السبت، 3 نوفمبر 2012

السبت 3 نوفمبر 2012

انــــــــــــــــــــــتَ عليكْ عفريـــــــــــــــــــــــت !!!
 

انا عاوزك معايا الليلة لما يجى الشيخ ابو السبح ...
قال صاحبى وكانت نبرة صوته تستعطفنى ان اقبل ...
كان هذا منذ عشرة سنوات مضت ...ظللت احاول اقناعه ان طفلته فى افضل حال لكنه صمم ونفر فيه العرق الصعيدى ودماغه والف جزمة قديمة لازم احضر معاه الجلسة الموعودة ...
ايه يعنى لما البنت تصحى من نومها كتير وتعيط ...؟؟
وايه يعنى لما تبص فجأة لمكان فاضى وتصرخ ..؟؟
وايه يعنى ان عمرها تلات سنين ومسكت بايدها قطة صغيرة وخنقتها ؟؟؟
كلها حاجات بتحصل وف احسن العائلات كمااان ... لكن تقول ايه فى المخ الصعيدى بقى ..؟؟؟
جلست انا وهو والطفلة فى شقته ليلا فى انتظار صاحب السر الشيخ ابو السبح ...وبعد العشاء طرق الباب علينا ...
استقبله صاحبى مرحبا ووقفت ماددا يدى اليه يالسلام وما ان تقابلت عيناه فى عينى حتى بلم وتنح ووقف لا يرمش ولا يهش او ينش لمدة دقيقة ....وجم صاحبى للمشهد واخذتنى الدهشة فسحبت يدى واذا به ينطق بصوت متحشرج متفحصا ملامحى بدقة ...
انت عليك عفريت ياجدع انت ...
يااا راااااااجل !!... لآ والله !!؟؟
هكذا رددت عليه متعجبا وابتسامة سخرية ودهشة تملء وجهى ..
سارع صاحبى المذهول يخاطبه وهو يجذب ذراعه الى داخل الحجرة ...مش هو دا العيان ياسيدنا ..دى بنتى الصغيرة اللى نايمة هنااااك دى ..
تمتم الشيخ ببضعة كلمات لم اسمعها وجلس ارضا طالبا ان توضع الطفلة امامه وامر باحضار حلة نظيفة بغطاءها ...
دا باين عليه هايطبخ لينا العشا ...سخرت منه هامسا لصاحبى وان توجست نفسى الخيفة منه ...
اسرع صاحبى باحضار الحلة ووضعها بجوار الشيخ الذى اخذ يخرج من كيسه القماش بضعة اشياء وبخور وعدة شموع ومبخرة صغيرة ...........والله مانا منزل عينى من عليك ياشيخ النحس انت ...بقى انا عليا عفريت يابن الملاحيس ...ماااااشى هنشوف هاتعمل ايه فى ليلتك السودة دى ...
هذا ما رددته لنفسى وانا اراقبه جيدا حتى لا يقوم باى حيلة من حيل المشعوذين فيخدعنا بها ...
كشف الحلة وكانت نظيفة فارغة ....... اعاد غطاءها عليها ووضعها بجوار الطفلة النائمة على الارض وخلع عن رقبته احدى السبح الطويلة العديدة التى تتشابك على صدره والبسها عنق الطفلة واوقد ثلاثة شمعات سوداء اللون ووضع مبخرته الصغيرة ليتصاعد دخانها متراقصا ...يا شاه ياشاه ياشاه .....ياه ياه ياه ....اصرفوا كل ملعون الى مخباه ....احضروا طاعة لعهدى معاه ...اكشفوا على الجسد المطروح ...اشفوا منه الجروح ...واخرجوا العمل فورا ...القيه جوه الحلة ملحوح ...
مرت دقيقة ساد فيها الصمت ...لا نفس ولابم ولا تم ...
صرخت الطفلة فجأة وحاولت القيام فامسكها الشيخ ..وهو يقول ..ايوه كده ايوه كده بانت كرامتكم وحضرتم ....
ابن المجنونة ده ...ماالبنت مشكلتها انها بتنام وبتصحى تعيط على طول ...كرامة ايه ونيلة ايه اللى بيقول عليها ...
التفت بعنف تجاهى وكانت نظرته قاسية ....فيه عكوسات جامدة هنا ....انت ياجدع انت ..اخرج برة ...
اخذنى الانفعال فصحت ....عكوسات ايه ياعم البتاع انت ...مش خارج يعنى مش خاااارج ..ايه رأيك بقى .؟؟؟
اخذ صاحبى يهدأ الشيخ ويعتذر لى ويرجوه استكمال علاج الطفلة ...
نظر الشيخ تجاهى وهو يردد ...استرااااق ..احترااااق ...اخترااااق ..
لكل كاذب افاااااااق...حانس ....حاااااانس ....كانس ...كااااانس
شعرت بجسدى يتصلب فجأة ...الله يخرب بيت ابوك ...هو فيه ايه ؟؟ ايه اللى بيحصل لى ياشيخ زفت انت ...؟؟؟ صحت مرعوبا والرعشة تتملك منى بعنف ...قفز صاحبى من جوارى مفزوعا.........
صراخ الطفلة يتعالى ...قمت دون ارادتى واقفا متصلبا امد ذراعيا الى الامام فى رعشة وانا احملق فى السقف مرعوبا ..خطوت بضعة خطوات مترنحة مع ارتعاش جسدى كله ........تراجع الشيخ زاحفا وهو جالسا يشير الى وجهى وكانت قسماته لا تخلو من دهشة وصاح محدثا صاحبى ....أهو ....اهو ظهرت عليه العلامات ...مش قلتلك انو عليه عفريت ....
اعمل معروف اتصرف ياسيدنا ..ابوس ايدك ...كاد صاحبى يبكى وهو يتوسل الى الشيخ ...
الطفلة مازالت تصرخ والشيخ يضع يده على صدرها ...وقعت ارضا متصلبا واذا بساقى وقدمى ترتعش فى عنف ووجدت الفاظا غريبة تخرج منى مع رغوة بيضاء من فمى ....
اشقهاااااش .....اشطاااااااليش ....حااااااااالش ...حاااااديش ....
اخذ جسدى كله يتنطط على الارض كما حبة الفشار فوق المقلاة الساخنة ..
صاحبى يقفز صارخا مبتعدا ...والشيخ يترك الطفلة ويقف بعيدا صارخا فى وجهى ....انصرف ...انصرف لا تأذينا ولا نأذيك ...اشتاتا اشتوت ....اشتاااااااااتا ....اشتوووووووت
اخذت اطرافى تضرب وترفس وتركل فى كل اتجاه وناحية ...وصاحبى يستعيذ بالله صارخا والرجل العجوز يصيح ....الله يخرب بيوتكم ...الجدع ده مسكون بالف عفريت ....
انتفض جسدى واقفا وعيناى على اكثر اتساعهما واصابع كفى متوترة فانقضت على عنق الشيخ وانا اتقايىء على صدره ...
اووووووعق ......شرهااااامش .....شردين .....اووووووووووعق ....شرااااااامين ....شورااااام ........اووووووووووعق ..
لم يتحمل الشيخ كميات القىء المتقاذفة منى ....اخذ يحاول الفرار وانا اقبض على عنقه بيدين من حديد وابحلق واحملق وابرق فى وجهه .....
سيبووووووونى ياولاد الكااااااااااالب .....خرجوووووونى من هنا ...
كان صاحبى قد التقط ابنته الصارخة وتراجع والخوف يتملكه الى زاوية الحجرة بعيدا عنى والشيخ المرعوب ....استطاع الرجل ان يتنصل برقبته من قبضتى وهمّ بالجرى خارجا واذا بركلة عنيفة طوحت بها ساقى وقدمى لتصيبه من الخلف فتقذفه الى الباب ففتحه وفر خارجا من الشقة يصرخ ويشتم ...
وقعت ارضا انظر الى صاحبى .....كان يحتضن طفلته وصوته لا ينقطع عن تلاوة المعوذتين باكيا ...
قمت اليه باسما وهو يتراجع مرعويا ...
فى ايه ياراجل ياعبيط انت .....ماتفوق بقى ....انا كنت بهزر علشان اكشفلك الدجال اللى انت جبته ....
حملق فى وجهى للحظات ....يخرب بيت جناااااانك ...لبشت جتتى ..هو انا ناقص نيلة ....الله يسامحك والا ...يارب مايسامحك على اللى عملته فيا ده ....
اخذت اضحك منه وهو يخرج من الحجرة محتضنا طفلته ...نظرت حولى الى ماتركه الشيخ ابو السبح من اشياء ...ضحكت وانا انفخ فى الشموع لاطفئها وامسك بغطاء الحلة ارفعه فماتت ضحكتى واتسعت عيناى رعبا عندما شاهدت لفافة صغيرة من جلد غريبة المنظر ترقد فى قاع الحلة ....
تغيرت حياتى كلها بعد هذه الليلة ......
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــت .....................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق