الخميس، 21 يونيو 2012

انهم حولنـــــــــــــــا .....فاحذروا ....

الخميس 21 يونيو 2012

انهم حولنـــــــــــــــا .....فاحذروا ......

قصة قصيرة ..بقلمى / علاء الدين هدهد ...

..احدى ليالى شهر يناير الباردة...القمر فى المحاق ... و الوقت بعد منتصف الليل بثلاثة ساعات ...كانت تقود سيارتها عائدة من سفرها عبر الطريق الصحراوى ... بعض رزاز الامطار يتقاطر على زجاج السيارة...تجاوزت منذ قليل اخر استراحة على الطريق ....سيارات قليلة جدا تلك التى تمر بها فى هذا الوقت ..... صوت المذياع فى سيارتها مازال يصدح باغنية اجنبية ذات موسيقى عالية ..صاخبة
الكلمات .....تخيرتها من مجموعة الاشرطة الخاصة بها حتى تساعدها على اليقظة اثناء القيادة .... الانارة فى مقدمة السيارة تتيح لها الرؤية لمسافة بعيدة .....لم تكن السرعة عالية ....انتبهت فجأة على شبح فتاة صغيرة على البعد امامها تشير بيدها اشارة التوقف ...كانت المسافة بينهما مازالت بعيدة نوعا ما ...انتابتها الدهشة لوجود فتاة فى هذا الوقت والمكان وحدها ....تساءلت عما يمكنها ان تفعله ...هل تقف لها ..؟؟ ام تتجاوزها منطلقة .....؟؟ اقتربت السيارة من الفتاة التى كانت تمد ذراعها جانبا وتحرك كفها طالبة توقف العربة .. ترتدى فستانا ابيضا يتطاير حولها من شدة الرياح ..ربما لم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر .........لم تجد بدا من الابطاء والتوقف لها.....
اقتربت الفتاة من باب السيارة ...لم تعد رؤية ملامحها ممكنة بعد تجاوزها مقدمة السياة ....طرقت على زجاج النافذة مرارا ....
تخشى ان تفتح لها النافذة ...لكن مع استمرار الطرقات ...خفضت صوت الاغنية و فتحت جزءا صغيرا من الزجاج ...... ....حاولت الفتاة الاقتراب بفمها منه قائلة : لو سمحتى خدينى معاكى ....عاوزة اروح ....
سرت قشعريرة غامضة فى جسد المرأة ....الصوت يحمل نبرة غريبة لم تشعر براحة معها ....نطقت بصوت حاولت ان يبدو قويا ....انت مين ....ايه اللى وقفك هنا ..؟؟
ردت الفتاة وهى تمد اصابعها من فتحة الزجاج ضاغطة عليه كأنما تبغى فتح النافذة اكثر ...لو سمحتى ...انا بردانة ...خدينى معاكى
...وجدت نفسها تفتح الزجاج قليلا لتبدو منه رأس الفتاه ووجهها ....اضاءت النور الداخلى للسيارة ونظرت الى الفتاة التى اصدرت ضحكة عالية ......اندفعت دقات قلبها بسرعة جنونية وهى تنظر الى العينين المرعبتين ......حفرتان من السواد القاتم ..لا بياض فيهما ومع ذلك لهما حركة عادية ...تملكت الرعشة من يدها وهى تدير السيارة لتنطلق باقصى سرعة والفتاة تتشبث بزجاج النافذة صارخة ....خدينى معاكى .....خدينى معااااااااكى ....آآآآآآآآآآآآه ...
كانت الفتاة قد انفلتت يدها من فرط سرعة السيارة فوقعت متدحرجة على الطريق .....نظرت بسرعة الى الوراء وهى تصرخ وتبكى ...انحرفت السيارة من قبضة يدها المرتعشة على المقود ....تمايلت على جانبى الطريق ....حاولت السيطرة عليها ....تنفسها يتسارع بعنف ....عيناها تبكيان وصوتها يهمهم رعبا .....
استطاعت ان تعود الى الطريق وان تتمكن من القيادة ....خفضت سرعتها تدريجيا ...ووقفت على يمين الطريق ....بدأت الامطار تهطل بقوة ...القت برأسها على عجلة القيادة واستمرت تبكى ...اخذت تستعيذ بالله ...وتقرأ بعض ايات القرآن ... ثم قررت استئناف القيادة ....
نظرأت وراءها واذا بالضحكة تنطلق والفتاة فى المقعد الخلفى تردد
مش قلتلك خدينى معاكى ........لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ ...صرخت بكل الرعب ....ارتبكت حركتها ....حاولت النهوض بسرعة لتغادر السيارة وهى تمد يدها المرتعشة كأنما تبعد عنها ذلك الوجه وتلك العينين المظلمتين ......فجأة لم تر احدا فى السيارة ....المقعد خاليا تماما ..
همهمات البكاء المفزع تتملك من صوتها وتنفسها المتسارع يزيد رعشة جسدها ......اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....اعوذو بالله من الشيطان الرجيم .....اخذت تردد وهى تبتلع ريقها بصعوبة ناظرة فى كل ركن بالسيارة ....اسرعت تدير المذياع وتقلب فى اشاراته حتى اهتدت الى صوت قرأن الفجر .....
من جديد عادت للقيادة ....المطر يشتد .....مساحات الزجاج تعمل ..لكن الرؤية صارت صعبة ....كانت قد اقتربت كثيرا من القاهرة ...بدأت حركة سيارات تزداد ...شعرت ببعض الامان والراحة ...لكنها لم تكف عن تلاوة اية الكرسى ..ولم تكف عن الالتفات للوراء بين الحين والحين ...دقائق ووصلت الى بيتها ....اسرعت الخطوات الى الشقة ...دخلت وهى تتمتم الحمد لله ...الحمد لله ......ردت عليها ضاحكة وهى تجلس امامها على السرير ....تعالى جنبى ...هنا دفا احسن من برة ....ثم اطلقت ضحكتها المرعبة وهى تنهض مقتربة منها مادة يدها اليها وعيناها السودتان تتسعان كحفرتين عميقتين ....
.................................
تنبيه ............هم حولنا يتزايد عددهم ....يطلقون عليهم ذوى العيون السوداء المظلمة ....اذا التقيت باحدهم ...اياك ...اياك .....ان تدعوه لدخول سيارتك او بيتك اذا طلب منك ذلك .....واياك اياك ان تتجاهل طلبه مبتعدا عنه ......فقط حاول ان تبدو متزنا واصرفه بلطف ....والا ...لا تلمن الا نفسك ....ليس الامر مجرد قصة ....فهم حولنا ...فاحذروا منهم ...
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت .....................
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق