الأربعاء، 6 فبراير 2013

الأمــــــل الأخيـــــر

الاربعاء 6 فبراير 2013

الأمــــــل الأخيـــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

حبيبى ..
والله لسه حبيبى ....والله وحبيبى ...
انطلق رنين هاتفه المحمول لثوان قليلة ...
الوقت بعد الثانية صباحا وهو نائم ينعم بدفء الفراش..
تحركت رأسه كمن انتبه للصوت ..
مهما تنسى حبيبى.... والله وحبيبى ..
يحاول فتح عينيه ...النوم يغالبه ....تتحرك يده من تحت الغطاء ببطىء وتثاقل ..
عمرى مانسى حبيبى ...ابقى ...افتكرنى ...
اليد تمتد لتصل للهاتف ....حاول ...حاول ...
بصوت ناعس وعين مغلقة ....ألو ...مين ..؟؟
لا احد يرد ...
مين ..؟؟؟.......لا احد ولا مكالمة ...
سقط الهاتف من يده ليستغرق فى النوم مجددا ....
خيالات بعيدة ....أ دخان هذا ام شبورة الصباح فى يوم شديد البرودة من شهر امشير...الطريق غارق فى مياه الامطار من ليلة البارحة
...يكاد لا يرى ما امامه لمسافة امتار قليلة ..
هناك صوت لحن يتردد فى اذنيه ...نغمة شجية لا يستطيع تحديدها
.. شو...أنا ...فيــــ .....حبيبى ....انت .....
النغمة تتردد بقوة ولا يتبين الصوت المرافق معها..
يسير فى طريقه اليومى ...
الطريق مختلف تماما ....لا عربات ولا مارة ولا ابنية يراها .
انه طريق زراعى ممتد وسط الشبورة الغائمة ..
وجه ترتسم ملامحه وسط الضباب ...الخيالات مشوشة امامه...
النغمة تستمر لتدق على اذنيه بغير وضوح...
وال ....ايه ...ال ....ايه ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
انطلقت الصرخة المذبوحة تشق ملامح الوجه الضبابى لتقتلعه من نفسه فيهب فزعا من نومه ...
تلفت حوله ...انه الصباح ...كان حلما اذا ...
قطب مابين حاجبيه وهو يمسك رأسه ...اسئلة تلاحقه..
الهاتف ...اين الهاتف ..؟؟
بحث عنه ...لا يجده بجوار الفراش فى مكانه ..
آه لقد تذكر ...اخذ يقلب فى الاغطية ..هاهو ..
فتحه ...اين المكالمات المستلمة ...
عجبا ...الهاتف يسجل مكالمة صباح اليوم من رقم لا يظهر على الشاشة ...
...مسح جبهته بقوة ...يتذكر صوت الرنين ليلا عندما اوقظه من نومه ....حبيبى ...والله لسه حبيبى ...
هذه النغمة ليست مسجلة على هاتفه ابدا...!!!
قام يغسل وجهه ....صوت فى اذنيه يتردد ....النغمة المشوشة
غير الواضحة محددا......وقف امام المرآة ...الوجه الضبابى امامه ..اين شاهده من قبل ...؟؟
الماء الدافىء ينعش وجهه ...النغمة تنشط اكثر .....
بشتاقلك ...هنا ....ياحبيبى ..
توقف للحظات ..اخذ ينظر الى وجهه فى المرآة ....الماء يتقاطر من عليه ..
ظل ينصت وهو يحدق فى المرآة ليتجاوز برؤيته امتداد النظر وانعكاس صورته امامه ....
كنت بشتاقلك وأنا وأنت هنا .....بينى وبينك ...خطوتين ...خطوتين ....خطوتين ..
الصورة ترتسم واضحة شيئا فشيئا ....نعم انها هى ...هى ..
كانت هذه افضل الاغانى لديها ....
شعر بقبضة تعتصر صدره وقلبه ...رجفة داخلية مفزعة تسكنه..
اسرع الى الهاتف ...امسك به ...رده ثانيا وهو يتذكر ...لقد مسح رقمها القديم عندما غيرته بأخر بعد انفصالهما ...
القلق يهاجمه ونبضات قلبه تتسارع ...هاجس رهيب يستولى عليه
شوف بقينا ازاى أنا فين .....ياحبيبى ... ...وانت فين ..انت فين ...انت فين
لا يدرى كيف ارتدى ملابسه وانطلق الى سيارته يقودها حتى وصل الى اول الطريق الزراعى بكل هذه السرعة ..
الشبورة امامه تخفى معالم الطريق الزلق والخطر من جراء الامطار....وعلى الرغم من ذلك ينطلق بسرعة جنونية كمن يسابق عقارب الزمن ......هناك خاطر مقبض يسيطر على كل مشاعره ..
ابتعدا رغما عن ارادتهما ....الجرح الذى ظن انه دفنه بباطن اعماق النفس والوجدان ....هاهو قد انفجر مجددا ...
والعمل ...ايه العمل ...ماتقولى اعمل ايه ...
والامل ..انت الامل ....تحرمنى منك ليه ..
صفارات السيارات المارة به ومن حوله لا تنقطع تنبيها له من سرعته..
اشرف على اول بلدتها ....منزلها ليس بالبعيد من هنا ..
اسرع يغادر السيارة لينطلق الى البيت القريب ..وعيناه بالرغم منه تدمع ..لا يدرى امن شدة البرد الذى يلسع وجهه ام مما يشعر به..
عيون كانت بتحسدنى على حبى ...
دخل اليت ليفاجىء بالنسوة يبكين ...وقف مذهولا تتردد انفاسه فى انفعال قاتل ...
ودلوقتى ...بتبكى عليا.... من غلبى ....وفين انت ..يانور عينى ..
ياروح قلبى ..فين ؟؟؟
نظر فى وجوههن يستجلى الحقيقة ...اقبلت منهن واحدة تبكى وتربت على كتفه...انها امها ...
همست بصوت مذبوح ...البقية فى حياتك يابنى ....كان نفسها تسمع صوتك امبارح ...اخر حاجة قالتها ...انها عمرها ما نسيتك ...
سقطت الدموع من عينيه وهو يستدير مبتعدا ...
فينك.. فينك ..فين .... ...عندى حنين وحنان و حاجات
وفين دمعك يا عين ...بيريحنى بكايا ساعات ...بيريحنى بكايا ساعات...


ــــــــــــــــــ تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق