الخميس، 19 أبريل 2012

العشق ....

16 مارس 2012

العشق ............

* هى ذات الشقة التى عاشا فيها زمنا..كانت تشعر انها مملكتها الخاصة ...لاتوجد اولاد ...فقط هما معا....تعشقه بكل ما فى الكلمة من معان.... هى فى صحوه ....هى ايضا فى منامه ...بل ربما لا يحلم بامرأة غيرها...
اذن لماذا تغير ؟؟
هى تشعر بهذا التغيير ربما منذ اعتلت صحتها وصارت عصبية المزاج جدا ...نعم باتت تثور لابسط الاسباب ...واحيانا بلا اسباب واضحة.......قد تكون تلك المكالمة الهاتفية بداية تغير الوضع الى الاسوء....
هو لا يكلمها مطلقا.....لا ينصت اليها ....لا يعيرها ادنى اهتمام ....كأنها شيئا لا قيمة له........يمر بها دون النظر اليها .....يتجاهلها تماما ؟؟؟
الطعام يحضره معه من الخارج ..فى حين تعد هى اشهى الاطباق على المائدة..فلا يمد اليها يده..
كان بالماضى اذا دخل للاستحمام نداها متغنيا فتلحق به تحممه كطفلها المدلل مستمتعة بذلك .....
اما الان فيمنعها من ذلك .....حتى الفراش يوليها ظهره دائما غير مكترث لما تضفيه على نفسها من جمال آخاذ وما ترتديه من ملابس رائعة الاغراء....
هذا التجاهل المقيت يكاد يذبحها ذبحا.....والاكثر منه كلما ارادت التقرب اليه ومجرد الهمس له يهب غاضبا صارخا ويترك الحجرة التى تجمعهما متجها الى اخرى......
صار يقضى معظم وقته فى الخارج وعندما يعود لا تسمع منه الا تحية السلام اثنا دخوله وبع ذلك يلزم الصمت ......جل وقته فى الشقة يقضيه امام شاشة الكمبيوتر الخاص به .....
اقتربت منه ذات مرة وهو يحادث البعض ...شاهدت صورة امرأة هى من يحدثها .....الكلام يدور حول الحب والمواعدة......اشتعلت نيران الغيرة فيها ....جن جنونها......هاجت ..صاحت ....صرخت فيه .....لم يكترث لها ولم يوليها ادنى الاهتمام................فما كان منها الا ان جذبت كافة اسلاك الكهرباء بعنف فاحترق الجهاز ........هب هو فزعا غاضبا صارخا باعلى صوته ...,,, دى مابقتش عيشة أعوذ بالله منك ....أدينى سايبلك البيت كله ......
خرج ...وظلت وحدها تيكى ....لم يعد تلك الليلة الى الشقة ...كانت تنتظره ولهفة رؤيته تأخذ بمجامعها ....تود الاعتذار اليه ...تود ان يصفو لها.
مر يومان على مغادرته الشقة وهى وحيدة تنتظر.....اخيرا تسمع صوته على الباب..........
اسرعت لاستقباله ...وجدته يدخل ومعه احد الاصدقاء .....تذكر هذا الرجل ....كان كثيرا ما يأتى لزيارته...
قال الرجل له ....سيبنى انت وانا هاتكلم معاها...وربنا يصلح الحال ..
غضبت لمجرد ان يأتى بمن يتدخل بينهما ....
ظل الرجل يتحدث وهى تنصت غير مبالية ......تكلم كثيرا فى التسامح والمحبة الحقة وان تتركه يختار ما يحب لنفسه ........
ما هذا الهراء ؟؟؟؟
ايمكن ان يطالبها احد بترك عشقها و مملكتها ومليكها المتوج ؟؟؟؟؟
هذا لا يمكن ابدا ولن يكون ...
قامت تاركة الرجل يهذى حتى قام بدوره يخاطبه قائلا :
يظهر ان الموقف معقد اكتر......
سمعته وهو يهمس له اثناء مغادرته بضرورة ان يستشير طبيب نفسانى..
....الوغد ..هل يظن بها جنونا ؟؟؟؟؟
غادر الرجل واقبلت عليه تحاول مجددا التودد له دون جدوى.......
فى المساء كان وحده بغرفة مكتبه ....ترامى الى سمعها بعض من حديثه الهاتفى ......
- طبعا هاتجوز .....مافيش حاجة هاتمنعنى .....هى حرة ...تعمل اللى هى عايزاه ...
الصراخ الداخلى يمزق كيانها .....والغيرة تنهشها نهشا ........هل ستأتى من تسلبه منها ؟؟ هذا لن يكون ولو اضطرت لقتله ...نعم ...قتله .
صاحت صارخة فيه :
- انا ممكن اقتلك .....فاهم ؟؟ .....سكينة حادة أغرسها فى قلبك وانت نايم.......او ايد مليانة بالغضب والكره تعصر رقبتك .....
ما كان منه الا ان ترك الحجرة وغادر الشقة كلها ............وغاب من جديد عدة ايام .....
هذه الليلة هى يوم مولده .....اعتادت ان تحتفل به اعظم احتفال ....اعدت كل شىء مراهنة نفسها على عودته ... الشموع فى كل مكان ............الاغنية التى تعشق سماعها ............جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل

فحرقنا نفوسنا في جحيم من القبل .........
بالفعل تسمع صوته على الباب ....توارت بعيدا لتفاجئه ......دخل بصحبته امرأة ....دقات قلبها تتزايد فى عنف .......هاتها من يد الرضى جرعة تبعث الجنون ................اتسعت عيناها غضبا ......هل جرؤ على احضارها الى هنا .؟..............يا حبيبي ، أكلما ضمنا للهوى مكان...............المرأة تدخل متلفتة يحتضنها ذراعه ....أشعلوا النار حولنا فغدونا لها دخان .....لم تتمالك نفسها.................صرخت ممسكة بالشمعدان المشتعلة شمعاته وجريت تجاه المرأة التى افزعها صراخها والتصقت بالرجل فى خوف ......لطمت وجه المراة فاحرقته وهى تصرخ بجنون .....المرأة بدورها تصرخ بشدةوتهرول الى الخارج .......هو يصيح بها ....حرام عليكى....حرام عليكى.........يجرى ليلحق بالمرأة....تجرى هى وراءه .....لا تلحقه ...يغلق الباب وراءه ...تقف وحيدة غاضبة تتلفت حولها فى ذهول ....لتحترق المملكة ولا تسكنها غيرى ..
اشعلت النيران فى كل شىء ووقفت بعيدا تقهقه فى جنون ....
باب الشقة يفتح بعنف ....يدخل هو ومعه العديد من الرجال ....ينتشرون فى محاولة للتغلب على الحريق .......احدهم يقف وحيدا وينظر بحدة اليها ثم يصرخ فيها :
أفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *
اذهلتها الكلمات......كأنما سياطا ضربت بها فصاحت بغضب:
أيووووووووووووووووووووووووووووه...............رد الرجل بعنف ....خسئتى يا ملعونة............فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا.......تقهقه بصوت اهتز له المكان ...... صاح حبيبها للرجل :
الشقة دى ملعونة .....انا شفت فيها العذاب ...أصوات بتكلمنى وأدين بتلمسنى ومش شايف حد قدامى.....لولا ذكر الله اللى بقيت مواظب عليه كنت اتجننت ........صوتها يعلو مدويا.......انت لى .........
الرجل مخاطبا الجمع المفزوعين ......اخرجوا كلكم سيبونى ليها ....متخافوش من النار دى .....بعون الله هادمرها...
...........................تمت ............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق