الجمعة، 6 يوليو 2012

القــــــــــــــــــــرار ...

الجمعة6 يوليو 2012


القــــــــــــــــــــرار ...
 


انا ...احمد ..س ...ع .. طيار مقاتل من الجيش السورى ..يطلقون على نسر الجو لما لى من براعة فى قيادة الطائرات .....ربما سمع الكثيرون منكم خبر الطيار السورى الذى فر بطائرته الميراج وطلب اللجوء السياسى الى الاردن ....كان هذا منذ ايام مضت ...حسنا انه من زملائى ومن ذات القاعدة الحربية التى انتمى اليها ...
كان رد الفعل الداخلى من القيادة عنيفا جدا علينا جميعا ...هذا بخلاف ما اذيع بشأن ذلك الطيار على لسان الاعلام الرسمى ....لكن ظلت الهمسات الخفية تتردد بين الكثير من رجال القاعدة ...اما انا فقد آثرت الانزواء بعيدا عن الجميع ...لا يسمح لنا هاهنا بمشاهدة القنوات الفضائية مطلقا ...فقط فى اوقات الراحة نشاهد التلفاز الرسمى ...نسمع ونرى وجهة النظر الوحيدة .....ونعلم ان الارهابيين وتنظيم القاعدة وخائنى سوريا هم من يعيثون فيها فسادا
....الجميع هنا على آهبة الاستعداد لتنفيذ اى تعليمات قتالية تصدر لنا ....فقط انتظر صامتا وبحر عاصف يموج فى رأسى وافكارى ....
صباح اليوم صدر الامر لى بالطيران بطائرتى المقاتلة ...المهمة ضرب وتدمير مواقع الخائنين المنشقين عن جيشنا الباسل ...خط سير المهمة ...يبدأ من ......مهلا لا ارى من داع لمعرفتكم بهذا ....
انطلقت الطائرة الميراج محملة بقذائفها الصاروخية ذات القوة التدميرية الشديدة .....تعليمات الاتصال اللاسلكى تستمر ...الطائرة تخترق الاجواء بسرعة ....اخرج من جيبى الداخلى صورة زوجتى واطفالى الاربعة .....مرت فترة طويلة جدا منذ اخر مرة شاهدتهم فيها ....قبلت الصورة عدة مرات ثم وضعتها معلقة امامى .... ....التعلمات مستمرة لتزويدى بأخر الاحداثيات عن الاهداف المتحركة التى سادمرها .....طافت بذهنى مشاهد التعذيب المروع للجنود الذين تم اسرهم ممن يسمون انفسهم الجيش السورى الحر ....كانوا قد اتوا بهم الى سجن القاعدة عندنا ....كان الامر اشبه بمشاهدتك للحوم الحيوانات المعلقة بالمجزر ....صرخاتهم المرعبة ظلت تؤرق نومى لايام طويلة ....اذكر ماقصه الكثيرون منهم ولم نكن نعرفه ...اذكر حكايات القتل والذبح لاسر كاملة...اذكر قصص اغتصاب النساء بحجة انهن زوجات الخائنين الخارجين على الشرعية وبما اننا فى حرب فهن فى حكم السبايا ....اذكر قصص البطولة لافراد جيشنا وهم يحكون كيف ضربوا بالدبابات والمدفعية قرانا السورية .....بكيت دون ان يرانى احد ....شعرت بالخزى يكلل جبينى ...اين الجولان المحتلة منكم ايها الابطال ....؟؟؟
انت الان على مسار الهدف ...دقيقتين فقط ....وتصل الى نقطة الاطلاق ...
هكذا سمعت التعليمات ........ترائى لى شبح زميلى الهارب الى الاردن ....نظرت الى صورة اسرتى ....
فوجئت بدمعة قد انسلت جارية على خدى ....سامحونى احبابى ...
انحرفت باقصى سرعتى عن المسار المحدد ....صرخت اصوات المتابعة فى اذنى ....النسر 77 انت تنحرف عن مسار المهمة ....
امسكت بسماعات الاذن وجذبتها بعنف ...خلعت الخوذة الخاصة عن رأسى .. قطعت كافة الاتصالات بالقاعدة الحربية ...طرت بسرعة شديدة منخفضا حتى اتجنب الردارات ....وانتهت عزيمتى على قرارى الاخير .....
الطائرة تخترق الاجواء بأقصى سرعتها ......شاشة المراقبة الحرارية امامى تنذر بنشاط معادى .. كيف اكتشفوا امرى ......انهم يطلقون بطاريات الصواريخ المقاومة ضدى ....اتموج بالطائرة ...اتفادى الصواريخ التى باتت مهمتها فى اقتناصى سهلة بعد انخفاض الطائرة ....اشق السماء صعودا للهرب منهم ......الان صرت فى مسارى الاخير ....القى بنظرى على صورة اطفالى ....يدى تقبض على ذراع القاذفات الصاروخية .....الهدف صوب عينى ....المضادات تطلق صواريخها بكثافة .....هاهو القصر الجمهورى امامى .....صور القتل والتعذيب والذبح تغرق شاشة الطائرة بالدماء امامى ....وصورة الاسد ضاحكا تثير جنون الثورة فى دمائى ....من اجلك سوريا ...من اجلكم شعبى واسرتى ....من اجل الحرية ....اصبعى لا يتوقف عن الضغط على زر اطلاق القذائف الصاروخية .....اراها تسرع مخترقة المشهد كسيل منهمر الى هدفها .....الصواريخ المضادة تخترق محيط الطائرة ...صرت لا اعبىء بها ...لا اسمع ازيزها ...شاشة الاطلاق عندى تؤكد انحراف بعض قذائفى عن مسارها ..واسقاط بعضها بفعل المضادات ..ولكن ايضااصابة البعض الاخر لمحيط القصر الجمهورى ....اضغط ثانيا ....لقد نفذت كافة صواريخى ....الطائرة تختل فى يدى ...احترق الذيل منها ...اصابها احد صواريخ المضادات ....انها تهوى مع نهاية سحيقة ....دمعى ينهمر اسفا ....احاول السيطرة على الطائرة بكل قوة ....اصرخ بغضب ...اللعنة عليك ياقاتل الاطفال ....الطائرة تستقيم مقدمتها ....تستجيب لى ....القصر الجمهورى يقترب منى ...انا لا الطائرة اشعر اننى اندفع تجاههه بكل قوة وعنف ....الصواريخ تمطرنى ...النيران تحرق ذيل الطائرة ...انفجار وقودها بين لحظة واخرى ....هاهو العلم يرفرف فرحا بى فوق القصر ...ها انا اصرخ منتشيا باحضان الحرية .....
عاااااااااااشت سورياااااااااااااااااااااااااااااا ..

...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق