الاربعاء 18 سبتمبر 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت اصوات الانفجارات تصل باهتة الى سمعى وانا بصحبة الدكتور برهان علم الدين الموصلى
الجو بارد فى هذه الساعة المتأخرة من الليل عند احد جبال سيناء
مازالت بعض وحدات الجيش المصرى تطارد البؤر الارهابية للجماعات التكفيرية فى تلك المنطقة ..
كنا قد دخلنا للتو احد المغارات القابعة فى بطن الجبل فقرر برهان البقاء حتى الصباح قائلاً
يمكننا المكوث هنا فمابقى على شروق الشمس الا ثلاثة ساعات...دعنا نستريح قليلا..
القيت بجسدى المنهك على الارض فى ضوء الكشاف الذى يحمله برهان
المغارة ليست واسعة بالقدر الذى يمنحنا التمدد بداخلها بشكل مريح فهى اقرب الى فجوة فى بطن الجبل عنها بالمغارة ..
نظرت للرجل وقد تكور فى جانبها لا يعنيه اي مما يجرى بالاسلحة والمفرقعات على الطرف الاخر البعيد من الجبل ..
تأملته وقد اسلم للنعاس عينيه بسرعة
لقد تغيرت ملامحه كثيرا منذ فارقته فى ظروف رهيبة ونحن نبحث عن سر كتاب آصف بن براخيا..
يااالله ..كم كانت تلك اللحظة الفارقة مرعبة وهو يختفى امام بصرى وتبتلعه مع صومعة الراهب دميان رمال دير الصلبان ذى اللعنات ..
اسندت ظهرى المنهك الى جدار المغارة وحاولت اغماض عينى ولو لدقائق ..
.........
بين الكرى والانتباه
كنت شبه نائم وصوت الطرقات يدق على باب الشقة الخارجى
نظرت الى الساعة..كانت بعد الثانية صباحا...بخطى مترنحة توجهت الى الباب ..سألت من بالباب اكثر من مرة دون رد..انتبهت حواسى عندئذ وانا افتح الباب بحذر لاجده امامى فى حالة مزرية..انه هو بعينه صديقى الدكتور برهان
......
تباشير الصباح فى صحراء سيناء
كم رائعة تلك الشمس الذهبية على سفح هذا الجبل ...
كان برهان خارج المغارة واقفا يرقب المشهد الممتد شاسعا بمنظاره المكبر...التفت الي ليقول
سنصل الى النقطة ج بعد ساعة تقريبا لو سلكنا هذا المدق الترابى اسفل الجبل..
قلت له قلقا...لا اريد ان نتقدم الى منطقة عمليات الجيش..نحن الان نسابق الزمن ونصارع الاحداث ونسير عكس اتجاه الرياح ياصاحبى..
ابتسم بود قائلا ..لا تقلق ...ولا تنكر ان الامر كله يستحق...
هززت رأسى وانا صامت اتذكر ...
كانت الاحداث تتلاحق امامى وانا اتقدم معه نزولا من المغارة الى سفح الجبل ..
ــ كيف هذا برب السماء..؟؟
ـــ كانت تلك اسوء لحظات حياتى ياصاحبى...لمحتك وانت تسحب قدمك من الصومعة لينصفق الباب برعب وقوة رهيبة..شعرت عندها بالرمال تسحبنى الى اسفل وتبتلع كل ماحولى ..
ــ كيف نجوت ايها الرجل الاسطورى ؟؟
ابتسم وهو يجيبنى..ــ هل نسيت اننى كنت قد وصلت فى ترجمة البردية الى الاسم الاعظم ...وصلت الرمال الى عنقى وانا فى اشد حالات الهلع فاقدا التركيز الا فى لحظة واحدة استحضرت الاسم فى قلبى وانا انادى بحقك يا الله اخرجنى من هنا ..
كنت واجما ناظرا اليه بصمت واجلال وهو يكمل .
لم تكن سوى لحظة او جزء منها ووجدتنى خارجا مما يحيط بى غارقا فى الرمال والاتربة ساقطا على قمة الجبل الذى كان بالقرب من دائرة ارصاد الدير الملعون ...وبغض النظر عما كان بى من اصابات ...كان هناك ما هو اهم كاد قلبى يتوقف من شدة الزهول وانا افكر فيه...
سألته بسرعة ودقات قلبى تتسارع ..ــ ماهو .؟؟
اجاب ورنة الحزن الدفين تخنق صوته..
لقد نسيت تماما وكليا كل ما كان فى كتاب آصف بن براخيا...ماعدت اذكر ولا حرف واحد من سر الاسرار والاسم الاعظم ..
......
بعض من قطع البسكويت الغليظة ناولنى اياها برهان ونحن نسير مع بطن الجبل حذرين ان يرانا احد..
قال ..هذه المرة كل الحسابات دقيقة ياصاحبى....فقط نصل الى النفق الذى سيصل بنا الى رفح لنبدأ من هناك رحلة الوصول الى اخطر كشف واكتشاف يتلهف عليه العالم باسره..
قلت ساخرا..
ــ لعل الجيش لا يكون قد هدم ذلك النفق ضمن الانفاق التى هدمها..ويهدمها حاليا ..
ابتسم وهو يقول ...ثق انه لم يفعل ولن يفعل ...فهذا النفق بالذات خاص جدا جدا ....لن يتمكن الجيش منه ابدا...وقبل ان تسألنى السبب انتظر ريثما نصل اليه لتعرف بنفسك.....وتذكر ياصاحبى..ان مهمتى ان اصل بك الى هدفنا لتبدا مهمتك انت لتصلنى الى هدفى...
لاح من بعيد شبح لرجلين من بدو سيناء معهما جملين..
قال برهان...اوشكنا الان ان نقترب من بوابة النفق ..ما هى الا نصف ساعة بصحبة هذين الدليلين ياصاحبى..
.......
اصابتنى رجرجات حركة الجمل بشىء من الدوار الخفيف ..لم اكن نمت كفايتى...كان برهان يتجاذب اطراف الحديث مع البدوى الممسك بلجام الجمل وانا اتابع المنطقة ج المحظورة والتى تلاصق حدودها الاراضة الفلسطينية المحتلة ...كانت على البعد ظلال لعدة منازل متراصة لاهالى رفح المصرية ..
......
ــ لقد مر عام كامل ياصديقى منذ افترقنا لم يمر يوم منه الا وانا اتابع كل تلك الاحداث المتسارعة المتلاحقة فى منطقة الشرق الاوسط عامة وفى مصر الكنانة خاصة ...والان وقد سقط حكم أخنس مصر فقد ظهرت الاشارة واقترب آوان الكشف الرهيب ..
نظرت اليه فى تحفظ...انا اعلم انه يبحث فى كل المجالات وكافة المصادر ...لا يترك شيئا وراءه تحفظا منه لمذهب دينى او اتجاه فكرى ...هو من الموصل حقا ولكنه ليس شيعيا ..وبالرغم من ذلك لا يترك حديث ورد باى كتاب الا وبحثه بما يوافق منطق ومجريات الامور ...
اكمل دون ان تعنى له نظراتى شيئا ..
ــ كنت اكثف البحث والتنقيب ...كل الروايات التى سيقت فى هذا الشأن بحثتها ومحصتها تماما..لاجد الاكتشاف الذى سيغير العالم
سألته ولا اخفى انبهارى باسلوبه المشوق..
ــ ماهو اكتشافك اذاً يا صاحبى المغامر.؟؟
قال :
تابوت العهد ...تابوت السكينة ..لغز الآية 248 من سورة البقرة..
نظر الى عينى المتعلقة بفمه ليبتسم ويكمل..
كم من رواية زعم صاحبها انه يعرف مكان التابوت..اخرها واحدثها رواية احد المصريين الذى يؤكد انه اسفل منزله بمنطقة الزيتون فى شارع مؤسسة النور..
اما عن القديم منها فهناك من يقول انه فى اليمن وهناك من يقول انه فى اثيوبيا او الحبشة وهناك من يزعم انه ضمن هيكل سليمان اسفل المسجد الاقصى ...
وهناك من يقول انه فى احدى الكنائس الاوروبية ...الجميع تتبع استنتاجات خاصة وحسابات خاصة ..لكن فاتهم امر هام جدا
سالته وقد اخذنى الفضول ...وما هو ؟؟
قال ..
ان هناك اكثر من تابوت ياصديقى العزيز..
قاطعته بسرعة :
ـــ على رسلك يارجل ...اكثر من تابوت ؟؟؟
كيف هذا والآية لم تذكر الا تابوتا واحدا فقط ..
ابتسم مستنكرا واستطرد:
وهل خالفت انا الاية الان .؟
انما قلت يوجد اكثر من تابوت وهذا حقيقى حيث تم صنع تابوتا مشابها بمعرفة نفر من بنى اسرائيل ابان حياة سيدنا موسى لتضليل الاعداء عن التابوت الحقيقى...وتم صنع الثانى اثناء حكم الملك سليمان عندما اراد ارسال الحقيقى الى ابنه من ملكة سبأ حتى لا يفطن اليهود الى انه خرج من الهيكل ....من هنا صار اللبس يا صديقى...ومن هنا لم يتتبع احد صحيح الاحداث ومجريات الحروب التاريخية ليرجح رواية عن اخرى لتحديد المكان القابع فيه التابوت الحقيقى ..
...زممت شفتى بلا اى تعقيب منى...اقترب برهان ليقف امامى مباشرة محدقا فى عينى ويقول بصوت خلته صادرا من بئر عميق :
ــ اتيتك اليوم لتصحبنى مجددا فى رحلة العمر لنكتشف سوياً موقع التابوت الحقيقى الحاوى لاسم حاكم مصر القادم وسر كلمة السكينة الواردة فى آية القرآن....سنعرف معا اى سلاح يدخره القدر للامام المهدى فى حربه القادمة
....سوف نكون اول من يرى من المحدثين ومنذ ألاف السنين ألواح التوراة الحقيقية المكتوبة من السماء ونرى سر عصا موسى ونضع ايادينا على ما حملته الملائكة بنفسها ...
سالته وعيناى تسبحان فى بحر من الخيالات ..
ـــ والى اين وجهتنا اذا ايها المكتشف ..؟؟
قال : الى فلسطين المحتلة ...تحديدا فى بيت من بيوت سكان رفح بالقرب من الحدود المصرية ِ..
.................
ـــ 2 ـــ
اقتربت منازل البدو بالقرب من الشريط الحدودى من رفح..نظرت الى برهان استوضح منه وجهتنا فاذا بالبدويين يوقفان الجملين لانزل انا وبرهان فيصحبنا احد الرحلين بين المنازل مبتعدا عن مصاف الشريط الحدودى..
قال برهان ..انت تعرف ان الانفاق بين رفح المصرية والجانب الاخر منها فى غزة تمتد على طول الشريط الحدودى ..اكثرها تظهر فتحته من الارض كحفرة مغطاة ...
اكملت انا ...نعم وهناك ماهو من داخل المنازل امعانا فى اخفاء تلك الانفاق ..
قال برهان ...هذا حقيقى ..لكن الجيش المصرى ونتيجة لكل تلك الاعمال الارهابية الموجهة
ضد رجال القوات المسلحة والتى تتم للاسف الشديد بمعونة من يستعملون تلك الانفاق آتين
من غزة يقوم الان بهدمها وتفجيرها..لذلك سوف نسلك احد اعمق واطول الانفاق واشدها خصوصية ..
نظرت الى الدليل البدوى الصامت الذى كان يبتعد بنا الى مابعد المنازل متجها الى مدخل جامع كبير..
..
خلع البدوى حذاءه وكذلك نحن لندخل الى المسجد...نظر الي برهان مبتسما والبدوى يسلم على رجل داخل المسجد الذى لم يكن به من الرجال غير اثنين حيث لم تتجاوز الساعة الان التاسعة صباحا..
توجه بنا الرجل الى احدى زوايا المسجد لنجد حجرة فتحها ومنها توجه الى احد جدرانها ليزيح ستارة ثقيلة عنها فيظهر باب اخر فتحه لنجد فتحة فى الارض يطل منها مايشبه السلم الحديدى ..
فهمت الان لماذا قال برهان لى ان الجيش لم ولن يدمر هذا النفق بالذات ..
بدأنا رحلة النزول الى ظلام المجهول ..
.....
قال برهان
اغلب روايات المفسرين حول اختفاء تابوت موسى بعد وفاته ...انه نزع من بنى اسرائيل فى فترة الاربعين سنة التى ظلوا يتيهون فيها فى سيناء واستولى عليه منهم الملك جالوت ثم عاد اليهم من جديد كآية لطالوت تحمله الملائكة الى بيته حتى تنطوى بنو اسرائيل تحت لواءه فى حربه لجالوت...غير اننى اتحفظ على مثل هذا التفسير ...
سألته ولماذا ؟؟
اجاب الرجل بهدوء...
لو ان للتابوت خصوصية فيه مؤداها جلب النصر لمن امتلكه فى حربه ولهذا كان موسى وبنو اسرائيل يحرصون على اصطحابه فى اى مواجهة حربية لهم وكان النصر بالفعل حليفهم مادام معهم التابوت ....فلماذا لم ينجح سر التابوت مع بنو اسرائيل فى حربهم مع جالوت واستطاع هو الاستيلاء عليه منهم ...ثم لماذا فشل معه التابوت وسلب منه ثانيا ...والسؤال الاهم ...هل ستستولى الملائكة على التابوت من بين يديه لتصل به الى بيت طالوت كآية له من الله ..؟؟
الامر فيه من الشطط ما يجعلنى اتحفظ عليه واحطاط لقبولى اياه ..
سألته ..وماذا ترى انت ؟؟
اجاب ..ارى انه رفعه الله من الارض بعد وفاة موسى ومن وقتها خسرت بنو اسرايئل اول معركة لها ..وقد يكون الرفع ماديا او معنويا كالاخفاء مثلا ...ثم كان امره ثانيا ليعود مجددا تآييدا لطالوت...
فالثابت ان بنى اسرائيل وبعد مجيئهم إلى فلسطين بعد وفاة موسى تعرضوا في تلك الفترة لغزوات الأمم القريبة منهم كالعماليق، وأهل مَدْيَن والآراميين وغيرهم، فمرة يَغْلبون وتارة يُغْلبون...ونرى من هذا انهم ماكان النصر دوما حليفهم ...وبالتالى لم يكن التابوت بحوزتهم وهو ما يؤكد انه رفع او اخفى عنهم.
سألته وانا احاول استجلاء مايرمى اليه ..
..وما وجه الاستفادة من اعتماد اى الروايتين فى التفسير ...نزع منهم بالاستيلاء او بالرفع من الارض سواء اكان رفعا ماديا او معنويا باخفاءه ..؟؟
قال ..هناك فارق بالتأكيد ...ان الاستيلاء على التابوت يعنى عدم خصوصيته فى جلب النصر لمن ملكه...اما الرفع او الاخفاء له فيؤكد على تلك الخصوصية وهو ما يمنح التابوت الاهمية الرهيبة لمن سيناله فى عصرنا الحالى ..
كانت قسماتى ماتزال تحمل عدم الاقتناع وانا ارد عليه ...
انما كان يحمل السكينة والاطمئنان لمن يملكه وهكذا ذكرت الآية الكريمة
(...فيه سكينة من ربكم ...)
قال الرجل وقد برقت عيناه..
هنا قلب الهدف ياصاحبى....من جديد اختلفوا حول المقصود بكلمة السكينة..
منهم من اعتمد تفسيرك الان من انها حالة الاطمئنان والهدوء ..ومنهم من ذهب الى ما اعتقد انا بصحته ...وهو ...انها السلاح الخاص الموعود لامام اخر الزمان ...
.............
قال احد الرجال الستة للباقين..
لننتظر كما امرنا ويكفى ما اصاب ابو فارس..وسفيان وابو الحمد
نظر اليه احدهم غاضبا وقال ...
ربما فعل ابو فارس او الاخرين شيئا ما خطأ دون ان يعوا ذلك ....
رد عليه الرجل ثائرا ...
ــ ايها الغبى الا ترى ان كل من نزل منهم لم يصعد ثانيا ...واما ابو فارس وقد كان اولهم فمجرد انه اضاء مصباحه الكهربائى حتى انتهى امامنا محروقا فى اللحظة ذاتها...
هز باقى الرجال رؤوسهم مصدقين لما نطق به صاحبهم فاردف المعاند قائلا..
ذلك الدكتور من العراق لا اثق به ولا استريح له مطلقا ورغم ما منحه لنا وما يعدنا به اراه قد بخسنا حقنا تماما وان ما سنجده هناك اثمن الف الف مرة عما سنناله..
نظر باقى الرجال اليه صامتين فاستطرد الرجل ...سوف انزل انا وحدى..وليكن مايريده الله ...
وبدون ان ينتظر اى تعقيب من الباقين ..امسك بطرف الحبل ونظر الى البئر الواقف جماعتهم على دائرة قطر فواهتها العميقة ..ثم نظر اليهم و لما لم يجد احدا منهم يمنعه بدأ يتلمس طريق النزول هبوطا متدليا بالحبل وهم يرمقونه بصمت ورهبة حتى ابتلعه ظلام البئر ...
..........................
قطعنا انا وبرهان شوطا طويلا داخل النفق الطويل الذى يلتف احيانا كثيرة كما حركة الثعبان ليشكل مقاطعا متعددة وقد صمم على هذا النحو حتى اذا دمر جزء منه سلمت اجزاءه الاخرى
برهان امامى اتبعه مفكرا كيف استطاع اقناعى بصحة ابحاثه هذه المرة ايضا ...ولماذا يكون المكان الذى حدده هو الاصدق من بين رويات اخرى كثيرة تزعم تحديد مكان التابوت ...
........................
قال برهان ونحن نحتسى الشاى ذات مساء.....اخر الروايات الموثوق فى صحتها ياصاحبى ..ان التابوت انتقل الى الملك سليمان ودخل به الى القدس ليضعه فى موضع خاص من الهيكل العظيم..
ومن بعد هذا صار الضباب يلف مصير التابوت ...
الصهاينة الان يؤكدون انه مازال ضمن بناء الهيكل المدفون تحت المسجد الاقصى ....بينما اخرون يزعمون روايات غريبة انه فى اليمن او فى مصر او فى اثيوبيا او فى الشام ....الى اخر تلك الروايات ..ولكن لم يتفضل احدهم بتعليل لماذا وكيف وصل التابوت الى تلك المنطقة المزعومة منهم فى كل رواية ...
سالته وكنا بعد فى حجرة مكتبى والتى تكدست بكتب وخرائط افترشها امامى على المكتب ..
ـــ وهنا تأتى روايتك انت المفسرة ؟؟
قال وهو يشعل الغليون الاسود وينظر لى من فوق حافة نظارته الطبية..
ـــ هى رواية انتهجها المعتقد الاثيوبى فى كتابه العتيد مجد الملوك والذى يرجع تاريخه الى القرن الثانى عشر الميلادى وفيه باختصار ان سليمان تزوج من ملكة سبا وهذا الامر لم تفصح عنه الكتب المقدسة الثلاثة بشكل واضح....والمهم هنا ذكرالاثيوبيين انها ولدت لسليمان ابنا اسمته
منليك..والذى معناه ابن الحكيم ..
وما يعنينى فى الامر القصة التى وردت فى شأن طلبها من سليمان وقد بلغ ابنها طوق الشباب ان يمنحه تابوت العهد حتى يقوى ملكه على الاثيوبيين
ولما انتهى الامر بسليمان الى القبول تخوف من امرين ..
الاول غضبة اليهود من مفارقة التابوت للهيكل...والثانى الا يستطيع ابنه حماية التابوت خلال رحلة العودة به من القدس الى اثيوبيا ...
لذلك وهذا الاتى هو ماتوصلت اليه ابجاثى انا والذى يمنحنا التفسيرات لكل تلك الروايات المتضاربة حول اختلاف مكان التابوت ..
اخذنى الفضول وانا اساله ..
ـــ هات تفسيرك ايها الرجل الغامض ..
.........................
جدران البئر طينية رطبة ,,...بلغ عمقها ثلاثين متر....وصل الرجل الى نهايتها فلامست قدماه القاع ...توقف يلهث من تعب الهبوط .نظر الى الاعلى لم يكن النور فى قمة البئر حيث ترك اصحابه بالاعلى يبدو الا كدائرة صغيرة بيضاء باهتة ...نظر حوله وقد سرت قشعريرة باردة فى كل جسده جعلته يرتعد ...تمتم ببعض ايات القرآن ليستمد الشجاعة والقوة بداخله...,المكان مظلم كما القبر عبقا ورائحة .... قال مخاطبا نفسه ...لن افعل كما فعل ابو فارس .....ثم مد يده المرتعشة الى وراء ظهره ليمسك بعصا معلقة فى عنقه على طرفها لفافة من الخيش...وبيده الاخرى اخرج من جيبه ولاعة صغيرة...ضغط عليها مرارا ليهب لهبها ينير المكان ويشعل طرف العصا... ..شعر الرجل ببعض الراحة مع توهج المكان وضوحا فاطلق زفيرا طويلا اعقبه بشهيق اطول كمن يملا صدره باخر انفاس الحياة ....نظر الى طريق النفق الافقى الممتد امامه الان ذلك المحفور حديثا بطول ستة امتار والذى كان السبب وراء كل تلك الاحداث الاخيرة .... بخطوات مترنحة وهامة محنية تناسب ارتفاع النفق تقدم تسبقه الشعلة فى يده....كان يلهث ويتمتم بكلمات غير واضحة ....بضعة خطوات ووصل الى نهاية النفق ليجد اسفل قدميه الغطاء الحديدى الثقيل ....
كان الغرق قد بلل جبينه ووجهه وعلى ضوء اللهب بدت قسماته كمن يصارع سكرات الموت والجنون معا..
وضع الشعلة جانبا وبيدين سكنتهما الرعشة حاول رفع الغطاء...
صوت صدأ مشروخ كصرخات الموتى من الاف السنين انطلقت من الغطاء القديم جعلت الرجل يقع ارضا يرتعد جسده بالكامل رعبا وهو يحاول الصراخ بصوت بدا انه مات مخنوقا داخل جوف فمه..
..........................
ـ 3 ــ
وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(248). سورة البقرة
قال برهان ..توقفت طويلا امام الآية الكريمة احاول استجلاء ما حوته من مواطن الاسرار والغموض على خلاف ما قد يترائى للكثيرين انها جد واضحة ..
سالته وكنت اطالع على جهاز الكمبيوتر الخاص بى كافة التفاسير الواردة على هذه الآية ..
اى مواطن للغموض تراها هنا ..؟
اجابنى :
لماذا قال الله تعالى واصفا التابوت على لسان داود النبى ... فيه سكينة من ربكم ...الى اخر الآية موضحا مايحويه التابوت ؟؟؟
تمعنت فى سؤاله كمن لا يجد اى مغزى للسؤال اصلا ..فلما لاحظ هذا باديا على وجهى استطرد قائلا :
اقصد هنا ما سر الجملة من اول كلمة فيه حتى كلمة هارون ...فلو كانت الآية كما يلى ..
وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
>>
ماذا كان ينقص من معرفتهم عندئذ ؟؟
اجبته باستنكار ...ما شانك يا برهان ..انما اراد الله بتوضيحه لما ذكر ان يدخل اليهم الفرح والبشرى ليطمئنوا فذكر ما تراه انت زيادة على الآية ...
ابتسم الرجل وهو ينفث دخان البايب تجاهى قائلا ...
بهدوء ياصاحبى .. تعالى نفهم من البداية .....الروايات عن التابوت كثيرة جدا خاصة فى التوراة ...وغيرها من كتب الاثيوبيين الذين يؤمنون انه مازال فى كنيسة السيدة مريم فى مدينة اكسوم....عنت تلك الروايات بوصف التابوت بدقة وصانعه والمواد المستخدمة فى صنعه ايام النبى موسى ليضع فيه ألواح التوراة ...
ولما كان التابوت بيد موسى وبنى اسرائيل حتى فقد منهم هم يعرفون محتواياته ..ليس هذا بالشىء الجديد عليهم ياصاحبى ...فما وجه الدلالة لاخبار الله لهم عما بداخل التابوت ...؟؟ اما كانوا فى مكنة من الاطلاع على محتواياته عندما يعود اليهم .؟؟؟
قلت مجيبا ..بلى كانوا يستطيعون ..
ضحك برهان طويلا حتى نالت منى الدهشة وانا احدق فى عينيه...نظر الي وقد كف عن الضحك وبوجه صارم قال ..
بل لا ياصاحبى ....لم يكن فى وسعهم ولا وسع اي ممن اتنتقل اليه التابوت بعد وفاة موسى ان يعرف ماذا بداخل التابوت ..
هنا عقدت مابين حاجبى استغرابا لاساله ....ولماذا هذا ؟؟؟ وكيف تجزم باجابتك الغريبة هذه ؟؟
اقترب برهان منى اكثر ليهمس
ــ لان التابوت رافقته لعنة ابدية وطلسم رهيب يمنع اى متطفل يحاول فتحه ....الموت كان يرفرف باجنحته من حوله...
فعلى مر رحلة التابوت منذ فارق بنى اسرائيل اول مرة وحتى انتهت اخباره بدخوله القدس فى قدس الاقداس بمعرفة سليمان ...اما كان من المنطقى ان تعبث الايادى بمحتوياته فيصل من يد الى يد خاويا او ناقصا مما كان بداخله ..؟؟
ثق تماما انه لم يفتح ولن يفتح حتى ياتى اوان خروجه الاخير فتنكشف اسراره الرهيبة ...
كنت واجما اتابع الرجل وما يصل اليه خياله او شطحات استنتاجاته ...
اكمل برهان قائلا ...اما عن اللعنة فيمكنك الرجوع الى تاريخ التابوت لكل من وصل اليه ممن هم غير الموعدين به ...ستجد الطاعون قد اصابهم والموت لاحق ركابهم بشكل مفاجىء تماما ...
واما عن اليقين عندى فهو ما تخبرنى به قراءتى للآية فى السر وراء جملة فيه .....حتى كلمة هارون ...
كان الايضاح من الله لبنى اسرائيل عن محتوايات التابوت حتى لا يحاولون فتحه لمعرفة مابداخله...فيكفيهم أثره المباشر والايجابى عليهم ولهم فى الحروب كما كانوا مع موسى ...
سألته وقد بدأت قشعريرة اعرفها جيدا تزحف على ظهرى .. لكن الا تخاف انت ما الاقتراب من التابوت فينالك وينالنى معك سر تلك اللعنة ؟؟؟
ابتسم برهان وهو يهز راسه نفيا....نقر باصابعه على طرف المكتب ثم رفع كفيه شاهرا اصابعه العشرة فى وجهى قائلا ..
ــ لقد آن الآوان يا صاحبى ...البشرية تعيش من الان اخطر عشرة سنوات قادمة فى تاريخها الانسانى كله..
هذه العشرة سنوات انتظر فيها كل ما حوته احاديث الفتن الكبرى ونهاية النهاية ...
استدار برهان واقفا ينظر من شرفة الحجرة لدقائق ...شرد منى خيالى وتفكيرى فيما نطق به الرجل ..وفى لحظة عاد بوجهه الى عينى ينظرنى بتأمل وهو يسألنى ..
ــ أتراها استرعت انتباهك كلمة سكينة الواردة فى الآية ...؟؟
اتراك تسائلت لماذا وردت نكرة وليست معرفة ؟؟؟
من جديد حملقت فى الرجل ابحث عن اجابة بداخلى
قلت متعجبا ..وهل من فارق بين الاتيان بها نكرة كما هى او ورودها معرفة كما لو قال فيه السكينة من ربكم ..؟؟؟
هز برهان رأسه وهو يجيب ...نعم ياصاحبى هناك فارق جد كبير وخطير ...
فالاتيان بها معرفة تعنى امرا واحدا ان معناها والمقصود منها هو الهدوء والاطمئنان المعروف للكافة ... اما فى حالتها النكرة فيفتح ابواب التأويل للمقصود بها على مصاريعها ....فهى الاضافة التى طرأت على محتوايات التابوت بعد موسى حيث لم يكن به الا ألواح التوراة مابقى منها بعد رمى موسى لها وما اصاب بعضها من تكسير ...
والسؤال الان ...ماهو المقصود بكلمة سكينة ....ثم ما دلالة نسبتها لذات الله ...من ربكم .....وهل لها علاقة باللعنة التى رافقت التابوت فى رحلات تنقله بين ايادى غير الموعودين به ..؟؟؟
.......................
كان الطريق داخل النفق مازال طويلا ....كنت اتابع برهان اراجع فى مخيلتى كل ما دار بيننا حتى امكنه اقناعى بهذه المغامرة التى استشعر ان فيها مفاجأة قد لا احتملها كما سبق لى معه ....صامت امشى بينما بين الفينة والاخرى يلقى برهان علي بعض الكلمات تشجيعا منه لى وتذكيرا بما ينتظرنا من كشف هام جدا ....
انطلق رنين هاتفه المحمول ...نظر برهان الى شاشة الهاتف لتبدو على ملامحه علامات التعجب ...اسرع يجيب..
ـــ نعم ...
اخذ ينصت برهة وملامحه تزداد قطوبة وغضبا ثم انفجر صائحا فى ثورة عارمة..
ـــ لقد قلت ونبهت عليكم مرارا الا ينزل احد منكم مجددا الى هناك ....الا تفهمون ...قد ينهار كل شىء ويصيبكم الموت فى لحظات ...
انا فى طريقى اليكم ...ساصل اليكم عصرا باذن الله ...
انهى المكالمة لينظر الي عيني المتسائلتين وينطق بصوت مرتبك حزين ..
ــ الوضع يزداد خطورة جدا ..احدهم نزل مجددا منذ ساعة ولم يخرج حتى الان ..
.....................
تحرك الرجل زاحفاً وكان جسده بعد مازالت ترتعد اطرافه ...اخذ يستعيذ بالله من الشيطان مرارا حتى عاد له سكونه ...مد يده بالشعلة التى كان لهبها يصارع الانطفاء جراء قلة الاكسجين حتى وصلت الى حافة الفتحة ...ابصر على اثر اللهب اول درجات السلم الحجرى الذى سبقه اليه ابو فارس من قبل وما كاد ينزل بالكشاف الكهربائى حتى اشتعلت فيه النيران فالتهمته فى دقائق فما كان منهم الا اغلاق الفتحة مجددا بالغطاء الحديدى ....اتراه قد صدقهم الخبر ذلك الدكتور الباحث عن الاثار القادم من العراق ..؟؟؟
هل تكون هى لعنة الفراعنة التى تحيط بالمومياء المقدسة وتابوتها السحرى كما اخبرهم ..؟؟
ان الشكوك تنتابه فيما قاله ذلك الرجل ...حقا لقد منحهم الكثير من الاموال ووعدهم بالاكثر والاكثر ..لكن لو قدر له ان يسبقه الى فتح تلك الحجرة واخذ بعض الكنوز منها لكان افضل له كثيرا ..
كانت هواجسه وافكاره تطن فى اذنيه كما ذباب الصيف وهو يشحذ همته الى النزول زاحفا على اربع نازلا اول الدرجات تتقدمه يده بالشعلة ..
درجة تلو درجة ...يحاول ان يتبين طريقه وسط الظلام ...العجيب انه تنسم رائحة طيبة افضل من الهواء المكتوم بالممر والنفق خارج الفتحة ...
وصل الان الى نفس الموضع الذى وصله ابو فارس...اتراه ذلك الكشاف الكهربائى الذى كان بيده هو السبب ..؟؟؟ هذا ما ظنه لسبب خطر على باله ...فنصح زميله الثالث فى النزول بعدم اصطحاب اى كشاف كهربائى معه حتى لا يحدث له مثلما حدث مع ابو فارس وزميله سفيان من بعده ....لقد احسن التفكير حيث اختار ان يصطحب هذه الشعلة معه ....
نظر الى الشعلة وكان قد استطاع الوقوف الان على السلم الحجرى لينزل معتدلا ...اللهب خافت واهن ماعاد ينير شيئا امامه ...اخرج الولاعة وحاول اعاد اشعال الشعلة من جديد بينما خطت قدمه نزولا درجة جديدة فاذا بها تزل من جراء بعض الدرجات المتهدمة وفى اللحظة نفسها هوى ساقطا مع صرخة رعب اطلقها فى الحيز المكتوم من حوله ..
..........................
سالت برهان اكثر من مرة ..
كيف تأكد له صحة المكان الذى حدده لوجود التابوت ورجح روايته هو عن سائر الروايات..
قال وكنا بالفعل قد تناقشنا فى صحة رواية من زعم ان التابوت فى مصر او اليمن او اثيوبيا..او بحيرة طبرية ايضا..
ــ كل اللبس جاء ياصاحبى من تعدد التوابيت المقلدة مرة بمعرفة بعض نفر نت بنى اسرائيل ومرة بمعرفة الملك سليمان ...توزعت تلك النسخ المقلدة لتتوه فى تلك الاماكن ما بين اثيوبيا واليمن ومصر ولكن هناك فى رفح مابين مصر وفلسطين وحيث كانت وجهة قافلة ابن سليمان رجوعا حدثت الواقعة
..سألته مشدودا مترقبا ...اية واقعة ؟؟
قال : ــ بحسب كبرا نجيشت الملحمة الاثيوبية المعروفة بمجد الملوك فان الملك سليمان منح ابنه منليك نسخة مقلدة من التابوت ...ولكن هناك احد الكهان المرافقين لمنليك فى رحلته قام بتبديل التابوت ليكون الاصلى هو الذى مع منليك والمقلد هو الذى ظل فى قدس الاقداس..
الخطأ هنا ياصاحبى هو تغيير الاحداث...فالذى كان من البداية مع منليك هو التابوت الحقيقى..بينما الذى قام الكاهن صدوق بتبديله به هو المقلد ...هنا حدثت الواقعة حيث اخفى الكاهن صدوق التابوت الحقيقى فى غرفة تحت الارض فى الطريق بمعونة اعوان له ليضع مكانه نسخة اخرى مقلدة فى قدس الاقداس ....فصارت النسخ المقلدة عديدة بعضها وصل الى اثيوبيا واليمن ومصر .....الخ....بينما ببعض الحسابات وتقصى حقائق السير اهتدينا الى الطريق الذى سلكه منليك والذى استطاع صدوق التبديل عنده تحديدا ...
تمعنت النظر فيما يقول برهان ...
ليس الامر صعبا فى التحقق منه ....هى رحلة غير شرعية ستتم عبر احد انفاق غزة ورفح لنقف على جوهر الحقيقة ...
....................
توقفنا قليلا فى النفق نتناول بعض المياه..
قال برهان سنقابل الان احد الرجال من غزة سيلقانا بعد قليل ليصحبنا الى وجهتنا عبر النفق هى ساعة اخرى وتصل الى غزة ياصاحبى ..
ابتسمت من فرط الاجهاد ابتسامة شبة رجفة ...هممت انطق وفى اللحظة ذاتها دوى الانفجار رهيبا رج علينا النفق رجا واذا بالاتربة والصخور تتساقط علينا ...
صرخت مهرولا ...برهاااااااااااااااااااا
..........................
سقط الرجل من زلته من فوق الدرج الحجرى ليقع متألما على ارض طينية رطبة ..
تحسس جسده متوجعا وهو يحاول شحذ الولاعة لينطلق لهبها....تك تك تك تك ...
مرة تلو المرة تلو المرة حتى استجابت بلهب واهن ....برقت عيناه وهو يشاهد امامه على الارض جثة زميله ابو الحمد ثالث من سبقه نزولا الى هنا... ..هاهو على الارض ووجهه منبطح فى الطين ...
اقترب منه بخوف وتردد ...مد يده تصاحبها رعشة خائفة الى رأسه يقلبه وفى اللحظة ذاتها تراجع مفزوعا صارخا يخفق قلبه بصوت يدق فى فراغ المكان ....حانت منه التفاتة الى اسفل الدرج الحجرى ليرى وميضا يبرق بقوة ..حملق فى الوميض ...اتسعت عيناه .....زاد البريق سطوعا ....اتسعت حدقتاه لتتحول الى لون الدم ....وفى بغتة انفجرتا ليحترق وجهه تماما بصورة بشعة فيخر جسده جثة هامدة بالقرب من جثتة زميله ...
ــــــــــــــــــــــــــ
ــ 4 ــ
اصوات الانفجارات تتوالى ... يصلنا صوتها مكتوما من خلفنا ...اجرى متخبطا فى جدران النفق .....الاتربة تنهال علينا وبعض الصخور...
احاول اللحاق ببرهان الذى انتابه الرعب وهو يردد اسمى مناديا ...اكاد لا اتبينه من شدة الغبار بينى وبينه ..
برهاااااااان ......انتظرنى ....
يأتينى صوته مختنقا ...تعاااااااااال ....اسرع ..
اجرى بما بقى فى ساقى المنهكتين من قوة على غير هدى ودون رؤية واضحة ....ارتطمت قدمى باحد الصخور ...ترنحت خطواتى مختلة ..اسقط متدحرجا وانا انادى برهان...... ربما ما اكملت اسمه عندما شعرت ان النفق يتهاوى باكمله فوق رأسى.....احاول الابقاء على عينى مفتوحتين ... تمر امامى مشاهد سريعة متلاحقة ...برهان يترائى لى كألف وجه يحيطنى ...
انها السكينة ياصاحبى ...
اتراك وصلت لكنهها الان ؟؟
هى السلاح القادم مع العصا السحرية لموسى ...العصا التى شقت البحر وفجرت المياه ينابيعا من الحجر ...العصا يا صاحبى
هى ميراث المهدى من موسى عليها سر الله تعالى
انظر الى الخريطة الان ..
تتلاحق الاحداث فى وتيرة تصاعدية غير مسبوقة
انها الارض تجهز مسرح الفصل الاخير ..
هاك المخطط مرسوم على خلفية لوحة الفعل البشرى
هم الان وقد تمزقت اللوحة ...يجمعون قصاصات المنظر لتكتمل الصورة واضحة ..
مع الاكتمال ما انتبهوا الى ماهو مدون بالخلف وقد تجمع ايضا ليصير الحكم والامر ..
تاه صوت برهان مع اصوات اخرى كثيرة اخذت تضرب مسامعى بكلمات غير مرتبة....تتعالى تارة وتهدا اخرى ...
يخفت اخر ضوء اراه..
فضاء من الوجود المظلم ساكن خاوى ...
صدى السكون يتردد ...اعيه كيانا يتشكل ....يصيح من اعلى جبل اسود من بعيد..
انتبهواااااااااااااا ....قد بدأت احكام الدائرة الصغرى...
الصوت يتردد فى اذنى كما طرقات متتالية لا اكاد ابين منه حرفا..
يتداخل مع اصوات اخرى...
اسمع خفقانا يتردد بقوة
الغبار يقتحمنى كما اعصار...
فى لحظة سكن كل شىء.....
انها الحياة تنسل هاربة منى ...لا اجد الهواء فى صدرى .....اشعر باخر انفاسى يحتضر ....انها النهاية يابرهاااااااااااااااااان ...اشهد الا اله الا الله ...واشهد ان محمدا رسول الله ..
لمحت يدا قوية تمتد تجاهى وقناعا اسودا يقبض على وجهى
..........................
.
كان الرجال قد تحولقوا راكعين حول حافة فتحة النفق بيد احدهم مكبر للصوت ظل ينادى على صديقهم الذى لم يستجب لنصحهم واصر على النزول ....تملكهم الياس من عودته ...نهضوا واقفين يتبادلون النظرات ..
قال احدهم صائحا ....اللعنة على البئر الملعونة ...هيا نردم حفرة الموت هذه ..
لم ينطق احد منهم ....اكمل الرجل بثورة ...لقد صاروا اربعة الان ...ماذا سنخبر اسرهم وكيف سنواجة الشرطة عن غيابهم..
لقد قامت القيامة علينا ..
تكلم اخر ....وما ذنبنا نحن ...كلهم اخذه طمعه وجشعه او حتى فضوله القاتل...
هز احدهم رأسه وقال ...ارى ان ننتظر الدكتور برهان ...لقد قال انه على وشك الوصول مع العصر ...وليس العصر ببعيد ...
اكمل رجل اخر ...نعم الراى ...ولتدعوا المراوح تعمل متجهة الى البئر لعل من نزل مازال بعد على قيد الحياة ...
..........................
ابتسم برهان ...كان وجهه أول ما رأيت وانا افتح عينى بوهن لاجده بالقرب منى بجوار فراش صغير...
دار بصرى فيما حولى فربت على يدى قائلا ..
لقد قلقت عليك حد الموت ياصاحبى الاغلى ....لقد كدنا نقضى موتا فى ذلك النفق لولا عناية الله ورحمته التى ارسلت الينا ذلك الرجل ومعه اقنعة الاكسجين ....لقد اخبروهم من رفح بشروع الجيش فى تفجير النفق بعد ان فطن لموقعه ...سارعوا الينافى اللحظات الاخيرة وحمدا لله ان النفق مقسم الى مراحل متعرجة والا كان اثر الانفجارات قد طالنا سرعة اكبر.
حمدت الله وانا انهض من رقادى على الفراش سائلا برهان ..
ـــ ماذا بعد ايها الرجل الذى يسير الموت فى ركابه...الان وقد عاينا الموت يقينا الا نكتفى ونعتبر مافات اشارة تحذيرية لنا..
هز برهان رأسه استنكارا ورفضا وهو يقول ..
امثلك انت من يقول هذا ....؟؟؟؟
نحن قاب قوسين او أدنى من التابوت ....لقد جهزت كل شىء ....ماهى الا ان تشعر بقوتك وقد عادت لك لنبدأ النزول الى الاسفل ياصديقى العزيز ..
انتبهت كل حواسى فجأة...هل نحن فى البيت الذى تظن ان التابوت اسفل منه فعلا ..؟؟؟
ابتسم برهان وهو يهز رأسه ان نعم ..
دخل علينا الحجرة بعض الرجال ...ملامحهم تحمل مشاعرا متناقضة...قال احدهم ..
...اما آن ان ننهى امر ذلك البئر التى اختطفت ارواح اربعة من اخوتنا حتى الان ..؟؟
نظرت اليه صامتا....هب برهان غاضبا ليصيح فيه..
كان اتفاقنا من البداية ومنذ توصلت ابحاثى الى موقع المومياء ومنذ ان جئت الى هنا بجهاز المسح والاستشعار وتأكدت من وجود تابوت الفرعون المقدس ان المخاطرة ستكون رهيبة وحذرتكم جميعا من عدم مخالفة اوامرى...كنت معكم لحظة بلحظة...كنت معكم عندما عثرنا على الغطاء الحديدى .....وكنت معكم وانا اطالبكم بعدم نزول احدكم الى هناك....رغم ذلك تسرع رفيقكم ابو فارس ونزل ....حزنت وهالنى ما اصابه امامنا جميعا من احتراق غريب تلاشى بعده كل اثر له ....اغلقت الغطاء ونبهت عليكم مجددا بعدم العبث به حتى اعود مع من يستطيع التعامل مع الامر...اما حدث كل هذا منى ..؟؟؟؟؟
نكس الرجال رؤوسهم صامتين ..
استطرد برهان قائلا ...اظن ان ما منحته لكم حتى الان والذى سيتضائل تماما مع ما ستنالونه فيما بعد كان كافيا لان تنفذون اوامرى ...
كنت اتابع برهان صامتا.... حتى اذا سكن من ثورته وصمت قلت له..
هيا يابرهان ...انا مستعد الان للنزول ...
......
اخر ماقاله برهان للرجال ونحن على حافة البئر وكان الوقت عشاءا ...
اذا بزغ ضوء الصباح ولم نصعد اليكم ....
توقف لحظات وهو ينظر لى ثم ينظر اليهم واكمل
انصحكم بل أكثر من هذا آمركم بردم هذه البئر ولا تعاودوا حفرها ثانيا ابداً ...
وجم الرجال بلا همسة واحدة منهم بينما وقع مانطق به برهان من نفسى موقعا اقشعر له جسدى كله..
احكم برهان تثبيت اسطوانة الاكسجين الصغيرة على ظهرى وهو يتمتم ..قد نحتاج لها...
مروحتان كبيرتان تهدران لتضخ الهواء الى اسفل البئر... شرع برهان فى النزول متدليا على الحبل الغليظ ...
تبعته صامتا شارد الفكر.....مع كل حركة نزولا ابصر فواهة البئر تتباعد ووجوه الرجال الناظرين لنا تختفى ..
برهان يتأرجح مع الحبل فتضطرب قبضتى عليه ...
اتخيل ما نحن مقبلان عليه مع جوف الظلام الذى يبتلعنا رويدا رويدا...واتذكر سؤالا طرحه علي برهان سابقا..
وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
...اذا كان ماتركه موسى هو الواح التوراة وعصاه واى متعلقات به كما اوردت التفاسير ....فماذا ترك آل هارون من بعد موسى...؟؟؟
...
معنى ان يترك آل هارون شيئا بعد موسى انهم فتحوا التابوت بعد موسى
.
هكذا علقت عليه واضفت ...سيتعارض هذا مع استنتاجك ان التابوت من بعد موسى كان عصيا على الفتح ...
كان رده غريبا حيث قال ...كان هارون شريكا لموسى فى كل شىء ياصاحبى ...شاركه رسالته وشاركه سر التابوت
....هما المقصودان فى الآية الكريمة...وماتركه هارون تركه فى التابوت قبل ان تفقده بنو اسرائيل اول مرة...بدليل انه عند عودة التابوت مع طالوت كان هارون متوفيا من قبل.. ترك هارون النبؤة لبنى اسرائيل واهل مصر ....سر اخر الزمان ...كل هذا ستكشف عنه الاحداث القادمة والتى ستعرف مما سنجده من سيحكم بلدك مصر قبيل ان يحين أوان المهدى ...
وصل برهان الى اخر الحبل فساعدنى وهو يتلمس ساقى فى الظلام ...
اخرج من حقيبته عصا بلاستيكية قام بثنيها بقبضتيه لتشع ضوءا باهرا انار عتمة النفق...قال ...هذا افضل من الكشافات ومن اشعال النار...نظرت الى النفق امامى ...واخرجت من جيبى سبحتى المطلسمة ...
كان النفق قصيرا جدا...قلت له ..دعنى اتقدم اولا ...قال ...لم اكن لافعل واتجاوزك ...
تقدمت مراقبا لحبات المسبحة وانا اتلو تحصينا خاصا...
ما تغيرت المسبحة ...وصلت الى غطاء من الحديد مع نهاية النفق ..على ضوء العصا فى يد برهان شاهدت اول الدرجات الحجرية ...قال برهان ...ماكاد اول الرجال ينزل الا وقد احترق بنار زرقاء سرعان ما تلاشى بعدها فى دقائق وسط رعبنا القاتل..فاحذر بالله عليك ..
بدأت النزول وانا اتلفت لاستكشف الغموض القابع بالاسفل..
توهجت المسبحة فى يدى ...توقفت بسرعة مشيرا الى برهان من خلفى ان يقف ساكنا ....هنا أرصاد قوية يابرهان ..
توقف برهان قائلا ..اذا فنحن على الطريق الصحيح بلاشك ..
نزلت الى اسفل بضعة درجات اخرى وانا اردد هامساً...بسر اسرار الـ..........وقدس طهر الاقداس ...بحق الحق المبين ...
وبعظمة اسمه الـ...... ايتها الارصاد من عهد موسى وهارون والملك سليمان ...سألتكم بــ.....و.تــ......
وفوقكم قسم عليكم قاهر حارق ...لينكشف نور الحق عن غياهب الظنون ...
ليزول كل سحر وكل طلسم وكل حارس وكل هاجس وكل متسلسل فى اغلال القيود فوق حفظ العهود.....
واشرقت الارض بنور ربها ....
مثل نوره كمشكاة فيها مصباح..
انوار ساطعات بحول من لا حول الا بحوله وقوته
اقسمت عليكم بانجلاء البصر حد اليقين
كنت اتابع النزول ...بعض الدرجات تبدو متحطمة ...تجاوزتها والمسبحة يقل توهجها الازرق ويتحول الى الاخضر ......وصلت الى اخر الدرجات فناديت برهان ان ينزل ....
كان المكان ضيقا ...خاليا الا من جثتين لرجلين يبدو وجهيهما فى ابشع صور الاحتراق ....نظرت اليهما مليا وبعض رجفة انتابت صدرى ...انه الموت الاسود يحيط بنا ..
جن برهان وهو يتجاوز جثتى الرجلين ليطوف باركان المكان الاربعة الخالية وينظر لى وصفرة الموت والدهشة تسكن ملامحه..ارتعشت اصابعه وهو يشير الى الجدران الحجرية بهستيرية متسائلا ....كيف هذا ..؟؟؟ وما معنى هذا ..؟؟؟
اين التابوت .؟؟؟؟ اين اى شىء اصلا ؟؟؟؟؟ .....لقد سبق واحضرت جهاز للكشف عن طبقات الارض واوضحت رسوم الاستشعار وجود البناء والدرجات الحجرية وما يشبه التابوت تماما ...
كنت صامتا اتابعه وانا اجول ببصرى فى الحجرة او المقبرة الضيقة ....استطرد برهان وهو فى حالة من الانفعال الجنونى ..
اتصدق ...اتصدق .... اقسم لك ......اقسم لك لقد احضرت ايضا جهازا للكشف عن الاشعاعات .....اتصدقنى ...لقد سجل وجود قراءة عالية ....بعد احتراق الرجل وتلاشيه من امامى ما اردت المغامرة ...حسبت ان فى الامر تدخلا روحانيا فائقا ..لذلك لجئت اليك ...والان ....؟؟.......والان اخبرنى ماهذا ..؟؟؟
فجأة صمت برهان لتبرق عيناه وكأن فكرة ما طرأت له ...قال ...انهم هم ..هم ....الرجال بالاعلى ...اتراهم سرقوا التابوت...؟؟
اولااااااااااااااااد الافاعى ....الان سيهدمون علينا البئر ويستولون هم على كل شىء ....
كاد يزيحنى بقوة فيوقعنى أرضا وهو يسرع الخطوات ليصعد السلم عندما صحت به ...اثبت مكانك يابرهااااان ....
ألجمه صوتى فتوقف ناظرا لى ....كنت واقفا ارمق الحيز اسفل السلم الحجرى ....مشدوها بصرى مآخوذا بكل مجامعى...اتمتم بكل ما املك من علوم روحانية للكشف عن اسحار العيون .....نظر برهان الى حيث احدق ببصرى ...
تقدمت خطوة ومازلت اتمتم بطلاسم من اشد واعقد اسرار عوالم السحر....سخونة عالية تجتاح جسدى ورأسى ...عيناى لا تطرفان ...توترت اصابعى كما مخالب العقاب وانا اتقدم مشيرا بها الى الامام حيث اسفل السلم .....تعالت نبرة صوتى والعرق يتصبب من رأسى الذى اشعر بمرجل من نار قد اجتاحه....تزايدت حدة تلاوتة للعزيمة المطلسمة حتى انتهيت الى آية الكشف الكبرى ....فصحت بها مرارا بقوة ...
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ
فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.
انفجر المكان بنور كاد ان يعمى ابصارنا ....طاقة رهيبة لطمتنى بقوة فقذفتنى بعنف الى الخلف لاصطدم بالجدار يجتاحنى الالم فى كل جزء من جسدى...الدم ينزف من رأسى غزيرا ....وألم حاد يجتاح اطرافى .....يبدو ان بعض الكسور اصابت ساقى وذراعى الايسر....
آهات الالم تتوالى منى ....من وقعتى بجوار الجدار لمحت برهان ينهض من مكانه لا ينظر الا الى التابوت الذى كان قابعا فى جلال الانوار يتلألا ببريق يخطف الابصار..
ناديت عليه ....برهاااااااااان احذر ...لا تقترب منه ...
ظل يتابع تقدمه كالممسوس حتى وقف امام التابوت ...ناديته مجددا ....برهااااااااااااااااااا
كنت احاول الزحف اليه بصعوبة قصوى....لمحته يحاول رفع الغطاء ....حاولت القيام على ركبتى لاسرع الزحف ...
الالم يعصف بى ...برهان يزيح الغطاء قليلا ....اسقط عاجزا عن التماسك والتوازن ....يهاجمنى الوهن الكامل وقبل ان يصيبنى الاغماء ارى برهان ينظر الى داخل التابوت ويغشانى الظلام ...صوته يدوى صارخا فى أذنى ويتردد صداه قويا فى المكان...
ـــ يالك من مااااااااااااااكر ايها الكاهن الساحر..
ما بالكم ابناء مصر وسر حرف الميم ..؟؟؟؟
لاااااااااااااااااااا...غي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ....
اقتلعتنى صرخته المدوية من اغمائتى لافتح عينى على نور العصا الضوئية التى كانت فى يد برهان ملقاة ارضا بالقرب منى ....المكان خاليا من التابوت ومن برهان ايضا .....كاد الهلع يقتلنى وانا اصيح مناديا اياه..
أين انت يااااااااااااا برهااااااااااااااااااااااا
حاولت الزحف مجددا تجاه العصا الضوئية ....امد يدى زحفا لامسك بها ..كدت اصل اليها ....الدماء تسيل لتغطى جبهتى وعينى ....افقد وعى مجددا ...الظلام يبتلعنى هذه المرة لاشعر به كيانا يتشكل صارخا من بعيد...
انتبهووووووووا ...
انتظروا يوما تلف نهاره رايات سوداء يصحبها ضجيج كبير ...
السيوف تلمع من جهة الشرق ..,
ماء النيل احمر قانى ثم للسواد يصير .
زلزلة عظيمة تضرب اقصى اقصى الشمال
الارض الصفراء والخضراء تدوسها العلوج ..
نداء واحد يضم الجميع
.. قبر طاهر ينبش والطاعون يحصد ألافات الارواح ..
صاعقة شديدة تضرب الماذنة الكبيرة ..وبنى صهيون ياكلون التين والزيتون ..
رجفة وهزة مع التلبية وموت من بيده الفاس ....تطهير ارض الحوامض مع بداية نيسان
موت الراعى الشرقى وسقوط عهد الفجور...
الظهور للمستور....
انه قريب يبدء مع الاربعة عشر وينتهى بتمام الثمانية ...
قد اعلنتكم فانتظروا ...انا منتظرون.
.......................تمت
ــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق