الثلاثاء، 21 يونيو 2016

احترسوا ....!!





 
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
الاربعاء 23 يونيو 2016
ــــــــــــــ
..
قليلون من يلحظون الامر
وقليلون جدا من اذا لاحظوا فهموا الحقيقة
..
يجر قدميه الى البيت..كأنما يسير على غير هدى..عاصفة من الاسئلة والافكار تدور برأسه..
كثيرة هى تلك المرات التى نشبت بينهما المشاجرات المعتادة كأى زوجين ....وقليلة تلك المرات التى لم يحتمل حدة المشاجرات بالقول فقط فإمتدت يده الغاضبة تنال من وجهها ....لكنها المرأة الاولى التى يصل فيها الشجار الى حد الضرب المبرح تاركاً اصابات دامية فى انحاء من جسدها ...نعم هى اخطأت بالفعل لكن هو يقر انه قد زاد الامر اكثر عما يستحق ...
لذلك لم يستطع مواجهتها وقد سقطت ارضا تئن من الألام فلم يجد الا الخروج من الشقة وصراخ طفليهما يدوى فى اذنيه ...
بعد منتصف الليل وقد وصل الى باب الشقة ...اصغى السمع واضعا اذنه على الباب ...الهدوء يلف المكان...اتراها والطفلين قد ناموا .؟؟ اتراهم غادروا الشقة منذ الشجار ؟؟؟
فتح الباب ودخل مستطلعا ....المكان نظيف مرتب تماما !!!
وضع هاتفه المحمول على منضدة صغيرة فى الصالة ثم اتجه دون وعى الى غرفة الطفلين ..فتح الباب واتسعت عيناه دهشة وهو يراهما نائمين فى وداعة وسكينة...انفرجت اساريره عن ابتسامة رضا وكأنما ادرك  الامر ...
بخطوات سريعة واثقة اتجه الى غرفة النوم ...الباب موارب ...دفعه قليلا ...اضاء النور ليراها نائمة على طرف الفراش
موالية اياه ظهرها ...عادت البسمة ترتسم على وجهه..
خلع ثيابه ودلف الى الفراش بالقرب منها ...اقترب منها ينظر وجهها ...اثار الجرح على طرف شفتيه واسفل عينها مازال باديا ..لم يشعر الا بيده تمتد لتربت على رأسها وهمسة منه واهنة بالاسف ...
لم تتحرك فى البداية فكرر الامر ...هنت منها كلمة خافتة ربما عنت انها متفهمة الامر وان كلاهما مخطىء....وبعد لحظات عاد تنفسها الى الانتظام ...هز رأسه صامتا وانقلب بجنبه يواجه الباب ثم مد يده جوار الفراش  لزر النور فأطفأه ونام ...
ربما مرت ساعة او اكثر ...ربما كانت مجرد سنة من نوم اخذته عندما تحرك منتبها لصوت بجوار الفراش ...بنصف عينين مغمضتين نظر ليرى الطفل واقفا امامه وهو يصدر فحيحا خافتا وكأنما شئ يتحرك يخرج من فمه ....فتح عينيه منتبها وهو يرفع رأسه بسرعة فجرى الطفل سريعا الى الخارج متجها الى الحمام المواجه للغرفة ...
انتفض جسده وهو يهب جالسا فى الفراش مناديا ....ياولد ....فيه ايه يابنى ...؟؟
التفت سريعا الى الفراش وهو يمد يده يهز زوجته التى هبت جافلة من نومها متسائلة ...اجابها وهو يتجه الى الحمام
ـــ الواد الصغير ....مش عارف فيه ايه ...!!!
فتح باب الحمام وهو يضيى النور ...كانت زوجته قد لحقت به مأخوذة ....عيناه مشدوهتان وهو يرى الحمام فارغا من اى طفل فيه ...نظر اليها مرتبكا ....راح فين ..؟؟ انا شايفه بعينى دخل الحمام ..
نظرت اليه نظرة استغراب ثم اتجهت بسرعة الى غرفة الطفلين وهو يسارع الخطى قبلها ...
على باب الغرفة وقفا معا ينظران الطفلين نائمين فى هدوء ...!!!
ــ اكيد كنت بتحلم ....معلهش ....اللى حصل النهاردة مش قليل ...
قالت ذلك وهو تعود الى غرفة النوم بينما هو يحدق فيها مستنكرا ...
اعاد النظر تجاه الطفلين ...هم بالعودة الى غرفة نومه ثم تراجع ...عاد الى الطفلين بخطوات ساكنة ...وقف امام الفراش ينظر وجه الطفل الصغير .....انه نائم كالملائكة ....مد يده ببطء الى رأس الطفل يلمس جبهته ..
ــ فيه حاجة يابابا ...؟؟؟
سحب يده بسرعة مأخوذا على صوت الطفل الكبير الذى استيقظ فجأة ...
نظر اليه وهو يتمتم ...ـــ لأ ...  لأ مافيش حاجة ياحبيبى ... انا بطمن عليكوا ...نام ,,, يالا نام ..
..
عاد الى فراشه ...زوجته تنتظره بنظرات متسائلة ..
ـــ خلاص مافيش حاجة ...يمكن كنت بحلم زى ماقلتى ..
.. مر بعض الوقت وعادت زوجته للنوم ....مازال يحدق فى ظلام الغرفة ....مازال يرقب بابها وباب الحمام المواجه ..
هل حقا  كان حلما ..؟؟
فترة اخرى من الوقت غالبه النعاس ...وبسرعة انتبه كمن يرفض الاستغراق فى النوم ...عينه على الباب ...لا شىء
استدار ليواجه ظهر زوجته النائمة ....سيوقظها ليتحدثا معا ...مد يده يهزها ...استدارت تواجهه ببطء ...هب مفزوعا متراجعا امام الوجه المشوه الدامى ..... ضحكاتها ونظرات عينيها اللامعتين تحدقان فيه ....صرخ صرخة رعب وهو يبتعد واقعا على الارض ملتفتا ليغادر الحجرة وهو يصيح ...اصطدم بزوجته الخارجة من الحمام ليراها فيقع من هول الصدمة وهو تحاول الامساك به متسائلة ....ماااالك ....فيه ايه تانى ..؟؟
تلعثم لسانه وارتعشت شفتاه وهو ينظر اليها ويشير الى الفراش بيد ترتعد رعبا ...حملقت فيه دون فهم وهى تدخل الحجرة الخالية ....ــ فيه ايه فى الاوضة ...انت هاتفزع العيال بصريخك ده ... ايه اللى حصل ...
قام ينتفض جسده ومازالت الرعشة تتملك من يده وهو يشير الى الفراش متهتها ...
ـــ كنتى ...كنتى ...هنا ....لأ ...مش انتى ....واحدة تانية ....
ـــ واحدة تانية .؟؟؟ مين اللى تقصدها ...انا مش فاهمة حاجة ...
استجمع قليلا من رباطة جأشه متمالكا نفسه وهو يسألها ...انتى ...انتى كنت فين ...وامتى خرجتى من الاوضة ..؟؟
ـــ كنت فى الحمام ....غريبة دى ....من شوية قمت اخش الحمام ...انت ايه حكايتك النهاردة .؟؟ ياراجل حرام عليك الفجر  آدن والصبح قرب يطلع  ....نام لك شوية  بقى ..
رد عليها وهو يغادر الحجرة قائلا ....نامى انتى ...انا مش هنام فى الاوضة دى ...انا هانام فى الصالون ...
..
توجه الى غرفة الصالون ....فتحها واضاء نورها ثم اغلق خلفه الباب ..
عيناه زائغتان ....مازالت نبضاته متسارعة ...مش ممكن يكون ده كله تهيؤات .....كان يدور فى الحجرة حتى توقف امام المرآة المتوسطة المعلقة على الحائط ...وقف ينظرالى وجهه الشاحب وشعره العبث ...دقق النظر لتتسع عيناه فجأة وهو يرى النار تشتعل فى المقعد المتواجد خلفه ...التفت سريعا الى المقعد .....لا شىء .... طرف بعينيه دهشة وهو يعاود الالتفات الى المرآة ليواجه وجه الطفل الكبير يملأ كل المرآة وهو يصرخ فيه بفزع وقد اشتعلت النار فى رأسه ...بااااااااابااااااااا ..
جرى صارخا مبتعدا يمسك بمقبض الباب ليفتحه ...الباب لا ينفتح ....النيران تخرج من المرآة لتنشب ألسنتها فى كل شىء والصراخ يلاحقه ليتعالى على صرخاته هو وهو يضرب الباب بقبضته ويركله بقدمه ويده تعتصر المقبض حتى انفتح الباب ليلقى بنفسه الى الخارج ساقطا فى الصالة متتبعا الغرفة ببصره فإذا بها ساكنة تماما ..
الطفلان يقفان امام غرفتهما صامتين ينظران اليه .....نظر اليها مرعوبا وحبات العرق تتدحرج على جبهته لتزحف على خديه وعنقه ....إلتفت يسارا ليرى زوجته واقفة امام باب غرفتهما تحدق فيه بإستنكار ...
اقترب الطفلان بخطوات بطيئة منه ...تراج قليلا الى الوراء زاحفا ...اقتربت الزوجة تجاهه ...
ارتعش صوته وهو يشير اليهم متسائلا ....ايه ....فيه ايه ...؟؟
رن هاتفه المحمول ....
كأنما ألقى اليه احدهم بحبل النجاة ...إلتقط المحمول ليرد مسرعا ....
ايوه ....مين ...؟؟
اتاه الصوت قويا واضحا ..
ـــ أنا حماتك يابنى ....مش حرام عليك اللى عملته ده ....كده برضو تبهدل البنت بالشكل ده
تلعثم صوته وهو ينظر الى زوجته ويرد قائلا ...
ـــ معلهش انا اسف امور بتحصل دايما و....
قاطعه الصوت قائلا ..
ـــ لااااا ...ماينفعشى الكلام ده ...انا ماقدرتش اصبر اكتر من كده ...انت تيجى فورا تصالح مراتك وعيالك وتاخدهم على البيت فورا ...
اتسعت عيناه دهشة وهو ينظر الى المحيطين به وهم يقتربون منه ببطء فى شكل دائرة يضيق قطرها رويدا رويدا ...
..
ـــــــــــــــــــــــــــــ..........تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت .........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق