الخميس، 19 أبريل 2012

التااااااااااااااااااج !!!

8 أبريل 2012

التااااااااااااااااااج !!!

اسمه المصرى ...موظف سابق باحدى الادارات الحكومية ....عمره ثلاثين سنة ...فصل من وظيفته بلاسبب معروف ....يسكن فى بيت قديم فى احد الشوارع الجانبية المتفرعة من ميدان التحرير بالقاهرة ...متزوج منها ..
هى تلك التى كانت البداية وراء الاحداث ....
منذ سبعة سنوات مضت ..عرفها ...زميلة معه فى العمل ....جميلة كما اجمل الفتايات المصريات ....متدينة ..تتمتع بخلق قويم ...احبها وبادلته نفس المشاعر ....تقدم الى اسرتها للاقتران بها .....ورفض طلبه ...لماذا ؟
كان هناك من تقدم للزواج منها فى نفس الوقت ....من ..؟؟ احد امناء الشرطة !!!!
اصرت هى عليه رافضة الاخير بكل قوة .....صممت اسرتها ... وقاومت هى .....ضغطوا عليها ...ازدادت عنادا ...وانتهى الامر بزواجها ممن احبت ..
وكانت البداية ....
لم يمر على زواجهما الا اسبوعان .....كان الوقت فجرا عندما استيقظا مفزوعين على أثر تحطم باب الشقة واقتحام مجموعة من الرجال كريهى الملامح ضخام الاجساد ...وبلا اى مقدمات انهالوا عليه صفعا امامها وهو يصيح متسائلا عما فعل ....كممها احدهم بيد غليظة وشل حركتها باليد الاخرى ....ظلت عملية الاعتداء بالضرب واللكم والركل فى شقته عشرة دقائق ثم سحبوه وهو فاقد الوعى ليلقوا به فى العربة المنتظرة اسفل البيت .....
كان هذا اخر عهدها به ولمدة ستة سنوات ....طافت فيها اقسام الشرطة والسجون والمعتقلات بحثا عنه ...لم تعثر له على اثر ...
ابلغت الشرطة ...نشرت عنه فى الجرائد ...سألت المستشفيات ..بلافائدة ..........لا تنسى عندما اخبرها احد العاملين فى حقوق الانسان ...انه يجب عليها ان تكف عن البحث عنه ....كيف ؟؟؟ قال لها : ان زوجك انتهى فيما يعرف بالاختفاء القسرى !!!!!!
سألته : مامعنى هذا ؟؟
واجاب : معناه ...اعتقل بشكل غير رسمى ....ليس له اثر فى الاوراق !!!
كثيرون يحدث لهم ذلك .....والجميع لا يعودون ....
لكن ما السبب ..؟؟؟ لم يكن له من شأن بالامور السياسية او التعصب الدينى او التدخل فى ما لا شأن له به !!!!
قال لها ..: اذن ارضاءا لمن له شأن ..
ضغطت عليها اسرتها لرفع دعوى بالتطليق بعد سنة من اختفاءه ....ورفضت ......من جديد لاح فى الصورة ذلك الامين الشرطى ..فما كان منها الا ان هددت اسرتها بالانتحار علنا امام الناس محملة اياهم المسؤلية ......كفوا ايديهم عنها ...لتعيش حياة الموت ألما ووحدة ....
استمرت سنوات الدموع والحزن حتى كان ذات ليلة واذا بباب شقتها يطرق
.....كانت منذ الليلة المشؤمة تخشى صوت الباب ...اقتربت خائفة ...سالت من بالباب ....اتاها الصوت ضعيفا ...انا !!!
وقعت الكلمة فى نفسها موقعا خاصا ....فتحت الباب واذا به امامها ...
على الرغم منها تاهت عيناها فيه تتامل بقاياه المحطمة ....
كانت ليلة لقائهما عسيرة عليها اكثر مما مضى من سنوات سابقة
لا يتكلم ....فقط يرتعش جسده عند كل لمسة من يدها رابتة عليه ..
دمعه لا يتوقف ....هذيانه بهمهمات غير مفهومة بين الحين والاخر يرعبها .
جسده نحيلا بشكل مرضى ....عيناه زائغتان تكادا تسقطان فى محجريهما....ترتسم فيهما نظرة رعب قاتل ....كثير الالتفاف ببصره فيما حوله ....
شفتاه ترتعشان دوما ....يحيط جسده بذراعيه كانما يحتضن نفسه ...اذا جلس ..فأرضا ضامما قدميه وساقيه ودائما يبحث عن حائط ليستند اليه .
لم تفلح فى استخلاص اى معلومات منه مطلقا ...لم يجب على اى سؤال لها ...حاولت اقناعه بان تحممه ليرتدى ملابس اخرى غير تللك الاثمال البالية عليه فلم يوافق ..
وضعت امامه الثياب وتركته وحيدا فى الحجرة ....
خرجت لكنها من طرف خفى تتلصص عليه ....بعد برهة امسك بالثياب وشرع فى خلع ما عليه .....عندها كتمت فمها بيدها حتى لا تنطلق صرختها ....نحيبها هزمها بالرغم منها وهى ترى الجسد النحيل وليس به موضع غير ممزق او محروق او مجلود ....!!!!!!! الرحمة يا الله !!!!
لم تستطع البقاء مكانها جرت اليه باكية لتحتضنه ....فزع صارخا برعب وهو يتراجع الى الوراء مادا يده الى الامام كانما يتقى شرا واليد الاخرى
تتلمس جسده كانما يستر نفسه بها فى حين انطلق صوته المذبوح قهرا ..لا ... لا ....ابوس رجلك ...كفايا ...كفايا ....بلاش ضرب ...بلاش تعذيب...
ثم وقع ارضا متكوما على نفسه يبكى .....انا مرة ...انا مرة ........
انهارت ساقطة على الارض بجواره تبكى هى الاخرى ...يدها تتلمس ظهره برقة مرتعشة ....ماتخفش ....ماتخفش ....مافيش حد هنا ...مافيش حد هايأذيك تانى ........البكاء يخنق كلماتها .........انا معاك ..
صوتها الباكى فيه حنان حرم منه ...وقع على مسامعه الظمآنة ....بدأ بكائه يخفت .......تربت على ظهره المشوه جروحا .....خلاص ياعمري ..
رفع بصره اليها ....الدموع تغرق وجهيهما ....احتضنت كفاها راسه ....
اصابعها المرتعشة تمسح دمعه ....تحركت يداه ببطىء لتمسك كتفيها ..
ضمته باكية الى صدرها كأم تحمى طفلها ....
استمرت ....الايام التالية تحاول استعادة روحه المقهورة ....ينام دائما على ظهره يستيقظ كثيرا بفزع يصرخ ...يبكى ...الا الشرف ياباشا ..!!!
.....كانت تسمع هذيانه ودموعها تغرق وجهها صامتة .....
ضعيف كما طفل رضيع .... اذا التقت عيناه بعينيها سارع بالنظر الى الارض ذلا وخجلا ....قال لها ذات مرة انه لم يكن يصدق انه سيراها مرة اخرى ..وردت ...كنت انتظرك ....لان ماحدث لك بسببى انا ....
عالجت جروح جسده .......اما روحه المذبوحة فاستعصى عليها العلاج ..
تقربت مرات منه كزوجة لكنه بكى بين يديها خجلا وبكت معه شفقة وألما له ..... كان يتذكر الكلمات جيدا ...
انت هنا هاتتمنى الموت كل ساعة ألف مرة ....ومش هتنوله ابدا ..
هنا انت مرة لكل رجالتنا ....تاج الرجولة وقع عن راسك خلاص ....
.........كان يحاول استعادة نفسه ....لا يقوم من الصلاة الا نادرا.... ليلبى لها طلبا .....سمعها ذات مرة وهى تصلى فى الحجرة وحدهاوكانت تدعو الله ...يارب ...يا رحيم زى ما نزعت منى شهوة الجسد وحفظتنى ..اشفيه وارحمه من عذابه .....
بكى وهو يحتضنها ببصره ....اذا كانت الرجولة تاج الرجل فالعفة تاج المرأة .
......انتبه على الضجيج الصادر من الشارع والصياح المتزايد ...
الشعب ..يريد ..اسقاط النظام .....الشعب.. يريد ....اسقاط النظام .....الشعب ...يريد.... اسقاط النظام .....جرى الى الشرفةولحقت به ليشاهدا المظاهرات والصخب فى الميدان ....اقشعر جسده .....الاصوات المدوية الهاتفة بلا خوف ....الصدور العارية تواجه الموت ....الايادى المتشابكة فى تحد خرافى ......الصورة امامه تمسح من ذاكرته نجاسات السفلة ....الرعشة على شفتيه تذبل ...امسك بيدها ودون ان يشعر انطلق صوته واضحا صارخا عاليا ...الشعب يريد ....اسقاط النظام .....
الشعب.... يريد ...اسقاط النظام .......واذا بها تنتفض معه صارخا بنفس النداء...
....نظر اليها ..تعانقت عيونهما ...شاهدت فيه روحا جديدة ...جذبها اليه حاضنا اياها بقوة وهو يشعر بدبيب الحياة يسرى فى جسده ..

ومازال النداء يتعالى ليملاء الفضاء ...الشعب ...يريد ....اسقاط النظام .

......................... تمت ........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق