الاثنين، 27 يونيو 2016

القط الاسود والحيوانات



الثلاثاء 28 يونيو 2016
ـــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
..
..
تمطت القطة البيضاء ومدت قدميها الاماميتين فى تعابث  ثم اغمضت عينيها وهى تتثنى وتلتف متمسحة فى القط الاسود وفى حركة استسلام نامت تحت المقعد بينما استمر القط يلعق رأسها وشعر جسدها الناعم فى تودد ..

...
كانت تقف امام المرآة تنهى اخر زينتها عندما تقدم واقفا خلفها مطوقا ذراعيها  العاريين وكتفيها وهو يقبل عنقها قائلا :
ـــ شفتى بقى ان رأيي كان صح ...ادى اختيارى للفستان الاسود ده خلاكى مثيرة جدا ازاى  ..
ضحكت ضحكة فاترة وهى تنظر اليه فى المرآة قائلة :
ـــ ايوه بس ده عريان قوى ونص صدرى باين ياراجل ..!!!
استمر فى تقبيل عنقها ثم ابتسم متجاهلا ملحوظتها وقال ..:
ـــ الليلة دى لازم تمسحيهم كلهم ...دى اول حفلة لينا بعد الجواز ...كل واحد جايب مراته وكل واحدة هاتلاقيها متشيكة على الاخر ..
...
امتلأت الشقة بالزائرين ....موسيقى البلاك ميتال  الصاخبة ترج الاجواء ...الضحكات تتعالى مع قرقعات الكوؤس ...عبارات الترحيب الحار واحضان اللقاء والقبلات تطوف مع الزينات العديدة المعلقة فى كل مكان ...
..
بعض الزائرات اصطحبن معهن قططهن فى تنافس بينهن ايهم اغلى واكثر اناقة ..
..
ــ الصراحة ...الجو بقى غريب قوى ماكنتش متخيلاه هايبقى  بالشكل ده .؟؟
قالت هذا وهى تنظر الى زوجها وتنظرالى المحيطين بهما فى الغارقين فى  الرقص واللهو ..
ضحك قائلا وهو يمد يده لها بكأس مملؤة :
ـــ انت لسه شفتى حاجة ....لسه اللى جاى احلى .. 
..
القطة البيضاء تجرى  لتقفز فوق احد المقاعد بينما احد القطط الزائرة يلاحقها ..
..
على اريكة فى احد الاركان ...مالت احداهما على الاخرى هامسة وهى تزحف بأناملها على خصلات شعرها الذهبى اللامع المنسدلة فوق كتفها :
ـــ دى اول مرة ليكى ...  مش كده ..؟؟
هزت رأسها تأكيدا وهى تنظر اليها  ثم ابتسمت   ماسحة طرفى شفتيها بطرف لسانها ولم تنطق ..
ــــ على فكرة ...معانا عمرك ماهتحسى بالرتابة  ولا الملل ... معانا كل يوم فيه جديد وكل يوم فيه متعة مختلفة ...
ردت الثانية وهى تزم شفتيها وتلوكهما  كمن تتذوق شيئا وعيناها تنظر الى الجمع المحيط فى الشقة ..
ـــ بصى بصى ....وااااو ...ايه رأيك .؟؟؟
نظرت الى حيث اشارت  ثم تعانقت عيونهما فى نظرات متفهمة وهى تهمس ..
ـــ يابنت الأييييييه !!!
اطلقت الاثنتان ضحكاتهما وهما ترفعان كأسيهما لتعبا جرعات الشراب فى نهم ..
..
قطان اخران انضما الى القط الذى يتعقب القطة البيضاء وصار الثلاثة يزومون فى مواء مكتوم حولها ..
..
ـــ اعرفك بمراتى ... ايه رأيك فى الجمال ده .؟؟
 ابتسم الرجل ثم انفرجت شفتيه عن ضجة صاخبة مقهقها وتقدم تجاهها قائلا :
ـــ طول عمرك حظك بمب ....روعة ياهانم ...روعة ...قال ذلك وهو يمد يده ليلتقط اطراف اصابعها يقبلها وهو يبتسم ..
.. سحبت يدها خاجلة وهى تنظر الى زوجها فعقد الاخير مابين حاجبيه اعتراضا منه وهو يهمس لها ...
ـــ فكك بقى من الكسوف ...شوفى اللى حواليكى بيعملوا ايه ... ثم استدار يواجه الرجل مخاطبا ..
ـــ امال فين مراتك ؟؟ المجرمة دى ماشفتهاش من اول ماسلمت عليها لما وصلتم ...
..
القطة البيضاء تطلق مواءً عاليا رغم ضجيج الموسيقى المرتفع سمعه القط الاسود فقفز من بين يدى احداهن وهى تضعه على ركبتيها واصابعها تداعب جسده...اطلقت  صرختها المتألمة وهى تسب القط ممسكة بفخذها..
ـــ خربشك الملعون   ..؟؟
ـــ ايوه ....
ـــ انا اداويلك الجرح بلسانى ولا يهمك ...
اطلقت ضحكتها الماجنة بينما قال رجل اخر موجها حديثه لامرة بجوار الاول :
ــ جوزك عامل نفسه دكتور ... انتى ماتعرفيش انى انا كمان دكتور ...
..
القط الاسود يهرول بينالاقدام مسرعا ليلحق بقطته البيضاء ..
..
احد الرجال  يراقص احداهن  متقافزا حولها كما قرود السعدان بينما هى تتمايل ثاملة ..
اقترب منه اخر مزاحما اياه فى الرقص فشرع كل منهما يحاول جذب الثاملة اليه بيده وسط تعالى الضحكات منهما  .
..
ــ انا
 دماغى لفت على فكرة ...آمال فين ...
قالت هذا وهى تترنح باحثة بعينيها شبه المفتحتين فيمن حولها فسارع الرجل بجوارها الى احتضانها حتى لا تسقط وهو يقول :
ـــ سيبك منه ...تلاقيه لقى اللى كان بيدور عليها ...خليكى معايا هنا ...
..
القط الاسود يهجم على احد القطط التى  تشاكس القطة البيضاء ويطلق مواءه الشرس مقوسا ظهره فى تأهب مخيف ..
..
ـــ انتى الليلة صاروووووووخ ..!!!
قال ذلك وهو يقترب منها وقد رفعت ذراعيها عاقدة كفيها خلف رأسها مسندة ظهرها الى حائط الشرفة
ردت عليه بنبرة غانجة وضحكة اكثر غنجا ..
ـــ ياسلام !!! ...ياراجل دانتا لسه فى شهر العسل  ....ايه لحقت بسرعة كده ...؟؟
..
القطط تشتبك مع القط الاسود وقد توارت خلفه القطة البيضاء منكمشة  فلطمه احدهم بأظافره الحادة على عينه مطلقا مواءً شرسا فى حين قفز   عليه القط الابيض يعضه مدافعا  ..
..
تقدمت ذات الشعر الذهبى وهى تشرب اخر مافى كأسها الى احد الرجال وهو يحدث اخرى فأمسكت برابطة عنقه جاذبة اياه اليها قائلة فى صوت ثامل ...ــ انت بتاعى ...  ضحك وهو يميل على صدرها من شدة جذبتها له عندما اختل توازنها فسقطت متمسكة بالرابطة فى يدها .
..
دخلا من الشرفة متعانقين متجهين الى احدى الغرف عندما إلتقى بصره ببصر من يحتضن زوجته الثاملة متجها بها الى غرفة مجاورة فتبادل كل منهما الابتسام  والتلويح بيده ...!!!!
.....
اخذت الضحكات تتعالى ..
والموسيقى تشتد صخبا ..
الاجواء يلفها غيم كما السحاب الابيض ..
 الرؤية صارت ضبابية لا يظهر منها احد من الجمع الهلامى .... فقط فى بؤرة من وضوح نرى  القط الاسود وهو ينزف من اكثر من موضع من جسده وقد تكاثرت عليه هجمات القطط ومازال صامدا متشبثا بموضعه ...
..
...................تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت .......................................
قصة بقلمى / علاءالدين هدهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق