبطل نقل الدم ليها ...ارجوك ....اتوسل ليك .....حاول تنقذها ...
كان ممدا على سرير بجوار سريرها ينظر اليها وانابيب نقل الدم تمر بينهما....يضغط باسنانه يحاول ان يخفى ما يشعر به ...
مرت الدقائق و الطبيب وفريقه يعملون ...العرق يغطى جبينه ......خفقات قلبه تتزايد ..الالام تنهشه مجددا...روحه تنسل منه ..الاشباح تتراءى امامه ....انتبه لصوت القادم مسرعا يصيح...انت بتموت نفسك ولا ايه ..؟؟
كان عمها الجراح قد دخل يرتدى رداء الاطباء المعقم ومعه احدى الممرضات تحمل ثلاثة اكياس من الدماء سارعت بتركيب اولها لتضخه الى جسدها ....فى حين اسرع الرجل الى الطبيب ليعرف منه حالتها ...
توجه اليه يساعده على النهوض...وهو يهمس له ..ان شاء الله هاتكون بخير .....انت انقذتها .....لكن اللى عملته ده كان انتحار
نظر اليه شاحبا وهمس باعياء ...فداها روحى..
ربت الرجل على كتفه وهو يهز راسه تعجبا قائلا ..
اقولك حاجة ...كانت محلفانى بعد ماعرفت منى بتطور حالتك انى ما اقولكش .....؟؟
نظر اليه متسائلا فقال الرجل له ..
كانت مرتبة معايا اعملها عملية بكرة الصبح علشان تهديك كليتها
.وقعت الكلمات عليه تأخذ بمجامع كيانه ومشاعره واحاسيسه وتطوف بذاكرته نظرات الشجن ودمعة عينيها الحبيسة وتخيلها وهى عائدة بالسيارة لا ترى طريقها من فرط الدموع ...
..........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق