الخميس، 19 أبريل 2012

جوز الستات نبوية !!!!

30 مارس 2012

جوز الستات نبوية !!!!

ليس هناك اى خطأ املائى فى العنوان اذا ظن بعضكم هذا ....هو بالفعل جوز الستات نبوية ....لأن هذا ما يطلقه عليه الجيران فى الشارع .....
هو ....الاستاذ / حسونة مدرس الكمياء سابقا ...عمره الان سبعة واربعين سنة لكنك اذا شاهدته تقسم باغلظ الايمان ان عمره لا يقل ابدا عن السبعين !!!!! نحيف جدا كما لم تشاهد النحافة من قبل ....
اصلع الراس من المنتصف وما بقى من شعر ناعم على الجانبين يشى بانه ذات يوما كان هاهنا شعر جميل ...اما قسمات وجهه المجعد المعروق وخديه المجففين النابتين دوما بشعيرات كانها رؤس الدبابيس ونظارته العتيقة ذات العوينات المقعرة كقعر الكوب لهى صورة اشبه فى مجملها بثمرة التين الشوكى وقد داسها احدهم بقدمه خطأ ....
وما احدهم ذلك الا زوجته السيدة نبوية .......هذه السيدة التى حباها الله بسطة فى الجسم لكن فى العرض لا الطول ...هى اشبه بالمنطاد الضخم...لكم ان تتخيلوا ان زوجها حسونة فى حجم ذراعها الايمن .....بدينة كما لم تعرف البدانة يوما امرأة ....منتفخة الوجه لا تكاد ان تلم بملامحها من فرط طغيان اللحم فى خديها ....فقط ما يمكنك التأكد من شكله جيدا هو فمها ....واسع كبير ربما زاد اتساعه من فرط تناول الطعام بشراهة وبكميات ضخمة حتى انها تلتهم رغيف الخبز على دفعتين ...ودائما ما تعقبهما بسكب كوب الماء فى فمها فتجرعه دفعة واحدة ثم تطلق تجشؤها عالى الصوت كانه انفجار قنبلة غازية يصيب رذاذها وجه حسونة المسكين فلا يستطيع النطق الا بكلمة مضغوطة من بين اسنانه كانها صرير باب صدأ .....صحة وعافية يا ملاكى !!!!!
تزوجها منذ زمن ....يخيل اليه ان منذ قرون مضت كان وحيدا بلا اهل مطلقا يعمل مدرسا للعلوم متخصصا فى الكمياء ....شاهدته نبوية عند صديقة لها اثناء مذاكرته لابن الصديقة ....كانت بعد مقبولة القوام تبدو عليها بعض سمات النساء ...قررت ان تلقى شباكها عليه .....كان متناسق الجسم ....شابا فى ريعان شبابه ....وحيدا ....فقيرا .....اذن هذا هو الرجل المناسب .....
حامت حوله وكان مالها الطائل هو سلاحها معه ......
تزوجا .......لم يمرغير اسبوع واحد الا واشترطت عليه تسوية معاشه مبكرا ...هى تريده متفرغا تماما لها .....ارغمته كما تفعل فى كل ما تأمره به ..قالت انها تريده بالقرب منها دوما .....ليس حبا فيه وانما لخدمتها وطهى الطعام وتلبية متطلباتها من شراء الحاجيات من الخارج وما قد يعن لها من امور اخرى !!!!
يقولون انه يجب على الزوج ان يحكم سيطرته على الزوجة منذ الليلة الاولى ..... يعنى يدبح لها القطة ........
وبالفعل كان لنبوية قط ذكر لا يفارقها ابدا .....اذا مشت فبين قدميها واذا جلست فعلى حجرها واذا دخلت الحمام فقابعا امام الباب كالاسد الحارس .....اسمه ...قلبوظ ..!!! لماذا قلبوظ ؟؟
اذا شاهدتموه ستعرفون ....
ليلة الدخلة .....يالتلك الليلة وماحدث فيها !!!!
دخلا معا حجرة النوم وكان حسونة يهم بخلع بدلته وهو يجلس على حافة الفراش وحزام البنطال في يده فاذا بقلبوظ يقفز لينام على السريركعادته ....انزعج منه حسونه جدا ودون ان يشعر ضربه بطرف الحزام فأصاب دون قصد عينه .....قفز القط صارخا صرخة ألم عنيفة وسال الدم من عينه ......
حسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووونة !!!!!!!!!!!!!!!
ارتجت الحجرة على اثر الصيحة المجلجلة المرعبة من نبوية وهى تتقدم تجاهه بسرعة خاطفة وعيناها تطلق الشرر ......
ذهل من المفاجأة ورد الفعل منها .....جمد فى مكانه يتمتم بكلمات الاعتذار حالفا لها انه لم يقصد .......لم يشعر الا باللكمات العنيفة تنهال على وجهه قاصدة هدفا واحدا .....عينيه !!!!!
وقع على الارض يدفع بيديه الضربات فماكان من نبوية الا ان اطبقت عليه جالسة على صدره وهى تضرب راسه بالارض صارخة فيه ......
اياك تلمس قلبوظ تانى ......اياك تقرب منه .......اياك ألمحك بتبصله .....
انتهت المعركة....بوجه محطم لحسونه وأمر شديد اللهجة من نبوية ان ينام بجوار السرير على الارض فى حين نام قلبوظ على الفراش معها ...

منذ تلك الليلة وضعت نبوية الاطار العام والخاص لسياسة حياتهما الزوجية .....هى لا تفعل شيئا الا الجلوس طوال اليوم تلتهم الطعام وتشاهد التلفاز ...رافعة صوته الى درجة عالية جدا كما يطيب لها ذلك ..فاذا تحركت من جلستها فالى الحمام .....او الى اقفاص الحمام الذى تعتنى بتربيته لا لشىء الا لتلتهم افراخه بين الحين والاخر ......اما حسونة فدائما فى المطبخ يطهى لها ما تأمر به اطايب ويعد طعام قلبوظ ......وبين الفينة والاخرى تطلق صرختها عليه منادية ......
يا حسسسسسسسسنة !!!!!
ولا تعنى بالحسنة انه شىء جيد وانما تشبهه بالحسنة التى تظهر كنقطة بنية على الجلد متهكمة على ضئالته وانكماشه .....فاذا تأخر عن تلبية النداء سريعا حتى لو بعذر استقبلته بطبق طائر فى وجهه او سكينا حادة مصوبة اياها الى ما بين عينيه باتقان او شوكة الطعام تغرسها فى ظهر يده ......

كانت الاعوام تمر عليهما على نفس المنوال ....هى التى تنفق وهو الذى يخدم ..........هى التى تنتفخ متورمة كالبالون ..وهو الذى يجف متحنطا كالممياء .....
كم عانى منها ذلك الممصوص المنحوس المتعوس ....؟؟!!!
لا ينس حسونة ذات مرة من ألاف المرات عندما طهى لها الطعام ولم يعجبها فكان جزاءه علقة ساخنة ظلت اثارها على جسده النحيل شهرا.
لم يكن بيده ان ينفصل عنها فقد صارت حياته وقفا عليها ينتظر ان يظفر باموالها التى لا يعرف عنها شيئا ابدا ولا كم تبلغ ثروتها ولا اين تضعها ...
منزلهما قديم جدا من الحجر والاخشاب كبيوت عفى عليها الزمن ..مكون من دورين ...الارضى خاليا تستعمله كقبو به اى مخلفات والعلوى الذى يقيمان فيه ..يربطهما سلم من الاخشاب كان قديما ذا جمال فى صنعته ..اقفاص الحمام تملء الجدار حول السلم وحتى مدخل الشقة ....
صباح جديد يشرق عليهما كالمعتاد ....امر واحد جديد يميزه عن غيره من الصباحات .....
لقد قرر التخلص منها .....سوف يقتلها ...
انتهى الامر ولن يصبر ليوم اخر معها ......سيقتص لسنوات عمره الضائعة مع تلك الدرفيلة ...ربما كان ما حدث امس هو القشة التى يحكون عليها ..
سمعها تكلم اخر على الهاتف تطلب اليه ان يعد لها وصية لدور الايتام لانها لم ترزق بطفل ......شعر عندها انه يوشك ان يفقد ما يصبر من اجله وان صبره عليها قد طال اكثر من اللازم .. ....فلا الفونوانزا الخنازير تعرف طريقها اليها ...ولا جنون البقر يصيبها على الرغم من شبهها بالابقار حجما ....
ظل طوال الليل يفكر فى الطريقة المثلى .....استبعد المواجهة بكل اشكالها فهو لن يستطيعها ....بالاضافة الى انه لا يريد ان ينفضح امره ...
لذلك سوف يلجأ الى السم ...!!!
اسعفته ذاكرته فى علم الكمياء بشأن نوع السم المناسب .....
سيانيد البوتاسيوم !!!!!
نعم هذا النوع يسبب الوفاة سريعا وتبدو كانها نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية توقف القلب على اثرها !!!!
خرج كعادته لشراء احتياجات المنزل ...وكالعادة تتطاير خلفه تعليقات الجيران المتهكمة عليه وعلى زوجته ...اقلها شأنا ...جوز الستات نبوية !!
عاد الى المنزل معه الطعام والسم .....
بسرعة وقبل ان تستيقظ زوجته اعد طعاما للفطور حرس ان يكون متعدد النكهات وكثير التوابل حتى يحاول اخفاء ما للسم من اثر فى المذاق ...
استيقظت من النوم ...تتحرك ببطىء كانما مجموعة من مشيعى الجنائز التحموا معا ....اتخذت جلستها على الكنبة المخصصة لها وفتحت التلفاز ..قفز قلبوظ على حجرها .....تثائبت ثم صاحت :
الفطااااااااااار يا حسسسسسسسسسسسسسسنة .....
التلفاز يعرض فيلم ريا وسكينة ...
اسرع حسونة حاملا صينية الفطور وقدمها امام نبوية على المنضدة الصغيرة مع ابتسامة وتحية الصباح لكن دقات قلبه كانت شديدة متسارعة حتى خيل اليه ان نبوية تسمعها ...
.......ما تخافيش يا شابة دا سى حسب الله جوزى .......
حملقت نبوية فى الطعام وسألت بصوتها الرجالى الفظ .....طبخت ايه ؟؟
ارتعش حسونة متلعثما ...دا ....دا ...دا اكلة جديدة ...توليفة من المسقعة وحتت اللحم .......ان .....ان ....شاء الله ها تعجبك قوى .....
رمته بجملة وهى تجذب الصينية اليها ...طيب غور اعملى حاجة احلى بيها عقبال ماخلص الفطار .....
حاضر ....حاضر ...
نطق بالكلمة واسرع يجر قدميه بعيدا عنها وما زالت ضربات قلبه تدق بعنف .
اختبىء بالقرب من باب المطبخ يحاول مد بصره الضعيف الى حيث تجلس نبوية .....جسده يرتعد كقشة ....يمسك بيديه الحائط حتى لا يقع ...شفتاه تهتزان فى خوف وكلمات متقطعة تخرج رغما عنه .....ايه اللى هببته ده ؟؟؟؟؟ يارب استر .....يارب
صوت التلفاز العالى .....موسيقى الفيلم شديدة .....
أيووووووه ...مانكنش هانعزموكى .......
كان التردد والقلق يكاد يصيبه بتوقف قلبه ....فكر ان يسرع الى نبوية فيخطف من امامها الطعام متعللا باى علة .......لكن
رغم ضجيج الفيلم سمع الصرخة ..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ....وصوت ارتطام الصينية والاطباق بالارض فى جلبة شديدة ....
لقد وقعت ميتة !!!!
اسرع جاريا الى الصالة ......
كانت نبوية واقفة كجمل عليه هودج ضخم ....عيناها متسعة فى غضب قاتل وزفراتها تخرج كانفاس التنانين ......
ايه اللى كان فى الاكل ياحسونةالكلب ؟؟؟.......عاوز تسمنى ؟؟؟؟
كاد يقع مغشيا عليه من شدة وهول المفاجأة ...
نظر فشاهد القط قلبوظ مكوم على الارض ورغوة بيضاء خارجة بكثرة من فمه .....تراجع الى الوراء مذعورا .....امسكت سكينا وتقدمت نحوه ووجهها ينم عن مذبحة على وشك الوقوع ...
....وانا ايه ذنبى .....انا ايه ذنبى ...لابسالى المنديل البمبى...
لا مفر الا الهروب من الشقة الى الخارج .......اجرى ايتها العرسة كما لم تجرى من قبل ......
توجه الى الباب جاريا وهو يشعر برجة الارض تحت اقدامه نتيجة جرى نبوية وصوتها يلاحقه ......هاتهرب فين يامجرم ......هادبحك ...
وصل الى الباب او الاصح انه ارتطم به من شدة اندفاعه يدير مقبض الباب ويهم بالخروج واذا بقبضة من فلاذ تمسك بعنقه من الخلف ....
ياختى عليها ......ياختى عليها ......
ماجت رجايها ......ماجت رجليها ...
شدة اندفاع الاثنين اوقع حسونة ارضا خارج الشقة ونبوية عليه فى شكل كانه مشهد سيارة نقل كبيرة منقلبة فى حادث مرور ....
صرخته مكتومة اسفل نبوية التى تحاول النهوض عنه وهى تتنفس فى عنف وشعرها انتكش فصارت كالعفاريت ...(.اذا شاهد احدكم كيف تبدو العفاريت ....)
استطاع ان يزحف من تحتها ليصل الى اول السلم فتمسكت بقدميه تجذبهما اليها .....هادبحك يعنى هادبحك ..... ياسحلية ...ياقاتل ...
بسرعة وشىء من خفة انقلب على ظهره ليواجهها وبعنف جذب قدمه اليمنى ليضربها بكل قوته فى وجهها ...تخلت عن القدم الاخرى ...شعر بتحرره فالقى بنفسه على السلم ...وما كان منها الا القفز معه تريد استعادة قبضتها عليه ......
لحظة واحدة كانها ....اصوات القيامة ...
تحطم السلم تحت الثقل الرهيب ليسقطا الاثنان معا الى اسفل ......ولتعلو اصوات الارتطام بالارض عنيفة مدوية مثيرة الاتربة والغبار مفزعة الحمائم التى وقعت اقفاصها متحطمة ....

اخيرا وجد حسونة فائدة لنحافته ولبدانة زوجته ....
سقطت نبوية بعنف الى الارض ميتة ليقع عليها حسونه كانما سقط على مرتبة من الاسفنج ....ولتقع عليه قطع المجوهرات التى كانت نبوية تخبئها فى اقفاص الحمام ...
................................................ تمت ..............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق