الأحد، 13 يونيو 2021

آه يا حلو
ـــــــــــــــــــــــ
آه يا حلو يامسلينى ..... ياللى بنار الحب كاوينى
املى المدام ياجميل واسقينى ..... من كتر شوقى عليك مابنام
...
رمى ببصره عبر النافذة الواسعة إلى ذلك الأفق البعيد الغارق فى عتمة الليل من تلك الساعة المتأخرة.. كان الصوت الشجى لصباح فخرى ينساب من هاتفه المحمول رقراقاً عذباً كأنما يغلف أحاسيسه ومشاعره بهالة غامضة من الحنين
كلما استمع لذلك اللحن خاصةً شعر وكأن ملامحها ترتسم رويداً رويداً على صفحة الخيال وما تلبث إلا وتتجسد باسمة أمامه ..
حبيت جميل ياريتنى ظله ......... حاز الجمال والحسن كله
لما رأيته ملك فؤادى .... صبرت قلبى وحملت ذله
الحقيقة هو لا يعلم ما الرابطة الغامضة التى تربط بين استماعه لذلك اللحن بصوت صباح فخرى تحديداً وبين تلك الهالة النورانية التى تشع فجأة كما بوابة سحرية فتحت على أبعاد كونية شاسعة من الذكريات
هاهى خطوط ملامحها تسبح خطاً وراء خط
تتماوج ... تتقارب .... تتناغم
حاجباها المرسومان كما الوشم الدقيق .....عيناها الساحرتان الخلابتان
بحة صوتها الغانج وهى تتحدث هامسة ....
.... بسمتها التى كانت تأسره فلا يروم منها حرية أو انطلاق
أبيض ويا يالون الياسمينى ...... ياللى على خدك شكل الوردة
وحياة خدودك والجبينى ...... انى أسير الغرام ده
مازال يحتفظ بصور عديدة لها .... كذلك بعض المقاطع المصورة وهى تحادثه....
فى ليال كثيرة كليلته تلك كان ينسل بعيداً حتى عن الدنيا بما فيها .... بعيداً عن زحمة مشاكله ... عن افكاره ومشاغله ... بعيدا حتى عن نفسه .... ثم يسمع تلك الأغنية مراراً وهو يعيد السباحة فى بحور تلك الصور لها حتى يغرق تماما فى كون موازٍ لا يستطيع أحد أن يصل إليه فيه
يا الله !!!!
كم هى شاسعة تلك المسافات بينهما ... وكم هو طويل طويل ذلك الأمد الزمنى الذى باعد بينه وبينها .... ورغم كل ذلك يجدها مازالت تقبع فى ذلك الركن الخفى فى عمق أعماق قلبه .. فهل تراها مازالت تذكره ...
..
ماظن قلبى تنسانى ...... وتزيد فى حبك اشجانى
عد يا جميل عد لى تانى ...... من كتر شوقى عليك مابنام
مرت سحابة بيضاء ناعمة تمسح بحنان وجه الهلال الوليد أخذ يتابعها ببصره ورائحة الورود حول حافة النافذة تملأ رئتيه وهو يستحلب ذكرى أول مرة أخبرته فيها بحبها له .... كان يضغط بشفتيه على اللا شىء كأنما يعتصر تلك اللحظة فيمتص رحيق الذكرى شهداً كما أروع أنواع الخمور ..
أصابعه تنقبض لتمسح باطن الكف كمن يحتضن حبيباً إلتقاه بعد غياب
الكورال مازال يردد مذهب الاغنية ( آه يا حلو يامسلينى .....) بينما هو قد انطلق عبر أثير الخيال والحلم
هاهى تقترب منه
هاهى تمد يدها إليه
هاهى تبتسم فيشع النور متلأ لئاً
هاهى تناديه فما سمع اعذب ولا أرق من صوتها
هاهو يسرع إليها الخطى
هاهو قلبه يسبقه مهرولاً ترتفع ضرباته فى عنف
هاهو يفتح ذراعيه ليضم إلى صدره ذلك الحنين الدافىء
هاهما تلتقى شفتاهما بشوق قااااااااتل ...
اصحى ياللى أمك صاحبتى
خلتك كمان كان فردتى
واختك بترقص على مطوتى
احسن من ايها سرسجى
انطلق الصوت المنكر فظيعا مريعاً شنيعاً ليطعن مسامعه ويزلزل كيانه
نظر متلفتاً مأخوذاً واذا بتوكتوك ينطلق عبر الشارع والصوت الملعون للمدعو ( حمو بيكا ) يخترق حجب الصمت بوحشية ...!!!!!!!
.......................................... تمــــــــــــــــــــــــــــــــت ...............................
علاء الدين هدهد

قد تكون صورة لـ ‏نص‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق