الجمعة، 19 أكتوبر 2012

شمعة ومرآة وعقد ..!!!

صباح الجمعة 19 اكتوبر 2012


شمعة ومرآة وعقد ..!!!
 
ليلة رأس السنة وقد لبيت مع ثلاثة اخرين دعوة صديق لى تربطنى به اهتمامات مشتركة فى دراسة علمية عن تاريخ السحر الاسود.. ..كانت الدعوة فى غاية الغرابة بحيث تثير فضولك فتجبرك على الموافقة عليها .. .
( ادعوكم للحضور لمشاهدة احدى اللعنات ...!!! ).
ترى من يستطيع بعد هذا رفض الدعوة .....
انتهى الرجل من حديثه ......اخذ يقلب بصره فينا يشاهد اثار وقع كلماته علينا ...
كنا متحلقين حوله فى حجرة مكتبه بالدور الارض فى بيته الواسع..
الصمت التام يخيم على الجميع ............صوت طقطقة الخشب المشتعل فى المدفأة هو ما قد تسمعه الان فى الحجرة ...زوى الرجل مابين حاجبيه مندهشا لصمتنا وابتسم قائلا :
ما رأيكم اذا ..؟؟
كنت اول من افاق من شروده فاجبته قائلا ...ان هذا حديث قيم بلا شك ...فالجميع قد قرأ عن تلك القلادة او العقد الملعون ...عقد مردوخ المشؤوم ...لكن الكثيرون ممن لا يؤمنون باللعنات ارجعوا كافة الحوادث التى حدثت لمن تعاقب عليهم العقد الى الصدفة المحضة ...ولكننى ممن يخالفون هذا الرأى تماما ...
تحدث صديق اخر مكملا ...لكننى حقا لا اعتقد فى شأن الطلاسم السحرية او تلك المهاترات من قبيل اللعنات المتعاقبة ...
قال ثالث ...وانا ايضا اميل الى هذا الاعتقاد ....فهذا يبدو سخفا ..
ابتسم لنا مضيفنا وهو يهز راسه فى تقبل والتفت الى المرأة الوحيدة التى تجلس معنا فقال بصوت خفيض ..وانت سيدتى ماذا تعتقدين ...؟؟؟
التفتت المرأة الينا واعادت ضبط نظارتها وهى تبتسم وقالت ...
الحقيقة عندما اتتنى دعوتك للحضور الليلة كدت اعتذر عنها فانت تعرفنى جيدا ...انا اعارض مذهبك البحثى والاعتقاد بخرافات السحرة ...واعجب حقا من اختيارك لنا للقدوم الى هاهنا الليلة ...اللهم صديقك المفضل الذى يشاركك اعتقاداتك ...
قالت ذلك وكانت فى جملتها الاخيرة تشير باسمة الى ناحيتى ...لكنها ابتسامة ادركت معناها فورا فهززت راسى متفهما قصدها..
قال مضيفنا ...الحقيقة قد اصبتى قصدى من هذا الاجتماع الليلة ..
انا اعرف عنكم مخالفتكم لما اؤمن به واحاول سبر اغواره بالدراسة ..ولذلك تخيرتكم شهودا على ما اود البوح لاحقا به بعد ان كدت انهى دراسة بحثية طويلة ...
سابدأ مجددا بعد ما القيته عليكم ...سيكون هذا اختبارا بسيطا جدا ...قتله الاخرون تجربة وسأجعله تمهيدا للاختبار الرئيسى الذى جلبتكم من اجله ...
سنبدأ بلعنة مارى الدموية ....
اعتدلت فى جلستى عند سماعى الاسم الخطير ....فليس من احد ممن يهتمون بعلوم السحر او تاريخه من لا يعرف مارى الدموية ولعنتها الرهيبة ...
قال صديقى : اذا سمحتى سيدتى وبما انك تنكرين بقوة ما نتحدث عنه ان تجربى بنفسك الامر ...
صدرت نحنحة خفيضة من المرأة وهى تنظر الى الرجلين الاخرين ..
وقالت ..اجرب ماذا ..؟؟
قال صديقى ...الامر ببساطة ستذهبين الى الحمام فى نهاية الطرقة خارج الحجرة ..لا اضاءة مطلقا ...سيكون الظلام هناك دامسا . ..وستكون بيدك شمعة صغيرة سيكفى لهبها عند الاشتعال لترى كف يدك ...هناك مرآة على حائط الحمام ...كل ماعليك ان تنظرى محملقة فيها وانت تقربين اليها الشمعة وترددى جملة واحدة ....“Bloody Mary .. I Killed Your Baby” ..
فقط عشرين مرة على ان تتصاعد نبرة صوتك تدريجيا....
قال احد الرجلين :
...وما المقصود من فعل ذلك ؟؟
قال صاحبى ...ببساطة اذا تم ذلك ستحضر مارى تلك التى قتلت قبل اكثر من مائة سنة لتعاقب من اعترف بقتل ابنها ....فهذه هى لعنتها ...
قال الرجل الثانى بغضب :
ماهذا الهراء ..؟؟ انا لا اوافق على هذا ..بل ولن اسمح به ايضا ..
قال صاحبى للرجل ...اما انت فستكون محل اختبارى الرئيسى ..
لقد حدثتكم منذ قليل عن العقد الملعون ذى اللعنة المطلسمة المسمى بعقد مردوخ ...والمفاجأة اننى املك هذا العقد الرهيب ...!!
وقفت مشدوها من فرط الرعب والاثارة ...ياللسماء ...!!!! هل استطاع الرجل ان يحصل على ذلك العقد الرهيب ..؟؟؟ كيف ..ومتى ..؟؟ ان هذا اروع وافظع الامور تخيلا ..!!!!
اكمل صاحبى وهو ينظر الى الرجل المعترض ...هل تمانع ان ترتدى لعدة ساعات عقدا من الذهب والمجوهرات قيمته لا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ...؟؟
تلعثم الرجل وهو يحدق بصديقى ...كدت اصيح هذه المرة لاعترض انا خوفا على الرجل ...لكن صديقى سارع الى القول ..
ياسادة بكل بساطة اذا رفضتم فاعترفوا بتخليكم عن معارضتكم لابحاثى ....
تكلمت السيدة التى كانت صامتة تنقل البصر بين المتحدثين لتنهى جدالهم ...اعتقد ان ماتطلبه منى لا يعدو مجرد العاب صبيانية ...لكننى سافعل ما طلبته بشرط واحد ...
التفتنا جميعا اليها وهى تكمل ..
اذا اثبت انا هراء ما تعتقده انت عليك ان تعترف بهذا علنا ولا تعاود العمل به ثانيا ...
ابتسم صديقى ابتسامة نصر وردد بسرعة :
موافق ...موافق بكل تأكيد ...
اذا نبدأ الان ....قالت المرأة ...
توجه صديقى الى احد اركان الحجرة وحرك لوحة على الحائط لتظهر خزينة الكترونية ...اخذ يعالج مفاتيحها بشفرتها الخاصة ففتحها واحضر صندوقا اسودا منها واعاد اغلاقها مجددا ...خفق قلبى وانا اتابع ببصرى الصندوق ...اتراه قابعا فيه الان ؟؟؟ اتراه هو الحقيقى وليس نسخة مقلدة ..؟؟
وضع الرجل الصندوق على المائدة امامنا وجميع العيون ترقب المشهد ...فتحه لتتلألأ لمعات الجواهر المتصله فى روعة مشكلة العقد المسحور ذى اللعنات ...عقد مردوخ الرهيب ...العقد المصنوع منذ ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد .... وهو مرصع بالأحجار الكريمة وكتبت عليه مجموعة من الطلاسم والنقوش الغريبة والتي يعتقد أنها كانت تخص أحد كهنة مردوخ في العراق ...
قال صاحبى للرجل المعارض ...ارجوك ان تأخذه بنفسك وترتديه الان ...
يا الهى ...!!! ستحل اللعنة به على الفور ...!!!
قال الرجل ...وما المفترض انه يحدث لى تطبيقا لاختبارك ...؟؟
اجاب صديقى وكان صوته باردا اكثر من برودة الجو العاصف خارج المنزل ...ستموت خلال ساعات ....!!!!
تردد الرجل لحظات ونظر الينا ...كنت اردد داخل نفسى ان ارفض العرض وهلم نغادر جميعا ...انا اثق فى صحة اللعنة المطلسمة على العقد اكثر مما اثق بتحقق لعنة مارى الدموية فى كل الحالات ...
عقب الرجل وهو يحدق فى العقد الخرافى ....اذا اقبل لكن ...اذا لم يحدث لى شىء فسوف يكون هذا العقد من نصيبى ....
ذهلت من منطقه وكدت اصيح به ايها الاحمق ارفض ...فاجئنى صديقى وهو يقدم الصندوق الى الرجل باسما وهو يقول تفضل ...
..مد الاخير يده الى الصندوق ...حاول ان يبدو متمالكا نفسه الا ان رعشة اصابعه قد فضحت ما يخالجه من توتر ...امسك العقد واخرجه لتضوى جواهره فى الحجرة وببطى علقه حول عنقه ليستقر على صدره ...كان يطوف ببصره فينا يتلمس التشجيع بينما تسمرت ابصارنا على العقد المذهل ...وفجأة زمجر الرعد بعنف خارجا واذا بعاصفة تضرب نافذة الحجرة فاصدرت صوتا عاليا اصابنا جميعا بالرعب ...
تمالك صاحبى نفسه و التفت الى الرجل الثانى قائلا ..ستكون انت المراقب معى انا وصديقى لما سوف يحدث ...
هز الرجل راسه دون ان يتكلم ...فقال صديقى ..اذا هيا بنا لنبدأ ..
توجه الى خارج الحجرة فتبعناه صامتين وما فتىء الرجل ذو العقد عن تحسسه والنظر فيه ....
كانت الردهة خارج الحجرة غارقة فى ظلام حالك الا من بعض الاضاءة التى اطلت عليها عندما فتحنا باب الحجرة فالقت بظلال مفزعة لكل منا على الارض والاثاث ....
اشار صديقى الى اخر الردهة وهو يحدث المرأة ويخرج من جيبه شمعة صغيرة وعلبة ثقاب ناولهما لها قائلا ....الحمام هناك على اليسار...تفضلى ...سنكون قريبين لنسمعك ....
سارت المرأة وحدها وكلما تقدمت الى الامام ابتلعها ظلام الردهة...تقدم صاحبى خلفها ونحن نتبعه ...وصلت المرأة الى باب الحمام ...ادارت مقبضه ودخلت فاعادت غلقه عليها ...تقدمنا لنقف بالقرب من الحمام فاشعل صاحبى شمعة كانت معه وقال لننصت الان ....
كان قلب المرأة يخفق وهى تدخل الى الحمام المظلم ...حاولت ان تستجمع شجاعتها... ان تسيطر على دبيب الخوف الذى اخذ يتملك منها جراء الظلام ...اغلقت الباب لتسارع باشعال عود الثقاب ...توهج بسرعة وكاد ان ينطفىء فاسرعت باشعال الشمعة الصغيرة ...لهبها ضعيف جدا ...الحمام ضيق ليس به الا نافذة صغيرة عليها قضبان من الحديد وزجاج مغلق ...هاهى المرآة الصغيرة المعلقة على الحائط ....تنفست المرأة بسرعة ...خطت خطوتين تجاه المرآة والشمعة امام وجهها ....وقفت مواجهة للمرآة..نظرت وجهها على اثر لهب الشمعة ..وشهقت شهقة خوف لما شاهدته من ظلال وشكل وجهها المختلف جراء ضعف الاضاءة وتراقص لهب الشمعة ...استجمعت قوتها وهى تحاول النطق ............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
............بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
كنا نسمع صوتها ونحن نترقب بقلق بالغ ....صديقى يقف جانبا ينصت وكأنه يحسب عدد المرات التى نسمع فيها الصوت .....
....المرأة تحدق فى المرأة وصوتها يردد لكن فى رعشة بدت واضحة ...بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
بدأت ترجف رجفا ..وهى تزيد نبرة الصوت ارتفاعا ...
....بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
الشمعة الصغيرة تنصهر سريعا ولهبها يكاد يخفت متراقصا ...الظلام من وراءها كأنه يحيطها باذرع خفية ...
...بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
...بلووودى ماااارى ..آى كيلد يوووور بااااابى ....
...بلووودى ماااااااااااااارى ..آى كيلد يوووور بااااااااااااااابى ....
الصيحات تخرج من المرأة عالية غريبة ...تشوبها ما يشبه القهقهة غير المتزنة ....اللهب يتراقص واهنا ذابلا .....المرآة تهتز على الحائط ....المرأة يرتعد جسدها ....صوتها يعلو رهيبا ...
...بلووودى ماااااااااااااارى ...هاهاهاهاها ..آى كيلد يوووور بااااابى ...آى كيلد يوووور بااااابى ...هاهاهاهاها.........آى كيلد يوووور بااااابى ...هاهاهاهاها
اللهب ينطفىء فى اللحظة التى تشع المرآة بضوء دامى لتظهر الصورة ذات الوجه البشع والعينين الرهيبتين ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ......آآآآآآآآآآآآآى .......هاااااااااا......
سمعنا الصرخات الرهيبة واصوات جلبة داخل الحمام ....كنا نقف واجمين ...صرخ الرجل المراقب على صديقى ....ارجوووووك ...افتح الباب يجب ان ننقذها ....ولم ينتظر فاسرع الى الباب ليفتحه ..الباب لا يستجيب ....تقدمنا من الباب بسرعة نحاول ادارة مقبضه ولكن بلا فائدة ...الاصوات فى الداخل توقفت وماعاد الضوء الباهت يظهر اسفل الباب ....تكتلنا على الباب ضربا فانصرع ....اسرع صديقى الى زر الانارة فاضاء النور ....وكانت المفاجأة التى شلتنا جميعا ....كان الحمام خاليا ولا وجود للمرأة فيه !!!!!!!!!
صاح الرجل المراقب ....اين السيدة ..؟؟ اين ذهبت ....؟؟؟
وصاح الرجل ذو العقد ....النافذة الوحيدة هنا مغلقة تماما وايضا هناك قضبان حديدية ....لا يمكن ان تكون غادرت الحمام ...!!!!!
ما هذا ..؟؟صرخ المراقب وهو يتقدم الى المرآة على الحائط ...
اللعنة ان الدماء تغرق المرآة ...!!! ماذا يعنى هذا .؟؟؟؟؟
انسحب صديقى الى الخارج صامتا ...تابعناه والذهول يكاد يقتلنا ..
اضاء احد انوار الصالة وجلس على احد المقاعد ...
اقترب منه الرجل ذى العقد وهو يرتعد ....سأله متلعثما ....
هل ...هل ماتت ..؟؟؟ واين ذهبت ..؟؟ تكلم ..انطق بالله عليك ...؟؟
اجابه صديقى .....انت ..!!
حملق فيه الرجل مندهشا متسائلا ...انا ...؟؟؟ انا ماذا ,.....؟؟؟
قال صديقى ...انت من يجب عليه الان كشف سرها ...
كاد الرجل ان ينطق معترضا عندما انطلقت الصرخة المدوية من الطابق الاعلى كانما رجت علينا البيت رجا ...
لا انكر ان الرجفة تملكتنى فى حين سقط الرجل ذو العقد ارضا وهو يلتفت خلفه تجاه الصرخة حيث السلم المتجه الى الدور الاعلى ....قال الرجل المراقب مفزعا ...ماهذه الصرخة ...هل هناك من احد بالاعلى ..؟؟
كان صديقى قد نهض مسرعا فقال ..لا ...مامن احد غيرنا فى المنزل ...يبدو انها ...........
صمت ليجعل الرعب يسيطر على الرجلين ...نهض الرجل ليمسك ذراع صديقى صارخا ....ماذا هناك ...؟؟؟ وماذا تقصد ؟؟؟
قال صديقى ببطىء...الحق اقول لكم ...انها قد تكون مارى قد حضرت الينا جميعا ....
قال الرجل ذو العقد بعنف ....انا لن استمر فى هذا السخف وساخرج من هنا متوجها الى قسم الشرطة حالا ....وهاك عقدك اللعين لا اريده ....
قال ذلك وهو يخلع عنه العقد فعلا ويلقى به تجاه صاحبى الذى ابتعد بسرعة حتى لا يمسه العقد فوقع الاخير ارضا ....
اسرع اليه صاحبى فخلع جاكتته يلتقطه بها واسرع فوضعه داخل احد الادراج القريبة ....
اسرع الرجل الغاضب متجها الى باب البيت الخارجى ...ما ان اقترب منه حتى لمعت سيوف البرق رهيبة ضاربة زجاج الباب الحديدى واعقبتها زمجرة الرعد الصارخة ..وفى اللحظة التالية انطفأت اضواء المنزل القليلة ...اسرع صديقى يشعل شمعة اخرى ويتجه الى احد الادراج فاخرج منها كشافين كبيرين ...اضائهما فامسك واحدا ومد يده بالاخر الى الرجل القريب منه ....اما الرجل الغاضب فما كاد يفتح الباب الا وقابلته الامطار الرعدية المنهمرة كأنها السيول الجارفة ....سارع باغلاق الباب والعودة الينا لاعنا الجميع غاضبا بحنق على تلبيته تلك الدعوة المشئومة ...
هاااااااااااااااااااااااااااا ه ..!!!
انطلقت الصرخة اكثر رعبا وفزعا من اعلى مجددا ...فى هذه المرة جرينا جميعا الى السلم ..ضوء الكشافين يتأرجح فى يدي صاحبى والرجل .كنت انا وصاحبى فى الامام يتبعنا الرجلان ...قطعنا السلم قفزا ....الدور الاعلى به صالة اخرى واسعة وطويلة على كل جانب منها ثلاثة حجرات...
توقفنا لاهثين ...قال صاحبى سأمضى انا وانت من هنا ...واشار الى الرجل الغاضب ...اما انتما فتوجها الى الحجرات الاخرى ...
تقدمت انا والمراقب الى الحجرات التى على اليسار ...دائرة ضوء الكشاف ترتعش فى يد الرجل ...طلبت منه الكشاف فوافق ...كان يسير ملاصقا لى ...شعرت بقمة خوفه وهو يسألنى ...ماذا تعتقد انه حدث للمرأة فى الحمام ....؟؟
لم اعقب على سؤاله ....اقتربت من احد الحجرات ...مددت يدى لافتح الباب عندما قبض على ذراعى بعنف وهو يقول وانفاسه تتلاحق ....لا تفتحه ..فربما كان هناك بالداخل ما لا نحب ...
قلت ...وقد يكون هناك فرصة لننقذ المرأة التى اختفت من براثن روح مارى الدموية ..
فتحت الباب ببطىء ...ضوء الكشاف يرسم دائرة كبيرة على الاثاث فى الداخل ....الرجل بجوارى يلتصق بذراعى ..تقدمنا داخل الحجرة ...قطع الاثاث كثيرة وكل منها يرسم له ظلا متحركا فتكاد تخالها جميعا شخوصا شبحية ....تعقبت كل زاوية بضوء الكشاف وفى لحظة عدت بسرعة الى نقطة سبق مرورى عليها ...
..صحت بخوف .......ماهذا ...؟؟
ارتعب رفيقى وهو يجمد مكانه ...ماذا هناك ..؟؟؟
قلت بسرعة : يبدو ان هناك شيئا تحرك سريعا ....تعالى لنرى ...
...................
كان صاحبى قد توجه مع رفيقه الى الحجرة المواجهة بعيدا لحجرتنا
....الرجل مازالت ثورته رغم خوفه الظاهر لم تنته ....اذا لم تظهر المرأة اقسم اننى ساتهمك بقتلها ...
نظر اليه صديقى صامتا وشبح ابتسامة ساخرا كان يتوارى على جانب شفتيه ...فتح باب الحجرة يسبقه ضوء الكشاف ...كانت حجرة للنوم ...لا شىء فيها الا الاثاث المعتاد ...تفحص الرجل الدولاب واسفل الفراش عندما وقف امام المرآة الكبيرة بجانب الفراش ....كان صديقى يتبعه بدائرة الضوء فسلطها على المرآة ...
وقف الرجل طويلا كأنما يرى نفسه لاول مرة وفجأة صاح صارخا هازئا ...اللعنة عليك يامااااارى .......بلودى مارى ..آى كيلد يور بابى ....
حملق فيه صاحبى مذهولا ....ماذا دعاك الى هذا ايها الاحمق ؟؟
قهقه الرجل ...واستدار يواجه صاحبى صارخا فيه بغضب ...واللعنة عليك انت ايضا ايها المشعوذ الحقير ...
انت لا تعى ماذا قمت به لتوك ايها الغبى ....صاح صديقى فى وجهه ...
قال الرجل ساخرا ...لا يعنينى ...
حدجه صاحبى بنظرات رهيبة وفى لحظات تجاوزه ببصره الى ماخلفه وعيناه
تتسع فى رعب وصرخ فيه ...اخرج بسرعة ....بسرعة .....هيااااااااا ...
...........................
...فتشت الحجرة اتفحصها بحثا عن ذلك الذى مرق امامى منطلقا وما كدت اتبين منه الا قدميه ...كانتا لطفل او طفلة تزحف سريعا على الارض متجهة الى اسفل الفراش ...
سألنى الرجل مآخوذا ...ماذا رأيت ..؟؟
لم اشأ ان انقل اليه خيالاتى حتى لا اصيبه بالذعر اكثر ...قلت لا شىء ربما توهمت الامر نتيجة ظلال ضوء الكشاف ...هل لك ان تبحث هناك خلف المقعد الكبير ...توجه الرجل حيث اشرت انا فى حين ركعت ارفع طرف مفرش الفراش واوجه الكشاف اسفل السرير فى اللحظة التى صرخ الرجل من خلفى وقد ابتعدت عنه دائرة الضوء صرخة فزع وهو يقع على الارض يركل بقدميه مجهولا فى الظلام مرددا ....ابتعد .....ابتعد عنى ...
تحولت بالكشاف سريعا اليه وانا انكب عليه اهدأ من روعه واسأله ...ماذا هنالك .؟؟ ماذا حدث ...؟؟
صرخ الرجل بين يدى مرتعشا وحاول النهوض ليغادر الحجرة ...طفل .....طفل مشوه ..كان خلف المقعد ...كاد ينقض على ...
...قام الرجل ليخرج لاهثا ويقف امام الباب فى حين اقتربت من المقعد الكبير الذى يرتفع ظهره عاليا ...فنظرت خلفه ....
...................................
التفت الرجل بسرعة الى حيث ينظر صديقى وقد تملكه الفزع ...شاهد المرآة ينبثق منها الدم فيلطخها ...ويسيل عليها فى خطوط ساقطة ....تراجع بسرعة فوقع ارضا.....امسكه صديقى فاطلق صرخة رعب ظنا ان احدا اخر امسك به ...وقام يخرج مسرعا لاعنا صديقى ومنزله ......توقف صديقى لحظات مصوبا ضوء
الكشاف الى المرآة ...الخطوط الدامية ترسم كلمات
all of you .....
ردد صاحبى ...بغيظ وهو يهز رأسه ...اللعنة عليه ...لقد اثارها ضدنا جميعا ....
................................
قلت ليس هنا اى احد خلف المقعد ولا اسفل الفراش ..قال الرجل الراجف على الباب ...اقسم لك كان هناك طفل محترق فى بشاعة .....هززت رأسى تفهما وانا اخرج من الحجرة همست له وانا اتجاوزه ...هذا الخوف الذى يتملكك لا يتفق مع معارضتك العلمية لما نبحث فيه انا وصديقى ...
صمت ولم يعقب .........شاهدت على الناحية الاخرى صديقى ورفيقه ...ناديت عليهما ...هل هناك شىء عندكما ...؟؟
رد الرجل فى غضب وانفعال ..
اللعنة عليك انت وصديقك وهذا المكان البائس...
كدت ارد على اسلوبه الفظ بمثله لولا اشارة صديقى لى ان أصمت فصمت مكرها وانا اتوجه للحجرة التالية..
قال رفيقى بصوت مرتعش:
ــ أنا لن أدخل معك ..سأقف هنا أنتظرك..
نظرت اليه قائلا ..كما تحب فقط كن حذرا فليس بالضرورة ان تحدث الاشياء السيئة داخل الحجرات فقط ..
تلفت حوله وهو يرى صاحبى يتجه الى حجرة بعيدة على الطرف المقابل ...بينما الرجل الثائر يجاس على احد المقاعد لا يكف عن السب لاعنا مارى وابنها والمنزل وصاحبه والامسية المشئومة..
قال رفيقى ..سوف اكون معه واشار برأسه تجاه الجالس هناك
هززت رأسى وانا ادخل الحجرة يسبقنى ضوء الكشاف...
بعض المقاعد ودولاب كبير وعدة حقائب كبيرة موضوعة فوق بعضها بينما قبع فى الركن صندوق خشبي كبير عليه غطاء من القماش ...اخذتُ ابحث خلف كل مقعد حتى انتهيت واقفا أمام الدولاب ..مدت يدى الى مقبض اول ضلفة منه واذا بالصرخات الرهيبة تنطلق من خارج الحجرة أتية من خلفى متعالية ومتجهة اليَّ ..التفتُ سريعا مآخوذا لأرى رفيقى صارخا برعب وهو يدخل الحجرة يردد ..
النار ..النار...لقد احترق امامى ..
كان يشير الى خارج الحجرة ...نظرت سريعا حيث كان واقفا بالقرب من ذلك الغاضب ...كان صاحبى قد خرج من الحجرة هو ايضا ليفاجأ بالرجل الغاضب واقعا على الارض يصرخ ويضرب بقدميه ويديه الهواء مرددا مع آهاته الصارخة النار ...النار ..
وقفت انظر اليهما وصاحبى يحاول اسكاته مطمئنا اياه انه ليست هناك اى نيران به..
عدت الى الحجرة سألا رفيقى الذى كان مذهولا ينظر الى الرجل الواقع ارضا....تهته الرجل وتلعثمت حروف كلماته ....اقسم ان ....اقسم ...النار ....كانت هناك .....كنت اقف امامه .......كان يلعن الجميع واذا ....واذا بالنار تنشب مشتعلة فى المقعد من اسفله لتعم ملابسه جميعها فى شكل رهيب مفزع ...
ربت على كتفه قائلا ..وها انت تراه وليس به اى شىء ...
هم بالاعتراض وكانت ملامحه توشى بانهياره التام فقلت مقاطعا اياه...
انا لا اكذبك ولكن اقول ان هذا الامر لن ينتهى الا اذا بحثنا عن مسببه فرجاءا ساعدنى....
هز رأسه رغم الرعب الساكن ملامحه موافقا...فقلت له فتش هذا الدولاب ..بينما افتش أنا فى هذا الصندوق..
اقترب الرجل من الدولاب وبيد مرتعشة فتح أول ضلفة منه ...قال لا شىء هنا ...
ازحت أنا الغطاء عن الصندوق مسلطا عليه ضوء الكشاف فصرخ الرجل خلفى فزعاً ..التفت لاراه قد فتح الضلفة الثانية عندما قفز فى وجهه قط أسود ناشباً اظفاره فى وجهه مطلقا مواءه المرعب ثم انطلق كما السهم من بين قدمى فقفزت مآخوذا من شكله لاقع ارضا بجواء رفيقى الذى سال الدم من وجهه ولم يكف عن الصراخ ...
....
كان الرجل الغاضب قد هدأت ثورته الهيستيرية وقد اطمئن لعدم وجود اى نيران به..
قال له صاحبى ..انت لعنتها ورددت طلسم لعنتها استهزاءا به وبها ...ماكان هذا بالفعل الصائب منك ...
نظر اليه الرجل صامتا ولم يغادر الغضب ملامحه بعد ...وقف قبالته وهو يشير بيده وسبابته فى وجهه منذرا ثم قال ....
لن اتركك بلا حساب وقسما سأفعل ...
هز صاحبى رأسه تفهما وهو يقول له ...ليس بوسعنا الان الا البحث لينتهى هذا الامر....رد الرجل ...لتنتهى انت وشعوذاتك الى الجحيم فلن ابحث عن شىء فى منزلك الملعون وتلك المارى الحقيرة ...
قفز القط الاسود على ظهر الرجل مطلقا مواءه المرعب ليصرخ الرجل جاريا يضرب بيديه مالا يراه ...اسرع اليه صاحبى يساعده وهو يضرب القط باسفل الكشاف صارخا مناديا عليَّ.
قفز القط الى ركن مظلم فى الحجرة وصاحبى يوجه ضوء الكشاف الى حيث قفز بينما خرج الرجل من الحجرة صارخا ليصطدم بى وانا اسرع الى داخل الحجرة ...
سمعت صوت صاحبى منفعلا ...لقد اختفى ...لقد تلاشى امام عيني..
خرجنا من الحجرة ..كان الرجلان ينظر كل منهما الى الاخر وهما يرددان فى انفعال وتداخل ما حدث لهما ....صرخ فيهما صاحبى بصوت عالي ....اسكتاااااااااااااااا..
توقفا عن اللغط معا وقبل ان يتكلم اي منهما ...انطلقت الصرخة المدوية من اخر الصالة وصوت كالانفجار وما هى الا لحظة واشتعلت النيران فى باب الحجرة الاخيرة فى الجانب المواجه لنا ...
اسرعنا نعدو الى هناك فسبقتهم ولمحت صاحبى يلحق بى ....ادركنا الرجلان ووقفنا جميعا امام الباب المشتعل لا نعرف كيف نواجه النيران التى تلتهم خشبه ...
تحرك صاحبى فامسك بمقعد وضرب به الباب بعنف فصنعت مثله واذا بالباب ينفتح بقوة وفى ذات اللحظة خمدت النيران فيه كأنما لم تمسسه ابدا ....الحجرة ساكنة وكل مافيها سليم كما هو ...نظرنا داهشين ....قال المراقب ...لقد اوشكت على الجنون ....الن ينتهى هذا الامر اللعين ؟؟؟
قال صاحبى وهو يتراجع الى الوراء .....لن ينتهى الا اذا حصلت على ماتريد ...
قال الرجل الغاضب ....من هى واى شىء تريده ؟؟
قال صاحبى وهو يتجه بنا الى الاسفل ...انزلوا فمهما سمعنا لن نجد شيئا هنا ....هكذا هى مارى اذا حضرت الى مكان ....ستظل تعبث بنا حتى تجد جثة طفلها ...
قال رفيقى بسرعة ....طفلها ....!!؟؟؟ لقد شاهدته ...شاهدت الطفل المشوه المحترق ...
عاد صاحبى اليه بسرعة ..امسك بكتفه ...اين ؟؟ اين رأيته ؟؟؟
قال الرجل ...فى تلك الحجرة الاولى ....كان خلف المقعد الكبير ....كاد ان ينقض على عنقى وفى لحظة اختفى .....
اسرع صديقى الى الحجرة ونحن خلفه ....دخل اليها ....توجه الى المقعد نظر اليه طويلا ثم اسرع يخرج من الحجرة متجها الى الحجرة التى كان يفتشها اولا ....توجه الى المرآة ...اختفت الدماء منها ....اخذ يعالجها فخلعها من على الحائط ...ليأتى بها الينا فيضعها امام المقعد وهو يقول ....الان يجب ان تكرروا معى ما سأقول ....
مارى الحزينة التعيسة .........نحن نبرأ اليك من احراق ولدك الغالى ......مارى الحزينة التعيسة ....نحن لا نهزء بلعنتك الحقة والحقيقية ...
رددنا الكلمات وراءه مرات ومرات ..ضرب البرق السماء مرارا وهزيم الرعد يتعالى ومازلنا نردد الكلمات ...وفجأة انفجرت المرآة امام ابصارنا ...اصابتنا الرجفة..واذا بالرجلين يصرخان ألما ووجعا وكل منهما يمسك بوجهه ...لقد اصابتهما بعض شظايا زجاج المرآة ....... وفى لحظات سكن كل شىء .....حمدا لله ان انتهى الامر على هذا ....لا عليكما ...بضعة جروح طفيفة ....هكذا قلت لهما وانا انظر الى وجهيهما ...كانا حانقين ...ولكن ربما متقبلين النتيجة راغمين .........جرى صديقى يهبط الى الدور الارضى ...تابعناه مسرعين ...كان متجها على ضوء كشافه الى الحمام ....لحقت به لاسلط ضوء كشافى على الارض فنرى المرأة واقعة ارضا غائبة عن الوعى واثار الدماء والجراح تملء وجهها ....تسارعنا اليها نحملها ...لم نستغرق فى اسعافها الكثير حتى اطلقت صرخة مفزعة وهى تضرب بيديها فى وجوهنا ....قيد يديها احد الرجلين بيديه مرددا ....لا تخافى ...لالا تخافى .. اخذنا جميعا نهدأ من ثورتها الهستيرية ...حاولت التكلم لكن كلماتها دوما كانت متقطعة غير مفهومة اللهم كلمة تتردد بين الحين والحين منها ...مارى ...مارى ...الوجه البشع ...اراها ....اراها ..
صمم الرجلان على الخروج بها مغادرين المنزل مهما كانت الظروف او الاحوال فى الخارج رغم محاولاتى وصديقى ان يبقوا الساعات القليلة الى الصباح ....
....خرجوا بالفعل وكل منهم لم يكن كما جاء اول هذه الامسية الغريبة ....اقتربت من صديقة سائلا ...هل انتهى الامر بعد ...؟؟؟
قال وهو ينظر الى اللاشىء ...بالنسبة الى مارى فنعم ....اما بالنسبة الى عقد مردوخ فلا ....
,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت السيارة التى تقل الرجلين والمرأة تسير تحت الامطار يقودها الرجل الغاضب الذى مازال يسب ويلعن كل شىء عندما برقت السماء فى صاعقة رهيبة شقت الاجواء كالسهم لتصيب مقدمة السيارة التى انحرفت عجلة قيادتها فى يد الرجل فصرخ بشدة وهى تنقلب بهم فى لفات متعاقبة لتنتهى تحت الامطار وعجلاتها تواجه السماء ....بعد دقائق ...امتدت يد الرجل الراكب فى الخلف يزحف خارجا من السيارة والدماء تغطى وجهه وكان هو الوحيد من الثلاثة الذى نجا من الموت .....
...............................تمـــــــــــــــــــــت .........................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق