الأربعاء، 22 يونيو 2016

بجد مش هزار

الاربعاء 23 يونيو 2016
ــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
..
ـــ بابا ...احكيلى حدوتة ...بابا بابا ... احكيلى حدوتة بقى ...
الطفل الصغير ذو الاعوام الستة يلح فى طلبه للمرة العاشرة وابيه مستغرق فى اعماله الكتابية ..
رفع الرجل نظارته الكبيرة عن عينيه ونظر الى الصغير وقد زم شفتيه ضيقا ..ثم قال :
ـــ يعنى انت مش شايف انى مشغول ...
زوى الطفل مابين حاجبيه وهز رأسه وهو يرد بطلاقة غريبة ..
ـــ الولاد كلهم فى افلام الكارتون ابوهم او امهم بيحكولهم حدوتة بالليل ....
هم الرجل بالرد فبادر الصغير الى استكمال كلامه قائلا :
ـــ وقبل ماتقولى روح لامك تحكيلك ....انا رحتلها وهى مابتعرفش تحكى حاجة ....يالا بقى احكيلى انت حدوتة ...
زفر الرجل زفرة طويلة وهو يعتدل ليواجه الصغير مبتعدا عن اوراقه وملفاته ثم امسك به رافعا اياه على ركبتيه وهو يقبل خده مبتسما قائلا :
ـــ امرى لله ....تعالى .... انا هاحكيلك حدوتة جميلة كانت تيتة بتحكيهالى انا واخواتى واحنا صغيرين زيك كده ...
ـــ ماشى ...ابدأ بقى ..
نظر الرجل للصغير وهز رأسه وقال "
ـــ صلى على النبى ...
ـــ عليه الصلاة والسلام ..
ـ كان ياما كان ....كان فيه زمان تلات معيز ...واحدة حاز وواحدة ماز والتالتة بتضرب بالعكاز ....وبعدين ..
ـــ استنى يعم شوية ...استنى استنى ...
هكذا قاطعه الصغير بصوته الرفيع الحاد فرد الرجل بضيق ..
ـــ فيه ايه ..؟؟ ...هو احنا لسه بدأنا ...
ـــ ياعنى ايه حز ومز وبتضرب بالبتاع ده ....العكاز ..
جفل الرجل فجأة وطرفت عيناه عدة مرات ...يعنى ....يعنى ... آه ...يعنى اسمهم كده
المعيز اسمهم كده ...حاز وماز و ..
ــــ حز ومز ايه يابابا.... فى حد اسمه حز ومز ...طب فيه حد يبقى اسمه بيضرب بالعكاز
تنفس الرجل بعمق ثم زفر طويلا بضيق وهو يقول :
ـــ بقولك ايه على المسا ...هى الحدوتة كده ....اسمع وانت ساكت ...ايه النصيبة دى ...ماكلنا سمعنا الحدوتة بالشكل ده ..اشمعنا انت اللى قارفنى فى كل كلمة ...
ــــ طيب طيب ...ماتزعلش ...كمل ...خلاص مش هاتكلم تانى ..
هز الرجل رأسه مستنكرا واستطرد قائلا ..
ـــ فى يوم ...ام المعيز قالتلهم انا رايحة السوق واوعوا تفتحوا الباب لحد الا لما اجى واخبط عليكم تلات خبطات ......ماشى ...؟؟؟
ـــ ماشى ..
ــــ وبعدين التعلب المكار كان مستخبى وسمع الكلام ده فاستنى لحد ما ام المعيز خرجت والمعيز قفلوا الباب وبعد شوية راح على الباب وخبط التلات خبطات..
ـــ آه وبعدين ..
ـــ بعدين المعيز قالوا دى امنا اللى على الباب ....بس المعزة الصغيرة قالتلهم استنوا لما نسمع صوتها الاول ....وراحت عند الباب وسألت ...مين اللى بيخبط ؟؟.....التعلب المكار قال بصوت رفيع ...انا امكم افتحوا ياحبايبى ..
ـــ بابا ....بابا ....طيب هى مابصتشى من العين السحرية ليه ..
ـــ يابنى ماعندهومش عين سحرية فى الباب ....
ـــ ياسلااااام ...ليه بقى ماعندهومش ..؟؟
انفجر الرجل غضبا وهو يقول :
ــــ يابنى دوووووول معييييييز ....معيز ..... يبقى عندهم عين سحرية ازاى فى الباب ...
اعتدل الطفل من جلسته فى حضن ابيه ليقول وهو يهز رأسه اعتراضا
ـــ ياسلاااام ...يعنى هو فيه معيز اصلا بتتكلم ...ولا معيز بتعيش فى البيت ...لما هما معيز وعاشوا فى البيت يبقى لازم يكون عندهم عين سحرية ...
امسك الرجل بكتفى الصغير محدقا فيه وهو يقول :
ــــ بقولك ايه ...المعيز دول فقرا ...يعنى غلابة ...ماعندهومش زفت الطين عين سحرية فى الباب ....والتعلب الهباب ضحك عليهم وخلاهم يفتحولو الباب وراح بالعهم كلهم فى بطنه ..
رفع الطفل حاجبيه مبتسما فى سخرية وهو يسأل ؟؟
ــــ هو كلهم ولا بلعهم .؟؟
رد الرجل وقد نفذ صبره ...ـــ كلهم يابنى كلهم
ـــ ايوه يعنى قطعهم بسنانه حتت وكلهم ...؟
ـــ آه ...اتنيل على عينه وكلهم ...خلاص ....ارتحت كده
هز الطفل رأسه صامتا فأكمل الرجل ...
ولما امهم جت من السوق ولقت الباب مفتوح ومافيش معيز فى البيت اتجننت وفضلت تدور عليهم لحد ماشافت التعلب المكار نايم جنب البحر وبطنه منفوخة قوى قوى ...فهى استغربت من شكله وقالت اكيد هو اللى اكل ولادى ....لازم اعمل فيه مقلب علشان اطلع المعيز من بطنه ...وبعدين ..
ــــ ياعم استنى ..انت هاتجننى معاك....
قاطعه الصغير معترضا وقبل ان يرد الرجل غضبا قال الطفل ..
ـــ انت مش قلت انه اكلهم وقطعهم حتت حتت بسنانه ...يبقى هايرجعوا من بطنه تانى ازلى بقى ..؟؟ ....نظر اليه الاب مبهوتا وهو يتلعثم مرددا ..
ــ بص ...هو ...هما ..اقصد يعنى ..هو بلعهم ...بلعهم من غير ما يقطعهم ...وهما فى بطنه لسه نايمين كده ..اتفقنا ؟؟ ....واستنى بقى شوية ابوس ايديك خلينى اكمل ...ماشى .؟؟
ـــ كمل يابابا ...انا ساكت اهو ..
ربت الاب على ظهره وهو يكمل ..
ـــ المعزة اتحدت التعلب فى موضوع كده وقالتله انها هاتفوز عليه فى شرب ميت البحر فهو وافق ....قامت المعزة قاسمة البحر نصين بينها وبينه وعملت سد بينهم وقامت ..
ـــ يابابا ....ياحبيبى ....المعزة عملت سد ازاى فى البحر ...ازاى بنت السد فى البحر .؟؟
دقق الرجل النظر فى وجه الطفل مندهشا لبرهة ثم قال ...
ــــ ياحبيبى دى حدوتة من الخيال ...يعنى مش كل حاجة بتبقى زى الحقيقة ..
هى عملت سد وخلاص وقالت للتعلب اشرب من الحتة بتعتك ونتسابق ....ومن غير مايشوفها قامت عملت خرم كبير فى السد علشان المية تروح من عندها لعند التعلب فيفضل يشرب لحد بطنه ماتفرقع ...
ــــ يادى المعزة الغريبة دى ....قالها الصغير وهو يتبرم رافضا ..
ــــ مالك يافلحوس عصرك ...فيه ايه تانى ...؟؟
ـــ يعنى ..بنت السد فى البحر وسكتنا ....لكن تخرم خرم فى السد علشان المية تروح للتعلب من عندها ...طيب ليه المية ما بتروحش من عند التعلب ليها هي ...؟؟
..
رفع الرجل الطفل عن ركبتيه وهو يقول وقد ضاق مابين حاجبيه .... هى ليلة مش معدية ...يخرب بيت الحواديت على بيت المعيز على التعالب فى يوم واحد...امشى ياض انت من هنا ...يالا روح ..
قام الطفل مشوحا بيده قائلا ...ياعم رووووووووح انت ...انا الغلطان ...انا رايح اشوف حلقة بن تن ألتميت إليين مع هيو منج صور ....او حلقة بابي إن ماي بوكيت آدفينشيرز إن بوكيتفيل ..
لأ لأ ...ده دلوقتى ميعاد ..ترانسفورمرز برايم ........خليك انت بقى مع الحز والمز ...
.
انصرف الطفل تاركا والده فاتحا فاهه مشدوها يتابعه صامتا حتى دخل غرفته ...
..
ــــــــــــــــــ.....................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت .........ـــــــــــــ
بقلمى / علاء الدين هدهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق