الخميس، 19 أبريل 2012

الكتاااااااااب ..(الجزء الثالث )


الكتاااااااااب ..(الجزء الثالث  )

الوقت بعد الغروب لكن مازال يمكننا الرؤية بدون استخدام الكشافات ...كنا انا والدكتور برهان نتلمس طريقنا وسط صخور ضخمة كبيرة ...واخرى تنهار اسفل اقدامنا ...
كان برهان يتقدمنى سائرا تجاه حافة الصخرة عندما لمحت المسبحة المطلسمة ذات الثمانية وعشرين حبة فى يدى تومض وميضا ذا معنى بالنسبة لى.... صرخت عليه باعلى صوتى فتوقف فزعا والتفت ناظرا لى بدهشة .....ماذا هناك ؟؟!! سألنى فاشرت الى المسبحة وقلت له نحن نقترب من حدود ارصاد قوية جدا !!!!
كان الوقت غروبا ...نظر حوله ثم دقق النظر فى الخريطة التى فى يده وقال :لكن موقع الصومعة الذى نبغيه .... مازال يفصلنا عنه مسافة كبيرة ....
قلت ربما ان دائرة الارصاد لا تحيط بموقع الدير فقط وانما تلتف فيما حوله بمساحة كبيرة ..
اعاد النظر الى ما حولنا واخذ يحسب بعض المسافات ليقول مشيرا الى تلة تبعد عنا مسافة مئة متر ....هناك ...عند هذه التلة من المفروض ان يكون موقع الصومعة ....
قلت له لن نقترب خطوة واحدة ابعد من هنا ....من هنا يبدأ عملى انا ..
قال : لك ما تريد ...
هبطنا عن الصخرة الى الارض الرملية وقمت برسم دائرة على الرمال
واحضرت بعض الصخور الصغيرة فوضعتها على الدائرة ثم اشرت الى برهان قائلا :
اجلس داخل الدائرة ..ومهما حدث .....ومهما شاهدت او سمعت ...اياك ..اياك ان تتحرك خارج الدائرة ...أفهمت ؟؟
هز راسه موافقا وخطى داخل الدائرة فجلس ارضا لا ينطق ...
تقدمت انا الى الامام تجاه التلة التى اشار اليها برهان ..كانت المسبحة تومض وميضا فسفوريا اخضرا ..وكلما خطوت خطوة زاد الوميض اكثر حتى لمحت لونه يميل الى الازرق فتراجعت عدة خطوات بسرعة وانا اسمع دويا يشبه عويل وخوار حيوانا يتألم ...
عاد الوميض الى اللون الاخضر فجلست ارضا اخط باصبعى على الرمال خطوطا لطلاسم الاستحضار ....واخذت فى تلاوة القسم الرهيب ...


اقسمت عليكم ايتها الارواح الروحانية خدام هذا العهد الشريف بقدرة الله وعزة سلطان الله وبحق العهد المأخوز عليكم من سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام عند باب الهيكل الكبير ببابل فلا تخونون عهد الله وميثاقة فانى استحلفكم .....ببرهتية ببرهتية .....كرير كرير ....تتلية تتلية ...طوران طوران .....مزحل مزحل ....بزجل بزجل .....نوتب نوتب ....ترقب ترقب .....برهش برهش ...................بدأت زوبعة من الاتربة والرمال تحوم فى المكان بعنف لها صوت حاد ........بحق غلمش غلمش ...خواطير خواطير...... قلنهود قلنهود ......حبات الرمال تضرب وجهى فى قوة حتى صرت لا ارى يدي .......ارسم الخطوط بسرعة واصيح باعلى صوتى .....هو رب النور الأعلى كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فاصبح هشيما تزروه الرياح .........اصوات صارخة تجلجل فى المكان ....وقطع الصخور من خلفى تتساقط كانما الجبال تخر متفتتة ...
ايااااك ان تتحرك يابرهااااااااااااااان !!!!!!!!
السماء الرمادية صارت حمراء اللون يمزقها صوت زمجرة مخيف .....
يوم الآزفة إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع.......توقفوا ايها الارصاد المسلسلين فى قيود الطلاسم واخضعوا لقسم الاسم الاعظم ...الزوبعة الرملية تصير كالدوامة يخالطها دخان اسود كريه الرائحة ...
بحق الأسماء المحرقات والشواهب الصاعقات
شلخوشاخ جيطغمالخ ....وهطيلوش بمن استوى على العرش ودبر الأمر وفصل الآيات....بدأت الارض تهتز هزا وترتج رجا وصوت صارخ يدوى فى المكان .......شعرت بقوى رهيبة تمسك بى وتنتزعنى من مكانى فتلقى بى الى العاصفة الترابية .....سمعت عندها صراخ برهان وهو ينادينى ويسرع جاريا نحوى ....لم استطع الا الصراخ عليه .....اااارجع ...!!
اخر ماشاهدت عندما اختطفه شيء اسود طائرا به وهو يصرخ متألما ...
اخذت ادور طائرا فى فلك الدوامة الترابية واصوات مرعبة تصيح فى وجهى كما ايادى تتخطف جسدى فصرخت بما بقى في من قوة ...........اقذف بهم أيها السيد ميططرون بعزة من صورك و بالأسماء المكتوبة على حربة الطاعة التي خصك بها الله و أطاع لك بها الأملاك و الأرواح ..........بسر السر الاقدس الاطهر .....إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون.......جفت الاقلام ورفعت الصحف ....جفت الاقلام ورفعت الصحف ......جفت الاقلام ورفعت الصحف ........
سقطت ارضا على وجهى لا ارى امامى ورويدا رويدا تلاشت العاصفة الترابية وهدأ كل شىء ...رفعت وجهى لانظر امامى على البعد هيكلا يشبه الكوخ الحجرى كبيت صغير ومن وراءه خيال لبناء الدير الملعون كان يبدوى فى الظلام مخيفا .....
تلفت حولى ابحث عن برهان صارخا عليه .....برهاااااااان ....اين انت ...؟؟
اتانى صوته متوجعا من جوار احدى الصخور ...كان يحاول النهوض ووجهه وكل جسده يبدوى عليه اثار الدماء ....
اسرعت اليه اساعده على النهوض ...تفحصته بسرعة فقال ...لا شىء ..لا شىء ....هى كدمات وبعض الجروح من ارتطامى بالصخور ....
قلت له ليس هناك من وقت طويل امامنا ....فلنسرع الى الصومعة قبل ان تنتهى قوة القسم على الارصاد فهى اقوى مما كنت اظن ...
اسرعنا نجرى بسرعة الى باب الصومعة .....الباب خشبى سميك ليس عليه من اقفال ...فقط التراب يغطى كل ملامحه.....
جذبنا الباب بكل قوتنا لينفتح الى الخارج ببطىء صارخا صوته فى الظلام وجوف المكان عاليا ....دخلنا الصومعة ...المكان مظلم كالقبر ...اخرج برهان من الحقيبة المعلقة على ظهره كشافا وكذلك فعلت انا ..
الاتربة تعلو كل شىء ....هناك ما يشبه الفراش قريب من الارض ...وصندوق صدأ اسود بجواره .....اسرع برهان بلهفة الى الصندوق ....كان متوسط الحجم لا يزيد عن الثلاثين سم طولا والعشرين عرضا ....بمجرد ان حمله برهان بيديه انصفق باب الصومعة فى عنف بصوت كالانفجار افزعنى حتى صحت جاريا اما برهان فالقى الصندوق ارضا وهو يصرخ....
توجهت مرعوبا الى الباب لا ينفتح ....كانما جبل من وراءه .......
قال برهان وقد استعاد هدؤه ......الحل فى الصندوق اذا فتحناه ووجدنا الكتاب انتهى كل شىء .....
اقتربنا سويا واحطنا بالصندوق امسكنا به...تفحصناه مليا ليس له اى فتحات او غطاء هو مصمت تماما ....مسحه برهان بطرف ثيابه وعلى ضوء الكشافين قال هنا طلاسم محفورة على الصندوق .....
تلمستها بيدى وقلت دعه لى .....
وضعته امامى وانا اتلو عليه عزيمة من اقوى عزائم الجلجلوتية الكبرى ..
شرعت فى التعزيم مرة تلو المرة سمعت اولا باب الصومعة يصدر صوتا كانما زال ماكان يغلقه .....واصلت التلاوة فاذا بالصندوق الاسود يبرق غطاؤه بلمعة دارت حوله بسرعة ...صاح برهان ....لقد نجحت ايها المذهل !!! ... امسك بالغطاء فاذا به ينخلع عن الصندوق بيسر ونرى فى جوف الصندوق لفافة من الجلد لها رائحة عطرة جدا ....كانت دقات قلبى تتسارع ....العرق يغمر وجهى وكذلك برهان ....مد اصابعه المرتعشة ليلتقط اللفافة ....وما ان مستها اصابعه حتى شعرنا بالهزة ترج الصومعة ..
تلفت حولى فى ذعر اما برهان فكان كالمسحور لا يشعر بما حوله ....بدأ يفرد اللفافة بحرص والرائحة العطرة تملاء المكان ....قمت تجاه الباب وانا اسمع برهان من خلفى ....هناك كتابه باللغة السريانية ...
دفعت الباب ببطىء ...... بسرقدس الاقداس ............نظرت خارج الباب لارى الصخور تتحرك من مكانها والاتربة تبدأ فى التطاير ....صرخت ...برهان اسرع الدير سوف يختفى مجددا .......كان يلهث ....هذا سر الامانة التى حملها الانسان ......هيا يابرهان ارجوك !!!!! ...... ........الاتربه والصخور تضرب الباب لتغلقه من جديد .....احاول دفع الباب الى الخارج .....الضغط اقوى منى ....برهاااااان ..!!!! السرالكائن بين الكاف والنون ......اخرجت احدى ساقى الى الخارج وانا ادفع الباب وانظر الى برهان الذى انكفأ على اللفافة مشدوها يترجم مابها .....الباب ينضغط بعنف على جسدى يكاد يحطمنى .....انطق بسم .............برهاااااااان جذبت نفسى خارج الصومعة فى اللحظة التى انغلق فيها الباب بصورة مرعبة والصخور والاتربة مازالت تتطاير مصيبة وجهى وجسدى بعنف ...تدحرجت ارضا وانا انظر الصومعة تبتلعها الارض كانها فى بحر من الرمال المتحركة ........برهااااااااااااااااااااااان !!!!!!!!

...................................تمت بحمد الله ...................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق