الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الحرناااااااااااااااااااااان !!!!

الاثنين 1 اكتوبر 21012

الحرناااااااااااااااااااااان !!!! 

اتعرفون ماهو الارتباط الشرطى ؟؟؟
هو ببساطة وبعيدة عن تعقيدات علم النفس ان يرتبط شيئان فى ذهنك فيصيران متلازمين ... اذا حدث الاول تذكرت الثانى ...
هذا ما يحدث لى كلما شاهدت فيلم ..(خرج ولم يعد ) ليحيى الفخرانى ..على الفور تعود بى الذكريات الى ماقبل خمسة وعشرين سنة عندما كنت ازور قريتنا مع اسرتى اسبوعا فى العام
.... هانحن جميعا نشارك فى زراعة الذرة ...فرحت جدا بالغيط والمزروعان وشجرة التوت وعبق القرية الخاص واخذنا العمل الشاق فى انحناءة الظهر حتى انتصف النهار ...شعرت برغبة ملحة فى قضاء الحاجة ...
جدى ...جدى ...عاوز اعمل حمام والنبى ...
تأفف الرجل العجوز منى ونظر الى ّ شذرا ومذرا وهو يشير بيده بقرف بعيدا الى طرف الغيط .......ماتروح تهبب اللى انت عاوزه بعيد ...
حملقت فيه دهشة واستنكارا ....صحت بحدة ...مش ممكن طبعا ..انا عاوز اروح البيت ...!!!
ضحك الباقون منى ...قال زوج عمتى ...خلاص ارجع الدار وخليك هناك مع عمتك ...
...مصمصت شفتى تعجبا ..:
ياسلام على الذكاء ....قال يعنى جاب التيهة ...مانا ماعرفش ارجع البيت لوحدى اصلا ...
صاح جدى غاضبا ....ومين فاضى دلوقت يرجعك الدار ..؟؟؟ كلنا بنشتغل قدامك اهو ...ومش عيب تبقى راجل فى الجامعة ومتحفظشى السكة اللى جيت منها ....؟؟؟ همّ بيعلموكو ايه بالظبط ..؟؟؟
يادى النيلة ...ده ها يقعد يبستفنى وانا مش مستحمل .....صرخت بحدة يمكن أأثر فيهم .....حرااااام عليكو ...عاوز اعمل حمااااااااام ...
قال جدى : اتنيل اسكت وخد الحرنان اركبه يوصلك الدار ...
وهذا الحرنان ياسادة ...حمار جدى.........اسمه يدل على طباعه الحيوانية الخاصة ... ....حاجة كده مبلمة ..... متلمة .....منيلة بنيلة والسلام ..
نظرت الى الحمار النحيف امامى وقلت ...بس ده ماعلهوش سرج ..!!!!
عادت القهقهة منهم وكأننى تلفظت بقول منكر ...
قال جدى : اهو احنا كده بقى واذا كان عجبك ...احنا مابنحطش عليه بردعة ...لاننا بنحط علية الشولة وحاجات الغيط ...و مابنركبش عليه ......حملقت فى الحمار مجددا وعدت اقول :: وكمان مالهوش لجام ...آمال انا هامشيه ازاى ...؟؟؟
كاد جدى ان يضربنى وهو يصيح ....ياخى اتلهى واسكت ........ تمشى مين ...؟؟ ده هو اللى هايمشيك ...هو انت عارف السكة يافالح ..؟؟
احرجنى الرجل فسكت ولكن الغيظ كاد يفتك بى خاصة مع تعالى الضحكات من حولى ....
وقفت بجوار الحمار وانا استعيد مشاهد ركوب الخيل فى الافلام ...
لازم اركب كويس ..احسن لو وقعت هاتبقى مصيبة سودة قدامهم
.....قفزت متشبثا بقبضتى فى رقبة الحمار لاطلق صرخة وجع ..
آآآآآآآآآآآآآى !!!!!
ولم يسكت الجد العجوز ....معلهش يانواعم يا غُرَّيبة .....اصل ضهر الحمار ناشف شوية ...استحمل بقى ....
مع ضحكات السخرية فوجئت بابنة عمتى تناولنى شقيقها الرضيع الذى لم يكمل العامين ملفوفا فى شال رقيق ....
والنبى خد الواد معاك وصله لعمتك ...
يادى الهباب المنيل والنيلة المهببة !!!!!.....وده هامسكه ازاى وانا نفسى مش ماسك حاجة تثبتنى على الحمار ....؟؟؟
ضرب الجد ظهر الحمار وهو يقول ....على الدار ياحرنان ....
تقدم الحمار يتمايل فى طريقه وقهقهة الجميع تلسع قفاى من ورائى ...
كنت قد امسكت احد افرع الشجر الرفيعة كما الخرزانة لاقود بها الحمار ...الطفل امامى نائما يغطيه الشال والحمار يترنح بنا فى طريقه ....قدماى تتدليان على جانبى الحمار ...ومع اهتزاز الحمار وتحرك حدبة ظهرة من اسفل منى اشعر فى كل خطوة اننى سأسقط ارضا .... يمينا او شمالا ........ابتعدنا عن الغيط وانا احاول ان احفظ توازنى كما احاول ان احفظ طريق العودة ...اقتربنا من احدى الترع ...الطريق بجوارها متسع ..لكن الحمار الملعون ابى الا ان يلامس حرفها فيسير وكأننا نوشك على السقوط فيها ....امسكت بفرع الشجر وضربت عنق الحمار ليبتعد عن حافة الترعة ....لكن ولا عبّرنى ...صرخ الطفل فجأة مستيقضا من نومه ....تقلب بعنف بين يدى وكاد ان ينقلب من فوق الحمار ...صرخت مرعوبا :
يانهااااار اسود ....ماتغور يابن الكلب بعيد عن الترعة ...........طراااااااخ ..
اعدت ضرب الحمار على عنقه فما حاد عن طريقه ولا غير من سيره المهبب وازداد صراخ الطفل وصار يرفس بقدميه ويضرب بيدبه وانا انهال على عنق الحمار الملعون دون فائدة ...واذا باحدى الفلاحات مقبلة علينا راكبة فوق حمارتها صاحت بى ....يابنى حرام عليك ....لسوعت رجل الولد منك لله يابعيد ....
صدمتنى جملتها ..ايه ...مين ....فين ....ازااااااااى ...؟؟؟؟
يادى المرار الطافح ...انا عمال اضرب على رجل الطفل المدلدلة مش على رقبة الحمار .....!!!!!
احتضنت الطفل بذراعى اليسرى وباليد اليمنى انهلت على الحمار المنيل ضربا بفرع الشجرة فانحرف عن حافة الترعة ...لكنه وبدلا من ان يسير فى طريقه اذا به يستدير خلفا ليتبع حمارة الفلاحة مطلقا نهيقا شنيعا افزعنى حتى كدت اتخيله سيلقى بى والطفل من على ظهره المحدب لينطلق فيلحق بحمارته البلهاء.... ....يخرب بيتك وبيت ابو اللى جابوا ابوك ....اخذت اسبه وهو يتمنص ويترصص ويتقرقص ( وماحدش يسألنى يعنى ايه ) وراسه والف برطوشة ينهق بجعورته على الحمارة ....عاوز يلحقها ...!!!!
الفلاحين على الطريق يضحكون وانا احاول باستماتة ان ارد الحمار الحرنان الى طريقه الاول ...الحمارة فى الامام تسير ...وحرنان من ورائها صارخا ناهقا عليها ...وانا اتمايل فوق ظهره المحدب بينما الطفل قد انشب اظافره فى وجهى باكيا صارخا وبوله الساخن قد اغرق ملابسى............يادى القرق المقرق واليوم المزفت ...!!! ......اخيرا افلحت مع الحمار المجنون ....واخيرا عاد يسلك طريقه الاول .....ماعدت قادرا على تحمل حدبة ظهر الحمار النحيل ...وماعدت قادرا على انتظار الحمام اكثر من هذا ......عرج بى الحمار فى منحنيات عديدة من حارة الى اخرى كلها فى القرية متشابهة .....ازاى ابن المجرمة ده حافظ كل السكة دى ..؟؟
واخيرا وصلنا ...الحمد لله هو ده البيت ....وقف الحمار امام باب البيت
المغلق ثم اطلق نهيقا واحدا وصمت ....ياسلااااام ..!!! قال يعنى بيقولهم انه وصل ....!!!!!
قفزت من فوق ظهره اتألم متحسسا فخذى من الوجع والطفل على صدرى يبكى .......طرقت الباب كثيرا لكن لا احد يفتح ....
ناديت على عمتى مرارا ....وما من مجيب ........اطلت علينا من المنزل المجاور احدى جارات جدى فصاحت بى ...
يابنى عمتك لسة ماشية من شوية راحت تودى الغدا لجدك فى الغيط ...
اتسعت عيناى رعبا وصدمة وألما من كل نوع .......هو يوم اسود ماطلعتلوش شمس ....!!!!!
الطفل يبكى ...والوجع يعصف بى لاكثر من سبب ...نظرت الى الحمار النحس و بنفس مقهورة قلت له ...
حرنان .....تعرف ترجعنا الغيط تانى ولا لآ ..؟؟
وبكل تبلد وعدم احساس منه رفع شفته العليا فقلبها الى انفه مشيحا برأسه امام وجهى فى غلاسة منقطعة النظير ....!!!!!

.................تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ......................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق