السبت، 30 يونيو 2012

صرخة الحـــــــــــــــــــلاج ...


السبت 30 يونيو 2012


صرخة الحـــــــــــــــــــلاج ....






كانت تباشير الصباح قد انارت باحة السجن ...الحارس الضخم مازال واقفا امام زنزانة الحسين بن منصور ..قابضا بيده على سيفه... اقتربت منه ..سألته : كيف حال سجينك فى ليلته الاخيرة ...؟؟
... هز رأسه قائلا ...لم أر بين المسجونين مثله .....لك ان تقترب وتنظر من فرجة النافذة ...
اعتليت جزع شجرة اسفل النافذة ....نظرت .....مازالت بقية من شمعة ضخمة بجوار الحائط ...هاهو ينحنى ساجدا وقيد الحديد فى قدميه ...وصل الى سمعى صوت نجواه خاشعا ....
ربى ...انت حبى الاكمل ....ملئت فؤادى حتى ماعاد فى صدرى فؤاد ...بل رب تجلى ................الهى ....لم أذق من نعمة احلى من قبلة على جبينى عفرتها ساجدا على التراب بين يديك ......
رجعت مآخوذا الى الحارس ...سألته داهشا ...ويحك ماذا رأيت من أمره ؟؟؟
قال الحارس ....أقسم بالله ما شاهدت منه الا عجبا ....السكينة والاطمئنان هما من يسكنان الزنزانة وليس رجلا كباقى الرجال ...
سمعنا الجلبة شديدة آتية من بعيد .....وقع اقدام ثقيلة تتجه الينا ..
قال الحارس : لقد أتوا ليأخذوه ...
..............................
صرت مع الجميع أنظر الرجل المكبل من قدميه بقيد حديدى والمعقودة كفاه الى خلف ظهره .....رأسه رغم انحناء كتفيه يبدو منتصبا... شاخصا الى السماء ولا تفارق البسمة شفتيه ...
الصياح يتزايد من الجنود .....الجموع تنظر صاخبة صارخة .....ساحة الاعدام قد امتلئت فلم يعد من موضع قدم ....
نظر الحلاج الى الجموع باسما ....صيحات الكثيرين تطارده ....اقتلوا الكافر الزنديق .....اقتلوا المشعوذ الحلولى ....
أفسحت لنفسى مجالا حتى اقتربت منه ....كان يتمتم باسما ...
اللهم ارزقنى شكر هذه النعمة التى انعمت علي حيث غيبت أغيارى عما كشفت لى من مطالع وجهك وحرمت على غيرى ما ابحت لى ...
صعد به الجنود الى منصة الاعدام ....تسلمه منهم السياف البدين ...فك قيوده عنه وضربه بقدمه فوقع ارضا على جذع شجرة فما زاد الا ابتساما .....هلل الجمع الواقف صارخين ...الله اكبر ...الله اكبر ...
انهال السياف على ظهر الحلاج بكرباج مفتول ذى مائة سوط ...مع كل جلده تتمزق ثياب الحلاج ويخط الكرباج بأسواطه عشرات الجروح النازفة على ظهره في حين لا يتحرك جسده او يتململ او يئن آنة واحدة .....زدت اقترابا منه كان ينظر باسما لى ....همست له ...
ياحلاج ألم ننهك عن العالمين ..؟؟
زادت بسمته وقال بصوت غير متهدج او مرتعش ومازال الجلد يهوى على ظهره ....يا ابا بكر ...ان معراج العاشقين طويل طويل ......والله ما بحت لهم بشيء الا تفسير حرف من قبس .....وما نطقت الا بوصف لحب تغلغل فى العروق فصار هو الدم والحياة ....
امسكه السياف بغلظة صائحا به ...امدد يسارك على هذا الجذع ....
مد الحلاج يده فبسطها على جذع الشجرة ...ارتفع السيف الثقيل يبرق فى الهواء وشهق الجميع صامتين .....ارتجف قلبى .....هوى السيف بعنف على المعصم لتسقط الكف على الارض ترتعش أصابعها ....صاح الجمع مكبرين ...انبثقت الدماء من المعصم تتقاطر وتسيل على ارض المنصة ...ترسم كلمات ...الله ...الله ...الله ....
نظر الحلاج الى معصمه النازف مبتسما ومد يمينه الى الدماء فى الارض وهو يقول .....هل من ركعتين بوضوء من دم يبدو لما خالطه من سر قدسى اطهر من صعيد عليه لهيب الشمس ..؟؟؟
صاح به السياف ........امدد يمينك يابن منصور ....
نظر اليه الحلاج والبشر على وجهه قائلا ...هاك يمناى يابن ام ....
من جديد ارتفع السيف ليهوى باترا الكف فيسقط بالقرب من سابقه ...ومن جديد ارتفعت الصيحات والتكبيرات فى حين ظل الحلاج ساكنا يتمتم ...أحد ..أحد ...أحد ...
ترقرقت عيناى بالدموع ....ناديته ...ياحلاج ...ما التصوف ...؟؟
رفع معصميه النازفين فسالت الدماء على ذراعيه ....هز رأسه وقد بدت نواجزه من شدة الابتسام قائلا ....ياشبلى أقل مراتبه ماتراه الان
.....اما اعلاه فبعد قليل تكاشفه ....
تعالت صيحات البعض ...اقتلوا الكافر الملعون ...اجهزوا عليه .........فى حين وصلتنى همسات البعض ...مابال الرجل لم يتأوه أو يتألم .....؟؟؟؟
اقترب السياف من الحلاج فرفسه بقدمه فى صدره ....وقع ارضا على ظهره ....امسك السياف بساق الحلاج اليمنى فوضغها على جذع الشجرة ..وبكل العنف طوح بالسيف عاليا ليهوى به على القدم العارية فاطارها ....ارتعش جسد الحلاج وظل يردد ...الله ...أحد ...الله ...أحد .........جذب السياف القدم الاخرى غير عابىء بالدماء التى صارت بركة تحت قدميه ...ومن جديد ارتفع السيف ليسقط باترا القدم ....هب الحلاج يسير على كراسيع رجليه بضعة خطوات والناس فى صياح عظيم ....بكيت لمشهده ....امسكه السياف من شعره وحمله حملا ليرفعه امام الجموع الصارخة والمهللة ....اشتد اللغط والتهليل ...طاف الحلاج ببصره في الجموع وما زاد عن الابتسام ...التقت عيناه بعينى ....اصابتنى رعدة رهيبة من نظرته غابت عنى صور الجموع من حولى ....صمتت اصواتهم جميعا وانا ارى الحلاج يقلب وجهه فى السماء وقد فرت الدموع من عينيه وبكل القوة صاح صارخا .......
الهى ...الهى ...لماذا تركتنى ..؟؟؟
برقت السماء وزمجرت رعدا .......ارتفع السيف يشق السحب امامى ليهوى مع ضربات البرق على عنق الحلاج ...
سقط الرأس امام قدمى .....افقت من شرودى على صيحات الجموع المكبرة والمهللة ....حمل احد الرجال الرأس المخضبة بالدماء وما لبث الا ورماه بعيدا وهو يصرخ مقسما... ان الرأس تكلم بين يديه ....سأعود بعد الثلاثين ......
التفت لمن حولى متسائلا .....هل سمعتم صرخة الحلاج ؟؟؟ هل سمعتم ماذا قال قبل ان يقتل ؟؟؟
نظر الرجال اليّ بدهشة واستنكار قائلين ...
لم يصرخ الحلاج ابدا ولم يلفظ باى كلمة ..بل ظل ناظرا الينا مبتسما .......انسحبت من وسط الجموع ومازالت صرخة الحلاج تدوى فى اذنى .....الهى ...الهى ...لماذا تركتنى ..؟؟؟

............................تمـــــــــــــــــــــــت ........................

 

الأحد، 24 يونيو 2012

بائــــع الفول وزعيم الفلــــــــــــــــــــــــول ...!!

الاحد 24 يونيو 2012

بائــــع الفول وزعيم الفلــــــــــــــــــــــــول ...!!
  ..

...طبق بالزيت الحار والشطة والليمون ياعم احمد ....ومتنساش وحياة ابوك قطع عليه قرن فلفل اخضر وشوية خضرة مع الطحينة وشعرة كمون ....وحبشة بالدقة وهات معاه طبق سلطة وشوية طرشى ............................بس كده من عنيا الاتنين ...لحظة واحدة على السخان جايلك اهوه ......
هكذا كان لقائى به كلما مررت عليه اذا كان طريقى يمر بالقرب منه ..اتناول على عربته الصغيرة المزدحمة دائما الذ واطيب طبق من الفول المدمس .. تقف عربته بجوار باب منزله الصغير المكون من دورين فقط .........ما زلت اذكر عندما اصاب الغلاء كل شيء وحتى البقوليات كافة .....لم يزد من سعر طبق الفول لديه ابدا رغم انتقاءه افضل الانواع واعداده بافضل الطرق طهيا .....قلت له وقتها ...ليه ما زودتش الاسعار زى غيرك ياعم احمد ...؟؟ ورد بوجهه البشوش ....يابنى الغلابة كتير ....خلى الناس تعرف تاكل ...واهو ربنا يبارك فى القليل يكتر .....
رددت عليه وانا اتأمل ملامحه التى تسكنها السكينة ...عارف يا عم احمد ...اسرائيل مش ممكن تحتلنا طول ما فيها ناس زيك .....
ضحك رغم عدم فهمه ما اقصد ....
كان يتناول معى اطراف الحديث اثناء تناولى الطعام ....لديه ثلاثة ابناء جميعهم على اعتاب الزواج ....يتمنى ان يستطيع استكمال بناء منزله ليخصص لكل منهم شقة ويظلوا جميعا حوله .....سألته وما المانع لديه ....اخبرنى ان جاره الملاصق له من الجهة الخلفية للمنزل موظف كبير هدده مرارا من ذلك لانه اذا ارتفع بناء منزله سيحجب عن ذلك الجار الاطلال على الشارع البحرى الذى فتح هو العديد من النوافذ فى منزله عليه
قامت ثورتنا العظيمة ... اسقطت غشم وتجبر نظام لم يعرف التاريخ افسد منه .......عندما التقيت به بعدها وجدت يافطة على عربته كتب عليها ....مافيش عندنا فول للفلول ......ضحكت فى وجهه وانا اشد على يديه ناظرا الى اليافطة ....قهقه كزغردة القلة اثناءالشرب وقال ....آمال يابنى ...خلى خيرنا للغلابة ...الغلابة وبس ....
شرع يبنى منزله ...كنت ارى اعمال البناء تستمر يوما بعد يوم ....عرجت عليه بالسؤال ذات مرة ....اخبار جارك المعاند ايه يا عم احمد ...؟؟ رد تملؤه السعادة ....زعيم الفلول ...؟؟ ولا يهمنى منه
احنا فى عهد جديد يابنى ....اللى زيه يختشوا على دمهم ويغوروا فى دهية بعيد عننا بقى ...
.هززت راسى مشجعا له وان كان قلبى قد اعتصرته غصة لم احب ان يراها على وجهى .......
مرت الايام والشهور انقطعت عنه لاسباب سفر طويل ........ عند عودتى اتخذت طريقى اليه مع وحشة لمذاق طعم الفول لديه ....
صعقت من المشهد امامى زلزلنى ما ارى من حطام لبيته المتهدم وهو يقف فوق الانقاض صارخا يكاد يشق صدر جلبابه من هول ما حل به واصابه .....
عرفت ان جاره بما لديه من اتصالات وقدرات جعل رئاسة الحى تهدم بناءه الجديد لعدم حصوله على ترخيص به ...واثناء الهدم تضررت اساسات البيت فهوى انقاضا .....تطلعت الى وراء الانقاض لارى بناء جاره قد ارتفع شاهقا اعلى مما كان ليطل ما شاء له على الشارع البحرى ....لكن ما اثار سخطى واشمئزاز كيانى ..تلك اليافطة الضخمة التى علقها ذلك الجار عالية فوق بيته كاتبا عليها .......
......................انا زعيم الفلول بكل فخر .................

..........................تمــــــــــــــــــــــــــــت ........................
 

الخميس، 21 يونيو 2012

انهم حولنـــــــــــــــا .....فاحذروا ....

الخميس 21 يونيو 2012

انهم حولنـــــــــــــــا .....فاحذروا ......

قصة قصيرة ..بقلمى / علاء الدين هدهد ...

..احدى ليالى شهر يناير الباردة...القمر فى المحاق ... و الوقت بعد منتصف الليل بثلاثة ساعات ...كانت تقود سيارتها عائدة من سفرها عبر الطريق الصحراوى ... بعض رزاز الامطار يتقاطر على زجاج السيارة...تجاوزت منذ قليل اخر استراحة على الطريق ....سيارات قليلة جدا تلك التى تمر بها فى هذا الوقت ..... صوت المذياع فى سيارتها مازال يصدح باغنية اجنبية ذات موسيقى عالية ..صاخبة
الكلمات .....تخيرتها من مجموعة الاشرطة الخاصة بها حتى تساعدها على اليقظة اثناء القيادة .... الانارة فى مقدمة السيارة تتيح لها الرؤية لمسافة بعيدة .....لم تكن السرعة عالية ....انتبهت فجأة على شبح فتاة صغيرة على البعد امامها تشير بيدها اشارة التوقف ...كانت المسافة بينهما مازالت بعيدة نوعا ما ...انتابتها الدهشة لوجود فتاة فى هذا الوقت والمكان وحدها ....تساءلت عما يمكنها ان تفعله ...هل تقف لها ..؟؟ ام تتجاوزها منطلقة .....؟؟ اقتربت السيارة من الفتاة التى كانت تمد ذراعها جانبا وتحرك كفها طالبة توقف العربة .. ترتدى فستانا ابيضا يتطاير حولها من شدة الرياح ..ربما لم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر .........لم تجد بدا من الابطاء والتوقف لها.....
اقتربت الفتاة من باب السيارة ...لم تعد رؤية ملامحها ممكنة بعد تجاوزها مقدمة السياة ....طرقت على زجاج النافذة مرارا ....
تخشى ان تفتح لها النافذة ...لكن مع استمرار الطرقات ...خفضت صوت الاغنية و فتحت جزءا صغيرا من الزجاج ...... ....حاولت الفتاة الاقتراب بفمها منه قائلة : لو سمحتى خدينى معاكى ....عاوزة اروح ....
سرت قشعريرة غامضة فى جسد المرأة ....الصوت يحمل نبرة غريبة لم تشعر براحة معها ....نطقت بصوت حاولت ان يبدو قويا ....انت مين ....ايه اللى وقفك هنا ..؟؟
ردت الفتاة وهى تمد اصابعها من فتحة الزجاج ضاغطة عليه كأنما تبغى فتح النافذة اكثر ...لو سمحتى ...انا بردانة ...خدينى معاكى
...وجدت نفسها تفتح الزجاج قليلا لتبدو منه رأس الفتاه ووجهها ....اضاءت النور الداخلى للسيارة ونظرت الى الفتاة التى اصدرت ضحكة عالية ......اندفعت دقات قلبها بسرعة جنونية وهى تنظر الى العينين المرعبتين ......حفرتان من السواد القاتم ..لا بياض فيهما ومع ذلك لهما حركة عادية ...تملكت الرعشة من يدها وهى تدير السيارة لتنطلق باقصى سرعة والفتاة تتشبث بزجاج النافذة صارخة ....خدينى معاكى .....خدينى معااااااااكى ....آآآآآآآآآآآآه ...
كانت الفتاة قد انفلتت يدها من فرط سرعة السيارة فوقعت متدحرجة على الطريق .....نظرت بسرعة الى الوراء وهى تصرخ وتبكى ...انحرفت السيارة من قبضة يدها المرتعشة على المقود ....تمايلت على جانبى الطريق ....حاولت السيطرة عليها ....تنفسها يتسارع بعنف ....عيناها تبكيان وصوتها يهمهم رعبا .....
استطاعت ان تعود الى الطريق وان تتمكن من القيادة ....خفضت سرعتها تدريجيا ...ووقفت على يمين الطريق ....بدأت الامطار تهطل بقوة ...القت برأسها على عجلة القيادة واستمرت تبكى ...اخذت تستعيذ بالله ...وتقرأ بعض ايات القرآن ... ثم قررت استئناف القيادة ....
نظرأت وراءها واذا بالضحكة تنطلق والفتاة فى المقعد الخلفى تردد
مش قلتلك خدينى معاكى ........لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ ...صرخت بكل الرعب ....ارتبكت حركتها ....حاولت النهوض بسرعة لتغادر السيارة وهى تمد يدها المرتعشة كأنما تبعد عنها ذلك الوجه وتلك العينين المظلمتين ......فجأة لم تر احدا فى السيارة ....المقعد خاليا تماما ..
همهمات البكاء المفزع تتملك من صوتها وتنفسها المتسارع يزيد رعشة جسدها ......اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....اعوذو بالله من الشيطان الرجيم .....اخذت تردد وهى تبتلع ريقها بصعوبة ناظرة فى كل ركن بالسيارة ....اسرعت تدير المذياع وتقلب فى اشاراته حتى اهتدت الى صوت قرأن الفجر .....
من جديد عادت للقيادة ....المطر يشتد .....مساحات الزجاج تعمل ..لكن الرؤية صارت صعبة ....كانت قد اقتربت كثيرا من القاهرة ...بدأت حركة سيارات تزداد ...شعرت ببعض الامان والراحة ...لكنها لم تكف عن تلاوة اية الكرسى ..ولم تكف عن الالتفات للوراء بين الحين والحين ...دقائق ووصلت الى بيتها ....اسرعت الخطوات الى الشقة ...دخلت وهى تتمتم الحمد لله ...الحمد لله ......ردت عليها ضاحكة وهى تجلس امامها على السرير ....تعالى جنبى ...هنا دفا احسن من برة ....ثم اطلقت ضحكتها المرعبة وهى تنهض مقتربة منها مادة يدها اليها وعيناها السودتان تتسعان كحفرتين عميقتين ....
.................................
تنبيه ............هم حولنا يتزايد عددهم ....يطلقون عليهم ذوى العيون السوداء المظلمة ....اذا التقيت باحدهم ...اياك ...اياك .....ان تدعوه لدخول سيارتك او بيتك اذا طلب منك ذلك .....واياك اياك ان تتجاهل طلبه مبتعدا عنه ......فقط حاول ان تبدو متزنا واصرفه بلطف ....والا ...لا تلمن الا نفسك ....ليس الامر مجرد قصة ....فهم حولنا ...فاحذروا منهم ...
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت .....................
 
 

الأحد، 17 يونيو 2012

عيــل * غتت * وجيل اخر زمن ...

الاحد 17 يونيو 2012

عيــل * غتت * وجيل اخر زمن ...
( بقلمى / علاء الدين هدهد )

رزقنى الله به بعد اربعة بنات .....كان مختلفا منذ اشهر حمله ...تعبت امه فى حمله اكثر مما لاقت فى حملها المرات السابفة ....كان (يركلها) بعنف ليلا فيوقظها فزعة ....كانه فى تدريب للكارتيه !!! وكانت تسبه غاضبه قبل ان تراه !!!
عند ولادته عانت اشد المعاناة ...استغرقت ولادته ستة ساعات !!!! نعم ستة ساعات ...كانت صرخات امه تخترق اجواء العيادة لتفزع المارة فى الطريق !!! خرجوووووووه !!! طلعوووووووه !!!! خلصونى منه ابن المجنونة....
......يقسم الطبيب انه لم يشاهد طفلا يخرج من بطن امه وما يلبث الا ويفتح عينيه مثل هذا الطفل ...نظر للطبيب صامتا شذرا ....ففزع منه الطبيب ...لطمه على مؤخرته فصرخ صرخة عالية اخافت الجميع ....
قال لى الطبيب : الواد ده هايكون له معاك موال طوييييييييييييل !!!!!
وصدق الطبيب ....
مرت السنتان الاوليان علينا انا وامه بشق الانفس ....حرمنا فيها النوم ..
كنا نتكلم همسا ونسير على اطراف اصابعنا اذا نام ....وحاشى لله ان ينام !!! بل كانت له قدرة غير طبيعية على السهر واذا تغامضت عيناه فللحظات ويجب ان يكون محمولا على كتفى او كتف امه ....
اكتشفنا الوسيلة الوحيدة التى كانت تسكته ....قليلا ....
التليفزيون !!!!
كان ينظر مشدوها مبلما متيسا امام الشاشة ....لكن الى الافلام السينمائية ....لم يكترث الى افلام الكرتون ..كما يفعل كل خلق الله من الاطفال ....واذا حدث وتحولت القناة التى يبحلق فيها يطلق صرخة مجنونة كما صافرة المطافىء .....اشمعنى المطافى ؟؟؟ لانها اعلى من سرينة الاسعاف !!!
كان المهم لدينا ان يصمت بلا صراخ ....فكانت اشاراته اوامر لنا واجبة التنفيذ .....
لا انكر ان فترة بداية نطقه للكلام كانت رائعة خاصة من لدغته فى بعض الحروف مايقرب من الثلاثين ..!!!! ماذا ؟؟ تقولون لا يوجد من الحروف ثلاثين ......انتم واهمون ياسادة !!!!
كانت له حروفه المشعبكة المتكعبلة التى لا تمت للغة العربية بصلة..كأنه يتكلم الصينية او لغة الماو ماو .... اذا كان احدكم يعرفها ..
اخيرا فطمته امه بعد عناء طويل تجاوز الحد الاقصى للرضاعة مخالفا احكام الشرع متزايدا عن العامين بأربعة اشهر ..!!!! تتساءلون لماذا ........اهو غتاتة وغلاسة منه والسلام ...
تجاوز العام الثالث .....تغيرت فيه اشياء كثيرة ...تحسن نطقه قليلا ..الا انه يفاجئك بردود لا يمكن ان تخطر لك على بال ابدا .......لكنه ظل على تعلقه غير الطبيعى بالتليفزيون ...ونظرا لاستغراق عملى معظم وقتى وما كان فائضا منه يحتله الكومبيوتر والنت والفيس بوك ...فلم تكن لى متابعة للتليفزيون الا نادرا ...
كان لديه حب استطلاع واستكشاف لكل ماهو حوله ...كنت يوما اكتب على الكومبيوتر احدى المذكرات الهامة ثم تركت الجهاز لبعض شأنى وعندما عدت وجدت الكارثة ...كان قد تعلق بالمقعد فتسلقه ليصل الى المكتب والى لوحة المفاتيح للكومبيوتر ...رأيته ماسكا الماوس وضاربا على كل الازرار كأنه يعزف على الاورج ....صرخت بفزع لما شاهدته على الشاشة من مصائب ....نهرته بعنف فرد بصراخ غاضب قوى فى وجهى ....وجدت نفسى اعاقبه ضربا على يده فصرخ يبكى ومن بين دموعه قال بصوت مبحوح متقطع محشو باللثغات.......:
هو كله ضلب ...ضلب ..مافيس ستيمة ولا ايه ...
المصيبة انه لم يكن يضحك بل يبكى ...كدت انفجر غيظا وضحكا معا .......كثيرا ما جائنى يتلصص دون ان اشعر به الا عندما يمر بين قدمى فافزع للمفاجأة فينظر الى ضاحكا ثم يسألنى ..
بابا ...هى النملة الصغننة بتعطس ..؟؟ ....وقبل ان افيق من السؤال يلاحقنى بآخر ...طب هى الدبانة بتكح ..؟؟
وبمناسبة الدبانة ....اقصد الذبابة كان لى معه موقف منيل ...لا اعرف كم مرة شاهد اغنية الذبابة لذلك الرجل الاسمر النحيل واذا به يملاء علينا الدنيا صراخا بها.... كان يمط بها صوته الرفيع الحاد ...
ذبااااااااااابة ...برا رام .....بيرارام ...بم بم ....... ...
ياأبنى اسكت عاوز اشتغل .......ذبااااااابة ....!!
طب ياحبيبى وطى صوتك .......ذبااااااااااااااااااااااااابة ...!!!!
يازفت الطين دماغى وجعانى ......برا رام .....بيرارام ...بم بم ....
لا يجدى الكلام معه ...اقوم اليه غاضبا فامسكه من قفاه لاخرجه خارج غرفتى وما ان نصل لبابها فيتشبث به ناظرا الى قائلا ...
احنا هانخس م الباب ده ....والبوليس ها يخس م الباب التانى ...ونتفئس هنا .......فلما يرانى محملقا فيه يضحك قائلا ....سكلك فاهم يانوصة ....
استمر لايام كلما كلمته يردد كلمتين فقط لا افهم منهما شيئا ...يأتى بهما وسط كلماته بمناسبة وبدون مناسبة ....تيجر ....تيجر المفأجة .......هكذا ينطق بهما ......واخيرا عرفت انهما يخصان اعلانات حبوب رجالية مقوية ..!!! هذا الكارثة يحفظ كلمات الاعلانات والاغانى وكل شيئ ......حاولت معه تنمية هذا الحفظ لقصار السور من القرآن .....استجاب قليلا لكنه ظل على عادته ....
جاءنى يوما وهو يسألنى متفكرا ...بابا ..هى ايه هى الفجارجة ..؟؟
استوضحت منه الكلمة مرتين وهو يعيدها كما هى ...الفجارجة ..
قال ....اللى الراجل خدها فى الفلم وهو فلحان ....
اتسعت عيناى دهشة وتعجب وانا افهم ماذا يقصد ..انها الفياجرا !!!
ولعلمى انه يجب ان نعطى للاطفال اجابات سليمة لكن على قدر اعمارهم وفهمهم ...قلت له ياحبيبى دى علاج علشان هو عيان ...
وبعدين انت بتتفرج على الافلام الوحشة دى ليه ....اتفرج على القط والفار ....يرد وهو يجرى مبتعدا ...قط وفار ده معفن ....
وكانت الحادثة التى خجلت كلما مرت حتى على ذاكرتى ....
كان يزورنى صديق لى هو وزوجته ..كنا نجلس فى حجرة مكتبى نتحادث وصديقى يشكو تعبا اصاب قولونه العصبى ....دخل الصغير العكروت علينا ....استقبله صديقى وزوجته بالابتسام واللهو معه
وفجأة اخرج صديقى كبسولات علاجه لاخذها فى موعدها واذا بالمصيبة المتحركة يرمقه بشدة ثم يقول له ....انت بتاخد فجارجة ياعمو ....هو انت تعبان ..؟؟
نظر الرجل محملقا فيه ثم فى وجهى ثم فى وجه زوجته ثم يحملقان هما فيّ متساءلين ...فى حين كنت ابتلع ريقى بصعوبة ووجهى يتدرج بألف لون من الخجل .....
قلت فى نفسى ......يخرب بيت سنينك يا مصيبة ....من النهاردة مافيش تليفزيون ليك .....مافيش ..مافيش ..مافيش..

...............................تمــــــــــــــــــــت ....................
 
.

الخميس، 14 يونيو 2012

الدواااااااااامـــــــــــــــــة ...والنفـــــــق .....

منذالخميس 14 يونيو 2012


الدواااااااااامـــــــــــــــــة ...والنفـــــــق .....


كنت عائدا من عملى عصر اليوم مستقلا مترو الانفاق من محطة الشهداء ....ليس من زحام كما هو معتاد فى هذا التوقيت ...قلة قليلة من الركاب من تقف بين المقاعد ...جلست بجوار شاب كان منهمكا مع جهاز الكومبيوتر الخاص به يتصفح مواقع اخبارية وبين الحين والاخر يهز راسه تأسفا ...ملت عليه فضولا لارى ما يشاهده
نظر الىّ فابتسمت له فقال :
انت عارف ايه اللى مودينا فى داهية ..؟؟
وجمت من السؤال وقد ظننت انه تضايق منى ...استطرد وحده ..
احنا عندنا حزب من قديم الازل ...من ايام الكاتب القرفصاء ...اسمه حزب النحويين الاحرار ....
ضاقت عيناى وانا انظر اليه تعجبا .....اعاد وضع نظارته على عينيه وقال ...عارف قصة اهل الازهر لما بعت نابليون رسالته ليهم يهددهم بدخول الازهر بالخيل ..عارف هم عملوا ايه ..؟؟..هززت راسى كمن يعرف ...صاح فى وجهى :
شكلك متنيل ومش عارف حاجة .............هممت ان اعترض غاضبا فقاطعنى بصوت عالى جعل كل الركاب يلتفتون الينا :
قعدوا يحللوا الرسالة من الناحية اللغوية ويعربوا كلماتها .....
ردت سيدة متوسطة العمر تجلس بجوار الشاب ...يانهارهم اسود ...هم عملوا كده ..؟؟
وعلق رجل اخر امامنا ....آه عاملوا كده ...انا قريت الموضوع ده قبل كده ....نظر الشاب اليهما بضيق وقال ...
المصيبة ان احنا عندنا الحزب ده بتوسع ...من اول الثورة وكل خطوة نخدها يقعد اعضاء الحزب يحللوها ويفنطوها ويرفعوا قضايا علشان يلغوها....كل حاجة ...ماسبوش اى فعل او خطوة للثورة الا ومسخوه بالشكل ده ...
وصل المترو محطة احمد عرابى ...نزل البعض وهو يضرب كفا بكف من حديث الشاب وركب اخرون ...استمر الشاب فى حديثه معى

المشكلة انهم مش عايزين يعترفوا ان احنا فى ثورة ....بيعتبروها هوجة عيال وانتهت ....
قلت متسائلا ...خير فى حاجة حصلت ..؟؟
رمقنى تأففا وهو ينقل البصر بينى وبين جهازه ....ثم قال :
احنا مستنيين حكم المحكمة الدستورية فى قانون العزل ومجلس الشعب ....
قلت ....ايوه صحيح الحكم النهاردة ...ربنا يستر ويكون خير ...
عاد ينظر الى جهازه ثم الى وجهى بامتعهاض وقال متأففا ...
ياااارجل ...هو فى فى الدنيا ثورة بالشكل ده ..؟؟؟ ثورة مستنية احكام المحاكم علشان تكتمل او تنتهى ....!!!! الثورة فى حد ذاتها خروج على القوانين ....
قلت موافقا ..صحيح ...الثورة هى تجمع من المواطنين يهدف لقلب نظام الحكم القائم...يعنى فعلها مجرم فى قانون العقوبات ....
صاح فجأة وهو يهز كتفى بقوة ..
ايوه كده ...مانت بتفهم اهوه ....يعنى لو مانجحتش الثورة كل المتظاهرين دول كانوا هايتحاكموا بالتهم دى وغيرها كمان ...وقدام نفس القضاء اللى هايحكم عليهم ...
سرت همهمة من بعض الركاب تؤيد كلام الشاب ...فاكمل وهو يجول ببصره فيهم ....لكن طالما نجحت يبقى تتعامل بمقاييس تخالف القوانين العادية اللى كانت هاتحاكمها لو فشلت ...
رد رجل عجوز ...والله عندك حق يابنى ...كلام معقول برضو ..
توقف المترو فى محطة جمال عبد الناصر ....نزل البعض ووجدت الكثيرون قد تحلقوا حول الشاب يستمعون ...
قال الشاب : ازاى بنحاكم اللى اسقطناهم بنفس القانون اللى اسقطنا مواده اللى كانت هاتحاكمنا لو فشلنا فى ثورتنا ...؟؟وازاى كل خطوة لينا يرفعوا عليها قضية جديدة علشان يلغوها وبرضو بنفس القانون ....الثورة ثورة فى كل شيء فى القانون وفى المحاكمة كمان ...وطبعا فى الاجراءات السريعة واللى تخلى النظام الثورى الجديد يتمكن من فرض رؤيته الجديدة للبلد ....آمال كانت بتقوم الثورة ليه .....؟؟؟...المصيبة ان احنا وقعنا فى دوامة .......او دخلنا نفق مظلم طويل مش عارفين نهايته فين واخرته ايه ....
رد احد الشباب ساخرا ....المحامين من اتباع الثورة المضادة هم اللى بيرفعوا القضايا دى ...دنا سمعت انهم رافعين قضية علشان يفرجوا عن المخلوع بالافراج الصحى ....
عقب شاب اخر ضاحكا ....وبكرة هتلاقى محامين تانين رافعين قضية ببطلان الثورة شكلا وموضوعا واعادة الحال الى ماكان عليه..
كان الشاب بجوارى يستمع محملقا فى جهاز الكومبيوتر عندما صاح بقوة غاضبا :
وادى الدستوريةحكمت بعدم دستورية العزل ...يعنى شفيق مستمر فى الانتخابات ..شفتم المفاجأة ......ومش بس كده دى حكمت بعدم دستوريةانتخاب ثلث اعضاء البرلمان ...والكارثة انه بكده يعتبر البرلمان كله محلول بقوة القانون .....التفت مدققا النظر فى وجهى ولما شاهدنى صامتا اتابعه صرخ بعنف ...يعنى اتنيلنا ورجعنا لمربع البداية من تانى ...حراااااام عليكوا .......يانااااااس احنامش فى وقت عادى ...احنا فى ثورة ...فى ثورة ...فى ثورة ...

قال ذلك وهو يغلق جهازه حانقا غاضبا ونهض ينتفض جسده من شدة الغضب ...توقف المترو فى محطة السادات فسارع الشاب بالنزول ...تتبعته ببصرى خلال نافذة المترو على رصيف المحطة ...كان مازال يصيح بكل العنف غاضبا ....افهموا بقى ...احنا فى ثورة
...فى ثورة .....
غادر المترو المحطة والناس بين مؤيد لكلام الشاب وبين متابع لتحليل الحكم الجديد ومدى انعكاساته على المرحلة القادمة ....
اقوال واقوال ...اراء واراء مضادة ..تحليلات وعكسها ...المترو يتوقف ويغادر محطة سعد زغلول ... طوفان المناقشات يحتد وانا اتذكر كلام الشاب عن حزب النحويين الذى يحلل كل حدث ويفترض فروضه العديدة ثم يتجادل فى الفروض وحلولها دون ان ينتهى بحلول قطعية وصل المترو محطة السيدة زينب اول محطة بعد عبور الانفاق
....فجأة اطفأت أنوار المترو الداخلية لكننا لم نرى انوار المحطة الخارجية مضاءة بشكل كامل وكانت الرؤية ضعيفة جدا ....

....................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت ..........................
 

الاثنين، 11 يونيو 2012

الفيس بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوك ..!!

الاثنين 11يونيو 2012

الفيس بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوك ..!!

...مرت سنةمنذ طلق زوجته الاولى و ثمانية اشهر منذ تزوج الثانية ...وشهر واحد منذ اختلف معها وتشاجرا لتترك له المنزل غاضبة تنتظر عند اسرتها ...كان ذات يوم يتجاذب اطراف الحديث مع صاحبه وهما يجلسان معا فى حجرة مكتبه الخاصة بمنزله كانت اثار الغضب والفراق بينه وبين زوجته مازالت تخيم عليه...... صاح به صاحبه مقاطعا الحديث الدائر بينهما ........انت ازاى مالكش صفحة على الفيس بوك لغاية دلوقتى ..؟؟؟
وقبل ان يرد عليه لحقه بقوله ....يابنى دى بقت من الضروريات ...زيها زي الموبايل...وزى الرقم القومى كمان ...وهى دى اللى هاتخرجك من الازمة اللى بتمر بيها دلوقتى ...
منذ ذلك اليوم كانت له صفحته الخاصة لكنه فضل ان يختار لنفسه
اسما رمزيا وصورة لطفل دامع العينين ....وصارت صفحته ..( الملاك الحزين ) متنفسه ونافذته الخاصة على العالم ....رسم لنفسه شخصية تختلف فى كل شيء عن حقيقته الواقعة ....
يكتب الاشعار وينتخب افضل الصور الرومنسية .. يتخير الموسيقى الحالمة ....صار له من الاصدقاء كثيرون .. رجال ونساء .... نسى فى غمرة عالمه الجديد مشاكله مع زوجته ....ماعاد يحاول الاتصال بها ...وماعاد يرسل اليها احدا من الاصدقاء يسترضيها ....ابتلعه خضم الصداقات والمشاركات والاعجابات التى تتوالى على صفحته تمتدح شخصيته الرومنسية الهادئة الساحرة .....تعرف على صديقة جديدة اسمها على صفحتها الوردة الهامسة وكانت صورتها وردةحمراء رائعة الجمال ....صارت تتجاذب معه الدردشة والاحاديث المطولة ...عرف عنها الكثير ...ارملة هى مات زوجها منذ سنتين ....تعشق الهدوء والرومنسية مثله تماما .....تعلق بها ...صار ملازما لجهاز الكمبيوتر معظم الوقت ...يتبادلان الحديث ويزدادان تعارفا وقربا ...فوجىء ذات يوم باختفاء صورتها من قائمة اصدقاءه ...صدمه الامر ...كاد ان يجن ....حاول بكل الطرق محادثة اصدقائهما المشتركين ليعرف اخبارها ....قالوا له انها اختفت ايضا من صفحاتهم ...فى هذا التوقيت جاءه البعض باخبار من زوجته انها ترغب فى الانفصال بعد هذه المدة التى تجاهلها فيها ......لم يلق بالا للأمر ...قال لمن ارسلتهم ...تعمل اللى هى عايزاه ........كان كل هاجسه استعادة تلك التى شغف بها .....وبعد يوم واحد من اختفاءها عادت مجددا ....لم يصدق عينيه وهو يرى الوردة الحمراء تعود لتزين صفحته ....اسرع الى الدردشة يحادثها ....انهال عليها بالاسئلة ...اجابت بضحكة طويلة هههههههههه اتقفل الحساب منى فجأة وتنيتنى احاول استعيده لغاية ما نجحت .....
عادت العلاقة بينهما عبر الفيس اقوى مما كانت ...بل شعر انها تشجعه اكثر فأكثر .....تبادلا ارقام المحمول ليسهل الحديث بدلا من الدردشة ..كم شعر بصوتها الهامس الساحر يأخذه الى عالم من النشوى .....اتفقا على اللقاء....وحددا الموعد والمكان واتفقا على علامة التعارف ...الوردة الحمراء بيد كل منهما .......بعد ثلاثة ايام من الان.......قالت له اذا حدث جديد سأخبرك عبر الدردشة ....ومن جديد اغلقت صفحتها...اصابه الغيظ وكاد الضيق يفتك به ....وكان اليوم الاخير قبل المقابلة ...عادت مجددا لتخبره انها كادت تفقد الصفحة ..لكنها تود لقاءه بسرعة .........اعاد تأكيد الموعد والمكان وعلامة التعارف عليها ... ..
فى احد المحلات الاكثر رومنسية على شاطىء النيل وفى الموعد المحدد كان متواجدا بيده الوردة الحمراء الرائعة ...نظر الى المقاعد والجالسين ليشاهد من تجلس بمفردها متجهة بنظرها الى النيل وعلى المنضدة امامها وردة حمراء ....توجه باسما اليها ...يشعر باثارة طاغية ولهفة صبى مراهق وليس رجلا تزوج سابقا ....دنا من مقعدها وانحنى ليقترب منها هامسا .....الوردة الهامسة ....التفتت اليه باسمة وهى تخلع نظارتها السوداء وترفع خصلات شعرها هامسة ....الملاك الحزين .........وكانت الشهقة ونظرة الفزع والغضب والذهول من كليهما .....انت .؟؟!!؟!؟ ....انتى ..؟؟؟!!!؟
بقى انتى الوردة الهامسة ..؟؟ صرخ فيها بعنف .....وانت بقى الملاك الحزين ؟؟.!!! ردت بعنف اشد واعقبت ....جتك ستين نيلة .... رد وهو يتفجر غيظا ...أهو انت يامصيبة سودة ....هو انتى ورايا ورايا .....انا مش طلقتك ياولية انت ....يخرب بيت الفيس واللى عملينه .....صرخت فى وجهه ...كان يوم اسود يوم ما دخلت الصفحة المنيلة دى ....
فى نفس الاثناء كانت تقف متوارية تشاهد ما يحدث ذاهلة ترتجف وبيدها وردة حمراء ...زوجته وهى تهمس لنفسها ...يادى المصيبة ..يادى الدهية ....احمدك يارب ...احمدك يارب ...
رمت الوردة وانطلقت مبتعدة قبل ان يراها احد ......

............................ تمــــــــــــت ..........................................