الخميس، 20 ديسمبر 2012

مشوار الحيــــــــــــــــاة

الخميس 20 ديسمبر 2012

مشوار الحيــــــــــــــــاة

 

عـلــى طــــــــول الـحيـاة ...... نقابـل نــــــــاس
نـعــرف نـــاس .....ونــرتـاح ويــا نـاس عــن نـاس
كانت شمس المغيب تودع الافق المجروحة ألوانه وهو يراقبها جالسا فى ذات الموضع من نفس المحل الذى شهد اغلب لقاءاتهما
كانت دوما تحب هذه الشجرة التى تظلل مائدتهما ...كانت تعشق معه رؤية الغروب ..كثيرا ما قالت باسمة وهى تحتضن اخر خيوط الشفق بناظريها ...اشهدى يا اخر سطور هذا النهار اننى احبه حد عمر الحياة على الارض...
كانت تتشابك اصابعهما وهما يلوحان للقرص الخمرى بينما تذوب اخر شهقات ألوانه فى ماء النيل ...

وبيــدور الـزمـــن بـيـنــــــا...... يـغيــر لون ليـالينـا
بنتــوه بين الزحام والناس ......ويمكـن ننســى كل الناس
ولا ننســـــــــــــى حبايبنـا....... أعـز النـاس....... حـبـايـبـنـا
اليوم يجلس وحيدا يراقب اخر غروب يعشقه ... ليست معه ...لم
تجلس كما اعتادت فى موضعها ....لم ولن تأتى مجددا ...راحلة هى صباح باكر الى حيث تزف على رجل أخر ...
الثراء والسلطة هزما الفقر والحب ...لم يرتضوه اهلها ...قوبل طلبه بسخرية ابيها رجل الاعمال ...كيف لمثله ان يفكر فى الارتباط بمثلها ...هكذا سخر منه ...
ســنيـــن وســنيـــن..... ووعود ....ما نحس بوجودها ولا وجـــودنا
اخر ما شاهده منها دمعة حزينة وهى تشهد خروجه من بيتها كالمطرود...يعلم انها حاولت ولكنها اضعف من ان تغير الامر
...حفظ لها تلك الدمعة كأخر رسالة اليه...
ولحظـــــــة حب عشنــاهــا ....نعـيـــش العمـــر تسعـدنــا
وميـن ينسى ......ومين يقدر في يوم ينسى....... شعاع أول شرارة حـــــب

ـــــ قلبى اخبرنى اننى ساراك هنا ...
انتبه للصوت الحنون كما نسمة الصباح...التفت سريعا لا يصدق اذنيه ...انها هى تقف خلفه ترمى اليه باروع نظراتها
كاد يختطفها بين ذراعيه عندما ابتعدت خطوة صغيرة متجهة الى مقعدها صامتة ..
تراجع عن مشاعره وجلس ينظر اليها ...
ونــظـــــرة مــن بــعــيـــد لـبـعـيـــــد....... تـقــول حـبـيـــت
ورمــش يـقــــول غـلـبنــــي الــحـــب غلبنــــــــي
جالت ببصرها فى وجهه الحزين .....ـــ جئت اراك قبل سفرى
...لم يرد بشىء ...اطرقت ببصرها الى المائدة تنظر يديه المتشابكة اصابعهما ...ضمت يديها معا وسحبتهما اليها قائلة
ــ انت تعرف ان الامر اقوى منى وهو بالرغم عنى ايضا ...
صدرت من راسه شبه هزة بسيطة بينما عيناه ترقبان خلجاتها
ــ لن انسى ايامنا ما حييت ...
قالتها وهى تحتضن بعينيها نظراته ...
ومين ينسـى ..... وميـــن يقــــدر ف يـــــوم ينســــــــــــــى
ليالي الشـــــوق ولا نـــــارها ......وحــــلاوتــها ......ولا أول سلام بالإيـــــد
ولا المــــواعيد ......ولهفتها...... ولا ننســـــى....... ولا نـــقدر يـــوم ننســى
حاول النطق ...شعر بجفاف فى حلقه ...كانت كلماته مرتبكة تبحث حروفها عن نفسها لتتجمع..
اتمنى ...لك ..كل السعادة ....
اهتزت راسها وترقرقت عيناها .... ــ ارجوك لا تعذبنى الان برقتك....لا تظلمنى بها..
فك اصابع يديه ليضع كفيه على المنضدة ...ــ أظلمك ..؟؟؟
همس كالمعاتب وكأنه يقول ...انا المذبوح حد الموت ...
لمح دمعتها تجرى على خدها ...سارعت بيد مرتعشة تمسك بنظارتها ترتديها ...قال لها .ـــ من يحب لا يظلم ...واذا كنت اشعر اننى المظلوم فثقى اننى لا يمكننى ظلمك ولو للحظة .....
انت غدا ستعيشين احلامى معك فى احضان اخر ...اخر لا اعرفه ولم اره سيسلبنى تاريخى كله فى يوم واحد ...
ومع ذلك اتمنى لك السعادة ....فهل اظلمك حقا .؟؟
حـبـيــب قــلبـــــــــي ...وروح قـلبـي..... حيـاة قـلبــي
يــا أغــلى الـنــاس.....يــا أحلــى النـاس..... يا كل النـاس
قامت تمسح اصابعها دموعها ...لاحظ كم ترتعش اصابعها
قالت بصوت متهدج ....اردت وداعك ....وتمنيت ان لو اراك صباحا ايضا قبل ان ارحل..
قام واقفا يواجهها ....كان الانفعال يوشك ان يداهمه ..حاول ان يتمالك نفسه وهو يقول...اتودين منى هذا فعلا ..؟؟
زاد قبض اصابعها على حقيبتها لتخفى تلك الرعشات فيها وتمتمت هامسة بصعوبة ..
ــــ مثلى كمن تنال وجبتها الاخيرة قبل ان تبدأ صومها الطويل ..
ستكون عيناك اخر زاد تقتاته مشاعرى وبعدها سأكف عن الاحساس والشعور ...
كاد يمسك بها عندما استدارت مبتعدة ....ظل يراقب خطواتها حتى خرجت من المكان ....
اظلم الليل سريعا وما شعر الا ان حياته تمر باخر ليلها الحزين
بينما اخر كلمات اغنيتهما ينطلق فى الفضاء
حـبـيـــب قـلـبـــي.... وروح قـلـبــــي...... حـيـــاة قـلـبـي
لـســـــة مشــوار الـحـيـــاة ...... شـايــل لـنــا وقـفـات
معــالـم فـي طـريـــق الحب أحلـى كتيـر من اللـي فـــات...
......................تمـــــــــــــــــــــت ..........................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق