الخميس، 19 أبريل 2012

الرحلة .....( الجزء الثانى )..

7 أبريل 2012

الرحلة .....( الجزء الثانى )..

اعاد على السيد موريس روحان سؤاله مجددا ....هل توافق ؟؟
كنت افكر شارد الذهن .....لا ابالغ ان قلت ان رحلة حياتى كلها مرت امامى كما فيلم سينمائى سريع ....اى نصف ساعة احلم باستعادة معيشتها من جديد ....!!!!!
يبدو ان شرودى قد طال فلم افق منه الا على يد موريس وهو يطرقع باصبعيه امام وجهى مبتسما ....
قلت له كاننى احلم .....هل تضمن سلامتى ؟؟
ابتسم ثقة وهز راسه ايجابا متمتما ....لا تقلق ...
قلت هل اخبرك الى اين ومتى اريد السفر ....؟؟
نظر لى مبتسما استنكار وقال انسيت قدراتى ..؟؟ انت كتاب مفتوح امامى ...
اذن هيا بنا الان ....قلت وانا انهض واقفا ....فوضع يده على كتفى ضاغطا
كأنما يأمرنى ان اجلس ....فجلست ثانيا ...ورايته يتجه الى باب الحجرة
فيغلقه تماما ويعود الى مقعده امامى فيجلس ...
مد يديه الي فمددت يداي فامسكهما قائلا .
اغمض عينيك واسترخى ....سوف تشعر بفيض من قواى الداخلية يتسلل اليك ببطىء فى البداية ثم سرعان ما يزيد اكثر فاكثر .....فقط استسلم له ..
هززت راسى موافقا واغمضت عينى بهدوء ...كنت افكر فى اللحظة التى اريد معايشتها عندما بدء ينتابنى شعور بالخدر يسرى فى جسدى ...بدأ من يدى متنقلا عبر ذراعى الى انحاء الجسد كله .....كان احساسا لطيفا فى البداية ثم مالبث ان تحول الى رعشة تملكت كل اطرافى ....كدت انتزع يديا من قبضتى موريس لكننى لم استطع ....الرعشة تتزايد فتكون رعدة عنيفة ...اشعر بضيق فى التنفس .....ألمح فى ظلام رؤياي وجه موريس كانه طيف ....التنفس يضعف .....لا اجد هواء ......اننى اختنق ..
اختنق ....طيف موريس يمد يده ليقبض على صدرى ..آآآآآآآآآآآآآآه ....
كانت لحظة ألم رهيبة جدا ....كأنك تجذب جسدك العارى ليخرج من نافذة زجاجية ضيقة متحطمة حوافها مدببة اجزاءها فيتمزق شر ممزق ...
اشعر الان براحة لم اشعر بها ابدا .....طليق كاننى اسبح ....اسبح !!!؟؟؟
يا الهى !!! انا بالفعل اسبح فى فضاء الحجرة ....!!!
ها انا ذا هناك جسدا على المقعد ....وها هو موريس ايضا ....!!
لقد نجحت اذن .!!! انا الان روحا خارج جسدى ....
شعرت فجأة بصوت موريس كأنما يرشدنى الى شيء .....انتبهت اليه ...اختفت ملامح الحجرة التى كنت فيها لاجدنى فى فضاء معتم تومض فيه بعض الانوار الصغيرة المتناثرة ....واذا بى اسبح فيه بسرعة خاطفة وصوت موريس يهتف داخلى ....ركز .....ركز ..
فجأة اتسعت دائرة ضوء شديد كما مركز دوامة قوية جذبتنى اليها جذبا.
....كانت سرعة انجرافى فيها وخلالها جنونية ..ثم بدأت تقل تدريجيا ...رويدا ...رويدا ..........اسمع ضجيج ....لغط ....ضوضاء عالية .صوت عربات
تسير .....ارى ضوء النهار ....منصة العرض العسكرى ....يوم السادس من اكتوبر ..1981 هاهو الرجل الذى اقصده .....هاهو السادات ..!!!
كسهم انطلق من قوسه ...انطلقت تجاهه ...اخترقت الجسد الممشوق وهو جالس يشاهد العرض العسكرى فى يوم مجده .....
آثرت السكون اتابع من خلاله مايراه .....
ها هو العرض لقوات المشاة يسير ...ارى مركبة تتوقف فجأة ...
ايه ده يابو غزالة ...؟؟ ...يرد ابو غزالة مرتبكا ...معلهش ياريس ...حاجة طارئة اكيد ...
يستمر العرض ....لم تمر غير خمسة دقائق الا وتوقفت مركبة جديدة
اضحك ...اميل على مبارك ...يظهر ياحسنى ان عربيات ابو غزالة النهاردة عطلانة ...يضحك حسنى وهو ينظر الى ابوغزالة .....
من جديد يستمر العرض ......خمس دقائق اخرى ....لا بقى عربية تالتة بتعطل ....فى ايه النهاردة ...؟؟
يتم معالجة الموقف ....بدأت اشعر بشعور غير مريح ....اشاهد قوات الحرس الخاصة تتراجع الى الوراء ...فى ايه ياولاد ...؟؟
ابدا ياريس اعادة تمركز خلف المنصة ...!!
اصوات العرض والموسيقى العسكرية لا تتوقف ...ارى دخول مركبات اللواء 333 .!!! بس ده مش ميعاد المدفعية !!!!
ازيز طائرات العرض الجوى يخترق الجو فوق المنصة ......حسنى يشير الى السماء ....شايف ياريس ...؟؟
الانظار تتجه لمتابعة عرض الطائرات .....سيارة المدفعية تتوقف على البعد امام المنصة ....ينزل ضابط منها ويتقدم من المنصة فى خطوات سريعة ....قوم ياريس حيى الظابط ......اقوم لتحية احد ابنائى ...لكنه يعود الى العربة فجأة !!!!
بص ياريس على الطيارات .....المح احدا عند صندوق العربة الواقفة ..
معه بندقية .....ارفع يدى .....حسنى وابو غزالة اسفل المقاعد .؟؟؟؟
اااارجع ياااولد !!!! ...................آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
اشعر بلهيب الطلقة تصيب عنقى .....اقع على ظهرى ...الاصوات تتعالى تصم مسامعى ....طلقات الرصاص تئز أزا ...الصور تتموج امامى لا ارى بوضوح ...آآآآآآآآآآآآآه لهيب طلقات جديدة يخترق جانبى ..... آآآآآآآآآآآآآآآآى
مش ممكن انت كمان ؟!! ..... اقع ارضا وسط المقاعد ....الارجل تمر من فوقى ..اراه يحمل احد المقاعد ....لا ....ضربنى به ......طلقات آلية تحطم الاشياء من حولى ...آآآآآآآآآه ...اخترقت بعضها بطنى ... اسمع صوتا :
أنا مش عايزك احنا عايزين فرعون .....احاول اخراج يدى من وسط المقاعد الملقاة فوقى .....انا هنا !!!! انا هنا !!!!! .......يا أولاااااد .!!!!!
اشم رائحة خانقة .....لقد رشنى احدهم بشىء !!!!!!
الالام تعصف بى .......انها النهاية ..!!
...................................اخترقنى صوت موريس صارخا بى الاااااااااااان ..
انطلقت كما القذيفة اغادر الجسد البطل لتجتذبنى بعنف رهيب دوامة الضوء الباهر .................اشعر بالسقوط ....السقوط .....اهوى .....اهوى....ارتطم بعنف بجسدى الجالس على المقعد امام موريس ...
اشهق بعنف كانما على شفير الاختناق .....
مرحبا بعودتك صديقى ......قال موريس مبتسما ....
تنفست بقوة هازا راسى كأننى لا اصدق .....هل كان هذا حقيقة موريس ...؟؟
ومن جديد ابتسم الرجل وهو ينظر الى صامتا ...

.................................. تمت .......................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق