الثلاثاء، 19 فبراير 2013

زينات ست الدار !!!

الاربعاء 20 فبراير 2013
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زينات ست الدار ..!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة قصيرة بقلمى / علاء الدين هدهد

فى بيت صغير منزوى من بيوت قريتى كان يعيش وحده مع ابنه الصغير ذى الخمسة سنوات وقد توفيت عنه زوجته منذ عام ونصف.....
فلاح عادى لا يميزه شىء ...طوال اليوم اجيرا فى غيطان الاخرين ليعود ليلا منهكا متعبا ...كان لابد من زواجه باخرى لرعاية الطفل الصغير ...وكانت الجديدة ...زينات ست الدار
امرأة من خارج القرية لا اسرة لها ......الكثيرون حذروه منها ...انها تشتغل بالسحر والاعمال السفلية .....
ما اكترث للامر ولا اهتم به ...
فاجأته بعد الزواج بشرط غريب ...
ـــ ليا ليالى هانام فيها لوحدى ....
وكمان اوقات هفضل قافلة عليا اوضتى ....اياك ..اياك تفتح عليا بابى ولا حتى تخبط عليه ...مهما سمعت ومهما حسيت مالكش دعوة باى حاجة ....
سرت رعدة خفية فى جسده وهو ينظر اليها وكلماتها مع نظراتها المحدقة الصلبة تجاهه قد عقدت لسانه خوفا ...
صمت دون رد ...وكانت الليالى والايام ..
حجرة مخصصة لها وحدها اذا دخلت اليها فلا يقترب منها
رائحة البخور العجيبة تنبعث منها ...اصوات مبهمة تسمع من وراء بابها ...احيانا ضحكات واحيانا أنين وآهات واحيانا اصوات خشنة بحشرجات غامضة ...
تذكر تحذيرات الكثيرين له ..
لكنها تهتم به وبالطفل وهذا ما يريده منها ....ليكن لها ماشاءت
كان يبيت مع طفله فى الحجرة الاخرى اذا انفصلت عنه
واذا كانت معه صممت على ان ينام الصغير على فراش بعيد بزاوية الحجرة ..
خرج صباحا قاصدا احد الغيطان للعمل..
كانت قد اعدت الافطار له وللطفل ثم اعدت العجين واوقدت بعض الحطب واقراص المخلفات فى الفرن الطينى للخبيز .. دخلت حجرتها ...صاحت على الصغير ...
العب فى الاوضة التانية وامجيش هنا ....
دقائق وانسابت رائحة البخور من اسفل الباب ...
الطفل الصغير وحده يلعب......الحطب يزداد اشتعالا فى باطن الفرن ...الوقت يمر .....يخرج الطفل من الحجرة .....اصوات همهمات فى حجرة ست الدار ..
صوتها يعلو ضاحكا ...الطفل يلعب بكرته فيقذفها بقدمه تجاه باب الحجرة ....النيران تتأجج ........اصوات خشنة تقهقه ...
تقدم الطفل الى الباب ليلتقط كرته ..
الباب ينفتح لتخرج هى شبه عارية ووراءها سحب من البخور..
...الطفل اسفل ساقيها وقد نظر الى داخل الحجرة ...ثم ضحك وجرى قبل ان تمتد يدها لتمسك به فدخل مناديا ...
ــ انت هنا يا عمى علوان ..؟؟
الرجل العارى على الفراش ينتفض جاذبا الاغطية ليستتر بها
....صياحه يتعالى غاضبا ...هى تنقض على الطفل كما حيوان مفترس فتحمله صارخة فيه وهى تسبه ...
الرجل يصيح بها ....هانعمل ايه دلوقتى ....؟؟؟
الطفل يبكى متألما من قبضتها ...
سيبينى ...سيبينى ....ايديك بتوجعنى قوى ...آآآآآآآآآى
تصفع الطفل مرارا وهى تلعنه ....
من بين شهقات بكاءه ينطلق صوته العفوى ...
هاقول لابويا لما يرجع ....والله هاقوله ..
ارتدى الرجل ثيابه ومازال يصيح بها برعب..
تجاهلت صيحاته لتستدير قابضة على عنق الطفل تجره جرا
الطفل يبكى ....الرجل يصيح ...هاتعملى ايه يامجنونة ..؟؟
صرخات الطفل تتعالى ....تقف هى امام الفرن الطينى ..
وجهها كما المسوخ رعبا ...انحت بالطفل للارض ..
الرجل اتيا من وراءها صائحا عليها .....الطفل يصرخ باخر كلمة ....أبوياااااااااا ...عندما دفعت به بكل قسوة الى فجوة النيران المتأججة ...صرخ الرجل فزعا وهو يسمع صرخات الطفل للحظات بينما دفعت هى ببعض الحطب عليه لتلتهمه النيران ...
ما قالت الا كلمات جامدة وهى تنظر الى الرجل المذهول امامها
ـــ اما احنا واما هو ...ولما ابوه يرجع هاقوله انه خرج من الدار وماشفتوش ....انت فاهم ؟؟
....
لم تدم القصة طويلا ليكتشفها الاب الملكوم والحزين حد الموت بعد عدة ايام من البحث والتفتيش عن طفله ...
بعض العظام وما تبقى من هيكل الصغير تفضح مقتله ...بينما ظلت خيانتها طى الكتمان ..
كان انتقامه واهل البلدة منها رهيبا ......تم احراقها حية حتى الموت ....ما سمعوا منها الا توعدها لهم ولاطفالهم بالحرق ...
لم يرض احد بدفنها بمدافن القرية الا ان قبل احدهم بعد توصية من شيخ له مكانته بين الجميع ... ......صرخاتها الرهيبة كانت تسمع ليلا فى نفس المكان ....
الكثيرون اكدوا سماعهم اياها فى البيت المشؤم بعد مغادرة الاب له ....
وكذلك عند قبرها الذى كثيرا ما شاهدوا امامه شبحا لرجل يقف امامه ماددا يده تجاهه وممسكا بعصاه الطويلة ....لم يكتشفوا خيانتها الا بعد مدة طويلة عندما اصابت علوان حادثة فتلفظ ببعض الكلمات قبل ان يلفظ اخر انفاسه ...
ــــــــــــــــــــ تمــــــــــــــــــــــــــــت ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنويه /
من قرأ منكم قصة الحارس
سيعرف ان هذه القصة شرحا لما كنتم تتساءلون عنه فى القصة السابقة ..
لمن لم يقرأ القصة السابقة هذا رابطها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=179178498868863&set=t.100003477770890&type=3&src=https%3A%2F%2Ffbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net%2Fhphotos-ak-ash4%2F415113_179178498868863_611649195_o.jpg&smallsrc=https%3A%2F%2Ffbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net%2Fhphotos-ak-ash3%2F557636_179178498868863_611649195_n.jpg&size=1044%2C709

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق