الموقف ...!!!
ـــــــــــــــ
الاثنين 13 يونيو 2016
..
مر وقت لا يعلم قدره احد...
منذ ان اجتاحت الارض رياح غامضة قلبت موازين كل شىء ..
منذ ان غلف السماء دخان اكثر غموضا وفزعا ..
منذ ان انخلعت القلوب رعبا وهى ترى المنازل تتفتت امامها وتنهارعلى من فيها كما تلال التراب تذروها الرياح ..ثم تحول الامر الى الجبال وهى تتطاير كما نتف السحاب فماجت الارض بما عليها وتزلزلت زلزلة عظيمة لتحطم كل بناء على وجهها وكل ماشيده بنو آدم
....
غامت السماء فما عاد الصارخون من هول الاحداث يرون فيها الا القتامة والموت الاسود ..
انها النهاية تضرب عمر الحياة على كوكب الارض ..
.
وانطلقت الصيحة الرهيبة ....انطلقت كما الهزيم بل اشد واقسى ...انطلقت من قلب الظلام الذى تشكل كما البوق تبتلع فوهته وجه الارض.... انطلقت طويلة حادة مدوية صاعقة انشقت القلوب فى الصدور من هولها ...انبثقت الدماء متفجرة من الوجوه والاجساد ....انفجرت العيون وصُمتْ الآذان فى ذات اللحظة من تلك النبضة من عمر الزمن .. انها النفخة الاولى !!!!
كل ذى نفس قد خر صريعا بشكل مرعب ....
ومر الوقت ...
هاهى امطار غريبة تغسل وجه الارض ....وقت طويل ايضا قد مضى ....الخراب الشامل يغلف الدنيا ....وفجأة انقطعت الامطار ....
وفجأة دوت الصيحة من جديد ....اشد واقوى واكثرحدة من الاولى ....ماجت الارض بتراب كما الاعاصير .....تبدل كل شىء ...تغير كل شىء ...صار اللون ابيضا كما معدن صلب من الفولاذ .. وها هو الوجه الجديد يتشقق ....يتمزق...
تخرج منه الاجسام العارية تنفض عنها الموات ....
كل شبر من الارض انبت جسدا ..رجالا ونساءً واطفالا ...الوجوه كالحة ....الوجوه ذاهلة ...الوجوه مرعوبة ...الوجوه متسائلة ...والصراخ والعويل يتردد فى جنبات اللاشىء
..ــ انه الويل بلا شك ...
ــ إنه العذاب ....
ــ من تراه بعثنا الان ...؟
ــ من اقامنا من مرقدنا ..؟؟
نور قوى سطعت به السماء ....
ـــ هل هى الشمس وقد عادت من جديد .؟؟..
ـــ لا ..بل هذا اقوى واشد حرارة من الشمس ..!!
ـــ هذا بلا بداية او نهاية ...انه غضب الله قد سلط علينا .
كل الانظار جُذبت بالرغم عنها مشدوهة الى الاعلى ...كل الاجسام انتصبت متمددة عظامها متوترة مشرأبة تجاه السطوع الحارق ...وحدها فقط الاطفال تجمعت فى زمرة كما كوكبة فى ناحية من المحشر ...
كل ثانية من عمر الزمن الجديد تمر تتقارب فيها الاجساد وتتزاحم وتتلاصق ...ماعاد من موطىء لقدم جديد ....
ماعادت الاقدام تتحرك حتى لو رغبت...ماعادت المفاصل تنثنى حتى لو همت ....
لجام غامض لكل جسد ثبته كما مسمار صلب فى حجر من الجرانيت ....تتطاول الرؤوس عالية لترى بعيدا جماعات وجماعات هناك وهناك غطى الظل رؤوسهم ... الظل!!! ....يالها من نعمة ....!!!!
..
هاهو السطوع الحارق يشتد فتزداد العيون اتساعا فى محاجرها تجاهه لا تستطيع الالتفات عنه...يتعرق بياض المحاجر بإحمرار دامٍ....تنزف العيون الدماء ومازالت تحدق فى الاعلى ...
تتسع الافواه ذهولا ...تتوتر الشفاه والألسن ....ترتعش الرؤوس كما ترنح السكارى ....انه الذهول فى ابشع صوره...الوقت يمر بطيئا كما حركة المشلول ....يزداد السطوع لهيبا.. .يزحف العرق من كل مسام الاجساد لزجا ثقيلا كما الزيت .... ساخنا حارقا كما حمم البراكين ....تتصبب الاجساد فى روائحها حتى توشك الجلود على الانصهار ..الايادى لا تستطيع الحراك ...الكفوف لا تمسح هذا العرق اللعين ...
خيالات الوهم والذكريات تطوف امام كل العيون الذاهلة ...انها احداث الحياة بكل تفاصيلها ....انها كل كل الاعمال تتجسد بحلوها ومرها.. والوقت الميت يزداد مواتا على موات فوق موات ... والوقت الميت يدوم ويدوم ويدوم ....والوقت الميت لا يدرى احد نهايته وقدره ..
...الاقدام تيبست ...السيقان تصلبت ...الفقرات تطقطقت ...العظام تكسرت..الظهور تحطمت وما زالت الاجساد منتصبة واقفة مشدوهة الى الاعلى ....وما زالت تفتقد القدرة على الانحناء او السقوط ارضا ..
السقوط .!!!! ..ياله من نعمة حُرم منها الجميع ....
يزداد السطوع اكثر فأكثر ...تزداد الحرارة واللهيب أكثر فأكثر ...الشعر فوق الرؤس يحترق ...الجميع صلعا تزداد رؤوسهم احمرارا محرقا ... الجميع تتشقق شفاههم فتبحث ألسنتهم عما يبللها فلا تجد الا لزوجة الصديد عرقا ..
..هاهو قد غطى الاقدام هنا ....وهناك غطى السيقان ...كل جسد مستقل عمن يلاصقه من الاجساد....هذا قد بلغ بطنه ...هذا فوق صدره ...وذاك يلتف حول عنقه كما قبضة تعتصر روحه خنقا...حتى ابليس بقامته الفارعة قد صار متسربلا بعرق كما القيوح والصديد يرنو ببصره الى وجه السطوع ذليلا مترقبا ...
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
الصراخ المكتوم فى الحناجر ينطلق مشروخا مذبوحا ليتبعثر فى فضاء اللاشىء.....
اما لهذا العذااااااااااااااب من نهاية ....؟؟؟؟؟...اما لهذا الموقف من تغيير .؟؟؟
...
العذاب ؟؟؟؟ .....!!!!!!!!
اى عذاب تقصدون ؟؟؟
انها مجرد البداية ..انتظروا تطاير الصحف فوق الرؤوس ....انتظروا الفضائح تكلل الجباه بالعار ....انتظروا ويل الحساب ...
انما هذا هو يوم الحشر ...
انه مجرد الموقف فقط !!
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ.......... تمــــــــــــــــــــــــــــت ........ــــــــــــــــــــ
بقلمى / علاء الدين هدهد
ـــــــــــــــ
الاثنين 13 يونيو 2016
..
مر وقت لا يعلم قدره احد...
منذ ان اجتاحت الارض رياح غامضة قلبت موازين كل شىء ..
منذ ان غلف السماء دخان اكثر غموضا وفزعا ..
منذ ان انخلعت القلوب رعبا وهى ترى المنازل تتفتت امامها وتنهارعلى من فيها كما تلال التراب تذروها الرياح ..ثم تحول الامر الى الجبال وهى تتطاير كما نتف السحاب فماجت الارض بما عليها وتزلزلت زلزلة عظيمة لتحطم كل بناء على وجهها وكل ماشيده بنو آدم
....
غامت السماء فما عاد الصارخون من هول الاحداث يرون فيها الا القتامة والموت الاسود ..
انها النهاية تضرب عمر الحياة على كوكب الارض ..
.
وانطلقت الصيحة الرهيبة ....انطلقت كما الهزيم بل اشد واقسى ...انطلقت من قلب الظلام الذى تشكل كما البوق تبتلع فوهته وجه الارض.... انطلقت طويلة حادة مدوية صاعقة انشقت القلوب فى الصدور من هولها ...انبثقت الدماء متفجرة من الوجوه والاجساد ....انفجرت العيون وصُمتْ الآذان فى ذات اللحظة من تلك النبضة من عمر الزمن .. انها النفخة الاولى !!!!
كل ذى نفس قد خر صريعا بشكل مرعب ....
ومر الوقت ...
هاهى امطار غريبة تغسل وجه الارض ....وقت طويل ايضا قد مضى ....الخراب الشامل يغلف الدنيا ....وفجأة انقطعت الامطار ....
وفجأة دوت الصيحة من جديد ....اشد واقوى واكثرحدة من الاولى ....ماجت الارض بتراب كما الاعاصير .....تبدل كل شىء ...تغير كل شىء ...صار اللون ابيضا كما معدن صلب من الفولاذ .. وها هو الوجه الجديد يتشقق ....يتمزق...
تخرج منه الاجسام العارية تنفض عنها الموات ....
كل شبر من الارض انبت جسدا ..رجالا ونساءً واطفالا ...الوجوه كالحة ....الوجوه ذاهلة ...الوجوه مرعوبة ...الوجوه متسائلة ...والصراخ والعويل يتردد فى جنبات اللاشىء
..ــ انه الويل بلا شك ...
ــ إنه العذاب ....
ــ من تراه بعثنا الان ...؟
ــ من اقامنا من مرقدنا ..؟؟
نور قوى سطعت به السماء ....
ـــ هل هى الشمس وقد عادت من جديد .؟؟..
ـــ لا ..بل هذا اقوى واشد حرارة من الشمس ..!!
ـــ هذا بلا بداية او نهاية ...انه غضب الله قد سلط علينا .
كل الانظار جُذبت بالرغم عنها مشدوهة الى الاعلى ...كل الاجسام انتصبت متمددة عظامها متوترة مشرأبة تجاه السطوع الحارق ...وحدها فقط الاطفال تجمعت فى زمرة كما كوكبة فى ناحية من المحشر ...
كل ثانية من عمر الزمن الجديد تمر تتقارب فيها الاجساد وتتزاحم وتتلاصق ...ماعاد من موطىء لقدم جديد ....
ماعادت الاقدام تتحرك حتى لو رغبت...ماعادت المفاصل تنثنى حتى لو همت ....
لجام غامض لكل جسد ثبته كما مسمار صلب فى حجر من الجرانيت ....تتطاول الرؤوس عالية لترى بعيدا جماعات وجماعات هناك وهناك غطى الظل رؤوسهم ... الظل!!! ....يالها من نعمة ....!!!!
..
هاهو السطوع الحارق يشتد فتزداد العيون اتساعا فى محاجرها تجاهه لا تستطيع الالتفات عنه...يتعرق بياض المحاجر بإحمرار دامٍ....تنزف العيون الدماء ومازالت تحدق فى الاعلى ...
تتسع الافواه ذهولا ...تتوتر الشفاه والألسن ....ترتعش الرؤوس كما ترنح السكارى ....انه الذهول فى ابشع صوره...الوقت يمر بطيئا كما حركة المشلول ....يزداد السطوع لهيبا.. .يزحف العرق من كل مسام الاجساد لزجا ثقيلا كما الزيت .... ساخنا حارقا كما حمم البراكين ....تتصبب الاجساد فى روائحها حتى توشك الجلود على الانصهار ..الايادى لا تستطيع الحراك ...الكفوف لا تمسح هذا العرق اللعين ...
خيالات الوهم والذكريات تطوف امام كل العيون الذاهلة ...انها احداث الحياة بكل تفاصيلها ....انها كل كل الاعمال تتجسد بحلوها ومرها.. والوقت الميت يزداد مواتا على موات فوق موات ... والوقت الميت يدوم ويدوم ويدوم ....والوقت الميت لا يدرى احد نهايته وقدره ..
...الاقدام تيبست ...السيقان تصلبت ...الفقرات تطقطقت ...العظام تكسرت..الظهور تحطمت وما زالت الاجساد منتصبة واقفة مشدوهة الى الاعلى ....وما زالت تفتقد القدرة على الانحناء او السقوط ارضا ..
السقوط .!!!! ..ياله من نعمة حُرم منها الجميع ....
يزداد السطوع اكثر فأكثر ...تزداد الحرارة واللهيب أكثر فأكثر ...الشعر فوق الرؤس يحترق ...الجميع صلعا تزداد رؤوسهم احمرارا محرقا ... الجميع تتشقق شفاههم فتبحث ألسنتهم عما يبللها فلا تجد الا لزوجة الصديد عرقا ..
..هاهو قد غطى الاقدام هنا ....وهناك غطى السيقان ...كل جسد مستقل عمن يلاصقه من الاجساد....هذا قد بلغ بطنه ...هذا فوق صدره ...وذاك يلتف حول عنقه كما قبضة تعتصر روحه خنقا...حتى ابليس بقامته الفارعة قد صار متسربلا بعرق كما القيوح والصديد يرنو ببصره الى وجه السطوع ذليلا مترقبا ...
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
الصراخ المكتوم فى الحناجر ينطلق مشروخا مذبوحا ليتبعثر فى فضاء اللاشىء.....
اما لهذا العذااااااااااااااب من نهاية ....؟؟؟؟؟...اما لهذا الموقف من تغيير .؟؟؟
...
العذاب ؟؟؟؟ .....!!!!!!!!
اى عذاب تقصدون ؟؟؟
انها مجرد البداية ..انتظروا تطاير الصحف فوق الرؤوس ....انتظروا الفضائح تكلل الجباه بالعار ....انتظروا ويل الحساب ...
انما هذا هو يوم الحشر ...
انه مجرد الموقف فقط !!
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ.......... تمــــــــــــــــــــــــــــت ........ــــــــــــــــــــ
بقلمى / علاء الدين هدهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق