الأحد، 24 يونيو 2012

بائــــع الفول وزعيم الفلــــــــــــــــــــــــول ...!!

الاحد 24 يونيو 2012

بائــــع الفول وزعيم الفلــــــــــــــــــــــــول ...!!
  ..

...طبق بالزيت الحار والشطة والليمون ياعم احمد ....ومتنساش وحياة ابوك قطع عليه قرن فلفل اخضر وشوية خضرة مع الطحينة وشعرة كمون ....وحبشة بالدقة وهات معاه طبق سلطة وشوية طرشى ............................بس كده من عنيا الاتنين ...لحظة واحدة على السخان جايلك اهوه ......
هكذا كان لقائى به كلما مررت عليه اذا كان طريقى يمر بالقرب منه ..اتناول على عربته الصغيرة المزدحمة دائما الذ واطيب طبق من الفول المدمس .. تقف عربته بجوار باب منزله الصغير المكون من دورين فقط .........ما زلت اذكر عندما اصاب الغلاء كل شيء وحتى البقوليات كافة .....لم يزد من سعر طبق الفول لديه ابدا رغم انتقاءه افضل الانواع واعداده بافضل الطرق طهيا .....قلت له وقتها ...ليه ما زودتش الاسعار زى غيرك ياعم احمد ...؟؟ ورد بوجهه البشوش ....يابنى الغلابة كتير ....خلى الناس تعرف تاكل ...واهو ربنا يبارك فى القليل يكتر .....
رددت عليه وانا اتأمل ملامحه التى تسكنها السكينة ...عارف يا عم احمد ...اسرائيل مش ممكن تحتلنا طول ما فيها ناس زيك .....
ضحك رغم عدم فهمه ما اقصد ....
كان يتناول معى اطراف الحديث اثناء تناولى الطعام ....لديه ثلاثة ابناء جميعهم على اعتاب الزواج ....يتمنى ان يستطيع استكمال بناء منزله ليخصص لكل منهم شقة ويظلوا جميعا حوله .....سألته وما المانع لديه ....اخبرنى ان جاره الملاصق له من الجهة الخلفية للمنزل موظف كبير هدده مرارا من ذلك لانه اذا ارتفع بناء منزله سيحجب عن ذلك الجار الاطلال على الشارع البحرى الذى فتح هو العديد من النوافذ فى منزله عليه
قامت ثورتنا العظيمة ... اسقطت غشم وتجبر نظام لم يعرف التاريخ افسد منه .......عندما التقيت به بعدها وجدت يافطة على عربته كتب عليها ....مافيش عندنا فول للفلول ......ضحكت فى وجهه وانا اشد على يديه ناظرا الى اليافطة ....قهقه كزغردة القلة اثناءالشرب وقال ....آمال يابنى ...خلى خيرنا للغلابة ...الغلابة وبس ....
شرع يبنى منزله ...كنت ارى اعمال البناء تستمر يوما بعد يوم ....عرجت عليه بالسؤال ذات مرة ....اخبار جارك المعاند ايه يا عم احمد ...؟؟ رد تملؤه السعادة ....زعيم الفلول ...؟؟ ولا يهمنى منه
احنا فى عهد جديد يابنى ....اللى زيه يختشوا على دمهم ويغوروا فى دهية بعيد عننا بقى ...
.هززت راسى مشجعا له وان كان قلبى قد اعتصرته غصة لم احب ان يراها على وجهى .......
مرت الايام والشهور انقطعت عنه لاسباب سفر طويل ........ عند عودتى اتخذت طريقى اليه مع وحشة لمذاق طعم الفول لديه ....
صعقت من المشهد امامى زلزلنى ما ارى من حطام لبيته المتهدم وهو يقف فوق الانقاض صارخا يكاد يشق صدر جلبابه من هول ما حل به واصابه .....
عرفت ان جاره بما لديه من اتصالات وقدرات جعل رئاسة الحى تهدم بناءه الجديد لعدم حصوله على ترخيص به ...واثناء الهدم تضررت اساسات البيت فهوى انقاضا .....تطلعت الى وراء الانقاض لارى بناء جاره قد ارتفع شاهقا اعلى مما كان ليطل ما شاء له على الشارع البحرى ....لكن ما اثار سخطى واشمئزاز كيانى ..تلك اليافطة الضخمة التى علقها ذلك الجار عالية فوق بيته كاتبا عليها .......
......................انا زعيم الفلول بكل فخر .................

..........................تمــــــــــــــــــــــــــــت ........................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق