الجمعة، 7 سبتمبر 2012

شجـــــــــــــــــــــــــــــــــرة الخـلد ....!!

الجمعة 7سبتمبر 2012

شجـــــــــــــــــــــــــــــــــرة الخلد ....!!

قصة قصيرة بقلمى / علاء الدين هدهد ...

وقف غير بعيد بجوار احدى الاشجار ...ظل يزفر والغضب والحنق يكادان يفجران صدره ....مازال يرمقهما حاقدا وما زالت الكلمات تدوى فى اذنيه ...اسجدوا لآدم ....!!!
كم حاول جاهدا ان يفهم هؤلاء المخلوقات النورانية ذوات الاجنحة الساطعة انهم افضل من ذلك الارضى الترابى اسمر اللون ...لكنهم ابوا مجرد الاستماع اليه ...الان يتجرع مرارة الهزيمة والانكسار وحده ...والاكثر من هذا غضب الله عليه ...ظل يراقبهما وهما يجولان فى الجنة التى خصهما الله بها ...تبعد كثيرا عن تلك التى كانت من قبل تترائ له عظيمة الاتساع ...كان رضوان يمنع الجميع من مجرد الاقتراب الى الحد الذى يمكنهم تنسم عبيرها ورحيق بساتينها .. ...اما هذه الجنة الصغيرة التى علقت بين الارض والسماء الدنيا فعلى الرغم مماحوته من بساتين واشجار وانهار فلا يمكن أبدا مقارنتها بتلك التى يحرسها رضوان ومن معه من الملائكة ...
تعود الكلمات تتردد لتصم اذنيه فيسترجع ما دار بينه وبين ذى العزة والجبروت ....هل اخطأت فى جدالى له ؟؟؟ ام اصبت ولكن اخطأت بمجرد الجدال نفسه ..؟؟ وايا كان محل الخطأ فالنتيجة الان هى الاهم ....اما انا او انت ايها الطينى الاجوف ....
من اين أتيك ..؟؟ وكيف ستطمئن لى ؟؟ ها هو الله قد حذرك وتلك البلهاء معك منى ...هاهو اتاح لكما كل ما بين اياديكما من متع واشجار فى بستانكما الا شجرة واحدة ...وها هو اخبرك انك لن تجوع ابدا ولن تعرى ولن تظمأ مطلقا ولن تشعر بالقيظ حرا ....فما سبيلى اليك لكى تأتى ما نهيت عنه ..؟؟
استمر ابليس يقتفى على البعد اثر آدم وحواء خلال بستانهما ...هاهما يأكلان ....وها هما يمشيان ..وها هما يجلسان ....الان آتيهما ....
يا آدم ...كيف حالك فى بستانك الجميل ...؟؟
نظر اليه آدم وانتبهت اليه حواء ....قال آدم ...لا شأن لك بى ..ولا حديث لى معك ....
قال ابليس ...ما جئت اليك الا لنصحك وارشادك الى مالا تعرف ...
انصت آدم متفكرا ....وقال :
وما هو هذا الذى لا اعرفه وقد علمنى ربى اسماء كل ماحولى حتى اننى قد تفوقت على الملائكة كلهم فى معرفة اسماء الاشياء والمخلوقات التى حولنا ...اتذكر فقد كنت واقفا تراقب ذلك ....؟؟؟
قال ابليس مبتسما ...نعم اذكر ...قد عرضت الاشياء والمخلوقات امام الملائكة فلم يعرفوا عنها شيئا لكن .....هل عرضت انت امام الملائكة مع ما عرض عليهم ...؟؟؟
تعجب آدم ونظرت حواء بلاهة ...قال آدم ...ماذا تقصد ...؟؟
رد ابليس ..هل تعرف ما هى شجرة الخلد ...؟؟؟
تفكر آدم قليلا وقال ...ليس من بين ما اعرف من اسماء شجرة باسم شجرة الخلد ....قال ابليس :
هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ..؟؟
امسكت حواء بذراع آدم وقد وقع منها حديث ابليس موقعا فى نفسها ...قال آدم :
وما هى شجر الخلد وما هو الملك الدائم ...؟؟؟؟
قال ابليس مشيرا الى جسدى آدم وحواء ....ماهذا النبات الذى يلتف على جسدك انت وزوجتك يا آدم ....؟؟؟
نظر آدم الى جسده وجسد زوجته قائلا ...هذه هى الشجرة الوحيدة التى نهينا عن الاكل منها وهى كما ترى تلتف حاضنة جسد كل منا فتغطي وسطينا ...لكننى اجهل اسمها ....
قال ابليس وقد اقترب من آدم ...اتعرف يا آدم ان هذه هى شجرة الخلد ....وما جهلت اسمها الا لانك لم تعلمه ....افهمت لماذا سألتك ...هل عرضت انت امام الملائكة مع ما عرض عليهم ...؟؟؟
فهذه النبتة المشجرة حول جسدك لم تعرض امام الملائكة اليس هذا صحيحا ..؟؟؟
من جديد تفحصها آدم ثم قال ...بلى ولكن ما شأنها هذه الشجرة ..؟؟
سأله ابليس ....لماذا منعت من الاكل من ورقها او هذا الثمر الصغير النابت منها ...؟؟؟
رد آدم ...لا اعرف لكننى سأطيع الله ما امرنى ...
ضحك ابليس قائلا لحواء ...وانت ايتها الصامتة ...اتعرفين لماذا منعت من الاكل من هذه الشجرة حول جسدك ..؟؟؟
نظرت اليه حواء وقد تملكها فكر طويل وما ردت الا بهزة من رأسها نفيا ....
قال ابليس ...ارى ان الله ما نهاكما عنها الا لكى لا تكونا ملكين او تكتشفان جمال جسديكما الرائع فتتناسلان وتخلدان بدوام و استمرار ذريتكما ...
حملقا الاثنان فيه واخذا ينظران الى جسديهما ...هما حقا لا يريان
ما تغطيه هذة الشجرة حول وسطيهما ...
قالت حواء أتغطى هذه الشجرة ما هو ذا قيمة فى جسدى ...؟؟؟
ضحك ابليس وقال ...نعم بالتأكيد ...ثم توجه الى آدم قائلا ..أتذكر يا آدم ..عندما مسح الله على ظهرك وأراك ذريتك ....؟؟تفكر آدم قليلا وقال نعم أذكر ...عاد ابليس يسأل ....اتعرف ياآدم كيف ستكون لك ذرية ...؟؟؟؟؟
صمت آدم ناظرا الى حواء ثم الى ابليس كمن لا يجد جوابا فاطرق برأسه يهزه نفيا ....ابتسم ابليس وهو يقول له ....السر والاجابة يكمنان هنا...اسفل هذا ...واشار الى ماعلي جسديهما من نبات ...
اعقب اشارته بالتقدم اليهما وامتدت يداه لتمسك يمناه بما على جسد آدم من نبات ولتمسك يسراه بما على جسد حواء ....
ارتعدت حواء ووجل آدم صائحا به ...ويلك ماذا انت فاعل ...قال ابليس ..اقسم لكما اننى لكما من الناصحين ....هيا انزعا عنكما هذا اللباس النباتى وتذوقا ثماره وسوف توقنان بما قلت لكما .....
نظر آدم الى حواء وبادلته هى النظر ليجدا نفسيهما وقد جذب كل منهما بعضا مما عليهما من نبات فيتناولانه آكلين ....وقف ابليس يتنفس فى انفعال رهيب وهو يحدق فيهما يحاول ان يخفى فرحته بالنصر يردد لهما لاهثا ...نعم ..نعم ....هيا ..هيا ......اتريان ما اشد حلاوة طعمه ...اكملا ...اكملا ...اتريان كيف تتفتت اغصان النبات ؟؟ ...اتريان كيف تتطاير اوراقه ....؟؟؟ هيا انظرا ما اجمل جسديكما وما احلى ما ظهر منهما من منظر ..!!!!!!
نظر آدم الى نفسه وقد سقط ماعليه من نبات ساتر ...شهق شهقة وجل وخجل وقد بدت له عورته وما كان قد شاهدها من قبل
وما كانت حواء باقل منه خجلا وقد نظرت الى موطن عفتها عاريا فالتفتت صارخة تولى آدم وابليس ظهرها ...نظرها آدم ليرى ظهرها عاريا بادية سوئتها من دبر فصاح بها وقد اربكهما المشهد القاسى ...جلجلت ضحكات ابليس فرحا وهو يتقافز فى المكان منتشيا ..وما كان من آدم وحواء الا الجرى بين اشجار الجنة يقطفان من اوراقها ما يصلح لسترهما كما كان من قبل ...واذا بصوت الله تعالى يرج عليهما الجنة رجا ...: { أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }....
وقع آدم يبكى نادما ووقفت حواء منكسة رأسها الى الارض خجلا ...
بينما ابليس على البعد مازال يضحك قائلا لنفسه ...
ما ايسر اغواءك ياآدم ....عرفت من اين أتيك ومن اين سأتى ذريتك من بعدك ...
وانطلقت ضحكاته تدوى فى المكان .....
.................تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ....................
 

هناك 3 تعليقات:

  1. لا اعلم حقا هل امدحك للغتك .. ام لا ..

    لغتك جميلة وتكتب بجمال لم اقرأه من قبل.. ولديك جاذبيه .. وودت لو لم انتهي من قرائتها ..

    ولكن لي ملاحظة.. ببعض كلماتك .. مثل قولك لأمنا حواء عليها السلام .. على لسان اللعين ابليس .. (( البلهاء )) وغيرها .. كلماتك جميلة ..لكن لم أحب استخدام هذه المفردات وشبيهاتها في حق انبياء وزوجاتهم .. شكرا لقلمك

    مشعل ,,

    ردحذف
    الردود
    1. اخى الكريم / مشعل
      ارحب بك فى المدونة واتمنى دوام مرورك العطر
      اشكرك لاطراءك الراق للقصة
      بالنسبة لما ابديت من ملحوظة
      بالتأكيد عندما نكتب على لسان شخصيات القصة فالقول منسوب للشخصية لا لاعتقاد الكاتب او تعبيرا عنه هو
      فمثلا لو كتبنا حوار عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يدور بين الكفار لكانت الفاظ الهجاء والسباب منهم فى حقه
      وهنا الكلمة محل انتقادك وردت من منظور كون ابليس هو قائلها ...افتراه كان مادحا لحواء..؟؟؟ ام يصب عليها جام غضبه هى وآدم.
      هذا ردى اتمنى ان تجد فيه بعضا مما قد تتقبله
      اشكرك مجددا واكرر امنيتى بمطالعتك سائر القصص هنا

      حذف
  2. ياعلاء الدين اسلوبك سلس ومغر ولكن افكارك وعباراتك الشيطانية السخرة بعيدةعن الحقيقة جعلت من جسدابويك حديقة بل جعله الله في ابها هيئة واجمل صورة وكساه رشا ونعت امك حواء ام البشربداك النعت السخيف مستجيبا لدناءة الشيطان حينها كم كانت نسبة البلاهة فيك التي الدعيت وتدعي الذكاء؟ اسلوبك جميل لكن لاتجعل للشيطامجالا فيه اجدربهذا الخيال الكبير ان يسبح في ملكوت الله النوراني الجميل وفقك الله لمايحب ويرضي والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته

    ردحذف