الخميس، 19 أبريل 2012

الرحلة ...

5 أبريل 2012


الرحلة ....


اسمه موريس روحان ...من بيروت .......هو احد اعضاء جمعية اصدقاء بلا حدود لما وراء الطبيعة .....تعرفت عليه فى احدى اجتماعات الجمعية ...لا يمكنك الا ان تعجب به ....فاللرجل
حضور طاغى ...لبق ....متكلم ....ذو نظرة تخطف العقل ...تبادلت معه الحديث عدة مرات فاكتشفت بعضا من مواهبه الخارقة ....هو قارىء للافكار مدهش ...ينظر اليك فتخترقك عيناه النفاذتين ...يبتسم لك ويجيبك قبل ان تسأله ....كان يحاضر فى هذا الاجتماع عن اخر تجاربه ....جميعنا صامتون لا تسمع للهمس همسا !!!
نصغى فى اعجاب وتعجب ....
كان يحكى عن تجاربه فى الخروج من الجسد والتنقل بين الاماكن ..!!!!!!
بعد انتهاء المحاضرة جلست اليه ...هنئته على ما ادلى به ...نظر الى نظرة شعرت معها اننى اجلس عاريا من نفسى امامه وتبسم قائلا :
تهنئنى وانت تتشكك فيما كنت ألقيه !!!
قلت له راجيا وانا ابتسم بدورى ....لا تستعمل قدراتك معى فيمكننى ان ابث اليك افكارا كاذبة عما يدور بذهنى ....
ضحك وقال بصوت هادىء يجبرك ان تصدقه ....لن تستطيع ....انا اخترق ذاتك لا افكارك ....فاذا فكرت فى بث افكار مغلوطة لى فمجرد تفكيرك ذلك اعرفه قبل ان تنفذه ....
قلت : يالك من داهية ....ولكنى بالفعل اجد الشىء الكثير فى محاضرة اليوم لا استسيغه بشكل تام ...
قال : ان تجارب الخروج من الجسد والتنقل من مكان الى اخر بالروح لها السوابق العديدة الموثقة ولم تعد خيالا او ادعاءا ....
اما الجديد فى محاضرتى اليوم هو الخروج من الجسد روحا وجسدا معا ...بالاضافة الى امكانية التنقل ليس فقط عبر الاماكن ولكن عبر الزمن ايضا ..قلت وهذا ما اشكل على ...خاصة امر الخروج من الجسد جسدا ..؟؟؟
قال وهو يبتسم بثقة مطلقة فى نفسه :
ان قدرات الانسان الداخلية غير محدودة فقط لو عرف كيف يوقظها ....ففى الخروج من الجسد روحا ....تستطيع تحرير الكائن النورانى داخلك من حدود المادة التى تحتجزه
....والمادة هى جسدك ....عندها تتنقل بين المسافات بحرية بالغة ...دون ان يراك احد ......وبالتدريب سيكون لك ان تتنقل ليس فقط بين المسافات فى زمن واحد .....بل بين المسافات عبر الزمن ايضا ....
كنت استمع اليه بانصات فقلت ...نعم اكمل ...
تجاربى الان تمت فى الانتقال الى الزمن الماضى فقط ....وفى هذا الانتقال اما ان تظل روحا غير مرئى لاحد ...او تتجسد فى مادة جديدة ....
نظرت اليه متسائلا .....
قال المادة الجديدة ستكون جسدا لاخر تستولى عليه انت ...اخر ستتقيد فى حدوده الحركية على ما هو عليه فى حياته ....فقط يمكنك ان ترى من خلاله كما يمكنك ان تهمس له بما تريد كطيف تلبس به .... ربما تخبره بما سبق لك علمه وهو غيب له ....
اخذنى حديثه ...عيناى معلقة بشفتيه تستنطقه .....استطرد:
الا اذا تدربت على التغلب على ذلك الجسد فيصير طوعك تحركه كيفما شئت فيأتمر لك فيما تريد ...
كل هذا وقد تركت جسدك الخاص بلا روحه ...سيبدو لمن يراه فى مكانه انه ميت ....لكنك ستكون على تحكم فى العودة اليه متى احسست برغبتك فى ذلك ....
سألته وقد بدأ القلق يستحوذ على :
ولكن اذا وقع لجسدى مكروها اثناء ذلك ولم استطع العودة اليه فى اللحظة المناسبة ...ماذا سيفعل الكائن النورانى ؟؟
برقت عيناه وهو يقول بآسى :
عندها امامك امر من ثلاثة .....الاول ان تظل حبيس الجسد الذى سكنته وفى هذه الحالة اذا حدث له ما يسىء تأذيت لأذاه ....واذا توفى علقت بين عالم الارواح اذا كان من الماضى عليك ....ولن يكون لك احتلال جسد اخر فى نفس البعد الزمنى الذى بت فيه .........والثانى ...ان تخرج منه قبل وفاته لتحتل اخر ودائما من نفس البعد الزمنى .....اما الاخير ....
سكت برهة وهو ينظر الى ...ثم اكمل :
ان تظل هائما غير مهتدى لعالم المادة من جديد فيما يعرفه العامة بالموت.
شهقت فزعا فى حين ابتسم هو ....
تراجعت الى ظهر مقعدى وانا استعيد ما قاله...ثم سألته بفضول: وهل جربت انت التنقل واحتلال اجساد اخرى...فى نفس الزمن او زمن ماضى ....؟؟
ابتسم بغموض وقال ...لا تتعجل الاسئلة ....فقد تأتيك الاجابة وحدها ...ثم بحركة منه اشار الى باصبعه كانما يستعيدنى من جديد الى حواره وقال :

اما الخروج من الجسد جسدا وروحا معا....فهو قمة السيطرة على النفس ..قمة السيطرة على حدود الادراك البشرى محطما كافة القواعد الفيزيائية
والنواميس المتعارف عليها .....فهنا يمكنك ان تنتقل بجسدك كاملا بدنا وروحا من مكان الى اخر فى الزمن نفسه .......وفى تقدم تحكمك وسيطرتك على ذلك يكون التنقل عبر الزمن ....فقط هناك امرا واحد خطرفى هذه الحالة ....
تملكنى خوفا داخلى اقشعر له جسدى وانا اسأله ..: ماهو ؟؟
قال .: عند الانتقال بالجسد الى حيز مكانى او زمانى جديد ....انت تكون ما نسميه زائد واحد اى انك اضافة لم تكن موجودة عددا من قبل ...هنا ليس لك ان تغير من الاحداث السابقة شيئا والا تغيرت الخريطة الاحداثية برمتها .....واذا اصررت على احداث التغير كان لزاما عليك ازاحة احد الاجساد من الحساب لتحتل مكانه العددى ......
سيطر على الوجوم فلزت بالصمت وانا احدق فيه ...قلت بصوت خالطه الخوف ...ماذا تقصد بالازاحة ...؟؟
اجاب وعيناه مثبتتان على عيني ..... تقتله لتحتل جسده .......تراجعت مرعوبا وعيناى مشدوهتان ..وفجأة وجه الى السؤال .....أتحب ان تجرب رحلة خاصة .....؟؟؟
انتبهت على وقع الكلمات ...كأنه يفتح لى ابواب الكون دفعة واحدة .....
تلعثمت ..مزدردا ريقى وشفتاى تهتزان ...وبصعوبة نطقت : كيف ؟؟
ابتسم وهو يقول .....سأمنحك من قدراتى ما يجعلك ترحل بروحك فقط الى المكان او الزمان الذى تريد لمدة نصف ساعة فقط .....مارأيك ؟؟؟

...................تم الجزء الاول ويليه الثانى باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق