الأحد، 17 يوليو 2016

آه ياولااااد الـ .......!!!!


.
الاحد 17 يوليو 2016
ـــــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
..
كان الشيخ الذى تجاوز السبعين مازال مستمرا فى حديثه وسط استماع وانصات من سائر الحضور الذين تعلقت ابصارهم به غير مقاطعين له الا مهللين تارة مكبرين اخرى مصفقين احيانا....
العمائم تعلو هامات الجالسين على المنصة تتمايل رؤوسهم انتشاءً وكأنما هم فى حلقة ذكر وجدانية ..
قام احد الجالسين من الحضور مبتسما رافعا يده كأنما يستأذن فضيلة الشيخ ...
كان الرجل انيقا مهندما كما رجال الاعمال ذوى المهابة والسلطان .
توقف الشيخ عن الكلام ناظرا اليه فقال الرجل بصوت هادىء رزين ..
ــــ ربنا مايحرمناش من فضيلتكم يامولانا.... كنت عاوز اخد رأيكم فى امر مهم ليا ..
نظر الجالسون على المنصة بجوار الشيخ اليه صامتين فقال له الشيخ :
ـــ خيراً يابنى بإذن الله ...تفضل ..
ـــ والله ياسيدنا انا صاحب مجموعة شركات تجارية كبيرة قوى ....استلمتها وكان موقفها الاقتصادى متعثر وبحمد الله هى دلوقتى بقت من افضل المجموعات العالمية ومشهود لها بالجودة والتقدم ..
هز الشيخ رأسه اعجابا وقال :
ـــ خير والحمد لله ...
استطرد الرجل مكملا :
ــــ لكن انا عاوز اقولك على شوية حاجات وبتمنى انك تصبر وتسمعنى لحد ماخلص كلامى ..
رد الشيخ وعلامات الدهشة تسكن ملامحه ..:
ـــ اتفضل يابنى بس اوجز الله يخليك ..
ــــ حاضر يامولانا ....الامر وما فيه انى مسلم والحمد لله بس طبيعة عملنا كرجال اعمال خلتنى فى مقابلاتى مع الاخرين مضطر يعنى ....انى اشرب الخمور بكل انواعها ....
( احمرت عينى الشيخ وهمهم الحاضرون جميعا استنكارا لكن بإشارة من يد الشيخ سكتت كل الاصوات )..
..وكمان من ناحية ادارتى الشخصية لالاف العاملين فى شركاتى فأنا مدى لكل واحد حريته الكاملة .. الموظفين كلهم عندى احرار فى معتقادتهم وافكارهم وسلوكياتهم ... والرجالة منهم ...يعنى ...اقصد ....كل واحد واللى بيعجبه بيعملوا ....فمثلا احنا موافقين على زواج المثليين وممارسات الشواذ للجنس زى ماهما عاوزين ...ونا من نحيتى شجعتهم وعملت لايحة عامة تحمى حقوقهم ...
سقط الشيخ من وقفته على مقعده مذهولا والجميع ينظرون اليه والى الرجل وكأن فوق رؤوسهم الطير .
استمر الرجل فى حديثه قائلا ..
اما بخصوص الموظفات ..فكل الحرية مديهلهم برضو ....يعنى اللى تحب تعمل اى حاجة بتعملها ... اللى عاوزة تروح عن نفسها مع زميلها مافيش مشكلة ..واللى عاوزة تمارس الجنس فى اى وقت تدخل اى مكتب فاضى وتعمل اللى هي عاوزاه ..
..
انهالت الصيحات معترضة صارخة وضجت الصالة كما هزيم الرعد توشك ان تنفجر ..
ارتفع صوت الرجل اقوى ليجبرهم على الانصات ..
ــــ ارجوكم اسمعونى ...اسمعووووووووووووونى ...
انا قدرت احقق ارقام قياسية فى كل المجالات ....وانفتحت بشكل كامل على التعاون والتجارة مع اسرائيل علشان احقق اكبر دخل بين كل الشركات التانية وكمان عملت ...
نهض الشيخ مقاطعا صارخا بصوت مدوى ....
ــــــــــ سكتووووووووووووووووووواااااااا الملعوووووووووون ده ...
نهض الجميع مسرعين يحيطون بالرجل يكادون ان يفتكوا به بينما سارع هو بالجرى الى اعلى المنصة ليلتقط الميكروفون ويجرى ليمسك بالشيخ واضعا ساعده الايمن حول عنقه متخذه درعا له وموجها الى رأسه مايشبه المسدس الصغير بيده اليسرى....تراجع الجميع مرعوبين وسكنت مقاومة الشيخ بينما ظل جسده مرتعشا يتمتم بكلمات وهمهمات مستنكرة غير واضحة .... استكمل الرجل كلامه بصوت طليق سريع وكل الحضور ينظرون متآهبين ينتظرون اللحظة التى تتخطفه اياديهم .....
ــــ يااااااا مولااااااانا....الله يخليك ... اشمعنى انا بس ..هو انا عملت ايه غلط يعنى ....يعنى هو حلال لأردوغان وحرام عليا وعلى الغير ...
حاول الشيخ التملص من قبضة الرجل وهو يقول :
ـــــ اسكت يا كاذب ...أردوغان ده سيدك وتاج راسك وراس الكل ...ده عنوان الرجولة والاسلام ...
ــــ بس والله العظيم ياشيخنا ده بيشرب الخمور برضو وبيرقص مع النسوان العرايا وبيتصور مع .....
ــــ اخرس يا تااااافه ..
ــــ طب ورب الكعبة يا عمنا ده بيأيد الشواذ وبيدعم زواج المثليين ومخلى الدعارة نشاط اقتصادى رسمى فى البلد ومرخصها كمان..
ـــ اخرس يافاجر ده بانى الجوامع والمآذن وحامى الحمى وصاحب نهضة تركيا ...
ــــ طب والله العظيم يا مولانا انا كمان عملت الدور الارضى فى الشركة بتاعتى جامع وفاتج بيوت ألاف الناس برضو وبحقق نهضة اقتصادية عملاقة ..
ــــ ملعون انت وشركتك وناسك ونهضتك ..
ـــ طب احلفلك بإيه انه اعلن التطبيع الكامل مع الصهاينة وبيتاجر معاهم وكمان حرامى بيسرق ثروات العراق وسوريا وبيساعد داعش بالسلاح والفلوس وبيورد لهم المرتزقة من كل اوروبا ....
ـــــ مهما تحلف يافاسق ...مهما تقول يامنافق برضو اردوغان خليفة العصر والاوان ..
ان الله معه والملائكة وجموع العلماء والناس من بعد ذلك ظهيرا ...
سكنت الدهشة والتعجب ملامح الرجل فارتخت قبضته عن الشيخ للحظة ...
انفلت الشيخ بمكر من تحت ساعد الرجل واستطاع الفرار بعيدا عنه فارتمى جانبا وهو يصرخ :
ــــ ياااااااااعباد الله ...هلمواااااااااا ....اقتلواااااااا الفاجر العاهر الكااااااافر ...
انهالت الايادى والصيحات تمزق الرجل شر ممزق بينما صرخات الوجع تصدر منه عالية من خلال الميكروفون الذى كان مايزال ممسكا به ..واذا به من وسط الجموع الضاربة الصارخة الموشكة على قتله يقول ؟؟
ــــ يااااااااااا مولااااااااااانا ...انا مستعد اشغل كل كل كل اللى تبعتهم ليا من طرفك ومن جماعتك فى شركاتى وبإجور ومرتبات رهييييييييييبة ...
نظر الشيخ الى الجموع المتشابكة والمشتبكة مع الرجل ورفع يده عاليا فتوقفت حركة الجميع لكنهم مازالوا متحلقين حول الرجل ...
نهض الرجل من الارض وقد تمزقت ثيابه وتلطخ وجهه بالدماء وهو يقول :
ــــ وكمان يامولانا.....انا ....انا هاسكنهم فى العمارات اللى بملكها ....وببلاش ...مش عاوز منهم اى فلوس ..
تبسم الشيخ هو وذوى العمائم فى رضا ..
اكمل الرجل .
ــــ ومش بس كده ....انا اتشرف ....اتشرف بجد ...انك تكون المستشار الدينى لشركتى وبالمرتب اللى تحدده فضيلتك وبالدولار كمان ...
ضحك الشيخ سعيدا وهو يقول :
ـــ وسعوا السكة لاخيكم ياعباد الله ....ابشروا بالفوز العظيم .....تعال يابنى تعال ....مش كنت تبدأ كلامك بالبداية الصح ....
البداية مهمة قوى يابنى ....تعال... ربنا يبارك فيك وفى شركاتك ...
تقدم الرجل الى الشيخ بخطى بطيئة عارجا تارة ومترنحا اخرى جراء ماناله من ضرب مبرح وهو يتمتم فى سريرته ..
ــــ آه ياااااولااااااد الحرااااااااااااااااااااااام ..
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
............... تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ..........................................
بقلمى / علاء الدين هدهد