الاثنين، 22 أكتوبر 2012

برنجى وكنجى وشنجى !!!

منذ حوالي ساعة

برنجى وكنجى وشنجى !!!
 
..تمر بنا سنون العمر من محطة الى اخرى ...تترك كل منها الكثير فى ذكرياتنا محفورا من الصعب نسيانه ..بحلوه ومره ...بشغفه وايضا بقرفه ...
فما كان مرا وقتما وقع بنا ربما تحيله الذكرى بعد ذلك الى ما لا يخلو من طرافة .....الحقيقة ان سنوات خدمتى العسكرية كضابط احتياط هى من هذا الصنف الاخير ...
لدى سجل حافل بمئات الذكريات التى يمكننى وصفها ..بانها
ايام اسود من قعر الحلل والاِذانات ...اما الان فلا اذكرها الا من تلك الزاوية البعيدة ...التى تمثل الطرافة والفكاهة منها ...سبحان مغير الاحوال ..!!!!!
كنت مضرب الامثال فى الالتزام والعسكرية الصارمة ..ولكن بطيبة قلب مع العساكر الغلابة ارق من جناح الفراشة او العصفورة علشان ماتقولوش اننى ابالغ ....لذلك حصلت على شهادتى بتقدير ( قدوة حسنة ) ..
هاكم احدى الليالى الشاتية التى عشتها وانا بعد فى فترة التدريب فى معهد ضباط الصف قبل تخرجى فى كلية الضباط الاحتياط ..
لم ار وحدة عسكرية مترامية الاطراف شاسعة المساحات مثل هذا المعهد فى منطقة التل الكبير ...فحدوده الخلفية مفتوحة على مناطق ممتدة لا نهائية مع اراضى الفلاحين على اقصى اقصى البعد
...رحمك الله ياباش شويش بيومى ..
شمال .. يمين
شمال .. يمين
...امشى عدل ياطالب يامخلة يابيادة يامكحول انت وهو ...انتم رايحين طابور الخدمة مش بتتمشوا على الكورنيش ...
احسن يادليل ...خليكو زى الدليل يا قلة من ليه ..
هكذا كان يصيح فى زملائى من خلفى ...كنت دوما دليل الطابور ...يعنى اول واحد فى الصف ...
يافندم طب دا واحد غاوى ميرى ...شكله ملسوع فى مخه احنا زنبنا ايه بقى ...
وهكذا كان اكثر من واحد يرد عليه قاصدين شخصى انا ...
اضمرها فى نفسى صامتا ...ماشى يا تحفة منك ليه ...اما طلعت البلا الازرق عليكم الليلة مابقاش انا ...
وهكذا نمر بطابور الخدمة لاختيار افراد الحراسة منا ومعرفة كلمة سر الليل ...والتى بدونها يحظر على اى شخص التجوال ليلا او المرور من قطاع كل فرد حراسة ...
الكثيرون لا ينتبهون لها ...يعنى ضربينها طناش .....
ها يا دفعة ...برنجى ولا كنجى ولا شنجى ...؟؟؟؟
يسألنى بعض زملائى فى العنبر عند عودتى من الطابور ...
الليلة كنجى مع اتنين من عساكر المعهد ....ارد عليهم ...فاسمع حسراتهم ...ايه يابنى هم مستقصدينك ولا ايه ...كل مرة كنجى ؟؟؟
فيرد اخر بدلا منى ...ياعم روووووح ...وهو ده بيهمه ...ده لو عليه ياخد التلات نوبات سهر ورا بعض ...ده مصيبة سودة ...
تتعالى الضحكات من الجميع فيتزايد احدهم ...والله الجدع ده فعلا عسكريته مرة ...منيلة بنيلة ...ياويل اللى هايشتغلوا تحت ايده بعد ما يتخرج ....اللى هايخد منها لحسة ...هايفضل يتف تلات تيام ...
ضحكت كما ضحك زملائى ...واذا بواحد يسألنى ...
فين قطاع خدمتك الليلة دى ؟؟؟
قلت: من اول عنبرنا هنا لغاية الكانتين وبعدين الحمامات والمنطقة اللى وراها لحد العنبر المحروق ...
وهنا سكت السائل وعلامات الرعب ترتسم على وجهه مما اصاب الباقين بالدهشة فلزموا الصمت محملقين فيه ...
بعد برهة ردد وكأنه يحدث نفسه ..ازاى الكلام ده ...؟؟!!! الخدمة فى المكان ده وبالذات من الحمامات ولغاية العنبر القديم من اختصاص عساكر المعهد ...اما احنا طلبة الاحتياط ما بنخدش خدمة فى المكان ده ابدا ...!!!!
وايه المشكلة فى كده ..؟؟ سألته فحاول التنصل من الاجابة ...
وبعد الالحاح منا عليه افصح لنا بما علمه من احد ضباط الصف القدامى فى المعهد ...
العنبر المحروق ده كان زمان هو عنبر طلبة الاحتياط زينا كده ...كان فيه تلاتين طالب ...و فى يوم ....اتنين من الطلبة شافوا على البعد من ورا العنبر بنت فلاحة بترعى شوية خرفان ومعيز ........قربوا منها ...وده كان ممنوع طبعا ...عكسوها وضايقوها ...فى كلام انهم عملوا اكتر من كده ....المهم ..
صمت زميلى لحظات وكل منا صامت متعلق بشفتيه يستحلفه ان يكمل ....
اللى حصل فى الليلة دى محدش يعرفه غير قليلين جدا .......
انتم شايفين ان حدود المعهد من ورا مفتوحة ...( هززنا روؤسنا دون ان نهمس حتى لا نقاطعه )
بيقولوا ان مجموعه من الفلاحين جم بالليل ودبحوا كل اللى كانوا فى العنبر وبعدين حرقوا المكان ومشيوا من غير ماحد يمسكهم ..
ومن ليليتها العنبر ده سايبينه مهجور زى ماهو ....عارفين ليه .؟؟
لم ينطق احد منا ....( كمل يخرب بيت ابو اللى جابو ابوك ...قطعت نفسى ...)
علشان ارواح المدبوحين والمحروقين بتطلع تلبش جتت اللى يكون قريب من العنبر ....
نظر فى وجهى وكأنه يودعنى ...خلى بالك ياصاحبى من نفسك كويس ...
افاق الاخرون من صدمة الحكاية ...البعض لزم الصمت والبعض راح يتهامس والبعض جاهر بالضحك مشيرين الىّ ....تستاااااااااااااااهل
ورينا شجاعتك بقى مع العفاريت ...دى هاتبقى ليلة سقع عليك ..
تركت العنبر بعد العشاء ...نوبتى تبدأ فى العاشرة لتنتهى فى الثانية صباحا ...توجهت الى العسكرى البرنجى كان يقف بعيدا عن الحمامات والعنبر ....شاهدنى مقبلا عليه فعرفنى عندما تسلمنا الخدمة فى الطابور ...سألته ...انت هاتريح فين ياامباشا ...قال :
حكمدار الخدمة قالى وقال لصاحبى اننا نريح عند المكان اللى هايبيت فيه عند الكانتين ...
بس دا بعيد عن هنا ....قلت له ...فزم شفتيه كأنه لا يهمه الامر ...من الواضح انه مش عارف حاجة خالص ...عسكرى مقفع مكركب على نفسه ..حتى شايل سلاحه بالمشقلب ورا ضهره ...دا ايه النيلة دى ...؟؟؟
تسلمت ورديتى مقسما ..ان الدبانة لو مرت من قطاع خدمتى هاثبتها ولو ما عرفِتش كلمة السر هاتبقى اخرتها مطينة بطين ..
الظلام حالك الليلة ...والجو شكله هايديها مطرة للصبح ...هى شكلها ليلة !!!
وضعت السونكى فى مقدمة بندقيتى وعلقتها امام صدرى ممسكا بها فى وضع استعداد...
رااايح جااااى ....من الشمال الى اليمين ....من عنبرنا الى الكانتين
...يافرج الله .. ده مين اللى طالع من العنبر ده .......ده الواد عطية الشرقاوى .....لابس الزنط ولافف نفسه فى بطنية ...
اااثبت محلك ....قفزت من وقفتى فى الظلام امامه معترضا اياه شاهرا السلاح فى وجهه صارخا بالكلمتين بكل العنف ...
ارتعد المسكين من المفاجأة ومن بين الاغطية نظر الى متهتها ..
يخرب بيتك وبيت الجنان اللى انت فيه ...
تجاهلت كلماته واعدت الصراخ فى وجهه متقدما خطوة حتى قارب طرف السونكى ان يلامس ماعليه من غطاء ..
اثبت محلك ...
شعر بالجدية فى صوتى فتسمر مكانه ...عاوز ايه ياللى يبتليك باللى يلبش جتتك .....انا عندى اسهال سيبنى اعمل معروف ...
كان صوته مبحوحا كأنه يكابد مالا يطيق فعلا ..
انطق كلمة سر الليل .........صحت فيه بقوة ..
مش عارف ..مش عارف كلمة الزفت....
صحت مجددا ...للخلف در ...قدامى على الحكمدار .....
الله يخليك سيبنى ... الاسهال يخرب بيت الغبى اللى انت فيه ...
كاد ان يبكى ...
خلاص ياعطية ...سماح المرة دى ...اجرى بسرعة على الحمام ..
جرى المسكين وانا اجاهد نفسى الا اضحك باعلى صوتى ...
تابعته منتظرا وبعد دقائق عاد راجعا ...
شفيتو ياعطية ..قلت له مبتسما ..
اشاح بوجهه عنى وهو يتمتم ...منك لله انت والهبل اللى انت فيه ..
تلاقيك لما بتنزل اجازة بتوقف خدمة على الحمام ...وبتعمل لهم فى البيت كلمة سر كمان ....روح الله يشفيك ...
ابتسمت صامتا ...ابتعد عطيه واستدرت اتابع حراستى فى كل قطاعى ..الهواء بارد وبعض رزاز المطر بدأ يتساقط ...اغلب افراد الخدمة يتركون اماكنهم فى مثل هذا الجو اما انا فلا يمكن ان افعل هذا مطلقا ...مازالت كلمات صاحبى عن العنبر المحروق تتردد فى داخلى ...الظلام الحالك والسكون القاتل يجعل النفس فريسة لهواجسها ...معى كشافى الخاص ...اطوف بدائرته الواهنة فى كل مكان ...تجاوزت الحمامات ...اتجه الى ما وراءها ...الدائرة الضوئية تسبقنى ...هاهو العنبر من بعيد على ضوء الهلال الباهت وما يصل اليه من شعاع كشافى ...تلوت المعوذتين ...وقفت ارقب المكان بكل ما به من حطام واخشاب ..استدرت عائدا واذا بالصوت يصرخ من ورائى حادا كالصراخ الحزين ...كاد قلبى ان يتوقف وانا التفت بسرعة تجاه الصوت ....يادى الليلة الكوبية ..!!!
زادت قبضتى على البندقية اتلمس فيها الشجاعة والامان ...
صحت بصوت حاولت ان اجعله ثابتا قويا ...مين هناااااك ..؟؟
مافيش رد ...سلطت الضوء على باب العنبر وفجأة انطلق شيء اسود اكبر من الكلب بسرعة رهيبة فاصطدم ببعض الالواح الصاج والاخشاب فاحدث ضوضاء رهيبة فى سكون الليل والظلام ...واعقبته الصرخة الاعلى من سابقتها واذا بضربات عنيفة كمن يطرق على باب خشبى ترتفع ....
انخلع قلبى ...الرعب يتملكنى ...فكرت فى العدو جريا ...لكننى تراجعت مشهرا سلاحى وصارخا ...اظهر نفسك بسرعة .....
هاضرب بالناااااار .....
وطبعا ولا حد عبرنى ...
المطر يزداد عنفا ...قررت ان اتجه الى الحمامات فاتوارى بالقرب منها تحت تلك الشجرة المجاورة لها ...كنت ابتعد راجعا الى الخلف بظهرى وانا اتابع ببصرى باب العنبر المجحوم ...
واصلت التراجع واستدرت متجها الى الشجرة عندما اصابتنى ضربة عنيفة فى رأسى ....آآآآآآآآآآآآآآى ...ياولاااااد الكلب ...
تلفت حولى مرعوبا ولا ارى احدا ...كدت اصيح طالبا المساعدة صيحة الحراسة المعروفة ...حرس سلاااااح ...
لكن المشكلة انك قد تتعرض للجزاء اذا اجتمع عليك باقى افراد الحراسة القريبين ولم يجدوا ما يستدعى اطلاقك النداء ...
وقفت بجوار باب الحمامات وماكانت الا لحظات وسمعت الصوت الباكى يئن من الداخل ...
ارتعش الكشاف فى يدى وانا اوجهه الى داخل الحمامات مرددا ..
مين اللى جوه ....مين هنا .؟؟؟
..دخلت افتش المكان ...ابواب الحمامات كلها مفتوحة ولا احد فيها غير باب واحد ...كان مغلقا ...طرقت عليه طرقتين ...لم يرد احد ..مرة اخرى ...فى حد هنا ..؟؟ ...لم يرد احد ...
ازحت الباب بسن السنكى وبيدى الاخرى وجهت ضوء الكشاف ..انفتح الباب مصدرا صوتا حادا وهنا صرخت انا عندما رأيت ذلك الجسد الضخم الاسود المكوم داخل الحمام موليا للباب ظهره ...
اصدرا فحيحا قويا وبدأ ينهض ملتفتا ناحية الباب ...اطلقت ساقى للريح لاجرى خارج الحمام وما لبثت الا ووقعت ارضا فى الطين والوحل ...حرس سلااااااااااح .....حرس سلاااااااااااااااااح ...
الحقونى ياولاد الجزمة ....
حاولت النهوض لتداهمنى الصرخات اتية من ناحية العنبر المحروق ...واذا بشبحين يهرولان من هناك تجاهى ....
حرس سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااح ....
مافيش فايدة ولا حد سامع ...بسرعة جذبت اجزاء تعمير البندقية وكدت اطلق الرصاص على مهاجمي ....
استنى يخرب بيت شيطااااااااااااااااااااااانك ...احنا صحابك يالا ....
ياولاد ال ـــــ ........
كان صاحبى الذى قص علينا حكاية العنبر ومعه اخر ....
كنا بنهزر معاك يامتخلف ....انت كنت هاتضربنا بجد ولا ايه ......؟؟؟
ظللت انظر اليهما صامتا والغيظ يفتك بى ...
ومين التالت اللى جوه يا شوية كلااااااب ...سألتهم وانا اشير الى الحمام ...
ضحكوا مرددين ...دا الواد عطية ....حب يردلك غلستك معاه ....
دخلت ثائرا الى الحمام ودخلوا معى كل منا يضيء كشافه امامه ..
اطلع ياعطية ...اخرج بره يامجرم ....
ياليلة سودة ....!!!!.مافيش حد هنا ....!!!!!
نظرت اليهم مندهشا فسألنى احدهما ....انت متأكد انك شفت حد فى الحمام ..؟؟
انتم لسه هاتسألوا ......اجروا بسرعة .....!!!!!!
انطلقت اعدو وهم فى اثرى ...وما توقفنا الا ونحن داخل عنبرنا ....توجهت بسرعة الى فراش عطية زميلى كان نائما يغط فى سبات عميق ....
.............................تمـــــــــــــــــــــــــــــــــت ........................
 

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

شمعة ومرآة وعقد ..!!!

صباح الجمعة 19 اكتوبر 2012


شمعة ومرآة وعقد ..!!!
 
ليلة رأس السنة وقد لبيت مع ثلاثة اخرين دعوة صديق لى تربطنى به اهتمامات مشتركة فى دراسة علمية عن تاريخ السحر الاسود.. ..كانت الدعوة فى غاية الغرابة بحيث تثير فضولك فتجبرك على الموافقة عليها .. .
( ادعوكم للحضور لمشاهدة احدى اللعنات ...!!! ).
ترى من يستطيع بعد هذا رفض الدعوة .....
انتهى الرجل من حديثه ......اخذ يقلب بصره فينا يشاهد اثار وقع كلماته علينا ...
كنا متحلقين حوله فى حجرة مكتبه بالدور الارض فى بيته الواسع..
الصمت التام يخيم على الجميع ............صوت طقطقة الخشب المشتعل فى المدفأة هو ما قد تسمعه الان فى الحجرة ...زوى الرجل مابين حاجبيه مندهشا لصمتنا وابتسم قائلا :
ما رأيكم اذا ..؟؟
كنت اول من افاق من شروده فاجبته قائلا ...ان هذا حديث قيم بلا شك ...فالجميع قد قرأ عن تلك القلادة او العقد الملعون ...عقد مردوخ المشؤوم ...لكن الكثيرون ممن لا يؤمنون باللعنات ارجعوا كافة الحوادث التى حدثت لمن تعاقب عليهم العقد الى الصدفة المحضة ...ولكننى ممن يخالفون هذا الرأى تماما ...
تحدث صديق اخر مكملا ...لكننى حقا لا اعتقد فى شأن الطلاسم السحرية او تلك المهاترات من قبيل اللعنات المتعاقبة ...
قال ثالث ...وانا ايضا اميل الى هذا الاعتقاد ....فهذا يبدو سخفا ..
ابتسم لنا مضيفنا وهو يهز راسه فى تقبل والتفت الى المرأة الوحيدة التى تجلس معنا فقال بصوت خفيض ..وانت سيدتى ماذا تعتقدين ...؟؟؟
التفتت المرأة الينا واعادت ضبط نظارتها وهى تبتسم وقالت ...
الحقيقة عندما اتتنى دعوتك للحضور الليلة كدت اعتذر عنها فانت تعرفنى جيدا ...انا اعارض مذهبك البحثى والاعتقاد بخرافات السحرة ...واعجب حقا من اختيارك لنا للقدوم الى هاهنا الليلة ...اللهم صديقك المفضل الذى يشاركك اعتقاداتك ...
قالت ذلك وكانت فى جملتها الاخيرة تشير باسمة الى ناحيتى ...لكنها ابتسامة ادركت معناها فورا فهززت راسى متفهما قصدها..
قال مضيفنا ...الحقيقة قد اصبتى قصدى من هذا الاجتماع الليلة ..
انا اعرف عنكم مخالفتكم لما اؤمن به واحاول سبر اغواره بالدراسة ..ولذلك تخيرتكم شهودا على ما اود البوح لاحقا به بعد ان كدت انهى دراسة بحثية طويلة ...
سابدأ مجددا بعد ما القيته عليكم ...سيكون هذا اختبارا بسيطا جدا ...قتله الاخرون تجربة وسأجعله تمهيدا للاختبار الرئيسى الذى جلبتكم من اجله ...
سنبدأ بلعنة مارى الدموية ....
اعتدلت فى جلستى عند سماعى الاسم الخطير ....فليس من احد ممن يهتمون بعلوم السحر او تاريخه من لا يعرف مارى الدموية ولعنتها الرهيبة ...
قال صديقى : اذا سمحتى سيدتى وبما انك تنكرين بقوة ما نتحدث عنه ان تجربى بنفسك الامر ...
صدرت نحنحة خفيضة من المرأة وهى تنظر الى الرجلين الاخرين ..
وقالت ..اجرب ماذا ..؟؟
قال صديقى ...الامر ببساطة ستذهبين الى الحمام فى نهاية الطرقة خارج الحجرة ..لا اضاءة مطلقا ...سيكون الظلام هناك دامسا . ..وستكون بيدك شمعة صغيرة سيكفى لهبها عند الاشتعال لترى كف يدك ...هناك مرآة على حائط الحمام ...كل ماعليك ان تنظرى محملقة فيها وانت تقربين اليها الشمعة وترددى جملة واحدة ....“Bloody Mary .. I Killed Your Baby” ..
فقط عشرين مرة على ان تتصاعد نبرة صوتك تدريجيا....
قال احد الرجلين :
...وما المقصود من فعل ذلك ؟؟
قال صاحبى ...ببساطة اذا تم ذلك ستحضر مارى تلك التى قتلت قبل اكثر من مائة سنة لتعاقب من اعترف بقتل ابنها ....فهذه هى لعنتها ...
قال الرجل الثانى بغضب :
ماهذا الهراء ..؟؟ انا لا اوافق على هذا ..بل ولن اسمح به ايضا ..
قال صاحبى للرجل ...اما انت فستكون محل اختبارى الرئيسى ..
لقد حدثتكم منذ قليل عن العقد الملعون ذى اللعنة المطلسمة المسمى بعقد مردوخ ...والمفاجأة اننى املك هذا العقد الرهيب ...!!
وقفت مشدوها من فرط الرعب والاثارة ...ياللسماء ...!!!! هل استطاع الرجل ان يحصل على ذلك العقد الرهيب ..؟؟؟ كيف ..ومتى ..؟؟ ان هذا اروع وافظع الامور تخيلا ..!!!!
اكمل صاحبى وهو ينظر الى الرجل المعترض ...هل تمانع ان ترتدى لعدة ساعات عقدا من الذهب والمجوهرات قيمته لا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ...؟؟
تلعثم الرجل وهو يحدق بصديقى ...كدت اصيح هذه المرة لاعترض انا خوفا على الرجل ...لكن صديقى سارع الى القول ..
ياسادة بكل بساطة اذا رفضتم فاعترفوا بتخليكم عن معارضتكم لابحاثى ....
تكلمت السيدة التى كانت صامتة تنقل البصر بين المتحدثين لتنهى جدالهم ...اعتقد ان ماتطلبه منى لا يعدو مجرد العاب صبيانية ...لكننى سافعل ما طلبته بشرط واحد ...
التفتنا جميعا اليها وهى تكمل ..
اذا اثبت انا هراء ما تعتقده انت عليك ان تعترف بهذا علنا ولا تعاود العمل به ثانيا ...
ابتسم صديقى ابتسامة نصر وردد بسرعة :
موافق ...موافق بكل تأكيد ...
اذا نبدأ الان ....قالت المرأة ...
توجه صديقى الى احد اركان الحجرة وحرك لوحة على الحائط لتظهر خزينة الكترونية ...اخذ يعالج مفاتيحها بشفرتها الخاصة ففتحها واحضر صندوقا اسودا منها واعاد اغلاقها مجددا ...خفق قلبى وانا اتابع ببصرى الصندوق ...اتراه قابعا فيه الان ؟؟؟ اتراه هو الحقيقى وليس نسخة مقلدة ..؟؟
وضع الرجل الصندوق على المائدة امامنا وجميع العيون ترقب المشهد ...فتحه لتتلألأ لمعات الجواهر المتصله فى روعة مشكلة العقد المسحور ذى اللعنات ...عقد مردوخ الرهيب ...العقد المصنوع منذ ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد .... وهو مرصع بالأحجار الكريمة وكتبت عليه مجموعة من الطلاسم والنقوش الغريبة والتي يعتقد أنها كانت تخص أحد كهنة مردوخ في العراق ...
قال صاحبى للرجل المعارض ...ارجوك ان تأخذه بنفسك وترتديه الان ...
يا الهى ...!!! ستحل اللعنة به على الفور ...!!!
قال الرجل ...وما المفترض انه يحدث لى تطبيقا لاختبارك ...؟؟
اجاب صديقى وكان صوته باردا اكثر من برودة الجو العاصف خارج المنزل ...ستموت خلال ساعات ....!!!!
تردد الرجل لحظات ونظر الينا ...كنت اردد داخل نفسى ان ارفض العرض وهلم نغادر جميعا ...انا اثق فى صحة اللعنة المطلسمة على العقد اكثر مما اثق بتحقق لعنة مارى الدموية فى كل الحالات ...
عقب الرجل وهو يحدق فى العقد الخرافى ....اذا اقبل لكن ...اذا لم يحدث لى شىء فسوف يكون هذا العقد من نصيبى ....
ذهلت من منطقه وكدت اصيح به ايها الاحمق ارفض ...فاجئنى صديقى وهو يقدم الصندوق الى الرجل باسما وهو يقول تفضل ...
..مد الاخير يده الى الصندوق ...حاول ان يبدو متمالكا نفسه الا ان رعشة اصابعه قد فضحت ما يخالجه من توتر ...امسك العقد واخرجه لتضوى جواهره فى الحجرة وببطى علقه حول عنقه ليستقر على صدره ...كان يطوف ببصره فينا يتلمس التشجيع بينما تسمرت ابصارنا على العقد المذهل ...وفجأة زمجر الرعد بعنف خارجا واذا بعاصفة تضرب نافذة الحجرة فاصدرت صوتا عاليا اصابنا جميعا بالرعب ...
تمالك صاحبى نفسه و التفت الى الرجل الثانى قائلا ..ستكون انت المراقب معى انا وصديقى لما سوف يحدث ...
هز الرجل راسه دون ان يتكلم ...فقال صديقى ..اذا هيا بنا لنبدأ ..
توجه الى خارج الحجرة فتبعناه صامتين وما فتىء الرجل ذو العقد عن تحسسه والنظر فيه ....
كانت الردهة خارج الحجرة غارقة فى ظلام حالك الا من بعض الاضاءة التى اطلت عليها عندما فتحنا باب الحجرة فالقت بظلال مفزعة لكل منا على الارض والاثاث ....
اشار صديقى الى اخر الردهة وهو يحدث المرأة ويخرج من جيبه شمعة صغيرة وعلبة ثقاب ناولهما لها قائلا ....الحمام هناك على اليسار...تفضلى ...سنكون قريبين لنسمعك ....
سارت المرأة وحدها وكلما تقدمت الى الامام ابتلعها ظلام الردهة...تقدم صاحبى خلفها ونحن نتبعه ...وصلت المرأة الى باب الحمام ...ادارت مقبضه ودخلت فاعادت غلقه عليها ...تقدمنا لنقف بالقرب من الحمام فاشعل صاحبى شمعة كانت معه وقال لننصت الان ....
كان قلب المرأة يخفق وهى تدخل الى الحمام المظلم ...حاولت ان تستجمع شجاعتها... ان تسيطر على دبيب الخوف الذى اخذ يتملك منها جراء الظلام ...اغلقت الباب لتسارع باشعال عود الثقاب ...توهج بسرعة وكاد ان ينطفىء فاسرعت باشعال الشمعة الصغيرة ...لهبها ضعيف جدا ...الحمام ضيق ليس به الا نافذة صغيرة عليها قضبان من الحديد وزجاج مغلق ...هاهى المرآة الصغيرة المعلقة على الحائط ....تنفست المرأة بسرعة ...خطت خطوتين تجاه المرآة والشمعة امام وجهها ....وقفت مواجهة للمرآة..نظرت وجهها على اثر لهب الشمعة ..وشهقت شهقة خوف لما شاهدته من ظلال وشكل وجهها المختلف جراء ضعف الاضاءة وتراقص لهب الشمعة ...استجمعت قوتها وهى تحاول النطق ............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
كنا نسمع صوتها ونحن نترقب بقلق بالغ ....صديقى يقف جانبا ينصت وكأنه يحسب عدد المرات التى نسمع فيها الصوت .....
....المرأة تحدق فى المرأة وصوتها يردد لكن فى رعشة بدت واضحة ...بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
بدأت ترجف رجفا ..وهى تزيد نبرة الصوت ارتفاعا ...
....بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
الشمعة الصغيرة تنصهر سريعا ولهبها يكاد يخفت متراقصا ...الظلام من وراءها كأنه يحيطها باذرع خفية ...
...بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
...بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
...بلووودى ماااااااااااااارى ..آى كيلد يوووور بااااااااااااااابى ....
الصيحات تخرج من المرأة عالية غريبة ...تشوبها ما يشبه القهقهة غير المتزنة ....اللهب يتراقص واهنا ذابلا .....المرآة تهتز على الحائط ....المرأة يرتعد جسدها ....صوتها يعلو رهيبا ...
...بلووودى ماااااااااااااارى ...هاهاهاهاها ..آى كيلد يوووور بااااابى ...آى كيلد يوووور بااااابى ...هاهاهاهاها.........آى كيلد يوووور بااااابى ...هاهاهاهاها
اللهب ينطفىء فى اللحظة التى تشع المرآة بضوء دامى لتظهر الصورة ذات الوجه البشع والعينين الرهيبتين ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ......آآآآآآآآآآآآآى .......هاااااااااا......
سمعنا الصرخات الرهيبة واصوات جلبة داخل الحمام ....كنا نقف واجمين ...صرخ الرجل المراقب على صديقى ....ارجوووووك ...افتح الباب يجب ان ننقذها ....ولم ينتظر فاسرع الى الباب ليفتحه ..الباب لا يستجيب ....تقدمنا من الباب بسرعة نحاول ادارة مقبضه ولكن بلا فائدة ...الاصوات فى الداخل توقفت وماعاد الضوء الباهت يظهر اسفل الباب ....تكتلنا على الباب ضربا فانصرع ....اسرع صديقى الى زر الانارة فاضاء النور ....وكانت المفاجأة التى شلتنا جميعا ....كان الحمام خاليا ولا وجود للمرأة فيه !!!!!!!!!
صاح الرجل المراقب ....اين السيدة ..؟؟ اين ذهبت ....؟؟؟
وصاح الرجل ذو العقد ....النافذة الوحيدة هنا مغلقة تماما وايضا هناك قضبان حديدية ....لا يمكن ان تكون غادرت الحمام ...!!!!!
ما هذا ..؟؟صرخ المراقب وهو يتقدم الى المرآة على الحائط ...
اللعنة ان الدماء تغرق المرآة ...!!! ماذا يعنى هذا .؟؟؟؟؟
انسحب صديقى الى الخارج صامتا ...تابعناه والذهول يكاد يقتلنا ..
اضاء احد انوار الصالة وجلس على احد المقاعد ...
اقترب منه الرجل ذى العقد وهو يرتعد ....سأله متلعثما ....
هل ...هل ماتت ..؟؟؟ واين ذهبت ..؟؟ تكلم ..انطق بالله عليك ...؟؟
اجابه صديقى .....انت ..!!
حملق فيه الرجل مندهشا متسائلا ...انا ...؟؟؟ انا ماذا ,.....؟؟؟
قال صديقى ...انت من يجب عليه الان كشف سرها ...
كاد الرجل ان ينطق معترضا عندما انطلقت الصرخة المدوية من الطابق الاعلى كانما رجت علينا البيت رجا ...
لا انكر ان الرجفة تملكتنى فى حين سقط الرجل ذو العقد ارضا وهو يلتفت خلفه تجاه الصرخة حيث السلم المتجه الى الدور الاعلى ....قال الرجل المراقب مفزعا ...ماهذه الصرخة ...هل هناك من احد بالاعلى ..؟؟
كان صديقى قد نهض مسرعا فقال ..لا ...مامن احد غيرنا فى المنزل ...يبدو انها ...........
صمت ليجعل الرعب يسيطر على الرجلين ...نهض الرجل ليمسك ذراع صديقى صارخا ....ماذا هناك ...؟؟؟ وماذا تقصد ؟؟؟
قال صديقى ببطىء...الحق اقول لكم ...انها قد تكون مارى قد حضرت الينا جميعا ....
قال الرجل ذو العقد بعنف ....انا لن استمر فى هذا السخف وساخرج من هنا متوجها الى قسم الشرطة حالا ....وهاك عقدك اللعين لا اريده ....
قال ذلك وهو يخلع عنه العقد فعلا ويلقى به تجاه صاحبى الذى ابتعد بسرعة حتى لا يمسه العقد فوقع الاخير ارضا ....
اسرع اليه صاحبى فخلع جاكتته يلتقطه بها واسرع فوضعه داخل احد الادراج القريبة ....
اسرع الرجل الغاضب متجها الى باب البيت الخارجى ...ما ان اقترب منه حتى لمعت سيوف البرق رهيبة ضاربة زجاج الباب الحديدى واعقبتها زمجرة الرعد الصارخة ..وفى اللحظة التالية انطفأت اضواء المنزل القليلة ...اسرع صديقى يشعل شمعة اخرى ويتجه الى احد الادراج فاخرج منها كشافين كبيرين ...اضائهما فامسك واحدا ومد يده بالاخر الى الرجل القريب منه ....اما الرجل الغاضب فما كاد يفتح الباب الا وقابلته الامطار الرعدية المنهمرة كأنها السيول الجارفة ....سارع باغلاق الباب والعودة الينا لاعنا الجميع غاضبا بحنق على تلبيته تلك الدعوة المشئومة ...
هاااااااااااااااااااااااااااا ه ..!!!
انطلقت الصرخة اكثر رعبا وفزعا من اعلى مجددا ...فى هذه المرة جرينا جميعا الى السلم ..ضوء الكشافين يتأرجح فى يدي صاحبى والرجل .كنت انا وصاحبى فى الامام يتبعنا الرجلان ...قطعنا السلم قفزا ....الدور الاعلى به صالة اخرى واسعة وطويلة على كل جانب منها ثلاثة حجرات...
توقفنا لاهثين ...قال صاحبى سأمضى انا وانت من هنا ...واشار الى الرجل الغاضب ...اما انتما فتوجها الى الحجرات الاخرى ...
تقدمت انا والمراقب الى الحجرات التى على اليسار ...دائرة ضوء الكشاف ترتعش فى يد الرجل ...طلبت منه الكشاف فوافق ...كان يسير ملاصقا لى ...شعرت بقمة خوفه وهو يسألنى ...ماذا تعتقد انه حدث للمرأة فى الحمام ....؟؟
لم اعقب على سؤاله ....اقتربت من احد الحجرات ...مددت يدى لافتح الباب عندما قبض على ذراعى بعنف وهو يقول وانفاسه تتلاحق ....لا تفتحه ..فربما كان هناك بالداخل ما لا نحب ...
قلت ...وقد يكون هناك فرصة لننقذ المرأة التى اختفت من براثن روح مارى الدموية ..
فتحت الباب ببطىء ...ضوء الكشاف يرسم دائرة كبيرة على الاثاث فى الداخل ....الرجل بجوارى يلتصق بذراعى ..تقدمنا داخل الحجرة ...قطع الاثاث كثيرة وكل منها يرسم له ظلا متحركا فتكاد تخالها جميعا شخوصا شبحية ....تعقبت كل زاوية بضوء الكشاف وفى لحظة عدت بسرعة الى نقطة سبق مرورى عليها ...
..صحت بخوف .......ماهذا ...؟؟
ارتعب رفيقى وهو يجمد مكانه ...ماذا هناك ..؟؟؟
قلت بسرعة : يبدو ان هناك شيئا تحرك سريعا ....تعالى لنرى ...
...................
كان صاحبى قد توجه مع رفيقه الى الحجرة المواجهة بعيدا لحجرتنا
....الرجل مازالت ثورته رغم خوفه الظاهر لم تنته ....اذا لم تظهر المرأة اقسم اننى ساتهمك بقتلها ...
نظر اليه صديقى صامتا وشبح ابتسامة ساخرا كان يتوارى على جانب شفتيه ...فتح باب الحجرة يسبقه ضوء الكشاف ...كانت حجرة للنوم ...لا شىء فيها الا الاثاث المعتاد ...تفحص الرجل الدولاب واسفل الفراش عندما وقف امام المرآة الكبيرة بجانب الفراش ....كان صديقى يتبعه بدائرة الضوء فسلطها على المرآة ...
وقف الرجل طويلا كأنما يرى نفسه لاول مرة وفجأة صاح صارخا هازئا ...اللعنة عليك يامااااارى .......بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
حملق فيه صاحبى مذهولا ....ماذا دعاك الى هذا ايها الاحمق ؟؟
قهقه الرجل ...واستدار يواجه صاحبى صارخا فيه بغضب ...واللعنة عليك انت ايضا ايها المشعوذ الحقير ...
انت لا تعى ماذا قمت به لتوك ايها الغبى ....صاح صديقى فى وجهه ...
قال الرجل ساخرا ...لا يعنينى ...
حدجه صاحبى بنظرات رهيبة وفى لحظات تجاوزه ببصره الى ماخلفه وعيناه
تتسع فى رعب وصرخ فيه ...اخرج بسرعة ....بسرعة .....هيااااااااا ...
...........................
...فتشت الحجرة اتفحصها بحثا عن ذلك الذى مرق امامى منطلقا وما كدت اتبين منه الا قدميه ...كانتا لطفل او طفلة تزحف سريعا على الارض متجهة الى اسفل الفراش ...
سألنى الرجل مآخوذا ...ماذا رأيت ..؟؟
لم اشأ ان انقل اليه خيالاتى حتى لا اصيبه بالذعر اكثر ...قلت لا شىء ربما توهمت الامر نتيجة ظلال ضوء الكشاف ...هل لك ان تبحث هناك خلف المقعد الكبير ...توجه الرجل حيث اشرت انا فى حين ركعت ارفع طرف مفرش الفراش واوجه الكشاف اسفل السرير فى اللحظة التى صرخ الرجل من خلفى وقد ابتعدت عنه دائرة الضوء صرخة فزع وهو يقع على الارض يركل بقدميه مجهولا فى الظلام مرددا ....ابتعد .....ابتعد عنى ...
تحولت بالكشاف سريعا اليه وانا انكب عليه اهدأ من روعه واسأله ...ماذا هنالك .؟؟ ماذا حدث ...؟؟
صرخ الرجل بين يدى مرتعشا وحاول النهوض ليغادر الحجرة ...طفل .....طفل مشوه ..كان خلف المقعد ...كاد ينقض على ...
...قام الرجل ليخرج لاهثا ويقف امام الباب فى حين اقتربت من المقعد الكبير الذى يرتفع ظهره عاليا ...فنظرت خلفه ....
...................................
التفت الرجل بسرعة الى حيث ينظر صديقى وقد تملكه الفزع ...شاهد المرآة ينبثق منها الدم فيلطخها ...ويسيل عليها فى خطوط ساقطة ....تراجع بسرعة فوقع ارضا.....امسكه صديقى فاطلق صرخة رعب ظنا ان احدا اخر امسك به ...وقام يخرج مسرعا لاعنا صديقى ومنزله ......توقف صديقى لحظات مصوبا ضوء
الكشاف الى المرآة ...الخطوط الدامية ترسم كلمات
all of you .....
ردد صاحبى ...بغيظ وهو يهز رأسه ...اللعنة عليه ...لقد اثارها ضدنا جميعا ....
................................
قلت ليس هنا اى احد خلف المقعد ولا اسفل الفراش ..قال الرجل الراجف على الباب ...اقسم لك كان هناك طفل محترق فى بشاعة .....هززت رأسى تفهما وانا اخرج من الحجرة همست له وانا اتجاوزه ...هذا الخوف الذى يتملكك لا يتفق مع معارضتك العلمية لما نبحث فيه انا وصديقى ...
صمت ولم يعقب .........شاهدت على الناحية الاخرى صديقى ورفيقه ...ناديت عليهما ...هل هناك شىء عندكما ...؟؟
رد الرجل فى غضب وانفعال ..
اللعنة عليك انت وصديقك وهذا المكان البائس...
كدت ارد على اسلوبه الفظ بمثله لولا اشارة صديقى لى ان أصمت فصمت مكرها وانا اتوجه للحجرة التالية..
قال رفيقى بصوت مرتعش:
ــ أنا لن أدخل معك ..سأقف هنا أنتظرك..
نظرت اليه قائلا ..كما تحب فقط كن حذرا فليس بالضرورة ان تحدث الاشياء السيئة داخل الحجرات فقط ..
تلفت حوله وهو يرى صاحبى يتجه الى حجرة بعيدة على الطرف المقابل ...بينما الرجل الثائر يجاس على احد المقاعد لا يكف عن السب لاعنا مارى وابنها والمنزل وصاحبه والامسية المشئومة..
قال رفيقى ..سوف اكون معه واشار برأسه تجاه الجالس هناك
هززت رأسى وانا ادخل الحجرة يسبقنى ضوء الكشاف...
بعض المقاعد ودولاب كبير وعدة حقائب كبيرة موضوعة فوق بعضها بينما قبع فى الركن صندوق خشبي كبير عليه غطاء من القماش ...اخذتُ ابحث خلف كل مقعد حتى انتهيت واقفا أمام الدولاب ..مدت يدى الى مقبض اول ضلفة منه واذا بالصرخات الرهيبة تنطلق من خارج الحجرة أتية من خلفى متعالية ومتجهة اليَّ ..التفتُ سريعا مآخوذا لأرى رفيقى صارخا برعب وهو يدخل الحجرة يردد ..
النار ..النار...لقد احترق امامى ..
كان يشير الى خارج الحجرة ...نظرت سريعا حيث كان واقفا بالقرب من ذلك الغاضب ...كان صاحبى قد خرج من الحجرة هو ايضا ليفاجأ بالرجل الغاضب واقعا على الارض يصرخ ويضرب بقدميه ويديه الهواء مرددا مع آهاته الصارخة النار ...النار ..
وقفت انظر اليهما وصاحبى يحاول اسكاته مطمئنا اياه انه ليست هناك اى نيران به..
عدت الى الحجرة سألا رفيقى الذى كان مذهولا ينظر الى الرجل الواقع ارضا....تهته الرجل وتلعثمت حروف كلماته ....اقسم ان ....اقسم ...النار ....كانت هناك .....كنت اقف امامه .......كان يلعن الجميع واذا ....واذا بالنار تنشب مشتعلة فى المقعد من اسفله لتعم ملابسه جميعها فى شكل رهيب مفزع ...
ربت على كتفه قائلا ..وها انت تراه وليس به اى شىء ...
هم بالاعتراض وكانت ملامحه توشى بانهياره التام فقلت مقاطعا اياه...
انا لا اكذبك ولكن اقول ان هذا الامر لن ينتهى الا اذا بحثنا عن مسببه فرجاءا ساعدنى....
هز رأسه رغم الرعب الساكن ملامحه موافقا...فقلت له فتش هذا الدولاب ..بينما افتش أنا فى هذا الصندوق..
اقترب الرجل من الدولاب وبيد مرتعشة فتح أول ضلفة منه ...قال لا شىء هنا ...
ازحت أنا الغطاء عن الصندوق مسلطا عليه ضوء الكشاف فصرخ الرجل خلفى فزعاً ..التفت لاراه قد فتح الضلفة الثانية عندما قفز فى وجهه قط أسود ناشباً اظفاره فى وجهه مطلقا مواءه المرعب ثم انطلق كما السهم من بين قدمى فقفزت مآخوذا من شكله لاقع ارضا بجواء رفيقى الذى سال الدم من وجهه ولم يكف عن الصراخ ...
....
كان الرجل الغاضب قد هدأت ثورته الهيستيرية وقد اطمئن لعدم وجود اى نيران به..
قال له صاحبى ..انت لعنتها ورددت طلسم لعنتها استهزاءا به وبها ...ماكان هذا بالفعل الصائب منك ...
نظر اليه الرجل صامتا ولم يغادر الغضب ملامحه بعد ...وقف قبالته وهو يشير بيده وسبابته فى وجهه منذرا ثم قال ....
لن اتركك بلا حساب وقسما سأفعل ...
هز صاحبى رأسه تفهما وهو يقول له ...ليس بوسعنا الان الا البحث لينتهى هذا الامر....رد الرجل ...لتنتهى انت وشعوذاتك الى الجحيم فلن ابحث عن شىء فى منزلك الملعون وتلك المارى الحقيرة ...
قفز القط الاسود على ظهر الرجل مطلقا مواءه المرعب ليصرخ الرجل جاريا يضرب بيديه مالا يراه ...اسرع اليه صاحبى يساعده وهو يضرب القط باسفل الكشاف صارخا مناديا عليَّ.
قفز القط الى ركن مظلم فى الحجرة وصاحبى يوجه ضوء الكشاف الى حيث قفز بينما خرج الرجل من الحجرة صارخا ليصطدم بى وانا اسرع الى داخل الحجرة ...
سمعت صوت صاحبى منفعلا ...لقد اختفى ...لقد تلاشى امام عيني..
خرجنا من الحجرة ..كان الرجلان ينظر كل منهما الى الاخر وهما يرددان فى انفعال وتداخل ما حدث لهما ....صرخ فيهما صاحبى بصوت عالي ....اسكتاااااااااااااااا..
توقفا عن اللغط معا وقبل ان يتكلم اي منهما ...انطلقت الصرخة المدوية من اخر الصالة وصوت كالانفجار وما هى الا لحظة واشتعلت النيران فى باب الحجرة الاخيرة فى الجانب المواجه لنا ...
اسرعنا نعدو الى هناك فسبقتهم ولمحت صاحبى يلحق بى ....ادركنا الرجلان ووقفنا جميعا امام الباب المشتعل لا نعرف كيف نواجه النيران التى تلتهم خشبه ...
تحرك صاحبى فامسك بمقعد وضرب به الباب بعنف فصنعت مثله واذا بالباب ينفتح بقوة وفى ذات اللحظة خمدت النيران فيه كأنما لم تمسسه ابدا ....الحجرة ساكنة وكل مافيها سليم كما هو ...نظرنا داهشين ....قال المراقب ...لقد اوشكت على الجنون ....الن ينتهى هذا الامر اللعين ؟؟؟
قال صاحبى وهو يتراجع الى الوراء .....لن ينتهى الا اذا حصلت على ماتريد ...
قال الرجل الغاضب ....من هى واى شىء تريده ؟؟
قال صاحبى وهو يتجه بنا الى الاسفل ...انزلوا فمهما سمعنا لن نجد شيئا هنا ....هكذا هى مارى اذا حضرت الى مكان ....ستظل تعبث بنا حتى تجد جثة طفلها ...
قال رفيقى بسرعة ....طفلها ....!!؟؟؟ لقد شاهدته ...شاهدت الطفل المشوه المحترق ...
عاد صاحبى اليه بسرعة ..امسك بكتفه ...اين ؟؟ اين رأيته ؟؟؟
قال الرجل ...فى تلك الحجرة الاولى ....كان خلف المقعد الكبير ....كاد ان ينقض على عنقى وفى لحظة اختفى .....
اسرع صديقى الى الحجرة ونحن خلفه ....دخل اليها ....توجه الى المقعد نظر اليه طويلا ثم اسرع يخرج من الحجرة متجها الى الحجرة التى كان يفتشها اولا ....توجه الى المرآة ...اختفت الدماء منها ....اخذ يعالجها فخلعها من على الحائط ...ليأتى بها الينا فيضعها امام المقعد وهو يقول ....الان يجب ان تكرروا معى ما سأقول ....
مارى الحزينة التعيسة .........نحن نبرأ اليك من احراق ولدك الغالى ......مارى الحزينة التعيسة ....نحن لا نهزء بلعنتك الحقة والحقيقية ...
رددنا الكلمات وراءه مرات ومرات ..ضرب البرق السماء مرارا وهزيم الرعد يتعالى ومازلنا نردد الكلمات ...وفجأة انفجرت المرآة امام ابصارنا ...اصابتنا الرجفة..واذا بالرجلين يصرخان ألما ووجعا وكل منهما يمسك بوجهه ...لقد اصابتهما بعض شظايا زجاج المرآة ....... وفى لحظات سكن كل شىء .....حمدا لله ان انتهى الامر على هذا ....لا عليكما ...بضعة جروح طفيفة ....هكذا قلت لهما وانا انظر الى وجهيهما ...كانا حانقين ...ولكن ربما متقبلين النتيجة راغمين .........جرى صديقى يهبط الى الدور الارضى ...تابعناه مسرعين ...كان متجها على ضوء كشافه الى الحمام ....لحقت به لاسلط ضوء كشافى على الارض فنرى المرأة واقعة ارضا غائبة عن الوعى واثار الدماء والجراح تملء وجهها ....تسارعنا اليها نحملها ...لم نستغرق فى اسعافها الكثير حتى اطلقت صرخة مفزعة وهى تضرب بيديها فى وجوهنا ....قيد يديها احد الرجلين بيديه مرددا ....لا تخافى ...لالا تخافى .. اخذنا جميعا نهدأ من ثورتها الهستيرية ...حاولت التكلم لكن كلماتها دوما كانت متقطعة غير مفهومة اللهم كلمة تتردد بين الحين والحين منها ...مارى ...مارى ...الوجه البشع ...اراها ....اراها ..
صمم الرجلان على الخروج بها مغادرين المنزل مهما كانت الظروف او الاحوال فى الخارج رغم محاولاتى وصديقى ان يبقوا الساعات القليلة الى الصباح ....
....خرجوا بالفعل وكل منهم لم يكن كما جاء اول هذه الامسية الغريبة ....اقتربت من صديقة سائلا ...هل انتهى الامر بعد ...؟؟؟
قال وهو ينظر الى اللاشىء ...بالنسبة الى مارى فنعم ....اما بالنسبة الى عقد مردوخ فلا ....
,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت السيارة التى تقل الرجلين والمرأة تسير تحت الامطار يقودها الرجل الغاضب الذى مازال يسب ويلعن كل شىء عندما برقت السماء فى صاعقة رهيبة شقت الاجواء كالسهم لتصيب مقدمة السيارة التى انحرفت عجلة قيادتها فى يد الرجل فصرخ بشدة وهى تنقلب بهم فى لفات متعاقبة لتنتهى تحت الامطار وعجلاتها تواجه السماء ....بعد دقائق ...امتدت يد الرجل الراكب فى الخلف يزحف خارجا من السيارة والدماء تغطى وجهه وكان هو الوحيد من الثلاثة الذى نجا من الموت .....
...............................تمـــــــــــــــــــــت .........................
 

الخميس، 11 أكتوبر 2012

اعلااااااااااااان هاااااااام ...

تم غلق هذه المدونة امام الجمهور العام ...وصارت غير متاحة الا لمن يسجل دخوله رسميا ...وفى خطوة لاحقة سيتعذر على من يسجل الدخول ولا يدون تعليقا على ما يقرأ ان يطالع المدونة ...اعتذر عن هذا الاجراء لكننى ضقت ذرعا ....فكيف يكون عدد زيارات المدونة قرابة الالفين ولا يكون هناك تعليقات منهم حتى لو انتقادات لا اعجابات .؟؟؟؟

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

..سرى للغاية . !!!! .( فجــــر النـــور السابـــــع )


      ..سرى للغاية . !!!!
.( فجــــر النـــور السابـــــع )
الثلاثاء 9اكتوبر 2012


كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل ...السكون التام يخيم على اروقة المبنى السرى اسفل الارض فى مفاعل ديمونة الاسرائيلى ...هذا هو الممر الثالث المنتهى بحجرة التحكم الالى للطاقة ...اضواء خافتة على الجدران ...يافتات تحذيرية ...واذا بالضوضاء العنيفة تخترق الصمت والسكون ...
اخذ الرجل يجرى بكل سرعته تضرب قدماه الارض بعنف واصوات عديدة تجد العدو فى اثره ...كان فمه ينزف ...التفت ذراعه الايمن على جهاز اللاب توب يحتضنه كأنما يحمى وليدا له ...اسرع يخترق مسافة الممر ليتوقف لاهثا امام باب الحجرة الفولاذى ...ضرب باصابعه على عدة ارقام واحرف على اللوحة الالكترونية بجوار الحائط وبين الحين والحين يلتفت بسرعة الى الوراء ...وفى اللحظة التى وصل مطاردوه الى اول الممر كان الباب قد فتح ..اسرع بدخول الحجرة واسرع يغلقها عليه مغيرا شفرة الدخول الالكترونية ....
ما ان انتهى حتى وقع ارضا يلتقط انفاسه ويمسح الدم النازف من فمه ....لحظات ووصل مطاردوه الى البالب ....عبثا حاولوا ان يفتحوا شفرة الباب ...الطرقات تنهال منهم على الباب الفولاذى بلا اى تأثير ...اصواتهم الصارخة تنادى عليه تأمره بفتح الباب ....
وقف يجول ببصره فى الحجرة المكتظة باجهزة الكمبيوتر والشاشات العديدة ...امسك جهازه الخاص ووضعه امامه على احد المكاتب وبسرعة اعد دخولا على اكثر من موقع اخبار الكترونى ليكتب الاتى ...
هذا انا محدثكم ...مودخاى اردان ...احد العاملين بجهاز الامن العام الاسرائيلى ( شباك ) والمشرف على ادارة برنامج خاص مشترك بين المفاعل النووى الاسرائيلى وبرنامج مركز الابحاث فى مجال الترددات العليا للشفق القطبى الشمالى الامريكى ...المعروف اختصارا باسم ..هااارب .....لم يتبق لى الكثير لابوح للعالم بالرعب القادم يكاد يقع بهم ...لقد جن اولئك القوم لا محالة ...لقد زاد بهم الهوس العقائدى المجنون ليأخذهم ابعد مما تصور الجميع ....
ما سأطلعكم عليه الان شاركت فى الاعداد له فى النسخة التخطيطية الاولى ...عندما كانت مجرد خطة حربية ...اما الان وقد تغيرت تلك الخطة لتصير الى ما اصبحت عليه فلم استطع الصمت تجاهها وقد جاهرت علنا لهم برفضها ...الان اطارد منهم لتصفيتى ....ما هى الا ساعة او اقل يستطيعون بعدها الدخول الى مكانى وينتهى الامر ....
احدثكم عن عملية اخذت اعلى درجات السرية القصوى ...انها ( فجر النور السابع ) ..
بدأنا الاعداد لها فى نهاية عام 2007 بعد ان اعلن احمدى نجاد ان ايران قد استطاعت تخصيب اليورانيوم الصناعى ........تشتمل الخطة على عدة اهداف عسكرية ...
منها تدميركافة المواقع الايرانية فى ضربة استباقية...ولكن ..لم تمنح الادارة الامريكية الضوء الاخضر للعملية فجمدت تماما ....
الان صارت العملية فى منتهى الخطورة ...دعونى اعرفكم اولا بدلالة اسمها ...فجر اليوم السابع ..
ليس يهوديا من لايعرف معنى ورمزية الشمعدان اليهودى السباعى ...وهو شمعدان متفرع لسبعة عيون تجدون نقوشه على العملات والمحافل وهو رمز قداسة قدس الاقداس لهيكل سليمان ...والتى لا تكتمل قدسية الهيكل الا بتمام اشعال السبعة شموع خاصته ...
قد صار لدى اسرائيل واحدا من الذهب الخالص والذى اهداه لنتنياهو صانعه...الملياردير اليهودى المصرى موسى فرج بتكلفة فاقت الخمسة عشرة مليونا من الدولارات !!!!
يجب ان يتم اشعال الشمعدان فوق التابوت المقدس حتى يقوم الهيكل الموعود ...من هنا اطلقوا اسم العملية ...لحظة ..!! ماهذا .؟؟؟
الاصوات فى الخارج تتصاعد مع ضربات عنيفة على الباب ...انتظر الرجل لحظات يترقب ناظرا ....ثم اسرع عائدا للكتابة ...
كانت التعليمات بعد تجميد العملية طبقا لما صدر من الادارة الامريكية ...ان انتظروا وراقبوا جيدا التغيرات فى العالم العربى ....
وضعت خطة طويلة المدى لتنفيذها عبر قطاعات واسعة من بلدان العالم العربى وخاصة فى بؤر الاحداث والبلدان الاستراتيجية مثل مصر وليبيا والسعودية واليمن والاردن وسوريا ...تلك التى تتحكم فى الممرات والمضايق والبترول العالمى اوالمحيطة بحدود اسرائيل ....
ومع تكرار التجارب السرية على مشروع هارب الامريكى وهو ببساطة مشروع التحكم فى الطبيعة مناخيا وكوارثيا ....ذلك المشروع الموجود فى منطقة جاكونا بولاية الاسكا وهو يقوم باصابة اهدافه عبر توجيه حزم هائلة من الطاقة الكهرومغناطيسية للمكان الهدف عبر توجيهات الاقمار الصناعية الخاصة به يترتب على اثرها تغير كبير فى الاحوال المناخية على المكان الهدف ناهيك عن التصدعات الشديدة الجيولوجية التى تدمر طبقات الارض فينتج عنها الزلازل القوية المدمرة ....
انطفأت انوار الشاشات فى الحجرة واحدة تلو الاخرى ...يبدو انهم فى الخارج يحتاطون ان يعبث الرجل فى اي من الاجهزة ....وما لبث النور الرئيسى بالحجرة الا وانطفأ ليسود الظلام المكان مع استمرار الضربات المحطمة على الباب ...
اخرج الرجل من جيبه كشافا واناره فشع الضوء فى المكان وعاد مجددا يكمل رسالته ...
قامت امريكا بتجربة هذا المشروع او لنقل السلاح الرهيب بالاتفاق مع اسرائيل فى احداث الزلزال الاخير الذى اصاب اليابان منتجا اضخم توسونامى شهده العالم ومصيبا مفاعل اليابان النووى بابلغ الاضرار ....وما كان ذلك من اسرائيل الا عقابا منها لليابان لتصويتها لصالح فلسطين فى الامم المتحدة ....وايضا جربته امريكا عدة مرات اخرى اخرها فى امريكا نفسها اثناء قمعها لحملة ( احتلوا ووال استريت ) حيث تساقطت الثلوج عنيفة على المتظاهرين فى شهر اكتوبرفى سابقة مناخية لم تحدث من قبل ...
الان وبعد تغير الساحة السياسية فى الشرق الاوسط وحدوث الثورات العديدة ...وصعود نجم التيارات الاسلامية لسدة الحكم ...كما تقدم البرنامج الايرانى النووى بشكل لا يمكن السكوت عليه ...ومن منطلق دينى عقائدى تتابعه اسرائيل عن كثب حول القول باقتراب ظهور المهدى المنتظر للشيعة وانه سيمتلك السلاح النووى ليتمكن به من فرض سطوته على الجميع ...ومع تدهور الوضع على الحدود الشمالية لاسرائيل وكذا الغربية تجاه مصر فوجئنا بالخطة المعدلة الرهيبة يتم تجهيزها التجهيز النهائى لتنفيذها ....
الطرقات الرهيبة تكاد تحطم الباب الحديدى من الخارج ...اصوات اجهزة حادة تصل رغم سماكة الباب الى داخل الغرفة ...يبدو انهم اوشكوا على الدخول ....
حملق الرجل وهو يرجف فى بالب الحجرة وبيد مرتعشة سارع يكمل ..
اعدوا الخطة الجديدة .....لن يستخدموا الطيران او الصواريخ .....سوف يسخرون مشروع هارب الرهيب فى التنفيذ !!!!!
ماتم مناقشته اليوم فظيع جدا ....الاهداف الرئيسية التى سيشملها الاصابة بالطاقة الكهرومغناطيسية الرهيبة هى ...مفاعل بوشهر ...ومصانع التخصيب والتنقية والخدمة فى كل من ...آراك.. وقم.. ويازد...وتبريز... وطهران ....
ليس هذا فحسب بل استجد عن الخطة الاولى تدمير اساسات السد العالى فى مصر وعنق قناة السويس مع البحر الاحمر ....ومنطقة الحرم فى مكة واخيرا منطقة القدس الشرقية وبالتحديد عند حائط المبكى ليخر الاقصى متصدعا ....
قاموا بقياس كل شىء ...موعد امتلاء خزانات السد العالى ...موعد المد الواسع فى البحر الاحمر باتجاه قناة السويس ....سيبدو الامر كما لو ان زلزالا شديد سيتجاوز التسعة درجات على ريختر مركزه الخليج العربى قد ضرب المنطقة ...ولما كان مفاعل بوشهر يبعد عن الخليج حوالى 80 كيلومتر فقط فسوف يكون فى مركزه اما الزلازل الاخرى فستبدو كتوابع للاول الضخم .....
وفى حين ينشغل العالم والجميع بالدمار الفظيع والانفجارات والسيول الرهيبة الجارفة
التى ستدمر مئات الالاف بل الملايين فى كل المنطقة والتى ستتخذها القوات الامريكية وحلفاؤها ذريعة لاحتلال تلك البلدان بحجة تقديم مساعدات انسانية وانقاذ المنكوبين .... تأتى اخر الضربات لتطيح بالاقصى ويتم الحلم القديم ببناء الهيكل واشعال النور السابع فى الشمعدان المقدس .....
الضربات العملاقة الرهيبة تحدث انبعاجا فى اقفال الباب الحديدية ...وقد انفرج قليلا عن موضعه ....نظر الرجل الى الخلف فوجد مقدمة الاسلحة النارية تنفذ من داخل الفجوة ثم انطلقت قذيفة دخانية ثم ثانية واعقبتها ثالثة سرعان ما تناثرت الى كرات عديدة اصغر انفجرت جميعها مطلقة سحبا من الدخان ....جرى بسرعة الى اخر الحجرة وهو يحاول ربط منديله على وجهه وانفه ....قبع ارضا فى الركن الاخير من الحجرة ......وضع اللاب توب ارضا وبجواره الكشاف .....اخذ يسعل بشدة .....حاول اكمال رسالته....لم يعد يرى جيدا شاشة الجهاز .. ...الباب ينصرع اكثر فاكثر ...كتب دون ان يعى او يرى صحة مايكتب ....لقد حددوا الموعد النهائى للعملية المدمرة ...
دخل الرجال ذوالاقنعة والكمامات والنظارات الخاصة مدججين بالبنادق القناصة ...وصوت من خلفهم يصيح بهم ..احذروا اصابة الاجهزة .....احذروا تدمير اى شىء .!!!
ضغط الرجل الذى كان يسعل بشدة وقد تكوم على الارض اخر ضرباته على مفاتيح اللاب توب عندما اخترق جسده اكثر من طلقة صامتة فى ذات الوقت ....
.......................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت .....................

 

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

يوم الكرامــــــــــــــــــة

الخميس 4 اكتوبر 2012

يوم الكرامــــــــــــــــــة ... 
 . غادر المترو منذ قليل محطة المرج ولم تكن العربة التى وجدت لى مقعدا خاليا فيها مزدحمة فى هذا الوقت مساءا ....مع صوت عجلاته وانطلاقه قررت ان اغفو قليلا الى ان تحين محطة نزولى ولكن اولئك الاولاد الذين تعالت اصواتهم فى حدة وهم يهمون بكشط اسم محطة الشهداء من لوحة اسماء المحطات الملصقة اعلى ابواب عربة المترو قد اطارت منى كل احساس بالنعاس ...
اسمها كان مبارك وهايفضل مبارك ياناكرين الجميل ومعدومى الاصل ...
هكذا صرخوا بعنف وهم يحاولون تنفيذ ازالتهم لاسم الشهداء ...نظرت الى الركاب ...الكل يحملق فيهم صامتا ...والاولاد يتعالى صياحهم ...
خدنا ايه من ثورتكم لحد النهاردة ....؟؟؟ قال شهداء قال ...!!!!
توقف المترو فى المحطة التالية ...صعد عدد من الركاب بينهم رجل تجاوز الستين من عمره يمسك فى يده عصا يتوكأ عليها ....سارعت الى القيام لاجلسه مكانى وهو يدعو لى بكل الخير ....
كان الاولاد قد ازالوا حرفى الالف واللام من كلمة الشهداء عندما صاح بهم احد الركاب الصاعدين مؤخرا ناهرا اياهم وثائرا عليهم فقابلوا ثورته بصياح وتجمع لمواجهته صائحين ...
احنا من ابناء الريس ...ولازم يرجع اسمه على محطته ويتكرم فى عيده...عيد النصر اللى صنعه بنفسه ...عيد اكتوبر و صاحب نصر اكتوبر صاحب الضربة الجوية ....
كنت اقف امام الرجل الذى اجلسته مكانى والذى شاهدت ملامحه قد
ثارت وسكن الغضب قسماتها فصاح من مجلسه بصوت اجبر الجميع على
الصمت والانتباه اليه ...
تعرفوا ايه عن حرب اكتوبر واللى حصل فيها يابنى انت وهو ...؟؟؟؟؟؟
ابتعدت من امامه قليلا ليراه الاولاد مواجها لهم فرد عليه احدهم قائلا :
نعرف كل حاجة ياعم ....نعرف ان الريس مبارك رفع راس مصر والامة العربية كلها وهزم اسرائيل ....والا انت شايف حاجة تانية ..؟؟؟؟
حولق الرجل هاززا راسه وقال ..
تعالى يابنى اكلمك شوية عن حرب اكتوبر وبعدين اعمل اللى انت عاوزه
...شعرت بنبرة حزن عميقة فى صوت الرجل لكننى احسست انه ملك علىّ نفسى وقد صارت جوارحى كلها منصتة اليه ...ويبدو ان هذا الاحساس لم يكن لى وحدى ..بدأ الرجل حديثه بصوته الواهن قائلا :
اللى تعرفوه عن حرب اكتوبر سطر واحد من كتاب ...بيت واحد من قصيدة طويلة ....ضربة الطيران الاولى كانت اهدافها تدمير مطارات هامة للعدو فى سينا وتدمير بطاريات الدفاع الجوى وتدمير اكبر عدد من مراكز القيادة ....قامت طيارتنا بكل ده فى غفلة من العدو ومفاجأة ليهم مكنت طيارتنا من تحقيق معظم المهام اللى انطلبت منهم ...
استمرت الضربة الجوية عارفين قد ايه ..؟؟؟ نص ساعة بالظبط !! من غير اى مقاومة ....لكن بعض الطايرات بتاعتنا قابلتها مقاومة فوق مطار رأس مصرانى من اربعة طيارات فانتوم اسرائيلية عارفين حصل ايه .؟؟
كانت الركاب صامتة تنظر وتنصت للرجل الذى اجاب ...:
سقطت مننا ست طيارات ....وكمان فى مكان تانى وجهت طيارتنا قوة من الدفاعات الجوية للعدو وقعت مننا طيارتين من نوع سوخوى واحدة منهم كانت بتاعة اخو الريس السادات ...الشهيد عاطف السادات ...
تعرفوا يابنى ان اللى كان متقرر للطيران انه يقوم بضربة تانية فى نفس يوم ستة اكتوبر بالليل ...بس اتلغت العملية ...طبعا علشان اسرائيل كانت فاقت من المفاجأة وبدأت تعد نفسها من جديد بسرعة ...
خلصت النص ساعة الاولى من اول يوم حرب ....بس هل الحرب خلصت والا ابتدت ..؟؟؟
هنا توقف المترو فى محطته التالية ....لم ينزل احد وصعد القليل من الركاب الذين فوجئوا بالتفافنا جميعا حول الرجل فكأنما اصابهم مس خفى جعلهم ينصتون لما يحدث ...
اكمل الرجل وهو يشرد ببصره كأنما يستعيد الماضى امامه ...
اكلمكم عن ايه والا ايه يابنى ....اكلمكم عن بطولات رجالة الصاعقة اللى كانت اسرائيل بتسميهم رسل الموت ...دول لو حدهم حكاية طويلة قوى ...
كانت مشاكل وعقبات العبور للقناة كتيرة جدا قدام ابطالنا ...واولها النابالم ....
انابيب النابالم كانت ملية القناة لو اشتعلت فى دقايق تغلى مية القناة بالنار ...رجال البحرية الابطال قدروا يسدوا كل الانابيب دى ...وقدروا يحاصرو ا اسرائيل لحرمنها من البترول ...تعرفوا ازاى عملوا كل ده ..؟؟
طبعا ماتعرفوش للاسف ....الابطال دول دمروا ابار البترول فى ابورديس وبلاعيم اللى كانت اسرائيل استولت عليهم بعد النكسة ...ومش بس كده دول وقفوا بقوتهم فى باب المندب علشان يمنعوا اى سفن تيجى لاسرائل بالبترول ....طبعا مافييش اى معركة حربية من غير بترول ...ادى دور لابطال مجهولين يمكن ماسمعتوش عنهم حاجة .
تانى مشكلة الساتر الترابى اللى كان اكبر من عشرين متر ارتفاعه ...احتاروا الخبراء السوفيت ازاى ندمره لحد ما جربوا يضربوه بالصواريخ وبرضو ما نفعش ...
ماحنا كنا بندرب على واحد زيه عملهولنا السادات فى الصحرا ...لحد ما قدر مهندس مصرى يبتكر موضوع مدافع المية واللى قدرنا نشق بيها ممرات ضخمة تعدى منها القوات والمدرعات من وسط الساتر ....ومش بس كده ...بعد الساتر فى خط بارليف الرهيب ...اقوى خط دفاعى عملته الجيوش فى تاريخ العسكرية ...
اكلمكم عن ايه يابنى ...اكلمكم عن المدفعية اللى فضلت تضرب عمق العدو واحنا بنعبر علشان تحمينا بعد الطيارات مارجعت قواعدها ...والا اكلمكم عن المهندسين العسكرين اللى فضلوا يزيلوا حقول الالغام الكتيرة جدا من طريق قوتنا ...والا اكلمكم عن سلاح الاشارة اللى دوخ اسرائيل وخلاها ماتعرفش تلتقط رسائلنا وتعليمات القيادة لينا ...
لو ماتعرفوش اعرفوا ان الاشارة هى عصب المعارك ....وغير كده الشئون الادارية ...ودى ببساطة لو وقعت انتهت المعركة ....الشئون الادارية يا اولادى يعنى لو خلصت ذخيرتك ووقودك واكلك وشربك ومافيش امدادات تبقى انتهيت خلاص ...
البطولة هنا انك تقدر وسط الحرب والمعارك والتفجيرات توصل لرجلتك وتمدهم بالناقص عندهم ....
كان الاولاد ينصتون الى الرجل وان بدا على بعضهم التأفف لكن انصات كل الركاب الزم الجميع بالصمت ...وتابع الرجل بعد ان اخذته نوبة سعال ..
هاحكيلكم عن حاجة واحدة بس........عن فرقة رجال الموت .........رجالة القائد /فيصل عبد الفتاح ..
حد منكم سمع الاسم ده قبل كده ..؟؟
لم يتلق اجابة من احد فاكمل هو ..
طبعا ماحدش يعرفه ....كان هو ورجلته اصحاب العملية البطولية عند منطقة الممرات فى عمق سينا ...زى مابيسموها خلف خطوط العدو ...
دول اول ناس تم انزالهم ورا خطوط العدو بالهليكوبتر فجر يوم ستة اكتوبر يعنى قبل الحرب ماتبدأ ....وكانت مهمتهم التصدى ومواجهة قوة رهيبة للواء اسرائيلى مدرع بكامل دباباته ومدرعاته وجنوده ...عارفين بيسموا العمليات دى ايه فى اى جيش ....الانتحار بنفسه ...لان النتيجة الحتمية المتوقعة هى ابادة القوة اللى بتعترض قوة اللواء ده ...
لكن قدر رجالة الصاعقة مع اول يوم حرب ولما العدو بدأ يفوق من الضربة اللى خدها وبدأ يحرك قوات احتياطيه علشان يقوى قواته اللى انضربت فى بارليف انهم ينصبوا ليه الكماين ويصطادوا دباباته واحدة ورا التانية ...
كانوا بيظهروا من حفر الرمل زى رسل الموت ...يدمروا المدرعة ويختفوا تانى بسرعة ....
سكت لحظات وهو يهز راسه فى حزن وقال ...:
الله يرحمك يا حضرة القائد فيصل ...كان بيقول للرجالة ...الممر ده هانسده باجسامنا ...تمر علينا دباباتهم ومش هنسيبه ابدا ....
عارفين يابنى انت وهو الرجالة دى قدرت تستمر فى مواجهتها الاسطورية دى قد ايه ...؟؟؟؟....اكتر من خمس تيام ...من ستة اكتوبر لحد عشرة اكتوبر ...وحدهم فى الممر وخلصت مونهم واكلهم وشربهم وماكنش فيه طيارات قادرة تخش سينا تانى علشان تمدهم بالمساعدة ...
تعرفوا ازاى قدروا يساعدوهم ...؟؟؟
لم اكن اشعر فى الفترة السابقة بتوقف المترو ولا بركوب الركاب الجدد لكن ما استطيع الجزم به ان احدا ممن كان حول الرجل منذ بدأ حديثه لم يتحرك من مكانه بل زادت الاعداد متحلقة حوله اكثر فاكثر ...
نطق احد الركاب ....كمل ياعم الله يديك الصحة ساعدوهم ازاى الابطال دول ..؟؟
سعل الرجل واستعاد قوة صوته ليكمل ...من هنا بدأت بطولة تانية منقطعة النظير ....بطولة لراجل اكيد ماتعرفوش عنه حاجة ...اسمه العميد نبيل ابو النجا من رجالة الصاعقة ....
قالوله دى مهمة انتحارية ...قالهم الشهادة اكبر امنياتى ...
كانت مهمته انه يعبر من القناة ومعاه عشرين جمل محملين بالذخيرة والاكل والمساعدات الطبية علشان يمشى بيهم فى طرق ملتوية بعيد عن عيون العدو مسافة سبعين كيلو لحد مايوصل للرجالة اللى بيمنعوا احتياطى قوات العدو من الوصول للاماكن اللى فزنا ودخلناها بعد العبور ...
لو حكيت ليكم ايه اللى قابله فى رحلته لحد ماقدر يوصل مش هتصدقونى ...
الحرب استمرت ياولادى ...كل القوات كانت بتصنع معجزات كأنها الاساطير ....رجالة كتير ماحدش يعرف عنها حاجة ...حتى مايعرفوش اسماءهم ولا ايه اللى حصلهم ...اللى استشهدمنهم ... خلاص ...شاف المكافأة عند ربه ...لكن اللى اتصاب بشظية طيرت دراعه ولا بترت رجله ودول كتير قوى قوى قوى ...ماحدش يعرفهم ولا حاسس بيهم .............حتى لما اسرائيل قويت وبدأت تهاجم بكل القوة ودخلت من ثغرة الدفرسوار ...ووصلت كمان للسويس و صورا جولد مائير واقفة برجليها على حطام دبابة مصرية وقالوا للعالم احنا اهو جوة السويس ومحاصرين الجيش التالت كانت الحرب ماخلصتش ....تعرفوا ايه انتم عن الملحمة العظيمة للمقاومة الشعبية لاهالى السويس ..؟؟؟ تعرفوا ايه عن الاف الرجالة اللى ضحوا بنفسهم وهما بينصبوا الكماين لقوات العدو فى الشوارع ومن بيت لبيت بيطاردوهم والقنابل والصواريخ بتهد البيوت فوق دمغهم ...؟؟
هاقولهلكوا من الاخر وابقوا اتأكدو من كلامى ....
فى اى واحد سمع اسم الفريق اول طيار محمود شاكر عبد المنعم ....؟؟
ومن جديد لم يكن غير الصمت ...قال احد الاولاد ...وده مين بقى ان شاء الله ...؟؟
قال الرجل العجوز ...اهو هو ده يابنى اللى خطط ودرب وجهز وادار وقاد الضربة الجوية فى حرب اكتوبر ....!!!!!!!!!!
نعم يا عم انت ..؟؟؟ صاح بعض الاولاد مستنكرين ....وفى لحظة نهرهم اكثر من صوت مطالبين اياهم بالصمت التام وراجين الرجل ان يكمل حديثه
...قال الرجل ...هو ده ياولادى الرجل اللى مبارك صمم يحذف دوره تماما زى ماعمل مع غيره زى الفريق سعد الدين الشاذلى ...
كان الفريق اول محمود شاكر زميل مبارك فى الحربية ودفعة واحدة وكان هو اول الدفعة وكان اقدم من مبارك ولما السادات عين مبارك قائد للطيران حس بغضب القيادات فى الطيران فعين الفريق محمود قائد تانى للطيران ...والمركز ده ماتعملش ابدا لحد قبله ولا بعده ...وهو اللى اعد خطة الطيران فى الحرب وجهزها ودرب الطيارين عليها وقادها وادارها كتفه فى كتف مبارك ....لكن مبارك بعد كده محاه تماما ..... رفع صورته من قاعة االقوات الجوية بالمتحف الحربى .....و كمان من اللوحة الكبيرة دى اللى عملوها الاجانب عن الحرب ...
تقصد بانوراما اكتوبر ياحاج ؟؟؟؟ قال احد الركاب ..
ايوه يابنى هى دى ....
عارفين ايه كمان عمله الفريق محمود فى الحرب ..؟؟
كانت المعركة الحقيقية لسلاح الطيران هى اللى ادارها لوحده بكل نجاح يوم اربعتاشر اكتوبر فى المنصورة واللى تنتها تلاتة وخمسين دقيقة ....فى مواجهة حقيقية مع اقوى سلاح طيران وهو طيارات العدو ..قدرت طيارتنا توقع اكبر عدد من طيارت اسرائيل ....العملية دى بيدرسوها لدلوقتى فى كليات الطيران فى العالم ....
وعلشان كده خلوا اليوم ده هو عيد القوات الجوية ....لكن مبارك بعد كده لما كان بيتكلم عن الحرب كان يلغى اسم الراجل البطل ويقول عنه ....رقم اتنين وبس ....ولما سألوه مين هو رقم اتنين اللى كان معاه بيقود الضربة الجوية ...يقول ...فلان ....ويسألوه تانى ....ومين فلان ده ....يقول بغضب ....يكفيكم انى كنت على رأس القوات الجوية .....
نظر الرجل فى وجوه الجميع ...كان ركاب العربة قد تركوا اماكنهم ليتحلقوا حولنا متكدسين صامتين وكان المترو قد دخل الان محطة رمسيس..عندما سأل الرجل وهو يحاول ان ينظر من نافذة المترو ... وصلنا فين ياجماعة ؟؟
صاح اكثر من صوت ...محطة الشهداء ياعم ...
واذا باصواتهم تعلو اكثر مكررة ...محطة الشهداء ....الشهدااااااااااء .....
هاتفضل كده واللى هايحاول يمسح اسمها هتتقطع ايده ....
ازدحم الركاب مقتربين من الرجل وقد ازاحوا فى خطواتهم القوية الاولاد بعيدا واخذوا يمطرون الرجل بكلمات الشكر والدعاء .....
حاول الرجل النهوض مرتكزا على عصاه ...اقتربت لاساعده فلمحت من اسفل جلبابه الطرف الصناعى الذى يقف عليه بدلا من ساقه المبتورة .....امسكت بذراعه وقلبى يدق عنيفا ورعشة تتملك من صوتى وانحنيت على راسه اقبله وعلى يديه الثمهما ......
........عندها لمحت دمعة فرح فى عينيه وهو يربت على راسى شاكرا ....

........... .......................تمــــــــــــــت ...................................
 
هى رسالة شكر وتقدير لكل ابطالنا من القوات المسلحة فى يوم عيدهم
....................................................  

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الحرناااااااااااااااااااااان !!!!

الاثنين 1 اكتوبر 21012

الحرناااااااااااااااااااااان !!!! 

اتعرفون ماهو الارتباط الشرطى ؟؟؟
هو ببساطة وبعيدة عن تعقيدات علم النفس ان يرتبط شيئان فى ذهنك فيصيران متلازمين ... اذا حدث الاول تذكرت الثانى ...
هذا ما يحدث لى كلما شاهدت فيلم ..(خرج ولم يعد ) ليحيى الفخرانى ..على الفور تعود بى الذكريات الى ماقبل خمسة وعشرين سنة عندما كنت ازور قريتنا مع اسرتى اسبوعا فى العام
.... هانحن جميعا نشارك فى زراعة الذرة ...فرحت جدا بالغيط والمزروعان وشجرة التوت وعبق القرية الخاص واخذنا العمل الشاق فى انحناءة الظهر حتى انتصف النهار ...شعرت برغبة ملحة فى قضاء الحاجة ...
جدى ...جدى ...عاوز اعمل حمام والنبى ...
تأفف الرجل العجوز منى ونظر الى ّ شذرا ومذرا وهو يشير بيده بقرف بعيدا الى طرف الغيط .......ماتروح تهبب اللى انت عاوزه بعيد ...
حملقت فيه دهشة واستنكارا ....صحت بحدة ...مش ممكن طبعا ..انا عاوز اروح البيت ...!!!
ضحك الباقون منى ...قال زوج عمتى ...خلاص ارجع الدار وخليك هناك مع عمتك ...
...مصمصت شفتى تعجبا ..:
ياسلام على الذكاء ....قال يعنى جاب التيهة ...مانا ماعرفش ارجع البيت لوحدى اصلا ...
صاح جدى غاضبا ....ومين فاضى دلوقت يرجعك الدار ..؟؟؟ كلنا بنشتغل قدامك اهو ...ومش عيب تبقى راجل فى الجامعة ومتحفظشى السكة اللى جيت منها ....؟؟؟ همّ بيعلموكو ايه بالظبط ..؟؟؟
يادى النيلة ...ده ها يقعد يبستفنى وانا مش مستحمل .....صرخت بحدة يمكن أأثر فيهم .....حرااااام عليكو ...عاوز اعمل حمااااااااام ...
قال جدى : اتنيل اسكت وخد الحرنان اركبه يوصلك الدار ...
وهذا الحرنان ياسادة ...حمار جدى.........اسمه يدل على طباعه الحيوانية الخاصة ... ....حاجة كده مبلمة ..... متلمة .....منيلة بنيلة والسلام ..
نظرت الى الحمار النحيف امامى وقلت ...بس ده ماعلهوش سرج ..!!!!
عادت القهقهة منهم وكأننى تلفظت بقول منكر ...
قال جدى : اهو احنا كده بقى واذا كان عجبك ...احنا مابنحطش عليه بردعة ...لاننا بنحط علية الشولة وحاجات الغيط ...و مابنركبش عليه ......حملقت فى الحمار مجددا وعدت اقول :: وكمان مالهوش لجام ...آمال انا هامشيه ازاى ...؟؟؟
كاد جدى ان يضربنى وهو يصيح ....ياخى اتلهى واسكت ........ تمشى مين ...؟؟ ده هو اللى هايمشيك ...هو انت عارف السكة يافالح ..؟؟
احرجنى الرجل فسكت ولكن الغيظ كاد يفتك بى خاصة مع تعالى الضحكات من حولى ....
وقفت بجوار الحمار وانا استعيد مشاهد ركوب الخيل فى الافلام ...
لازم اركب كويس ..احسن لو وقعت هاتبقى مصيبة سودة قدامهم
.....قفزت متشبثا بقبضتى فى رقبة الحمار لاطلق صرخة وجع ..
آآآآآآآآآآآآآى !!!!!
ولم يسكت الجد العجوز ....معلهش يانواعم يا غُرَّيبة .....اصل ضهر الحمار ناشف شوية ...استحمل بقى ....
مع ضحكات السخرية فوجئت بابنة عمتى تناولنى شقيقها الرضيع الذى لم يكمل العامين ملفوفا فى شال رقيق ....
والنبى خد الواد معاك وصله لعمتك ...
يادى الهباب المنيل والنيلة المهببة !!!!!.....وده هامسكه ازاى وانا نفسى مش ماسك حاجة تثبتنى على الحمار ....؟؟؟
ضرب الجد ظهر الحمار وهو يقول ....على الدار ياحرنان ....
تقدم الحمار يتمايل فى طريقه وقهقهة الجميع تلسع قفاى من ورائى ...
كنت قد امسكت احد افرع الشجر الرفيعة كما الخرزانة لاقود بها الحمار ...الطفل امامى نائما يغطيه الشال والحمار يترنح بنا فى طريقه ....قدماى تتدليان على جانبى الحمار ...ومع اهتزاز الحمار وتحرك حدبة ظهرة من اسفل منى اشعر فى كل خطوة اننى سأسقط ارضا .... يمينا او شمالا ........ابتعدنا عن الغيط وانا احاول ان احفظ توازنى كما احاول ان احفظ طريق العودة ...اقتربنا من احدى الترع ...الطريق بجوارها متسع ..لكن الحمار الملعون ابى الا ان يلامس حرفها فيسير وكأننا نوشك على السقوط فيها ....امسكت بفرع الشجر وضربت عنق الحمار ليبتعد عن حافة الترعة ....لكن ولا عبّرنى ...صرخ الطفل فجأة مستيقضا من نومه ....تقلب بعنف بين يدى وكاد ان ينقلب من فوق الحمار ...صرخت مرعوبا :
يانهااااار اسود ....ماتغور يابن الكلب بعيد عن الترعة ...........طراااااااخ ..
اعدت ضرب الحمار على عنقه فما حاد عن طريقه ولا غير من سيره المهبب وازداد صراخ الطفل وصار يرفس بقدميه ويضرب بيدبه وانا انهال على عنق الحمار الملعون دون فائدة ...واذا باحدى الفلاحات مقبلة علينا راكبة فوق حمارتها صاحت بى ....يابنى حرام عليك ....لسوعت رجل الولد منك لله يابعيد ....
صدمتنى جملتها ..ايه ...مين ....فين ....ازااااااااى ...؟؟؟؟
يادى المرار الطافح ...انا عمال اضرب على رجل الطفل المدلدلة مش على رقبة الحمار .....!!!!!
احتضنت الطفل بذراعى اليسرى وباليد اليمنى انهلت على الحمار المنيل ضربا بفرع الشجرة فانحرف عن حافة الترعة ...لكنه وبدلا من ان يسير فى طريقه اذا به يستدير خلفا ليتبع حمارة الفلاحة مطلقا نهيقا شنيعا افزعنى حتى كدت اتخيله سيلقى بى والطفل من على ظهره المحدب لينطلق فيلحق بحمارته البلهاء.... ....يخرب بيتك وبيت ابو اللى جابوا ابوك ....اخذت اسبه وهو يتمنص ويترصص ويتقرقص ( وماحدش يسألنى يعنى ايه ) وراسه والف برطوشة ينهق بجعورته على الحمارة ....عاوز يلحقها ...!!!!
الفلاحين على الطريق يضحكون وانا احاول باستماتة ان ارد الحمار الحرنان الى طريقه الاول ...الحمارة فى الامام تسير ...وحرنان من ورائها صارخا ناهقا عليها ...وانا اتمايل فوق ظهره المحدب بينما الطفل قد انشب اظافره فى وجهى باكيا صارخا وبوله الساخن قد اغرق ملابسى............يادى القرق المقرق واليوم المزفت ...!!! ......اخيرا افلحت مع الحمار المجنون ....واخيرا عاد يسلك طريقه الاول .....ماعدت قادرا على تحمل حدبة ظهر الحمار النحيل ...وماعدت قادرا على انتظار الحمام اكثر من هذا ......عرج بى الحمار فى منحنيات عديدة من حارة الى اخرى كلها فى القرية متشابهة .....ازاى ابن المجرمة ده حافظ كل السكة دى ..؟؟
واخيرا وصلنا ...الحمد لله هو ده البيت ....وقف الحمار امام باب البيت
المغلق ثم اطلق نهيقا واحدا وصمت ....ياسلااااام ..!!! قال يعنى بيقولهم انه وصل ....!!!!!
قفزت من فوق ظهره اتألم متحسسا فخذى من الوجع والطفل على صدرى يبكى .......طرقت الباب كثيرا لكن لا احد يفتح ....
ناديت على عمتى مرارا ....وما من مجيب ........اطلت علينا من المنزل المجاور احدى جارات جدى فصاحت بى ...
يابنى عمتك لسة ماشية من شوية راحت تودى الغدا لجدك فى الغيط ...
اتسعت عيناى رعبا وصدمة وألما من كل نوع .......هو يوم اسود ماطلعتلوش شمس ....!!!!!
الطفل يبكى ...والوجع يعصف بى لاكثر من سبب ...نظرت الى الحمار النحس و بنفس مقهورة قلت له ...
حرنان .....تعرف ترجعنا الغيط تانى ولا لآ ..؟؟
وبكل تبلد وعدم احساس منه رفع شفته العليا فقلبها الى انفه مشيحا برأسه امام وجهى فى غلاسة منقطعة النظير ....!!!!!

.................تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ......................