الخميس، 22 ديسمبر 2016

على مقهى فى حي الحسين !!


على مقهى فى حي الحسين !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة .....لكن حقيقية ..
...
..
ــ بس انتَ اسأله عنها ومن امتى سابته وبعد كده سيبه بقى و هو هايشتغل لوحده ..
هكذا قال لى صديقى عن الرجل ...وهكذا اصطحبنى الى المقهى التى يداوم الجلوس عليها فاشار لى ناحيتة ثم قال ..
ــ هاستناك هنا قدام القهوة ..
تقدمت داخلا المقهى وانا اتفحص الرجل ...يبدو طبيعيا لا يميزه او يعيبه شىء .
جلست على مقعد بجانب مقعد الرجل دون كلام لبعض الوقت ثم تلفتُ حولى بهدوء وبصوت هامس سألته .
ـــ يعنى من امتى اخر مرة شوفتها ؟؟
هز رأسه دون ان يلتفت لى ثم أغمض عينيه لبرهة وظل صامتا ..
اقتربت برأسى منه أكثر وهمست له ..
ـــ يعنى هى مشيت لوحدها كده ولا انت زعلتها فى حاجة ؟؟
ارتعش جسده كمن مسه تيار كهربائى وفجأة ..
قام كالمجذوب متجها الى الحائط القريب يتحسسه صائحاً :
.
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ ...... أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
.
افزعنى صوته حقاً فجفلت منه منكرا تصرفه ...انتبه كل الجالسين حولنا...مددت يدى لامسك ذراعه بلطف اجذبه ليجلس وانا ارمق العيون التى تعلقت متحفزة علينا ثم قلت مخاطبا اياه برفق..
ـــ طب بس استهدى بالله وافتكر كويس ..كان من اسبوع فات ولا عشر تيام لما سابت البيت وطفشت ..؟؟؟
نظر ناحيتى ثم التفت الى الحائط ومد يده على امتداد ذراعه ليمسح عليه مردداً :
.
أمر على الديارِ ديار ليلي ............... أقبلُ ذا الجدارِ وذا الجدارِ
.
ـــ يادى النيلة .!!!..ياعم الله يهديك انت وست ليلى ...قولى مراتك اتهببت وهجت من وشك أمتى وليه ..؟
.
إلتفت مقترباً منى وعيناه كجمرتين فوق حجر الشيشة ثم مد يده فأمسك بكوب الشاى الساخن على المنضدة امامى وباليد الأخرى امسك بفنجان قهوة من مائدة أخرى بجوارى ثم رفعهما عاليا وهو يسكبهما محملقاً فيهما والدخان يتصاعد منهما .
.
تَـقُـولُ وقَـدْ مَـالَ الـغَـبِـيْـطُ بِـنَـا مَعاً...... عَقَـرْتَ بَعِـيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْـزِلِ
.
ـــ الله ينكد عليك يابعيد انت وليلى وقيس فى يوم واحد ....كده غرقت البنطالون وبهدلتنى يامهفوف فى عقلك ..
صحت فيه وقد هببتُ واقفا امسح ملابسى و اتمتم بكل كلمات السباب وجميع من فى المقهى قد انفجر فى الضحك الهستيرى فى حين صاح احد الرجال فى وجهى قائلا :
ـــ ابعد عنه الساعادى ..
اشحت بوجهى عنه مستديراً لأغادر المقهى وانا ألعن اللحظة التى كلمنى عنه صديقى وعن زوجته وعن تخاريف الشعر التى تستحوذ عليه ..
واذا بالصوت ينفجر من خلفى صارخاً ..
.
ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ ....... وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرّجلُ
.
طوحتُ برأسى إلى الخلف دون ان ألتفت إليه صائحا ..
ربنا يخدك انت وهريرة فى ساعة واحدة ياشيخ ..
أيوه هاطيق ..مالكشى انت دعوة جتك الهم والغم اكتر واكتر م اللى انت فيه ..
اتانى صوته بنفس نبرة الصياح وقد خالطها البكاء :
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها .. تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ.
..
ـــ يا أخى عن ابوها مامشيت ولا اتنيلت كمان ..جتك الوحل اللى يوحلك يامجنون دا أنت راجل ......
لم اكمل الجملة حيث اصاب رأسى من الخلف كوب زجاجى به ماء مثلج ...شعرت بالألم يجتاح رأسى الذى نزف بالتأكيد وسمعت صوته صارخا يهرول ورائى..
.
إذا ذهبَ الحمارُ بأمِّ عمرو ....... فلا عادتْ ولا عادَ الحمارُ.
لم ألتفت لأرى من ذلك الذى قذفنى بالكوب بل اطلقت لساقى العنان جاريا اتخبط فى زحام المارة فى الشارع وإذا بى ألمح صاحبى واقعا على الارض ينظر إليَّ ممسكاً ببطنه من شدة الضحك ... ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علاء الدين هدهد