الخميس، 19 أبريل 2012

الكتااااااااب ...(الجزء الثانى )...

3 أبريل 2012

الكتااااااااب ...(الجزء الثانى )...

كان الوقت ليلا والطائرة المتجهة الى اسيوط تقلنى انا والدكتور برهان علم الموصلى فى رحلة السفر الطارئة ....الرحلة التى اصابنى الرعب منها ........ و التى ربما كانت فيها نهايتنا معا ......رحلتنا الى المجهول بحثا عن السر المقدس ....
مر على حضوره الى بيتى اسبوع كامل منذ تلك الليلة التى ادهشنى فيها بشأن كتاب آصف بن برخيا .....
لم اكن ادعه ينفرد بنفسه الا سويعات للنوم فقط ......ناقشت معه كل شيء ....كيف توصل الى معرفته بوجود الكتاب ....وكيف تأكد من المكان الذى سوف نسافر اليه ....وكذلك ناقشت العديد من الاشخاص ذوى الحيثية الدينية المتخصصة بشان الآية 40 من سورة النمل ....الكل اجمع لى ان معنى كلمة الكتاب لا تعدو الاشارة الى اللوح المحفوظ او بصورة اكثر شمولا هو ما انزله الله سابقا من تعاليم لانبياءه ....وبذلك يكون المعنى .....الذى عنده علم بما علمه الله من اسرار غيبه .......
قال لى الدكتور برهان فى احدى المناقشات .....الامر لا يخرج عن تفسيرين ...اما ان المفسرين اخطأوا بشأن تفسير جملة ....يرتد اليك طرفك .....ويكون المقصود امرا اخر غير عودة البصر من مده ....لان المدة المطروحة غير معقولة ابدا ...لتناهيها فى الصغر ولا يمكن ان تدعو الله باى صيغة دعاء خلالها ....ويكون بذلك المقصود بمعناها امرا غير ما قيل ...امرا يستغرق من الوقت ما هو اطول حتى يتمكن آصف من الدعاء لله والتضرع له .....عندها قلت له ربما اميل الى هذا التفسير ...فرد على :
لكننا هنا سنكون امام قوة دعاء لا اكثر ....سنكون امام انسان يبتهل الى الله باسماء قدسية او صيغ ربانية او ايا ما يكون ونتيجة هذا الدعاء استجاب الله له .....
قلت وما المانع فى ذلك ...قال المانع هو طريقة حديث آصف الى سليمان ونبرة الثقة المطلقة فى نفسه عندما قال ......انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك ......هذه الثقة لا تدعو مجالا للشك فى تحقيق النتيجة المطلوبة .......سكت عندها برهة ثم اكمل :
والامر الثانى ان يكونوا اصابوا فى التفسير للجملة ولكنهم اخطأوا تفسير الدعاء ......ويكون الذى فعله آصف بن برخيا امرا آخر غير الدعاء .....امرا لا يحتاج منه الا ثوان قليلة هى مدة مد البصر وارتداده ثانيا ....
سألته متعجبا وما هو هذا الامر وبماذا نطق آصف فى لحظة ليحضر العرش من اليمن فيستقر امام سليمان .؟؟؟!!!!!!
اجابنى وكانت عيناه تبرق ببريق مثير ....
هل تذكر قصة عيسى عليه السلام عندما كان يحيى الموتى ويشفى المرضى ....قاطعته بسرعة ..باذن الله ....ابتسم وقال نعم باذن الله ...وان كان الامر محل خلاف ...فالمسيحيون لا يذكرون غير انه ينطق مشيرا الى الميت ...
وينطق : قم .....فيقم حيا ..... قلت :
لا شأن لى بغيرى ....هو فى القرأن الكريم يفعل بأذن الله .
.....نظرت اليه مليا ثم سألته : اتقصد ان آصف قال كلمة مشابهة لهذا ؟؟؟
قال وقسمات وجهه تنم عن ثقة شديدة .....نعم .!!!
ثم اكمل ونبرة صوته ملؤها الحزم واليقين ....نطق ....... احضر !!!!!!
سرت رعشة فى جسدى كأنما مسنى تيارا خفيا ....ووجدتنى اتمتم بذهول ...كلمة واحدة ....كلمة واحدة آمرة ...!!!! نعم بالتأكيد يجب ان تكون كلمة واحدة ..وبذلك لا تستغرق الا ثوان .......انتبهت متمالكا نفسى وقالت له : لكن اين العلم الذى من الكتاب ..؟؟؟
رد مبتسما ....اذا كنت تملك ما ملكه آصف من علم سرى فيكفيك استحضار ذلك السر فى نفسك وعندها آامر تجاب من فورك ....!!!!
نحن نسعى لمعرفة ما كان يعرفه آصف بن برخيا ...وما كان يعرفه مدون فى كتابه السري العجيب ..ذلك الكتاب الذى فيه الشفرة القدسية المقدسة ...ودعنا لا نخلط الفهم بين كلمة الكتاب الواردة فى الاية 40 من النمل والكتاب الذى نبحث عنه نحن ....نحن نبحث عن كتاب آصف الذى دون فيه علمه ...
افقت من شرودى على يده تهزنى وهو يقول لى لقد هبطت الطائرة ....
كانت بوادر باكورة الصباح تستقبلنا فى مطار اسيوط .....
لم تكن الا ساعات قليلة اعددنا فيها ما يلزم متجهين بسيارة استأجرناها لمدة يومين الى حيث يؤكد برهان انه المكان المطلوب ...
دير الصلبان ذو اللعنات ..!!!!!
اننى لا نبغى المدخل الامامى للدير اذا كنت تظن ذلك ....قال برهان ..
قلت وما نبغى اذن ...؟؟
قال ان البردية التى معى تؤكد ان الكتاب كان مع راهب يدعى دميان الفقير .....اخذه من حبر يهودى قدم من فلسطين وتنصر على يده... لم يكن ذلك الحبراليهودى يعرف كيف يفتح الصندوق الحديدى الحافظ للكتاب ولا يعرف سر ما عليه من طلاسم او رسومات ....استطاع دميان اخذ الصندوق منه ....ترك بعد ذلك الدير ليتخذ لنفسه صومعة خلف الدير يحيا فيها متعبدا وحده ..
قال صاحب البردية انهم كانوا يعجبون من امر دميان ....فهو لا يأكل او يشرب امامهم مطلقا ....وطوال مكوثه فى صومعته لم يكن ياتيه احد بالطعام او الشراب ابدا لمدة شهور طويلة .....كما ان صومعته كانت تظل مغلقة لا تفتح مطلقا .....ما حيرهم انه عندما هوجم الدير وكانوا على وشك الموت حرقا ....خرج عليهم دميان وقال لهم لينم كل منكم فى فرشه ولتغلقوا ابواب الدير ....ووقف وحده خارج الباب يسمعون صوته يصرخ بكلمات لم يسمعوا بمثلها ابدا....كان الدير كله يرتج على اثرها رجا ..فزعوا جميعا غير صاحب البردية الذى تملكه الفضول القاتل ففتح احد ابواب الدير الجانبية الصغيرة ليرى المشهد الذى اطار صوابه .....
لقد شاهد الدير كله يغوص فى الرمال وسط دوامة كبيرة تبتلعه ودميان رافعا ذراعيه صارخا بكلماته الغريبة وهو يقف اعلى سور الدير !!!!!!!
......عثر على تللك البردية فى اناء فخارى مكتوبة باللغة السريانية القديمة اثناء الحفريات التى كانت تتم على بعد عدة كيلو مترات من مكان الدير والذى اختفى تماما عن العيون ....وصارت منطقته مصب للعنات ما يقترب منها احد الا هلك او ظل وسط تيه الرمال والجبال ....
كانت السيارة قد توقفت وقال برهان ....من هنا تبدأ رحلتنا تسلقا لاشد الجبال وعورة ......
تركنا السيارة بما فيها من مؤن حاملين بعض الماء فقط .....واتخذنا طريقنا ..
كان الوقت قرب المغيب ونحن نتعرج فى طريق صاعد تارة هابط اخرى ...على ضوء الخريطة اليدوية التى ينظر فيها برهان عندما صرخت عليه باعلى صوتى ....برهاااااااااااااااااااااااااااااااااااان !!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق