عندما مات الرحمة المهداة ...!!!
الجميع فى المسجد بين مصل وصامت يدعو ..واخرين يبكون لما نال الرسول الكريم من اوجاع المرض وقد اشتدت رحاها به طيلة الايام السابقة ...
كثير من العيون تعلقت بستر حجرة السيدة عائشة المطل على المسجد .....تهفو ارواحهم الى الاطمئنان على رسول الله ...فهم منذ اخر عهدهم به عندما كان أتيا من منزل السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة محمولا محموما يتصبب عرقا ولا يقوى على السير وحده ...انخلعت افئدتهم حزنا وألما لرؤيته على ذلك النحو ....وعندما دخلوا به حجرة عائشة واهنا يتألم تمسح عائشة جبينه مما ينهرق عليه من عرق غزير وهو يهمس من قسوة الالام ...لا اله الا الله ....ان للموت لسكرات .............استبد بهم القلق واخذهم لغط عظيم سرعان ما تحول فى المسجد الى ضجة عالية مختلطة بنحيب وبكاء وصلت اناتهم وضجتهم الى رسول الله فسأل يكابد اوجاعه .....ما هذا ..؟؟
اجابه من حوله ..يارسول الله الناس يخافون عليك ...
تحامل على نفسه قائلا ....احملونى اليهم ....ثم حاول النهوض وحده فوقع ...حاول ثانيا فخارت قواه من شدة الحمى .....همس ان صبوا فوقى الماء ....فسارعو يصبون على رأسه سبعا من القرب مملؤة بالماء حتى اخذته افاقة ....حملوه الى المسجد واجلس على المنبر وسط ضجيج الجموع وبكاءهم ....كم من صوت يبكى ...فديناك بارواحنا واموالنا واولادنا واباءنا يارسول الله ......
نظر اليهم الرسول الكريم وقال ...ايها الناس موعدكم معى ليس الدنيا .....موعدكم معى عند الحوض ......
بدأ الناس يهدأون .....تتعلق عيونهم وقلوبهم بوجه رسول الله وهو يكمل ...والله لكأنى انظر اليه من مقامى هذا .... ..أيها الناس والله ماالفقر اخشى عليكم ولكنى اخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما اهلمتهم .....
صمت برهة ...يجول النظر فيهم ....الصمت يخيم عليهم و السكون يحلق فوق الهامات ترقبا لكلمات الحبيب ......
اكمل الرسول ...ايها الناس الله الله فى الصلاة !!! الله الله فى الصلاة ..!!!!
. وكانت اخر كلمات للحبيب وهو يدعو لهم على المنبر ...أواكم الله ...حفظكم الله ....ثبتكم الله ...أيدكم الله ...
مازالوا يذكرون ذلك المشهد اخر ما رأوا وسمعوا من الحبيب رسول الله ....الوقت الان ضحا... صباح الاثنين الثانى عشر من ربيع الاول العام الحادى عشر من الهجرة .....وما زالت العيون ترقب ستر حجرة عائشة والنفوس هائمة قلقة والقلوب تخفق خوفا على رسول الله ....اما داخل الحجرة ......فكان صلى الله عليه وسلم راقدا متعبا يكابد نزعات الحمى وألامها .......دخلت عليه فاطمة ...ماقدر على النهوض للقياها كعادته ...همس لها ..ادنو منى يافاطمة ......
دنت منه تبكى .....قربت رأسها من رأسه فهمس لها ....هو الوجع الذى اقبض فيه يافاطمة .....اختلجت قسماتها حزنا وخفق قلبها وما تمالكت ان اجهشت بالبكاء وسط دهشة الحاضرين ....رق لها قلب الرسول الحبيب ...فاشار لها ثانيا فدنت منه فهمس لها ...لا تبكى فانت اول من يلحق بى بعد موتى .....
اشرق وجهها بالسعادة فتبسم ثغرها فرحا .......
اشتدت الاوجاع على الحبيب ...الآهات تتنازعه ...يجالدها صابرا لقضاء الله ....تنظره فاطمة على هذا النحو فتبكى قائلة ...واكرباه ..واكرباه ...فيرد عليها رسول الله ....ليس على ابيك كرب بعد اليوم ...............اقتربت منه السيدة عائشة تنظر اليه ....علامات الوجع على وجهه الشريف ...قال لها :
ياعائشة ماأزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر ....فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم .....دمعت عينا عائشة وهى تسنده اليها ....واذا بعبد الرحمن بن أبى بكر قد دخل الحجرة وبيده سواك ...نظر اليه رسول الله فقالت عائشة ....آخذه لك ؟؟؟
فأومأ برأسه أن نعم ....فتناولته السيدة عائشة واعطته اياه ......
اراد الحبيب المصطفى ان يستن به فاشتد عليه ....رده اليها ...قالت ألينه لك ..؟؟؟؟ فاشار برأسه أن نعم ....
تناولته عائشة تلوكه باسنانها حتى لينته ثم ناولته رسول الله فاستن به كأحسن ماكان مستنا وما فرغ منه حتى رفع يده مشيرا بسبابته وشخص بصره نحو سقف الحجرة .....انوار ساطعة تسبح فيها الحجرة ....تحيط كهالة اقوى من الشمس برسول الله ...تحركت شفتاه هامسا ...اصغت اليه عائشة السمع ....قال :
مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ........اللهم اغفر لى ...وارحمنى ....وألحقنى بالرفيق الاعلى ...اللهم الرفيق الاعلى .....اللهم الرفيق الاعلى ......
وفى لحظة سقطت يده الشريفة وكانت اخر انفاسه العطرة ....
صعدت روحه الطاهرة الى بارئها تحملها ملائكة الفردوس الاعلى فرحين بها .....الانوار تخترق المكان الى عنان السماء .......
مات محمد بن عبد الله ....مات رسول الله صل الله عليه وسلم ..
مات الرحمة المهداة ...مات وقد ترك فينا تعاليمه وسنته حتى لا نضل بعده .......مات ولكنه حى فى قلوبنا الى يوم الدين ...
سلام الله وصلاته ورحمته وبركاته عليك ياحبيبى يارسول الله ....
اشهد الا اله الا الله وان محمدا عبد الله ورسوله ....
..........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت..................................
الجميع فى المسجد بين مصل وصامت يدعو ..واخرين يبكون لما نال الرسول الكريم من اوجاع المرض وقد اشتدت رحاها به طيلة الايام السابقة ...
كثير من العيون تعلقت بستر حجرة السيدة عائشة المطل على المسجد .....تهفو ارواحهم الى الاطمئنان على رسول الله ...فهم منذ اخر عهدهم به عندما كان أتيا من منزل السيدة ميمونة الى حجرة السيدة عائشة محمولا محموما يتصبب عرقا ولا يقوى على السير وحده ...انخلعت افئدتهم حزنا وألما لرؤيته على ذلك النحو ....وعندما دخلوا به حجرة عائشة واهنا يتألم تمسح عائشة جبينه مما ينهرق عليه من عرق غزير وهو يهمس من قسوة الالام ...لا اله الا الله ....ان للموت لسكرات .............استبد بهم القلق واخذهم لغط عظيم سرعان ما تحول فى المسجد الى ضجة عالية مختلطة بنحيب وبكاء وصلت اناتهم وضجتهم الى رسول الله فسأل يكابد اوجاعه .....ما هذا ..؟؟
اجابه من حوله ..يارسول الله الناس يخافون عليك ...
تحامل على نفسه قائلا ....احملونى اليهم ....ثم حاول النهوض وحده فوقع ...حاول ثانيا فخارت قواه من شدة الحمى .....همس ان صبوا فوقى الماء ....فسارعو يصبون على رأسه سبعا من القرب مملؤة بالماء حتى اخذته افاقة ....حملوه الى المسجد واجلس على المنبر وسط ضجيج الجموع وبكاءهم ....كم من صوت يبكى ...فديناك بارواحنا واموالنا واولادنا واباءنا يارسول الله ......
نظر اليهم الرسول الكريم وقال ...ايها الناس موعدكم معى ليس الدنيا .....موعدكم معى عند الحوض ......
بدأ الناس يهدأون .....تتعلق عيونهم وقلوبهم بوجه رسول الله وهو يكمل ...والله لكأنى انظر اليه من مقامى هذا .... ..أيها الناس والله ماالفقر اخشى عليكم ولكنى اخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما اهلمتهم .....
صمت برهة ...يجول النظر فيهم ....الصمت يخيم عليهم و السكون يحلق فوق الهامات ترقبا لكلمات الحبيب ......
اكمل الرسول ...ايها الناس الله الله فى الصلاة !!! الله الله فى الصلاة ..!!!!
. وكانت اخر كلمات للحبيب وهو يدعو لهم على المنبر ...أواكم الله ...حفظكم الله ....ثبتكم الله ...أيدكم الله ...
مازالوا يذكرون ذلك المشهد اخر ما رأوا وسمعوا من الحبيب رسول الله ....الوقت الان ضحا... صباح الاثنين الثانى عشر من ربيع الاول العام الحادى عشر من الهجرة .....وما زالت العيون ترقب ستر حجرة عائشة والنفوس هائمة قلقة والقلوب تخفق خوفا على رسول الله ....اما داخل الحجرة ......فكان صلى الله عليه وسلم راقدا متعبا يكابد نزعات الحمى وألامها .......دخلت عليه فاطمة ...ماقدر على النهوض للقياها كعادته ...همس لها ..ادنو منى يافاطمة ......
دنت منه تبكى .....قربت رأسها من رأسه فهمس لها ....هو الوجع الذى اقبض فيه يافاطمة .....اختلجت قسماتها حزنا وخفق قلبها وما تمالكت ان اجهشت بالبكاء وسط دهشة الحاضرين ....رق لها قلب الرسول الحبيب ...فاشار لها ثانيا فدنت منه فهمس لها ...لا تبكى فانت اول من يلحق بى بعد موتى .....
اشرق وجهها بالسعادة فتبسم ثغرها فرحا .......
اشتدت الاوجاع على الحبيب ...الآهات تتنازعه ...يجالدها صابرا لقضاء الله ....تنظره فاطمة على هذا النحو فتبكى قائلة ...واكرباه ..واكرباه ...فيرد عليها رسول الله ....ليس على ابيك كرب بعد اليوم ...............اقتربت منه السيدة عائشة تنظر اليه ....علامات الوجع على وجهه الشريف ...قال لها :
ياعائشة ماأزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر ....فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم .....دمعت عينا عائشة وهى تسنده اليها ....واذا بعبد الرحمن بن أبى بكر قد دخل الحجرة وبيده سواك ...نظر اليه رسول الله فقالت عائشة ....آخذه لك ؟؟؟
فأومأ برأسه أن نعم ....فتناولته السيدة عائشة واعطته اياه ......
اراد الحبيب المصطفى ان يستن به فاشتد عليه ....رده اليها ...قالت ألينه لك ..؟؟؟؟ فاشار برأسه أن نعم ....
تناولته عائشة تلوكه باسنانها حتى لينته ثم ناولته رسول الله فاستن به كأحسن ماكان مستنا وما فرغ منه حتى رفع يده مشيرا بسبابته وشخص بصره نحو سقف الحجرة .....انوار ساطعة تسبح فيها الحجرة ....تحيط كهالة اقوى من الشمس برسول الله ...تحركت شفتاه هامسا ...اصغت اليه عائشة السمع ....قال :
مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ........اللهم اغفر لى ...وارحمنى ....وألحقنى بالرفيق الاعلى ...اللهم الرفيق الاعلى .....اللهم الرفيق الاعلى ......
وفى لحظة سقطت يده الشريفة وكانت اخر انفاسه العطرة ....
صعدت روحه الطاهرة الى بارئها تحملها ملائكة الفردوس الاعلى فرحين بها .....الانوار تخترق المكان الى عنان السماء .......
مات محمد بن عبد الله ....مات رسول الله صل الله عليه وسلم ..
مات الرحمة المهداة ...مات وقد ترك فينا تعاليمه وسنته حتى لا نضل بعده .......مات ولكنه حى فى قلوبنا الى يوم الدين ...
سلام الله وصلاته ورحمته وبركاته عليك ياحبيبى يارسول الله ....
اشهد الا اله الا الله وان محمدا عبد الله ورسوله ....
..........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت..................................