.
الشهقااااااات ..
ــــــــــــــ
الاربعاء 10 سبتمبر 2014
.
صفير ريح المساء يلف الاجواء فيداعب ألسنة اللهب المتراقصة فى ركن الحقل تحت الجميزة العتيقة وانا امد كفيَّ لينالهما الدفء
..اخرجت من جيبى الكتاب برفق وعلى ضوء النار نظرت اول صفحاته الصفراء ..
اسرع يارجل ....انه فى النزع الاخير ..!!
انتزعنى النداء الجهورى وتردد صداه بشكل مفزع من حولى ...تلفت مأخوذا احدق فى المزروعات والاشجاء والطريق الممتد بجوار الحقل ...كل ما اراه على ضوء القمر باهت يتمايل كما الاشباح ...
قمت اخطو بضع خطوات رافعا صوتى متسائلا ....من هناك .؟؟
لم ار من اين جاء ولم اشعر به الا وهو يتآبط ذراعى جاذبا اياي منطلقاً الى الطريق وهو يردد بصوت عميق يخترق وجدانى ..
ـــ هيا انه يكابد حشرجات الموت ..
حاولت ان ابصر وجه الرجل فلم ارى منه الا عمامته البيضاء الغريبة فى شكلها وتكوينها ...
احساس غامض استولى علي وكأنى اعرف الرجل ...ذراعه التى تكاد تعتصر ذراعى فى قوة سرى منها الى داخلى تيار خفى..
كان يسير بسرعة غريبة حتى شعرت ان قدمى لا تمسان الارض وما عدت ارى معالم الطريق التى اعرفها ونحن ننطلق نتجاوز حدود المسافات ..
سمعته يترنم منتشيا ..
سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ ............ و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــسْ
و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ ................ و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــسْ
..
تردد السؤال مرتعشا بين شفتيَّ ...من أنت ..؟
صاح الرجل بأعلى صوته كمن ينادى احدا ..
ـــ لقد ناداك فلبى نداااااااااءه ..
افزعنى صوته وكأنه تجاوز به منتهى السمع منى ...
ريج عاصف دافىء شعرت به ينطلق كما السهم من بعيد لينقض على ذراعى الاخر ...إلتفت مرعوبا لارى رجلا ملثما وقد احاط بى فاعتصر بذراعه ذراعى الاخرى مرددا وهو يكلم الرجل الاول
ــــــ لبيك لبيك لبيك ..أنا هو.. انا أنت.. أنا حيث شاء ..
زادت سرعتهما وهما يحملانى حملاً ....اصابنى الدوار وانا احاول رؤية وجهتنا التى بدت تخترق المجال امامى بشكل جعل خفقات قلبى تدق فى اذنى كما طرقات الطبول ..
تمتم الرجل الثانى وهو يحلق بناظريه فى الفضاء مترنما ..
..
فيا سائلي ماذا رأى قلبك الذي .... يصحح فيه الورث في ليلةِ السُّرى
..
فيا طاعتي لو كُنْتِ كُنْتُ مقرباً ... و يا معصيتي لولاكِ ما كُنْتُ مُجْتَبَى
..
ماعدت ارى امامى الا اطياف الظلام تُطوى طيا ونحن ننطلق كما الشعاع ..
هاهناك على مرمى البصر هدفنا ..
بين شجرتين كبيرتين رمى القمر بكل ثناه على كوخ صغير
الرؤية تتكشف اخيرا ...تتضح اكثر فأكثر ...تقترب ...ننطلق لنجتاز الباب الخشبى عندما دوت الصرخة من الداخل كما هزيم الرعد ..
..
آآآآآآآآآآآآه يا وحشة تمزق الروح على سفود الاشتياق ..
..
شعرت بسقوطى على الارض امام الفراش انظر الجسد المسجى عليه وحيدا لشيخ يشير بسبابته الى أعلى ..
اقترب منه الرجلان تحوطهما هالات كما اللهب من حيث لا ادرى ..
ــ السلام عليك ابا يزيد ...
ـــ السلام عليك ورحمة الله ..
تحركت رأس الشيخ قليلا ...ندت من شفتيه همسة لم اسمعها ..
تحركت اصابع كفه فرفع ساعده الايمن قائما واغمض عينيه لحظات ..
كنت ارى الرجلين كل منهما على جانب من الفراش تتعلق عيونهما بعينى الشيخ وبشفتيه ..
اخذتنى رجفة وانا انظر حولى و دوامة من التساؤلات تغرقنى ..
كنت واقعا ارضا على ركبتى ...تقدمت قليلا الى حافة الفراش فى اللحظة التى انطلقت شهقة الشيخ وهو يقبض على يد الرجل الواقف يمين الفراش ...
ــ لهف قلبى عليك وهم يقطعوننى اربا فيك فتسيل دماؤك مبتسما..
دمعت عينا الرجل وهو يهمس قائلا :
ــ رحم الله من فهم الاختصار ضرا وضراراً ..
(مافى الجبة غير الله !!)
فما فى الجبة ياقوم الا جسدى ومافى جسدى قيم الا قلبى ومافى قلبى إلا الله ..
شهق الشيخ شهقة شعرت معها بارتجاج المكان فتسمرت عيناى به وبشفتيه ...أمسك بعنف بيد الرجل الاخر وقلبه يخفق مضطربا ..
ــ سأطوف بك فيك ..
سأطوف حوله معك ..
وسأفتح بك فتحاً فسميه بالفتوحات ..
ربت الرجل باصابعه على كف الشيخ وهو يهمس له..
نحن قوم يحرم النظر في كتبنا..لكل كلمة معنيان ولكل معنى قاصدوه ..
شهق الشيخ شهقةً اخرى وهو يصيح ...ياااااااااااا الله !!
ها أنا على شط البحر المحرم ...
إن كنت تحب أنانتك لي ، فإني قد وهبت أنانتي لك ، فافعل ما تريد ..
..
..نظرت الى الشيخ مذهولا لا اعى مما يدور من حولى شيئا وهاتف بداخلى يحثنى ان اغادر الى الخلف وهاتف اخر يسألنى أن كيف ..
أخذت احدق فى عينى الشيخ واذا بالشهقة تخرج منه عالية فتتشنج رأسه الى الوراء وتتصلب ذراعاه وتتوتر اصابعه وينتفض جسده كله على الفراش ...الرجلان تخفت صورتهما كما النور من خلف الزجاج ...رأس الشيخ تتشنج اكثر فتتسع حدقتاه ويفتح فمه ملتفتا اليَّ فتخترقنى نطراته كما طعنات السيوف ..
ارتعد جسدى بالرغم منى ...شعور برعب ممزوجا بعدم القدرة على التحرك ...العينان النافذتان تجذبانى الى حافة الفراش ...ماعدت ارى اثرا للرجلين ...امتدت يدى المرتعشة بالرغم منى لتقترب من كف الشيخ المتصلبة ...انقضت اصابعه على اصابعى فى قوة ثم امسك بمعصمى ... انطلقت صرختى وانا احاول جذب يدى منه دون جدوى ..
العينان مثبتتان على عينيَّ ...الشفتان المشققتان تهتزان هامسة ..
ـــ ارتفع فى الاجواء الاسم الاعظم فراقبوه .....واحذروا ...
احذروا السرداب من تحته قاصدا نقطة الارتكاز ..
ارتسمت الدهشة على ملامحى وسكننى التساؤل ..
ـــ اذا جرى الماء مدرارا انهارا فقد آن الاوان ..
يموت الفداء ويظهر صاحب اللواء ..
احذروا السرداب ...احذروا السرداب ...احذروا السردااااااااااااااااب ..
شهق الشيخ شهقته الاخيرة وقد تراخت قبضته عن معصمى ..
ماشعرت بنفسى الا منطلقا خارج الكوخ مهرولا هاربا لأجد نفسى وسط امواج الظلام تغرقنى دونما بصيص من ضوء ...
صدمنى شىء فوقعت ارضا واذا بالضوء يغمرنى ...ارتجف قلبى وانا انظر اليه ....تمتمت بصوت بالكاد خرج منى ..
أيارب الكون العظيم ....ايعقل هذا حقاً ..
........................تم ــــــــــــــــــــــــــ ــــت ....................
الشهقااااااات ..
ــــــــــــــ
الاربعاء 10 سبتمبر 2014
.
صفير ريح المساء يلف الاجواء فيداعب ألسنة اللهب المتراقصة فى ركن الحقل تحت الجميزة العتيقة وانا امد كفيَّ لينالهما الدفء
..اخرجت من جيبى الكتاب برفق وعلى ضوء النار نظرت اول صفحاته الصفراء ..
اسرع يارجل ....انه فى النزع الاخير ..!!
انتزعنى النداء الجهورى وتردد صداه بشكل مفزع من حولى ...تلفت مأخوذا احدق فى المزروعات والاشجاء والطريق الممتد بجوار الحقل ...كل ما اراه على ضوء القمر باهت يتمايل كما الاشباح ...
قمت اخطو بضع خطوات رافعا صوتى متسائلا ....من هناك .؟؟
لم ار من اين جاء ولم اشعر به الا وهو يتآبط ذراعى جاذبا اياي منطلقاً الى الطريق وهو يردد بصوت عميق يخترق وجدانى ..
ـــ هيا انه يكابد حشرجات الموت ..
حاولت ان ابصر وجه الرجل فلم ارى منه الا عمامته البيضاء الغريبة فى شكلها وتكوينها ...
احساس غامض استولى علي وكأنى اعرف الرجل ...ذراعه التى تكاد تعتصر ذراعى فى قوة سرى منها الى داخلى تيار خفى..
كان يسير بسرعة غريبة حتى شعرت ان قدمى لا تمسان الارض وما عدت ارى معالم الطريق التى اعرفها ونحن ننطلق نتجاوز حدود المسافات ..
سمعته يترنم منتشيا ..
سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ ............ و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــسْ
و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ ................ و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــسْ
..
تردد السؤال مرتعشا بين شفتيَّ ...من أنت ..؟
صاح الرجل بأعلى صوته كمن ينادى احدا ..
ـــ لقد ناداك فلبى نداااااااااءه ..
افزعنى صوته وكأنه تجاوز به منتهى السمع منى ...
ريج عاصف دافىء شعرت به ينطلق كما السهم من بعيد لينقض على ذراعى الاخر ...إلتفت مرعوبا لارى رجلا ملثما وقد احاط بى فاعتصر بذراعه ذراعى الاخرى مرددا وهو يكلم الرجل الاول
ــــــ لبيك لبيك لبيك ..أنا هو.. انا أنت.. أنا حيث شاء ..
زادت سرعتهما وهما يحملانى حملاً ....اصابنى الدوار وانا احاول رؤية وجهتنا التى بدت تخترق المجال امامى بشكل جعل خفقات قلبى تدق فى اذنى كما طرقات الطبول ..
تمتم الرجل الثانى وهو يحلق بناظريه فى الفضاء مترنما ..
..
فيا سائلي ماذا رأى قلبك الذي .... يصحح فيه الورث في ليلةِ السُّرى
..
فيا طاعتي لو كُنْتِ كُنْتُ مقرباً ... و يا معصيتي لولاكِ ما كُنْتُ مُجْتَبَى
..
ماعدت ارى امامى الا اطياف الظلام تُطوى طيا ونحن ننطلق كما الشعاع ..
هاهناك على مرمى البصر هدفنا ..
بين شجرتين كبيرتين رمى القمر بكل ثناه على كوخ صغير
الرؤية تتكشف اخيرا ...تتضح اكثر فأكثر ...تقترب ...ننطلق لنجتاز الباب الخشبى عندما دوت الصرخة من الداخل كما هزيم الرعد ..
..
آآآآآآآآآآآآه يا وحشة تمزق الروح على سفود الاشتياق ..
..
شعرت بسقوطى على الارض امام الفراش انظر الجسد المسجى عليه وحيدا لشيخ يشير بسبابته الى أعلى ..
اقترب منه الرجلان تحوطهما هالات كما اللهب من حيث لا ادرى ..
ــ السلام عليك ابا يزيد ...
ـــ السلام عليك ورحمة الله ..
تحركت رأس الشيخ قليلا ...ندت من شفتيه همسة لم اسمعها ..
تحركت اصابع كفه فرفع ساعده الايمن قائما واغمض عينيه لحظات ..
كنت ارى الرجلين كل منهما على جانب من الفراش تتعلق عيونهما بعينى الشيخ وبشفتيه ..
اخذتنى رجفة وانا انظر حولى و دوامة من التساؤلات تغرقنى ..
كنت واقعا ارضا على ركبتى ...تقدمت قليلا الى حافة الفراش فى اللحظة التى انطلقت شهقة الشيخ وهو يقبض على يد الرجل الواقف يمين الفراش ...
ــ لهف قلبى عليك وهم يقطعوننى اربا فيك فتسيل دماؤك مبتسما..
دمعت عينا الرجل وهو يهمس قائلا :
ــ رحم الله من فهم الاختصار ضرا وضراراً ..
(مافى الجبة غير الله !!)
فما فى الجبة ياقوم الا جسدى ومافى جسدى قيم الا قلبى ومافى قلبى إلا الله ..
شهق الشيخ شهقة شعرت معها بارتجاج المكان فتسمرت عيناى به وبشفتيه ...أمسك بعنف بيد الرجل الاخر وقلبه يخفق مضطربا ..
ــ سأطوف بك فيك ..
سأطوف حوله معك ..
وسأفتح بك فتحاً فسميه بالفتوحات ..
ربت الرجل باصابعه على كف الشيخ وهو يهمس له..
نحن قوم يحرم النظر في كتبنا..لكل كلمة معنيان ولكل معنى قاصدوه ..
شهق الشيخ شهقةً اخرى وهو يصيح ...ياااااااااااا الله !!
ها أنا على شط البحر المحرم ...
إن كنت تحب أنانتك لي ، فإني قد وهبت أنانتي لك ، فافعل ما تريد ..
..
..نظرت الى الشيخ مذهولا لا اعى مما يدور من حولى شيئا وهاتف بداخلى يحثنى ان اغادر الى الخلف وهاتف اخر يسألنى أن كيف ..
أخذت احدق فى عينى الشيخ واذا بالشهقة تخرج منه عالية فتتشنج رأسه الى الوراء وتتصلب ذراعاه وتتوتر اصابعه وينتفض جسده كله على الفراش ...الرجلان تخفت صورتهما كما النور من خلف الزجاج ...رأس الشيخ تتشنج اكثر فتتسع حدقتاه ويفتح فمه ملتفتا اليَّ فتخترقنى نطراته كما طعنات السيوف ..
ارتعد جسدى بالرغم منى ...شعور برعب ممزوجا بعدم القدرة على التحرك ...العينان النافذتان تجذبانى الى حافة الفراش ...ماعدت ارى اثرا للرجلين ...امتدت يدى المرتعشة بالرغم منى لتقترب من كف الشيخ المتصلبة ...انقضت اصابعه على اصابعى فى قوة ثم امسك بمعصمى ... انطلقت صرختى وانا احاول جذب يدى منه دون جدوى ..
العينان مثبتتان على عينيَّ ...الشفتان المشققتان تهتزان هامسة ..
ـــ ارتفع فى الاجواء الاسم الاعظم فراقبوه .....واحذروا ...
احذروا السرداب من تحته قاصدا نقطة الارتكاز ..
ارتسمت الدهشة على ملامحى وسكننى التساؤل ..
ـــ اذا جرى الماء مدرارا انهارا فقد آن الاوان ..
يموت الفداء ويظهر صاحب اللواء ..
احذروا السرداب ...احذروا السرداب ...احذروا السردااااااااااااااااب ..
شهق الشيخ شهقته الاخيرة وقد تراخت قبضته عن معصمى ..
ماشعرت بنفسى الا منطلقا خارج الكوخ مهرولا هاربا لأجد نفسى وسط امواج الظلام تغرقنى دونما بصيص من ضوء ...
صدمنى شىء فوقعت ارضا واذا بالضوء يغمرنى ...ارتجف قلبى وانا انظر اليه ....تمتمت بصوت بالكاد خرج منى ..
أيارب الكون العظيم ....ايعقل هذا حقاً ..
........................تم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق